إفهام الجهول
بالفرق بين تلقي الحق أو قبوله
من (كافر أو مجهول)
كتبه:
أبو عبدالله محمد بن عبدالله باجمال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: بسم الله الرحمن الرحيم
فلقد أظهرت هذه الفتنة –فتنة عبدالرحمن العدني وحزبه- كسابقتها من الفتن: غرائب وعجائب سار عليها أهل الهوى، ودعاة الردى، ومن ذلك: ما أخرجه ياسين العدني –أحد أذناب عبدالرحمن العدني المفتون- في شبكة سحاب(1) بعنوان
(إرشاد الفحول بأن الحق يقبل ولو كان من كافر أو مجهول)،
وظن المسكين أنه بكتابته هذه قد أتى بما لم يأت به أحد، وما علم أن أهل الحق يقرون بل ويوجبون قبول الحق ممن جاء به، ولو كان قائله عاصيًا، بل ولو كان مبتدعًا، بل ولو كان كافرًا، بل ولو كان من الشيطان الرجيم!!!
لكن نحب أن نعلمه أن ما عناه وقصده بأوراقه في وادٍ، وما أورده من الأدلة والنقولات في وادٍ آخر.
فإن قيل: كيف ذاك؟ قلنا: ليعلم ياسين ومن كان على شاكلته أن ما أورده هو عين ما كان يورده أبو الحسن المصري المفتون وسائر المبطلين، وقد رددنا عليه بحمد الله قديمًا في رسالة لنا بعنوان
(إرشاد الحائر لآخر فضائح مصطفى المصري البائر)
وهي منشورة في شبكة سحاب، ولا بأس أن أورد ما ذكرته فيها بنصه وفصه مما يتعلق بهذه المسألة، ثم أضيف إليه شيئًا مما يدعو إليه المقام، والله المستعان.
فإليك أخي القارئ نص كلامنا في الرسالة المذكورة والتي بها يعرف أن ياسين العدني –وللأسف- ومن كان على شاكلته قد أصيبوا بالمسخ عن الحق، وصدق شيخنا الإمام الوادعي –رحمه الله- حين قال: الحزبية مساخة!
قلت في رسالة (إرشاد الحائر):
خامسًا: مصطفى المصري يجعل التلقي للحق وأخذه من كل أحد! من القريب والبعيد، والعدو والصديق، بل ومن الصوفية؛ بل ومن الشيطان الرجيم؛ فقال في جلسة العقاد الوجه الأول:
صاحب الدين يحرص عليه يأخذه من كل أحد، لأن الدين ليس عند فلان دون فلان. اهـ
وفي نفس المصدر قال:
خذ السنة من كل أحد؛ خذ الحق من كل أحد؛ لا تجعل نفسك إمعة لشخص ما، لا تجعل نفسك ذنبًا لشخص ما. اهـ
وبعد مقالته وتأصيله الفاسد الذي استنكره بعض الحاضرين
سأله سائل فقال:
يا شيخ في حديثك قلت: استمع الحق من أي شخص كان؛ فهل أهل البدع والحزبية يدخلون في هذا، إذن فكيف نعرف إذا كان قولهم حقا أو غير ذلك إذا لم نسمع لهم ولم نعطهم فرصة الحديث جزاك الله خيرًا .
فأجاب: استمع للحق من أي رجل كان، وخذه من العدو والصديق ليس فقط من الصوفي أو من غيره؛ بل من الشيطان الرجيم! النبي عليه الصلاة والسلام لما جاءه أبوهريرة وقال له: إن شخصًا جاءني في بيت المال على زكاة الفطر وذكر له قصة في ثلاثة أيام في الأخير قال: إنه قال: اقرأ آية الكرسي عند نومك فأنا لا آتيك. قال له: صدقك وهو كذوب؛ ذاك الشيطان أو ذاك شيطان. فقال له: اقرأ آية الكرسي لا آتيك في الليلة التي تأتيها إذا قرأتها عند نومك فقال: صدقك صح؛ ولذلك دل هذا الحديث على أن من السنة أن الإنسان إذا أراد أن ينام أن يقرأ آية الكرسي من أذكار النوم. من الذي أول من قالها لأبي هريرة؟ قالها الشيطان. ما قال: خلاص إذن أنا ما، هذا شيطان ما نقبلها منه.اهـ
هكذا مصطفى المصري يقرر هذا على مستوى العامة! بأن أبا هريرة –رضي الله عنه- استفاد ذلك من الشيطان، بل وأن أبا هريرة قبله هكذا! وما ندري هذا الرجل يعقل ما يخرج من رأسه أم أن العمى قد طغى عليه؟
أسألكم بالله هل أبو هريرة –رضي الله عنه- أولًا: كان يعرف أن هذا شيطان؟
ثانيًا: هل يصح أن يقال: إن أبا هريرة –رضي الله عنه- قبل هذا من الشيطان؟ أم أنه رد الأمر لرسول الله ﷺ؟ بلا شك الثاني. فإن أبا هريرة –رضي الله عنه- ما قبل ذلك من الشيطان وإنما قبله من رسول الله ﷺ .
ثالثًا: مما يزيد وضوح بطلان استدلاله بهذه القصة على ما يريد أن العلماء في ترجمتهم لأبي هريرة –رضي الله عنه- لم يذكروا الشيطان من مشايخ أبي هريرة.
ثم انتبه لقوله: قال له (يعني: الشيطان): اقرأ آية الكرسي لا آتيك في الليلة التي تأتيها إذا قرأتها عند نومك فقال: صدقك صح؛ ولذلك دل هذا الحديث على أن من السنة أن الإنسان إذا أراد أن ينام أن يقرأ آية الكرسي من أذكار النوم. من الذي أول من قالها لأبي هريرة؟ قالها الشيطان. هكذا قال؛ مع أنه من المعلوم أنها لم تكن سنة إلا بعد إقرار رسول الله ﷺ لذلك، فإنه إن لم يقرها لكانت مردودة.
