بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ؛ والحمد لله رب العالمين ؛ و العاقبة للمتقين ؛ و لا عدوان إلا على الظالمين ؛ و أشهد ألا إله إلا الله ، رب الطيبين ؛ و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ،الصادق الأمين ؛ صلى الله عليه و على آله و صحبه ، و من اتبع هديه إلى يوم الدين اما بعد :
فلقد إطلعنا على ما سطره هشام العارف و عنون له - جوابان صاحبهما في الميزان؛ الهلالي والفوزان - و الناظر إلى كلامه - طالب علم أو شيخ أو عامي - يرى فيه تطاول و انتقاص من الشيخين بدون وجه حق و تهجم و ظلم و باطل و هذا مالا نرضى به ولا نسكت عنه و الحقيقة لا يكتب ما كتبتَ إلا أحد أربعة:
- أنك لا تعي ما تقول فأنتَ تهرفُ بما لا تعرف
-.إما أنك تلقي ما يملى عليك حتى وأن كان في ذلك حتفك
-و إما أنك امرؤ يجهل ما لأهل العلم والدعوة من قدر وفضل في شريعة رينا
- أو أنك تقول ما أسرع إليه هواهك
ففعلاً يا عارف أبعدت النجعة و خضت بحراً لا تعرف مده و لا جزره //// فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
فهذه رسالة إليك يا هشام العارف نذكرُ فيها إن شاء الله ما يفيدك و يعيدك إلى رشدك نصحًا و إرشادا – وبالله التوفيق - :
إتباعا لأقوال النبي صلى الله عليه وسلم حين قال :
: ( الدين النصيحة - ثلاث مرات - قلنا : لمن يا رسول الله ؟ . قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.. الحديث.رواه مسلم
و لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوما)
ونصر الظالم أن تمنعه من الظلم، ..... أخرجه البخاري، كتاب المظالم باب: أعن أخاك ظالماً أو مظلوماً، ومسلم كتاب البر والصلة، باب: نصر الأخ ظالماً أو مظلوماً.
لأننا لن نتطرق إلى انتقاد تطاولك و كلامك الذي قلته في موضوعك لأن كلامك ليس علمي بل هو انتقاد أقرب ما يكون كلام لديمقراطيين والسياسيين أو المتملصين أصحاب الفتن و الشبهات و لا نريد أن نشتغل بك أو بالرد عليك و لكنك تطاولت و لا أظنك كتبت ما كتبت إلا ابتغاء الشهرة والظهور فلهذا سوف كما ذكرنا سنذكر ما لعله يفيدك – وبالله نذكر - :
قال النبي – صلى الله عليه وسلم – " ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويـرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه " رواه أحمد وحسنه الألباني في صحيح الترغيب ( 101 )
فأين أنت من هذا الحديث أين إجلالك و احترامك و حق العلماء عليك أوا هكذا تخالف قول الرسول في هذا الحديث نسأل الله أن يهديك .
