(غَارَةُ المَقَالَات عَلَى أَهْل الجَهَالَات)2
علم الناصح الأمين بعقيدة المسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم يسّر وأعن
هذه حلقَة أخرى من (غارة المقالات) التي رصدتها ـ بعون الله ـ للتصدّي لمجاهيل الوحلين ، ولا نزال مع (الطيّب أبي المديني) في (فقص الإتهام) الذي ـ زعم ـ أنّه وضع الناصح الأمين فيه!! ، لكنّ حقيقة الأمر أن صاحب الفقص هو المسجون فيه ، ولا أظنّه قادرا على التخلّص منه إلاّ بتبديل اسمه إلى ـ اسم مستعار ـ آخر ، للاستمرار في بغيه وعدوانه على واحد من أعلم علماء أهل السنّة في هذا العصر ، ولو لم يكن كذلك لما واجه كلّ هذه الحملة الشرسة الشعواء ، من هؤلاء الجبناء ، لكنّ الله ناصر أوليائه ، وخاذل أعدائه ، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)علم الناصح الأمين بعقيدة المسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم يسّر وأعن
و اليوم بإذن الله سأتولى الردّ على طعونات هذا الخبيث في رسالة الناصح الأمين (المبادئ المفيدة)
قال الخبيث : الملاحظة الأولى: قال الحجوري (ص8): (فإذا قيل لك: ما هو الشرك ؟ فقل: هو عبادة غير الله عز وجل).
ومثل ذلك قوله عن تعريف التوحيد (ص15): (إفراد الله بالعبادة).
أقول: تعريف الشرك قاصر، لأن هذا شرك في "باب الألوهية" فقط، فأين الشرك في "باب الربوبية" كاعتقاد أن هناك من يتصرف بشيء من تدبير الكون، أو "باب الأسماء والصفات" كاعتقاد أن هناك من يعلم الغيب أو نحو ذلك ؟!
فالواجب أن تقول: (الشرك: هو تسوية المخلوق بالخالق في شيء من الربوبية أو الألوهية أو الأسماء والصفات) أو نحو هذا التعريف ليدخل فيه جميع أنواع الشرك.
وحتى لا يحتج الحجوري – إن علم - بفعل الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي في رسالة (الأصول الثلاثة) حيث عرف التوحيد والشرك فقال: (وأعظم ما أمر الله به التوحيد وهو إفراد الله بالعبادة، وأعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه)، نبين أن الشيخ المجدد له عذره، فالشيخ ألف رسالته معتنياً بتوحيد الألوهية لما يعانيه في مجتمعاته في ذلك الوقت، لكن رسالتك يا يحي قائمة على التعليم والتوضيح، وأنت في مقام التقعيد والتفصيل فاختلفت الرسالتان."أهـ
فأقول :
1/ بل والله لم تختلفا !! فمقصود الناصح الأمين من هذا التعريف هو ـ نفسه ـ مقصود الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله- ، ويتّضح هذا جليّا عند معرفة مقصود الإمام المجدد من هذا التعريف الذي درج عليه في كثير من كتبه ، فقد قال ـ رحمه الله ـ في (كشف الشبهات) : "اعلم رحمك الله أنّ التوحيد هو إفراد الله سبحانه بالعبادة ، وهو دين الرسل الذي أرسلهم الله به إلى عباده" أهـ
فقال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله- معلّقا: "عرّف المؤلّف (رحمه الله) التوحيد بقوله "التوحيد هو إفراد الله عز وجل بالعبادة" أي أن تعبد الله وحده ولا تشرك به شيئا ، بل تفرده وحده بالعبادة محبّة وتعظيما ورغبة ورهبة.
ومراد الشيخ (رحمه الله تعالى) التوحيد الذي بعثت الرّسُل لتحقيقه ، لأنّه هو الذي حصل الإخلال به والخلاف بين الرّسل وأممهم.
