• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(غارة المقالات على أهل الجهالات) 1- تلاعب الحزب الدخيل بقواعد الجرح والتعديل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (غارة المقالات على أهل الجهالات) 1- تلاعب الحزب الدخيل بقواعد الجرح والتعديل

    غَارَةُ المَقَالات عَلَى أَهْل الجَهَالات (1)
    (تَلاَعُبُ الحزْب الدَّخيل بقواعد الجَرْح وَالتَّعْديل)

    بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على نبييه الأمين وبعد:
    فإن سنّة الله في خلقه جارية بأن يبتلي علماء أهل السنة العاملين ، بطوائف من أهل البدع الحاقدين ، الذين يتفنون في إلحاق الأذى بهم ، وتنفير الناس عنهم ، تارة بالكذب المحض ، تارة بالزيادة على محل الصدق ، وتارة بتعظيم الأخطاء الصغيرة المغتفرة ، وتصويرها في صورة الموبقات العظيمة التي لا تغتفر ، قال الشيخ العلامة محمد بن صالح ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ : "أذيّة الداعين إلى الخير من طبيعة البشر" (شرح ثلاثة الأصول) فهذا أمر طبيعي في البشر ، أنهم يؤذون من أتاهم ليدعوهم إلى الخير وينهاهم عن الشرّ ، ولهذا أوذي الأنبياء في الله أشد الأذى ، وأوذي ورثة الأنبياء في الله أشد الأذى و "أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل" حتى قال ابن الوزير ـ رحمه الله ـ :
    ما سلم الله من خلقه *** ولا نبي الهدى فكيف أنا
    فإذا كان الله تعالى قد دُعي له الولد والصاحبة ، وأوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذب عليه وآذاه أقرب الناس إليه من بني هاشم ، وأوذي بعده ورثته من علماء أهل السنّة السلفيين ومنهم من قتل ، ومنهم من اتهم في عرضه وشرفه ، فكيف لا يؤذى اليوم شيخنا الناصح الأمين يحيى بن على الحجوري ـ حفظه الله تعالى ـ ؟؟!!
    فوالله لقد ناله من الأذى الكثير الكثير ، والذي لا يصبر عليه إلا القليل ، فهذا يقوم إليه في درسه فيقول له "يا كلب" فيصبر ولا ينتصر ، وهذا تلميذه يمر به فلا يسلم عليه ، وذاك يسلم عليه الشيخ فلا يرد ، وآخر يكذب عليه وعلى داره ويفتري ، وآخر يحرش بينه وبين إخوانه العلماء السلفيين ، وآخر يدعو عليه بالهلاك ، وآخر ينفر عن تلاميذه ويفتري عليهم الكذب ، وآخر يتهم علمه بالقصور ويصفه بالجهل والغرور ، وآخر يتكلف تحريف أقواله لتوافق أقوال أهل الضلال ، وهلمّ جرا من أصناف الأذى والظلم الذي لحق هذا الشيخ الجليل ، من بعض تلاميذه و من غيرهم ، فصبرا يا شيخ صبرا.
    لكن سنّة الله القائمة في خلقه أنّه "إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط" وقد مضت سنّة الله في الأولين ، أن هؤلاء الأبرار المبتلين ، إن صبروا واحتسبوا كانت لهم الرفعة في الدنيا والآخرة ، وتحول ذم الناس لهم مدحا ، ومات شانؤوهم بغيضهم ولم ينالوا خيرا ، و ما زاد الأذى عالما إلا رفعة إن صبر ، لا زاد مؤذيه إلا ذلّة وإن ظفر ، فهذه سنّة ماضية "ولن تجد لسنّة الله تبديلا" ومحط الابتلاء ، ومحك الامتحان عند العالم ، في الصبر على ما هو عليه من الحق ، وألا يبدّل تبديلا ، وألا يحمله ظلم الجهال له على ظلمه لهم ، فليس ظلم الجاهل للعالم كظلم العالم للجاهل.
    ومن منّة الله عز وجل على أهل العلم السلفيين ، أنه يقيض لهم أسباب الصبر على البلاء تفضلا منه ومنّةً ، ويقيض لهم من يدافع عنهم من أهل السنّة ، لذلك أخذت على نفسي أمام ربي ، أن أدافع عن هذا العلم الحبر العالم ، بكل ما أملك من حجة وبيان ، إلى أن يُظهر الله الحق ويُخْمد الباطل ، وأسأل الله أن يوفيني أجر هذا كاملا غير منقوص ، و من أجل ذلك قررت أن أكتب سلسلة بعنوان "غارة المقالات على أهل الجهالات" أتعرض فيها بإذن الله إلى أتباع ابن مرعي ، أصحاب شبكة الوحلين الحزبية ، فأسأل الله أن يعينني على هذا .
    وهذا المقال بإذن الله سأخصصه ـ هو ومقالات تليه ـ للرد على من سمّى نفسه (الطيب أبو المديني) وكتب سلسلة من الشرور ، بل والكذب والزور ، والبهتان المبتور سماها ـ هو أو شيخه ـ باسم (الحجوري في فقص الإتهام) وهذا الجبان الذي جبن حتى عن إظهار اسمه ، من أتباع ابن مرعي كما هو ظاهر في مقالاته ، وابن مرعي هذا عجيب أمره ، غريب شأنه ، ففي الوقت الذي كان أهل السنّة في دماج يناصحونه ويصبرون عليه ، ويسترونه ، ويرجون توبته ، ويأمّلون أوبته ، كان هو يعد ويستعد ، ويعصب ويكتل ، ويقرب من قدح في الناصح الأمين وآذاه ، ويهجر ويبعد ـ هو وأتباعه ـ من أحب الشيخ يحيى وآواه ، فكان هذا منهم عقدا للولاء والبراء على بغض الناصح الأمين ، فمن وافقهم على هذا الباطل والَوْهُ ، ومن خالفهم آذوه ، وهذا هو أصل الحزبية وحقيقة جوهرها ، وستأتي هذه المسألة بإذن الله ـ مع زيادة في البيان ـ في: (المقدّمات السلفية في معرفة الفتنة المرعية) يسر الله إتمامه.
    وفي الوقت الذي نرى الناصح الأمين يبين بالحجة والبرهان حقيقة هذا الرجل ، حتى يقل المغترّون به ، لئلا يعظم إثمه بإضلالهم ، نرى عبد الرحمن العدني يدعي ظاهرا أنه لا يخوض في الفتنة ، لكنّه في الوقت ذاته ، ينشئ أمثال هذه المنتديات الخبيثة ، لكنّه لا يصرح فيها لا باسمه هو ، ولا بأسماء أتباعه الضائعين ، وتلاميذه المائعين ، و قد تحقق لي ـ يقينا ـ بأن المشرف على منتديات الوحلين هو نفسه ابن مرعي و (الإقرار سيّد الأدلّة) ونبدأ إن شاء الله في نقد ونقض كلام أبي المديني ـ هذا ـ في (قفصه!) حيث قال :
    وعلم الجرح والتعديل علم جليل ، عظيم القدر ، رفيع المكانة ، له قواعده ، وضوابطه ، وأصوله ، وله أهلٌ يُعرفون به ، لم يفرضوا أنفسهم فرضاً ، إنما ارتضتهم الأمة ، وأجمعت عليهم وعلى فضلهم وتقواهم وورعهم . [وانظر هذا الإجماع في مقدمة "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم] .
    ويحيى الحجوري ليس من هؤلاء باتفاق المنصفين.أهـ

    قلت : من هم المنصفون عند هذا المرعي الخبيث ؟! إن كانوا هم علماء أهل السنة السلفيين فأقوالهم في الناصح الأمين معروفة ، وتزاكيم مبثوثة مشهورة ، وهاك بعضها :
    قال الإمام الوادعي رحمه الله : "(فقد قُرئ عليَّ شطر رسالة السفر لأخينا في الله الشيخ الفاضل التّقيّ الزّاهد المحدّث الفقيه أبي عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله، فوجدتها رسالة مفيدة فيها فوائد تُشدُّ لها الرّحال، اشتملت على فوائد حديثيَّة من جرح وتعديل وتصحيح وتضعيف، وعلى فوائد فقهيّة من استنباط أحكام وتفسير غريب وتوضيح مبهم، شأنه في رسائله الأخرى...ونفع إخوانه بالفتاوى التي تعتمد على الدليل...).أهـ (مقدّمة ضياء السالكين)
    وقال أيضًا في تقديمه لكتاب (أحكام التيمم) : (..أودعه فوائد تُشدُّ لها الرّحال، من كلام على الحديث وعلى رجال السَّند، واستنباط مسائل فقهية بما يدُلُّ على تبحُّره في علم الحديث والفقه، ولست أبالغ إذا قلت: إنَّ عمله هذا يفوق عمل الحافظ في «الفتح» في هذا الباب؛ من بيان حال كلّ حديث وبيان درجته...) .
    وقال في مقدّمته لكتاب ( اللمع على إصلاح المجتمع) : (..وقد بذل الشّيخ يحيى حفظه الله جهدًا مشكورًا في تخريج أحاديثه وتحقيق ألفاظه ومعانيه وتنبيهات قيّمة على بعض الأخطاء التي حصلت للمؤلّف رحمه الله، فأصبحت تخاريج الحديث مرجعًا ينبغي لطالب العلم أن يقتنيه، ولو من أجل التخريج...أسأل الله أن يجزيه خيرًا وأن يبارك في علمه وماله وولده...إنه جواد كريم).
    وقال أيضًا في مقدمة كتاب (الصُّبح الشَّارق في الرّدّ على ضلالات عبد المجيد الزّنداني في كتابه توحيد الخالق) : (فللّه درّه من باحث مُلمّ بحواشي الفوائد، من عقيدة وفقه وحديث وتفسير...) .

    وقال في تقديمه لكتاب (أحكام الجمعة) : (كيف لا يكون كذلك والشيخ يَحيى -حفظه الله- فِي غاية من التحري والتقى والزهد والورع وخشية الله؟! وهو قوَّال بالْحَق لا يَخاف فِي الله لومة لائم، وهو -حفظه الله- قام بالنيابة عنِّي فِي دروس دار الْحَديث بدماج يلقيها على أحسن ما يرام . . . . إلى أن قال : ولَمَّا وصلنِي كتاب أخينا يَحيى؛ فلمحبتِي له أقرأ الكتاب وأنا مستلقٍ على قفاي لأمور يعلمها الله، ولولا أن عاجلنا السفر لأتْممت قراءة الكتاب من أجل الاستفادة منه.
    فجزى الله أخانا الشيخ الفاضل الشيخ يَحيى خيرًا، وهنيئًا له لِمَا حباه الله من الصبر على البحث والتنقيب عن الفوائد الْحَديثية والفقهية، فهو كتاب أحاديث وأحكام، وكتاب جرح وتعديل مع ما فيه من الْمَسائل الفقهية الَّتِي تُشد لَها الرحال.
    هذا وآخر دعوانا أن الْحَمد لله رب العالَمين.)
    وقال فيه في ترجمته: (من حفاظ كتاب الله سمعت بعض دروسه التي تدل على استفادته وهو قوي في التوحيد.)
    قال الإمام المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى: (...والذي أدين الله عزّوجلّ به أنّ الشيخ الحجوري تقيٌّ ورع زاهد... كيف أتكلّم فيمن داسوا الدّنيا بأقدامهم والنّاس يتكالبون عليها...بل طاردوا الجمعيّات الحزبيّة التي فرّقت كيان الأمّة وطاردوا البدع...) .أهـ
    وقال الشيخ عبد العزيز البرعي حفظه الله تعالى: (..نحن نعلم أنه على تقوى الله عزّ وجلّ ومراقبة، وأخونا في الله عزّوجلّ ونحبّه في الله، وعالم من علماء السُّنّة، نفع الله به، أسدٌ من أسود السُّنّة، تاجٌ على رؤوس أهل السُّنّة، نحبُّه في الله عزّوجلّ) . من شريط «أسئلة أصحاب قصيعر» بتاريخ(28/7/1428) .
    وغير هذا كثير من ثناء العلماء على الناصح الأمين ، وسأحاول جمع كلامهم إن شاء الله تعالى في جزء مستقل.
    وقد حقق أخونا أبو حاتم الجزائري هذه المسألة بما لا مزيد من البيان عليه في رسالته (نصب المنجنيق . . . ) فذكر الضوابط التي يطلق بها لفظ "عالم" على الرجل ، وحقق توفرها تمام التوفر في الناصح الأمين ، ومن عجائب المفتونين ، بل من دلائل الحق المبين ، أن ـ بعضهم ـ افترى كذبا على هذا الأخ الفاضل أنّه لا يقوم لصلاة الصبح!! تنفيرا عنه وعن الحق الذي معه ، لما عدموا الحجج التي يقارعون بها (نصب المنجنيق) وقد اتصلنا ببعض إخواننا من طلبة دار الحديث السلفية بدماج ، فنفوا هذا القول جملة وتفصيلا ، بل أثبتوا ضده وكذبه ، والغريبُ الأَغْرب، أنّ من أتى بهذا الخبر إلى جيجل ، قد كانت تمر عليه الأيام ولا يُرى في المسجد في صلاة الصبح ، ويتعلل بالخوف من الكلاب!! مع أنّه يسكن في داخل مدينة جيجل بل في أكثر أحيائها حركة وسكانا!! وأغرب من هذا وذاك جميعه ، أن الذين تلقفوا هذا الخبر عنه ونشروه ، الأصل فيهم ترك صلاة الجماعة في المسجد ، وإن حضروها فهو استثناء! ، أما الصبح فحدث ولا حرج ، وقد أقرّ لي أحدهم أنّه ـ في بعض أوقاته ـ لا يصلي الصبح لا جماعة ولا غير جماعة ، لا في وقته ولا في غير وقته ، وقالها وهو يفخر بنفسه !! وأنا هنا لم أذكر أسماء هؤلاء رجاء توبتهم ، وإن اقتضت المصلحة فسأسميهم بأسمائهم ، أسماء آبائهم.

    ثم عقد هذا الخبيث فصلا يدعي فيه أنّه بَيَّنَ أنَّ الناصح الأمين استدل بقواعد صحيحة في موضع خاطئ ، وقبل تفنيد دَعْوَاه ، أنبّه القراء إلى أن العمدة في كلام الناصح الأمين ، في ابن مرعي الحزبي الخبيث ، هو عقد ابن مرعي وأتباعه للولاء والبراء على بغض الناصح الأمين والتحذير من دماج ، وقد بُيّنَ ذلك أشد البيان في "مختصر البيان" فانظره فإنه نافع ، ففيه شهادة الكثير من طلبة العلم على أن العدني كان يوالي من يبغض الناصح الأمين ، ويعادي من يحبّه ، فصار ياسين العدني من المقربين إليه بعد أن كان عدوّه اللّدود ، وصار كمال العدني عدوا له بعد أن كان من أقرب الناس إليه ، وهذا عقد للولاء والبراء على غير سببه الشرعي ، وهذه هي الحزبيّة ، وكما يقال (ربّ ضارة نافعة) فقد منّ الله على أهل جيجل بنزول واحد ممن فتن بفتنة ابن مرعي ، فرأوا بأّم أعينهم ، كيف صار يوالي أتباع العيد شريفي لأنّهم يحذرون من دماج ، وهجر السلفيين لأنّهم يحثون عليها ويحبون شيخها ، ووالله إني لأذكر زمانا ، كان فيه أتباع العيد هذا ، إذا رأوه هو وصاحب له ـ ثبتّه الله على الحق ـ قالوا ـ استهزاء ـ هذا شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم! ، ثم يتضاحكون ، أما الآن فأراهم يعانقونه ويعانقهم ، ويحبونه ويحبهم ، ويأخذون خبره ويطيرون به ، يقولون (خبر ثقة) !! فاعتبروا يا ألي الأبصار.
    أما ما ذكره (أبو المديني) هذا ، فليس عمدة في الحكم بحزبية ابن مرعي ، بل هو لمن لم يدرك هذا المبدأ (الولاء والبراء) ليرجح بين قول من جرح ابن مرعي وبين قول من لم يجرحه ، إذا لم تتضح له الأدلة تمام الوضوح ، وسأوضحها إن شاء الله بعناية أكبر في (المقدّمات السلفية . . . ) يسره الله.