فمصطفى المصري لما تورط في مقالته السابقة الذكر ما درى كيف يستدل أو بأي شيء يستدل!
وقوله: من الذي أول من قالها لأبي هريرة؟ قالها الشيطان. كأنه يقول: هي سنة الشيطان. وهو وإن لم يقل ذلك إلا أن عبارته الملقاة على عواهنها تدل عليه.
والحق: أن الحديث دليل على قبول الحق ممن جاء به، لا أنه دليل على أن نأخذه ونتلقاه من كل أحد؛ فإن بين الأمرين فرق لا يخفى على لبيب! وذلك أن التلقي للعلم وأخذ الحق لا يكون إلا من علماء السنة والجماعة، وأهل العقائد والمناهج الصحيحة، لا من كل من هب ودب؛ أما من جاءنا بالحق ـ الذي قد عرفنا أنه حق بدليله ـ نقبله منه، لكن لا نتتبع مجالسه من أجل أن نأخذه منه. نوضح ذلك بأنه لو قيل: خذوا الحق من كل أحد. فجلس رجل لصوفي وآخر لشيعي وثالث لجهمي ورابع لمعتزلي وهكذا، وهم قد قيل لهم: خذوا الحق من كل أحد.
فكل واحد منهم ما سيأخذ إلا ما كان يعرفه بدليله أنه حق، وأما مالا علم له به هل سيأخذه أم لا؟
الجواب: لا ، لأنه لم يعرف أنه حق وإن كان في الحقيقة حقا! فإذا كان الأمر كذلك فمن جلس لكل من هب ودب ولم يأخذ منهم إلا ما عرفه من قبل أنه حق،
فهل سيستفيد شيئا من جلوسه لهم؟
الجواب: لا، فإذن ما الفائدة من الجلوس لهم والأخذ عنهم؟! هذا على أنه سيسلم في دينه ومعتقده من تلبيساتهم وشبهاتهم وأنى له ذلك والقلب ضعيف!
ثم إن في قوله: استمع للحق من أي رجل كان، وخذه من العدو والصديق ليس فقط من الصوفي أو من غيره؛ بل من الشيطان الرجيم! إباحة التتلمذ على الصوفية وغيرهم من أعداء السنة.
ومصطفى المصري يقرر هذا ويؤصله! وفيما قرره وأصله مخالفة ظاهرة لتحذير السلف الصالح والأئمة الأعلام من دعاة الشر والفساد والبدعة والهوى، فقد روى ابن المبارك في الزهد (815) عن ابن مسعود –رضي الله عنه- قال: لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن الأكابر، وعن أمنائهم وعلمائهم، فإذا أخذوا من صغارهم وشرارهم هلكوا. قال ابن المبارك: يعني أهل البدع.
وعن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: لا تجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب. رواه ابن بطة في الإبانة (371).
وقال الحسن البصري: لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم. رواه اللالكائي (240).
وقال أبو قلابة: لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تخالطوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ويلبسوا عليكم كثيرا مما تعرفون. رواه اللالكائي (244).
وقال أيوب السختياني: قال لي أبو قلابة: لا تمكن أصحاب الأهواء من سمعك، فينبذوا فيه ما شاءوا فيغيروا قلبك. رواه ابن بطة في الإبانة (453).
وقال أيوب: ولا تمكِّن أصحاب الأهواء من سمعك. رواه اللالكائي (246).
وقال معمر بن راشد: كان ابن طاوس جالساً فجاء رجل من المعتزلة فجعل يتكلم. قال: فأدخل ابن طاوس إصبعيه في أذنيه وقال لابنه: أي بني أدخل إصبعيك في أذنيك واشدد لا تسمع من كلامه شيئاً. قال معمر: يعني أن القلب ضعيف. رواه اللالكائي (248).
وقال يحيى بن أبي كثير: إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره. رواه اللالكائي (259) وجاء أيضاً عن الفضيل. الإبانة (490،493).
وهذا فيمن لقيه في طريق؛ فكيف بمن يجلس إليه؟! أو يتلقى عليه؟! أو يأخذ عنه؟!
ودخل رجلان على ابن سيرين من أهل الأهواء فقالا: يا أبا بكر نحدثك بحديث؟ قال: لا. قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله؟ قال: لا. قال: تقومان عني وإلا قمت فقام الرجلان فخرجا. فقال بعض القوم: ما كان عليك أن يقرأ آية؟! قال: إني كرهت أن يقرأ آية فيحرفانها فيقر ذلك في قلبي. رواه اللالكائي (242).
فابن سيرين الإمام رفض سماع آية أو حديث فهل الآية والحديث من الحق أم لا؟! من الحق ولكن لا تؤخذ من أهل الأهواء والبدع.
وقال رجل لابن سيرين: إن فلاناً يريد أن يأتيك ولا يتكلم بشيء قال: قل لفلان: لا يأتيني فإن قلب ابن آدم ضعيف؛ وإني أخاف أن أسمع منه كلمة فلا يرجع قلبي إلى ما كان. الإبانة(399).
قيل للإمام الأوزاعي: إن رجلاً يقول: أنا أجالس أهل السنة وأجالس أهل البدع. فقال الأوزاعي: هذا رجل يريد أن يساوي بين الحق والباطل. الإبانة (430).
وقال أحمد بن حنبل: أهل البدع لا ينبغي لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم. رواه ابن بطة في الإبانة (495).