وهناك تعريف أعمّ للتوحيد ، وهو: (إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختصّ به" . . ثمّ ذكر أقسامه ، ثمّ قال : "مراد الشيخ (رحمه الله) ـ هنا ـ توحيد الألوهيّة فهو دين الرّسل ، فكلّهم أرسلوا بهذا الأصل الذي هو التوحيد ، كما قال تعالى: "ولقد بعثنا في كلّ أمّة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطّاغوت" وقال تعالى: "وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ نوحي أنّه لا إله إلا أنا فاعبدون" وهذا النوع هو الذي ضلّ فيه المشركون الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، واستباح دمائهم ، وأموالهم ، وأرضهم وديارهم ، وسبى نسائهم وذرّيتهم.
ومن أخلّ بهذا التوحيد فهو مشرك كافر ، وإن أقر بتوحيد الربوبيّة والأسماء والصّفات." أهـ (شرح كشف الشبهات) ص20 ـ 22
ومن هنا نعلم سبب اقتصار بعض الأئمة والعلماء على ذكر الألوهيّة عند تعريف التوحيد ، وقد بيّن هذا الأمر العلامة ابن عثيمين بقوله :" لأنّه هو الذي حصل الإخلال به والخلاف بين الرّسل وأممهم"
قلت : ولهذا السبب عرفّ الناصح الأمين الشرك بهذا التعريف ، لأنّ تركيز أهل السنّة في دعوتهم يكون على توحيد الألوهيّة ،ولا يمنع هذا من تعلّم بقيّة أنواع التوحيد ، ليس كما يفعل (بعض الناس) ، من اختراع قسم رابع (الحاكميّة) فهؤلاء هم من يجبُ أَن يُرَدّ عليهم لأن فعلهم من فعل المبتدعة ، قال الشيخ ابن عثيمين :": من يدعي أن هناك قسمًا رابعًا للتوحيد تحت مسمى توحيد الحاكمية يعد مبتدعًا فهذا تقسم مبتدع صادر من جاهل لا يفقه من أمر العقيدة والدين شيئًا.أهـ
راجع: (إحياءالوصابي لتأصيلات . . .)
وهذا التقسيم الرباعي من الجهل بمكان ، فتوحيد الربوبيّة هو (إفراد الله بالخلق والملك والتدبير) والتدبير إمّا شرعي وإمّا كوني ، والحاكميّة من التدبير الشرعي ، هذا من حيث التشريع ، أمّا من حيث العمل ، فالتقيد بالشرع والاتباع له عبادة ، فيدخل بهذا في الألوهيّة.
فمن الأحق بالتشنيع ، أهذا الذي أتى بأمر مبتدع لا دليل عليه ، أم ذاك الذي قال بما قال به الأئمة؟؟! أم أنّه الولاء والبراء الضيق؟!
2/ الأمام المجدد لم يقل هذا في (الأصول الثلاثة) بل في (ثلاثة الأصول) وهما رسالتان ، فأنصحك بتعلّم العقيدة والتوحيد ، ومعرفة ما ألّف فيها أئمّة الدعوة ، قبل التطاول على الناصح الأمين.
3/ أما قول هذا الخبيث : " نبين أن الشيخ المجدد له عذره، فالشيخ ألف رسالته معتنياً بتوحيد الألوهية لما يعانيه في مجتمعاته في ذلك الوقت، لكن رسالتك يا يحي قائمة على التعليم والتوضيح، وأنت في مقام التقعيد والتفصيل فاختلفت الرسالتان."أهـ
فأقول : أوّلا: لماذا لا يكون هذا عذرا للناصح الأمين أيضا؟؟! ، لماذا الكيل بمكيالين؟!!
