[موقف شبكة سحاب تجاه دعوة دار الحديث بدماج موقف المخذولين]
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:-
فإن المتأمل في النصوص الشرعية والسيرة النبوية يظهر له أن منهج الإسلام في بيان منهج النقد والجرح والتعديل ما قام إلا حماية للإسلام، وحفاظا على الدعوة النبوية قال الذهبي في الموقظة ( ص82 ) :"وجُوَّزَ ذلك تورعا وصونا للشريعة لا طعنا في الناس"فكانت بمبادئه سامية وأحكام عادلة ومثل عالية وأهداف نبيلة وغايات جليلة تدعو الناظر إليها والمتأمل فيها إلى الإيمان به إيمانا صادقا نابغاً عن اقتناع ورغبة تامة بالقبول والتسليم لهذا المنهج العظيم.
وقد أدرك أئمة السلف أهمية هذه النصوص الشرعية وما حفلت به السيرة النبوية طيلة حياته صلى الله عليه وسلم فقاموا بواجب النقد للأشخاص والطوائف والكتب والدعوات التي تهدف في مضمونها إلى التأمر على هدم الدين ومخالفة شريعة رب العالمين.
إن حماية دين الإسلام ودعوة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أعتبره السلف من أعظم الأعمال وأجلها في الدين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:"ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة فان بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين حتى قيل لأحمد بن حنبل الرجل يصوم ويصلى ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع فقال إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل.
فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغى هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب فان هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعا وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء". انظر مجموع الفتاوى (28/231)
إن باب الجرح والتعديل ما شرع إلا حماية للدين وهو من باب الذب عن الدين والنصيحة للمسلمين وهو واجب القيام به باتفاق المسلمين ما بقي الدينُ قائماً وهو من الجهاد في سبيل الله إلى قيام الساعة ، و لا ينحصر النقد فيه على الرواية والسماع .
وأصول الشريعة ومقاصدها تشهد بهذا ومن تتبع ذلك في النصوص الشرعية والسيرة النبوية ظهر له هذا واضحا جليا .
ويكفينا من ذلك كثرة النصوص الشرعية في مشروعية الجرح والتعديل والنقد، واتفق أئمة الإسلام وعملهم القائم على وجب البيان والتحذير من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة .
وجعلوا ذلك خير الأعمال وأعظم من الرباط على ثغور الإسلام ولا يخفى أن الذب عن سنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أفضل من الضرب بالسيوف كما قال الإمام يحيى بن يحيى التميمي النيسابوري – رحمه الله -، وأن:"الرادَّ على أهل البدع مجاهد " كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4/13)
قال الشيخ ربيع بن هادي في مقدمة مقاله النصوص النبوية السديدة صواعق:" فهذه النصوص القرآنية و النبوية العظيمة الآتية مع تطبيق السلف لها على ألوف المقالات والأشخاص نقدا وجرحا وإدانة للأقوال الباطلة، وجرحا لأهل البدع والمقالات الفاسدة على اختلاف نحلهم ومناهجهم، ومقالاتهم، ونقدا وجرحا لأهل الكذب والمتهمين و المخطئين والضعفاء، و المجهولين في نقل الروايات ونقل الأقوال.
وجرحا في الشهود وتحذيرا من أهل الفساد و البدع، وغير ذلك من الأمور التي غايتها النصيحة لله وكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وحماية للدين والأمة من غوائل أهل البدع والمنكرات ، وأنواع أهل الفساد .
وكل هذه الأمور قامت على بعض هذه النصوص فضلا عن جميعها يستشهد بها أئمة الجرح والتعديل على مشروعية الجرح لمن يستحقه على اختلاف أنواع الجرح و المجروحين .
فعلى كل مسلم صادق في دينه ناصح لله كتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم أن يدين الله في هذه النصوص، و أن يتمسك بها و بغيرها من النصوص القرآنية والنبوية، وأن يسلك مسلك السلف تجاه هذه النصوص فهما، و تطبيقا".اهـ
وإلى عظيم القيام بهذا المنهج في الإسلام يشير إلى ذلك قوله تعالى{وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}[البقرة:251]
يقول الإمام أبو جعفر الطبري-رحمه الله- هذه الآية "يعني تعالى ذكره بذلك: ولولا أنّ الله يدفع ببعض الناس -وهم أهل الطاعة له والإيمان به- بعضًا -وهم أهلُ المعصية لله والشرك به-....................................