أيها الظالم ألم تسمع بقول الله عز وجل في كتابه عن الظلم :
والظلم مجاوزة الإنسان حده ، واستطالته بالجور على غيره ، وهو إحدى طبائع النفس البشرية ، ت
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ******* ذا عفة فلعله لا يظلم
فقال سبحانه وتعالى ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) [ الشعراء 227 ]
* وقال( إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) [ القصص 50 ]
* وقال عز وجل ( إنه لا يفلح الظالمون ) [ الأنعام 21 ]
* وقال تبارك وتعالى ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [ الشورى 42 ]
* وقال( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) [ ابراهيم 42 ]
* وقال سبحانه وتعالى ( وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذْ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ) [ غافر 18 ]
و من الشعر نذكر لك :
أما والله إن الظلم شؤم ******* وما زال الظلوم هو الملوم
إلى ديان يوم الدين نمضي ******* وعند الله تجتمع الخصوم
ستعلم في المعاد إذا التقينا ******* غداً عند المليك من الظلوم
--أما انتقاصك من العلماء والطعن فيهم وعدم احترامهم وتقديرهم—
فقد قال العلامة صالح الفوزان (كتاب التوحيد ) :
**والحط من قدر العلماء بسبب وقوع الخطأ الاجتهادي من بعضهم –فما بالك إن لم يقع خطأ بل حط من القدر بدون وقوع خطأ كما هو حالهم-هو من طريقة المبتدعة ، ومن مخططات أعداء الأمة للتشكيك في دين الإسلام ولإيقاع العداوة بين المسلمين ، ولأجل فصل خلف الأمة عن سلفها ، وبث الفرقة بين الشباب والعلماء كما هو الواقع الآن ، لذالك بعض الطلبة المبتدئين الذين يحطون من قدر الفقهاء ومن قدر الفقه الإسلامي ويزهدون في دراسته والانتفاع بما فيه من حق وصواب-فليعتزوا بفقههم وليحترموا علماءهم، ولا ينخدعوا بالدعايات المضللة والمغرضة والله الموفق .
ونِعمَ النصيحة والتحذير بارك الله في العلامة الفوزان .
و نذكرك قول الله جل و علا:( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) فاتقُ الله أيها الرجل وزِنُ كلامكم فأنتم محاسب عليه .
قال سليمان بن سالم المالكي :
كنا نقرأ على أبي سنان زيد بن سنان الأسدي في مسألة،فتكلم أحدنا ببعض أهل العلم يتنقصه فيها،فنهاه أبو سنان وأسكته
ثم قال:
إذا كان طالب العلم قبل أن يتعلم مسألة في الدين يتعلم الوقيعة في الناس فمتى يفلح ؟
ترتيب المدارك [ ج 4 ص
[قال عبد الله بن المبارك رحمه الله:
«من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته».
ذكر إبن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"عن علي بن أبي طالب ـرضي عنه :
من حق العالم عليك : إذا أتيته أن تسلم عليه خاصة وعلى القوم عامة ، وتجلس قدامه ، ولا تشر بيديك ، ولا تغمز بعينك ، ولا تقل : قال فلان خلاف قولك ، ولا تأخذ بثوبه ، ولا تلح عليه في السؤال ، فإنه بمنزلة النخلة المطبة ، لا يزال يسقط عليك منه شيء))
-من احترم العالم لعلمه فقد أنصفه، ومن احترمه لعلمه وخلقه فقد أكرمه.
قال الإمام الترمذي – رحمه الله – في سننه :
((((حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ((إِنَّ مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكَهُ مَا لَا يَعْنِيهِ)) .
ومن كتاب العلم للشيخ بن عثيمين رحمه الله الأمر التاسع : احترام العلماء وتقديرهم:
إن على طلبة العلم احترام العلماء وتقديرهم، وأن تتسع صدورهم لما يحصل من اختلاف بين العلماء وغيرهم ، وأن يقابلوا هذا بالاعتذار عمن سلك سبيلاً خطأ في اعتقادهم، وهذه نقطة مهمة جداً؛ لأن بعض الناس يتتبع أخطاء الآخرين، ليتخذ منها ما ليس لائقا في حقهم ، ويشوش على الناس سمعتهم، وهذا أكبر الأخطاء، وإذا كان اغتياب العامي من الناس من كبائر الذنوب فإن اغتياب العالم أكبر وأكبر؛ لأن اغتياب العالم لا يقتصر ضرره على العالم بل عليه وعلى ما يحمله من العلم الشرعي.
والناس إذا زهدوا في العالم أو سقط من أعينهم تسقط كلمته أيضاً . وإذا كان يقول الحق ويهدي إليه فإن غيبة هذا الرجل لهذا العالم تكون حائلاً بين الناس وبين علمه الشعري، وهذا خطره كبير وعظيم.
