الشواهد المفيدة على جهل هزاع المسوري بمبادئ العلم والعقيدة
فهذه مشاركة من أخينا الفاضل خالد الأثري وضح فيها بعض الأخطاء التي وقع فيها المدعو هزاع بن سعد المسوري وهو أحد دعاة الإخوان في اليمن الذين اغتر بهم عوام المسلمين ويسمونه كشك اليمن فما أكثر الدعاة إلى الضلال نسأل الله العافية .
بسم الله الرحمن الرحيم
الشواهد المفيدة على جهل هزاع المسوري بمبادئ العلم والعقيدة
العدد الأول
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد :
فهذا بيان لبعض أخطاء هزاع المسوري ـ هداه الله ـ في العقيدة وهي كما ترى في مبادئ العقيدة التي لا يجهلها طالب علم مبتدئ فضلا عن رجل يشيخ أو رجل درس في جامعة يزعم أهلها أنهم يعلمون فيها العقيدة نحو عشر سنين ولا شك أن جهله بالمبادئ يدل على جهله بما ورائها وقد كتبت هذه السطور نصحا للمغترين به من الذين جعلوا الحق بغيتهم والهدى طلبتهم ، وأما طلبة العلم فهم على بصيرة بحاله وهذا من فضل الله عليهم أولا ثم من بركة العلم ثانيا .
فأسأل الله عز وجل أن ينفع بها وأن يتقبلها مني إنه ولي ذلك والقادر عليه .
والآن أوان الشروع في المقصود ـ مستمدا العون من الله والتسديد ـ فأقول :
هزاع المسوري لا يفرق بين توحيد الألوهية والربوبية:
فقد قال في شريط ( المولد النبوي ) : ( إن للبيت ربا يحميه إذن لم يكن هناك جيش يدافع عن البيت الحرام لم يكن هناك حرس وطني ولا شرطة عسكرية ولا مدنية ، لم يكن هناك دبابات ولا مدفعيات ، لم يكن هناك شيء من هذا إنما كان هناك من يقول الله الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) ؟؟ وهذا الكلام من جهله العميق بأصل الدين العتيق ألا وهو التوحيد . إذ أن قول عبد المطلب ( إن للبيت ربا يحميه ) يدل على إقراره بالربوبية أي أن الله هو الخالق المالك المدبر ، وهذا أمر كان يقر به المشركون كلهم ، قال تعالى ( قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون ) بل يقر به إبليس لعنه الله كما أخبر الله عنه أنه قال ( قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون ) فيلزم على هذا القول أن مشركي قريش وإبليس موحدون وهذا قول باطل لأنهم وإن أقروا بالربوبية فهم لا يحققون توحيد الألوهية بإفراد الله بالعبادة الذي هو معنى لا إله إلا الله بل عبدوا معه غيره قال تعالى ( إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلى الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون ) ويزيد الأمر وضوحا ما جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمه أبي طالب عند وفاته ( يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله ) فقال له أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية ( ترغب عن ملة عبد المطلب ؟؟ ) فما زال يكررها النبي صلى الله عليه وسلم عليه حتى كان آخر ما قال (( هو على ملة عبد المطلب ) وإذا كان هزاع يجهل هذا فحري به والله أن يتعلم دين الله عز وجل قبل أن يدعوا الناس فإنه بهذا الفهم المنكوس سيدخل كل الملل الكافرة التي تقر بالربوبية في الإسلام .
