مقتطفات من محاضرة بعنوان (موانع استجابة الدعاء) للشيخ حسن بن قاسم الريمي حفظه الله
{ عدم إنكار المنكر على من يطعن في العلماء }
فرغت من محاضرة ألقيت في الجراحي في 15 ذي الحجة 1430 هـ
موانع استجابة الدعاء
قال : ومن موانع استجابة الدعاء , عدم إنكار المنكر , و من الأمور التي يجب على المسلمين أن يُنكرونها : الطعنُ في
علماء السنة والجماعة , فهذه من أعظم المنكرات , لأن الطعن في العلماء طعنٌ فيما يحملونه من معتقد ومنهج ودين قويم , فمن يطعن في العلماء في الحقيقة إنما يطعن فيما يحملونه من عقيدة ومن دين.
إنك لتعجب من بعض الناس الذين يُرقعون لمن يطعن في علماء السنة والعياذ بالله , وتراهم يُؤولون التأويلات , ويُخرجون
التخريجات لمثل هؤلاء, فلو قلت لفلان من هؤلاء: مارأيك فيمن يقول :إن علماء السنة علماء حيض ونفاس, ولا يفقهون
الواقع, و إنهم جواسيس ,وإنهم عُملاء, لاشتد النكير , وتراه يقول بلسان حاله ومقاله :إن هذا من المنكرات , وإن هذا من
سُبل وطريقة أعداء الإسلام من الشيُوعيين والبعثيين ونحو ذلك, ولكن إذا جئت وقلت : فلان , وسميت هذا الشخص ,
ترى بعض الأمور تتغير وتتنكر و تأتي التأويلات ,والتخريجات , ياسُبحان الله! فنقول لمثل هذا الصنف : ألم تكن بالأمس
تنُكر على الإخوان المسلمين الذين جئت لهم ببعض مقالات أقطابهم المنحرفة ؟ فلماذا اليوم تتغير؟ ولماذا النصح يتغير؟ ألم
تكن بالأمس تنُكر على محمد سرور زين العابدين في تسميته العلماء عبيد عبيد عبيد السلاطين؟ ألم تنُكر على ذلك الذي
يُكفر الحكام أنكرت المقالة وأنكرت على صاحب تلك المقالة؟ فلماذا اليوم لاتزن بهذا الميزان؟ لماذا اليوم تغيرت أيها
المؤمن ؟ لكن نقول لك لابد أن تنصح : وأن تنُكر ، لابد أن نُطالب ذلك الذي طعن في العلماء بالتوبة , الله يقول :{إلا الذين
تابوا وأصلحوا وبينوا... } لابد من الإصلاح , ولا بد من البيان , يقولها أنا أتوب إلى الله مما تلفظ به هذا الفم , نعم يا
عباد الله , والله رفعة للشخص يوم أن يعترف بخطئه, ويقر بخطئه , خصوصا إذا انتشر في الملأ في المشرق والمغرب , فلا بد أن تعلن التوبة , أما الترقيع والله ما ينفع يا عباد الله , فبعض الناس كان ينكر بالأمس على من تلفظ على العلماء
بمثل هذه الألفاظ , وتراه بعد أن وقع في بعض الأشياء وفي بعض المنكرات وقال من قال من الناصحين من علماء أهل
السنة والجماعة في بيان ما هو عليه من باطل , تراه أصبح ساكتا فذاك يرقع له وذاك يرقع له وذاك يلمع له وذاك يلمع له
,ولاحول ولا قوة إلا بالله , فأين النصيحة ياعباد الله , وأين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وإن بينت ووضحت
قالوا أنت كذا وأنت كذا , هذا تثبيط لما يرضاه المولى جل وعلا من النصح والبيان , فالحق أحق أن يتبع , ومنهج السلف
منهج معصوم , أما من وقع في أخطاء فيُناصح , فإن أصر وأبى لابد أن ينكر عليه , لابد أن يبين أمره , لأن هذا دين ,
دين محفوظ قال الله: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }الحجر .