"لفسدت الأرض"، يعني: لهلك أهلها بعقوبة الله إياهم، ففسدت بذلك الأرض، ولكن الله ذو منٍّ على خلقه وتطوُّلٍ عليهم، بدفعه بالبَرِّ من خلقه عن الفاجر، وبالمطيع عن العاصي منهم، وبالمؤمن عن الكافر.
ولولا ما شرعه الله لأنبيائه وعباده المؤمنين من قتال الأعداء الدين لاستولى أهل الشرك ، وذهبت مواضع العبادة من الأرض وعجلت العقوبة عليهم وهلك من في الأرض، قال القرطبي عند تفسير قوله تعالى:{وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا }سورة الحج .
قال الثعلبي:"وقال سائر المفسرين:ولولا دفاع الله المؤمنين الأبرار عن الفجار والكفار لفسدت الأرض، أي هلكت".
فالجهاد إنما شرع لمقاصد منها دفع الصائل والمؤذي ، والتمكن من عبادة الله، وإقامة الشرائع الظاهرة.انظر :تيسير الكريم الرحمن للسعدي تفسير الآية40من سورة الحج.
فهذه المقاصد العظيمة هي التي أدركها السلف، ومن أجلها قام منهج الجرح والتعديل والنقد ؛فضمنوا ذلك كتب الجرح والتعديل والسنة والعقائد .
وبهذا الاعتبار كان الراد على أهل البدع مجاهدا حتى كان يحيى بن يحيى يقول:"الذب عن السنة أفضل من الجهاد".
والمتأمل لسيرة إمام الأولين والأخريين صلى الله عليه وسلم يتبين له حرصه الشديد على القيام
بهذه الحماية منذ مقدمه المدينة ، فمن أجل حماية الدعوة في المدينة النبوية كان أحد بنود الوثيقة المبرمة مع اليهود:((وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة))كما في سيرة ابن هشام.
ومن أجل هذه الحماية كثّف السرايا صلى الله عليه وسلم والغزوات ليعمل حزامًا حصينا في حماية دعوته في المدينة النبوية .
ومن أجل هذه الحماية انتدب صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه للقضاء على كل من اشتد ضرره على الدعوة ونقض عهده مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم:((من لكعب بن الأشرف ؟ فإنه آذى الله ورسوله)) كما في"صحيح" البخاري كتاب المغازي (ح3811 ) ، باب قتل كعب بن الأشرف .
قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله- في" فتح الباري" (8 / 77):"فقد كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ويحرض عليه قريشًا، ويشبب بنساء المسلمين فانتدب إليه بعض أصحابه صلى الله عليه وسلم فاغتالوه".
وكذلك فعل صلى الله عليه وسلم مع أبي رافع عبد الله بن الحقيق حينما آذاه وأعان عليه غطفان ومشركي قريش ، فأرسل صلى الله عليه وسلم إليه رجالا من الأنصار فقتلوه ، كل ذلك من أجل حماية الدين، ومن أجل الدفاع عن الحق وأهله.
والمتأمل لسيرته صلى الله عليه وسلم يتبين له أنه صلى الله عليه وسلم قاتل المشركين لأنّهم رفضوا دعوة الله، وآذوه واستولوا على أموال المسلمين، وقصدوا فتنتهم في دينهم، ولم يقاتل اليهود إلا لأنهم بدءوا بالعداوة للمسلمين ،فكان هذا القتال حماية للدعوة من معارضيها المعاندين، والتقصير في هذه الحماية يعرض الدين للزوال.
فمن أجل ذلك قاتل صلى الله عليه وسلم المشركين في بدر ، حيث خرجوا من مكة بطرًا ورياءً ومحادّة لله ورسوله كما أخبر الله عنهم في كتابه الكريم ، وكما أخبر صلى الله عليه وسلم بذلك.
