(( نصيحة قيمة جداً ))

[عبدالعزيز بن سعيد بانعمان]

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشيخ الفاضل حسن بن قاسم الريمي :
فإنه عملا بما جاء في صحيح مسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " [b]الدين النصيحة ، قلنا لمن ؟ قال لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"
فإني أوجه نصيحتي هذه إلى ثلاثة أصناف
الصنف الأول : الذين انتهجوا منهج السلف الصالح عقيدة وعبادة وسلوكا ، فأقول :
قال الشيخ محمد بن هادي المدخلي في شريطيه الآنفي الذكر :
( بعد هذه النصيحة فإن كان من كلمة أخيرة فهي الصبر والثبات والحرص الحرص على التمسك بهذا المعتقد وبهذا المنهج – منهاج النبوة – وبهذه الطريقة – الطريقة السلفية – والأخذ بها بقوة وعدم الهوان وعدم الذلة وعدم الخور أمام أعدائها وعدم التنازل عن أسسها وأركانها بدعوى الجمع والتوحيد بين هؤلاء جميعا حتى تقوم دولة الإسلام ، إياكم ثم إياكم وهذا فإن هذا والله هو باب الشر ، هذه الدعوة أصحابها متميزون معروفون بأنهم أثريون ، معروفون بأنهم سلفيون ، من كان معهم على هذا المنهج فهو منهم ، ومن خالفهم فليس منهم ولو كان أقرب قريب وأصدق صديق فإنهم يتبرءون منه ، فلا تضعفوا لا تتوانوا ولا تستكينوا لهؤلاء ، واعلموا أنه مما يسليكم أنها واحدة ، واثنتان وسبعون أعداءها ، فالحق قليل أتباعه والشر أتباعه كثير ، ... فالكثرة ليس معيارا ، بل المعيار عند أهل السنة والجماعة – الجماعة السلفية – جعلنا الله وإياكم منهم – المعيار عندنا هو الإتباع والابتداع ، من كان متبعا فهذا منا ، ومن كان مبتدعا فليس منا ولو كان من أقرب قريب )
الصنف الثاني : الذين انخرطوا وتورطوا في شباك التحزبات البدعية بالتلبيس والدجل عليهم ، فأقول لهم :
إننا لانشك – إن شاء الله – في حسن نواياكم ، من حبكم للخير وغيرتكم على السنة ونصرتكم للإسلام – ولكن ما هكذا تكون نصرة الدين ، ولقد أحسن من قال :
أوردها سعد وسعد مشتمل ***ما هكذا يا سعد تورد الإبل
إن نصرة الدين – أحبتي الكرام – إنما تكون باقتفاء أثر السلف الصالح من الصحابة الكرام وتابعيهم ممن اقتفوا أثرهم ونهجوا منهجهم ،فأفيقوا إخواني الكرام من سباتكم فإن الأمر خطير والواجب كبير وما زال أعدا الإسلام يخططون ليل نهار لإبعادنا عن المنهج النبوي – منهج السلف الصالح – خصوصا في هذا الوقت الراهن الذي قل فيه العلماء – علماء السنة – وكثر فيه دعاة السوء وأرباب البدع والخرافة ، والله المستعان .
إخوتاه : إن القضية عظيمة جدا فهي إما جنة عرضها السماوات والأرض أعدت لمن انتهج منهج النبوة وتمسك به حقيقة لا دعوى .
وإما نار تلظى وقودها الناس والحجارة أعدت لمن تنكب المنهج النبوي – منهج السلف الصالح – وأعرض عنه واستبدله بمناهج دخيلة على الإسلام .
إخوتاه : الله الله عليكم بالمنهج السلفي ، تمسكوا به وعضوا عليه بالنواجذ ، واحذروا هذه التحزبات البدعيه التي ولدت شرورا عظيمة على الفرد والمجتمع .
إخواني الكرام : اعرفوا لهذا المنهج قدره ولدعاته حقهم ، فإنه ما من آية من كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد فيهما الإشارة بالثناء على أهل العلم إلا كان المقصود بذلك دعاة المنهج السلفي ، لأنهم الداعين بحق للكتاب والسنة على فهم سلف الأمة لا غير ، فخذوا العلم عنهم واسألوهم عما أشكل عليكم ، واسألوا الله أن يوفقكم لسلوك سبيلهم قال تعالى " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلك وصاكم به لعلكم تتقون "
الصنف الثالث : قادات الأحزاب المبتدعة الذين يلبسون على عامة الناس والسذج منهم فأقول لهم :
قال تعالى ": واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون "
اتقوا الله في عوام الناس وأخص منهم شبابهم الذين هم عماد الأمة – بإذن الله – واتركوا التلبس عليهم ، ولاتغرنكم هذه الحياة الدنيا بزخارفها البراقة ومناظرها الخداعة فإن الله تعالى يقول " إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور"
واعلموا أنكم غدا بين يدي الجبار موقوفون وعلى أعمالكم محاسبون ومن أوزار الذين أضللتم محملون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
قال تعالى " ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يظلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون "
وأخرج مسلم من حديث جرير بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه " ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء .
فكفوا ألسنتكم عن الكذب والتشويه لحقيقة المنهج السلفي ودعاته فإن الله تعالى يقول " ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا "
فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله وعلى الباغي تدور الدوائر .

من كتاب ( إرشاد البرية إلى شرعية الانتساب للسلفية ودحض الشبه البدعيه للشيخ الفاضل أبو عبدالسلام حسن بن قاسم الريمي