    قال (أبو المديني) بعد أن أقرّ بصحّة قاعدة (البلدي أعلم ببلديّه) : القاعدة لا وجه للاستدلال بها لعدة أوجه :
    الأول : أن القاعدة ليس موضعها في حال اختلاف شخصين معروفين فيما بينهما -كلاهما ينتسبان إلى العلم- وإنما تنزل القاعدة في حال اختلاف عالمين في راوٍ غير معـروف عند الباحث ، فيشكل عليه أيّهما يقدّم؟

    ولابد لنا هنا من المصير إلى الجمع بين كلمات الناقدين ، وإلا فنصير إلى الترجيح ، والقاعدة المذكورة أحد وجوه الترجيح المذكورة .أهـ

    قلت : هذا الكلام لا غبار عليه وإنما الخطأ في التطبيق ، وهذه القاعدة تنطبق تمام الانطباق على حال ابن مرعي وجرح الناصح الأمين له ، أولا: لأن ابن مرعي ليس بعالم ولا بند للناصح الأمين ، فضلا عن أن يكون من شيوخه كما يروّج له أتباعه الضالون الظالمون ، وثانيا: لأنّ الخلاف هنا ليس مع ! ابن مرعي ، بل الخلاف في ابن مرعي ، فالخلاف فيه لا معه ، فالناصح الأمين لم يختلف مع ابن مرعي في مسألة ما ، وإنما اختلف مع علماء آخرين في حال ابن مرعي وحزبيته المقيتة ، وإلا لو كان كلامه هنا حقا وعملنا به ، لألغينا هذه القاعدة من أسّها وأساسها ، لأنه ما من عالمين يختفان في رجل ، إلا جُعل هذا الرجل طرفا في الخلاف ، وقيل بأنّه اختلف مع جارحه في نفسه!! ، فالجارح يجرحه وهو يعدّل نفسه ويزكيها !! و هذا الكلام غريب وعجيب جدّا جدّا ، بل لا يقول به عاقل أبدا.

    ثم قال : الثاني :
    أن هذه القاعدة يمكن للأخ عبد الرحمن العدني أن يتسلح بها ، ويحتج بها على يحيى ، فيقول عبدالرحمن : ( أنا أعلم الناس بالحجوري وطريقته ، ولقد وقع في كثير من الأخطاء –في شتى أنواع العلم- ومن وثقه وزكّاه لم يطلع على ما اطلعت عليه ، فنحن أعلم به).
    فمن هو الحكم ؟ ومن أحقّ بهذه القاعدة من غيره ؟أهـ

    فأقول : هذه القاعدة لا ممسك لابن مرعي بها أبدا ، بل لا حظَّ له فيها إطلاقا ، لأمور كثيرة ، منها أنّه ـ لحدّ الآن ـ لم يذكر للناصح الأمين أخطاء ـ في شتى أنواع العلوم ـ كما يزعم هذا المخلوق فلا ممسك له بها ، و لأن ابن مرعي ليس من العلماء وليس بأهل للجرح والتعديل ، و لأنه لو علم له أخطاء ـ في شتى أنواع العلوم ـ لكان لزاما عليه أن يبيّنها ، لأنّ كتمها كتم للحق ، و لأن ابن مرعي في هذه القضيّة مجروح لا جارح ، فغاية ما يستطيع فعله هو الدفاع عن نفسه ، لا اتهام غيره ، و أنّ من زكى الناصح الأمين هو الإمام الوادعي ، وهو أعلم به من ابن مرعي و من غيره من الناس ، ثم يعود الإلزام الأوّل ، وهو أنّ هذا الكلام يلزم منه أن يتسلح بهذه القاعدة كلّ من جرحه أهل بلده ، لينقلب جارحا ، وينقلب جارحه مجروحا!! ، وحقيقة هذا القول إبطال للقاعدة ، لا إخراجٌ لها من محلّ النزاع ، وإذا بطل اللازم دلّ على بطلان الملزوم.

    ثم قال : الثالث :
    قولهم : (أهل مكة أدرى بشعابها) يستدل بها يحيى الحجوري في مواضع ، ويؤخرها في مواضع أخرى .أهـ
    فأقول : حتى ولو ثبت هذا الكلام فإنّه لا ينفي صحّة الاستدلال على ترجيح قول الناصح الأمين في ابن مرعي ، بقاعدة "البلدي أعلم ببلديّه" فكيف إذا لم يثبت ؟! كما سأبيّنه إن شاء الله ؟
    ثم قال : - فلا أدري أين كانت هذه القاعدة يوم أن حذّر من الجامعة الإسلامية !؟ والمدينة تزخر بالعلماء الراسخين من أهل السنة وهم من أهل مكة الذين هم أخبر بشعابها .أهـ

    فأقول : هذه القاعدة ـ كما ذكرت لك ـ يلجأ إليها الباحث عندما لا يترجح له أحد القولين ، فحينئذ يتخذها كوسيلة للترجيح ، وليس المراد العمل بها مطلقا ، ومسألة الجامعة لا خلاف في أنّ فيها سلفيين وفيها حزبيّين ، ولا خلاف في أنّه يجوز الدراسة فيها بشرط اجتناب الحزبيين و مواضعهم لئلا يتأثر الطالب بهم ، لكن الخلاف : هل السيطرة فيها للحزبيين أم للسلفيين ؟ وما هو الأصل فيها ؟ الحزبية أم السلفيّة ؟ فهي مختلفة تماما عن مسألة ابن مرعي ، ثم نفس الإلزام ألزمه به ، فأقول له : أين كانت هذه القاعدة يوم أخذتم بتحذير الشيخ الجابري من الدراسة في دماج ، مع أنّ علماء اليمن يزكونها ويثنون على شيخها ، وهم من أهل اليمن الذين هم أخبر بمراكزه وعلمائه؟!!
    أمّا بقية المواضع فقد ذكر فيها أناس لا أعرفهم ولا سبيل لي لمعرفتهم ، فلن أجيب عنه ، مع أنّه ـ جميعه ـ يصح فيه هذا الإلزام.

    إلى أن قال : الرابع :
    ينبغي على يحيى وأتباعه أن يعرفوا أن الخلاف معه في قضية (ابني مرعي) ليس في هذه القاعدة ، وإنما في (مفهوم الحزبية) الخاطئ عند الحجوري!
    فلقد كشفت هذه الفتنة أن الرجل متخبط في (مفهوم الحزبية)!
    ولقد ادعى الحجوري دعوى واطلع العلماء على براهينه المزعومة ، فلم يروها مقنعة ، والعلماء يترفقون به ، ولا يريدون أن يقولوا له: (مفاهيمك خاطئة حول الحزبية يا يحيى) .
    فلعله يراجع نفسه ، ويعود إلى رشده .أهـ
    فأقول : تهمة لا حظّ لها من الصواب ، ووالله إنّ الناصح الأمين لينخل الحزبيّة نخلا ، وكيف لا وقد تربى على يد الإمام الوادعي عدوّ الحزبية وفاضح الحزبيين ، وهو الذي أوصى له بخلافته ، وسمّاه (الناصح الأمين) ولعل صاحبنا ـ هذا ـ لا يعلم معنى (الحزبية) ويريد أن يتعلّم ، لكنه يستحي أن يقول علّموني! فأقول له : إن العلم لا يدخل قلب مستح ولا متكبّر ، وسأعلمّك أنت ويسّدك ابن مرعي معنى الحزبية باختصار ،على أن يكون بيانها بشيئ من الإسهاب إن شاء الله في (المقدّمات السلفيّة . . . )
    قال شيخ الإسلام ، البحر الهمام ، أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني ـ قدّس الله روحه ـ :
    (وليس لأحد أن ينصب للأمَّة شخصاً يدعو إلى طريقته، ويُوالي ويُعادي عليها غير النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولا ينصب لهم كلاماً يوالي عليه ويُعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمَّة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرِّقون به بين الأمة، يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويُعادون".
    "مجموع الفتاوى" (20/164)
    وهذا الحزب الخبيث قد أتى بالطعن في الناصح الأمين ـ وهو كلام باطل ـ ونصب على هذا الكلام الولاء والبراء ، وهذه طريقة أهل البدع في التفريق بين الأمّة.
    وقال رحمه الله: "وأما رأس الحزب فإنه رأس الطائفة التي تتحزب أي تصير حزباً، فإن كانوا مجتمعين على ما أمر الله به ورسوله من غير زيادة ولا نقصان فهم مؤمنون لهم ما لهم وعليهم ما عليهم ، وإن كانوا قد زادوا في ذلك ونقصوا مثل التعصب لمن دخل في حزبهم بالحق والباطل والإعراض عمن لم يدخل في حزبهم سواء كان على الحق والباطل فهذا من التفرق الذي ذمه الله تعالى ورسوله، فإن الله ورسوله أمرا بالجماعة والائتلاف، ونهياً عن التفرقة والاختلاف وأمراً بالتعاون على البر والتقوى ونهياً عن التعاون على الإثم والعدوان" "مجموع الفتاوى" (11/92) وهذا الحزب المرعي الخبيث ، يوالي كلّ من يحذّر من دمّاج ، ولو كان على الباطل ، أمّا نحن والحمد لله فلسنا كذلك ، فهذا علي الحلبي ينصح بدمّاج ويثني على الناصح الأمين ولسنا نواليه ، بل منهم من دافع عن دماج بشدّة وكان له دور كبير في هذا ومع ذلك تركناه ـ كما سيأتي بيانه في غير هذا المقال إن شاء الله ـ
    وقال شيخ الإسلام: "ومن نصب شخصا كائناً من كان فوالى وعادى على موافقته في القول والفعل فهو من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً" " في مجموع الفتاوى" (20/8)
    وقال رحمه الله : "وليس لأحد أن ينتسب إلى شيخ يوالي على متابعته ويعادي على ذلك بل عليه أن يوالي كل من كان من أهل الإيمان، ومن عرف منه التقوى من جميع الشيوخ وغيرهم ولا يخص أحدا بمزيد موالاة إلا إذا ظهر له مزيد إيمانه وتقواه فيقدم من قدم الله تعالى ورسوله عليه ويفضل من فضله الله ورسوله" "مجموع الفتاوى" (11/512)
    وقال رحمه الله : "فمن جعل شخصا من الأشخاص - غير رسول الله - من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة، ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة كما يوجد ذلك في الطوائف من أتباع أئمة في الكلام في الدين وغير ذلك كان من أهل البدع والضلال والتفرق." "مجموع الفتاوى" ( 3/347 )
    ومثله ـ تماما ـ من جعل الأمر بالعكس !! من أحبّ الناصح الأمين أبغضوه ولو كان سلفيّا ، ومن أبغضه أحبوه ، و لو كان من أتباع أبي الحسن ، بل وصل الحدّ بهذا الحزب إلى حدّ أن يحاضر بعض أتباع أبي الحسن ، ثم يجيب ـ بعد المحاضرة ـ ابن مرعي على الأسئلة.
    فهذا هو مفهوم الحزبيّة الذي كثر سؤالكم عنه ، أن تعقد الولاء والبراء على حبّ شخص أو بغضه ، وهو الذي كان الإمام الوادعي يعبر عنه بـ(الولاء والبراء الضيّق) وتبعه على هذا تلميذه الناصح الأمين ، وهؤلاء قد عقدوا الولاء والبراء على بغض الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري ، حتى والَوْا أهل البدع و أحبوهم ، بل وحاضروا في مجالسهم ومساجدهم ، لا لشيئ إلاّ لأنهم يبغضون الناصح الأمين ويحذرون من الدراسة في دماج ، وسيأتي ذكر شيئ من أخبارهم في (المقدّمات السلفيّة . . . ) بإذن الله تعالى.

    وقال : فالخلاف في الحقيقة هو أن يحيى في كِفّة ، وأهل العلم في كِفّة أخرى ، فالحقيقة المرة أن يحيى ليس معه أحد.أهـ
    قلت : دع عنك الديمقراطية أيها الخبيث ، إن ايراده لهذا الكلام لدليل على تغلغل الديمقراطيّة في أوصال قلبه ، فلم يقدر على التخلص منها حتى وهو يتضاهر بالسلفيّة! ، ثمّ هل الكثرة دليل على الحق ؟! وهذا الإمام الشافعي يخالف أهل عصره بأسرهم ويقول بوجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد ، ومع هذا نرى الإمام ابن القيّم رحمه الله ينصر قوله نصرًا مؤزّرًا في كتابه (جلاء الأفهام) حتى قال رحمه الله : (أما قوله "قد شنّع الناس المسألة على الشافعي ـ رحمه الله ـ جدا" فيا سبحان الله ! أين الشناعة عليه في هذه المسألة ؟ ثم ألا يستحي المشنّع عليه مثل هذه المسألة: من المسائل التي شناعتها ظاهرة جدّا ، يعرفها من عرفها من المسائل التي تخالف النصوص ، وتخالف الإجماع السابق ، والقياس أو المصلحة الراجحة ؟ ولو تتبعت لبلغت مئين وليس تتبع المسائل المستشنعة من عادة أهل العلم فيقتدى بهم في ذكرها وعدّها ، والمنصف خصم نفسه .
    فأي كتاب خالف الشافعي في هذه المسألة ؟ أم أي سنّة ؟ أم أي إجماع ؟ ولأجل أن قال قولا اقتضته الأدلّة وقامت على صوابه . . .إلخ

    قلت : والله إن هذا الكلام العظيم لينطبق تمام الإنطباق على ما نحن بصده هنا ، فكثير ممن شنّع على الناصح الأمين في هذه المسألة ، قد وقع في مسائل يجوز شرعا أن تشنّع عليه ، كالتقسيم الرباعي للتوحيد ، وكالفتوى لأهل العراق بالإنتخابات لمصالح دنيويّة مع إهمام المصالح الشرعيّة ، وغيرها من المسائل التي لا اجتهاد فيها ، بل هي من أقوال أهل البدع والضلال.
    ومما ينبغي أن يذكر هنا: محنة الإمام أحمد ، فقد خالفه كلّ علماء عصره ، وأخذوا بالرخصة إلاّ هو فلم يأخذ بها ، بل صبر وكابد العذاب و المشاق ، فهل كان الحق معه أم معهم؟!! لا شكّ أنّه كان على الصواب لمّا أخطأ كلّ علماء عصره.
    ومما يذكر هنا أيضا: أن الله تعالى قد ذمّ الكثرة في كتابه فقال : (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) وقال : (ولكن أكثر الناس لا يعقلون) وقال: (وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لكاذبين) وقال: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)
    ومدح القلّة فقال: (وقليل من عبادي الشكور) وقال: (إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم)
    فاتخاذ الكثرة دليلا على الحق ، أو القلة دليلا على الباطل ، أمر مخالف لكلام الله تعالى ، وقد أفرد أخونا أبو حاتم الجزائري رسالة في هذه المسألة سمّاها (زجر الرعاع عن بدعة اشتراط الكثرة أو الإجماع للقدح في أهل الزيغ والإبتداع) فندّ فيها هذه الدعوى الباطلة من عدّة أوجه ، وقد زدت عليه هنا وجهين: أنها طريقة ديمقراطية ، وأن الله مدح القلّة وذم الكثرة.