ثانيا: الناصح الأمين هنا ليس في مقام التفصيل ولا في مقام التوضيح ، بل هو في مقام الإجمال ، أمّا التفصيل والتوضيح فهو لمن يشرح الرسالة ، فانظر يا أخ الإسلام إلى تلبيس أتباع الحزب المرعي ، فهم دائرون بين التلاعب بالقواعد ، وبين التلاعب بالألفاظ ، وبين التلاعب بعقول النّاس وإيغال صدور الإخوة على بعضهم بعضا ، فهم (ساعون بالنميمة ، مفرقون بين الأحبّة ، باغون للبرآء العنت) فهم بهذا: من (شرّ النّاس) وسيأتي المزيد من بيان حالهم وقبح أخلاقهم ـ إن شاء الله ـ في مقال يعنوان: (الأخلاق المرعيّة ، وبعدها عن الأخلاق السلفيّة) يسّره الله .
قال الخبيث : الملاحظة الثانية: قوله (ص10): (ما تعريف العبادة ؟ فقل: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه).
أقول: هذا تعريف شيخ الإسلام في رسالة: "العبودية" ولكن أورده الحجوري ناقصاً فأخل بالمعنى، لأن شيخ الإسلام أتم الكلام قائلاً: (.. من الأقوال والأفعال)، لأن الأشياء التي يحبها الله ويرضاها هي الأقوال والأفعال وغيرها، فالأقوال التي يحبها الله كالذكر وقراءة القرآن ونحوها، والأفعال التي يحبها الله كالصلاة والصيام ونحوها، وهناك ذوات يحبها الله كالأنبياء والصالحين والبقاع المقدسة ونحوها، فهل البقاع المقدسة والمعظمة كالمساجد داخلة في التعريف لأن الله يحبها ويرضاها ؟ لأنه إذا قال: العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال ..، خرج بهذا القيد الذوات المحبوبة لله، فالحجوري لم يفهم كلام شيخ الاسلام ابن تيمية.أهـ
فأقول: التعريف ليس ناقصا ، بل علمك هو الناقص ، أوَلَا تعلم أنّ العلماء قد يحذفون شيئا من التعريف اختصارا وتيسيرا ، على أن يكون المحذوف معروفا لا يحتاج إلى بيان ، فيتركون ذكره لأنّه بديهي ، ولأن ذكره قد يشوّش على من يريد حفظ الرسالة ، ومعلوم أن هذه الرسالة قد ألفها الناصح الأمين للأطفال ، ولا يمكن لهؤلاء الأطفال أن يظنّوا أنّ مكّة عبادة مثلا!!!!!
وقد يقع في تعريفات العلماء شيء من التطويل الذي يمكن الإستغناء عنه واختصاره ، كما في تعريف شيخ الإسلام للعبادة ، فلو أراد الإختصار لقال ، (هي كلّ فعل يحبّه الله ويرضاه) ، فيدخل في هذا القول الظاهر والباطن والعمل الظاهر والباطن والترك ، لكنّهم يفعلون هذا لأجل التفصيل وبيان الأقسام.
وكلا الأمرين ليس معيبا بل لكلّ مقام مقال ، فهذا لا ينقص من القيمة العلميّة للكتاب.
وإذا كنت تريد أن تسقط الناصح الأمين لأجل هذه الملاحظة ، فلا أعلم حدّاديّة كهذه!! ، بل الحدّاديّة على جهلها! ، وشدّتها! ، وتشدّدها! ، وظلمها! ، وعدوانها! ، وطغيانها! ، وإفراطها! ، وفحشها! ، وعدائها لأهل السنّة! ، لم تبلغ ـ هذا ـ الحدّ الذي بلغه هؤلاء (!) مع الناصح الأمين – حفظه الله – أقول هذا ليعلم النّاس ، أن أتباع ابن مرعي ، لا يعاملون الناصح الأمين بقواعد أهل السنّة ، بل بقواعد (الحدّاديّة) -تماما- والله فاضحهم ، اليوم أو غدا !! (وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون)
فيا عبد الله إيّاك أن تكون معينا لهؤلاء الحدّاديّة الجدد على ظلمهم فتنقلب المنقلب الذي سينقلبون ، فوالله إن هذا عليك لشديد ، فارفق بنفسك ، وتحرّ الحقّ لتعمل به ، وإيّاك أن تترك قواعد دينك وتتّبع هواك ، فيهوي بك في النار ، بل الزم الحقّ والإنصاف ، واعرف الحقّ ثم انصره ، فإن أعياك طلب الحقّ ولم تظفر ، فلا أقلّ من أن ترضى لنفسك بالسلامة ، وأن تقول (لا أدري) فهذا أسلم لك من الخوض في الباطل.