هزاع يشكوا همه وحال الأمة للنبي صلى الله عليه وسلم ويدعوه طالبا منه الشفاعة:
ولما كان هزاع جاهلا بحقيقة التوحيد وبما كان عليه العرب من الأمور المناقضة له وقع في بعض ما وقعوا فيه ، فهو يشكوا همه وحال الأمة للنبي صلى الله عليه وسلم ويدعوه طالبا منه الشفاعة قال في شريط ( نداء إلى طالبات المدارس ) ( ها نحن نعيش زمن الفتنة ، هانحن نعيش زمن الفتن ، حار الحليم وعجز الطبيب وأمرنا بالمنكر ونهينا عن المعروف وأصبح الخصم العنيد قاضيا والذئب الضاري راعيا فالتبس الأمر واختلطت القضايا وحار العقل ، فيا خير خلق الله يا سيدي إنا نيسر بقفرة زاد الهجير بها وقل الماء ، يا سيدي كن للنجاة شفيعنا يا خير من شهدت له الشفعاء ) أ . هـ
ومن المعلوم عند طلبة العلم المبتدئين الذي درسوا كشف الشبهات أن هذا هو شرك المشركين ، الذين كانوا يدعون الأصنام والصالحين والملائكة يطلبون شفاعتهم ، قال تعالى ( والذين اتخذوا من دون الله أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) أي ما نعبدهم لأنهم يخلقون أو يرزقون أو يضرون أو ينفعون ولكن من أجل الشفاعة قال قتادة والسدي ومالك عن زيد بن أسلم وابن زيد : (إلا ليقربونا إلى الله زلفى): أي ليشفعوا لنا ويقربونا عنده منزلة . وذكر الله عنهم أنهم يقولون (( هؤلاء شفعاؤنا عند الله )) . وقال في شريط مولد خير البرية : أنطلق بحضراتكم اليوم لنعيش مع حضراتكم مع المولد النبوي الشريف نلتمس وإياكم العضة والعبرة ونشكو إلى رسول الله ما صار إليه المسلمون وإذا ضاق بنا أمر وضاقت بنا أنفسنا فلا نلجأ إلا إلى الله ) انتهى . يا لله ما أعظم جهله وأوسع ضلاله حين يشكوا إلى رسول الله وهو القائل : ( قل إني لا املك لكم ضرا ولا رشدا ) هذا في حياته فكيف بعد مماته خاصة وأنه لا يعلم عن الأمة شيئا كما قال ( فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) وقد بين ربنا أن شكاية الهم لا يكون إلا عليه قال تعالى على لسان يعقوب : (إنما اشكوا بثي وحزني إلى الله ) و(إنما) من صيغ الحصر فالمعنى : لا أشكوا بثي وحزني إلا إلى الله ؛ وهذا أمر لا تجهله عجائز المسلمين اللاتي على الفطرة ولكن هزاعا لصق به شيء من دنس الصوفية ـ سلمك الله منهم - .
وأما قوله : ولا نلجأ إلا إلى الله ؛ فقد نقضه في نفس الكلام وهكذا في الكلام المتقدم فحال هزاع كحال الصوفية الذين يقولون : لا نعبد إلا الله ثم يدعون غيره ويذبحون لغيره فإذا أنكر عليهم قالوا : ليس هذا من الشرك ؛ فهل هذا يبرر لهم شركهم أم يزيدهم سوءا لا ريب أنه الثاني لأنهم أشركوا بالله وأنكروا أن يكون الشرك شركا .
عبارات من هزاع فيها جفاء في حق النبي صلى الله عليه وسلم :
وفي الوقت الذي يغلو هزاع في النبي صلى الله عليه وسلم تجده يتكلم بعبارات تسيء إليه كقوله :
(كل القلوب إلى الحبيب تميل ومعي بهذا حجة ودليل
أما الدليل إذا ذكرت محمدا طارت دموع العاشقين تسيل )
انتهى
هذا البيت الصوفي فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعشقه المحبون وهذا وإن أراد به المحبة إلا أنه لا يجوز في حق النبي صلى الله عليه وسلم لأن العشق مذموم ويكون مع الشهوة كما قرر ذلك أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه قاعدة في المحبة . وأيضا وصفه له في أشرطته ومنها في هذا البيت بالحبيب وفي الوقت نفسه إذا جاء إلى ذكر إبراهيم عليه السلام قال: الخليل إبراهيم . ومن المعلوم أن مرتبة الخلة أعلى من مرتبة المحبة فالله يحب كل مؤمن تقي قال تعالى ( إن الله يحب المتقين ) وليس له إلا خليلان وهما إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم كما في الحديث المتفق عليه (إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ) فحين نعطى إبراهيم مرتبة الخلة ونعطي محمدا صلى الله عليه وسلم مرتبة المحبة فقد جعلنا إبراهيم أعلى منزلة من النبي صلى الله عليه وملم وهذا جفاء في حقه عليه الصلاة والسلام ولذلك أنكر العلماء هذه العبارة كابن أبي العز الحنفي في شرح العقيدة الطحاوية . قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى 10/204 : (وقول بعض الناس ان محمدا حبيب الله وابراهيم خليل الله وظنه ان المحبة فوق الخلة قول ضعيف فان محمدا ايضا خليل الله كما ثبت ذلك فى الاحاديث الصحيحة المستفيضة)
هزاع يردد عبارات أهل وحدة الوجود :
ومن جهله بالتوحيد أن يتغنى بقول أكفر طائفة في الوجود في معنى ( لا إله إلا الله ) وهي الطائفة الاتحادية ، فعندهم ( لا إله إلا الله ) أي لا معبود في الوجود إلا الله . وإذا كان ليس في الوجود معبود غير الله فمن عبد الشجر أو الحجر أو الشمس أو القمر أو الجن وغير ذلك فلم يعبد غير الله لأن كل معبود عندهم هو الله . حتى قال ابن عربي : -
العبد رب والرب عبد يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك رب أو قلت رب أنى يكلف
وقال :-وما الكلب والخنزير إلا إلهنا وما الله إلا راهب في كنيسته .