قال علي بن أبي خالد: قلت لأحمد: إن الشيخ -لشيخ حضر معنا- هو جاري، وقد نهيته عن رجل ويحب أن يسمع قولك فيه؛ حارث القصير -يعني: حارث المحاسبي- وكنتَ رأيتني معه منذ عشر سنين كثيرة فقلت لي: لا تجالسه ولا تكلمه. فلم أكلمه حتى الساعة، وهذا الشيخ يجالسه فما تقول فيه؟ فرأيت أحمد قد احمر لونه؛ وانتفخت أوداجه وعيناه؛ وما رأيته هكذا قط! ثم جعل ينتفض ويقول: ذاك فعل الله به وفعل، ليس يعرف ذاك إلا من خبره وعرفه، أُوِّيه؛ أُوِّيه؛ أُوِّيه؛ ذاك لا يعرفه إلا من قد خبره وعرفه، ذاك جالسه المغازلي، ويعقوب، وفلان، فأخرجهم إلى رأي جهم، هلكوا بسببه. فقال له الشيخ: يا أبا عبد الله، يروي الحديث؛ ساكن خاشع؛ من قصته من قصته (أي: جلس يعدد له حسناته)؟ فغضب أبو عبد الله وجعل يقول: لا يغرك خشوعه ولينه. ويقول: لا تغتر بتنكيس رأسه؛ فإنه رجل سوء، ذاك لا يعرفه إلا من قد خبره، لا تكلمه، ولا كرامة له؛ كل من حدث بحديث رسول الله ﷺ وكان مبتدعا تجلس إليه؟!! لا ولا كرامة، ولا نعمى عين اهـ من طبقات الحنابلة (1/233).
وسأل أبو داود السجستاني أحمدَ بن حنبل عن رجل من أهل السنة مع رجل من أهل البدعة أيترك كلامه؟ قال: لا، أو تعلمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به قال ابن مسعود : المرء بخدنه. طبقات الحنابلة (216).
هذا فيمن تكلم معه؛ فكيف بمن يتلقى عنه الحق -كما يزعم هذا الرجل- فهذا أولى بإلحاقه بهم.
قال مفضل بن مهلهل السعدي -رحمه الله-: لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته؛ حذَرْتَهُ وفررت منه؛ ولكن يحدثك بأحاديث السنة في بدو مجلسه ثم يُدخل عليك بدعته؛ فلعلها تلزم قلبك، فمتى تخرج من قلبك. اهـ الإبانة (394).
وقال البربهاري: مثل أصحاب البدع مثل العقارب، يدفنون رءوسهم وأبدانهم في التراب ويخرجون أذنابهم، فإذا تمكنوا لدغوا، وكذلك أهل البدع؛ هم مختفون بين الناس، فإذا تمكنوا بلغوا ما يريدون. اهـ طبقات الحنابلة (2/44).
فهذه كما يقال قطرة من مطرة! في تحذير أئمة السلف الصالح من مجالسة أهل الأهواء فكيف بالتلقي عنهم؟! والأخذ منهم؟! أيسوغ لنا أن نترك كلام سلفنا الصالح، ونتمسك بكلام القصاصين من أمثال مصطفى المصري.
بل كان بعض السلف يمنع أهل البدع والفسوق والمجون من حضور مجالسهم وشهودها، ولا يحدثهم البتة؛ ومن أولئك:
زائدة بن قدامة -رحمه الله-، قال أبو داود الطيالسي وسفيان بن عيينة حدثنا زائدة بن قدامة، وكان لا يحدث قدريا ولا صاحب بدعة. انظر التهذيب.
ومنهم: الإمام مالك -رحمه الله-، فقد جاءه رجل وسأله عن قوله تعالى: ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ وقال: كيف استوى؟ فقال له: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.وما أراك إلا صاحب بدعة وأمر بإخراجه. مناقب مالك للنواوي ص134.
ومنهم: أحمد بن صالح المصري -رحمه الله-، قال صالح بن محمد جزرة الحافظ: حضرت مجلس أحمد بن صالح فقال: حرج على كل مبتدع وماجن أن يحضر مجلسي. السير (12/137).
ومنهم: أبو اليمان الحكم بن نافع الحمصي -رحمه الله-، كان إذا دخل أهل البدع بلده توقف عن التحديث حتى يخرجوا.
ومنهم: محمد بن يوسف الفريابي -رحمه الله-، قال البخاري: رأيت قوما دخلوا على الفريابي، فقيل له: يا أبا عبد الله إن هؤلاء مرجئة. فقال: أخرجوهم فتابوا ورجعوا. انظر التهذيب.
فكان من فعل السلف الصالح منع أصحاب البدع وأهل الأهواء من حضور مجالسهم؛ فكيف بمن يدعو إلى الأخذ منهم والتلقي عنهم؟!!!
وقال العلامة الفقيه الإمام محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- معلقاً على كلام الشيخ بكر أبو زيد: نرى أن الإنسان لا يجلس إلى أهل البدع والأهواء مطلقاً ولا يأخذ العلم عنهم:
وظاهر كلام الشيخ -وفقه الله- أنه لا يؤخذ عن صاحب البدعة شيء حتى فيما لا يتعلق ببدعته فمثلاً إذا وجدنا رجلاً مبتدعاً، لكنه جيد في علم العربية: البلاغة والنحو والصرف، فهل تجلس إليه وتأخذ منه هذا العلم الذي هو جيد فيه أم نهجره؟ ظاهر كلام الشيخ أننا لا نجلس إليه لأن ذلك يوجب مفسدتين:
المفسدة الأولى: اغتراره بنفسه فيحسب أنه على حق.
