(غَاَرة المَقَالَاتِ عَلَى أَهْلِ الَجهَالَاتِ)4
التنكيل بأباطيل المجاهيل
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبيّه الأمين ، وآله وصحبه أجمعين أمابعد:
وقَدْ ردَّ سلفُنَا الصَّالحُ خبَر المجْهُول في حال أحسن من هذه ، وحالة أهون من هذه ، ففي (السنن الكبرى) للبيهقي (10/125) :
شهِد رجلٌ عند عمَر بنِ الخطّابِ (رضي الله عنه) فقال له عمرُ : "إنّي لسْتُ أَعرِفك ، ولا يضرُّكَ أنِّي لا أعْرفُكَ ، فائتنِي بمن يعرفك ؛ فقال رجُلٌ: أنا أعرفه يا أمير المؤمنين ، قال: بأيّ شيئ تعرفهُ ؟؟ قال: بالعدالة ؛ قال: هو جارك الأدنى تعرف ليله ونهاره ومدخله ومخرجه ؟؟ قال: لا ، قال: فعاملك بالدّرْهَمِ والدِّينارِ الذي يُسْتَدَلّ بهما على الورعِ ؟؟ ؛ قال: لا ؛ قال: فصاحبك في السَّفَرِ الذي يستدلّ به علَى مَكَارِمِ الأخْلاقِ ؟؟ قال: لا ؛ قال: فلسْتَ تَعرِفهُ ، ثمَّ قالَ للرَّجُلِ : ائتني بمن يعرفُكَ .
راجع: "الإرواء" (7362)
فهذا عمر بن الخطّابِ (رضيَ اللهُ عنْهُ) لم يقْبَل قولَ هذا التَّابعيّ وشهَادَتَهُ ، لا لشيْئٍ إلاَّ لأنّه: لا يعرفهُ ؛ وهم فِي زمنٍ كثيرون أخياره ، قليلونَ أشرارُهُ ، وقدْ شَهِد الرّجُلُ في أمرٍ دُنْيَويٍّ ، فرُدَّتْ شهَادتُهُ ، فَكيْفَ لَو كَانَ هذَا المجهول (الذي لاَ نَعرفه) لا يَشهَد بل يحكمُ ؟؟! ، وَكَيفَ إذَا كان (هذا) في أمْرٍ دينيٍّ ؟؟! ، وكيف إذا كان هذا الأمرُ متعلِّقًا بعرضِ عالمٍ من عُلَمَاءِ الأُمَّة ؟! ، بَلْ وَكَيْفَ إذا كانَ قَائلُه لَيْسَ مجهُولاً –فحَسب-!! بَل يتعَمّدُ إخْفَاءَ اسمهِ ؟! وَمَعَ قَرائَِن كَثيرَةٍ تدُلُّ عَلَى أنّهُ عَلَى منْهَجِ (الحَدّادِيَّة) وإن كَان يَتَسَتَّرُ بالسَّلفيّةِ ، وَكُلُّ هَذَا –وَذَاكَ- في زَمَنٍ كَثُرَ فيهِ الأَشرَارُ !، وَقَلَّ فيهِ الأَخيَارُ !