أقول: إن على هؤلاء الشباب أن يحملوا ما يجري بين العلماء من الاختلاف على حسن النية، وعلى الاجتهاد، وأن يعذروهم فيما اخطأوا فيه، ولا مانع أن يتكلموا معهم فيما يعتقدون أنه خطأ، ليبينوا لهم هل الخطأ منهم أومن الذين قالوا إنهم أخطأوا؟ لأن الإنسان أحياناً يتصور أن قول العالم خطأ، ثم بعد المناقشة يتبين له صوابه. والإنسان بشر (( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)) (1)
أما أن يفرح بزلة العالم وخطئه ، ليشيعها بين الناس فتحصل الفرقة، فإن هذا ليس من طريق السلف.
وكذلك أيضاً ما يحصل من الأخطاء من الأمراء، لا يجوز لنا أن نتخذ ما يخطئون فيه سٌلّماً للقدح فيهم في كل شيء ونتغاضي عما لهم من الحسنات؛ لأن الله يقول في كتابه: ] )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا[ (المائدة: الآية8).يعني لا يحملكم بغض قوم على عدم العدل، فالعدل واجب، ولا يحل للإنسان أن يأخذ زلات أحد من الأمراء أو العلماء أو غيرهم فيشيعها بين الناس ، ثم يسكت عن حسناتهم، فإن هذا ليس بالعدل . وقس هذا الشيء على نفسك لو أن أحداً سٌلط عليكم وصار ينشر زلاتك وسيئاتك، ويخفي حسناتك وإصاباتك ، لعددت ذلك جناية منه عليك، فإذا كنت ترى ذلك في نفسك؛ فإنه يجب عليك أن ترى ذلك في غيرك، وكما أشرت آنفاً إلى أن علاج ما تظنه خطأ أن تتصل بمن رأيت أنه أخطأ، وأن تناقشه، ويتبين الموقف بعد المناقشة .
فكم من إنسان بعد المناقشة يرجع عن قوله إلى ما يكون هو الصواب، وكم من إنسان بعد المناقشة يكون قوله هو الصواب، وظننا هو الخطأ. (( فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً)) (1) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه )) (2) ، وهذا هو العدل والاستقامة.
و في الأدب :
ليس منتفعا بعلمٍ فتى لم يُحرز الخُلُق النضِير
فقد قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين ( 2/391 ) :
وأدب المرء : عنوان سعادته وفلاحه .
وقلة أدبه : عنوان شقاوته وبواره.
فما استجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب
ولا استجلب حرمانها بمثل قلة الأدب.اهـ
وهنا أذكر لك من كتاب (( أخلاق العلماء )) للإمام الأجري رحمه الله :
صفة مجالسته للعلماء :
فإذا أحب مجالسة العلماء جالسهم بأدب و تواضع في نفسه ، و خفض صوته عند صوتهم، و سألهم بخضوع، و يكون أكثر سؤاله عن علم ما تعبده الله به، ويخبرهم أنه فقير إلى علم ما يسأل عنه، فإذا استفاد منهم علماً أعلمهم أني قد أفدتُ خيراً كثيراً، ثم شكرهم على ذالك، و إن غضبوا عليه لم يغضب عليهم، ونظر إلى السبب الذي من أجله غضبوا عليه، فرجع إليهم، واعتذر إليهم، لا يضجرهم في السؤال، رفيق في جميع أموره، لا يناضرهم مناضرة من يُريهم أني أعلم منكم، و إنما هِمته البحث لطلب الفائدة منهم، مع حسن التلطف لهم.
لا يجادل العلماء، ولا يماري السفهاء، بحسن التأني للعلماء مع توقيره لهم حتى يعلم ما يزداد به عن الله فهماً في دينه.
وهذا ماسبق كتبته نصحاً، نصيحةً لك ، وإشفاقاً عليك ، ،قصدت بها وجه الله وبيان الحق ، فمن أبصر فلنفسه ، ومن عمي فعليها ، سدد الله الخطى وبارك في الجهود، والحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات .
كتبه أبو سيف إبراهيم البوسيفي على عجالة ....
