تويت
[مطوية] الشيخ الوصابي وتوحيد الحاكمية (دافعوا عنه أو لا تدافعوا) لأبي عبد الله محمد باجمال
الشيخ الوصابي وتوحيد الحاكمية
(دافعوا عنه أو لا تدافعوا)
بسم الله الرحمن الرحيم
ونقول لكل رجل يسعى في الإصلاح بصدق: أما علمت أن من أخطاء الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي التي شاعت: (جعله توحيد الحاكمية قسمًا رابعًا من أقسام التوحيد)؟!
فإن قيل: (ثبت عرشك ثم انقش) في أي كتاب أو شريط قاله؟ هلا أسعفتنا ببرهانك لنصوبك أو نخطئك؟
قلنا: هو في كتابه (القول المفيد ص72) حيث قال:تعريف التوحيد: التوحيد لغة: مصدر وحد يوحد، أي: جعل الشيء واحدًا. وشرعاً هو: إفراد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته وحكمه.اهـ
وبعد أن أتى بهذا التعريف مع زيادة «وحكمه» قال بأسلوب فيه إيهام للقارئ بأنه مسبوق به: انظر: مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (1/34). اهـ
فنظرنا فلم نجد فيه لفظة: «وحكمه»، فتبين لكل منصف أن هذا خطأ من وجهين:
الأول: من حيث جعله قسمًا مستقلًّا.
الثاني: الإيهام بأن هذا التعريف باللفظ المذكور له فيه سلف، حيث أحال على مجموع فتاوى الشيخ ابن باز –رحمه الله-.
فإن قيل: لنا عدة تعقبات على ما ذكرتم:
الأول: تعريف الشيخ الوصابي للتوحيد ليس فيه صراحة بأنه يقسم التوحيد إلى أربعة أقسام، وأنه يجعل القسم الرابع توحيد الحاكمية.
الثاني: لو سلمنا بأن تعريفه فيه ما فيه فأين النصيحة؟
الثالث: أن الشيخ قد أخرج طبعة جديدة ليست فيها هذه اللفظة.
قلنا: إليك الجواب على هذه التعقبات:
أما التعقب الأول فالجواب عليه:
إن قلتم بأن كلامه هنا ليس بصريح، فهناك ما هو أصرح منه حيث سئل سؤالًا في هذه المسألة بعينها، وإليك نص السؤال والجواب:
يقول السائل:هل توحيد الحاكمية يعتبر قسمًا رابعًا منأقسام التوحيد؟
فأجاب: توحيد الحاكمية من أهل العلم من أهل السنةمن أنكره، ومنهم من أقر به، ومنهم من قال: بأنه داخل في توحيد الربوبية، ومنهم من قال: بأنه داخل في توحيد الألوهية، ولا مشاحة في الاصطلاح، فمن ذكره من أقسام التوحيد لاحرج؛ ومن ذكره من توحيد الربوبية لا حرج؛ أو من ضمن توحيد الألوهية أيضًا لا حرج،الأمر واسع إن شاء الله، والذي ينكر على الحزبيين الدندنة به دون الكلام عن بقيةالتوحيد، أما إذا كان إنسان من أهل العلم ومن أهل السنة والجماعة وهو لا يدعو إلىالخروج على الحكام المسلمين وذكر توحيد الحاكمية في حدود الكتاب والسنة وذكر أيضًا بقية التوحيد وأعطى كل قسم حقه فمثل هذا، هذا هو الصواب فيما يظهر لي والله الموفق. اهـ من مادة صوتية منشورة في شبكة العلوم.
قلت: فتبين للقارئ المنصف أن الشيخ الوصابي يرى أن ذكر توحيد الحاكمية من جملة أقسام التوحيد هو الصواب عنده إذا كان يعتني بالأقسام الأخرى. فهل ترى صراحة أوضح من هذا في أنه يقول بتوحيد الحاكمية؟!!!