بَلْ كَيْفَ لَوْ رَأَى عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ (رَضيَ الله عَنه) دفَاعَ –بعضِ النَّاس- عَن هَؤلاَءِ المجَاهِيلِ ، وَحَثَّهُمْ عَلَى قبُولِ أَخبَارِهِم –وَأَحكَامِهِم- بُغيَةَ إِسْقَاطِ خُصُومِهِمْ ، دُونَ تَأنٍ ، وَلاَ تَروٍ ؟؟
قَالَ العَلاَّمَةُ عَبْدُ الرَّحمَنِ السّعَْدِيُّ (رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى) مُعَلِّمًا للأُمَّة كَيفيَّةَ التَّعَامُلِ مَعَ الإشَاعَاتِ إذا سُمِعَتْ : "هَذَا إرْشَادٌ منْهُ [عَزَّ وَجَلَّ] لعبَاده إذَا سَمعوا الأَقوَالَ القَادحَةَ في إخوَانهم المؤمنينَ: رَجَعُوا إلَى مَا عَلموا من إيمانِهِم ، وَإلَى ظَاهِرِ أَحْوَالِهِم ، وَلمَ يَلتَفتُوا إلَى أقْوَالِ القَادِحِينَ ، بَل رَجَعُوا إِلَى الأَصلِ ، وأنْكَرُوا مَا ينَافيه" (فَتح الرَّحيم المَلك العَلاَّم) ص168
وَلمزيدٍ منَ (الإفهَام) بَل وَ (الإفحَام) نُبَيّنُ شُبَهَ مَنْ قَالَ بِقبُولِ خَبَرِ المجْهُولِ بشَيئ منَ الاختصَار –غَيْرِ المُخِلِّ- إن شَاءَ الله :
الشُّبهَةُ الأولَى : أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قبِلَ شهادةَ الأعْرابيّ في رُؤية الهلاَلِ ، وَلمَ يَعلَم منْهُ إلاَّ الإسْلاَمَ . (رواه أصحاب السنن)
وَهَذَا بَاطل لأَنَّ كَونَه أَعرَابيًّا لاَ يَمنَع كَوْنَه مَعلُومَ العَدَالَةِ عندَ النَبيِّ صَلَّى الله عَلَيه وَسَلَّمَ ، بَل هَذَا الأَعرَابي صَحَابيٌّ ، والصَّحَابَة مَعلومةٌ عدَالتُهُم بالنَّصّ ، فَلاَ مَمْسَكَ في هَذَا.
الشُّبْهَةُ الثَانِيَة : أَنّ الصَّحَابَةَ (رضي الله عنهم) كانوا يقبلون أخبار الأعْرَابِ والعَبيدِ وَالنِّسَاء . . و . . و . .
وهذا أيضا بَاطِلٌ ، وَيَدلُّ على بطْلاَنِهِ ، قصّة عمرَ (رضي الله عنه) في "السنن الكبرى" وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهَا.
الشبهة الثَالثَةُ : أنّ المجهولَ لو أخبر أنّ المبيع ملكه ، وأن جاريَتَهُ غير متزوّجَةٍ ، قُبلَ خَبَرُه.
وهذا لا دَليلَ فيه ، لأنَّ الخَبَرَ في المعَامَلاَت يقبَل وَلَو من فاسق ، لمسيس الحَاجَةِ إِليْهِ ، وَكمَا لاَ يَصحُّ قياس خبر الفَاسق عَلَى هَذَا: فإنَّه لاَ يَصحُ قيَاسُ خَبَرِ المجهُولِ أَيضًا.
قَالَ ابن قدَامَة : "أَمَّا قَول العَاقد فَهوَ مَقبول رخصَةً –مَعَ ظهور فسقه- لمسيس الحَاجَة إلى المعَامَلاَت." أهـ
وَوَافَقَهُ ابنُ بَدْرَان ، رَاجعْ "نزهة الخاطر العاطر" (1/194-198)
ه0ذه هي الشبه التي كانت تلقى بالأمس ، أمّا اليوم فقد خرج علينا (مَجَاهيل جُدُد) ، بأثواب سلفيّة ، وأساليب خلفيّة حدّاديّة ، حتّى قال الشيخ ربيع المدخلي –حفظه الله- عن (بعض) المجاهيل : "عند بعضهم تقية ، تقية الباطنية الآن أسأل اللي يحاربوك في الأثري من هم ؟ من هم ؟ ما تعرف ما تدري من هم ،كذا وكذا ويجيبون أسماء غريبة والله لا نستبعد أن فيهم روافض يشاركون في هذا الموقع لا أستبعد ورب السماء ويجي رئيسهم ويقول فينهم الحدادية طيب اذا ما هم حدادية هم روافض بارك الله فيك وباطنية يمكن اذا ماهم حدادية ولا سمهم لنا؟ سمِّلنا جندك؟ قل فلان فلان فلان ما في اذا اخبث تقية هذه هذه تقية لا يوجد لها نظير الآن اسمع أسماء الروافض فلان فلان فلان لكن اسماء الحدادية فينهم ما تحصلهم اذا زيادة على الباطنية هذه نحن ما نكفرهم لكن انا لا استبعد أن فيهم باطنية لا أستبعد. أهـ شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري (الشريط الثاني)
وقال حفظه الله : "كيف يدافع عن أناس يختفون ويطعنون في الظلام ، لا يعرفهم أحد ، فيطعن أحدهم ويكذب تحت اسم (فكاري) ، وآخر (المفرق) ، وآخر (خالد العامي) ، وآخر (السحيمي الأثري) ، وآخرون تحت (أسماء أخرى مجهولة) .