المفسدة الثانية: اغترار الناس به حيث يتوارد عليه الناس وطلبة العـلم ويتلقون منه، والعامي لا يفرق بين علم النحو وعلم العقيدة.
لهذا نرى أن الإنسان لا يجلس إلى أهل البدع والأهواء مطلقاً، حتى إن كان لا يجد علم العربية والبلاغة والصرف إلا فيهمفسيجعل الله له خيراً منه، لأن كوننا نأتي هؤلاء ونتردد عليهم لا شك أنه يوجب غرورهم واغترار الناس بهم . اهـ
وقال أيضا -رحمه الله- معلقا على كلام الشيخ بكر في التحذير من مجالسة أهل البدع:
المؤلف –وفقه الله– حذر هذا التحذير المرير من أهل البدع، وهم جديرون بذلك ولا سيما إذا كان المبتدع سليط اللسان، فصيح البيان، فإن شره يكون أشد وأعظم، ولا سيما إذا كانت بدعته مكفرة أو مفسقة، فإن خطره أعظم؛ ولا سيما إذا كان يتظاهر أمام الناس بأنه من أهل السنة، لأن بعض أهل البدع عندهم نفاق، تجده عند من يخاف منه يتمسكن ويقول: أنا من أهل السنة، وأنا لا أكره فلانا ولا فلانا من الصحابة، وأنا معكم. وهو كاذب فمثل هؤلاء يجب الحذر منهم. اهـ من شرح حلية طالب العلم لابن عثيمين (ص110-111).
وسئل الشيخ العلامة المحدث عبد المحسن العَّباد ـ حفظه الله ـ:
هل يُتعاون مع الجماعات الإسلامية من الإخوان والتبليغ ويُحاضر ويُدرس عندهم؟
فأجاب: لا يُحاضر عندهم ولا يُدرس عندهم فإنهم لا ينتفعون بالمحاضرات والدروس وإنما يستخدمونك وسيلة لأغراضهم. (وهذا كقول ابن حزم: ما نصر الله الإسلام بمبتدع).
قال السائل: هل يُسمح لهم بالمحاضرة في مساجدنا – أعني الإخوان والتبليغ وغيرهم – وإذا أخطأ أحدهم نرد عليه؟
جواب: لا يُسمح لهم بالمحاضرات وإنما تحاضرون أنتم في مساجدكم، ولا يؤتى بالمنكر ثم يُرفع هذا المنكر، وإنما لا يسمح لهم من البداية اهـ انظر: (التعاون مع المخالفين) للأخ محمد باموسى. اهـ المراد
وقال ابن سيرين كما في مقدمة مسلم في صحيحه: «إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم»، وفي رواية: «لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم! فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم».
قلت: فيتبين لكل منصف أن ما أورده ياسين في أوراقه في وادٍ، وما عناه وقصده في وادٍ آخر.
ثم ليعلم ياسين ومن كان على شاكلته من أذناب عبدالرحمن العدني المفتون: أن ردود المجاهيل ومقالاتهم لا يُقْبِل عليها ويتلقاها ويتلقفها إلا رجل فارغ عاطل، يدفعه إلى ذلك هواه المطابق لما يجده في مقالات المجاهيل من الباطل.
أنزل بك المستوى وتردى بك الحال إلى أن تتلقى الحق من المجاهيل بل من المبتدعين بل من الكافرين والمشركين والمنافقين، بل وتدعو إلى ذلك؟! هنيئًا هنيئًا يا ياسين هذه الثروة النتنة، فوالله ما نرى هذا إلا عقوبة من الله سبحانه وتعالى بسبب إعراضكم عن الحق لمقاصدكم ومآربكم الدنية، ﴿فماذا بعد الحق إلا الضلال﴾ ﴿ومن يهن الله فما له من مكرم﴾.
وإليك أخي القارئ ما قاله –مرجع المرعيين- الشيخ عبيد الجابري قديمًا في فتنة أبي الحسن لتعرف أن القوم أصحاب هوى وتقليب للحقائق.
فإن الشيخ عبيدًا الجابري حذر في مقالين نشرا في شبكة سحاب عام 1423هـ و1424هـ من الكتابة تحت أسماء مستعارة وبين أن هذا من أبرز سمات الحزبيين!!! وإليك نص المقالين:
قال الشيخ عبيد الجابري –هداه الله ووفقه للحق- في مقالٍ له بعنوان (دعوة واقتراح):
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحق المبين، وأن محمداً عبده ورسوله، بلغ البلاغ المبين -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-، أما بعد: فإني تأملت ما جرى في الفتنة الأخيرة وما ترتب عليها من آثار ونتائج ظهرت على شبابنا وإخواننا المتمسكين بمنهج السلف الصالح، رأيت كثرة القيل والقال -لمن هم قليلي البضاعة في العلم والمعرفة بدين الله وشرعه وما عليه سلف الأمة- سبباً في وقود هذه الفتنة وتأججها؛ وبخاصة أن أغلب هذه المشاكل تعود إلى شبكة الانترنت وما يقال ويكتب فيها ممن أشير إليهم بالوصف، وأهم أسباب ذلك هو: التستر خلف أسماء وألقاب وكنى تخفي حقيقة الشخص، فحسماً لمادة هذه المشكلة التي تزداد يوماً بعد يوم، وتنداح وتكبر دائرتها، فإني أدعو إخواني الصادقين في تطبيق حديث رسول الله ﷺ: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت»، وكما قال ابن سيرين -رحمه الله-: «إن العلم دين فانظروا عن من تأخذون دينكم»، وذلك بإظهار الاسم الحقيقي لمن يريد المشاركة والكتابة في هذه المنتديات وبخاصة منتدى سحاب السلفي، مشاركة منا جميعاً في التقليل من تفاقم المشاكل، وكثرة القيل والقال، ومن خلال نظرة أولية تظهر لنا فوائد المشاركة بالاسم الحقيقي كما يلي:1- التريث والتمهل والتفكر العميق قبل كتابة المقالة ونشرها.