وقاتلهم في أحد دفاعًا عن الحق وأهله ، وحماية للإسلام والمسلمين من شرهم ، وقد بدءوا هم بالعدوان، وقاتلهم صلى الله عليه وسلم في الأحزاب، وقد اجتمع أهل الشرك يريدون الإسلام وأهله ،فأمر صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق ودافعهم حتى هزمهم الله سبحانه وقتل من قتل من اليهود ، وأجلى من أجلى ، لأنهم بدءوا بالعدوان ونقضوا العهد معه وآذوه صلى الله عليه وسلم ،فأراد بهذا القتل والإجلاء حماية الدعوة وأهلها من شرهم.
ومن أجل حماية الدعوة والحفاظ على شريعة الإسلام جوز أئمة الإسلام قتل الداعي إلى البدع، وعقوبة أهل البدع، وهجرهم، وورد شهادة الدعاة منهم، ولم يجعلوا لهم غيبة، وجعلوا من عقوبتهم أن لا تذكر محاسنهم، وأمروا بتحريق كتبهم وحرموا النظر فيها، واعتبر سلف هذه الأمة أهل البدع والضلال شر من الملحدين .
واتفقوا على وجوب الرد والبيان للمقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة .
فهذه الاعتبارات كلها سار عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعاها أئمة الإسلام وساروا عليها من خلفه فجنبوا الدين كل المخاطر وجعلوا له أرضية صلبة.
وبهذا كانوا أئمة أهل الحديث أئمة الدين وساسة الناس وأهل الاجتهاد والفتاوى وأهل الحق وصواب قال البويطي سمعت الشافعي يقول : عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صواباً 0 سير أعلام النبلاء ج: 10 ص: 70
وقال الشافعي أيضا : إذا رأيتُ رجلاً من أصحاب الحديث فكأنما رأيتُ من أصحاب رسول الله جزاهم الله خيراً حفظوا لنا الأصل فلهم علينا الفضل 0 سير أعلام النبلاء ج: 10 ص: 69
وإن الذي يتأمل في السبب التي ضاعت به الدعوة السلفية وذهبت في كثير من البلدان التي كانت يسودها المنهج السلفي يجد ذلك بسبب تركهم للمنهج الذي سار عليه صلى الله عليه وسلم في حماية دعوته وتغافلهم وتساهلهم بالأخذ بمنهج أئمة الإسلام في هذا المنهج، وعدم اتصالهم به بقوة .
والرضا الذي أبدته شبكة سحاب لخصوم الدعوة السلفية في دار الحديث دماج وهم البقية الباقية، ورفع عقيرة خصومهم والتباكي عليهم والتأييد والسكوت عن أفاعيلهم في الوقت الذي تعاني منهم الدعوة السلفية في دماج أشد المعاناة.
ليدل دلالة على أنها لم تأخذ بكل هذه الاعتبارات، وإنما كان حالهم أشبه بتلك الدعوات التي لها آثارها السيئة للتنفير من الحق وأهله والمؤدية إلى الطعن فيهم، والمؤدية إلى القدح في شهادتهم وتجريحهم، والتي تظهر بين حين وأخر وهي حاملة أسباب الفشل والضعف والاختلال
تستهدف بذلك الجهود العظيمة والمنجزات الكبيرة التي يقوم بها المصلحون والمجددون للحفاظ على الدعوة السلفية التي تحمل ميراث النبوة .
وحتى لا يلتحق بها من يكون معول هدم وعبئا عليها من الذي لم يعبأوا بالمسؤولية الكبيرة التي تحملها الصادقون أئمة الدين في حماية هذا الدين وكيف أولوه الأهمية العظمى والجهد الكبير حتى أو صلوه لنا غضا طريا كالفجر الصادق ناصع الوضوح لا يزيغ عنه إلا هالك.
فالذين صبوا اللوم والتشويه للردود التي قام بها أهل دماج وشيخها الفاضل لغرض شرعي صحيح ولمصلحة كبرى، وقعوا اليوم بما وقعت فيه تلك المناهج الفاشلة المخالفة لمنهج النقد الصحيح، الذين يصورن النصائح والردود التي يقوم بها السلفيون في نقد الباطل والرد على أهل الأخطاء بصورة البغي والظلم كما هو معروف عن أصحاب الأفكار والمناهج الباطلة التي نشروها في المجتمعات الإسلامية .