اسألوه : لماذا قفز عن الوجه الثاني والثالث - مثلاً - من أوجه الشبه ؛ فلم يذكرهما ولم يناقشهما ؟ ، حيث قلت : ( الوجه الثاني : السرية الشديدة في واقعهم وموقعهم في الشبكة المعروفة بـ " الأثري " بدرجة لا يلحقهم فيها أي فرقة سِرِيَّة حيث يكتبون تحت (أسماء مجهولة مسروقة) ؛ فإذا مات أحدهم ؛ فلا يُعرف له عينٌ ولا أثر! وبهذا العمل فاقوا الروافض ؛ فإنَّهم معروفون وكتب التاريخ ، والجرح والتعديل مشحونة بأسمائهم وأحوالهم ، وإن كانوا يستخدمون التقية والتستر بحيث لا يظهر كثير من أحوالهم) .
وأقول[لا زال الكلام للشيخ ربيع] : فمن يعرف لنا من أهل السنة والجماعة وغيرهم : (المفرق) ، و(فكاري) ، و(خالد العامي) ، و(السحيمي الأثري) ، و(غيرهم من المجهولين) ؟
من أي بلد هُمْ؟! ، ومن أي قبيلة؟! ، وماذا يحملون من الشهادات العلمية؟! ، أو على أي العلماء درسوا ؟! أليست الشهادة لهؤلاء وأمثالهم بأنهم (أهل السنة والجماعة) من أخبث شهادات الزور ، ومن أكذب الكذب والفجور ؟
أليس رمي أهل السنة والجماعة حقًا وعلمائهم - بعد إسقاطهم وإسقاط منهجهم - بأنهم : (خوارج) ، و(مرجئة) ، و(حدادية) من أخبث شهادات الزور وأفجر الفجور ؟" أهـ الحلقة الثانية من (كشف أكاذيب وتحريفات وخيانات فوزي البحريني)
قلت : وهؤلاء –تماما- كؤلائك ، سواء بسواء ، ولا فرق.
وقد رأيت بعض (إخواننا) يقرأ لهؤلاء المجاهيل على وجه الإستفادة والتعظيم ، بل ويجادل عنهم ، ويحتج بأقوالهم ، و يقبل أخبارهم ، ويبني عليها أحكاما ، في الوقت الذي يرد فيه أخبار الثقات من طلبة العلم المعروفين –كما كان يفعل أبو الحسن- ، بل تعدّى الأمر إلى نقل أقاويل المجاهيل وتقوّلاتهم إلى المنتديات والإشادة بها ، بدعوى أنّ صاحبها قد أصاب الحقّ !!
وقد سئل فضيلة العلامة ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله-: أزاول مهنة نقل بضاعة بسيارتي ، فهل يجوز لي أن أنقل بضاعة أحد التّجار ، والتي هي عبارة عن مصاحف وعطور ومجلاّت في العلوم الشرعيّة للعلماء المعروفين بالسنّة قديما وحديثا ، إلاّ أنه يتخللها بعض كتب أهل البدع والمجهولين.
