[الرد على شبكة سحاب فيما نشرته من المقالات التي تدافع عن حزبية عبد الرحمن العدني]
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:-
فإن من أعظم الفتنة على الشخص أن يلتبس عليه الحق فلا يعرفه، ولا يقصده، وأشد من ذلك محنة على أهل الحق من يسعى إلى إيذائهم بالأقوال والأعمال .
وهذا ما شاهدناه في الذين نصبوا أنفسهم حكاما على ردود ونصائح الشيخ يحيى بن علي الحجوري لعبد الرحمن العدني وحزبه بدون حجة ولا دليل .
فجعلوا من هذه النصائح والردود تنكيلا بدماج وشيخها الفاضل بدلا من أن يوقروا صاحب هذه الردود والنصائح ويرفعوا من شأنه قاموا بتهميشه وإغراء المتلاعبين بالسلفيين يكتبون وينشرون ما يفرح الحزبيين ويقر عيونهم في دماج وشيخها الفاضل.
أقول هذا الكلام وأنا أقصد شبكة سحاب فهي من المتلاعبين في السلفيين لأنها تأمر بأن لا يكتب إلا بالأسماء الصريحة وتشدد على ذلك لتكشف السلفيين وتتعرف على أسمائهم، وبين حين وآخر تستخدم الأسماء المستعارة وتكتب بها للهجمة على السلفيين في دماج وغيرها، وتقوم بمناصرة الشبكات التي تكتب بأسماء مستعارة ضد مركز دماج وشيخها الفاضل، ولا مبرر لهذا إلا التلاعب والتآمر على السلفيين، وهذه أساليب حزبية معروفة .
وقد نشرت شبكة سحاب الكثير من هذه المقالات التي لم تعبأ بردود الشيخ يحيى الحجوري وقامت بضربها جانبا ورفعت من شأن خصوم الدعوة السلفية في دماج ولم تجد جميع الردود منهم على حزبية عبد الرحمن العدني إلا التهميش والتمييع .
إن هذا التمييع والضياع ،لا يكون إلا بسبب النقص في أهله، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى"(10 /356):"فلما ذهبت دولة الخلفاء الراشدين وصار ملكا ظهر النقص في الأمراء فلا بد أن يظهر أيضا في أهل العلم والدين ".
وقال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- للأحمسية لما سألته قالت:ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية؟ قال:"بقاؤكم عليه ما استقامتْ لكم أئمتكم"،قالت:وما الأئمة؟ قال:أما كان لقومك رءوس وأشراف يأمرونهم فيُطيعونهم؟قالت:بلى قال:فهم أولئك على الناس))أخرجه البخاري في"صحيحه"كتاب مناقب الأنصار حديث رقم (3834)باب أيام الجاهلية .
وهذا الأمر ملموس بكثرة في بلاد الحرمين ونجد، فقد كانت دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله- دعوة علمية تتمثل الجهود العظيمة التي ينصر بها هذا الدين .
والمتأمل لسلف هذه الأمة لا يسعه إلا أن يقول إن الدين لم يحفظ إلا بمثل هذا الجهد .
فقد قامت الدعوة السلفية في بلاد الحرمين ونجد على جهود ذلك الإمام وطلابه الذين نصروا الكتاب والسنة وساروا على طريقة السلف علما واعتقادا وعملا بتمسكهم الصادق بالمنهج السلفي والدعوة الجادة إلى الله تعالى ؛فلم تقم الدعوة على مثل هذه المناهج الجديدة التي تقوم على البحوث الجامعية والشهادات العالية.
وإنما قامت بالالتزام الصادق والجهد والبذل والعطاء في الدعوة إلى المنهج الصحيح السليم ،فكانوا مؤمنين حق الإيمان في تبليغهم هذا الدين وحمل رسالته وضربوا أحسن الأمثلة في الالتزام بالمنهج الصحيح قولا وفعلا .