2– معرفة درجة الكاتب العلمية والمنهجية.
3- عدم الجرأة والإقدام على نشر أي شيء قبل التثبت والعرض على أهل العلم.
4- إدراك العواقب والتبعات عند الكتابة بالاسم الحقيقي.
5- التقليل من كثرة الكتابة والنشر.
6- حصر الكتابة والتوجيه لأهل العلم وطلابه وعدم السماح لمن هب ودب ودرج.
7- إبراز أهل العلم ومكانتهم الحقيقية وأحقيتهم وأهليتهم في التوجيه والتعليم والنقد.
8- إظهار المنهج السلفي في صورته الجميلة وشكله المتكامل من خلال معرفة الرجال وأحوالهم وأشخاصهم.
9- استنزال الأحكام الشرعية في حق المخالفين والمعاندين والمبطلين، والقدرة على التثبت والاستيثاق في حال معرفة أعيان الأشخاص وزواله واضمحلاله في حال الجهالة والإبهام والإيهام.
10- توقع زيادة المقالات العلمية والمنهجية المفيدة وقلة المقالات الفارغة والضعيفة.
11- الترفع عن طرائق الحزبيين وأهل الحركات والتجمعات السرية، ومخالفتهم في التخفي والتستر خلف الألقاب والكنى إذ أبرز صفاتهم وسماتهم.
12- إظهار الوضوح والمصداقية اللذين هما من أبرز صفات المنهج السلفي من خلال إظهار الاسم الحقيقي.
وغير ذلك من الفوائد والنتائج والثمار التي نجنيها من خلال إظهار الاسم الحقيقي؛ فنرجو أن نكون أول من يسن هذه السنة الحسنة في شبكة الانترنت ونتحصل على أجرها وأجر من يعمل بها. وأعود مرة أخرى وأدعو شبابنا السلفي الحريص -على نشر الخير ودفع الشر والتقليل منه وسد منافذه ومسالكه- أن يستجيب لهذه الدعوة وهذا الاقترح، وأن ينظر بعين العقل -المستند على الشرع المطهر الجالب لجميع المصالح والدافع لجميع المفاسد- إلى هذا الاقتراح الذي يميزه ويميز دعوته ويظهر صدقه وصفاء طويته وسلامة منهجه وحسن مقصده.
ونرجو من الإخوة القائمين على شبكة سحاب أن يسهموا معنا في إيصال هذه الدعوة وهذا الاقتراح؛ وذلك بتثبيت المقال أعلى الصفحة ولمدة كافية يطلع عليها الشباب أوجلهم، وفتح باب التسجيل بالاسم الحقيقي وتغيير الكنى والألقاب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين.
وكتبه: عبيد بن عبدالله بن سليمان الجابري – المدرس بالجامعة الإسلامية سابقاً-
يوم السبت الحادي والعشرين من شهر رجب لعام ثلاثة وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية. اهـ وقال أيضًا مقالًا آخر بعنوان (نصيحة واقتراح لمن يريد الإصلاح):
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وباركعلى نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإنه لا يجوز التصدر في المسائل الكبار والنوازل العظام التي تحدث في الساحة بين الفينة والفينة إلا من هو أهل للحديث في تلك النوازل والمسائل، ونعني بهم من أوتوا العلم والفقه في الدين، وعُرِفوا في النصح للأمة، والإسهام السديد في حل المشكلات والفصل في المعضلات.
وقد ظهر هذه الأيام منشورات في بعض المواقع في الإنترنت ليس كُتابُها مؤهلين، والكثير منهم مجهولون، ولذا كان الخوض في المسائل العظيمة من أولئك بعيداً عن الحلم والفهم، وليس يخلف للقراء والمستمعين سوى القيلِ والقال، وشغل الوقت بما لافائدة فيه. ولذا فإنيأقترح على أبنائنا أصحاب المواقع السلفية و المشرفين عليها، حفظاً للوقت وحرصاًعلى إفادة الخاصة والعامة ما يأتي:
أولًا: ألا يكتب في مواقعكم إلا من عُرِف بالعلم والفضل ونصح الأمة وفق الكتاب والسنة و فهم السلف الصالح.
ثانياً :ألا يُمَكن من النشرمقال مجهول لا يُعرَف اسمهالثلاثي على الأقل مع عنوانه، وذلك للرجوع إليه عند أي إشكال، ويُفَضل أن يكون مُزكى من بعض العلماء أو بعض طلاب العلم الثقات، ويجري هذا على الرجال و النساءمعًا.
ثالثًا: يجب التركيز في النشر على طرح المسائل العلمية التي يخرج القارئ أو السامع منها بفائدة في العقيدة والعبادات العلمية والمعاملات وغير ذلك من المسائل التي يحتاجها الناس. وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه، وثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه: عبيد بن عبدالله بن سليمان الجابريالمدرس بالجامعة الإسلامية سابقًا، وحرر مساء اليوم الخامس من [ذو] الحجة عام أربعة و[عشرون] وأربعمائة وألف للهجرةالنبوية. اهـوقد ظهر هذه الأيام منشورات في بعض المواقع في الإنترنت ليس كُتابُها مؤهلين، والكثير منهم مجهولون، ولذا كان الخوض في المسائل العظيمة من أولئك بعيداً عن الحلم والفهم، وليس يخلف للقراء والمستمعين سوى القيلِ والقال، وشغل الوقت بما لافائدة فيه. ولذا فإنيأقترح على أبنائنا أصحاب المواقع السلفية و المشرفين عليها، حفظاً للوقت وحرصاًعلى إفادة الخاصة والعامة ما يأتي:
أولًا: ألا يكتب في مواقعكم إلا من عُرِف بالعلم والفضل ونصح الأمة وفق الكتاب والسنة و فهم السلف الصالح.