نعوذ بالله من الكفر .
ومع هذا يهز هزاع منابر المساجد التي بنيت لتوحيد الله وعبادته وذكره بقول هذه الطائفة الملحدة في ( لا إله إلا الله ) فقد قال في الشريط السابق : ( هل يتحرك الفيل ليهدم بيت الملك كلا حرام عليه أن يتحرك إن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ، سبحانك ما في الوجود سواك رب يعبد أبدا ولا مولى سواك فيقصد يا حي يا قيوم أنت المرتجى وإلى علاك حنى الجبين الساجد ) أ . هـ
والشاهد هو الشطر الأول من البيت الأول والمعنى الحق لكلمة التوحيد : لا معبود بحق إلا الله ، فخرج بـ ( حق ) ما عبد بباطل . ومن كلمات هؤلاء الطائفة التي رددها في غير ما شريط كشريط المولد النبوي ، وشريط ( المولد وأحوال الأمة )
الله ربي لا أريد سواه ما في الوجود حقيقة إلا هو. والاتحادية يقولون ( ما في الوجود حقيقة إلا الله ) أي أن الوجود كله هو الله وأن التفريق بين الخالق والمخلوق وهم ، فليهنك الجهل يا هزاع . ومن جهله بالتوحيد والعقيدة أن يستدل على وجود الله بما ينسب إلى علي رضي الله عنه : ( كان الله ولا مكان ، وهو الآن على ما كان قبل خلق المكان ، ولم يتغير عما كان ) كما في شريط ( آيات ودلالات ) وهذا لم يثبت عن علي ولا غيره من السلف ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى 2/275 ( ولا تنقل هذا الزيادة عن إمام مشهور في الأمة بالإمامة وإنما مخرجها ممن يعرف بنوع من التجهم وتعطيل بعض الصفات ) أ . هـ وهم يريدون بها : كان الله ولا عرش وهو الآن على ما كان قبل خلق العرش ، فمقصدهم نفي العلو والاستواء على العرش . قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى 2/273 ( وهذه الزيادة الإلحادية وهي قولهم : وهو الآن على ما عليه كان ، قصد بها متكلمة المتجهمة نفي الصفات التي وصف الله بها نفسه من استوائه على العرش ونزوله إلى السماء الدنيا وغير ذلك فقالوا : كان الله في الأزل ليس مستويا على العرش وهو الآن على ما عليه كان فلا يكون على العرش لما يقتضي ذلك من التحول والتغير.. ) أ هـ
ومن جهله بالتوحيد والعقيدة قوله في ( شريط المولد النبوي ) ( ... لم يكن هناك في سرب الطيران الإلهي طيران من طراز الميج الفرنسية ، لم يكن هناك في سلاح الطيران الإلهي طيران من طراز كانتون الأمريكية لم يكن هناك في سلاح الطيران الإلهي طيران من طراز الميراج الفرنسية إنما كان السلاح الإلهي الجوي من طراز كن فيكون ) أ . هـ فالطير الأبابيل من طراز كن والطير مخلوقة إذا فـ كن مخلوقة وهذا يشبه قول النصارى الذين جعلوا عيسى هو ( كن ) وجعلوها مخلوقة . وقال في نفس الشريط : ( إنما الفيل هناك واقف لأن لديه أوامر بذلك صدرت من القيادة الإلهية من جبار السماوات والأرض جل جلاله .. ) أ . هـ ولم يرد في القرآن ولا في السنة وصفه ( بالقيادة ) وأسماء الله توقيفية أي لا تثبت إلا بالكتاب والسنة كما نقل الإجماع على ذلك ابن العطار تلميذ النووي في ( الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد ) فمن أين لهزاع وصف الله – عزوجل – بالقيادة . وكذلك أسماء الله كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه لا احتمالا في اللفظ ولا تقديرا في الذهن وهذا الوصف فيه نقص لأن القائد قد يكون هناك من هو أعلى منه وقد يحتاج إلى أعوان ويكفينا أن نسمي الله بالرب والإله وغير ذلك مما ورد في الكتاب والسنة .