    قال (أبو المديني) هذا : وينبغي أن تلاحظ – أخي القارئ- أن على رأس المخالفين للحجوري في مفهوم الحزبية من هو أعرف الناس بالحزبية وطرق أهلها ، وهو فضيلة شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله تعالى- .أهـ
    قلت : وهذه مغاطلة لم يتقنها ، فالعلامة ربيع بن هادي المدخلي لا يخالف الناصح الأمين في مفهوم الحزبية أبدا ، بل هو مفهوم واحد وفهم واحد ، وإنما الخلاف في التطبيق ، كما يتفق المحدّثون على قواعد نظريّة ، ويختلفون عند تطبيقها ، فهذا يضعّف الحديث وهذا يصححه ،مع أنّ القواعد واحدة ، فهذا الخلاف من هذا النوع لا من ذاك.

    وقال : الخامس:
    الحجوري واقع في شبهة كلام الأقران, وأن كلام الأقران يطوى ولا يروى.أهـ
    قلت : بل صاحب هذا الكلام هو الواقع في شبهة كلام الأقران لأنّه جعل يستدلّ بهذه القاعدة على أنّ ابن مرعي ليس بحزبي!!
    وهذا غير مسلّم له ، لأن الناصح الأمين وابن مرعي ليسا من الأقران ، وأنى لمثل ابن مرعي أن يلحق الناصح الأمين علما وعملا ودعوة وصبرا !
    فهو لا يعادله ، بل ولا يدانيه أبدا ، فشتان بين أعلم رجل في اليمن ، وبين حزبي خبيث متستّر ، ثمّ أين علم ابن مرعي الذي يثبت أنّه من أقران الناصح الأمين ؟!! إنّ هذه الدعوى الباطلة تحتاج إلى إثبات قبل أن تقرر عليها هذه القاعدة ، فأثبت العرش ثمّ انقش.
    قال الحافظ في (النزهة) ص127 : "وإذا روى الشيخ عن تلميذه صدق أنّ كلا منهما يروي عن الآخر، فهل يسمى مدبّجا؟ فيه بحث.
    والظاهر: لا ؛ لأنّه من رواية الأكابر عن الأصاغر ، والتدبيج مأخوذ من ديباجتي الوجه ، فيقتضي أن يكون ذلك مستويا من الجانبين ، فلا يجيء في هذا."أهـ
    ثمّ إنّ (أبا المديني) هذا لم يفهم قاعدة كلام الأقران كما ينبغي ، فهي ليست على إطلاقها ، ولا يمكن أن تواجه بها أدلّة الجرح المفسّر ، بل تُعْمل في الجرح الذي لا دليل عليه بل يحمل عليه الهوى والتحامل ويكون بين قرينين ، وهذا غير متوفّر هنا كما هو واضح أشدّ الوضوح.
    ثم راح صاحبنا يذكر (الأدلّة) على أنّ الناصح الأمين يتكلم في ابن مرعي بدافع الهوى فقال:وإليك ما يدل على تحامل الحجوري, وأن كلامه إنما هو من قبيل كلام الأقران :
    1- في الوقت الذي كان فيه الأخ عبد الرحمن مرعي بدماج آمنا , والأمور طيبة وهادئة, كان يحيى يتكلم على الرجل سراً؛ بحجة أنه لم يساعده في الكلام على البكري!!!.أهـ
    قلت : هذا كلام باطل قطعا ، لأن ابن مرعي هو الذي بدأ بالكلام في الناصح الأمين سرا ، وتنفير التلاميذ عن دروسه بلا حجّة ، وهو من بدأ بسحب الطلاب عن الناصح الأمين ، كما قال سعيد حوى أحد رؤوس الإخوان ، عن العلماء الذين يقفون في طريق دعوته : "نسحب عنهم طلابهم واحدا واحدا حتى يبقى أحدهم لا يجد من يدرّس" ، فابن مرعي الحزبي سار على الطريقة نفسها التي وضعها هذا الصوفي المحترق (سعيد حوى) فأخذ يسحب الطلاب واحدا واحدا ، آملا في أن يأتي يوم لا يجد فيه الناصح الأمين من يدرّس!! وهذا غباء كبير منه ومن شاء أن يقف على شيئ من الأخبار في هذا فليرجع إلى "مختصر البيان".
    ثمّ إن هذا الكلام قد شهد على بطلانه علماء اليمن قاطبة يوم اجتمعوا في معبر ، وأخرجوا بيانا ذكروا فيه أنّ الناصح الأمين لا يتكلّم بهوى ، وإنما يتكلّم بدافع الغيرة على السنّة ، وشكروا "الشيخ يحيى على ما يقوم به من خدمته ودفاعه عن الدعوة السلفية إذ أنه لا يتكلم بدافع الحسد ولا بدافع الحقد ولا بدافع الرغبة في إسقاط أحد من أهل السنة وإنما بدافع الغيرة على السنة وأهلها". اهـ ، ووقعوا جميعا على هذا البيان ، ووقع معهم ابن مرعي نفسه!! ، فبهذا تكون تهمة كلام الأقران قد نفاها عن الناصح الأمين : ابن مرعي نفسه! ، والحق ما شهدت به الأعداء!.
    ومما ذكر أيضا من الأدلّة على هذه التهمة الباطلة قوله: - ما سمعه وشاهده الكثير من الطلاب في مركز دماج : فقد قال يحيى قبل سفره إلى حضرموت للدعوة عام 1424هـ أو العام الذي بعده : "سنخرج دعوة وسيمسك الدروس بعدي محمد بن حزام".أهـ
    قلت : يا للمهزلة !! أهذا هو دليلهم على أن ابن مرعي سلفي؟!! هل هذا دليل على أنّ المسألة مسألة كلام أقران ؟! والله إن القوم لما عدموا الحجج راحوا يتعلقون (بقشّة الغريق) فالغريق يتعلّق بكل ما يجد أمامه ولو بالقشّ! ، وكذلك يفعلون ، فصارت حركاتهم غير منتظمة ، ووقعوا في حيص بيص ، وحركتهم هذه ـ تماما ـ كحركة الشاة المذبوحة ، التي لا تتحرّك إلا لتموت!
    هذا لو سلمنا له بصحّة هذه القصة ، وإلا فكلام المجهولين غير مقبول ، كما نقل هو نفسه (!) عن الحافظ ابن حجر أنه قال : (وهذا الذي ذهب إليه ابن حبان من أن الرجل إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة إلى أن يتبين جرحه مذهب عجيب والجمهور على خلافه ) لسان الميزان (1/6)

    ثم أتم (أبو المديني) بقيّة الحكاية وراح يحكي حكايات أخرى لا سند لها ، فهي من أصلها مردودة فلا حاجة للنقد ، وكان مما قال في أثناء لجلجته : ولعل القارئ سيطول عجبه إن قلت له : إن مابين صلاة المغرب وأذان العشاء في دروس يحيى ساعتين!!!!!. (كذا) !
    فأقول : هذا عندهم من الأدلّة على أنّ ابن مرعي ليس بحزبي!!
    و والله لقد طال عجبي من نقله لهذا ، واسكثاره للساعتين! فيا ترى كم أمضى ـ هو! ـ من الساعات الطوال في كتابته سلسلته الشريرة (قفص الإتهام)؟! وكم يمضي ـ هو وأمثاله ـ من الساعات في النيل من عرض الناصح الأمين ، والتحذير من دار الحديث السلفيّة بدماج ؟! وكم أضاع ابن مرعي على أهل السنّة من الأوقات بفتنته هذه؟؟! ، وكم يمضي أتباعه من الساعات أمام الأنترنت لغرض واحد هو الطعن في الشيخ يحيى و الإنتصار لابن مرعي ؟! ولو أخذنا مثالا (أبو واقد العدني) لا تكاد تجد منتدى إلى وهو مشارك فيه ـ بعدّة أسماء ـ ، ثم لا تكاد تجد موضوعا إلا وله تعليق عليه ، ثم يأتي هذا الخبيث فيستكثر ساعتين ـ فقط ـ من دروس الناصح الأمين ، حقا إنهم قوم لا اشتغال لهم بالعلم ، ثقلت عليهم الدروس بدماج فعابوها .

    ثم قال (صاحب القفص) : الشبهة الثانية:
    استدلال يحيى واتباعه بقاعدة "الجرح المفسر مقدم على التعديل المجمل".
    وهذه القاعدة كذلك سليمة ولكن الاستدلال بها من قبل الحجوري واتباعه مردود من عدة أوجه:
    الوجه الأول:
    أن يحيى الحجوري – هو نفسه- مجروح جرحا مفسرا, وذلك من عدة مشايخ, وإليك أسماءهم:
    1/ معالي الشيخ صالح بن فوزان آل الفوزان.
    2/ معالي الشيخ عبد المحسن العبيكان.
    3/ فضيلة الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري
    4/فضيلة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي.
    فاثنان منهم يحذران منه لكثرة أخطائه , وآخر يحذر لسفهه وفحشه, ورابع يحذر منه لكذبه وروغانه, فهذا جرح مع بيان أسبابه, و الواحد من هذه الأسباب يكفي لإسقاطه فكيف بهذه الأسباب مجتمعة ؟ وعليه فهو جرح مفسر , فماذا سيقول الحجوريون؟!.
    وعندنا لهم مفاجأة سارة فهناك آخرون سيظهر كلامهم في وقته, ولولا الخشية من بعض المحاذير لذكرناهم, ولزاد العدد إلى أكثر من الضعف !!.
    وسيعلم الذين وقفوا مع باطل الحجوري أي منقلب ينقلبون؟!!
    وعلى هذا فلا تنفعه التزكيات السابقة, فإنها وقعت في وقت معين ولحال معينة.
    وإذا كان الحجوري هو نفسه مجروحا, فالقاعدة : أن المجروح لا يجرح.
    قال ابن حبان: "من المحال أن يجرح العدل بكلام المجروح",(هدي الساري/ترجمة عكرمة مولى ابن عباس).
    وللمعلمي كلام قريب من ذلك مفرق في "التنكيل" .أهـ
    قلت : وهذا كلام باطل ، بل هو ساقط جدّا ، فالناصح الأمين ليس مجروحا جرحا مفسّرا ، بل هو محسود حسدا محيّرا ، وإليك البيان :
    1/ أما كلام فضيلة الشيخ صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ فليس جرحا للناصح الأمين ، بل هو كلام مجمل نُزّل على الناصح الأمين ، وممن شهد بهذا ، الوصابي! الذي سمّاه هذا الخبيث بـ (فضيلة الشيخ) ! فقد نشر بصوته دفاع عن الناصح الأمين ، وقول بأن الشيخ الفوزان قد تسرّع في الإجابة ، وهو حق ، لأنّ السائل قد سأل عن رجل قال كذا ثم تاب ورجع ، وكلام العلامة الفوزان هنا مردود بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تفيد أن التوبة تجُبّ ما قبلها ، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وقبل ذلك بما في القرآن من الآيات الدالة على دعم مؤاخذة التائب بما صدر منه قبل التوبة ، ثمّ إني أسأل (أبا المديني) هذا ! لو سلّمنا جدلا أنّ كلام العلامة الفوزان جرح للناصح الأمين ، وأنّه كان يريده هو ، فما هو تفسير هذا الجرح حتّى يقبل؟!
    هل تفسيره أنّ الناصح الأمين قال كلاما ثم تاب منه ؟!!
    فبأي شيئ يجرح ؟؟ بالكلام أم بالتوبة ؟؟!
    إن كان الكلام هو سبب الجرح ، فقد رجع عنه الناصح الأمين ، وإذا انتفى السبب انتفى المسبب !
    وإذا كان السبب هو التوبة !! فالله إنها لتزيده رفعة إلى رفعته ، وقد زادته.

    2/ أما الشيخ عبد المحسن العبيكان ، فأين كلامه في الناصح الأمين وأين جرحه له ؟؟! بل لقد سئل عبر موقعه عن صحّة نسبة الطعن في دماج إليه فكذّب هذه الفرية ، وقال بأنّه لم يسبق له أن حذّر من دماج ، فمن نقل عنه غير هذا فنقله بحاجة إلى إثبات.

    3/ أما عبيد الجابري ، فقد ذكر (أبو المديني) أنّه جرح الناصح الأمين لسفهه !!!! وفحشه!
    والسفه نقص في العقل ! وبعضه يوجب الحجر على السفيه ، بأن يمنع من التصرّف في ماله ، والفحش مجاوزة في الحدّ ! وهو يريد به هنا مجاوزة الحدّ في الكلام.
    فبالله عليكم يا أهل العدل والإنصاف هل مثل الناصح الأمين يوصف بالسّفَه؟؟! وهو قائم على أكبر مركز لأهل السنّة في اليمن ، فيه آلاف الطلاب ، وفيه عدد كبير من المدرسين ، ويخرج منه الكثير من الدعاة إلى الله !!
    والله إنها المرّة الأولى التي يسجّل فيها التاريخ سفيها له أكثر من مائة كتاب مصنّف ، وله أزيد من ألف شريط مسجّل ، وله آلاف من الطلاب الذين تخرجوا على يده ، وله ثمانية دروس في اليَوْم ، ويا خسارة علم الإمام الوادعي إذا صار يوصي للسفهاء !! وحقا إن هذا التفسير ليس له تفسير ، بل هو غير وارد ، وكان الأولى عدم مناقشته ، ثمّ لو سألتَ الشيخ الجابري عن سبب طعنه في الناصح الأمين ، فهل سيقول: لأنّه سفيه ؟؟! فيا خسارة علمه إذًا إذا صار يكتب الردود على السفهاء.
    أمّا الفحش الذي هو مجاوزة الحدّ ، فمن تأمل ردود الناصح الأمين على الشيخ الجابري ، وجد فيها اتزانا وصبرا ، وتبيينا للحق وتأدبا ، بعكس ردود الشيخ عبيد على الناصح الأمين ، فإنّ فيها كثيرا من التجاوز للحدّ ، كما في مسألة الجامعة ، فقد بين الناصح الأمين أنّ كلامه قد بُتر ، وقال للشيخ عبيد أنَّهُ يُجلّ مثله أن يقع منه هذا البتر!! ، لكن الشيخ الجابري لم يجبه عن هذا بل وصفه بالسفيه!!
    فمن الذي جاوز الحدّ إذا ، ثم هل مثل مسألة الجامعة ، تصلح لأن يحذّر بسببها من دماج كلها ، لا وألف لا ، بل إنّ هذا هو عين مجاوزة الحد ، فعاد الكلام على قائله والحمد لله.

