إلى من بقي فيه شعبة من خير ومزعة من حياء من المتعصبين للعدني
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
إلى كل مسلم يبغي النجاة من نار تلظى لا يصلاها إلا الأشقى ** إلى كل من يريد أن ينجو بنفسه من الهلاك والفتن .
إلى كل سلفي صادق يريد الخلاص من يومٍ ( لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) .
إلى كل مسلم يحب الائتلاف ويكره الفرقة والاختلاف . إلى كل سلفي يسعى في جمع شمل إخوانه .إلى الجميع
سلامٌ عليكم من الله ورحمته وبركاته
أيها الأحبة جميعاً ألسنا ندعو الناس إلى التحاكم إلى الكتاب والسنة على فهم السلف ونبذ التعصب للقوانين والعادات والأسلاف والمشايخ !!!! فلماذا لا نكون أول الناس عملاً بما ندعو إليه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ }الصف
وإلى المقصود قال الله { فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِى شَىْء فَرُدُّوهُ إِلَى الله والرسول } وقال سبحانه :{ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ المؤمنين إِذَا دُعُواْ إِلَى الله وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } قال الله: { فَلاَ وَرَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حتى يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلّمُواْ تَسْلِيماً }
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله : ( تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهم ( ما تمسكتم بهما ) كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض ) . الحاكم مسندا وصححه الألباني
وعن العرباض قال قال رسول الله (قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا فإنما المؤمن كالجمل الأنف ؛ حيثما قيد انقاد ] . ( صححه الألباني
وعنه أيضا قال : وعظنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة . رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه
قال ابن رجب -رحمه الله-: (كان أئمة السلف -المجمع على علمهم وفضلهم- يقبلون الحق ممن أورده عليهم -وإن كان صغيرا- ويوصون أصحابهم وأتباعهم: بقبول الحقّ إذا ظهر في غير قولهم) (الفرق بين النّصيحة والتعيير – ص:8
وقال رحمه الله(وكذلك المشايخ العارفون،كانوا يوصون بقبول الحقّ -من كلّ من قال الحق صغيرا كان أو كبيرا وينقادون له) (الحكم الجديرة ص69
قال ابن عبد الهادي -رحمه الله-: (الحقّ دائما في انتصار وعلوّ وازدياد ، والباطل دائما في انخفاض وسفال ونفاد) الانتصار ص264....
وعلى طالب الحق: أن يقف من أخطاء شيخه موقف المنكِر ،لا موقف المقلّد ، وألاّ يحمله كون الشيخ المخطئ ( شيخه أو من كبار العلم ) فإن المخطئ يبقى مخطئا لا يخرجه عن الخطأ شهرته ,أو قدمه, أو كثرة أتباعه إنما يخرجه من الخطأ والزلل , التوبة والعودة إلى الحق والصواب .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (فمن تعصّب لأهل بلدته ، أو مذهبه أو قرابته ، أو لأصدقائه دون غيرهم: كانت فيه شعبة من الجاهلية ، حتّى يكون المؤمنون كما أمرهم الله تعالى ، معتصمين بحبله وكتابه وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلّم
واعلم يا أخي : أنّ الشّيخ قد يكون معذورا في اجتهاده ، ولا تكون أنت معذورا في اتّباعه.
قال العلاّمةُ المعلميّ -رحمهُ الله- : (واعلم أنّ الله تعالى قد يوقع بعض المخلصين في شيء من الخطأ؛ ابتلاءً لغيره: أيتّبعون الحقّ ويدعون قوله أم يغترّون بفضله وجلالته؟؟! وهو معذور ، بل مأجور -لاجتهاده وقصده الخير وعدم تقصيره- لكن من اتّبعه -مغترًّا بعظمته- دون التفاته إلى الحجج الحقيقيّة من كتاب الله تعالى ، وسنّة رسوله فلا يكون معذورا ، بل هو على خطر عظيم (رفع الإشتباه ص152
قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: (قد ثبت بالكتاب والسّنة والإجماع أنّ الله -سبحانه وتعالى- فرض على الخلق طاعته ، وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلّم- ولم يوجب على هذه الأمّة طاعة أحدٍ بعينِهِ في كلّ ما يأمُر به وينهى عنهُ ، إلاّ رسُول الله )مجموع الفتاوى (20/210)
وقد أوصى الإمام الألباني المسلمَ بـ (أن لا يسلّم قيادة عقله، وتفكيره وعقيدته، لغير معصوم، مهما كان شأنه( الصحيحة 1/190,
وما ذلك إلاّ لأنّ العلماء (يحتجّ لهم ، ولا يحتجّ بهم) مجموع الفتاوى 26/202
وإن هذه لمكيدة إخوانية كِيد بها منهج أهل السنة وظهرت بجلاء في فتنة الإخواني المفسد أبي الحسن فرُد الحق بهذه الفرية وهي(حتى يُجمع العلماء) فتعصب للمشايخ وترك الحق والله المستعان
وها هي تعاد الكرة من جديد فيتعصب من يتعصب لأقوال المشايخ في رد الحق وعدم قبول قول العلامة الشيخ يحيى الحجوري في الحزبي المفتون عبد الرحمن العدني الذي فرق الدعوة السلفية في اليمن وأوجد التنافر والتناحر بين الأخ وأخيه والطالب وشيخه لا جزاه الله خيرا .