وإنما قامت بالالتزام الصادق والجهد والبذل والعطاء في الدعوة إلى المنهج الصحيح السليم ،فكانوا مؤمنين حق الإيمان في تبليغهم هذا الدين وحمل رسالته وضربوا أحسن الأمثلة في الالتزام بالمنهج الصحيح قولا وفعلا .
ثم خلف من بعدهم قوم بينهم الذين يقولون ما لا يفعلون فأقوالهم كاذبة ومناهجهم فاسدة وأعمالهم تحارب دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وهم ضالون عن الحق فالعلم لديهم ضائع والجهل بدعوة الشيخ المجدد بينهم شائع والهلاك واقع ، فهؤلاء قد ضيعوا هذه الدعوة التي تعتبر أعظم من الذهب والبترول.
ولا شك أن هذه الدعوة تكالب عليها الكثير ممن ينتمي إليها وهم قد ضيعوا الحق ودفنوه تحت ضلالهم وصاروا يعلمون الأجيال منهجا غير المنهج الذي نشأ عليه أبناء دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وصدق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم:((بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء))رواه مسلم في "صحيحه"كتاب الإيمان حديث رقم (145) باب بيان أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا وإنه يأرز بين المسجدين من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-.
إن الحالة التي تمر بها الدعوة السلفية الإصلاحية اليوم تعتبر حالة مزرية ، وإن حامليها قعدوا عن أداء واجبهم وكأنهم يدارون أعداء هذه الدعوة في معتقداتهم الفاسدة وسلوكياتهم المناقضة لتعاليم الإسلام باسم التحضر والانفتاح للعالم الآخر.
فعلى الذين جعلوا أنفسهم أسود زائرة على دماج وشيخها الفاضل أن لا يحصروا سلفيتهم بين أربعة جدران أمام ما تمر به بلادهم، وأن ينتبهوا إلى ما تمر به الدعوة السلفية من المخاطر لأنهم يرون السلفية قائمة ولا يرون الأضرار الجسيمة التي تلحق بها، وإذا استمر هذا الأمر على هذا النهج فإنه سوف يلحق بدعاة الدعوة الحقيقيين وهم قلة وسيجري عزلهم وسوف يسودهم التشويه لحقائقهم والتهميش لوجودهم وانفلات زمام الأمور من أيديهم ولا تقوم لهم قائمة بعد ذلك وتضمحل الدعوة ويذهب ريحها وعندئذ يتهافت الظلمة والجهلة وأهل الباطل على إمامة الدعوة فيضلون الناس عن سواء السبيل وعن حقيقة الإسلام.
ومن جملة المخاطر التي تحيط بالدعوة السلفية ما نشاهده الآن من الحملة المسعورة على دماج حيث لم تزل دماج حصنا يهابه أهل الباطل وإني لأجزم جزما يقينيا بأن حرب الحوثيين في اليمن ما قامت إلا من أجل إلغاء مركز دماج .
وإن الذين يعاونون أو يسكتون على ما يرونه من معاول الهدم التي يراد منها القضاء على دار الحديث في دماج حتى يخلو الجو لدعاة الحزبية ليقودوا الدعوة السلفية ويرمونها في أحضان الحزبيين المفترين .
فما تقوم به شبكة سحاب من نشر مقالات تجعل الخلاف بين الناصح والمنصوح ليس إلا في إطار السلفية هذا من تمييع الحق ونصرة الباطل فإن من يريد حماية الدعوة ونصرتها أن يسمي الأشياء بأسمائها فشتان بين ناصح ينصح لدين الله، وبين مشبوه يقول على الدعوة ما ليس فيها .
فبدلا من قبول النصيحة والرجوع إلى الحق والثناء على الشيخ يحيى الحجوري بخير نجد الخصوم يناحرون على الباطل ويشددون حملتهم ويجدون من يؤيدهم، ومن يسكت ويبذل لهم وجه الرضا بينما تعاني منهم الدعوة السلفية في اليمن أشد المعاناة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه :أبو مصعب
علي بن ناصر بن محمد
العـدني
علي بن ناصر بن محمد
العـدني
تعليق