فشبكة سحاب بموقفها الحيادي هذا لا يوجد لديها أي استعداد للذود عن عرين الدعوة السلفية بدماج .
بل موقفها موقف رافض الحق وموقف ألئك الذين يصدقون الكذب والشائعات الباطلة التي يقولها خصوم الدعوة السلفية ويقذفونهم بالطوام والدواهي العظام ظلما وزورا وبهتانا وبما ليس فيهم ،بل تجاوز الخصوم إلى الطعن والتحقير والتشهير بدار الحديث دماج وينفرون ويحذرون منها ويرمون شيخها الفاضل بالتشدد والجور والظلم ويقذفون دار الحديث بدماج بكل قسوة وشدة، وسيفهم مصلت عليهم، ويكيل لهم الشتائم والسخرية والتحقير والاستخفاف بهم وبمنهجهم.
رغم أن ردود أهل دماج موقف الحماة المدافعين عن دعوة شيخهم المجدد العلامة مقبل بن هادي الوادعي-رحمه الله-، ونفي ما ينسبه هؤلاء من الظلم والكذب عن دعوتهم.
فما وجدت هذه الردود من شبكة سحاب إلا التهميش، والتشجيع لأهل الفتن، وهم الذين يمدونهم ويؤيدونهم ضد دماج ويجعلونهم في كفة ويقابلون بهم أهل دماج .
ولا يستغرب هذا من شبكة سحاب وغيرها فإن الإنسان لا تؤمن عليه الفتنة، والحزبية قادرة أن على تصنع أكبر مما نراه، و المعصوم من عصمه الله.
ولكن من كانت عنده شبهة على الدعوة السلفية، ولم يدرأها عن نفسه فسيلحق بالحزبيين، ومن طعن في دعوة أهل دماج وشيخها الفاضل فإنه متهم .
فدار الحديث بدماج هي بؤرة السلفية والمدد الأول للدعوة السلفية في اليمن، وأهل اليمن يوافونها لتلقي العلم على طريقة خير القرون وهم الذين رفعوا راية التوحيد والسنة واسقطوا راية الابتداع بالدين، وغرسوا في الناس حب السنة النبوية المطهرة وهي العلامة البارزة للولاء للدعوة السلفية في اليمن.وإن آية الحزبية من قديم الزمان السخرية من دماج ومخاصمتها فهي التي أحرقت سويداء قلوبهم وأقضت مضاجعهم .
فدعوةٌ سلفيةٌ كمثل دعوة دماج لن يغفلَ عدوها المتربص بها وأن يأخذها على غرة ليفتك بها وينقض عُراها ويهدم أركانها فلا ينبغي إهمال أمر دماج والغفلة عمن يتربص بها الليل والنهار فخذوا الحذر والاستعداد والهبة واليقظة وإياكم الغفلة فعدوكم متربص ويراقب الأحداث ويرقبها عن قرب لينتهز الفرصة السانحة لينقضها ويهدم كيانها .
فلا تنخدعوا بدسائس المتملقين من خصومها الذين يطعنون في دماج وينتقصون من الشيخ الفاضل يحيى الحجوري فإن في إسقاط الشيخ الفاضل يحيى الحجوري الذي رضي به مؤسسها وباني مجدها وأوصاكم به تبديد للدعوة وقضاء على السلفية وتمزيق لها فلا تحسبوا الكلام في دماج والتقليل من شيخها وفتح الغارات عليه وتصويب أنظار الحاقدين هيناًً سهلاً بل هو عظيم .