    4/ أما محمد الوصابي ، الذي ذكرت أنّه جرح الناصح الأمين لكذبه!!
    فعليه أن يثبت أين كذب الناصح الأمين ، وأنى له ذلك ، بل الحق أن الوصابي هو الذي وقع في الكذب ـ غفر الله له ـ ، فقد ادعى أنّ الناصح الأمين قد كذب عليه في مسألة الدويش ، وأحال الوصابي على المشايخ الذين حضروا الجلسة ، وكان من المشايخ الذين حضروها: الشيخ جميل الصلوي ـ حفظه الله تعالى ـ وقد شهد بتكذيب الوصابي ، وتصديق الشيخ يحيى ، وأيضا يوم أتى الوصابي إلى الناصح الأمين يدعي أن حامل لواء الجرح والتعديل قال له: إسحب يحيى من الكرسي ، والبديل جاهز !! فإذا بالشيخ ربيع يكذّب هذه الدعوى ويحلف أنّه ما قال هذا ، فمن الكاذب إذا؟؟! أهو الذي يتهم الناس بالكذب ، أم هو الذي يثبت كذبه بالبراهين وشهادات العدول ؟؟! ومن شاء الإطلاع على شيئ من كذب الوصابي فليرجع إلى شريطي "دفع الإرتياب" وشريط "أسئلة لحج" للناصح الأمين.
    والله إنّ أمر هؤلاء الناس لخطير جدا ، فهم يكذبون ويتهمون غيرهم بالكذب! ، ويذنبون ويتهمون غيرهم بالذنب! ، وصدق من قال : "من تحزّب كذب"
    أما هؤلاء الآخرين الذين تخوّفنا بهم ، فلا يهمّنا كلامهم إذا لم يقدّموا عليه دليلا ، فالذي يهمنا هو أن نكون على الحق ، وليس المهم من يؤيّدنا ومن يخالفنا.
    ثمّ إنّ هذا هروب من أصل المسألة ، وهو الجرح المفسّر الذي صدر من الناصح الأمين في حق ابن مرعي ، وسببه عقد الولاء والبراء على بغض الشيخ يحيى ، وهذا ـ كما هو ظاهر ـ سبب وجيه بحق ، وجرح مفسّر بصدق ، فقد تبيّن بهذا ـ والحمد لله ـ انتفاء الجرح عن الناصح الأمين ، وتبيّن أيضا ثبوت الجرح المفسّر في ابن مرعي ، وبهذا تثبت حزبيّته ، وسيأتي المزيد من التفصيل إن شاء الله ، في (المقدّمات السلفية . . .) يسّره الله.

    ثم قال الخبيث : الوجه الثاني:
    قولهم: "الجرح المفسر مقدم ...".
    أقول : إن الجرح المفسر هو الجرح الذي بيّن سببه.
    وفي مقدمة ابن الصلاح " أما الجرح فإنه لا يقبل إلا مفسرا مبين السبب، لأن الناس يختلفون فيما يجرح وما لا يجرح، فيطلق أحدهم الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرح في نفس الأمر، فلابد من بيان سببه، لينظر فيما هو جرح أم لا ".
    ويحيى الحجوري إلى الآن لم يبين سبب هذا الجرح,وكنا نتوقع أن يذكر لنا شيئا ؛ مثل : " الإمارة" أو " البيعة" أو "التكفير" أو " الإنخراط في العمل السياسي" أو " الدفاع عن الإخوان أو غيرهم الجماعات" أو " مخالفة أصل من أصول أهل السنة" وغيرها من الأشياء التي تميز بها الحزبيون, ففاجأنا الحجوري بمفاجأة !! أتدرون ماهي؟!!!!
    إنها التكتكة , والقلقلة, والعنترة, والعنجهة, والمجمجة, والزوبعة, واللفلفة ... وغيرها من الألفاظ التي لن تجد لها معاني لا في( لسان العرب) ولا في( لسان الحبشة)!!.
    ولا أدري ما هو سبب العقدة عند يحيى الحجوري من وزن (فَعْلَلَه)!! .
    وهذا عند الحجوري واتباعه جرح مفسر !!, ولا شك أنّ هذا التفسير يحتاج إلى تفسير.أهـ
    فأقول : كذب في كذب ، بل لقد أتى الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري بالدليل على حزبيّة عبد الرحمن ، وهو عقد الولاء والبراء على بغض الناصح الأمين ، وهذه هي الحزبيّة من أوّلها إلى آخرها ، أمّا بقيّة ما ذكر هذا الخبيث ، من (إمارة) و(انخراط في العمل السياسي) و(بيعة) و (تكفير) و (دفاع عن أهل البدع) فهذه من توابع الحزبيّة وليست هيّ الحزبيّة ، ثم إنّ هذه التوابع قد تقع وقد لا تقع ! وهذا أبو الحسن المصري حزبي حتى النخاع ، وليس عنده مما ذكر إلاّ الدّفاع عن أهل البدع!
    أمّا (مخالفة أصل من أصول السنّة) فمعلوم أنّ كل طائفة من طوائف أهل البدع قد خالفت أصلا من أصول السنّة ، والرجل لا يصير مبتدعا إلاّ إذا خالف أهل السنّة في أمر كليّ ، أو في أمر جزئي اشتهر فيه الخلاف بين أهل السنّة وأهل البدع ، أو في جزئيات كثيرة تنزّل منزلة الكليّ ، وأهل التحزّب قد خالفوا أهل السنّة في أصل من أصولهم هو (الولاء و البراء) وهو الذي خالف فيه ابن مرعي كما ذكرت آنفا ، وكما سأبيّنه إن شاء الله في (المقدّمات السلفية في معرفة الفتنة المرعية) يسر الله إخراجه.
    فاتضح بهذا ـ والحمد لله ـ أن ابن مرعي قد خالف أهل السنّة في أصل من أصولهم (الولاء و البراء) وبهذا يكون مبتدعا ، ويكون جرح الناصح الأمين له مفسرا.
    وإذ تبيّن هذا ، فلا حاجة هنا إلى ذكر (الفعللة) لأنّ ذكرها هنا يعدّ من ذرّ الرّماد في العيون ، زيادة على ما في هذا من اخفاء للحق ودفاع عن الباطل .

    ثم قال الخبيث : الوجه الثالث:
    شرط الجرح المفسر أن يكون مقنعا, فرب جرح مفسر غير مقبول, فقد ساق الخطيب في الكفاية بإسناده إلى محمد بن جعفر يعني المدائني ، قال : قيل لشعبة : لم تركت حديث فلان ؟ قال : « رأيته يركض على برذون فتركت حديثه », وقد ذكر هذا الخطيب تحت باب" ذكر بعض أخبار من استفسر في الجرح فذكر ما لا يسقط العدالة".
    قال السخاوي في فتح المغيث (1/302-303) :"ونحوها ما روي عن شعبه أيضا أنه جاء إلى المنهال بن عمرو فسمع من داره صوتا فتركه ... وقول وهب بن جرير عن شعبه أتيت منزل المنهال فسمعت منه صوت الطنبور فرجعت ولم أسأله, قال وهب: فقلت له فهلا سألته عسى كان لا يعلم! قال شيخنا وهذا اعتراض صحيح فإن هذا لا يوجب قدحا في المنهال ".أهـ

    فأقول : شتان بين (سماع الطنبور) و (الركض على برذون) وبين الولاء والبراء الضيّق ، فالفرق شاسع وشاسع جدّا ، وحقّا إن القاعدة التي ذكرها لصحيحة جدّا ، لكنّ المسكين يضعها في غير موضعها اللائق بها.
    فأين كانت هذه القاعدة يوم أخذتم بكلام الشيخ عبيد في الناصح الأمين ، الذي تفسيره (سفيه ، سليط اللسان) فأي سلاطة لسان أكبر من رمي ورثة الأنبياء بالسفّه؟؟!
    ثم إذا كان حقا سفيها: فلماذا أتعبكم كلّ هذا التعب ، وما هذا العدد الهائل من المقالات التي ملؤها سبّ وشتم و (سلاطة لسان) ومؤدّاها واحد ـ النَّيْلُ من الناصح الأمين ـ بل لم يكتف القوم بالمقالات والكتابات ، حتى فتحوا مواقع ـ خاصة ـ للنيل من دار الحديث السلفيّة بدماج وشيخها الناصح الأمين ، ولا تكاد تمرّ بموقع من مواقع أهل البدع والضلال إلاّ وتجد طعنا في الناصح الأمين وغمزا في دماج ، من مواقع الشيعة إلى مواقع المرعيين ، مرورا بمواقع الحدادية والتكفيريين ، وهلمّ جرا ، كلّهم تمالؤوا على الطعن في الناصح الأمين ، ثمّ في النهاية هو (سفيه) !!!
    أهذا هو الجرح المفسّر ؟؟!
    أهذا هو التفسير المقنع المعتبر ؟؟!
    ناهيك عن الجرح بـ (الكذب) الذي صدر من رجل أقل أحواله أنّه (متّهم بالكذب) إن لم نقُلْ أنّه كَذّابٌ ، زدْ على ذلك أنّه لم يقدّم عليه دليلا ، فأين كانت هذه القاعدة يومئذ ؟؟!
    أريت أنكم أنتم من يأخر القواعد متى شاء ويقدّمها متى شاء ، على حسب هواه وما يشتهي؟!
    أمّا جرح الناصح الأمين لابن مرعي: فتفسيره مُقْنعٌ وَمُقْنعٌ جدًّا ، وهو المخالفة في أصل من أصول أهل السنّة الثابتة ، وقاعدة من قواعد منهجهم الراسخة ، ألا وهو (الولاء والبراء) فعدم فهمك لهذا التفسير: يحتاج إلى تفسير!!

    ثم قال : الوجه الرابع :
    قولهم: "... مقدم على التعديل المجمل"
    أقول : كلا !! ليس تعديلا مجملا , فإن التعديل المجمل ما كان صاحبه باقيا على الأصل بعد ثبوت العدالة, وهذا تعديل ينفي عنه مااتهم به من الحزبية" الموهومة" ولا سيما وأن هناك تعديلا يراد به الرد على من جرح الثقة, وكتب الجرح والتعديل مشحونة بقولهم: "وهذا جرح مردود", وقولهم "وهذا جرح غير مقبول" .
    قال العراقي في الألفية:
    وربما ردّ كلام الجارح** كالنسائي في أحمد بن صالح
    حتى قال ابن عدي في الكامل (1/18) :" ولولا أني شرطت في كتابي هذا أن أذكر فيه كل من تكلم فيه متكلم لكنت أجل أحمد بن صالح أن أذكره".
    1- وذكر الذهبي في الميزان (2/648) عبد المتعالي بن طالب, وأشار إلى إخراج البخاري له ونقل عن ابن معين توثيقه , ثم قال : " وإنما ذكرته لأن ابن عدي ذكره في كامله"أهـ. أي أنه من رجال البخاري وليس حقه أن يذكر في الميزان وإنما ذكرته هنا دفعا لما يظن أنه ضعيف بإيراد ابن عدي لترجمته في "الكامل".
    2- ومثله إيراد الذهبي لترجمة يحي بن معين في( الميزان) ( 4/410) ثم قال:(وإنما ذكرته عبرة ليعلم أن ليس كل كلام وقع في حافظ كبير بمؤثر فيه بوجه)0
    والأخ عبد الرحمن بن مرعي قد نفى عنه هذا الجرح الموهوم جماعة من العلماء على رأسهم إمام الجرح والتعديل , فعرفنا أنه ليس تعديلا مجملا.أهـ
    فأقول : لا وكلا ، بل هو تعديل مجمل بقي القائلون به على أصل ما عرفوا من حال ابن مرعي ، بل وكثير منهم لا يزال يستند لتزكيّة الناصح الأمين لابن مرعي ، وإليك الدليل من أقوالهم.
    سئل الشيخ عبيد:
    السائل : نعم , الله يحفظك يا شيخ ؛ طيب يا شيخ عندنا مجموعة من الشباب يرون أن الحق في هذه الفتنة مع الشيخ يحيى ويستدلون على ذلك أن الشيخ يحيى أتى بجرح مفسر وأن الجرح المفسر مقدم على التعديل المبهم .
    الشيخ : في أي شيء ؟
    السائل : في كلامه على الشيخ عبد الرحمن .
    الشيخ : حتى الجرح بارك الله فيك , نفس الجرح , أولاً الجرح ما هو ؟ أهل العلم يقولون من كان ظاهره الإسلام والعدالة فهو – بارك الله فيك – على إسلامه وعدالته حتى يزول عنه ذلك بمقتضى الدليل الشرعي وأخونا الشيخ عبد الرحمن وأخونا الشيخ عبد الله بن عمر الكبير معروفون في اليمن وغيره. أهـ ، أنظر (إعلام الشيخ عبيد . . . )
    وقد كان هذا هو الأصل ، لكنّهم لما بتروا كلام الناصح الأمين ، وأوصلوه إلى الشيخ عبيد مبتورًا ، دلّ هذا على خيانتهم وعلى أنّهم ليسوا بثقات.
    أليس هذا بقاء على أصل ما علم من حال ابن مرعي ؟؟!
    ثمّ أين الدليل على نفي وقوعه في الولاء والبراء لغير الدين؟!!
    وقد شهد الجمع الكبير ـ الذين يستحيل تواطؤهم على الكذب ـ من طلبة العلم في دار الحديث السلفيّة بدماج ، على أنّ ابن مرعي وأتباعه كانوا يوالون من عادى الناصح الأمين ويعادون من والاه، وأنا ممن يشهد بهذا على أحد أتباعه من تلاميذ مركزه (الفيوش) أنّه هجر السلفيين في جيجل لأنّهم يوالون الناصح الأمين ، ووالى الشريفيين لأنّهم يبغضونه !!!
    فلا يصح مع هذا أن يقال بأن التعديل الوارد في ابن مرعي غير مجمل ، بل هو مجمل وغاية ما فيه: البقاء على ما كان عليه سابقا ، وهذا غير سائغ أبدا ، إذ كيف يسوغ وقد تغيّر حاله تغيّرا كبيرا؟؟!
    قال ابن الصلاح : "الجرح مقدّم على التعديل ، لأنّ المعدّل يخبر عما ظهر من حاله ، والجارح يخبر عن باطن خفي على المعدّل" (علوم الحديث ص99)


    ثم قال : الوجه الخامس:
    "قاعدة الجرح المفسر مقدم.." شرطها أن يخلو من كلام الأقران.
    قال السخاوي في فتح المغيث(1/308) :" وقيد بعض المتأخرين قبول الجرح المفسر فيمن عدل أيضا بما إذا لم تكن هناك قرينة يشهد العقل بأن مثلها يحمل على الوقيعة من تعصب مذهبي أو مناقشة دنيوية" ثم قال السخاوي :" وهو كذلك".
    ولا تنس ماتقدم معنا من كلام الشيخ ربيع وأن ماجرى بين الرجلين " أغراض شخصية".أهـ
    قلت : ولا تنس أيضا ما تقدّم معنا في الكلام حول شبهة (كلام الأقران) وقد سبق تفنيدها بأمرين:
    الأول : أنّ ابن مرعي ليس بقرين للناصح الأمين ، بل هو تلميذ من تلاميذه.
    ثانيا : أنّ هذه القاعدة موضعها ليس هنا ، بل في الجرح الذي لا دليل عليه ويكون بين قرينين.
    ثمّ يَأْتي اعترافُ ابن مرعي الذي وقّع على البَيَان الذي يبرّئُ الناصح الأمين من هذا.
    فراجع بقيّة الكلام فيما سبق.

    ثم قال (أبو المديني) : الشبهة الثالثة:
    يقرر الحجوري قاعدةً من خلال طريقته وسيرته هي : أن من انتقده فهو يتكلم في دماج!!.بل صرح بذلك قائلا:" التحذير منا تحذير من دماج" ( أسئلة أصحاب الخيسة!!).
    1- وهذا نوع من (الإرهاب الفكري) !! ومعناه احذر أن تنتقد الحجوري, بل احذر أن تفكر في ذلك مهما صدر منه من التخبط والفحش في القول, ومن مخالفات لتقريرات أهل العلم وقواعدهم .
    فقلم النقد يجري على الجميع إلا على الحجوري رضي الله عنه !!!.أهـ
    فأقول : كلامه هذا يشبه كلام الصحفيين !! وهذا نَقْدرُ عليه جميعا ، لكن أين هذا الكلام من الحق ؟؟! شتّان بينهما!
    1/ نعم التحذير من الناصح الأمين تحذير من دماج ، وهذا واضح جلي ، فالذي يذهب إلى دماج لا بدّ له من الدراسة عند الناصح الأمين ، لأنّ له دروسا إجبارية ، وهو القائم على المركز ، وبرنامج الدروس لا يزال على ما كان عليه زمن الإمام الوادعي ، فالاجباريُّ بقي إجباريًّا ، والاختياريُّ بقي اختياريًّا ، فالطالب الذي يذهب إلى دماج لابدّ له من حضور ثلاثة دروس ـ على الأقَلّ ـ للناصح الأمين كلَّ يوم !!
    أم أنّك تريد من الطلاب السفر إلى دماج وعدم التقيّد بالنظام العام هناك ، وعدم الحرص على الدروس ، مما يولّد الفوضى داخل المركز؟؟!
    أما قوله : فقلم النقد يجري على الجميع إلا على الحجوري رضي الله عنه !!!.أهـ
    فهذا الكلام في غاية البطلان ، ولا حظَّ له من الصحّة أبدًا ، فالناصح الأمين ليس بمعصوم ، فمتى أخطأ وجب التنبيه على خطَئه ، وكلّ خطئ بقدره ، وهو أيضا ليس بمتكبّر ، بل هو يرجع عَنْ خطئه إذا تبيّن له ، والأمثلة على هذا كثيرة جدّا.