فأجاب العلامة ربيع –حفظه الله- : "أنا أرى أنّ نقلك لكتب أهل البدع والمجهولين من التعاون على الإثم والعدوان ، فأرى أن تنقل أترك هذا الرجل وذهب إلى غيره ، فإنّ أبواب الرزق مفتوحة ، انقل بضائع خضار ، أنقل حاجات أخرى من الأمور التى ما فيها شبه ولا حرام." أهـ (الحث على المودة والائتلاف والتحذير من الفرقة والاختلاف)
وقدْ أتى (المجاهيل الجدد) بشبه لتبرير جهالاتهم ، فلنوردها ، نقدا ونقضا –بإذن الله- ؛ قالوا :
قد سمى كثير من الفضلاء أسماءهم فما هو الحق الذي قبلتموه منهم، أعطني جملة واحدة تقبلتموها بقبول حسن ؟! هل شكرتم لهم أم كان جزاؤهم السب والشتم ؟!أهـ
فأقول : هذا خروج عن محلّ النزاع ، فليس البحث في (الفضلاء) الذين صرّحوا بأسمائهم ، بل في (الجبناء) الذين أخفوا أسماءهم ، وهؤلاء الفضلاء: إن كانوا –حقا- (فضلاء) أُخذَ من قولهم و رُدَّ ، وحفظت كرامتهم ، أما إن كانوا (غير فضلاء) ففضلهم مهضوم ، ونهجهم مهدوم ، وقولهم مذموم ، وشأنهم مشؤوم!!
وتصريح هؤلاء (الفضلاء) بأسمائهم ، لا يسوّغ لكم إخفاء أسمائكم ، فهذا من أساليب الحدّاديّة ، لا من الأساليب السلفيّة ، ولا من الطرائق النقيّة ، والواقع أنّ الحدّادية التي تلبس زورا ثوب السلفيّة ، قد حاولت –سابقا-: إسقاط علماء السنّة -دفعة واحدة- فباءت بالخسران ، فأعادوا الكرّة ليسقطوهم واحدا واحدا ، والدور الآن على الناصح الأمين ، وستأتي أدوار إخوانه السلفيين –بعدُ- ، وهذا النهج أيضا -بإذن الله- سيبوء بالخسران فـ{إن الله يدافع عن الذين آمنوا}
وقالوا : هؤلاء المجاهيل نصحوا لله ورسوله وللمؤمنين،
وقد تبصّر كثير من الشباب بحقيقة الفتنة بفضل الله وحده
ثم بهؤلاء المجاهيل فقط حتى قال أحد الإخوة: (لم نعرف حقيقة الحجوري إلا بما كتبه هؤلاء المجاهيل).أهـ
فأقول: أيُّ نصحٍ لله ولرسوله وللمؤمنين ، في محاولة إسقاط علماء الأمّة وتشويه صورتهم ، بأساليب ماكرة خبيثة ، وطرائق حدّاديّة حثيثة؟! وأيُّ نصحٍ لله ولرسوله وللمؤمنين ، في النّيل من عرض الناصح الأمين ، ووصفه بأبشع الألقاب ، ورميه بأخبث التهم ؟؟!
ثمّ إن (أحد الإخوة) الذي اعترف بإضلالكم له ، هو نفسه (مجهول) وقوله (غير مقبول) ، لو كان قول (أحد الإخوة) دليلا ، لكان لنا على ضلالكم من الأدلّة أكثر من الكثير ، فما أكثر (الإخوة) الذين عابوكم ، وعابوا منهجكم ، وحذروا منه ومنكم .
وقالوا: هؤلاء المجاهيل ليسوا جبناء لأنهم لم يُدعوا إلى المناظرة أو المواجهة ففروا، ولكن رأوا أن الحجوري استعمل المكر فاستخدم منبره وشهرته للتشويه بهم، والافتراء عليهم ، وفي وسط النساء والصغار والمبتدئين ،
في الوقت الذي لا منبر لهم يدافعون به عن أنفسهم.أهـ
فأقول: أليست لكم مواقع في الأنترنت؟؟ يتردد عليها من الناس الكثير ، أليست لكم مراكز ومدارس ؟؟ في الفيوش والحديدة والشحر ، ألا يمكنكم الدفاع عن أنفسكم من هذه (المنابر) ، فلتصرّحوا بأسمائكم ، ولتدافعوا عن أنفسكم من هذه المنابر.