ثم تأمل كلامه جيدًا تجده يجعله من الخلاف الواسع بين أهل العلم! وسنذكر لك إن شاء الله ما ينسف تقوُّلَه هذا.
وممن سمى من العلماء: العلامة الجامي –رحمه الله-، انظر: (حوار هادئ مع الشيخ الوصابي) لمحسن بن عوض القليصي، وقد نشر على شبكة العلوم السلفية.
وأما الجواب على التعقب الثاني فنقول: أولا: أين الدليل على اشتراط بذل النصيحة قبل إعلان النكير؟ ثانيًا: النصيحة قد بذلت له كما في رسالة الأخ محسن القليصي المشار إليها آنفًا، حيث بيَّن أنه نصحه من عام 1422هـ، وفي رسالة أبي بكر الحمادي (الوصايا النافعة في الفتنة الواقعة) أنه نصح له قبل سنتين. فبماذا قابل هذه النصائح؟ هل غيَّر؟! هل بدل؟!
الجواب: لا، فإنه لا يزال من ذلك الوقت مصرًّا عليه في كتابه (القول المفيد) وإلى طبعته عام 1430هـ!!! فماذا يسمى هذا الإصرار منه بالله عليكم؟ أيسمى بقاءًا على منهج أهل السنة والذب عنها؟! أم يسمى تغييرًا وتبديلًا؟!!!
وأما الجواب على التعقب الثالث: فهو إن كان حقًّا فلا يكفي عند أهل الأمانة العلمية، لأن الكتاب قد انتشر بهذا الغلط عدة طبعات خلال ثمان سنوات، فلا بد من التنصل من هذا الخطأ وتبيينه كما هو شأن أهل النصيحة المصلحين، قال تعالى: ﴿إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم﴾.
هذا إن كان ما قاله المتعقب حقًّا؛ فكيف إذا وجدنا من مقربي الشيخ الوصابي من ينفي ذلك بشدة ويقول: هذه الطبعة الجديدة من النسخة الصغيرة لا الكبيرة! بل ويتهم من قال غير هذا بالكذب!!!
وسواء كان هذا أو هذا فلا بد من إعلان التوبة الصريحة من هذه البدعة الخبيثة، وإلا كان من دعاتها –خصوصًا- وقد بُيِّن له خطؤه بيانًا شافيًا بأسلوب ليس بعده إلا الكبر والعناد.
فإن قيل: من أين لك أن هذه بدعة محدثة؟
قلنا: هذا قول القطبيين السروريين كما قال الشيخ عبدالعزيز البرعي لما سئل في السنة الماضية عن جعل توحيد الحاكمية قسمًا مستقلًا، بل قد صرح جماعة من كبار علماء العصر بأنه بدعة، بل حكم بعضهم على القائل به بالبدعة.
كلام العلماء في ذلك:
سئل –رحمه الله-: شيخنا -بارك الله فيك- ذكر علماء السلف رحمة الله عليهم أن التوحيد أنواع ثلاثة: 1- توحيد الألوهية. 2- توحيد الربوبية.3- توحيد الأسماء والصفات.
فهل يصح أن نقول بأن هناك توحيداً رابعاً هو توحيد الحاكمية أو توحيد الحكم؟
فأجاب رحمه الله: الحاكمية فرع من فروع توحيد الألوهية، والذين يدندنون بهذهالكلمة المحدثة في العصر الحاضر يتخذون سلاحاً ليس لتعليم المسلمين التوحيد الذي جاء به الأنبياء والرسل كلهم، وإنما هو سلاح سياسي ...إلى أن قال: إن استعمال كلمة الحاكمية هو من تمام الدعوة السياسية التي يختص بها بعض الأحزاب القائمة اليوم.