وقال العلاّمة نور الحسن خان رحمه الله(ومن قلّد أحدًا كائنا من كان -بعد ظهور الحجّة له- فهو أولى بالذمّ ومعصية الله ورسوله،والتقليد ليس بعلم -باتفاق أهل العلم- ولا يكون العبد مهتديا حتّى يتّبع ما أنزل الله على رسوله وهذا المقلِّد إن كان يعرف ما أنزل الله على رسوله فهو مهتدٍ وليس بمقلّدٍ ، وإن كَان لم يعْرِف -بإقراره على نفسه- فمن أين يعرف أنّه على هدى في تقليده؟!!) الطريقة المثلى ص77
وانتبه أيها الكريم : لنداء قاضي قضاة القطر اليماني الإمام الشوكاني رحمه الله في فتح القدير عند تفسير الآية :( قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24) الزخرف
( ... وقد وهب لهم الشيطان عصي يتوكئون عليها عند أن يسمعوا من يدعوهم إلى الكتاب والسنّة ،وهي أنهم يقولون : إن إمامنا الذي قلدناه،واقتدينا به أعلم منك بكتاب الله ، وسنّة رسوله ، وذلك لأن أذهانهم قد تصوّرت من يقتدون به تصوراً عظيماً بسبب تقدّم العصر ، وكثرة الأتباع ، وما علموا أن هذا منقوض عليهم ، مدفوع به في وجوههم ، فإنه لو قيل لهم : إن في التابعين من هو أعظم قدراً ، وأقدم عصراً من صاحبكم ، فإن كان لتقدم العصر وجلالة القدر مزية حتى توجب الاقتداء ، فتعالوا حتى أريكم من هو أقدم عصراً ، وأجلّ قدراً ، فإن أبيتم ذلك ، ففي الصحابة رضي الله عنهم من هو أعظم قدراً من صاحبكم علماً ، وفضلاً ، وجلالة قدر ، فإن أبيتم ذلك ، فها أنا أدلكم على من هو أعظم قدراً ، وأجلّ خطراً ، وأكثر أتباعاً ، وأقدم عصراً ، وهو : محمد بن عبد الله نبينا ، ونبيكم ، ورسول الله إلينا ، وإليكم ، فتعالوا ، فهذه سنّته موجودة في دفاتر الإسلام ، ودواوينه التي تلقتها جميع هذه الأمة قرناً بعد قرن ، وعصراً بعد عصر ، وهذا كتاب ربنا خالق الكل ، ورازق الكل ، وموجد الكل بين أظهرنا موجود في كل بيت ، وبيد كل مسلم لم يلحقه تغيير ، ولا تبديل ، ولا زيادة ، ولا نقص ، ولا تحريف ، ولا تصحيف ، ونحن ، وأنتم ممن يفهم ألفاظه ، ويتعقل معانيه ، فتعالوا لنأخذ الحقّ من معدنه ، ونشرب صفو الماء من منبعه ، فهو أهدى مما وجدتم عليه آباءكم ، قالوا : لا سمع ، ولا طاعة ، إما بلسان المقال ، أو بلسان الحال ، فتدبر هذا ، وتأمله إن بقي فيك بقية من إنصاف ، وشعبة من خير ، ومزعة من حياء ، وحصة من دين ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم .وقد أوضحت هذا غاية الإيضاح في كتابي الذي سميته(أدب الطلب ومنتهى الأرب)فارجع إليه إن رمت أن تنجلي عنك ظلمات التعصب،وتتقشع لك سحائب التقليد)اهـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
إلى كل مسلم يبغي النجاة من نار تلظى لا يصلاها إلا الأشقى ** إلى كل من يريد أن ينجو بنفسه من الهلاك والفتن .