وقال : الملاحظة الثالثة: قوله (ص25): (ماذا تعتقد في القرآن الكريم الذي في المصحف ؟! فقل: أعتقد أنه كلام الله عز وجل ليس بمخلوق).
وهذا غلط كبير بل هو أسوأ الأغلاط هنا ولاسيما من شخص مشهور مثل يحي الحجوري، وقد نوصح من بعض إخوانه وهو الأخ هانئ بن بريك مع خروج هذه الرسالة، فكان جزاؤه جزاء سنمار لأن الأخ يحي متعود أن يكون في مقام الناصح لا المنصوح !! فعليك أن تتراجع عن هذا الخطأ، ولاسيما وكتابك يحفظه ويدرسه الصبيان في المراكز فأين النصيحة لأبناء المسلمين وللعقيدة السلفية يا أيها الناصح الأمين ؟!
والقرآن كلام الله عموماً سواء كان مقروءاً أو مسموعاً أو مكتوباً أو كان محفوظاً أو كان غير ذلك، ولا نخص ذلك بالذي في المصحف فقط كما قال الأخ الحجوري.أهـ
فأقول : هذا تلبيس وإيهام باطل ساقط ، فليس مقصود الناصح الأمين أنّ القرآن لا يكون إلا في المصحف!!! أبدا.
بل قصده من ذكر المصحف هنا أن يبيّن المراد من "القرآن" أنه هذا الذي نكتبه في المصاحف ، وطبعا هو نفسه الذي نقرأه ونحفظه ونصلّي به ، ولا يمكن أن يفهم الكلام على أنّ القرآن إن وجد في غير المصحف فهو مخلوق!!!! كلا ، بل هذا تحامل واضح جلي.
وكما ذكرت سابقا: فالرسالة مؤلفة للصغار فينبغي فيها الاختصار وعدم ذكر الألفاظ التي قد تشوّش على ذهن القارئ .
وقال : الملاحظة الخامسة: قوله (ص31): (ما حقيقة الانتخابات ؟ فقل: هي من النظام الديمقراطي المنابذ لشرع الله).
1- أقول: إلى الآن لم تعرّف الانتخابات، وإنما بينت أنها تابعة للديمقراطية في حكمها، ولا شك أن تعريف الشيء هو أول الأشياء التي تبين حقيقته، وهناك من الناس من لا يعرف الانتخابات أصلاً، أو يعرفها معرفة قاصرة فهو بحاجة لضبطها.
والانتخابات: هي اختيار أكثر الناس شخصاً لمنصب من المناصب، ويدخل في هذا عدة صور للانتخابات، منها: الرئاسية، ومنها البرلمانية، ومنها الانتخابات التي في الجمعيات، والتي في النقابات، وفي غير ذلك.