زعم هزاع أن النحل يوحى إليها كما يوحى إلى الأنبياء :
ومن جهله بالعقيدة : أنه جعل النحل يوحى إليها كما يوحى للأنبياء فقال في شريط ( الاقتصاد في القرآن ) ( ولذلك عندما أراد ربك أن يخاطب النحل فخاطبهم كما يخاطب الأنبياء ( وأوحى ربك إلى النحل ) لم يقل الله وأمر ربك النحل وأرشد ربك النحل إنما قال ( وأوحى ربك إلى النحل ) كما يخاطب الأنبياء والمرسلين ) أ.هـ
ولازم هذا القول أنها من جملة الأنبياء وأن جبريل ينزل عليها ، فهذا باطل فملزومه باطل . وأما المعنى الصحيح للآية فهو الذي أنكره ، قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره ( المراد بالوحي الإلهام والهداية والإرشاد للنحل ..... ) أ . هـ وذكر نحوه ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره ثم قال ( وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ) ثم ذكر أقوالهم . ويشبه هذه الآية قوله تعالى ( يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها ) فهل تخاطب الأرض كما تخاطب الأنبياء وبهذا يتبين من بعض كلامه فساد اعتقاده ومن بعضه الآخر جهله في كونه يردد كلمات الملاحدة ولا يشعر.وإلى هنا يقف القلم . وأكون قد فرغت من كتابة الجزء الأول من (الشواهد المفيدة على جهل هزاع المسوري بمبادئ العلم والعقيدة).
ولله الحمد من قبل ومن بعد ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وكتب
أبو عبيدة خالد بن محمد الأثري
عفا الله عنه
نشرت في سحاب 18/1/2006م
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=330673
بواسطة الأخ الفاضل خالد الغرباني جزاه الله خيراً
فهذه مشاركة من أخينا الفاضل خالد الأثري وضح فيها بعض الأخطاء التي وقع فيها المدعو هزاع بن سعد المسوري وهو أحد دعاة الإخوان في اليمن الذين اغتر بهم عوام المسلمين ويسمونه كشك اليمن فما أكثر الدعاة إلى الضلال نسأل الله العافية .
بسم الله الرحمن الرحيم
الشواهد المفيدة على جهل هزاع المسوري بمبادئ العلم والعقيدة
العدد الأول
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد :
فهذا بيان لبعض أخطاء هزاع المسوري ـ هداه الله ـ في العقيدة وهي كما ترى في مبادئ العقيدة التي لا يجهلها طالب علم مبتدئ فضلا عن رجل يشيخ أو رجل درس في جامعة يزعم أهلها أنهم يعلمون فيها العقيدة نحو عشر سنين ولا شك أن جهله بالمبادئ يدل على جهله بما ورائها وقد كتبت هذه السطور نصحا للمغترين به من الذين جعلوا الحق بغيتهم والهدى طلبتهم ، وأما طلبة العلم فهم على بصيرة بحاله وهذا من فضل الله عليهم أولا ثم من بركة العلم ثانيا .
فأسأل الله عز وجل أن ينفع بها وأن يتقبلها مني إنه ولي ذلك والقادر عليه .