إلى كل سلفي صادق يريد الخلاص من يومٍ ( لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) .
إلى كل مسلم يحب الائتلاف ويكره الفرقة والاختلاف . إلى كل سلفي يسعى في جمع شمل إخوانه .إلى الجميع
سلامٌ عليكم من الله ورحمته وبركاته
أيها الأحبة جميعاً ألسنا ندعو الناس إلى التحاكم إلى الكتاب والسنة على فهم السلف ونبذ التعصب للقوانين والعادات والأسلاف والمشايخ !!!! فلماذا لا نكون أول الناس عملاً بما ندعو إليه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ }الصف
وإلى المقصود قال الله { فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِى شَىْء فَرُدُّوهُ إِلَى الله والرسول } وقال سبحانه :{ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ المؤمنين إِذَا دُعُواْ إِلَى الله وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } قال الله: { فَلاَ وَرَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حتى يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلّمُواْ تَسْلِيماً }
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله : ( تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهم ( ما تمسكتم بهما ) كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض ) . الحاكم مسندا وصححه الألباني
وعن العرباض قال قال رسول الله (قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا فإنما المؤمن كالجمل الأنف ؛ حيثما قيد انقاد ] . ( صححه الألباني
وعنه أيضا قال : وعظنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة . رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه
قال ابن رجب -رحمه الله-: (كان أئمة السلف -المجمع على علمهم وفضلهم- يقبلون الحق ممن أورده عليهم -وإن كان صغيرا- ويوصون أصحابهم وأتباعهم: بقبول الحقّ إذا ظهر في غير قولهم) (الفرق بين النّصيحة والتعيير – ص:8
وقال رحمه الله(وكذلك المشايخ العارفون،كانوا يوصون بقبول الحقّ -من كلّ من قال الحق صغيرا كان أو كبيرا وينقادون له) (الحكم الجديرة ص69
قال ابن عبد الهادي -رحمه الله-: (الحقّ دائما في انتصار وعلوّ وازدياد ، والباطل دائما في انخفاض وسفال ونفاد) الانتصار ص264....
وعلى طالب الحق: أن يقف من أخطاء شيخه موقف المنكِر ،لا موقف المقلّد ، وألاّ يحمله كون الشيخ المخطئ ( شيخه أو من كبار العلم ) فإن المخطئ يبقى مخطئا لا يخرجه عن الخطأ شهرته ,أو قدمه, أو كثرة أتباعه إنما يخرجه من الخطأ والزلل , التوبة والعودة إلى الحق والصواب .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (فمن تعصّب لأهل بلدته ، أو مذهبه أو قرابته ، أو لأصدقائه دون غيرهم: كانت فيه شعبة من الجاهلية ، حتّى يكون المؤمنون كما أمرهم الله تعالى ، معتصمين بحبله وكتابه وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلّم
واعلم يا أخي : أنّ الشّيخ قد يكون معذورا في اجتهاده ، ولا تكون أنت معذورا في اتّباعه.
قال العلاّمةُ المعلميّ -رحمهُ الله- : (واعلم أنّ الله تعالى قد يوقع بعض المخلصين في شيء من الخطأ؛ ابتلاءً لغيره: أيتّبعون الحقّ ويدعون قوله أم يغترّون بفضله وجلالته؟؟! وهو معذور ، بل مأجور -لاجتهاده وقصده الخير وعدم تقصيره- لكن من اتّبعه -مغترًّا بعظمته- دون التفاته إلى الحجج الحقيقيّة من كتاب الله تعالى ، وسنّة رسوله فلا يكون معذورا ، بل هو على خطر عظيم (رفع الإشتباه ص152
قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: (قد ثبت بالكتاب والسّنة والإجماع أنّ الله -سبحانه وتعالى- فرض على الخلق طاعته ، وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلّم- ولم يوجب على هذه الأمّة طاعة أحدٍ بعينِهِ في كلّ ما يأمُر به وينهى عنهُ ، إلاّ رسُول الله )مجموع الفتاوى (20/210)
وقد أوصى الإمام الألباني المسلمَ بـ (أن لا يسلّم قيادة عقله، وتفكيره وعقيدته، لغير معصوم، مهما كان شأنه( الصحيحة 1/190,
وما ذلك إلاّ لأنّ العلماء (يحتجّ لهم ، ولا يحتجّ بهم) مجموع الفتاوى 26/202
وإن هذه لمكيدة إخوانية كِيد بها منهج أهل السنة وظهرت بجلاء في فتنة الإخواني المفسد أبي الحسن فرُد الحق بهذه الفرية وهي(حتى يُجمع العلماء) فتعصب للمشايخ وترك الحق والله المستعان
وها هي تعاد الكرة من جديد فيتعصب من يتعصب لأقوال المشايخ في رد الحق وعدم قبول قول العلامة الشيخ يحيى الحجوري في الحزبي المفتون عبد الرحمن العدني الذي فرق الدعوة السلفية في اليمن وأوجد التنافر والتناحر بين الأخ وأخيه والطالب وشيخه لا جزاه الله خيرا .