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ؛ والحمد لله رب العالمين ؛ و العاقبة للمتقين ؛ و لا عدوان إلا على الظالمين ؛ و أشهد ألا إله إلا الله ، رب الطيبين ؛ و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ،الصادق الأمين ؛ صلى الله عليه و على آله و صحبه ، و من اتبع هديه إلى يوم الدين اما بعد :
فلقد إطلعنا على ما سطره هشام العارف و عنون له - جوابان صاحبهما في الميزان؛ الهلالي والفوزان - و الناظر إلى كلامه - طالب علم أو شيخ أو عامي - يرى فيه تطاول و انتقاص من الشيخين بدون وجه حق و تهجم و ظلم و باطل و هذا مالا نرضى به ولا نسكت عنه و الحقيقة لا يكتب ما كتبتَ إلا أحد أربعة:
- أنك لا تعي ما تقول فأنتَ تهرفُ بما لا تعرف
-.إما أنك تلقي ما يملى عليك حتى وأن كان في ذلك حتفك
-و إما أنك امرؤ يجهل ما لأهل العلم والدعوة من قدر وفضل في شريعة رينا
- أو أنك تقول ما أسرع إليه هواهك
ففعلاً يا عارف أبعدت النجعة و خضت بحراً لا تعرف مده و لا جزره //// فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
فهذه رسالة إليك يا هشام العارف نذكرُ فيها إن شاء الله ما يفيدك و يعيدك إلى رشدك نصحًا و إرشادا – وبالله التوفيق - :
إتباعا لأقوال النبي صلى الله عليه وسلم حين قال :
: ( الدين النصيحة - ثلاث مرات - قلنا : لمن يا رسول الله ؟ . قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.. الحديث.رواه مسلم
و لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوما)
ونصر الظالم أن تمنعه من الظلم، ..... أخرجه البخاري، كتاب المظالم باب: أعن أخاك ظالماً أو مظلوماً، ومسلم كتاب البر والصلة، باب: نصر الأخ ظالماً أو مظلوماً.
لأننا لن نتطرق إلى انتقاد تطاولك و كلامك الذي قلته في موضوعك لأن كلامك ليس علمي بل هو انتقاد أقرب ما يكون كلام لديمقراطيين والسياسيين أو المتملصين أصحاب الفتن و الشبهات و لا نريد أن نشتغل بك أو بالرد عليك و لكنك تطاولت و لا أظنك كتبت ما كتبت إلا ابتغاء الشهرة والظهور فلهذا سوف كما ذكرنا سنذكر ما لعله يفيدك – وبالله نذكر - :
قال النبي – صلى الله عليه وسلم – " ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويـرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه " رواه أحمد وحسنه الألباني في صحيح الترغيب ( 101 )
فأين أنت من هذا الحديث أين إجلالك و احترامك و حق العلماء عليك أوا هكذا تخالف قول الرسول في هذا الحديث نسأل الله أن يهديك .
أيها الظالم ألم تسمع بقول الله عز وجل في كتابه عن الظلم :
والظلم مجاوزة الإنسان حده ، واستطالته بالجور على غيره ، وهو إحدى طبائع النفس البشرية ، ت
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ******* ذا عفة فلعله لا يظلم
فقال سبحانه وتعالى ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) [ الشعراء 227 ]
* وقال( إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) [ القصص 50 ]
* وقال عز وجل ( إنه لا يفلح الظالمون ) [ الأنعام 21 ]
* وقال تبارك وتعالى ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [ الشورى 42 ]
* وقال( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) [ ابراهيم 42 ]
* وقال سبحانه وتعالى ( وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذْ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ) [ غافر 18 ]
و من الشعر نذكر لك :
أما والله إن الظلم شؤم ******* وما زال الظلوم هو الملوم
إلى ديان يوم الدين نمضي ******* وعند الله تجتمع الخصوم
ستعلم في المعاد إذا التقينا ******* غداً عند المليك من الظلوم
--أما انتقاصك من العلماء والطعن فيهم وعدم احترامهم وتقديرهم—
فقد قال العلامة صالح الفوزان (كتاب التوحيد ) :
**والحط من قدر العلماء بسبب وقوع الخطأ الاجتهادي من بعضهم –فما بالك إن لم يقع خطأ بل حط من القدر بدون وقوع خطأ كما هو حالهم-هو من طريقة المبتدعة ، ومن مخططات أعداء الأمة للتشكيك في دين الإسلام ولإيقاع العداوة بين المسلمين ، ولأجل فصل خلف الأمة عن سلفها ، وبث الفرقة بين الشباب والعلماء كما هو الواقع الآن ، لذالك بعض الطلبة المبتدئين الذين يحطون من قدر الفقهاء ومن قدر الفقه الإسلامي ويزهدون في دراسته والانتفاع بما فيه من حق وصواب-فليعتزوا بفقههم وليحترموا علماءهم، ولا ينخدعوا بالدعايات المضللة والمغرضة والله الموفق .