    ثم قال : 2- لقد استطاع الحجوري بهذه الطريقة أن يخدع الطيبين وأن يصور لهم أن هناك هجوما على "دماج" وتنفيرا عنها , وفي واقع الأمر هي انتقادات انتقد بها الحجوري !!
    ولقد وقع بعض طلاب العلم ضحية لهذه التهويلات فأساء المجتمع بهم الظن, ويؤسفني أن أقول : لقد أحزننا مابلغنا عن بعض الأفاضل من قوله:" ونحن نعلم مقدار الحملة الشرسة التي على مركز دماج, وإن كنا نعلم أن هناك حملات على جميع المراكز , لكن ليست بشيء أمام الحملة الشرسة على مركز دماج".(أسئلة أصحاب قصيعر).
    كذا قال!! وأنا أطلب من يحيى الحجوري ومن هذا الفاضل أن يتحفونا بأمثلة تدل على وجود أناس – من الحزبية الجديدة في اليمن- يحذرون من دماج, ولكن بشرطين:
    أحدهما: أن يكون هؤلاء المحذرون على ظهر كوكب الأرض.
    ثانيا: وأن يثبت عليهم هذا التحذير ببراهين علمية كالذي يسلكه العلماء في طريقة النقد من الاعتماد على أصوات مسموعة أو أشياء مقروءة أو ثقات اعتمدوا على مثل هذه المصادر.أهـ
    فأقول : هذا الفاضل الذي يذكره هنا هو: الشيخ عبد العزيز البرعي ـ حفظه الله ـ وقد قال هذه الكلمة بحق ، وهي حق ، فدار الحديث السلفيّة بدماج تواجه هجوما شرسا ، وحملة شعواء ، على عدّة جبهات مفتوحة ، بل وبإمكانيات هائلة ، وهذه المنتديات الخبيثة دليل شاهد على هذا ، فما الذي يدفع أناسا على فتح منتدى بأسماء مستعارة ، وفي اليوم الأوّل من فتح المنتدى يغلق التسجيل فيه ؟؟! أي أنّه لا يسجّل فيه إلاّ أصحابه !! ثمّ لا تجد في هذا المنتدى إلاّ النيل من الحجوري ، والطعن في الحجوري ، والكذب على الحجوري ، والتنقض من الحجوري . . و . . و . . الحجوري . . الحجوري ، الحجوري !!!
    ثمّ في الوقت نفسه يفتحون موقعا آخر ، باب التسجيل فيه مفتوح على مصراعيه ، ليكثر الإقبال عليه ، لكنّ المشرفين عليه في غاية التأهب ، فما وضع من ردود أو كلام لصالح دماج نظروا فيه ، فإن كانت الحُجَّةُ فيه قويّة حُذف ، وإن كان ضعيفا بَقي ، وسَخرُوا من صَاحبه.
    ومن حيلهم أيضا ، أنّه إذا سجل معهم رجل سَلَفيٌّ ، قالوا له لماذا لا تردون على فلان ، فإذا ردّ أو نقل رُدُودًا ، حذفوها وأبقوا طلب الردّ ، ليتوهّم من رأى هذا أن أهل السُنّة عَاجزونَ عن الردّ عَلَى الحزْبيّينَ!!!
    وَمن جُمْلة حيَلهمْ وَكَذبهمْ: تضخيمُ عدَّادَات الزُّوَّار ، فإذَا نَظَرْتَ في منابرهم وجدت الكثيرَ يشَاهدُهَا ، وإذا نظرتَ في مشَاهَدات المواضيع رأيت العدد قليلاً جدًّا ، وقَدْ يدخُلُ الرَّجُلُ دُونَ تَسْجيل للدُّخُول فيَجدُ نفسَهُ في قَائمَة (المُتَوَاجدينَ الآن) ولا يحْملُ علَى مثل هذا الكَذب إلاَّ التجلُّدُ للبَاطل .
    ومن مظاهر هذه الحملة أيضا ، العدد الهائل من الأَخْبَار الكاذبَة ، التي تروَّج عن دار الحديث السلفيَّة بدمَّاج ، وكلُّها منفّرَةٌ ، لكن إذا تحققْتَ وجَدْتَهَا كذبًا في كذب ، حتى صْرنَا لا نتثبَّتُ منَ الأخبار لأننا اعتدنا كذبها .
    وقد مرَّ المزَهدُونَ منْ دَار الحَديث السلفيّة بدمَّاج عَبْرَ أطوار عدَّة ، فقد كانوا ـ قديما ـ يخوّفون الشباب بصعوبة الطريق وترصّد الرَّوَافض ، ثمّ صاروا ينفّرُونهُمْ بالجوع والمرض ، وبعدها بالقلاقل والفتَن ، أمّا الآن فقد وصلوا إلى مرحلة متقدّمة جدّا ، ألا وهي إيغال صدور بعض المشايخ السلفيين عبر نقل الأخبار الكاذبة إليهم ، ليحملهم هذا على الطَّعْن في دَار الحَديث بدَمَّاج ، لكن هذا لو علموا ، ليس بمسقط لدار الحديث بل للطاعنين فيها.
    ولعل المقام يطول بذكر هذا ، فأحيل القارئ على رسالة (المؤامرة الكبرى . . . ) ومقالي (دماج . . . العدو المشترك)
    أمّا مَاطلبه هذا الخبيث من ذكر أمثلة عن الطعن في دماج ، فكأنّه ينكرُ أنّ هناك من يطعن في دار الحديث السلفيّة بدماج وشيخها الناصح الأمين ، لذلك فسأذكر له ما طلب ، بشرطَيْه الذَيْن ذكر.
    قال أحدُ الطَّاعنين في دار الحديث :
    ولهذا فإني أوجه نصيحةً لأرْبَع فئَات منَ النَّاس :
    الفئة الأولى : من في مركز دماج نصيحتي لهم أن يغادروه !! وأن يلتحقوا بالمراكز الأخرى المنتشرة في اليمن التي القائمون عليها ولله الحمد هم أعقل من يحيى الحجوري بكثير بل عندهم أدب وكرم خلق ويخالفونا أحيانا كما يخالفوا غيرنا .
    الفئة الثانية : حراسه الذين عينهم قبل عام قد بلغني أنهم ستون رجلا , أنصحهم أن يلقوا السلاح !! وأن يرفعوا أيديهم عن هذا الرجل , فإنهم بالتفافهم حوله يعينونه على ما هو فيه من سفاهة ووقاحة !!
    الفئة الثالثة : عصابة ! الشيخ مقبل من وادعة فإنهم مسؤولون , من قدر منهم أهل القدرة والحكمة وحسن السياسة مسؤولون عما يجري من قِبَلِ هذا الرجل في المركز حتى حرفه عن السنة !! {قلت: إلى البدعة؟؟!} أنصحهم أن يرفعوا الأمر إلى ولاة الأمور ليخرجوا هذا الرجل عن المركز ومن ثم يختار له رجلا يعيده إلى ما كان عليه أيام مؤسسه الشيخ مقبل رحمه الله
    الفئة الرابعة : فئة الوافدين إلى اليمن الذين يتشوفون إلى العلم على أيدي أهل السنة في اليمن أنصحهم أن لا يفدوا على مركز دماج وحاله هي هي حتى يقصى ! عنه الحجوري ويهيئ الله له رجلا يعيده إلى ما كان عليه أيام الشيخ مقبل رحمه الله.أهـ (الأسئلة العراقيّة)
    وهذا مثال يتوفّر فيه الشرطان (أن يكون على كوكب الأرض) و (أن يستند إلى مصدر صحيح) زد على ذلك أن هذا الطعن لا حجة له ، وهذا شرط ثالث أغفله الخبيث.

    ثم قال : - وفي المقابل لا أدري لماذا يتغافل الناس عن تزهيد يحيى الحجوري المتواصل من مراكز أهل السنة مثل " معبر " و" الحديدة" و "مفرق حبيش" و " الشحر".أهـ
    فأقول : أما معبر ومفرق حبيش فالناصح الأمين لا يحذّر منهما أبدا ، بل هذا كذب محض ، وأنا ألزم هذا الخبيث أن يأتيني يتحذير الناصح الأمين من هذين المركزين ، بالشرط الذي ذكره ـ هو ـ (نفسه !) : (وأن يثبت عليه هذا التحذير ببراهين علمية كالذي يسلكه العلماء في طريقة النقد من الاعتماد على أصوات مسموعة أو أشياء مقروءة أو ثقات اعتمدوا على مثل هذه المصادر.)
    ولا سبيل له إلى هذا !!
    أما الشحر ، فنعم يحذّر منها الناصح الأمين بسبب القائمين عليها المفتونين بفتنة ابن مرعي ، بل هم من رؤوسها ، وإن كان عبد الله مرعي يتظاهر بعدم الكلام في (الفتنة) فإن أتباعه يصولون ويجولون فيها ، وبها! وهذه لعبة سياسية من جملة الألاعيب والحيل التي يسخدمها الحزبيون في حربهم على السنّة ، يريدون بها أن يسكت الناصح الأمين عن بيان الحقّ نظير سكون هذا (المرعي!) ليخلوا الجو لأتباعه ، فيفعلوا ما يشاؤون ، وأنى لهم هذا.
    أما (الحديدة) فقد مضى شيئ من كذب شيخها ، ذاك الكذب (رفيع المستوى) فلا حاجة للإعادة هنا.

    ثمّ ذكر الخبيث ، (معبر) و (مفرق حبيش) و (الحديدة) و (الجامعة) وقد سبق الجواب عنها ، ثم ذكر (اللجنة الدائمة) ، فألزمه فيها بأن يثبت هذه التهمة بنفس الإلزام السابق: (وأن يثبت عليه هذا التحذير ببراهين علمية كالذي يسلكه العلماء في طريقة النقد من الاعتماد على أصوات مسموعة أو أشياء مقروءة أو ثقات اعتمدوا على مثل هذه المصادر.)

    وبعدها قال : إذا السؤال الذي يطرح نفسه :
    ماذا يريد الحجوري ؟!!!
    نخشى أن يكون مقصد الحجوري أن يغلق الناس مراكزهم وجامعاتهم ومعاهدهم ودور حديثهم, ويتوجهون – على بركة الله – زرافات ووحدانا إلى فضيلة العلامة المحدث الفقيه ؛ ليطلبوا عنده العلم !!.أهـ
    فأقول : بالله عليك !! دع عنك الحذلقة ! دع عنك الظن السيء ! لقد أبان الناصح الأمين عن مراده صراحة فقال : "يا شيخ عبيد -وفقك الله- وددنا أنك قيَّدتَ نُصْحَكَ لأبنائك بالدراسة عند أهل السنة ـ في السعودية ـ، من أمثال من ذكرنا في التوضيح، وغيرهم من علماء السُّنة، أما هذا الاطلاق فقد يأخذه من لم يفهم مقصودك، ويذهب يدرس العلم عند بعض من لا ترضى أنت وغيرك من أهل السنة، بالدراسة عندهم، فهذا الذي يهمنا،. يهمنا أن يستفيد المسلمون هنا أو هناك، فيعبدون الله عز وجل على سنة وهدى، بما يقربهم إلى مرضاة ربهم، ويبعدهم عن عذابه.أهـ (إعلام الشيخ عبيد . . . )
    وهذا كلام صريح منه ، ولا أعلم أحدا من أهل العلم السلفيين يخالفه فيه أبدا !!

    ثم قال : بل هناك أسوأ من ذلك, فهو يفجر في الخصومة مع من اختلف معه , ولنا على ذلك أمثلة نذكر منها اثنين :
    الأول: ما قاله في ( أسئلة أهل الضالع) : " أخشى أن تكونوا متأثرين بأفكار , نحن لا نقول إشتراكيون, ولكن بأفكار الاشتراكيين!! بأفكار الاشتراكيين!! وضغائن الاشتراكيين, وتعصبات الاشتراكيين, يعني من خلال من جالس جانس" .
    أقول :
    هذا ما قاله يحيى الحجوري لبعض الشباب الذين تكلموا فيه فحكم عليهم يحيى بأن عندهم " ضغائن " مشابهة لضغائن الاشتراكيين, وضغائن الاشتراكيين هي ضغائن ضد الدين وأهله!!.
    ويلك يا يحيى كيف تجرأت على هذا, أما تتقي الله ؟!
    يا يحييى دع عنك النعرات الجاهلية والمناطقية, فهل يجوز أن يصف المسلم إخوانه بأنهم تأثروا بالفكر الزيدي بمجرد أن "الزيدية" خيمت مدة من الزمن على شمال اليمن؟!.
    ولو افترضنا أن هذه المعادلة صحيحة فهل عاقل يتكلم بها ؟ أين فقه الدعوة ؟!!.أهـ
    قلت : وهذا شيئ من التحامل الشديد الذي ذكرته آنفا في هذا المقال ، فبالله عليكم !! عالم من علماء السنّة ، ناصح أمين ، رأى من بعض أبنائه شيئا من التأثر بالأفكار الإشتراكية ، فحذّرهم منها ، وقال لهم أنّه يخشى عليهم من ضغائن الإشتراكيّة ، هل يشنّع عليه كلّ هذا التشنيع ؟؟! بل ويجعل هذا النصح من الفجور في الخصومة !! الذي هو من صفات المنافقين !!
    هذا لو كان مخطئا ، فكيف إذا كان مصيبا وناصحا ؟؟!
    أليس هذا هو نفس (الفحش) ومجاوزة الحدّ ؟؟! أليس هذا من الفجور في الخصومة ، بل ودون وجود خصومة!!