والآن أوان الشروع في المقصود ـ مستمدا العون من الله والتسديد ـ فأقول :
هزاع المسوري لا يفرق بين توحيد الألوهية والربوبية:
فقد قال في شريط ( المولد النبوي ) : ( إن للبيت ربا يحميه إذن لم يكن هناك جيش يدافع عن البيت الحرام لم يكن هناك حرس وطني ولا شرطة عسكرية ولا مدنية ، لم يكن هناك دبابات ولا مدفعيات ، لم يكن هناك شيء من هذا إنما كان هناك من يقول الله الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) ؟؟ وهذا الكلام من جهله العميق بأصل الدين العتيق ألا وهو التوحيد . إذ أن قول عبد المطلب ( إن للبيت ربا يحميه ) يدل على إقراره بالربوبية أي أن الله هو الخالق المالك المدبر ، وهذا أمر كان يقر به المشركون كلهم ، قال تعالى ( قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون ) بل يقر به إبليس لعنه الله كما أخبر الله عنه أنه قال ( قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون ) فيلزم على هذا القول أن مشركي قريش وإبليس موحدون وهذا قول باطل لأنهم وإن أقروا بالربوبية فهم لا يحققون توحيد الألوهية بإفراد الله بالعبادة الذي هو معنى لا إله إلا الله بل عبدوا معه غيره قال تعالى ( إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلى الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون ) ويزيد الأمر وضوحا ما جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمه أبي طالب عند وفاته ( يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله ) فقال له أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية ( ترغب عن ملة عبد المطلب ؟؟ ) فما زال يكررها النبي صلى الله عليه وسلم عليه حتى كان آخر ما قال (( هو على ملة عبد المطلب ) وإذا كان هزاع يجهل هذا فحري به والله أن يتعلم دين الله عز وجل قبل أن يدعوا الناس فإنه بهذا الفهم المنكوس سيدخل كل الملل الكافرة التي تقر بالربوبية في الإسلام .
هزاع يشكوا همه وحال الأمة للنبي صلى الله عليه وسلم ويدعوه طالبا منه الشفاعة:
ولما كان هزاع جاهلا بحقيقة التوحيد وبما كان عليه العرب من الأمور المناقضة له وقع في بعض ما وقعوا فيه ، فهو يشكوا همه وحال الأمة للنبي صلى الله عليه وسلم ويدعوه طالبا منه الشفاعة قال في شريط ( نداء إلى طالبات المدارس ) ( ها نحن نعيش زمن الفتنة ، هانحن نعيش زمن الفتن ، حار الحليم وعجز الطبيب وأمرنا بالمنكر ونهينا عن المعروف وأصبح الخصم العنيد قاضيا والذئب الضاري راعيا فالتبس الأمر واختلطت القضايا وحار العقل ، فيا خير خلق الله يا سيدي إنا نيسر بقفرة زاد الهجير بها وقل الماء ، يا سيدي كن للنجاة شفيعنا يا خير من شهدت له الشفعاء ) أ . هـ
ومن المعلوم عند طلبة العلم المبتدئين الذي درسوا كشف الشبهات أن هذا هو شرك المشركين ، الذين كانوا يدعون الأصنام والصالحين والملائكة يطلبون شفاعتهم ، قال تعالى ( والذين اتخذوا من دون الله أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) أي ما نعبدهم لأنهم يخلقون أو يرزقون أو يضرون أو ينفعون ولكن من أجل الشفاعة قال قتادة والسدي ومالك عن زيد بن أسلم وابن زيد : (إلا ليقربونا إلى الله زلفى): أي ليشفعوا لنا ويقربونا عنده منزلة . وذكر الله عنهم أنهم يقولون (( هؤلاء شفعاؤنا عند الله )) . وقال في شريط مولد خير البرية : أنطلق بحضراتكم اليوم لنعيش مع حضراتكم مع المولد النبوي الشريف نلتمس وإياكم العضة والعبرة ونشكو إلى رسول الله ما صار إليه المسلمون وإذا ضاق بنا أمر وضاقت بنا أنفسنا فلا نلجأ إلا إلى الله ) انتهى . يا لله ما أعظم جهله وأوسع ضلاله حين يشكوا إلى رسول الله وهو القائل : ( قل إني لا املك لكم ضرا ولا رشدا ) هذا في حياته فكيف بعد مماته خاصة وأنه لا يعلم عن الأمة شيئا كما قال ( فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) وقد بين ربنا أن شكاية الهم لا يكون إلا عليه قال تعالى على لسان يعقوب : (إنما اشكوا بثي وحزني إلى الله ) و(إنما) من صيغ الحصر فالمعنى : لا أشكوا بثي وحزني إلا إلى الله ؛ وهذا أمر لا تجهله عجائز المسلمين اللاتي على الفطرة ولكن هزاعا لصق به شيء من دنس الصوفية ـ سلمك الله منهم - .