وليس أبغض للحزبية من الشيخ يحيى فهم الذين يرمونه اليوم من جميع الاتجاهات وفي فتنة أبي الحسن حملوا عليه الحملات العظام وبثوا من حوله الجواسيس وكتبة الملازم ومتصيدي العثرات وهو قائم لا يتزعزع، ولو أن الشيخ يحيى يفرط في شيء من هذا الأمر ما طمعت الحزبية فيما من هو دونه ولكنه أسد من الأسود الوثابة الغيورة على سنة النبي الهادي صلى الله عليه وسلم, وهذا هو ما تخشاه الحزبية قولا وفعلا .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه :أبو مصعب علي بن ناصر بن محمد
العـــدني
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:-
فإن المتأمل في النصوص الشرعية والسيرة النبوية يظهر له أن منهج الإسلام في بيان منهج النقد والجرح والتعديل ما قام إلا حماية للإسلام، وحفاظا على الدعوة النبوية قال الذهبي في الموقظة ( ص82 ) :"وجُوَّزَ ذلك تورعا وصونا للشريعة لا طعنا في الناس"فكانت بمبادئه سامية وأحكام عادلة ومثل عالية وأهداف نبيلة وغايات جليلة تدعو الناظر إليها والمتأمل فيها إلى الإيمان به إيمانا صادقا نابغاً عن اقتناع ورغبة تامة بالقبول والتسليم لهذا المنهج العظيم.
وقد أدرك أئمة السلف أهمية هذه النصوص الشرعية وما حفلت به السيرة النبوية طيلة حياته صلى الله عليه وسلم فقاموا بواجب النقد للأشخاص والطوائف والكتب والدعوات التي تهدف في مضمونها إلى التأمر على هدم الدين ومخالفة شريعة رب العالمين.
إن حماية دين الإسلام ودعوة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أعتبره السلف من أعظم الأعمال وأجلها في الدين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:"ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة فان بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين حتى قيل لأحمد بن حنبل الرجل يصوم ويصلى ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع فقال إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل.
فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغى هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب فان هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعا وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء". انظر مجموع الفتاوى (28/231)
إن باب الجرح والتعديل ما شرع إلا حماية للدين وهو من باب الذب عن الدين والنصيحة للمسلمين وهو واجب القيام به باتفاق المسلمين ما بقي الدينُ قائماً وهو من الجهاد في سبيل الله إلى قيام الساعة ، و لا ينحصر النقد فيه على الرواية والسماع .
وأصول الشريعة ومقاصدها تشهد بهذا ومن تتبع ذلك في النصوص الشرعية والسيرة النبوية ظهر له هذا واضحا جليا .
ويكفينا من ذلك كثرة النصوص الشرعية في مشروعية الجرح والتعديل والنقد، واتفق أئمة الإسلام وعملهم القائم على وجب البيان والتحذير من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة .
وجعلوا ذلك خير الأعمال وأعظم من الرباط على ثغور الإسلام ولا يخفى أن الذب عن سنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أفضل من الضرب بالسيوف كما قال الإمام يحيى بن يحيى التميمي النيسابوري – رحمه الله -، وأن:"الرادَّ على أهل البدع مجاهد " كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4/13)
قال الشيخ ربيع بن هادي في مقدمة مقاله النصوص النبوية السديدة صواعق:" فهذه النصوص القرآنية و النبوية العظيمة الآتية مع تطبيق السلف لها على ألوف المقالات والأشخاص نقدا وجرحا وإدانة للأقوال الباطلة، وجرحا لأهل البدع والمقالات الفاسدة على اختلاف نحلهم ومناهجهم، ومقالاتهم، ونقدا وجرحا لأهل الكذب والمتهمين و المخطئين والضعفاء، و المجهولين في نقل الروايات ونقل الأقوال.
وجرحا في الشهود وتحذيرا من أهل الفساد و البدع، وغير ذلك من الأمور التي غايتها النصيحة لله وكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وحماية للدين والأمة من غوائل أهل البدع والمنكرات ، وأنواع أهل الفساد .
وكل هذه الأمور قامت على بعض هذه النصوص فضلا عن جميعها يستشهد بها أئمة الجرح والتعديل على مشروعية الجرح لمن يستحقه على اختلاف أنواع الجرح و المجروحين .
فعلى كل مسلم صادق في دينه ناصح لله كتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم أن يدين الله في هذه النصوص، و أن يتمسك بها و بغيرها من النصوص القرآنية والنبوية، وأن يسلك مسلك السلف تجاه هذه النصوص فهما، و تطبيقا".اهـ
وإلى عظيم القيام بهذا المنهج في الإسلام يشير إلى ذلك قوله تعالى{وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}[البقرة:251]
يقول الإمام أبو جعفر الطبري-رحمه الله- هذه الآية "يعني تعالى ذكره بذلك: ولولا أنّ الله يدفع ببعض الناس -وهم أهل الطاعة له والإيمان به- بعضًا -وهم أهلُ المعصية لله والشرك به-....................................