2- والمفاسد التي ذكرها الحجوري ليست في جميع هذه الصور المذكورة هنا، وإنما هو في بعضها فقط كالانتخابات الرئاسية والبرلمانية، فعباراته يعوزها التدقيق.أهـ
فأقول : قوله(وهناك من الناس من لا يعرف الانتخابات أصلاً) هذا من أغرب الأقوال التي سمعتها في حياتي ، بل هو من أكثر الدعاوى سقوطا وكذبا ، فبالله عليكم ما هو البلد ـ الآن ـ الذي لا توجد فيه انتخابات؟!! لا شكّ أنّها بلدان قليلة جدّا تعدّ على الأصابع ، والناس إذاسمعوا لفظ الانتخابات ينصرف ذهنهم إلى شيئ واحد لا أكثر !! هو الانتخابات (!) ، فشهرتها تغني عن تعريفها ، و –عندئذ- لا حاجة إلى اقتناص الزلّات! ، وافتعال الهفوات! ، ثمّ النفخ فيها لتصير كالموبقات! ، فهذا ليس من فعل السلفيين ـ أبدا ـ ولا يمكن أن يكون من فعلهم.
ثمّ اعلم أن تعريفك للإنتخابات قاصر ، فهذا التعريف لا يدخل فيه ما يسمى (الاستفتاء) وهو الانتخاب على تشريع قانون ما أو عدمه ، فكلامك هو الذي يحتاج إلى تدقيق يا من تعيب على العلماء قلّة التدقيق!!!!
وقال : الملاحظة السادسة: قوله (ص31): (ما حكم الحزبية).
أقول: إنك لم تسبق إلى هذه الطريقة الغريبة التي لا نعرف أحداً سلكها قبلك في تلقين الصغار في المساجد والمراكز، ويكفي تحذير الصغار من الحزبية في الدروس العامة.
ولا أدري في أي باب تدخل الحزبية في التوحيد أم الفقه أم العقيدة ؟ لأن رسالتك في هذه الثلاث فاسمها: (المبادئ المفيدة في الفقه والتوحيد والعقيدة) !!أهـ
فأقول :أنت لا تعرف هذه الطريقة لأنّ الأمّة لم تعرف انتشارا للحزبيّة كما تعرفه اليوم ، حتى صار الحزبيون أصنافا وأنواعا ، فلمّا جدّ هذا كان لا بدّ من ذكره والتحذير منه ، وتلقين الصغار بغضه ، وتربيّتهم على النفرة منه ، حتى إذا كبروا كانوا مدركين لشرّه ، حتّى لا يقعوا فيه كما حصل لبعض من كان سلفيّا ، ثم هو الآن من الحزبيين.
وإذا كان يكفي التحذير من الحزبية في الدروس العامة فلماذا ألف فيها العلماء وذكروها في كتبهم ؟؟!
إنّها دعوة صريحة إلى التهوين من شأن الحزبية ، لإفساح المجال أمامها للإنتشار ، ودعوة إلى تخذير عقول السلفيين حتى لا يتفطنوا لألاعيب الحزبيين ، لكن هيهات هيهات ، إنّ أهل السنّة لكم بالمرصاد ، والله وحده المستعان.
أما قوله: ولا أدري في أي باب تدخل الحزبية في التوحيد أم الفقه أم العقيدة ؟أهـ
فأقول : ألم تر أنّ أهل العلم يذكرون المسح على الخفين في كتب العقائد ، فهل المسح داخل في العقيدة؟؟؟! طبعا لا !! لكنّه يذكر لأنّه صار ميزة لأهل السنّة عن بعض الفرق ، ولا يعاب هذا على العلماء.
فكيف بالحزبيّة التي تدخل في العقيدة ، لأنّ الحزبي خالف أهل السنّة في أصل الولاء والبراء ، وهو من مباحث العقيدة.
