• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تنبيه أولي الألباب الى خطر الغلو والتميع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تنبيه أولي الألباب الى خطر الغلو والتميع

    إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهديه الله فلامضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله أما بعد:
    قال الله تعالى: «و أن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه و لا تتبعوا السُبُل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون» {سورة الأنعام: 153}
    و قال ابن مسعود رضي الله عنه: خط لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم خطاً فقال: "هذا سبيل الله" وخط عن يمين ذلك الخط و عن شماله خطوطاً فقال: "هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليها" [رواه الإمام أحمد و الدرامي و الحاكم و النسائي و حسنه العلامة الألباني –رحم الله الجميع]
    و قال الإمام الحسن البصري-رحمه الله تعالى-:( " السنة و الذي لا إله إلا هو بين الغالي و الجافي، فإن أهل السنة كانوا أقل الناس، فيما مضى، و هم أقل الناس فيما بقي الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم، و لا مع أهل البدع في بدعهم، و صبر وا على سنتهم حتى لقوا ربهم، فاصبروا عليها رحمكم الله، و كذلك فكونوا")
    فان هذه النصيحة من هذا الامام الناصح، لحري بنا نحن السلفيين و خاصة الجزائرين أن نجعلها نصب أعيننا حتى ننجو من الغلو و التميع و تكون دعوتنا سائرة على منهج وسط معتدل، قال تعالى {و جعلنكم أمة وسطا} سورة البقرة 143.
    و لا يتحقق هذا إلا إذا كنا معتدلين على كتاب الله و سنة رسوله وعلى فهم سلف الأمة و أيضا يكون هذا بمعرفة حقيقة هذين الدائين الخبيثين الغلو و التميع للحذر منهما و ليميز الله الخبيث من الطيب قال تعالى {ليميز الله الخبيث من الطيب} سورة الأنفال 37
    و قال الشاعر
    عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه و من لا يعرف الشر من الخير يقع فيه
    فإلى إخواني نبذة بسيطة عن هذا الموضوع لعل الله ينفعنا بها، و هذه الكلمات استفدتها خصوصا من شيخي العلامة المحدث يحي بن علي الحجوري –حفظه الله تعالى.
    فإن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان و إن أصبت فمن الله وحده الهادي إلى صراطه المستقيم.
    فما معنى الغلو و التميع؟
    أولا_الغلو: هو مجاوزة الحق، و وضع الأمور في غير منازلها و تحميل الأدلة ما لا تحتمل. [اقتضاء الصرط المستقيم ص97 طبعة دار الحديث]
    ثانيا: التميع: و هو التفلت عن الحق و الذبذبة عن الحق . [من كلام شيخنا في رسالة الثوابت المنهجية ص12)
    و بهذا يظهر بأن الغلو و التميع طرفا نقيض، و خير الأمور السالفات على الهدى، فالغلو هلكت به أمم و التميع هلكت به أمم، فما هلكت اليهود و النصارى إلا بسبب الغلو ، فغلت اليهود في عزيز فهلكو، و غلت النصارى في المسيح فهلكوا. قال تعالى « و قالت اليهود عزير ابن الله و قالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون» سورة التوبة 30.
    و لهذا جاءت نصوص كثيرة في النهي عن الغلو قال تعالى « يأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم و لا تقولوعلى الله إلا الحق» سورة النساء71.
    و قال تعالى «قل يأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق» سورة المائدة.
    ففي هذه الأيات دليل على أن الغلو محرم في الدين لأن النهي للتحريم بل من أشد المحرمات لما يقضي إليه من كثير من المحرمات.
    و أما من السنة فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع عندما أمر من يلقط له الحصى قال "يمثل هذا فارمو و إياكم و الغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين" أخرجه النسائي و ابن ماجة و غيرهم
    و قال أيضا "هلك المتنطعون... قالها ثلاث" رواه مسلم رقم (2670)
    قال النووي رحمه الله،( "هلك المتنطعون أي المتعمقون المغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم و أفعالهم") شرح مسلم (16/220)
    و إن من أهم أسبابه
    - عدم الرجوع إلى العلماء الربانيين الناصحين
    - مجالسة طلبة العلم المتشددين الذين ينتقصون العلماء الراسخين.
    - تعظيم أناس ليسوا من العلماء
    - ترك مجالس العلم و حلقاته
    - العاطفة الجياشة و الحماسة للدين بغير علم.
    - إتباع الإشاعات المغرضة و عدم التثبت.
    فهذه بعض الأسباب، فيتضح لنا أن الغلو مذموم في كل زمان و مكان، فلهذا ترى أشد الناس ضياعاً أهل الغلو، و أشد الناس فتنة أهل الغلو و ما من مبتدع إلا و له نصيبه من الغلو، فهذا ما تيسرلي في شأن هذا الداء العضال فهو يحتاج إلى بسط أكبر من هذا و لكن هذا تنبيه لإيقاظ العقول.