"لفسدت الأرض"، يعني: لهلك أهلها بعقوبة الله إياهم، ففسدت بذلك الأرض، ولكن الله ذو منٍّ على خلقه وتطوُّلٍ عليهم، بدفعه بالبَرِّ من خلقه عن الفاجر، وبالمطيع عن العاصي منهم، وبالمؤمن عن الكافر.
ولولا ما شرعه الله لأنبيائه وعباده المؤمنين من قتال الأعداء الدين لاستولى أهل الشرك ، وذهبت مواضع العبادة من الأرض وعجلت العقوبة عليهم وهلك من في الأرض، قال القرطبي عند تفسير قوله تعالى:{وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا }سورة الحج .
قال الثعلبي:"وقال سائر المفسرين:ولولا دفاع الله المؤمنين الأبرار عن الفجار والكفار لفسدت الأرض، أي هلكت".
فالجهاد إنما شرع لمقاصد منها دفع الصائل والمؤذي ، والتمكن من عبادة الله، وإقامة الشرائع الظاهرة.انظر :تيسير الكريم الرحمن للسعدي تفسير الآية40من سورة الحج.
فهذه المقاصد العظيمة هي التي أدركها السلف، ومن أجلها قام منهج الجرح والتعديل والنقد ؛فضمنوا ذلك كتب الجرح والتعديل والسنة والعقائد .
وبهذا الاعتبار كان الراد على أهل البدع مجاهدا حتى كان يحيى بن يحيى يقول:"الذب عن السنة أفضل من الجهاد".
والمتأمل لسيرة إمام الأولين والأخريين صلى الله عليه وسلم يتبين له حرصه الشديد على القيام
بهذه الحماية منذ مقدمه المدينة ، فمن أجل حماية الدعوة في المدينة النبوية كان أحد بنود الوثيقة المبرمة مع اليهود:((وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة))كما في سيرة ابن هشام.
ومن أجل هذه الحماية كثّف السرايا صلى الله عليه وسلم والغزوات ليعمل حزامًا حصينا في حماية دعوته في المدينة النبوية .
ومن أجل هذه الحماية انتدب صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه للقضاء على كل من اشتد ضرره على الدعوة ونقض عهده مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم:((من لكعب بن الأشرف ؟ فإنه آذى الله ورسوله)) كما في"صحيح" البخاري كتاب المغازي (ح3811 ) ، باب قتل كعب بن الأشرف .
قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله- في" فتح الباري" (8 / 77):"فقد كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ويحرض عليه قريشًا، ويشبب بنساء المسلمين فانتدب إليه بعض أصحابه صلى الله عليه وسلم فاغتالوه".
وكذلك فعل صلى الله عليه وسلم مع أبي رافع عبد الله بن الحقيق حينما آذاه وأعان عليه غطفان ومشركي قريش ، فأرسل صلى الله عليه وسلم إليه رجالا من الأنصار فقتلوه ، كل ذلك من أجل حماية الدين، ومن أجل الدفاع عن الحق وأهله.
والمتأمل لسيرته صلى الله عليه وسلم يتبين له أنه صلى الله عليه وسلم قاتل المشركين لأنّهم رفضوا دعوة الله، وآذوه واستولوا على أموال المسلمين، وقصدوا فتنتهم في دينهم، ولم يقاتل اليهود إلا لأنهم بدءوا بالعداوة للمسلمين ،فكان هذا القتال حماية للدعوة من معارضيها المعاندين، والتقصير في هذه الحماية يعرض الدين للزوال.
فمن أجل ذلك قاتل صلى الله عليه وسلم المشركين في بدر ، حيث خرجوا من مكة بطرًا ورياءً ومحادّة لله ورسوله كما أخبر الله عنهم في كتابه الكريم ، وكما أخبر صلى الله عليه وسلم بذلك.