ووالله لأنتم من يفتري على الناصح الأمين ويحاول تشويه صورته ، بأخسّ الطرق وأخبثها (وما الله بغافل عما تعملون)
وإذا كان عدم الفرار من المناظرة دليلا على انتفاء الجبن ، فماذا لو قلت لكم أنكم تفرّون منها بل وتعلّمون طلاّبكم كيف يفرّون ، وأنا أدعوكم إلى المناظرة ، وإن شئتم فإلى المباهلة ، ليرى الناس فراركم ، وكيف تفرّون.
فأنتم أيّها (المجاهيل) جبناء ، لأنّكم تخافون من التصريح بأسمائكم ، بل أنتم بهذا تسيرون -تماما- على خطى (الحدّاديّة) وقد بدأ يتّضح أن المرعيّة من فروع الحدّادية ، كما أنّ البكرية -أيضا- من فروعها ، وقد قال الشيخ محمد الإمام عن المرعيّة أنّها (بكريّة جديدة) "أسئلة أصحاب قصعير" بل اعترف بهذا ابن مرعيّ نفسه ، في اجتماع المشايخ ، فقال : "لا أنكر أنّه بعد فتنة البكري ، أتاني أناس فقالوا: سقط البكري فقم أنت الآن" (مختصر البيان) وفعلا قد قام ، فالمتمعنّ –جيّدا- في هذه الأحداث ، يلاحظ جليّا العلاقة بين البكرية والمرعيّة ، ويزداد يقينا حينما يعلم أن البكري كان (حدادي اليمن) ، كما كان فالح (حدادي المملكة) ، إذا علمت هذا: فاعلم أنّ ابن مرعي والوصابي يحاضران عند البكري في مسجده ، بل هو الآن عندهم (من علماء أهل السنّة) ، فلا تكن غبيا أيها السَلَفيّ ، الدوائر تدار حولك!
وقالوا: فالحجوري هو الذي يقاتل من وراء جدر وهي جدر دماج، والآية التي أنزلتموها علينا (لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر)
هي بالحجوري أليق ، وتناسبها معه هو وأصحابه أعظم ،
لأنه لا يقاتل غيره إلا متحصناً بحصانة دماج. أهـ
فأقول : هل تريدون من الناصح الأمين أن يخرج من دمّاج كي لا يكون (من وراء جدُرٍ) ؟؟
الشيخ يحيى يحارب البدع علانية باسمه ، لا باسم مستعار ، وكونه في دماج لا يعني أنه متحصّن بشيئ ، فقلم النقد يصله إلى دماج ، ولن يوقفه حرّاس وادعة الأبطال .
وأنتم أيضا تستطيعون التحصّن بالفيوش ، كما تحصّن -هو- بدمّاج ، فلماذا البقاء خلف الكواليس ، وفي ظلمة الدهاليز ، بالله عليكم اخرجوا من سراديبكم ، لا تختفوا وتطعنوا في الظلام ، فلن تكسروا بهذا حقا ، ولن تنصروا باطلا.
وقالوا: فأراد الإخوة أن يكتبوا أسماءهم ويسموا أنفسهم فلم يُسمح لهم بالدفاع عن أنفسهم، ولما أخرج عبد الله مرعي رسالته: (المعيار) منع تداولها، في الوقت الذي يسمح لغيرهم في كتابة ما يريدون، بعد هذا لجأ هؤلاء الإخوة إلى هذه الطريقة.أهـ
فـأقول: منالذي منع هؤلاء من الدفاع عن أنفسهم ؟؟
من الذي منع ابن مرعي الثاني من نشره (معياره) ؟؟
هؤلاء -الناس- يوهمون الناس (!) بأنّ الناصح الأمين له (سلطة) يمنع بها خصومه من الردّ عليه!! ، وهذا (كذب) وهو -من- أقوى أسباب عدم القبول من المجاهيل ، لأنّ (مجاهيل اليوم) يكذبون كثيرا.