    و أما الداء و العضال الثاني ألا و هو التميع فقد أفسد الناس في دينهم و أفسد على الناس أخلاقهم، فمنهج التميع الذي لا يكاد يتميز عن منهج أهل الباطل و أهل الأهواء، و الذي لم يكن السلف الصالح رضوان الله عليهم سائرين عليه قال صلى الله عليه و سلم: "تركتكم على البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك" أخرجه ابن ماجة في السنة (5) من المقدمة و ابن أبي عاصم في السنة (1/26)
    فإن السلف كانت مدارسهم معلومة، و دعوتهم معلومة و كتبهم معلومة، فكانوا متميزين في الأمور كلها بدون تخليط و لا تميع للمسائل قال تعالى « و دو لو تدهنوا فيدهنون»
    و لكن أهل منهج التميع يسيرون على الهوى، فيأتون بالشبه من هنا و هناك، فهذا يريد منك أن تتميع في لباسك و لحيتك، فتكون مبنطلا أخذا من لحيتك، و الأخر يريد منك أن تتميع في منهجك فتكون حزبيا أو جمعيا (أي صاحب جمعية فتضيع كالذين ضاعوا و ما عوا) و الأخر يريد منك أن تكون إختلاطاً في المدارس و الجامعات، و الأخر يريدك أن تكون انتخابياً، بل بعضهم يعتبر الدشوش عنده سهلة و التلفاز سهل، فهذا و الله من طمس القلوب.
    فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم: ("تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً، فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، و أي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة مادمت السموات و الأرض، و الأخر أسود مرباداً كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفا، و لا ينكر منكراً، إلا ما أشرب من هواه") أخرجه مسلم برقم (44) و أصله متفق عليه.
    و هلم جرا هكذا منهج التميع يميع الإنسان في الدنيا و شهواتها و شبهاتها، فو الله إنه لهلاك من انحرف إلى الدنيا و زاغ عن العلم، و عن التمسك بدينه ففي (الصحيحين) عن عمر و بن عوف رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث أبا عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- إلى البحرين.
    فسعمت الأنصار بقدوم أبي عبيدة، فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم انصرف فتعرضوا له.
    فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم حين رآهم، ثم قال: "أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين" فقالوا: أجل يا رسول الله فقال: ("أبشروا و أملوا ما يسركم، فو الله ما الفقر أخشى عليكم، و لكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم") أخرجه البخاري برقم (3158) مسلم (2961).
    فإن منهج التميع قد عدا على المنهج السلفي في كثير من الأماكن و الدعوة السلفية تعاني منه، و كل هذا تحت لباس الرفق فتراهم يقولون: الرفق، الرفق حتى خالطوا المبتدعة و لانوا معهم، وضاع المنهج السلفي تحت هذا الاطار و لا حول و لا قوة إلا بالله.
    نعم الرفق مطلوب، قال صلى الله عليه و سلم: ("ما كان الرفق في شيء إلا زانه و ما نزع من شيء إلا شانه") من حديث أنس رضي الله عنه عن مسلم (2594/4) و أحمد في مسنده (25764/1).
    و قال صلى الله عليه و سلم( "إن الله رفيق يحب الرفق، و يعطي على الرفق ما لا يعطي على غيره") البخاري في الأدب المفرد (472) و أبو داود (4807/4) عن عبد الله بن مغفل، و أخرجه مسلم (77/4) عن عائشةرضي الله عنها.
    فهذه الأدلة و غيرها تدل على وجوب الرفق في الأمر كله، لكن الناس غلو في الرفق حتى ما عوا.
    و من أمثلة ذلك ما حصل لدعوة الإخوان المفلسين (المسلمين) تميعوا حتى أصبحوا مقلدين للنصارى، و دعاة لأفكارهم حذوا القذة بالقذة، يدعون للانتخابات، و المظاهرات، و لباس الكفار و أقوالهم و كل ذلك بدعوى الرفق، حتى أصبحت نسائهم تشارك في مواطن الاختلاط و أحدهم يحاضر أمام النساء و كأنه معصوم من الفتنة، و النبي صلى الله عليه و سلم يقول "إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله، ألا و هي القلب" أحرجه البخاري برقم (53) و (2051)، و مسلم برقم (15خ99)
    و قال عليه الصلاة و السلام " إياكم و الدخول على النساء" فقالوا يا رسول الله أرأيت الحمو؟ قال "الحمو الموت" أخرجه البخاري (2536) و مسلم (2176).