    ثم قال : الثاني: قال الحجوري في شريط " التأكيد على حزبية عبد الرحمن":
    "ياسين العدني – وأنا مريض- قالوا له : يحيى اليوم مريض, قال : "الله يُشفيه " [ بضم الياء] أي يهلكه", ثم قال الحجوري:" قال له العمودي : والله كنت أحب أن تشكر يحيى على مقدمته الطيبة لرسالتك الواسطية, فماذا جوابه؟ قال : أنا أبغضه ولا أريد أن أنظر في وجهه" ثم قال:" في نفس الوقت الذي أراجع فيه رسالته وأقدم لرسالته وأشيد به وأنه يقوم بدرس كذا , وهو يقوم يريد الجرائم بي , يا أخي حزبية بغيضة عايناها, مارأينا مثلها, فهؤلاء ضلال احذروهم".
    وقد قام عبد الحميد الحجوري ليؤكد هذا مستشهدا بطعونات العلماء على " الكرابيسي" لكلامه في الإمام أحمد!!.
    وهذا يؤكد ما قاله فضيلة الشيخ عبيد الجابري بأن صورة الحزبية لم تتضح ليحيى الحجوري , وإلا فكيف يتجرأ مسلم على قذف إخوانه بالحزبية لأنه دعى عليه, أو لأنه يبغضه ؟!!!.
    هذا إن كان المتكلم فيك يا يحيى ظالما, فكيف إذا كنت أنت الظالم؟!!.أهـ
    قلت : والله إنّه الولاء والبراء لغير الدين ، وهو الذي دفع ياسين (هذا) لقول مثل هذا الكلام في الناصح الأمين ، ثم اعجب أشدّ العجب من تناقض هذا الخبيث ، ففي الوقت الذي يُنْكرُ فيه على الناصح الأمين ، نصحه لأبنائه بالبعد عن أفكار الإشتراكيّة ، نجده يبرر مثل هذا الموقف المخزي من ياسين ـ هذا! ـ الذي لا مبرر له أبدا ، إلا مجرد النيل من الناصح الأمين لأنه فضح الحزبيّة التي كانت متستّرة داخل دماج !!
    فهل من نصح بالبعد عن الإشتراكيّة يعاب ! ومن دعا على شيخه بغير حق يثاب ؟!
    بأي عقل ودين يكون هذا حقا؟؟!
    إنّ مثل هذا التصرف من ياسين ـ هذا ـ لهو دليل على تغلغل الحقد الدفين ، في قلوب هؤلاء المفتونين ، على فضيلة الناصح الأمين ، فهنيئا لابن مرعي ـ ولمن يوجّهُهُ ـ بهذه الإنجازات الباهرة !
    أما الإمتحان بأئمة السنّة ـ ومنه ما ذكر عن الكرابيسي مع الإمام أحمد ـ فسيأتي ذكره إن شاء الله في (المقدمات السلفيّة . . .)
    ثم إن ما ذكره عن (بعض الأفاضل) من تشبيه ما يقع اليوم ، بما وقع للإمام البخاري ، فليس بصحيح ، بغَضّ النظر عن قائله ، ليس لما ذكر الخبيث ، بل لأن البخاري لم يكن مبتدعا ، أما ابن مرعي فهو مبتدع.

    يقول الخبيث : الشبهة الرابعة:
    قالوا :(لا يشترط موافقة العلماء للشيخ يحي في كلامه في عبد الرحمن مرعي )
    ذكرها يحي الحجوري وأتباعه ، ونشروا فتوى للشيخ مقبل _رحمه الله _ مفادها أن العالم إذا جرح شخصاً فلا يشترط موافقة العلماء له .
    وفي الحقيقة : هذا اعتراف ضمني من الحجوري وأتباعه بأنه ليس معهم أحد من أهل العلم والجواب- باختصار شديد -:
    نعم لا يشترط موافقة العلماء للعالم إذا كان جرحه سليماً ،ونقده صحيحاً، فإذا اخطأ ، وخطأه العلماء وأقاموا البراهين على ذلك ، فلا يسع المسلم إهمال كلامهم .أهـ
    فأقول : نعم . . العبرة بما وافق الحق لا بما كثر القائلون به ، وجرح الناصح الأمين لابن مرعي جرح سليم جدّا ، ونقده له نقد صحيح جدّا ، وقد أقام على ذلك الأدلّة والبراهين ، وقد مضى ذكر بعدها ، وسيأتي المزيد إن شاء الله في (المقدمات السلفية) ثمّ إن العلماء الذين خالفوا الناصح الأمين في ابن مرعي لم يقدّموا على ما قالوا دليلا ، وتخطئتهم للناصح الأمين في هذه المسألة خطأ.

    ثمّ قال : وفي كلام الحجوري تناقض عجيب !!
    فتارة يوهم الناس أن خصومه ليس معهم أحد فيقول:( ما معهم إلا مثل حملة هيلكس)!!
    أو نحوها من العبارات العجيبة !!
    وتارة يقول : ( وحدي ، وحدي ) أو يقول :( لا يشترط موافقة العلماء لي ) فالله أعلم من الذي هو وحده ؟!أهـ
    فأقول : التناقض ليس في كلام الناصح الأمين ، بل في كلام هذا المرعي الخبيث ، فتارة يقول : (فالخلاف في الحقيقة هو أن يحيى في كِفّة ، وأهل العلم في كِفّة أخرى ، فالحقيقة المرة أن يحيى ليس معه أحد.)
    وتارة أخرى نجده يقرر بأن الجرح لا تشترط فيه الموافقه !!
    أمّا كلام الناصح الأمين ، فليس فيه ـ هنا ـ أي تناقض ، فهو يثبت على الحق وإن لم يوافقه عليه من العلماء أحد ، ويخبر أيضا عن الذين حذروا من دمّاج أنّ الناس قد نفروا عنهم أشدّ النفور ، فأين التناقض في هذا ؟!!

    ثم يقول : المسألة الأولى : أمور الدعوة ، وأسرارها لا تُناقش على الملأ:
    1- فما كل شيء كان يناقشه النبي – صلى الله عليه وسلم – على الملأ ، وفي الاجتماعات العامة , وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينتهز فرصة حضور الجمع الكبير ليذكرهم بالله ، وبحقوقه عليهم ، ولقائه بهم يوم القيامة, ونحو ذلك مما ينفع ولا يضر .أهـ
    فأقول : ليس للدعوة أسرار ولا خبايا ، ولسنا إخوانيين ولا روافض ، حتى تكون لنا أسرار لا نطلع عليها إلاّ من نشاء ، بل هي مخاطبة الناس على قدر عقولهم ، فإذا رأيت موضوعا لا ينفع العوام فلا تطرحه أمامهم ، حتّى ولو كان فقهيا إذا كانت أفهامهم قاصرة عن إدراكه ، أما إذا كان مفهوما لديهم و ذكره نافعا لهم ، فإنّهم يعلّمون ، فلو رأيت عاميا يحضر لمبتدع فحذّره منه وأعلمه بأمره لئلا يصير مثله .
    ثمّ إن هذا لا ينطبق على هذه الحالة ، فالناصح الأمين لا يكلّم العوام في ابن مرعي ، بل هو يتكلم في دمّاج أمام طلبة علم من خيرة الطلبة ، فالفرق شاسع إذًا.
    زد على ذلك أن الناصح الأمين قبل أن يحكم على ابن مرعي الحزبيّة ، كان يناصحه سرّا ، ويرسل إليه من الطلبة من ينصحه ، فلمّا بلغ السيل الزُّبَى ، وأفسد ابن مرعي إفسادا كبيرا ، صار التحذير منه واجبًا.
    ثمّ إذا كان كلامك هذا حقا ، فبماذا تبرر جمع أتباع ابن مرعي لتواقيع العوام لأجل أخذ مساجد أهل السنّة؟؟!
    وبماذا تبرر تمكين هذا الحزب الخبيث للمجهولين ـ أمثالك ـ من أمور الدعوة ؟! حتى صار جلّ ـ إن لم نقل كلّ ـ من يدافع عن ابن مرعي يكتب باسم مستعار!!
    إنها نَفْسُ الخُطَى التي سَارَ عَلَيْهَا أبُو الحسَن الذي كان يقبل بحوثات المجهولين العلمية!!
    أن تنهى عن خلق وتأتي مثله**عار عليك إذا فعلت عظيم
    فكيف إذا أتيت بأشد منه ؟!

    ثم قال : المسألة الثانية : ينبغي التأني في تسمية الأشخاص على الملأ ، وبين الجموع :
    فإن تسمية الشخص وتعيينه إذا كان سيجر إلى فتنة, أو سيؤدي إلى تعصب وميل كلّ شخص لصاحبه, فالواجب التريث.
    فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يؤنب الأشخاص ويعاتبهم - على الملأ وبين الجموع - بأسمائهم , إلا في مواضع قليلة.أهـ
    فأقول : التسميّة منوطة بالمصلحة ، والعالم هو من يقدّر المصلحة لا صاحب الإسم المستعار ، والناصح الأمين يعمل بهذه المصلحة ، فتارة يسمي المردود عليه ، وتارة يبيّن خطأه فقط دون ذكر اسمه ، أمّا أنتم فقد ميّعتم هذه المسألة أشدّ التمييع ، حتى جعلتم تسمية المخالف: عَيْبًا يُذَمُّ عَلَيْه ، وهذا ليس بصحيح ، بل هو من البدع التي جاء بها هذا الحزْبُ الخَبيثُ الدَّخيلُ عَلَى أَهْل السُّنَّة ، وَقَدْ سُئلَ الشيخ العلامة ربيعُ بن هادي المدْخَليّ ـ حفظه الله ـ :
    فما رأيكم في القول بأن تسمية صاحب السُّنَّة الذي ينْتَقَدُ، يتبع المصلحة والمفسدة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة سمى ومرة كنى؟
    فأجاب الشيخ حفظه الله قائلاً: (والله مراعاة المصالح والمفاسد من الأصول العظيمة في الإسلام والقول هذا ليس ببعيد بارك الله فيك، وإذا قلنا بهذا ليس معناه أننا نحرم التسمية ما دمنا نقول: تراعى المصلحة والمفسدة ، والفقيه هو الذي يحدد متى يعين ومتى يعمم، فمثلاً نحن في عصر يا أخي إذا جئت تتكلم في الهواء قالوا وقالوا، لم يقبلوا كلامك كيف هذا؟ يطالبون بتوثيق الأقوال ونسبتها إلى الكتب بالجزء والصفحة، فالناس ألفوا هذا فأصبح عرفًا، وأما قالوا وقالوا دون أن يسمى فأصبح لا يجدي، أولاً لا يهتدون إلى هذه القائل، وقد يشكون في صدقك ويقولون هذا يتكلم في الهواء!! فظروفنا الآن وأعرافنا الموجودة تحتم علينا في كثير من الأحيان أننا نسمي الشخص ونسمي المصدر ونبين الجزء والصفحة إذا كان الكتاب ذا أجزاء، فهذه مصلحة وقد يكون في تركها مفسدة، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: «أفتان أنت يا معاذ» وقال: «أما معاوية فصعلوك وأبو جهم فضراب للنساء»، وسمت هند عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان زوجها . . . فإذا اقتضت المصلحة التعيين عَيّنَ الإنسانَ المخطئ). اهـ (الأجوبة السلفية على أسئلة أبي رواحة المنهجية) ص(20-21).

    ثم ذكر (أبو المديني) أمثلة زعم أنها دليل على كلامه ، وأن النَّاصح الأمين قد خالفها ، وكلّ هذه الأمثلة خارج محلّ النزاع ، فهي إما أمور واردة عن منافقين أبى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحهم تجنبا للفتن ، وهذا مخالف تماما لحال ابن مرعي ، فهؤلاء المنافقون لم يكن لهم أي ضرر يذكر ، ولم يكن ترك تسميّتهم يسبب أضرارا للدعوة ، فلا يمكن لهم أن يضلوا الناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم !!! زد على ذلك أنهم إن ذكروا ثارت الفتن بسببهم ، أمّا ابن مرعي فيجب الكلام فيه قبل أن يتمكّن ، لأن بقاءه مستورا فيه ضرر كبير على الدعوة السلفيّة ، ولهذا تكلّمَ فيه الناصح الأمين جهرا ، بعد أن ناصحه سرّا.
    وإمّا أن تكون أمثلة عن صحابة أخطأوا فصحح رسول الله صلى الله عليه وسلّم خطأهم دون ذكر لأسمائهم ، وهذا أيضا لا يصح القياس عليه ، لأنّ هؤلاء الصحابة الكرام أهل سنّة سلفيون ، أمّا ابن مرعي فحزبيّ مبتدع ، وأين خطأ هؤلاء الصحابة من بدعة ابن مرعي.
    وإمّا أن تكون أمثلة لعلماء تركوا الكلام في (بعضهم) ، خوفا على أنفسهم ، أو لأعذار أخرى ، وهم معذورون في هذا ، وقد كفاهم غيرهم ، أمّا الناصح الأمين فلا عذر له في السكوت عن الحزبيّة ، ولم يكفه في ابن مرعي أحد.
    فالأمثلة ـ جميعها ـ خارجة عن محلّ النزاع ، والحمد لله ، ولو ناقشت جميع الأمثلة لطال المقام ـ وقد طال ـ فقد أردت لهذا الكلمة أن تكون مجرّد مقال ، لكنّ الله أراد لها أن تكون بهذا الطول ، ولا حول ولا قوّة إلا بالله.

    ثمّ قال : وزد على ذلك أن يحيى الحجوري إذا انتقد شخصاً من على كرسيه فإنه لا ينتقده بأدب بحيث يحفظ له مكانته عند السامعين , بل ينتقده بطريقة تخرج الصغار من مجلسه مفتونين به ، لأنه يثني على نفسه ، ويحط من غيره !!أهـ
    قلت : وهذا كذب واضح جدّا ، فالناصح الأمين يتكلّم بحسب ما يقتضيه المقام ، من أدب أو تشنيع ، ومن تأمّل ردوده على الشيخ عبيد رأى جليا من كان السبّاق إلى الكلام السيئ ، فَلْتُرَاجَعْ ، ومن نظر في نصائح الشيخ يحيى لإخوانه من أهل العلم رأى فيها الأدب الجمّ ، وانظر مثالا على ذلك نصيحته للشيخ محمد علي فركوس ـ حفظه الله ـ
    أمّا كلام الناصح الأمين عن نفسه ، فخذ نبذة منه :
    قال حفظه الله وهو ينصح بعض الشعراء بعدم المبالغة في الثناء عليه : "جزاك الله خيرا وعفا الله عني وعنك، والله.. والله نحن دون ذلك، نحن طلبة علم، نسأل الله أن يعفو عنا و يتجاوز عنا، والله إننا نعترف لله عز وجل بضعفنا وعجزنا، ونسأل الله أن يتوب علينا، ونحن مقصّرون ومذنبون، وإخواننا حفظهم الله يحسنون الظن بنا كثيرا ولسنا عند هذا أبداً، لسنا عند هذا أبداً، أنا أفيدكم خذوها مني بعلوّ، أنّا والله لسنا عند هذا أبداً، نحن طلاب علم مساكين ضعفاء، نسأل الله رب العالمين أن يتجاوز عنا ويعفو عن أخواننا، والله المستعان وجزاكم الله خيرا.

    وقال أيضا حفظه الله بعد أن ألقى أحد الشعراء قصيدة وبالغ فيها في الثناء عليه : "بسم الله الرحمن الرحيم ، وبعد:
    لي رجاء من أخواني أرجو أن يلبّوا هذا الرجاء، وإن شاء الله ظني بهم حسن، وهو أن لا يحملهم حبنا لبعضنا البعض على المبالغة، جزاكم الله خيرا، والله إنني أكره مثل هذه المبالغة من قلبي، وأيضا بارك الله فيكم، لا نساوي شيئا نحن، بل من هو أرفع منا بجانب ابن القطان وبجانب أئمة هم في الحقيقة حملة الدين، وما نحن إلا عالة عليهم، نتطفل ونتتلمذ على كتبهم وعلى عِلَلهم وعلى أقوالهم وعلى آثارهم، ونسأل الله أن يرحمهم وأن يجعلنا من السائرين على طريقهم، على كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم-، فهذا رجائي يا أخواني الله يبارك فيكم، أنا أخوكم في الله، هذا هو الشأن بارك الله فيكم، والمؤمنون أخوة، لا يحملنا حبنا لبعضنا البعض إلا على إن قال إنسان قصيدة ما ينزلنا منزلة من تعلمون، لا ابن القطان ولا غيره، ونحن طلاب علم، ونسأل الله أن يسترنا بستره وأن يُعيننا على ذكره وشكره، الله يجزيكم خيرا.
    ثم قال -سدّده الله-: الحمد لله، والله ما يؤثر فيَّ المدح بإذن الله عز وجل، لا من قُربِ ولا من بُعد، بحيث يجعلنا نبعُد عن الحق، لأني أعرف قدر نفسي، ولكن مع ذلك أكره هذا الشيء، أكرهه والحمد لله، أكرهه، وأحب أنكم ساكنين.. طلاب علم ..متعاونين.. متآخين.. متحابين، والله جهدي ضئيل، ولا استطيع إكرام أخواني بشيء، وغاية ما في الأمر أنني أتذاكر معهم وأبذل وسعي فيما أستطيع من تعليمهم والدعوة إلى الله عز وجل... الخ كلامه حفظه الله تعالى.