ثانياً :ألا يُمَكن من النشرمقال مجهول لا يُعرَف اسمهالثلاثي على الأقل مع عنوانه، وذلك للرجوع إليه عند أي إشكال، ويُفَضل أن يكون مُزكى من بعض العلماء أو بعض طلاب العلم الثقات، ويجري هذا على الرجال و النساءمعًا.
ثالثًا: يجب التركيز في النشر على طرح المسائل العلمية التي يخرج القارئ أو السامع منها بفائدة في العقيدة والعبادات العلمية والمعاملات وغير ذلك من المسائل التي يحتاجها الناس. وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه، وثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فتأمل -رعاك الله- هذا النصح المبذول في تلك الأيام، وتأمل واقع المستكثرين بالشيخ عبيد اليوم من حزب عبدالرحمن العدني، ترَ أن القوم يتبعون أهواءهم، ويبغون مقاضات أغراضهم والله المستعان.
وإليك أخي القارئ كلامًا كان في فتنة أبي الحسن لأحد الذين يحتفلون ويشيدون به اليوم، وهم في منأى عنه، بل حتى هو نفسه –وللأسف- في منأى عن كلامه الصحيح.
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي حفظه الله ووفقه في أشرطة (القول الأحسن في نصح أبي الحسن):
الفصل السابع: نصيحة لناشريالأشرطة والأوراق والشبكات الفضائية،أنصح أصحاب التسجيلاتوالمطبوعات الورقية، وأصحاب الشبكات الفضائية أن يتقوا الله عزوجل فيما ينشرونه، وأن لا ينشروا الباطل ولا الكذب، وأن لاينشروا أيضًا للمجهولين، فهناك أناس مجهولون، مدسوسون، ينشرون المقالات في الانترنت وفي غيره، بأسماء مستعارة. فلايجوزلأصحاب هذه الشبكات الفضائية، ولا لأصحاب المكتباتوالتسجيلات الصوتية، أو المطبوعات الورقية أن ينشروا لهؤلاء المجهولين.قولوا: إن عندنا علماء، وأنتإذا كنت غير معروف، فأعرض بحثك على أحد العلماء، فإن أجاز بحثك أو أجاز مقالك فيكون هذا النص تحت تصديقه، هو يصدّق عليه، بختمه، كما يحصل في أرض الحرمين ونجد من نشربعض المقالات والمطويات لأناس وضعوا عليها أسمائهم الحقيقة وليست المستعارة، ولكنهم غير معروفين فيأتون بتلك المقالات إلى أهل العلم، فتُصدّق من قبل العالم، فيضعالعالم على تلك الورقة أو المطوية أو النسخة، يضع عليها ختمه، ويقول لا بأس بنشرها، هذا هو الذي ينبغي.
وهكذا أصحاب محطات الانترنت علىالقائمين على تلك الشبكات، أنصحهم بأن يتقوا الله، وبأن يراقبوا الله، وبأن لا ينشروا لأهل الباطل، ولا أيضًا لهذه الأسماء المستعارة، ولا الألقاب المستعارة، ولاالكُنى المستعارة،حتى لا يُشوَّش على الناس بالباطل، وحتى لاتكون المسألة فوضى علمية، هذا يقول وهذا يرُد، هذا يُفتي هذا يرد، هذا ينصح هذايرد.أيُرضيكم يا عباد الله أن تسلكوا مسلك الديمقراطية؟!هذا هو مسلك الديمقراطية، يتكلم العالم الفاضل الجليل بالكلام الطيب، وبالنصيحة النافعة،ثم يأتي شخص جويهل يرد على ذلك المقال للعالم، وعلى تلكالفتوى للعالم، أو النصيحة للعالم تحت اسم مستعار، هذا ليس من كتاب الله ولا من سنةرسوله عليه الصلاة والسلام أن يُرفع أولئكالجُهّال. إن اللهيقول: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِوَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُالَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْوَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً﴾،فهذا الذي هو غير معروف نقول: أنت فيأي مدينة؟ انظر هل عندكم عالم من أهل السنة والجماعة، اعرض مقالك عليه، واجعله يصدّق هذا المقال، فيُنشر باسمك الحقيقي وتحت موافقة هذا العالم وتوقيعه حتى يُحكم الرد على أصحاب الفوضى أصحاب القيل والقال، ومهما كان إن أبوا إلا هذا، فنحن قد قلنا: لا تقرؤوا للمجهولين، ولا للمدلسين ولا للمختلطين ولا للكذابين والوضاعين، كما هو طريقة علماء الحديث.هذه طريقة علماء الحديث أنحديث المجهول لا يُحتج به،والمختلط والمدلس إذا دلّسه، وحديثالوضاع والكذاب، والمتهم بالوضع والكذب، فرحم الله علمائنا علماء الحديث، وجزاهمالله خيرًا على هذه القواعد التي وضعوها.فلا يُلتفت لتلكمالمنشورات والأقوال للمجهولين، ولا أيضًا من عُرف ببدعة، أوبحزبية. اهـ
وجاء في بيان علماء اليمن في فتنة أبي الحسن الصادر في 9/ ربيع ثاني/عام 1423هـ:
رابعًا: لا يُسمع لمقالات المجهولين في كتاب أو شريط أو انترنت. اهـ
ثم وقفت لكلام للعلامة ربيع بن هادي المدخلي في رسالة له بعنوان (إدانة أبي الحسن بتصديقه الكذب وبتطاوله بالأذى والمن)، بين في مطلعها أن من طريقة هذا المبتدع الخائن رد قول أهل الصدق بحجة التثبت، وقبول أخبار المجهولين والكذابين، بل ويبني عليها.