قال ابن عثيمين رحمه الله: ما أحدثت من بدعة إلا قيض الله من أهل السنة من يقمعها . أو نحو هذا واستدل بالآية المتقدمة .فتفطنوا ياعباد الله رعاكم الله لمثل هذه الأمور التي وللأسف قد غابت عن كثير ممن كان يشار إليه بالبنان , وممن له عدد
من السنين في طلب العلم , بل بعضهم ممن قد يرجع إليه , لكن لم يتفطن لمثل هذه الأمور, هناك قواعد وأمور قد أرساها
أسلافنا الكرام ,رضوان الله تعالى عليهم , وعليها مئات العلماء, وترى في هذا العصر إذا خالف شخص أو شخصان قالوا
أنت خالفت العلماء, تلكم القاعدة عليها آلاف العلماء تناقلها الأجيال عبر الأزمان , وأخذها الخلف عن السلف وهكذا إلى
آخره ,ودونت في المؤلفات, واليوم ترى من البعض عدم التطبيق لمثل هذه القواعد-قاعدة الجرح المفسر مقدم على التعديل
المجمل- قاعدة تدرس في كتب المصطلح , وإذا سألت طالب علم قال: نعم ,الجرح المفسر مقدم على التعديل المجمل
,ولكن إذا جئت عند التطبيق رأيت الخلخة ورأيت اللف , والدوران , ورأيت المراوغة , و رأيت و رأيت..., ولا حول ولا
قوة إلا بالله , إذاً لابد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على بصيرة ,ولذلك يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله: إن
الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يحتاج إلى ثلاثة أمور:
1-علم قبل الأمر والنهي.
2- رفق مع الأمر والنهي.
3- صبر بعد الأمر والنهي.
لأنك ستجد من يؤذيك إما بالكلام , وإما بالأفعال , إلى آخره , وستجد من يلفق عليك التلفيقات, والكذبات , والتقولات , لأن
بعض الناس قد يكون ألحن بحجته من الآخر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:{ لعل بعضكم قد يكون ألحن بحجته من
بعض فأقض له على ما أسمع أو أرى } الحديث .
فبعض الناس عندهم بيان وعندهم مراوغة , وعندهم من أنواع الفصاحة , فممكن قد يسحر ذلك الشخص ببيانه وقد يبهره
بكلامه ,فيظهر الحق في مظهر الباطل:
في زخرف القول تزيين لباطله :: و الحق قد يعتريه سوء تعبير
{وهذا سؤال قُدّم بعد المحاضرة}
يقول السائل : نرجو أن تبين لنا قولك : فرقة أهل السنة فرقة معصومة ؟
الجواب : منهج أهل السنة والجماعة هو المعصوم , أما الأشخاص الذين يسيرون على منهج أهل السنة والجماعة قد يحصل
منهم خطأ , وقد يحصل منهم ما يحصل , فما يحمل خطأ الأشخاص على المنهج , فيقال منهج السلف باطل أو نحو ذلك , م
فالسلف كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: هم أسلم وأعلم وأحكم .
ومنهج أهل السنة هو الكتاب والسنة , أما الأشخاص الذين هم يسيرون على هذا المنهج قد يحصل منهم الخطأ والزلل ونحو
ذلك فهم أسرع الناس رجوعا إلى الحق من غيرهم من الذين ينتهجون تلكم المناهج التكفيرية الباطلة, كمنهج جماعة التكفير
والهجرة ,ومنهج جماعة الإخوان المسلمين, ومنهج السرورية, ونحو ذلك من هذه المناهج المحدثة , والشخص إذا كان من
أهل السنة والجماعة فحصل منه الزيغ والانحراف ونصح وهو مازال يسير على طغيانه ,وعناده ,واستكباره, فهذا لا يحمل
خطأه المنهج, وإنما يعامل بخطئه , لأن الشخص قد ينحرف .
فالحاصل أننا نفرق بين المنهج وبين من يسيرون عليه , فالمنهج معصوم , لأنه يمثل الإسلام , منهج السلف هو الإسلام ,
كما قال الإمام البربهاري رحمه الله : واعلم أن الإسلام هو السنة والسنة هي الإسلام . والله أعلم .
قاله وأذن بتفريغه ونشره الشيخ الفاضل أبو عبد السلام حسن بن قاسم الريمي حفظه الله ورعاه .