    ثم إن إيراد هذا الخبيث لمثل هذا الكلام ، لهو اعتراف بأن سيّده ابن مرعي مخطئ ، لكنّه يطلب من الناصح الأمين شيئا من التخفيف ! لأن سياطه قد أوجعت القوم !!

    ثمّ قال :المسألة الثالثة: مراعاة زمن النصيحة قبل المفاصلة والتحذير:
    من يتأمل طريقة أهل العلم في نقد الأشخاص ،والتحذير منهم ، يجد أنهم يفرقون بين مَن أصوله أصول المبتدعة ، ومَن أصوله أصول أهل السنة ، فالقسم الثاني إذا صدر منه ما يوجب تبديعه ، فإنهم لا يحذرون منه - بدايةً - حتى يناصحوه ، ويكرروا عليه النصيحة ،وإن هذه المناصحة لهي من معاني نصرة الظالم المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم : (انصر أخاك ظالما أو مظلوماً) وقوله صلى الله عليه وسلم :(الدين النصيحة) فإذا رأوا منه إعراضاً ، ومكابرةً ، حذروا منه ، وقد لا تحصل المفاصلة ، فإنه قد يستجيب ويقبل النصيحة ، وهذا أمر سار عليه أهل العلم – قاطبةً – إلا في مسائلَ يسيرة لها وضعها الخاص.أهـ
    قلت : وهذا هو الذي فعله الناصح الأمين مع ابن مرعي الخبيث ، فقد ناصحه مدّة قبل التحذير منه ، ناصحه مباشرة بينه وبينه ، وأرسل إليه من ينصحه ، وكتب إليه النصائح ، واجتمع معه بالمشايخ ، لكنّ ابن مرعي استكبر عن قبول النصيحة ، ولم يلتزم بما وقّع عليه بيمينه ، بل استمّر في شرخ الدعوة وشقّ صفّها ، وتفريق جمعها والإضرار بأهلها ، فاستلزم هذا التحذير العلني منه ، أمّا المفاصلة والهجر: فابن مرعي هو من بدأ بهما ، وقد اعتدنا من أتباعه أنّهم يهجرون أهل السنّة ويوالون أهل البدع ، ثمّ يتظلمون عند المشايخ !! وهذه ليست طريقة أهل السنّة .
    ثمّ إني ألزم هذا الخبيث بكلامه هذا ، فإذا كان الناصح الأمين قد أخطأ في هذه المسألة ، فهلاّ ناصحتموه قبل أن تشهروا به في الأنترنت؟!!!!!

    ثمّ قال ـ وبئس القول قوله ـ : وأكثرنا يعرف مدى الصبر الذي صبره شيخنا ربيع الخير على أبي الحسن المأربي –هداه الله – فقد بقي معه بضع سنين يناصحه سراً ، فبعد نزول أبي الحسن عند إخواننا العدنيين في شهر شوال 1416 تكلم أبو الحسن وقتها عن دخول (الإخوان المسلمين) في أهل السنة ، وفي موسم الحج من ذلك العام ناقشه شيخنا في بيت ولده محمد - في مكة - بحضرة بعض طلاب العلم ، وبقي يناصحه – سراً - إلى أن رأى هو وغيره أن الرجل مكابر فحذروا منه وكان ذلك قرابة عام 1424 فهذه ثمان سنوات !!
    ومثله عدنان عرعور ، وعبد الرحمن عبد الخالق ، والحداد ، و المغراوي ،ومن جرى مجراهم .
    وما أكثر ما نسمع المشايخ - بعد انتهاء الفتن –يقولون : لنا مدة طويلة ونحن نناصح فلاناً.أهـ
    فأقول : نعم . . والناصح الأمين أيضا قد نصح ابن مرعي قبل التكلّم فيه ، لكنّ بقاء العلامة ربيع المدخلي مع أبي الحسن ثمانية أعوام ، لا يدلّ على تحديد مدّة النصح بهذه المدّة ، بل كلّ منصوح بقدر ما يرجى من استجابته .

    وبهذا أكون ـ والحمد لله ـ قد انتهيت من الرد على هذا الخبيث في تلاعبه بقواعد الجرح والتعديل ، و صلى الله على نبيّه محمد وسلم.

    كتبه : ياسر بن مسعود الجيجلي
    -أعانه الله-


  • #2
    [quote=ياسر بن مسعود الجيجلي;14484]
    غَارَةُ المَقَالات عَلَى أَهْل الجَهَالات (1)
    (تَلاَعُبُ الحزْب الدَّخيل بقواعد الجَرْح وَالتَّعْديل)

    بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على نبييه الأمين وبعد:
    فإن سنّة الله في خلقه جارية بأن يبتلي علماء أهل السنة العاملين ، بطوائف من أهل البدع الحاقدين ، الذين يتفنون في إلحاق الأذى بهم ، وتنفير الناس عنهم ، تارة بالكذب المحض ، تارة بالزيادة على محل الصدق ، وتارة بتعظيم الأخطاء الصغيرة المغتفرة ، وتصويرها في صورة الموبقات العظيمة التي لا تغتفر ، قال الشيخ العلامة محمد بن صالح ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ : "أذيّة الداعين إلى الخير من طبيعة البشر" (شرح ثلاثة الأصول) فهذا أمر طبيعي في البشر ، أنهم يؤذون من أتاهم ليدعوهم إلى الخير وينهاهم عن الشرّ ، ولهذا أوذي الأنبياء في الله أشد الأذى ، وأوذي ورثة الأنبياء في الله أشد الأذى و "أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل" حتى قال ابن الوزير ـ رحمه الله ـ :
    ما سلم الله من خلقه *** ولا نبي الهدى فكيف أنا
    فإذا كان الله تعالى قد دُعي له الولد والصاحبة ، وأوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذب عليه وآذاه أقرب الناس إليه من بني هاشم ، وأوذي بعده ورثته من علماء أهل السنّة السلفيين ومنهم من قتل ، ومنهم من اتهم في عرضه وشرفه ، فكيف لا يؤذى اليوم شيخنا الناصح الأمين يحيى بن على الحجوري ـ حفظه الله تعالى ـ ؟؟!!
    فوالله لقد ناله من الأذى الكثير الكثير ، والذي لا يصبر عليه إلا القليل ، فهذا يقوم إليه في درسه فيقول له "يا كلب" فيصبر ولا ينتصر ، وهذا تلميذه يمر به فلا يسلم عليه ، وذاك يسلم عليه الشيخ فلا يرد ، وآخر يكذب عليه وعلى داره ويفتري ، وآخر يحرش بينه وبين إخوانه العلماء السلفيين ، وآخر يدعو عليه بالهلاك ، وآخر ينفر عن تلاميذه ويفتري عليهم الكذب ، وآخر يتهم علمه بالقصور ويصفه بالجهل والغرور ، وآخر يتكلف تحريف أقواله لتوافق أقوال أهل الضلال ، وهلمّ جرا من أصناف الأذى والظلم الذي لحق هذا الشيخ الجليل ، من بعض تلاميذه و من غيرهم ، فصبرا يا شيخ صبرا.
    لكن سنّة الله القائمة في خلقه أنّه "إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط" وقد مضت سنّة الله في الأولين ، أن هؤلاء الأبرار المبتلين ، إن صبروا واحتسبوا كانت لهم الرفعة في الدنيا والآخرة ، وتحول ذم الناس لهم مدحا ، ومات شانؤوهم بغيضهم ولم ينالوا خيرا ، و ما زاد الأذى عالما إلا رفعة إن صبر ، لا زاد مؤذيه إلا ذلّة وإن ظفر ، فهذه سنّة ماضية "ولن تجد لسنّة الله تبديلا" ومحط الابتلاء ، ومحك الامتحان عند العالم ، في الصبر على ما هو عليه من الحق ، وألا يبدّل تبديلا ، وألا يحمله ظلم الجهال له على ظلمه لهم ، فليس ظلم الجاهل للعالم كظلم العالم للجاهل.
    ومن منّة الله عز وجل على أهل العلم السلفيين ، أنه يقيض لهم أسباب الصبر على البلاء تفضلا منه ومنّةً ، ويقيض لهم من يدافع عنهم من أهل السنّة ، لذلك أخذت على نفسي أمام ربي ، أن أدافع عن هذا العلم الحبر العالم ، بكل ما أملك من حجة وبيان ، إلى أن يُظهر الله الحق ويُخْمد الباطل ، وأسأل الله أن يوفيني أجر هذا كاملا غير منقوص ، و من أجل ذلك قررت أن أكتب سلسلة بعنوان "غارة المقالات على أهل الجهالات" أتعرض فيها بإذن الله إلى أتباع ابن مرعي ، أصحاب شبكة الوحلين الحزبية ، فأسأل الله أن يعينني على هذا .

    جزاك الله خيرا يا أبا العباس ياسر الجيجلي ووفقك وبارك فيك ردود تحرق الحزب الحقود.

    تعليق


    • #3
      جزى الله أخانا ياسرا خيرا وذبّ عن وجهه النار ورفع قدره

      فعلاً مجهود طيب وردود علمية دامغة

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا أخانا ياسرا ولا بارك الله في كتاب منتديات الحمقى والجهله والمتبرقعين (الوحيين)
        والله ثم والله إن ما ينشرونه على شيخنا من الاكاذيب والبهتان والاراجيف إن لم يتوبوا إلى الله فعاقبته عليهم شديده وخسارتهم كبيره سواء كانوا رجالا أو نساء , رافضة كانوا أو صوفيه أو ماسونيه أو أتباع أبي العفن أو البكري أو العدني فليحذروا مصادمة أهل السنة

        تعليق


        • #5
          لقد كنتُ بالانتظار منذُ أشرتَ إليها (غارة المقالات على أهل الجهالات ) على أذناب الحزبية هؤلاء :
          يسرَ الله لك يا أخي ياسر وأعانك على إعلاء الحق وفضح مكر الماكرين لقد وفيتَ و كَفيت و أتحفتهم بالأدلة ولكن صاحب الهوى لا يكفيهِ ألفُ دليل و أقول لأبي المديني هذا هنيئاً لك أيها المسكين، ولقد كتب فيك أخي ياسر وبين جهالاتك وضلالاتك فاعتبر وارجع إلى رشدك ولن يفيدك ابن مرعي الحزبي .
          أينَ هم من كتابة الردود ما يكتبونه أولئك الجاهلون هناك من جهل و غيبة وتلبيس و شُبهات لا يسمى بردود إنما وقيعة في أهل العلم (إذا كان طالب العلم قبل أن يتعلم مسألة في الدين يتعلم الوقيعة في الناس فمتى يفلح ؟ )
          وفقك الله يا أخي ياسر
          التعديل الأخير تم بواسطة إبراهيم البوسيفي; الساعة 05-10-2009, 07:20 PM.

          تعليق


          • #6
            جزاك الله خيرًا
            فقد ألقمت هذا الكذاب الأشر حجرًا ثقيلًا أصاب مقاتله
            ونقول له : فدع عنك الكتابة لست منها ...ولو مرغت وجهك بالمداد
            ونقول له أيضًا: سوف ترى إذا انجلى الغبار ...أفرس تحتك أم حمار
            وستتضح الأمور اليوم أو غد أو بعد غد إن شاء الله والحمد لله .
            والحق منصور وممتحن فلا ... تجزع فهذي سنة الرحمن
            فالقوم يا إخوان قوم أصحاب هوى وكذب وزور نسأل الله العافية .
            ولي عودة إن شاء الله مع بعض التعليقات دونتها خلال قراءتي لهذا المقال الطيب .

            تعليق


            • #7
              جزاكَ الله خيراً لأنك دافعت عن الشيخ يحي؛
              التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى; الساعة 06-10-2009, 01:36 PM.

              تعليق


              • #8
                فهذه بعض الأمور كتبتها على عجالة أسأل الله أن ينفع بها :

                -تعريف الحزبية والرد على فرية أن أهل السنة لا يعلمون الحزبية من هنا فمن لم يكن يعرفها فليعرفها .

                -فرية إقرار الشيخ يحيى لمبالغات الشعراء التي قد تصدر من بعضهم أحيانًا ,الحمد لله فقد رد أخي ياسر وفقه الله هذه الفرية .وقد روج لهذه الفرية أتباع الحزب العدني وطاروا بها فرحًا ولكن خيب الله آمالهم فهذين المقطعين للشيخ يحيى يبينان الحق في هذه المسألة وكيف أن الشيخ ينكر هذا الأمر وينهاهم عنه ,والحمد لله .

                - فرية أن الشيخ العبيكان يحذر من دماج والناصح الأمين , فمن موقعه تجد:أقسام الفتاوى >> المنهج >> دارالحديث بدماج :السؤال : السلام عليكم عندنا بعض الشباب يتناقلون عن فضيلتكم أنكم تحذرون من دار الحديث دماج وتحذرون من القائمين عليها فهل صحيح هذا الكلام جزاكم الله خيراً

                الإجابة :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ليس هذا بصحيح ولم يسبق أن حذرت من هذه الدار

                فالحمد لله خاب سعي البرمكيين خذلهم الله .



                -أضع هذا الكلام للشيخ ربيع لكي يعلم المتمسحون به أنه بريء مما يقولونه ثم من العجيب أنهم يفترون عليه ويقولون هو يثني على كتابات المغمور البرمكي !!!وليتهم يأتون بدليل وإلا فهم أدعياء مفترون على المشايخ وهذا ليس بجديد عليهم .

                فكيف بمن يقول هذا الكلام الآتي ذكره, يكون منه الثناء على من يناقض كلامه تمامًا !!!؟

                قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى:أنا لا أوافق الشيخ عبيد في تحذيره من دماج أبداً،ولو كنت أعلم أن هذا في سحاب لقلت للإخوة يحذفوه ، وما كل ما في سحاب أطلعُ عليه

                .............................................

                ( كان هذا: ليلة الأربعاء 3 جمادى الآخر1430 هـ )

                .............................................

                أخبرني الأخ الفاضل أبوهمام الصومعي البيضاني بذلك، فقال: دخلت على الشيخ ربيع وأخبرته بموضوع الشيخ عبيدوتحذيره من الدراسة في دار الحديث بدماج، وأنه منشور في سحاب فأجاب الشيخ ربيع حفظه الله بما سبق.

                كتبه الأخ مهدي الشبوي حفظه الله وهو ثقة عدل ذكره الشيخ يحيى في كتابه الطبقات .