ونِعمَ النصيحة والتحذير بارك الله في العلامة الفوزان .
و نذكرك قول الله جل و علا:( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) فاتقُ الله أيها الرجل وزِنُ كلامكم فأنتم محاسب عليه .
قال سليمان بن سالم المالكي :
كنا نقرأ على أبي سنان زيد بن سنان الأسدي في مسألة،فتكلم أحدنا ببعض أهل العلم يتنقصه فيها،فنهاه أبو سنان وأسكته
ثم قال:
إذا كان طالب العلم قبل أن يتعلم مسألة في الدين يتعلم الوقيعة في الناس فمتى يفلح ؟
ترتيب المدارك [ ج 4 ص
[قال عبد الله بن المبارك رحمه الله:
«من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته».
ذكر إبن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"عن علي بن أبي طالب ـرضي عنه :
من حق العالم عليك : إذا أتيته أن تسلم عليه خاصة وعلى القوم عامة ، وتجلس قدامه ، ولا تشر بيديك ، ولا تغمز بعينك ، ولا تقل : قال فلان خلاف قولك ، ولا تأخذ بثوبه ، ولا تلح عليه في السؤال ، فإنه بمنزلة النخلة المطبة ، لا يزال يسقط عليك منه شيء))
-من احترم العالم لعلمه فقد أنصفه، ومن احترمه لعلمه وخلقه فقد أكرمه.
قال الإمام الترمذي – رحمه الله – في سننه :
((((حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ((إِنَّ مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكَهُ مَا لَا يَعْنِيهِ)) .
ومن كتاب العلم للشيخ بن عثيمين رحمه الله الأمر التاسع : احترام العلماء وتقديرهم:
إن على طلبة العلم احترام العلماء وتقديرهم، وأن تتسع صدورهم لما يحصل من اختلاف بين العلماء وغيرهم ، وأن يقابلوا هذا بالاعتذار عمن سلك سبيلاً خطأ في اعتقادهم، وهذه نقطة مهمة جداً؛ لأن بعض الناس يتتبع أخطاء الآخرين، ليتخذ منها ما ليس لائقا في حقهم ، ويشوش على الناس سمعتهم، وهذا أكبر الأخطاء، وإذا كان اغتياب العامي من الناس من كبائر الذنوب فإن اغتياب العالم أكبر وأكبر؛ لأن اغتياب العالم لا يقتصر ضرره على العالم بل عليه وعلى ما يحمله من العلم الشرعي.
والناس إذا زهدوا في العالم أو سقط من أعينهم تسقط كلمته أيضاً . وإذا كان يقول الحق ويهدي إليه فإن غيبة هذا الرجل لهذا العالم تكون حائلاً بين الناس وبين علمه الشعري، وهذا خطره كبير وعظيم.