{ عدم إنكار المنكر على من يطعن في العلماء }
فرغت من محاضرة ألقيت في الجراحي في 15 ذي الحجة 1430 هـ
موانع استجابة الدعاء
قال : ومن موانع استجابة الدعاء , عدم إنكار المنكر , و من الأمور التي يجب على المسلمين أن يُنكرونها : الطعنُ في
علماء السنة والجماعة , فهذه من أعظم المنكرات , لأن الطعن في العلماء طعنٌ فيما يحملونه من معتقد ومنهج ودين قويم , فمن يطعن في العلماء في الحقيقة إنما يطعن فيما يحملونه من عقيدة ومن دين.
إنك لتعجب من بعض الناس الذين يُرقعون لمن يطعن في علماء السنة والعياذ بالله , وتراهم يُؤولون التأويلات , ويُخرجون
التخريجات لمثل هؤلاء, فلو قلت لفلان من هؤلاء: مارأيك فيمن يقول :إن علماء السنة علماء حيض ونفاس, ولا يفقهون
الواقع, و إنهم جواسيس ,وإنهم عُملاء, لاشتد النكير , وتراه يقول بلسان حاله ومقاله :إن هذا من المنكرات , وإن هذا من
سُبل وطريقة أعداء الإسلام من الشيُوعيين والبعثيين ونحو ذلك, ولكن إذا جئت وقلت : فلان , وسميت هذا الشخص ,
ترى بعض الأمور تتغير وتتنكر و تأتي التأويلات ,والتخريجات , ياسُبحان الله! فنقول لمثل هذا الصنف : ألم تكن بالأمس
تنُكر على الإخوان المسلمين الذين جئت لهم ببعض مقالات أقطابهم المنحرفة ؟ فلماذا اليوم تتغير؟ ولماذا النصح يتغير؟ ألم
تكن بالأمس تنُكر على محمد سرور زين العابدين في تسميته العلماء عبيد عبيد عبيد السلاطين؟ ألم تنُكر على ذلك الذي
يُكفر الحكام أنكرت المقالة وأنكرت على صاحب تلك المقالة؟ فلماذا اليوم لاتزن بهذا الميزان؟ لماذا اليوم تغيرت أيها
المؤمن ؟ لكن نقول لك لابد أن تنصح : وأن تنُكر ، لابد أن نُطالب ذلك الذي طعن في العلماء بالتوبة , الله يقول :{إلا الذين
تابوا وأصلحوا وبينوا... } لابد من الإصلاح , ولا بد من البيان , يقولها أنا أتوب إلى الله مما تلفظ به هذا الفم , نعم يا
عباد الله , والله رفعة للشخص يوم أن يعترف بخطئه, ويقر بخطئه , خصوصا إذا انتشر في الملأ في المشرق والمغرب , فلا بد أن تعلن التوبة , أما الترقيع والله ما ينفع يا عباد الله , فبعض الناس كان ينكر بالأمس على من تلفظ على العلماء
بمثل هذه الألفاظ , وتراه بعد أن وقع في بعض الأشياء وفي بعض المنكرات وقال من قال من الناصحين من علماء أهل
السنة والجماعة في بيان ما هو عليه من باطل , تراه أصبح ساكتا فذاك يرقع له وذاك يرقع له وذاك يلمع له وذاك يلمع له
,ولاحول ولا قوة إلا بالله , فأين النصيحة ياعباد الله , وأين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وإن بينت ووضحت
قالوا أنت كذا وأنت كذا , هذا تثبيط لما يرضاه المولى جل وعلا من النصح والبيان , فالحق أحق أن يتبع , ومنهج السلف
منهج معصوم , أما من وقع في أخطاء فيُناصح , فإن أصر وأبى لابد أن ينكر عليه , لابد أن يبين أمره , لأن هذا دين ,
دين محفوظ قال الله: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }الحجر .