وقد قلت -سابقا- في بعض هؤلاء (المجاهيل) : هذا هو كلام الإمام الوادعي رحمه الله تعالى في سيدك المغرور، وهذا يبيّن كذب القوم ، وتقليبهم للحقائق، ولا عجب أن يصدر مثل هذا الكذب المفضوح، من شخص يدرس في الفيوش عند ابن مرعي الذي يحلف اليمين الغموس ولا يبالي، يحلف أنه لم يعرف أكذب من الناصح الأمين، فمن شاء أن ينظر إلى الكذب البحت فلينظر إلى هذا ، فقد ثبت كذب ابن مرعي ويمينه الغموس ، والآن يثبت كذب تلميذه هذا المدعي أن الإمام الوادعي أثنى على حاطب الليل.
أنتم تكذبون كثيرا يا أبا واقد وهذه حقيقتكم المرة ، والأمرّ منها أنكم تتهمون غيركم بالكذب ، كما فعتم مع الناصح الأمين حفظه الله ، لكن ربي فضحكم وظهر للناس الكاذب من الصادق، فهذه حقيقتكم يا من تريدون تبيين حقيقتنا ، وهل نحن إلا عباد أذنبوا ثم تابوا، فهل ستتوبون كما تبنا؟؟؟؟ أهـ
لهم مدارسهم التي يدافعون منها عن أنفسهم ، ولهم مواقعهم التي يفترون فيها على غيرهم ، ومع هذا يزعمون أنّهم يمنعون من الدفاع عن أنفسهم (!) ، إن هذا لعجب عجاب!!!
ويا ليتهم توقفوا عند الدفاع عن النفس ، لكنّهم تجاوزوا ذلك إلى الافتراء على الغير والله المستعان.
وقالوا: وأيضاً إذا سمينا أنفسنا افتروا علينا وبهتونا فمن الذي رددتم عليه بأدب أهل العلم سموا لنا شخصاً سلم من قذارة ألسنتهم، حتى قال بعض الأخوة ساخراً: (إننا نخشى إن سمينا أنفسنا أن تخرجوا لنا ملفات سرية تثبت أننا اشتركنا في الحرب العالمية الثانية مع هتلر أو موسوليني أو غيرهما) !! فأحد أسباب إخفاء الأسماء هو فحشكم،
وفي الحديث: (شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه) كما في "الصحيحين".أهـ
فأقول: الواقع يشهد بخلاف هذا ، فهؤلاء المجاهيل هم الذين يفترون على علماء الأمّة الأكاذيب تلو الأكاذيب ، وهذه مواقعهم تعجّ بالإفتراءات ، والبهتان وسوء الأدب ، مع ورثة الأنبياء ، ومما رأيت -قريبا- في أحد مواقع الحزبيين التي تدعوا إلى (سبيل المجرمين): افتراء زائف ، وكذب محض واضح ، من (مجهول) من المجاهيل يدّعي فيه أنّ الناصح الأمين ذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلّم "اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض قط" وأنّه عقّب قائلا "بل سيعبد" ومن خلال هذا الكذب والبهتان ، يأتي (مجهول) -آخر- فيحكم على الناصح الأمين بالرّدة -صراحة- فهذا هو الإفتراء والبهتان بأمّ عينه ، وهذا هو (الفحش) كلّ الفحش.