                -فرية أن كلام عبيد في الناصح الأمين ، وأنه مفسر وتفسيره (سفيه ، سليط اللسان)!فهذه فرية هزيلة جدًا :
                والرد على هذه الفرية من خلال هذه الرسالة التي أُفحموا بها فقد أجاد فيها مؤلفها وفقه الله :
                البيان المفيد لبعض ما أصّله ونقضه عمليًّا شيخنا عبيد ..للأخ أبي عبد الله محمد باجمّال

                -بالنسبة للوصابي والذي تسمونه فضيلة الشيخ وتشيدون به لأنه وافق باطلكم فهو كذاب ثبت عليه الكذب في أكثر من أمر وهو مفتون كما قال الناصح الأمين ويجيد قول لا أذكر فمما أذكره الآن عليه ثلاث كذبات كالشمس وربما يوجد غيرها :الأولى بخصوص الدويش وشهد عليه الشيخ الصلوي , الثانية بخصوص الشيخ ربيع أنه قال نزلوا يحيى من على الكرسي وقد كذب هذه الفرية العلامة ربيع بنفسه , الثالثة قوله للناصح الأمين أنا والمشايخ ضدك !وقد كذب هذه الفرية المشايخ نفسهم وأما قوله لا أذكر فهذا حدث عنه ولا حرج فمن ذلك حين اتهم الشيخ حسنًا الريمي بالجاسوسية فذهب إليه الشيخ ليتأكد فقال لا أذكر ........وغير ذلك وليس غرضي أن أستقصي كل ما ثبت عليه ولكن تم المقصود والحمد لله .فهذه بعض كذبات الرجل لتُعرف, وأما تفصيل هذا فبما كتبه الإخوة العدول من الملازم وبالتوثيق .فهو كذاب ثبت لدينا كذبه بالأدلة ناهيك عن تأصيلاته وشطحاته ومخالفته لبعض الأصول ,فهو ليس ثقة أصلًا بل هو مجروح ,هداه الله .فهذه من إحدى كذبات الحزب الجديد الكثيرة.
                وللفائدة انظر رسالة :( إحياء الوصابي لتأصيلات المأربي والمغراوي والعرعور ).

                -فرية اطلاع العلماء على الجرح المفسر ورده بعد ثبوته ....وهي فرية هزيلة يلجأ إليها أهل الأهواء لينسفوا جهود
                المنافحين عن السنة :أولًا : نقول أثبت العرش ثم انقش : فأهل الدار أدرى بما يحصل فيها
                ثم من يستطيع أن يجزم أن المشايخ قرؤوا البيان الموضح لحزبية العدني ثم ردوه , وإذا سلمنا لكم بهذا فنقول ليس هذا بحجة حتى وإن حصل لأن الجرح مفسر وقد قبله الآلاف بما فيهم مشايخ وطلبة علم فلا يهمنا بعد هذا رفضه من رفضه ثم لا تنسوا تلبيسات أتباع الحزب الجديد فيذهبون ويتظلمون لدى المشايخ كما فعلوا مع عبيد وأوغروا صدره حتى صدر منه ذلك الفجور .........., ثم هناك من المشايخ من قد يطلع على الجرح ولا يجرح لأسباب . والمهم أن الحجة والحق أكبر من الجميع ولا عبرة بسكوت المشايخ أمام الحق والجرح المفسر .فالحجة تسكت الألوف كما قال الشيخ ربيع حفظه الله .
                من رسالة :الدلائل القطعية على انحراف ابني مرعي وشلتهم الأشعبية .للأخ أبي عبدالله محمد بن عبدالله باجمال:
                ......ومعلوم عند أهل السنة أن أول من تصدى لفالح الحربي وأبان مجازفاته هو شيخنا الناصح الأمين يحيى الحجوري
                حفظه الله تعالى، وقال شيخنا العلامة ربيع حفظه الله لشيخنا يحيى: لا تتكلم في فالح فإنه أخوك وهو محب للسنة.ثم كان
                ماذا؟!........وأما الجواب عن أن المشايخ اطلعوا على جرح الشيخ يحيى المفسر فلم يقبلوه هو: أن المشايخ قد
                سمعوا من أبي الحسن كما في أشرطة المناقشة أواخر شعبان سنة 1422هـ تقرير قاعدة: المجمل يحمل على المفصل،
                وأيضًا طعوناته في الشيخ مقبل والشيخ ربيع، وتحقيره من جهود الدعاة السلفيين، ودفاعه عن الحزبيين وووو إلى آخره، فماذا كان؟ هل تكلموا فيه وحذروا منه وبدعوه؟ الجواب لا؛ كما هو معلوم ومقطوع به عند المطلع على أحداثها، فمنهم من قال: هو عالم إمام، والأخطاء الصادرة منه تصدر من أي عالم! فتمسك بهذا من هو اليوم حسني جلد.ومنهم: من أخرج أوراقًا لا تزال محفوظة إلى يومنا هذا.ومنهم: من لم يقبل الجرح فيه بما ذكر.ثم كان ماذا؟ كان التبديع بها! بالمجمل يحمل على المفصل، وبطعونه في العلماء السلفيين، وبكونه مدافعًا محاميًا عن الحزبيين ونحو ذلك!!!! ومثله في قضية فالح وقضية البكري.ثم أنت قد علمت قول الشيخ الإمام: نحن لا نخطئ الشيخ يحيى جملة ولا تفصيلًا. فإذًا لا حاجة لنا في التخبط والاضطراب والحيرة بحجة أننا مع العلماء، ثم يأتي كلام المشايخ فيه بعد أن آل الأمر إلى الارتماء في أحضان الحزبيين وأصحاب الفتن والشغب، والله المستعان.........الخ .نقلته من رسالة :
                الدلائل القطعية على انحراف ابني مرعي وشلتهم الأشعبية .للأخ أبي عبدالله محمد بن عبدالله باجمال.

                -أما فرية أغراض شخصية فهذه قشة يتعلق بها أتباع الحزب الجديد وقد أُفحموا بهذا الرد :
                فتنة عبد الرحمن العدني أغراض شخصية أم حقائق واقعية ,كتبه الأخ أبو زيد معافى بن علي المغلافي ,
                قرأها وأذن بنشرها فضيلة شيخنا الكريم الناصح الأمين العلامة يحيى الحجوري .

                -وأما فرية عدم مخالفة الحزب الجديد لأصل وعدم وجود جرح مفسر فهذه فرية كبيرة جدًا :
                فمن رسالة الأخ سعيد بن دعاس "البرهان المنقول لماخالفه العدني وحزبه من الأصول " طالعها وأذن بنشرها الناصح الأمين :(متى يحكم على الرجل بالبدعة):يحكم على الرجل بالبدعة , إذا خالف أصلاً من أصول الدين, أو أغرق في

                الجزئيات, فقد حقق ذلك الإمام الشاطبي في "الإعتصام", فكفى وشفى, فإنه قال (2/200) ط دار المعرفة:
                الفِرِقُ إنما تصير فِرقاً بخلافها للفرقة الناجية في معنىً كلي في الدين, وقاعدة من قواعد الشريعة, لا في جزئي من
                الجزئيات, ويجري مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات, فإن المبتدع إذا أكثر من إنشاء الفروع المخترعة, عاد ذلك
                على كثير من الشريعة بالمعارضة, كما تصير القاعدة الكلية معارضة –أيضاً-.اهـ وخلاصته: إن الإنسان يكون مبتدعاً
                مخالفاً للفرقة الناجية بمخالفة قاعدة وأصل كلي من أصول الشريعة, أو بالإكثار من المخالفة في الجزئيات لإفضاءها إلى
                معارضة الشريعة........قد رأيت فيما ذكره الشاطبي أن الموجب لمئال الرجل ومصيره إلى فرق الضلال المخالفة
                للفرقة الناجية, مخالفة قاعدة أو أصل كلي, أو الإغراق في المخالفة في الجزئيات, والمقصود أنه لم يذكر اشتراط
                المخالفة لأصول متعددة , حتى لا يكفي مخالفة الأصل الواحد, بل بيَّن أنه يكفي مخالفة ولو أصل واحد.
                وقد ذكر العلامة الفوزان في الأجوبة المفيدة (ص/35) أن من خالف الفرقة الناجية في مسألة الولاء والبراء أو السمع

                والطاعة لولاة الأمور, يخرج منها وإن وافق في باقي مسائل العقيدة, ويكون عليه في ذلك خطر عظيم, ويدخل في وعيد
                <كلهم في النار>, وإن كانت مخالفة في مسألة واحة في العقيدة.
                وبهذا يتبين خطأ المطالبة ببيان مخالفة عبد الرحمن العدني لأصول, المشعر بمنطوقه اشتراط تعدد المخالفة, على أن الواقع أن العدني خالف أصولاً, ولم يقتصر بالمخالفة على أصل واحد, كما يأتي بيانه –إن شاء الله-.
                ومما يدل على كفاية المخالفة لأصل واحد ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله: <إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها, يهوى بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب>. رواه البخاري عن أبي هريرة رقم (6477),

                ومسلم رقم (7407), وقوله تعالى: {ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم}.......... (ذكر
                الأصول التي خالفها العدني).وأما الأصول التي خالفها عبد الرحمن العدني, فاقتضت الحكم عليه بالحزبية والابتداع, وهي المقصود بالذكر, وبيتُ القصيد بالفكر, ومحزُّ النزاع, ومناط تهافت الخلاف والصراع, ومادةُ الاتفاق والاجتماع, وإنما قدَّمتُ قبله ذكر مقدمات تُعين ُعلى الوصول إلى إدراك ما خالفه العدني من الأصول التي اعتمد عليها شيخنا العلامة النَّقَّاد –أيده الله- في الحكم عليه بالحزبية والابتداع, والمقصود ذكر ما يكفي لإثبات المقصود, وإقناع من أصابته غفلة الصالحين, وكَسْرَ من يتسلَّلُ لواذاً, ويجعل من نفسه ساقطةً لكل لاقطة, بلا تحقيق ولا نظر.
                وقد ذكرت في هذه الأوراق ثلاثة أصول خالفها العدني وحزبه الحقير, واخترقوا حدودها, مع أن واحداً منها

                كافٍ......(الأصل الأول: مخالفة أصل الاجتماع والاتفاق):......(بيان أن الاجتماع أصل من أصول
                أهل السنة, وأن الفرقة مخالفة لهذا الأصل)..........(حقيقة مسلمة).والحقيقة: أن الحقائق المنقولة عن
                العدني وحزبه الماكر, تبلغ مبلغ التواتر المعنوي, لكثرتها وتعددها, وانتهاءها إلى المشاهدة والسماع, لا سيما وأن
                ناقليها أهل سنة عدول, وعالم رباني ناصح أمين, وطلاب علم عدول, فإذا قبح في الشرع رد ما ثبت عن طريق العدل
                الصادق الواحد, كان, فأعظم قبحاً وفساداً منه ردُّ وإغفال ما بلغ التواتر......الأصل الثاني: (الولاء والبراء
                الضيق)......(الإشارة إلى الحقائق المثبتة للولاء والبراء الضيق عند العدني وحزبه الماكر)........(
                الأصل الثالث: نصرة الحق وأهله, وعدم محاربتهم والصد عنهم وعن العلم والخير والهدى, والطعن فيهم, ورميهم
                بالأوابد والأباطيل من غير باطل ولا انحراف ولا ابتداع ظهر منهم)........
                اعلم –وفقك الله- أنه لا يمكن البتة أن يجدَّ جادٌّ في المحاربة والصد والطعن فيمن هم وإياه على عقيدة واحدة, وطريق

                ودعوة وسبيل واحدة, وإنما يحصل هذا حين تختلف الطرائق والمذاهب والمناهج والآراء المقتضية لذلك, فإذا رأيت من
                جرَّد لسانه في الطعن في أهل السنة ودعاة الحق والعقيدة السلفية, والطريق الأثري من غير أن يكونوا قد بدَّلوا وغيَّروا,
                وأحدثوا شيئاً في دين الله الحق, فذلك دليل انحرافه وزيغه وضلاله, كما أثبت ذلك الواقع, لأن نهاية كل محارب لأهل
                الحق, وطاعن فيهم, وصادٍّ عنهم ذلك, لأنه إنما يحارب ويطعن الحق الذي هم عليه لعدم قناعته به في الواقع, كما سبق
                تقرير ذلك من كلام الشاطبي,والسمعاني, وغيرهما من أهل العلم. ..........(بيان سعي العدني وحزبه في
                الطعن في أهل الحق, والصد عنهم ورميهم بالفواقر التي هم منها براءٌ).........(حقيقة الأصول التي خالفها
                العدني وحزبه الفاسق)...............(الواجب سلوكه تجاه من ثبتت مخالفته لأصل سلفي, أو أصول
                بعد النصح والبيان له, كالعدني وحزبه المنحرف –إن كان مما يتوقف على ذلك, ثم أصرَّ ولجَّ في
                مخالفته-).......(والتحقيق):
                أن الحزبية معنى كُلِّي, هو الولاء والبراء الضيق, والسعي بالفرقة والتحزب, ومضادة الحق وأهله, بأي فكرة, أو

                رأي, أو نهج, فتختلف أسبابه, وتتفق أثاره وثماره, وهذا ما أشار إليه شيخنا الوادعي –بل الله بالمغفرة ثراه-
                بقوله فيها: هي فكرة يتبناها الشخص, ويدعوا إليها, ويفرق المسلمين.اهـ
                فمن أتى بفكرة أو أفكار –أياً كانت- على وجه التدين, فأثمرت عنده ذلك, كان حزبياً, شاء أم أبى, تصور ذلك أم

                لم يتصوره, اعترف بذلك أو لم يعترف به, فليس ذلك شرطاً في تعلق الحكم به, ولو ظُنَّ ذلك لما حكم على مبتدع
                ببدعة, ولا على حزبي بحزبية يوماً من الدهر, إذ كل واحد منهم لا يعترف بأنه مبتدع حزبي, ويرى صحة بدعته وفكره
                ورأيه, فهذا الظن عائد على جهود أهل الحق من زمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم , إلى يومنا بالإهدار, فذو
                الخويصرة التميمي, والخوراج, والقدرية, والجهمية, والمرجئة, والمعتزلة, والأشاعرة, وسائر أهل البدع,
                لا يرون فساد مذاهبهم, ولا يعتقدون ابتداعهم, ولهذا كانت البدعة أحب إلى إبليس من المعصية, كما قاله سفيان الثوري,
                والبدعة شر من المعصية بالإجماع, كما نقله شيخ الإسلام, قال: لأن صاحب المعصية يتوب, وصاحب البدعة لا
                يتوب لاعتقاده أنه على الحق............الخ . أنصح بمراجعة هذه الرسالة المفيدة جدًا .
                وكذلك الرسالة المهمة الأخرى وهي :السلفي المتبصر في فتنة ابني مرعي وموقفه منها / بقلم : أبي العباس أنور الرفاعي .[موجودة في توقيعي ] وأنصح بقراءتها .
                -----------------------
                هذه بعض الأمور ذكرتها على عجالة من أمري ,
                لأن التلبيس والكذب كثير جدًا عند الحزبيين , نسأل الله العافية .
                فينبغي أن يبين ذلك كي لا يغتر به المسلمين .
                والحمد لله رب العالمين .


                ---------
                وهناك بعض النقاط الأخرى ربما أعود وأضعها في وقت آخر إن يسر الله لي ذلك
                التعديل الأخير تم بواسطة أبو بكر بهاء الدين بن عبد الرزاق; الساعة 06-10-2009, 02:01 PM.

                تعليق


                • #9
                  أهل الأهواء وأهل الزيغ هم الذين يتبعون المتشابهات

                  ومن علامة أهل البدع أهل الزيغ أنهم مايسلكون مسالك أهل السنة في بناء دينهم على الأيات المحكمة ورد المتشابهات الى المحكمات

                  وإنما يتعلقون بما يوافق هواهم ليستطيعوا أن يروجو به لدعواهم الفاسدة وبدعهم الضالة كما يفعل الخوارج والروافض


                  جزاك الله خيراً أخانا ياسر وبارك الله فيك

                  التعديل الأخير تم بواسطة أبو المندر البوسيفي أحمد; الساعة 08-10-2009, 04:26 PM.

                  تعليق


                  • #10
                    يرفع ككلمة شكر

                    تعليق

                    يعمل...
                    X