(من عجائب المقلدين والمتوقفين في الحزبية الجديدة) شُبَه وتأصيلات فاسدة، فنّدها شيخنا الناصح الأمين

[أبو إبراهيم علي مثنى]

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه الأسئلة قُدِّمت لشيخنا أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري من الإخوة في الضالع

حول (محمد بن علي الطَفوي الضالعي)

وفيها ذكر لنموذج من دعاة التوقّف (تقليداً لبعضهم) في قضية حزبية العدني

نسأل الله أن ينفع بها ويجزي شيخنا خيرا على نصحه وبيانه

حمّل واستمع من هنا

[إبراهيم البوسيفي]

بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك
(((من دعا إلى التوقف في هذه الفتنة فهوا مخطئ
أو إلى الإندماج مع الحزب الجديد وتمييع القضية كأن لم يكن شيء فإن هذا الفعل منه غير سديد.
باركَ الله فيك يا شيخ يحي و سدد قولك و زادك علماً على علم .
حِكَمْ سَدِيدة جاءت في وقتها للذين يتوقفون في الفتنة ويتعذرون و يعتقدون أنهم يعتزلون الفتنة ، ليسَ في مثل هذه الفتن بل ذالك في الفتن المدلهمة التي لا يُعرف الحقِ مِنها مِنَ الباطل يجب عليهم التوقف فيها ، فلقد حضروني في منتديات دعوة الحق السلفية لأني حاولت أن أقول لهم ذالك وجاوبت أحدهم يسأل عن العدني المفتون ، تركوا الناس وطلبة العلم عندهم في جهل لا بل و يعترضون عن الردود أظهروا أظهروا الحق ولا تكتموه ، هداهم الله.

[أبو إبراهيم علي مثنى]

يُرفع بياناً لمهازل المتوقّفين

[إبراهيم البوسيفي]

المبحث الأول: الأدلة على تحريم التقليد :
وردت آيات كثيرة في ذم التقليد منها :
قوله تعالى : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ).
وقوله تعالى : ( وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) فمنعهم الاقتداء بآبائهم من قبول الاهتداء .
وقال تعالى ( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب ، وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا كذلك يريهم الله أعملهم حسرات عليهم ).
وقال تعالى ( ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ، قالوا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ).
وقال تعالى ( إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ).
وقال تعالى ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ).
وقال تعالى ( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون ).
والآيات في ذم التقليد في القرآن كثيرة .
قال ابن عبد البر رحمه الله في جامع بيان العلم وفضله [ 2/ 110 ] : "وقد احتج العلماء بهذه الآيات في إبطال التقليد ولم يمنعهم كفر أولئك من الاحتجاج بها لأن التشبيه لم يقع من جهة كفر أحدهما وإيمان الآخر وإنما وقع التشبيه بين التقليدين بغير حجة للمقلد".
ومن الأحاديث في الباب ما جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسألوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) لفظ البخاري.
قلت : ومن هذه الأدلة فقه السلف حرمة التقليد فمما أثر عنهم في ذلك قولهم :
"إذا صح الحديث فهو مذهبي "، وانظر إن شئت مقدمة صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم للعلامة الألباني رحمة الله صفحة 46 فما بعدها

ولقد أحسن من قال :
وقول أعلام الهدى لا ***بقولنا بدون نص يقبل
يعمل ***وذاك في القديم والحديث
فيه دليل الأخذ بالحديث***لا ينبغي لمن لـه إسلام
قال أبو حنيفة الإمام•***على الكتاب والحديث
أخذا بأقوالي حتى تعرضا***المرتضى
ومالك إمام دار الهجرة***قال وقد أشار نحو الحجرة
كل كلام منه ذو قبول***ومنه مردود سوى الرسول
والشافعي قال إن رأيتم***قولي مخالفا لما رويتم
من الحديث فاضربوا ***بقولي المخالف الأخبار
الجدار ***ما قلته بل أصل ذلك اطلبوا
وأحمد قال لهم لا تكتبوا***واعمل بها فإن فيها منفعة
فاسمع مقالات الهداة ***والمنصفون يكتفون بالنبي
الأربعة ***لقمعها لكل ذي تعصب

• انظر كتاب نشر الصحيفة في الصحيح من أقوال أئمة الجرح والتعديل في أبي حنيفة للشيخ مقبل رحمه الله

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصا يدعو إلى طريقته ويوالي ويعادي عليها غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا ينصب لهم كلاما يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وما اجتمعت عليه الأمة بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصا أو كلاما يفرقون به بين الأمة يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون" . مجموع
الفتاوى [ 20 / 164]
وقال الإمام الشاطبي رحمه الله : " إن تحكيم الرجال من غير التفات إلى كونهم وسائل للحكم الشرعي المطلوب شرعا ضلال وما توفيقي إلا بالله وإن الحجة القاطعة والحاكم الأعلى هو الشرع لا غيره "
الاعتصام [ 2/ 872]
قلت : وهكذا النصوص والآثار المنقولة عن سلفنا تحرم التقليد وليس المقصود سرد ذلك فإنها معلومة بحمد الله تعالى لدى أصغر طلاب العلم فضلا عن العلماء ولكن المقصود هو تبرئة ساحة من رماهم أبو الحسن المصري بالتقليد زورا وبهتانا حتى يعلم هو ومقلدوه أن أولئك بحمد الله يعلمون هذه النصوص ويعملون بها وفق منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم ولا يخلطون بين التقليد المحرم والاتباع الصادق وعليه فإننا سنتحدث بمشيئة الله في المبحث الثاني عن معنى التقليد والاتباع والفرق بينهما حتى يتضح الأمر ويتجلى أكثر فأكثر .
* * *
من رسالة كتبها / الشيخ أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي السلفي