وقالوا: لم يفرق أبو همام بين خبر المجهول وبين نقد المجهول، فخبر المجهول لا يقبل لأن العدالة شرط قبول الخبر ، ونقد المجهول لا يشترط فيه العدالة.أهـ
فأقول: هذه قاعدة من قواعد المجاهيل وهي قاعدة باطلة ساقطة ، فإذا كان خبر المجهول غير مقبول: فمن باب أولى يكون نقده غير مقبول ، ولا يشترط فيه العدالة -فحسب- بل يشترط فيه أمر آخر هو (الأهليّة) وهذا الشّرط غير متوفّر في كثير من (المجاهيل) إن لم نقل –في كلّهم- ، وقد رأيت (بعضهم) لا يحسن كتابة اسمه لكنّه يحسن الوقيعة في الناصح الأمين –بأسلوب عجيب- كأنه دُرّبَ على ذلك ، وكلامهم هذا فيه اعتراف بأن خبر المجهول غير مقبول ، فإذا كان الأمر كذلك: فلماذا لا يتركون نقل الأخبار التي يكون سامعها بين أمرين ، إما أن يقبلها فيخالف ما اعترفوا -هم- (أنفسهم) بصحّته وإما أن يردّها فلا حاجة لنقلها حينئذ.
وقد تمسّك (المجاهيل الجدد) بشبه على هذه القاعدة المبتدعة ، وهذا تفنيدها:
الشبهة الأولى: أن أسوأ الاحتمالات لهذا المجهول أن يكون شيطاناً ، والنبي صلى الله عليه وسلم قبل الحق من الشيطان كما في حديث أبي هريرة. أهـ
فأقول: لو صح هذا الاستدلال: لجاز أخذ العلم عن (الشياطين) وهذا اللازم باطل ، وبطلانه يدلّ على بطلان ملزومه ، وهذا الحديث دليل عليكم لو تعلمون ، فأبو هريرة رضي الله عنه لم يكن يعلم أن من يكلّمه شيطان ، بل كان -عنده- (مجهولا) ، ولم يطعن في عالم من علماء الأمّة ، ولم ينتقد أحدا ، بل غاية ما فعل أنّه أرشده إلى قراءة آية الكرسي ، ومع هذا لم يقبل منه مباشرة حتّى سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فهو لم يأخذ من الشيطان ، بل أخذ من رسول الرحمن صلى الله عليه وسلّم ، فإذا كان السلفي يريد القراءة للمجاهيل ، فعليه أن يسأل (عالما) -من العلماء- ، عن -كلّ- شيئ يقرأه ، اقتداء بأبي هريرة رضي الله عنه ، هذا هو المطلوب -وإلا- فلا.
الشبهة الثانية: أو يكونوا يهوداً والنبي صلى الله عليه وسلم قد قبل الحق من اليهود فقد روى أحمد في "المسند" عن قتيلة بنت صيفي الجهنية قالت أتى حبر من الأحبار رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا محمد نعم القوم أنتم لولا أنكم تشركون) قال: (سبحان الله وما ذاك) قال: (تقولون إذا حلفتم والكعبة) قالت: (فأمهل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً ثم قال: (إنه قد قال: (فمن حلف فليحلف برب الكعبة) قال: (يا محمد نعم القوم أنتم لولا أنكم تجعلون لله نداً) قال: (سبحان الله وما ذاك) قال: تقولون ما شاء الله وشئت ، قال فأمهل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً) ثم قال إنه قد قال: (فمن قال ما شاء الله فليفصل بينهما ثم شئت) وصححه الألباني في "الصحيحة" برقم: (136).أهـ
فأقول : ماقيل في الأولى يقال في الثانية ، فلو صح الاستدلال بهذا لجاز أخذ العلم عن اليهود ، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلّم صحيفة من التوراة في يد عمر رضي الله عنه فأنكر عليه وذاك عمر فكيف بنا؟؟
زد عليه أن النبي صلى الله عليه وسلّم لم يأخذ هذا العلم من اليهودي ، بل من الوحي وكان فعل اليهودي سببا لورود الحديث لا أكثر ، فحاشا النبي صلى الله عليه وسلّم أن يكون تلميذا لليهود.
وهؤلاء (المجاهيل) من خلال إيرادهم لهذه الشبه: يقررون جواز أخذ العلم عن اليهود بل والشياطين ، سواء شعروا بذلك أو لم يشعروا ، وهذا من أبطل الباطل والعياذ بالله.