وقاتلهم في أحد دفاعًا عن الحق وأهله ، وحماية للإسلام والمسلمين من شرهم ، وقد بدءوا هم بالعدوان، وقاتلهم صلى الله عليه وسلم في الأحزاب، وقد اجتمع أهل الشرك يريدون الإسلام وأهله ،فأمر صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق ودافعهم حتى هزمهم الله سبحانه وقتل من قتل من اليهود ، وأجلى من أجلى ، لأنهم بدءوا بالعدوان ونقضوا العهد معه وآذوه صلى الله عليه وسلم ،فأراد بهذا القتل والإجلاء حماية الدعوة وأهلها من شرهم.
ومن أجل حماية الدعوة والحفاظ على شريعة الإسلام جوز أئمة الإسلام قتل الداعي إلى البدع، وعقوبة أهل البدع، وهجرهم، وورد شهادة الدعاة منهم، ولم يجعلوا لهم غيبة، وجعلوا من عقوبتهم أن لا تذكر محاسنهم، وأمروا بتحريق كتبهم وحرموا النظر فيها، واعتبر سلف هذه الأمة أهل البدع والضلال شر من الملحدين .
واتفقوا على وجوب الرد والبيان للمقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة .
فهذه الاعتبارات كلها سار عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعاها أئمة الإسلام وساروا عليها من خلفه فجنبوا الدين كل المخاطر وجعلوا له أرضية صلبة.
وبهذا كانوا أئمة أهل الحديث أئمة الدين وساسة الناس وأهل الاجتهاد والفتاوى وأهل الحق وصواب قال البويطي سمعت الشافعي يقول : عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صواباً 0 سير أعلام النبلاء ج: 10 ص: 70
وقال الشافعي أيضا : إذا رأيتُ رجلاً من أصحاب الحديث فكأنما رأيتُ من أصحاب رسول الله جزاهم الله خيراً حفظوا لنا الأصل فلهم علينا الفضل 0 سير أعلام النبلاء ج: 10 ص: 69
وإن الذي يتأمل في السبب التي ضاعت به الدعوة السلفية وذهبت في كثير من البلدان التي كانت يسودها المنهج السلفي يجد ذلك بسبب تركهم للمنهج الذي سار عليه صلى الله عليه وسلم في حماية دعوته وتغافلهم وتساهلهم بالأخذ بمنهج أئمة الإسلام في هذا المنهج، وعدم اتصالهم به بقوة .
والرضا الذي أبدته شبكة سحاب لخصوم الدعوة السلفية في دار الحديث دماج وهم البقية الباقية، ورفع عقيرة خصومهم والتباكي عليهم والتأييد والسكوت عن أفاعيلهم في الوقت الذي تعاني منهم الدعوة السلفية في دماج أشد المعاناة.
ليدل دلالة على أنها لم تأخذ بكل هذه الاعتبارات، وإنما كان حالهم أشبه بتلك الدعوات التي لها آثارها السيئة للتنفير من الحق وأهله والمؤدية إلى الطعن فيهم، والمؤدية إلى القدح في شهادتهم وتجريحهم، والتي تظهر بين حين وأخر وهي حاملة أسباب الفشل والضعف والاختلال
تستهدف بذلك الجهود العظيمة والمنجزات الكبيرة التي يقوم بها المصلحون والمجددون للحفاظ على الدعوة السلفية التي تحمل ميراث النبوة .
وحتى لا يلتحق بها من يكون معول هدم وعبئا عليها من الذي لم يعبأوا بالمسؤولية الكبيرة التي تحملها الصادقون أئمة الدين في حماية هذا الدين وكيف أولوه الأهمية العظمى والجهد الكبير حتى أو صلوه لنا غضا طريا كالفجر الصادق ناصع الوضوح لا يزيغ عنه إلا هالك.
فالذين صبوا اللوم والتشويه للردود التي قام بها أهل دماج وشيخها الفاضل لغرض شرعي صحيح ولمصلحة كبرى، وقعوا اليوم بما وقعت فيه تلك المناهج الفاشلة المخالفة لمنهج النقد الصحيح، الذين يصورن النصائح والردود التي يقوم بها السلفيون في نقد الباطل والرد على أهل الأخطاء بصورة البغي والظلم كما هو معروف عن أصحاب الأفكار والمناهج الباطلة التي نشروها في المجتمعات الإسلامية .