2- الشيخ العثيمين –رحمه الله-:
سئل –رحمه الله- كما في أشرطة اللقاء المفتوح رقم اللقاء (150): ما تقول فيمن أضاف للتوحيد قسماً رابعاً وسماه توحيد الحاكمية؟
فأجاب: نقول: إنه ضال وجاهل؛ لأن توحيد الحاكمية هو توحيد الله عز وجل، فالحاكم هو الله عز وجل، فإذا قلت: التوحيد ثلاثة أنواع كما قاله العلماء: توحيد الربوبية فإن توحيد الحاكمية داخل في توحيد الربوبية؛ لأن توحيد الربوبية هو توحيد الحكم والخلق والتدبير لله عز وجل، وهذا قول محدث منكر، وكيف توحيد الحاكمية ما يمكن أن توحد هذه؟ هل معناه: أن يكون حاكم الدنيا كلها واحد أم ماذا؟ فهذا قول محدث مبتدع منكر ينكر على صاحبه، ويقال له: إن أردت الحكم فالحكم لله وحده، وهو داخل في توحيد الربوبية؛ لأن الرب هو الخالق المالك المدبر للأمور كلها، فهذه بدعة وضلالة.
وقال رحمه الله: من يدعي أن هناك قسماً رابعاً للتوحيد تحت مسمى توحيد الحاكمية يُعد مبتدعاً، فهذا تقسيم مبتدع صادر من جاهل لا يفقه من أمر العقيدة والدين شيئاً. اهـ
3- الشيخ مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله-:
قال رحمه الله: الحاكمية جزء منتوحيد الألوهية ولا تنتظر الحزبيين أن يقولوا أنت على حق. اهـ انظر: ترجمة الشيخ مقبل لأبي همامالبيضاني.
4- اللجنة الدائمة للإفتاء:
قالت اللجنة الدائمة (1/376): أنواع التوحيد ثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وليس هناك قسم رابع، والحكم بما أنزل الله يدخل في توحيد الألوهية، لأنه من أنوع العبادة لله، وكل أنوع العبادة داخلة في توحيد الألوهية. وجعل الحاكمية نوعاً مستقلاً من أنوع التوحيد عمل محدث لم يقل به أحد من الأئمة فيما نعلم. اهـ المراد.
وقع عليها كلٌّ من الشيخ ابن باز والشيخ الفوزان والشيخ عبدالعزيز آل الشيخ والشيخ الغديان والشيخ بكر أبو زيد.
5- الشيخ صالح السدلان:
قال حفظه الله:من جعل الحاكمية قسماً رابعاً من أقسام التوحيد فهذا: إما جاهل!! وإما مبتدع!! أخذ آراءه من آراء الفلاسفة وآراء الذين لا علم لهم بالعقيدة ولا بالشريعة، أو أنه إنسان ينقل ولا يعرف ماذا ينقل!!. اهـ وانظر مصادر بعض هذه الفتاوى في كتاب: (العلماء يتولون تفنيد الدعاوى السياسية المنحرفة لعبدالرحمن عبدالخالق) (ص45-69).
فبعد هذه النقولات عن العلماء في التحذير من هذه البدعة، أيسوغ للشيخ الوصابي أن يتبناه؟! أو أن ينسب الخلاف فيه –كذبًا وزورًا- لأهل العلم والسنة؟!!! هلا جوابًا منصفًا؟ والحمد لله.
قال العلامة ابن باز في مجموع فتاويه (7 /110):
فلو كان الناصح تلميذ من تلاميذ الشيخ فلا يُرد الحق من التلميذ إذا صار التلميذ قد وُفِّقَ لأمر خَفِيَ على الشيخ، فإن الإنصاف يقتضي قبوله، وهذه هي التقوى. اهـ المراد
كتبه: أبو عبدالله محمد بن عبدالله باجمال
ليلة الجمعة/الأول من شهر الله المحرم/ عام 1431هـ
حمّل المطوية من الخزانة العلمية
على هذا الرابط
حمّل المطوية من الخزانة العلمية
على هذا الرابط
تعليق