وقالوا: فإذا قال لك المجهول يا أبا همام: (إن الحجوري قال في "المبادئ المفيدة" (ص25): (ماذا تعتقد في القرآن الكريم الذي في المصحف ؟! فقل: أعتقد أنه كلام الله عز وجل ليس بمخلوق).
فقال لك المجهول: (هذا غلط كبير لأن القرآن كلام الله عموماً سواء كان مقروءاً أو مسموعاً أو مكتوباً أو كان محفوظاً أو كان غير ذلك، ولا نخص ذلك بالذي في المصحف فقط كما قال الأخ الحجوري.
واستدل لك بما قاله الصابوني في "عقيدة السلف أصحاب الحديث": (وهو الذي تحفظه الصدور، وتتلوه الألسنة،
ويكتب في المصاحف، كيفما تصرف بقراءة قارئ، ولفظ لافظ، وحفظ حافظ، وحيث تلي، وفي أي موضع قُرئ، أو كُتب في مصاحف أهل الإسلام، وألواح صبيانهم وغيرها، كله كلام الله غير مخلوق، فمن زعم أنه مخلوق فهو كافر بالله العظيم). فهل تقبل الحق منه يا أبا همام أم ترده، ولاسيما أنت وأمثالك قد درستم ما ذكره وتعرفون أن هذا حق ؟!.أهـ
فأقول : أنا أجيبك عن أبي همام بأن أقول : هذا تلبيس وإيهام باطل ساقط ، فليس مقصود الناصح الأمين أنّ القرآن لا يكون إلا في المصحف!!!
بل قصده من ذكر المصحف هنا أن يبيّن المراد من "القرآن" أنه هذا الذي نكتبه في المصاحف ، وطبعا هو نفسه الذي نقرأه ونحفظه ونصلّي به ، ولا يمكن أن يفهم الكلام على أنّ القرآن إن وجد في غير المصحف فهو مخلوق!!!!
وهذا الكلام من "المبادئ المفيدة" وهي رسالة مؤلفة للصغار فينبغي فيها الاختصار وعدم ذكر الألفاظ التي قد تشوّش على ذهن القارئ .
وبهذا –والحمد لله- لم يبق لهؤلاء (المجاهيل) ما يتمسّكون به ، ولا حتى (قشّة الغريق) وإن جدّ لهم جديد كان لأهل السنّة معه المزيد -إن شاء الله- ؛ فالحذر الحذر أخ الإسلام من الوقوع في الشبكات التي ينصبها هؤلاء المجاهيل ، لإيقاع ضحاياهم في أوحال الحزبية المقيتة ، واعلم يا طالب الحق أن ديننا لم يبن على السريّة أبدا ، وطالب الحقّ تكفيه أقوال العلماء وفتاويهم ، أمّا أباطيل المجاهيل فلن تغني عن الحقّ شيئا.
أمّا إخواننا الذين اغترّوا بما يكتبه (أهل الجهالات) فلو وزنوا موقفهم بميزان (الإنصاف) بعيدا عن (الهوى والإجحاف) و (التعصب للأشخاص) و تركوا جانبا (أغراضهم الشخصيّة) و (أحقادهم الداخليّة) وتجرّدوا للحق: لعلموا علم اليقين أنّ موقفهم مبني على الباطل ، وما بني على باطل فهو باطل ، ولنا عبرة فيما مضى من الفتن ، فما أجّجها إلاّ المجاهيل ، وبعد انخمادها فرّوا بجلدهم وبدّلوا أسماءهم ، فلا أحد رأى ولا أحد سمع ، والسعيد من وعظ بغيره ، و لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ، وصدق الشيخ محمد المدخليعندما وصف هؤلاء المجاهيل بالمشايخ المحجبين الذين لا يبرزون إلاّ أمام محارمهم ، وهذا منشور بصوته في شبكة العلوم السلفيّة.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه
كتبه:
ياسر الجيجلي
تعليق