أقول: إن على هؤلاء الشباب أن يحملوا ما يجري بين العلماء من الاختلاف على حسن النية، وعلى الاجتهاد، وأن يعذروهم فيما اخطأوا فيه، ولا مانع أن يتكلموا معهم فيما يعتقدون أنه خطأ، ليبينوا لهم هل الخطأ منهم أومن الذين قالوا إنهم أخطأوا؟ لأن الإنسان أحياناً يتصور أن قول العالم خطأ، ثم بعد المناقشة يتبين له صوابه. والإنسان بشر (( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)) (1)
أما أن يفرح بزلة العالم وخطئه ، ليشيعها بين الناس فتحصل الفرقة، فإن هذا ليس من طريق السلف.
وكذلك أيضاً ما يحصل من الأخطاء من الأمراء، لا يجوز لنا أن نتخذ ما يخطئون فيه سٌلّماً للقدح فيهم في كل شيء ونتغاضي عما لهم من الحسنات؛ لأن الله يقول في كتابه: ] )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا[ (المائدة: الآية8).يعني لا يحملكم بغض قوم على عدم العدل، فالعدل واجب، ولا يحل للإنسان أن يأخذ زلات أحد من الأمراء أو العلماء أو غيرهم فيشيعها بين الناس ، ثم يسكت عن حسناتهم، فإن هذا ليس بالعدل . وقس هذا الشيء على نفسك لو أن أحداً سٌلط عليكم وصار ينشر زلاتك وسيئاتك، ويخفي حسناتك وإصاباتك ، لعددت ذلك جناية منه عليك، فإذا كنت ترى ذلك في نفسك؛ فإنه يجب عليك أن ترى ذلك في غيرك، وكما أشرت آنفاً إلى أن علاج ما تظنه خطأ أن تتصل بمن رأيت أنه أخطأ، وأن تناقشه، ويتبين الموقف بعد المناقشة .
فكم من إنسان بعد المناقشة يرجع عن قوله إلى ما يكون هو الصواب، وكم من إنسان بعد المناقشة يكون قوله هو الصواب، وظننا هو الخطأ. (( فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً)) (1) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه )) (2) ، وهذا هو العدل والاستقامة.
و في الأدب :
ليس منتفعا بعلمٍ فتى لم يُحرز الخُلُق النضِير
فقد قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين ( 2/391 ) :
وأدب المرء : عنوان سعادته وفلاحه .
وقلة أدبه : عنوان شقاوته وبواره.
فما استجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب
ولا استجلب حرمانها بمثل قلة الأدب.اهـ
وهنا أذكر لك من كتاب (( أخلاق العلماء )) للإمام الأجري رحمه الله :
صفة مجالسته للعلماء :
فإذا أحب مجالسة العلماء جالسهم بأدب و تواضع في نفسه ، و خفض صوته عند صوتهم، و سألهم بخضوع، و يكون أكثر سؤاله عن علم ما تعبده الله به، ويخبرهم أنه فقير إلى علم ما يسأل عنه، فإذا استفاد منهم علماً أعلمهم أني قد أفدتُ خيراً كثيراً، ثم شكرهم على ذالك، و إن غضبوا عليه لم يغضب عليهم، ونظر إلى السبب الذي من أجله غضبوا عليه، فرجع إليهم، واعتذر إليهم، لا يضجرهم في السؤال، رفيق في جميع أموره، لا يناضرهم مناضرة من يُريهم أني أعلم منكم، و إنما هِمته البحث لطلب الفائدة منهم، مع حسن التلطف لهم.
لا يجادل العلماء، ولا يماري السفهاء، بحسن التأني للعلماء مع توقيره لهم حتى يعلم ما يزداد به عن الله فهماً في دينه.
وهذا ماسبق كتبته نصحاً، نصيحةً لك ، وإشفاقاً عليك ، ،قصدت بها وجه الله وبيان الحق ، فمن أبصر فلنفسه ، ومن عمي فعليها ، سدد الله الخطى وبارك في الجهود، والحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات .
كتبه أبو سيف إبراهيم البوسيفي على عجالة ....
تعليق