[إبراهيم البوسيفي]

و من كتاب تحفة المجيب لشيخ مقبل تحت عنوان ( أسئلة البريطانيين من مدينة بارمنغهام عن جمعية إحياء التراث وحزب التحرير227 ) :
السؤال157: متى يجوز التقليد للعامة خاصة وإن كان الشخص أعجميًا ليس لديه علم؟
الجواب: التقليد حرام، لا يجوز لمسلم أن يقلد في دين الله؛ فرب العزة يقول في كتابه الكريم: {اتّبعوا ما أنزل إليكم من ربّكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكّرون243}، ويقول: {ولا تقف ما ليس لك به علم إنّ السّمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسئولاً244}، ويقول: {وإذا قيل لهم اتّبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتّبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئًا ولا يهتدون245}، ويقول قائل المشركين: {إنّا وجدنا آباءنا على أمّة وإنّا على آثارهم مقتدون246}.
والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في كتابه "مسائل الجاهلية" عدّ التقليد أصلاً من أصول الكفر، فواجب علينا أن نربط المسلمين بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فإن قال قائل: العامي لا يفهم؟ أقول له: هل كلّ شيء كلّفه الله سبحانه وتعالى؟ فإن كان من أصحاب البيع والشراء، فيجب عليه أن يتعلم أحكام البيع والشراء، وهكذا الجهاد يتعلم كيف ومن يجاهد. فأنت تعلمه بقول الله وقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن لم يفهم قلت له: أنا سأتحرى في فعلي هذا قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأنا لست بحجة فيجب عليك أن تطالبني بالدليل فالحجة كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وجزى الله شباب أهل المدينة خيرًا فقد كانوا يوزعون العوام عليهم، فكل واحد يحج بمجموعة ويتحرى أن يخبرهم بأعمال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فالتقليد لا يجوز، والذين يبيحون تقليد العامي للعالم نقول لهم: أين الدليل؟، ثم هل العامة أكثر أم العلماء؟ بل العامة أكثر. فإذا لم نربطهم بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد يأتي النصراني ويشككهم في دينهم أو البعثي أو الرافضي أو الشيوعي، فقد خرج أقوام يجالدون بسيوفهم مع المختار بن أبي عبيد الثقفي الذي ادعى النبوة، وخرج أقوام يجالدون بسيوفهم مع الخوارج الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنّهم كلاب أهل النّار))، ((يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة))، وخرجت أمم بمدافعها ورشاشاتها تقاتل مع الاشتراكيين، وخرجت أمم تقاتل مع البعثيين؛ وما خسرنا مجتمعاتنا الإسلامية إلا بسبب التقليد. فعلينا أن نربط الناس بكتاب الله وبسنة رسوله الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يقول الله تعالى: {اتّبعوا ما أنزل إليكم من ربّكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكّرون247}.
والأخوة المسلمون الأعاجم معرضون للتلبيس، لأنّهم لا يفهمون كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومن ثم لبّس الخميني لا رحمه الله على كثير من الناس، حتى أصبح الإخوان المسلمون يقولون: الإمام الخميني، ويقولون: علينا أن نفعل مثل الإمام الخميني. فلما عرف الناس وصاروا ينتقدونهم، قالوا: رافضي. فانظر إلى تلونهم، فما أسرع ما يتلون الإخوان المسلمون وما أسرع تقلّبهم.
وهكذا أحمد القادياني لبس على كثير من الهنود والباكستانيين وقاموا معه واتبعه أمة، وكذلك أحمد التيجاني الصوفي الخبيث قاموا معه.
والصوفية عندنا في اليمن الأسفل وفي حضرموت، والشيعة في شمال اليمن، كم من مغفّل يتخذونه كالكرة ويقوم يدافع مع الشيعة ((أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق وهوى))، ويقول: بأننا مع أهل البيت ومع الفرقة الناجية، وهذا المسكين عنده الفرقة الناجية من العمشية248 إلى ضحيان، وبقية أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في النار249.
فهذا هوس ويصدقه بعض أبناء القبائل وبعض كبار السن من أبناء القبائل على أنه قد رجع قوم كثير بحمد الله، وقد أصبح الشيعي هاهنا منبوذًا حتى قال بعض الشيعة لبعض مشايخ القبائل: إن كنتم لا تريدوننا فعاملونا معاملة اليهود فلماذا تقدّرون اليهود ولا تقدّروننا، فبحمد الله التلبيس قد انقضى وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد انتشرت والفضل في هذا لله سبحانه وتعالى.
أما التقليد في الأمور الدنيوية فلا بأس بذلك.
وبقي حرمة تقليد الكفار في عاداتهم وهذا يستدعي وقتًا طويلاً والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((من تشبّه بقوم فهو منهم))، ولكنني أحيل الأخ القارئ على كتاب عظيم ليس له نظير في بابه وهو كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

- رحمه الله وجعل الجنة مثواه - كم من درر وفوائد في سؤالٍ واحد

[أبو المندر البوسيفي أحمد]

للرفع رفع الله قدر الناصح الأمين

[أبو إبراهيم علي مثنى]

للرفع رفع الله قدر الناصح الأمين

بارك الله فيكم

وقد قمنا بإعادة رفع المادة الصوتية
على هذا الرابط