قال ابن عثيمين رحمه الله: ما أحدثت من بدعة إلا قيض الله من أهل السنة من يقمعها . أو نحو هذا واستدل بالآية المتقدمة .فتفطنوا ياعباد الله رعاكم الله لمثل هذه الأمور التي وللأسف قد غابت عن كثير ممن كان يشار إليه بالبنان , وممن له عدد
من السنين في طلب العلم , بل بعضهم ممن قد يرجع إليه , لكن لم يتفطن لمثل هذه الأمور, هناك قواعد وأمور قد أرساها
أسلافنا الكرام ,رضوان الله تعالى عليهم , وعليها مئات العلماء, وترى في هذا العصر إذا خالف شخص أو شخصان قالوا
أنت خالفت العلماء, تلكم القاعدة عليها آلاف العلماء تناقلها الأجيال عبر الأزمان , وأخذها الخلف عن السلف وهكذا إلى
آخره ,ودونت في المؤلفات, واليوم ترى من البعض عدم التطبيق لمثل هذه القواعد-قاعدة الجرح المفسر مقدم على التعديل
المجمل- قاعدة تدرس في كتب المصطلح , وإذا سألت طالب علم قال: نعم ,الجرح المفسر مقدم على التعديل المجمل
,ولكن إذا جئت عند التطبيق رأيت الخلخة ورأيت اللف , والدوران , ورأيت المراوغة , و رأيت و رأيت..., ولا حول ولا
قوة إلا بالله , إذاً لابد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على بصيرة ,ولذلك يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله: إن
الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يحتاج إلى ثلاثة أمور:
1-علم قبل الأمر والنهي.
2- رفق مع الأمر والنهي.
3- صبر بعد الأمر والنهي.
لأنك ستجد من يؤذيك إما بالكلام , وإما بالأفعال , إلى آخره , وستجد من يلفق عليك التلفيقات, والكذبات , والتقولات , لأن
بعض الناس قد يكون ألحن بحجته من الآخر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:{ لعل بعضكم قد يكون ألحن بحجته من
بعض فأقض له على ما أسمع أو أرى } الحديث .
فبعض الناس عندهم بيان وعندهم مراوغة , وعندهم من أنواع الفصاحة , فممكن قد يسحر ذلك الشخص ببيانه وقد يبهره
بكلامه ,فيظهر الحق في مظهر الباطل:
في زخرف القول تزيين لباطله :: و الحق قد يعتريه سوء تعبير
{وهذا سؤال قُدّم بعد المحاضرة}
يقول السائل : نرجو أن تبين لنا قولك : فرقة أهل السنة فرقة معصومة ؟
الجواب : منهج أهل السنة والجماعة هو المعصوم , أما الأشخاص الذين يسيرون على منهج أهل السنة والجماعة قد يحصل
منهم خطأ , وقد يحصل منهم ما يحصل , فما يحمل خطأ الأشخاص على المنهج , فيقال منهج السلف باطل أو نحو ذلك , م
فالسلف كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: هم أسلم وأعلم وأحكم .
ومنهج أهل السنة هو الكتاب والسنة , أما الأشخاص الذين هم يسيرون على هذا المنهج قد يحصل منهم الخطأ والزلل ونحو
ذلك فهم أسرع الناس رجوعا إلى الحق من غيرهم من الذين ينتهجون تلكم المناهج التكفيرية الباطلة, كمنهج جماعة التكفير
والهجرة ,ومنهج جماعة الإخوان المسلمين, ومنهج السرورية, ونحو ذلك من هذه المناهج المحدثة , والشخص إذا كان من
أهل السنة والجماعة فحصل منه الزيغ والانحراف ونصح وهو مازال يسير على طغيانه ,وعناده ,واستكباره, فهذا لا يحمل
خطأه المنهج, وإنما يعامل بخطئه , لأن الشخص قد ينحرف .
فالحاصل أننا نفرق بين المنهج وبين من يسيرون عليه , فالمنهج معصوم , لأنه يمثل الإسلام , منهج السلف هو الإسلام ,
كما قال الإمام البربهاري رحمه الله : واعلم أن الإسلام هو السنة والسنة هي الإسلام . والله أعلم .
قاله وأذن بتفريغه ونشره الشيخ الفاضل أبو عبد السلام حسن بن قاسم الريمي حفظه الله ورعاه .
تعليق