ويلاحظ على هذا الخبيث ، أنّه في حلقة من هذه السلسلة قد استعمل الديمقراطية ، وجعل الكثرة دليلا على الحق!! ـ أنظر ـ (تلاعب الحزب الدخيل . . )
أمّا الآن فنراه ينكر على من ذكر الديمقراطيّة وحذّر منها فعلى أيّ شيئ يدلّ هذا؟؟؟؟
وقال : 3- وأورد بعض المسائل التي حالت دون تدريس الكتاب في بعض مساجد أهل السنة، لأن الحجوري أورد مسائل "حكم الانتخابات" و"حكم الديمقراطية" في رسالته، وهذا مع كونه لم يسبق إليه لأنها طريقة جديدة في تلقين الصغار والمبتدئين، أيضاً يجعل السلفيين في حرج، لأن الدولة ستظن أن السلفيين يربون الصغار على التكفير ومصادمة الدولة منذ نعومة الأظفار، وهذا يسبب لهم المتاعب الكثيرة ويوقعهم في كثير من الحرج، وربما أدى إلى التضييق على الدعوة في المستقبل، وهذا تنبيه مهم لو أن الحجوري تنبه له قبل ذلك، وليته يقبل النصح.أهـ
فأقول : على أهل السنّة أن يصبروا على الأذى والوشاية لدى الحكام ، وألاّ يكون هذا داعيا لهم إلى ترك تعليم الدّين ، والتحذير من البدع والمنكرات ، بل يجب أنّ ينكر المنكر بحسب القدرة ، وكلامك هذا لا يقوله إلاّ الجبناء ، الذين لا يجرؤون على التصريح بأسمائهم ، فكيف يجرؤون على التحذير من الديمقراطيّة والانتخاب ، والصبر على ظلم الحكّام ؟! لكن إذا لم تكن قادرا على الصبر فافسح المجال لمن يصبر ، أمّا أن تجبن وتأمر الناس بالجبن ، فهذا غاية الإنحطاط ونهايته.
أمّا قولك : (لأن الدولة ستظن أن السلفيين يربون الصغار على التكفير ومصادمة الدولة منذ نعومة الأظفار) فأقول : الواجب هنا ليس ترك إنكار المنكر ، بل الواجب أن نعلم الحكّام أننا لا ندعوا إلى التكفير ولا إلى المصادمة ، بل ننكر على التكفيريين أعمالهم وعقيدتهم ، لكننا في الوقت ذاته ننكر على الحكّام جورهم وظلمهم ، وعلى هذا كان الإمام الوادعي يسير ، فقد كان يصرّح في أشرطته أن الديمقراطية ليست من الإسلام في شيئ ، وأن حكام المسلمين جهّال بأمور الدّين ، ومع هذا كان من أشد الناس محاربة للفكر التكفيريّ.
زد على ذلك أنّ الحكّام يعلمون أنّ السلفيين بريؤون من هذه الأعمال ، وأنّهم ينكرونها ، ويحاربونها تديّنا لا طلبا للرزق!!
وأذكرّ إخواني بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "سيّد الشهداء حمزة ابن عبد المطّلب ، ورجل قام إلى سلطان ظالم فأمره ونهاه فقتله"
صححه الألباني (أحكام الجنائز)
وليعلم أتباع ابن مرعي أنّ الوشاية بنا لدى الحكام لن تضر سير الدعوة بإذن الله ، بل إننا نستغلها فرصة لتعليمهم ، وإبراز محاسن الدعوة السلفيّة أمامهم ، ولنعلمهم أنّنا بريؤون مما نتّهم به ، ولقد كان من ثمار مثل هذه الأعمال ، أن انتفع الإخوة في قسم (مكافحة الإرهاب) بالشرطة القضائية ، وعرفوا عظم الدّعوة السلفيّة ، ونقاءها وصفاءها ، وعرفوا ماذا يوجد في دماج من العلم والسنّة ، حتى قال لي أحدهم (أتيتنا دعوة؟) فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، أقول هذا لأعْلمَ هذا الحزب الخبيث أنّ وشايتهم الكاذبة بنا: تعدّ في صالحنا ، والحمد لله.
هذا ختام ما يتعلّق برسالة (المبادئ المفيدة)
والحمد لله على منّه وتوفيقه ، وصلى الله على محمد وصحبه وسلّم.
والحمد لله على منّه وتوفيقه ، وصلى الله على محمد وصحبه وسلّم.
كتبه : ياسر الجيجلي
تعليق