وأما قوله : ولا نلجأ إلا إلى الله ؛ فقد نقضه في نفس الكلام وهكذا في الكلام المتقدم فحال هزاع كحال الصوفية الذين يقولون : لا نعبد إلا الله ثم يدعون غيره ويذبحون لغيره فإذا أنكر عليهم قالوا : ليس هذا من الشرك ؛ فهل هذا يبرر لهم شركهم أم يزيدهم سوءا لا ريب أنه الثاني لأنهم أشركوا بالله وأنكروا أن يكون الشرك شركا .
عبارات من هزاع فيها جفاء في حق النبي صلى الله عليه وسلم :
وفي الوقت الذي يغلو هزاع في النبي صلى الله عليه وسلم تجده يتكلم بعبارات تسيء إليه كقوله :
(كل القلوب إلى الحبيب تميل ومعي بهذا حجة ودليل
أما الدليل إذا ذكرت محمدا طارت دموع العاشقين تسيل )
انتهى
هذا البيت الصوفي فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعشقه المحبون وهذا وإن أراد به المحبة إلا أنه لا يجوز في حق النبي صلى الله عليه وسلم لأن العشق مذموم ويكون مع الشهوة كما قرر ذلك أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه قاعدة في المحبة . وأيضا وصفه له في أشرطته ومنها في هذا البيت بالحبيب وفي الوقت نفسه إذا جاء إلى ذكر إبراهيم عليه السلام قال: الخليل إبراهيم . ومن المعلوم أن مرتبة الخلة أعلى من مرتبة المحبة فالله يحب كل مؤمن تقي قال تعالى ( إن الله يحب المتقين ) وليس له إلا خليلان وهما إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم كما في الحديث المتفق عليه (إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ) فحين نعطى إبراهيم مرتبة الخلة ونعطي محمدا صلى الله عليه وسلم مرتبة المحبة فقد جعلنا إبراهيم أعلى منزلة من النبي صلى الله عليه وملم وهذا جفاء في حقه عليه الصلاة والسلام ولذلك أنكر العلماء هذه العبارة كابن أبي العز الحنفي في شرح العقيدة الطحاوية . قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى 10/204 : (وقول بعض الناس ان محمدا حبيب الله وابراهيم خليل الله وظنه ان المحبة فوق الخلة قول ضعيف فان محمدا ايضا خليل الله كما ثبت ذلك فى الاحاديث الصحيحة المستفيضة)
هزاع يردد عبارات أهل وحدة الوجود :
ومن جهله بالتوحيد أن يتغنى بقول أكفر طائفة في الوجود في معنى ( لا إله إلا الله ) وهي الطائفة الاتحادية ، فعندهم ( لا إله إلا الله ) أي لا معبود في الوجود إلا الله . وإذا كان ليس في الوجود معبود غير الله فمن عبد الشجر أو الحجر أو الشمس أو القمر أو الجن وغير ذلك فلم يعبد غير الله لأن كل معبود عندهم هو الله . حتى قال ابن عربي : -
العبد رب والرب عبد يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك رب أو قلت رب أنى يكلف
وقال :-وما الكلب والخنزير إلا إلهنا وما الله إلا راهب في كنيسته .
نعوذ بالله من الكفر .
ومع هذا يهز هزاع منابر المساجد التي بنيت لتوحيد الله وعبادته وذكره بقول هذه الطائفة الملحدة في ( لا إله إلا الله ) فقد قال في الشريط السابق : ( هل يتحرك الفيل ليهدم بيت الملك كلا حرام عليه أن يتحرك إن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ، سبحانك ما في الوجود سواك رب يعبد أبدا ولا مولى سواك فيقصد يا حي يا قيوم أنت المرتجى وإلى علاك حنى الجبين الساجد ) أ . هـ
والشاهد هو الشطر الأول من البيت الأول والمعنى الحق لكلمة التوحيد : لا معبود بحق إلا الله ، فخرج بـ ( حق ) ما عبد بباطل . ومن كلمات هؤلاء الطائفة التي رددها في غير ما شريط كشريط المولد النبوي ، وشريط ( المولد وأحوال الأمة )