فشبكة سحاب بموقفها الحيادي هذا لا يوجد لديها أي استعداد للذود عن عرين الدعوة السلفية بدماج .
بل موقفها موقف رافض الحق وموقف ألئك الذين يصدقون الكذب والشائعات الباطلة التي يقولها خصوم الدعوة السلفية ويقذفونهم بالطوام والدواهي العظام ظلما وزورا وبهتانا وبما ليس فيهم ،بل تجاوز الخصوم إلى الطعن والتحقير والتشهير بدار الحديث دماج وينفرون ويحذرون منها ويرمون شيخها الفاضل بالتشدد والجور والظلم ويقذفون دار الحديث بدماج بكل قسوة وشدة، وسيفهم مصلت عليهم، ويكيل لهم الشتائم والسخرية والتحقير والاستخفاف بهم وبمنهجهم.
رغم أن ردود أهل دماج موقف الحماة المدافعين عن دعوة شيخهم المجدد العلامة مقبل بن هادي الوادعي-رحمه الله-، ونفي ما ينسبه هؤلاء من الظلم والكذب عن دعوتهم.
فما وجدت هذه الردود من شبكة سحاب إلا التهميش، والتشجيع لأهل الفتن، وهم الذين يمدونهم ويؤيدونهم ضد دماج ويجعلونهم في كفة ويقابلون بهم أهل دماج .
ولا يستغرب هذا من شبكة سحاب وغيرها فإن الإنسان لا تؤمن عليه الفتنة، والحزبية قادرة أن على تصنع أكبر مما نراه، و المعصوم من عصمه الله.
ولكن من كانت عنده شبهة على الدعوة السلفية، ولم يدرأها عن نفسه فسيلحق بالحزبيين، ومن طعن في دعوة أهل دماج وشيخها الفاضل فإنه متهم .
فدار الحديث بدماج هي بؤرة السلفية والمدد الأول للدعوة السلفية في اليمن، وأهل اليمن يوافونها لتلقي العلم على طريقة خير القرون وهم الذين رفعوا راية التوحيد والسنة واسقطوا راية الابتداع بالدين، وغرسوا في الناس حب السنة النبوية المطهرة وهي العلامة البارزة للولاء للدعوة السلفية في اليمن.وإن آية الحزبية من قديم الزمان السخرية من دماج ومخاصمتها فهي التي أحرقت سويداء قلوبهم وأقضت مضاجعهم .
فدعوةٌ سلفيةٌ كمثل دعوة دماج لن يغفلَ عدوها المتربص بها وأن يأخذها على غرة ليفتك بها وينقض عُراها ويهدم أركانها فلا ينبغي إهمال أمر دماج والغفلة عمن يتربص بها الليل والنهار فخذوا الحذر والاستعداد والهبة واليقظة وإياكم الغفلة فعدوكم متربص ويراقب الأحداث ويرقبها عن قرب لينتهز الفرصة السانحة لينقضها ويهدم كيانها .
فلا تنخدعوا بدسائس المتملقين من خصومها الذين يطعنون في دماج وينتقصون من الشيخ الفاضل يحيى الحجوري فإن في إسقاط الشيخ الفاضل يحيى الحجوري الذي رضي به مؤسسها وباني مجدها وأوصاكم به تبديد للدعوة وقضاء على السلفية وتمزيق لها فلا تحسبوا الكلام في دماج والتقليل من شيخها وفتح الغارات عليه وتصويب أنظار الحاقدين هيناًً سهلاً بل هو عظيم .
وليس أبغض للحزبية من الشيخ يحيى فهم الذين يرمونه اليوم من جميع الاتجاهات وفي فتنة أبي الحسن حملوا عليه الحملات العظام وبثوا من حوله الجواسيس وكتبة الملازم ومتصيدي العثرات وهو قائم لا يتزعزع، ولو أن الشيخ يحيى يفرط في شيء من هذا الأمر ما طمعت الحزبية فيما من هو دونه ولكنه أسد من الأسود الوثابة الغيورة على سنة النبي الهادي صلى الله عليه وسلم, وهذا هو ما تخشاه الحزبية قولا وفعلا .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه :أبو مصعب علي بن ناصر بن محمد
العـــدني
تعليق