    الحمو: أقارب الزوج
    و إننا ننظر إلى كثير ممن ينتسب إلى الدعوة السلفية بدأ يسر في هذه الطريق سواءاً كان عن جهل أو عن سوء قصد. نسأل الله لنا و لهم العافية و السلامة. و إنه من جراء سلوك هذا المنهج تترتب شرور من أهمها: ضعف الولاء و البراء و عدم التصفية و التربية و التنكر إلى منهج السلف الصالح و الوقوف في فخ الموازنات و تغلغل العاطفة اللاحدودية على حساب الحق مما ينجم عنه إتهام أهل الحق الثابتين عليه بالشدة و التنفير عنهم بشتى الوسائل من تحذير و تخاذل عن نصرة أهل الحق و السكوت عن المبطلين و محاولة التقريب بين السلفين و الحزبين و العياذ بالله، الدعوة إلى التقليد البحت و تقديم مصلحة المال على مصلحة الإنكار على المخالف، و لمن أراد البسط في هذه الشرورفليرجع إلى رسالة أخيناأبي حمزة حسين بن عمر العمودي –حفظه الله- المسمات_ الوسائل الخليفة لتميع الدعوة السلفية _فهي رسالة ماتعة مهمة في بابها، و أيضا إلى رسالة أخينا أبي عبد الله كمال بن ثابت العدني –حفظه الله- المسمات الثوابت المنهجية_ و هي عبارة عن أسئلة قدمت للعلامة الناصح الأمين يحي بن علي الحجوري حفظه الله فأجاب عنها.
    و هذه نصيحة من الشيخ المجاهد العلامة ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله تعالى- حيث قال _(و أن على الشباب السلفي أن يكون يقظاً لما يحاك ضده و ضد عقيدته و منهجه، فلا يليق أن ينساق وراء الشعارات الطنانة و لا وراء العواطف العمياء، التي تؤدي إلى تضييع أعظم نعمة و أعظم أمانة في عنقه، و هي الثبات على منهج أهل الحديث و السنة، و حمايته من غوائل خصومة و مكائدهم و ألاعيبهم التي ظهرت آثارها على كثير من الأساتذة و طلاب العلم المثقفين، الذين كان ينتظر منهم تربية الأجيال على منهج السلف الصالح و تثبيتهم عليه و الإعتزاز برفعه.)من رسالة منهج أهل السنة و الجماعة في نقد الرجال و الكتب و الطوائف ص138.
    فللنجاةمن هذين الدائيين الخبيثين علينا الاعتدال على كتاب الله و سنة رسوله على فهم السلف الصلح.
    قال الشيخ الناصح الأمين يحي بن علي الحجوري: (خذ الكتاب و السنة على فهم السلف وامش، ريح نفسك،اهدأ
    والله الكتاب و السنة على فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم، راحة بال، و طمأنينة نفس، و إزالة قلق عنك و صدق أيضا، لما قال النبي صلى الله عليه و سلم: "إن الصدق طمأنينة و الكذب ريبة" و غير ذلك من الأدلة، هذا منهج صدق، منهج راحة، و طمأنينة و صدق و صراحة، و بيان الحق للناس، و تحذير من الباطل، و يستربح فيه صاحبه و إن خالفه من خالفه، و شتمه من شتمه و عارضه من عارضه و سجنه من سجنه، و الله إنه في راحة، هذا منهج راحة صحيح منهج مريح، لو وفق الله الشعوب في أخذه لا راحوا و استراحوا
    ...كل المخالفات و الفوضى و القلاقل و الفتن يعني فيها خالف الكتاب و السنة على فهم السلف الصالح). من أسئلة ولاية الأغواط إلى الشيخ -حفظه الله تعالى-
    قال تعالى «قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني و سبحان الله و ما أنا من المشركين» سورة يوسف 108.
    قال الإمام أبو عبيدة القاسم بن سلام_رحمه الله_(المتبع للسنة كالقابض على الجمر و هو اليوم عندي أفضل من ضرب السيوف في سبيل الله- تاريخ بغداد (12/410).
    و قال الإمام يحي بن يحي النيسايوري_رحمه الله_(الذب على السنة أفضل من الجهاد). نقد المنطق ص12
    أسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يمن علينا من فضله و أن يكرمنا بالسنة ظاهراً و باطنا، أحياءاً و أمواتاً و أن يختم لنا بالسنة و أن يتقبل عملي هذا و يجعله خالصاً لوجهه الكريم، كما أسأله سبحانه أن يحبب إلينا السنة و أهلها الصادقين الأمناء الثابيتين الناصحين و أن يبغض إلينا البدعة و حزبها. و هكذا التميع و الغلو و أهلهما.
    إنه ولي ذلك و القادر عليه
    و الحمد لله رب العالمين
    ليلةالأحد 16 صفر 1431 في بيتي قبيل أذان المغرب
    كتبه: أبو عمر خالد بن تلي عبيرات الأغواطي

    --------------------------------------------------------------------------------
يعمل...
X