الله ربي لا أريد سواه ما في الوجود حقيقة إلا هو. والاتحادية يقولون ( ما في الوجود حقيقة إلا الله ) أي أن الوجود كله هو الله وأن التفريق بين الخالق والمخلوق وهم ، فليهنك الجهل يا هزاع . ومن جهله بالتوحيد والعقيدة أن يستدل على وجود الله بما ينسب إلى علي رضي الله عنه : ( كان الله ولا مكان ، وهو الآن على ما كان قبل خلق المكان ، ولم يتغير عما كان ) كما في شريط ( آيات ودلالات ) وهذا لم يثبت عن علي ولا غيره من السلف ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى 2/275 ( ولا تنقل هذا الزيادة عن إمام مشهور في الأمة بالإمامة وإنما مخرجها ممن يعرف بنوع من التجهم وتعطيل بعض الصفات ) أ . هـ وهم يريدون بها : كان الله ولا عرش وهو الآن على ما كان قبل خلق العرش ، فمقصدهم نفي العلو والاستواء على العرش . قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى 2/273 ( وهذه الزيادة الإلحادية وهي قولهم : وهو الآن على ما عليه كان ، قصد بها متكلمة المتجهمة نفي الصفات التي وصف الله بها نفسه من استوائه على العرش ونزوله إلى السماء الدنيا وغير ذلك فقالوا : كان الله في الأزل ليس مستويا على العرش وهو الآن على ما عليه كان فلا يكون على العرش لما يقتضي ذلك من التحول والتغير.. ) أ هـ
ومن جهله بالتوحيد والعقيدة قوله في ( شريط المولد النبوي ) ( ... لم يكن هناك في سرب الطيران الإلهي طيران من طراز الميج الفرنسية ، لم يكن هناك في سلاح الطيران الإلهي طيران من طراز كانتون الأمريكية لم يكن هناك في سلاح الطيران الإلهي طيران من طراز الميراج الفرنسية إنما كان السلاح الإلهي الجوي من طراز كن فيكون ) أ . هـ فالطير الأبابيل من طراز كن والطير مخلوقة إذا فـ كن مخلوقة وهذا يشبه قول النصارى الذين جعلوا عيسى هو ( كن ) وجعلوها مخلوقة . وقال في نفس الشريط : ( إنما الفيل هناك واقف لأن لديه أوامر بذلك صدرت من القيادة الإلهية من جبار السماوات والأرض جل جلاله .. ) أ . هـ ولم يرد في القرآن ولا في السنة وصفه ( بالقيادة ) وأسماء الله توقيفية أي لا تثبت إلا بالكتاب والسنة كما نقل الإجماع على ذلك ابن العطار تلميذ النووي في ( الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد ) فمن أين لهزاع وصف الله – عزوجل – بالقيادة . وكذلك أسماء الله كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه لا احتمالا في اللفظ ولا تقديرا في الذهن وهذا الوصف فيه نقص لأن القائد قد يكون هناك من هو أعلى منه وقد يحتاج إلى أعوان ويكفينا أن نسمي الله بالرب والإله وغير ذلك مما ورد في الكتاب والسنة .
زعم هزاع أن النحل يوحى إليها كما يوحى إلى الأنبياء :
ومن جهله بالعقيدة : أنه جعل النحل يوحى إليها كما يوحى للأنبياء فقال في شريط ( الاقتصاد في القرآن ) ( ولذلك عندما أراد ربك أن يخاطب النحل فخاطبهم كما يخاطب الأنبياء ( وأوحى ربك إلى النحل ) لم يقل الله وأمر ربك النحل وأرشد ربك النحل إنما قال ( وأوحى ربك إلى النحل ) كما يخاطب الأنبياء والمرسلين ) أ.هـ
ولازم هذا القول أنها من جملة الأنبياء وأن جبريل ينزل عليها ، فهذا باطل فملزومه باطل . وأما المعنى الصحيح للآية فهو الذي أنكره ، قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره ( المراد بالوحي الإلهام والهداية والإرشاد للنحل ..... ) أ . هـ وذكر نحوه ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره ثم قال ( وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ) ثم ذكر أقوالهم . ويشبه هذه الآية قوله تعالى ( يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها ) فهل تخاطب الأرض كما تخاطب الأنبياء وبهذا يتبين من بعض كلامه فساد اعتقاده ومن بعضه الآخر جهله في كونه يردد كلمات الملاحدة ولا يشعر.وإلى هنا يقف القلم . وأكون قد فرغت من كتابة الجزء الأول من (الشواهد المفيدة على جهل هزاع المسوري بمبادئ العلم والعقيدة).
ولله الحمد من قبل ومن بعد ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وكتب
أبو عبيدة خالد بن محمد الأثري
عفا الله عنه
نشرت في سحاب 18/1/2006م
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=330673
بواسطة الأخ الفاضل خالد الغرباني جزاه الله خيراً
تعليق