وقال العلاّمة نور الحسن خان رحمه الله(ومن قلّد أحدًا كائنا من كان -بعد ظهور الحجّة له- فهو أولى بالذمّ ومعصية الله ورسوله،والتقليد ليس بعلم -باتفاق أهل العلم- ولا يكون العبد مهتديا حتّى يتّبع ما أنزل الله على رسوله وهذا المقلِّد إن كان يعرف ما أنزل الله على رسوله فهو مهتدٍ وليس بمقلّدٍ ، وإن كَان لم يعْرِف -بإقراره على نفسه- فمن أين يعرف أنّه على هدى في تقليده؟!!) الطريقة المثلى ص77
وانتبه أيها الكريم : لنداء قاضي قضاة القطر اليماني الإمام الشوكاني رحمه الله في فتح القدير عند تفسير الآية :( قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24) الزخرف
( ... وقد وهب لهم الشيطان عصي يتوكئون عليها عند أن يسمعوا من يدعوهم إلى الكتاب والسنّة ،وهي أنهم يقولون : إن إمامنا الذي قلدناه،واقتدينا به أعلم منك بكتاب الله ، وسنّة رسوله ، وذلك لأن أذهانهم قد تصوّرت من يقتدون به تصوراً عظيماً بسبب تقدّم العصر ، وكثرة الأتباع ، وما علموا أن هذا منقوض عليهم ، مدفوع به في وجوههم ، فإنه لو قيل لهم : إن في التابعين من هو أعظم قدراً ، وأقدم عصراً من صاحبكم ، فإن كان لتقدم العصر وجلالة القدر مزية حتى توجب الاقتداء ، فتعالوا حتى أريكم من هو أقدم عصراً ، وأجلّ قدراً ، فإن أبيتم ذلك ، ففي الصحابة رضي الله عنهم من هو أعظم قدراً من صاحبكم علماً ، وفضلاً ، وجلالة قدر ، فإن أبيتم ذلك ، فها أنا أدلكم على من هو أعظم قدراً ، وأجلّ خطراً ، وأكثر أتباعاً ، وأقدم عصراً ، وهو : محمد بن عبد الله نبينا ، ونبيكم ، ورسول الله إلينا ، وإليكم ، فتعالوا ، فهذه سنّته موجودة في دفاتر الإسلام ، ودواوينه التي تلقتها جميع هذه الأمة قرناً بعد قرن ، وعصراً بعد عصر ، وهذا كتاب ربنا خالق الكل ، ورازق الكل ، وموجد الكل بين أظهرنا موجود في كل بيت ، وبيد كل مسلم لم يلحقه تغيير ، ولا تبديل ، ولا زيادة ، ولا نقص ، ولا تحريف ، ولا تصحيف ، ونحن ، وأنتم ممن يفهم ألفاظه ، ويتعقل معانيه ، فتعالوا لنأخذ الحقّ من معدنه ، ونشرب صفو الماء من منبعه ، فهو أهدى مما وجدتم عليه آباءكم ، قالوا : لا سمع ، ولا طاعة ، إما بلسان المقال ، أو بلسان الحال ، فتدبر هذا ، وتأمله إن بقي فيك بقية من إنصاف ، وشعبة من خير ، ومزعة من حياء ، وحصة من دين ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم .وقد أوضحت هذا غاية الإيضاح في كتابي الذي سميته(أدب الطلب ومنتهى الأرب)فارجع إليه إن رمت أن تنجلي عنك ظلمات التعصب،وتتقشع لك سحائب التقليد)اهـ
تعليق