ثم وقفت له على مقال بعنوان (بيان متضمن لتأييدي للشيخين عبيد الجابري ومحمد بن هادي ونصيحة للسلفيين) هذا نصه:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين أما بعد: فإنني اطلعت على ما قام به الشيخان عبيد الجابري ومحمد بن هادي المدخلي حفظهما الله من البيان المتعلق بتوقيف الأزهري وأبي مالك العدني من أجل ما صدر منهما من الغلو في حق الشيخ فالح الحربي حفظه الله وإني لأؤكد ما ورد في بيانهما، وأضيف: إنه على المسئولين بشبكتي (أنا السلفي والأثري) أن يتقوا الله في أنفسهم وفي المنهج السلفي الذي ناله من التشويه وشماتة الأعداء الأمر الذي لا يطاق، بسبب كتابات أناس مجهولين لا تعرف عقائدهم ولا مناهجهم ولا سيرهم ولا أخلاقهم باسم السلفية والسلفيين. وأصبحوا يطاردون السلفيين عن حياضهم ويشنون عليهم حملات الطعون والاتهامات الخطيرة بالتمييع وغيره واعتبارهم وراث ابن سبأ؛ إلى جانب السباب المقذع الذي لا يصدر إلا ممن لا يخشى الله ولا يراقبه ويبعد صدور هذه الشناعات والرذائل من السلفيين. هذا إلى جانب اعتبارهم الحق باطلًا والباطل حقًّا، واعتبارهم الغلو الشنيع حقًّا وعدلًا عند كثير منهم، واعتبار ألفاظ المنقذ والجهبذ وشاهد عصره وحاوي العلوم والفنون وأعرف الناس بالمنهج السلفي وأعلم الناس بخبايا الحزبية هكذا بصيغتي التفضيل. ويدرك الواقف على كلامهم أنهم يحاولون إسقاط علماء السنة ووضعهم في سلة المهملات. فعلى المسئولين عن الشبكتين المذكورتين أن يخبروا أهل العلم بأسمائهم وأسماء آبائهم وأنسابهم ليقولوا فيهم كلمة الحق التي يستحقونها ولا يجوز لهم إخفاؤها ولا إخفاء أصحابها. وإن لم يقم المسئولون عن الموقعين بما يجب عليهم وبما سبق طلبه فسنقوم بتحذير الناس من هاذين الموقعين. وعلى الشيخ فالح أن يقوم بواجبه الذي افترضه الله عليه في إنكار هذا المنكر الذي أقام الدنيا وأقعدها بسببه. فيجتهد في معرفة أسمائهم وينتقد ألفاظهم التي بالغوا في الغلو بها، وأن يحذر منهم بأعيانهم التحذير البليغ الذي تبرأ به ذمته وعرضه. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وحمى المنهج السلفي من آذى وضر.
كتبه: ربيع بن هادي عمير المدخلي 23 محرم 1425هـ مكة المكرمة. اهـ
وإليك أخي القارئ كلامًا كان في فتنة أبي الحسن لأحد الذين يحتفلون ويشيدون به اليوم، وهم في منأى عنه، بل حتى هو نفسه –وللأسف- في منأى عن كلامه الصحيح.
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي حفظه الله ووفقه في أشرطة (القول الأحسن في نصح أبي الحسن):
الفصل السابع: نصيحة لناشريالأشرطة والأوراق والشبكات الفضائية،أنصح أصحاب التسجيلاتوالمطبوعات الورقية، وأصحاب الشبكات الفضائية أن يتقوا الله عزوجل فيما ينشرونه، وأن لا ينشروا الباطل ولا الكذب، وأن لاينشروا أيضًا للمجهولين، فهناك أناس مجهولون، مدسوسون، ينشرون المقالات في الانترنت وفي غيره، بأسماء مستعارة. فلايجوزلأصحاب هذه الشبكات الفضائية، ولا لأصحاب المكتباتوالتسجيلات الصوتية، أو المطبوعات الورقية أن ينشروا لهؤلاء المجهولين.قولوا: إن عندنا علماء، وأنتإذا كنت غير معروف، فأعرض بحثك على أحد العلماء، فإن أجاز بحثك أو أجاز مقالك فيكون هذا النص تحت تصديقه، هو يصدّق عليه، بختمه، كما يحصل في أرض الحرمين ونجد من نشربعض المقالات والمطويات لأناس وضعوا عليها أسمائهم الحقيقة وليست المستعارة، ولكنهم غير معروفين فيأتون بتلك المقالات إلى أهل العلم، فتُصدّق من قبل العالم، فيضعالعالم على تلك الورقة أو المطوية أو النسخة، يضع عليها ختمه، ويقول لا بأس بنشرها، هذا هو الذي ينبغي.
وهكذا أصحاب محطات الانترنت علىالقائمين على تلك الشبكات، أنصحهم بأن يتقوا الله، وبأن يراقبوا الله، وبأن لا ينشروا لأهل الباطل، ولا أيضًا لهذه الأسماء المستعارة، ولا الألقاب المستعارة، ولاالكُنى المستعارة،حتى لا يُشوَّش على الناس بالباطل، وحتى لاتكون المسألة فوضى علمية، هذا يقول وهذا يرُد، هذا يُفتي هذا يرد، هذا ينصح هذايرد.أيُرضيكم يا عباد الله أن تسلكوا مسلك الديمقراطية؟!هذا هو مسلك الديمقراطية، يتكلم العالم الفاضل الجليل بالكلام الطيب، وبالنصيحة النافعة،ثم يأتي شخص جويهل يرد على ذلك المقال للعالم، وعلى تلكالفتوى للعالم، أو النصيحة للعالم تحت اسم مستعار، هذا ليس من كتاب الله ولا من سنةرسوله عليه الصلاة والسلام أن يُرفع أولئكالجُهّال. إن اللهيقول: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِوَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُالَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْوَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً﴾،فهذا الذي هو غير معروف نقول: أنت فيأي مدينة؟ انظر هل عندكم عالم من أهل السنة والجماعة، اعرض مقالك عليه، واجعله يصدّق هذا المقال، فيُنشر باسمك الحقيقي وتحت موافقة هذا العالم وتوقيعه حتى يُحكم الرد على أصحاب الفوضى أصحاب القيل والقال، ومهما كان إن أبوا إلا هذا، فنحن قد قلنا: لا تقرؤوا للمجهولين، ولا للمدلسين ولا للمختلطين ولا للكذابين والوضاعين، كما هو طريقة علماء الحديث.هذه طريقة علماء الحديث أنحديث المجهول لا يُحتج به،والمختلط والمدلس إذا دلّسه، وحديثالوضاع والكذاب، والمتهم بالوضع والكذب، فرحم الله علمائنا علماء الحديث، وجزاهمالله خيرًا على هذه القواعد التي وضعوها.فلا يُلتفت لتلكمالمنشورات والأقوال للمجهولين، ولا أيضًا من عُرف ببدعة، أوبحزبية. اهـ
وجاء في بيان علماء اليمن في فتنة أبي الحسن الصادر في 9/ ربيع ثاني/عام 1423هـ:
رابعًا: لا يُسمع لمقالات المجهولين في كتاب أو شريط أو انترنت. اهـ
ثم وقفت لكلام للعلامة ربيع بن هادي المدخلي في رسالة له بعنوان (إدانة أبي الحسن بتصديقه الكذب وبتطاوله بالأذى والمن)، بين في مطلعها أن من طريقة هذا المبتدع الخائن رد قول أهل الصدق بحجة التثبت، وقبول أخبار المجهولين والكذابين، بل ويبني عليها.
ثم وقفت له على مقال بعنوان (بيان متضمن لتأييدي للشيخين عبيد الجابري ومحمد بن هادي ونصيحة للسلفيين) هذا نصه:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين أما بعد: فإنني اطلعت على ما قام به الشيخان عبيد الجابري ومحمد بن هادي المدخلي حفظهما الله من البيان المتعلق بتوقيف الأزهري وأبي مالك العدني من أجل ما صدر منهما من الغلو في حق الشيخ فالح الحربي حفظه الله وإني لأؤكد ما ورد في بيانهما، وأضيف: إنه على المسئولين بشبكتي (أنا السلفي والأثري) أن يتقوا الله في أنفسهم وفي المنهج السلفي الذي ناله من التشويه وشماتة الأعداء الأمر الذي لا يطاق، بسبب كتابات أناس مجهولين لا تعرف عقائدهم ولا مناهجهم ولا سيرهم ولا أخلاقهم باسم السلفية والسلفيين. وأصبحوا يطاردون السلفيين عن حياضهم ويشنون عليهم حملات الطعون والاتهامات الخطيرة بالتمييع وغيره واعتبارهم وراث ابن سبأ؛ إلى جانب السباب المقذع الذي لا يصدر إلا ممن لا يخشى الله ولا يراقبه ويبعد صدور هذه الشناعات والرذائل من السلفيين. هذا إلى جانب اعتبارهم الحق باطلًا والباطل حقًّا، واعتبارهم الغلو الشنيع حقًّا وعدلًا عند كثير منهم، واعتبار ألفاظ المنقذ والجهبذ وشاهد عصره وحاوي العلوم والفنون وأعرف الناس بالمنهج السلفي وأعلم الناس بخبايا الحزبية هكذا بصيغتي التفضيل. ويدرك الواقف على كلامهم أنهم يحاولون إسقاط علماء السنة ووضعهم في سلة المهملات. فعلى المسئولين عن الشبكتين المذكورتين أن يخبروا أهل العلم بأسمائهم وأسماء آبائهم وأنسابهم ليقولوا فيهم كلمة الحق التي يستحقونها ولا يجوز لهم إخفاؤها ولا إخفاء أصحابها. وإن لم يقم المسئولون عن الموقعين بما يجب عليهم وبما سبق طلبه فسنقوم بتحذير الناس من هاذين الموقعين. وعلى الشيخ فالح أن يقوم بواجبه الذي افترضه الله عليه في إنكار هذا المنكر الذي أقام الدنيا وأقعدها بسببه. فيجتهد في معرفة أسمائهم وينتقد ألفاظهم التي بالغوا في الغلو بها، وأن يحذر منهم بأعيانهم التحذير البليغ الذي تبرأ به ذمته وعرضه. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وحمى المنهج السلفي من آذى وضر.
كتبه: ربيع بن هادي عمير المدخلي 23 محرم 1425هـ مكة المكرمة. اهـ
كتبه:
أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن باجمال
مساء السبت/التاسع من شهر الله المحرم/عام 1431هـ
...............................................
(1) وقد قام مشرفو سحاب بحذفه، فجزاهم الله خيرا (إلا أن بعض أذناب ياسين قام بنشره في منتداهم المظلم).
...............................................
(1) وقد قام مشرفو سحاب بحذفه، فجزاهم الله خيرا (إلا أن بعض أذناب ياسين قام بنشره في منتداهم المظلم).
...............................................
تعليق