• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نقد شريط عبد اللطيف باشميل(عقيدة الألباني في الإيمان)وبيان ما فيه من الجهل والزور والبهتان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نقد شريط عبد اللطيف باشميل(عقيدة الألباني في الإيمان)وبيان ما فيه من الجهل والزور والبهتان

    نقد شريط عبد اللطيف باشميل (عقيدة الألباني في الإيمان)وبيان ما فيه من الجهل والزور والبهتان

    المقدمة
    إنَّ الحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ، وَنسْتَعِنُهُ، وَنَسْتْغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِه اللهُ فَلا مُضِلّ لـَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
    أمـا بعــد :
    فقد وقفت على شريط "كاسيت"يوزع في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد اللطيف باشميل معروف بعنوان(عقيدة الألباني في الإيمان )، وألفيته شريطا يفتقر فيه إلى التوثيق لما ينقله ويذكره فيما يتهم به العلامة الألباني، وخاصة أن ما يورده من الكلام للعلامة الألباني مقطعا ومبتورا، وليس نقلا عن مراجع يمكن الاستناد إليها مما يحتاج فيها إلى الاستيعاب والاستقراء النـزيه لأقواله.

    وبالرغم من أن صاحب الشريط بذل جهدا في نقل النصوص التي تذم مذهب المرجئة ،إلا أنه يفتقد المصداقية والقدرة على التحليل والفهم لأكثر النصوص التي اعتمد عليها، وكذلك لم يكن صادقا أمينا في شريطه ،لذلك احتوى شريطه على التخليط، والتدليس والمخالفات الشرعية، ولم يسير على طريقة السلف في رده ،بل سلك طريقة أهل الظلم والبغي، ورمى العلامة الألباني فيه بالإرجاء وبمذهب الجهمية، وادعى فيه أن العلامة الألباني داعية الإرجاء في هذا العصر، وتجنى عليه ووصفه بما هو منه برئ .

    واحتوى شريطه على مقدمة يشير فيها أنه يرد على أهل البدع، وعلى مجموعة كبيرة رفعت شعار السلفية كذبا وزورا وهم يَدَعوُن إلى مذهب المرجئة الفاسد.

    وذكر في مطلع شريطه أن السلف كانوا زارين على أهل البدع منابذين لهم منكلين فيهم
    وهذا كلام صحيح أراد به الباطل فهو يسير على منهج يخالف ما عليه السلف تماما، بل هو يبدع أعلام أهل السنة ويحكم على حكم أئمتهم، ويبدع من ليس بمبتدع.

    وعلى هذا فيطالب منه أولاً تصحيح منهجه هذا فإن صح فللسلف كلام معروف في أهل البدع .
    وهذا الصنيع منه لا يبعد كثيرا من حال تلك الفئة التي كانت تضلل هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية بالأمس القريب، وتقوم بتبديع الحافظ ابن حجر، والنووي، وابن دقيق العيد-رحمهم الله جميعا-، وتأمر بإحراق كتبهم مع قصورهم في العلم وجهلهم البالغ، واتفاقهم مع الحزبيين في الطعن والإسقاط لكبار العلماء السلفيين وتبديعهم.

    وهذا نفس انحراف صاحب الشريط وما اعتقده في العلامة الألباني، وبما يصفه به مع قصوره في العلم، وهو النكرة المجهول .

    فإن كلام هذه الفرقة في هذه المباحث من الأغمار والجهال الذين لا عناية لهم بمعاني الكتاب والسنة ولا دراية لهم بتقارير علماء الأمة ،فالمحنة بهم عظيمة وطريقتهم غير عادلة ولا مستقيمة.
    وفي الحقيقة إن هذا الفئة ليست جديدة بل هي فئة قديمة أنكرت على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب-رضي الله تعالى عنهما-، ونزَّلت عليهم الأحكام الغليظة بمعتقدهم الفاسد.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الاستقامة:(1/ 13):"وأول من ضل في ذلك هم الخوارج المارقون حيث حكموا لنفوسهم بأنهم المتمسكون بكتاب الله وسنته وأن عليا ومعاوية والعسكرين هم أهل المعصية والبدعة فاستحلوا ما استحلوه من المسلمين".

    ومن هنا نجد عبد اللطيف باشميل ينظر لمحاسن العلامة الألباني-رحمه الله-ذنوبا وسيئات ويجعل شهادات العلماء له بالمنهج السلفي في المعتقد، انحرافا وضلالاً.
    وللأسف الشديد لا يوجد في شريطه إلا التعالم المبني على الجهل والحقد مع البتر لسياق الكلام والحذف لسوابقه وللواحقه ولا يورد إلا كلاما مقطعا ينتزعه من بعض ما جاء من كلام العلامة الألباني-رحمه الله- .

    ولهذا كل ما قاله ليس فيه حجة ولا دليل ولا شبه دليل على ما تلفظ به من الباطل والبهتان، وإنما ذكر فيه كلاما يروج به على الأغمار والجهال وتلبيسا للحق بالباطل يفتري فيه على العلامة الألباني-رحمه الله- وسيجزيه الله ما وعد به أمثاله من المفترين قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ }[الأعراف:152]ولكل مفتر نصيب منها بحسب جرمه وعلى قدر ذنبه.

    وقد كنت في غنية عن رد أكاذيبه لسقوطها وظهور هجنتها لولا ما قيل:لكل ساقطة
    لاقطة، وخوفا أن تصغى إليه أفئدة قوم لا يعرفون حقيقة منهج هؤلاء.
    وكتبت هذا الرد تبرئة العلامة الألباني مما اتهمه به من البهتان، وتضمنت المقالة ما يلي:

    البحث الأول:بيان ما قام عليه رد عبد اللطيف باشميل من التهويل الكاذب.

    المبحث الثاني:عبد اللطيف باشميل يصاب بالنكسة التي أصيبت بها الحدادية .

    المبحث الثالث:بيان جهله في مذهب الجهمية وفروعها الذي يرمي به العلامة الألباني-رحمه الله-.
    المبحث الأول:
    [ما قام عليه رد عبد اللطيف باشميل
    من التهويل الكاذب]
    من سبر أحوال الناس واستقراها، ونظر فيما أصيب به أهل العلم وابتلي به أئمة الهدى استبان له حكمة ابتلاء الله لورثة رسله وأنبيائه ؛فأكثرهم ميراثا وأعظمهم اقتداء أكبرهم محنة، وأعظمهم بلية وأشدهم أضدادا .

    وإن الله ابتلى العلامة المحدث الألباني-رحمه الله- بجهال هذه الزمان كما ابتلى خيار هذه الأمة بشرارها وأبرارها بفجارها وأهل سنتها بمبتدعيها .

    وهو الحال المشاهد اليوم من فرقة الحدادية التي هي فصيلة من فصائل القطبية مع عالم من أعلام السنة ومجدد من مجددي هذا الزمان العلامة المحدث الألباني-رحمه الله-.
    ومما هو معلوم أن كل مبتدع وضال من سائر الطوائف لهم ردود وكتب صنفوها في نصر أقوالهم وأباطيلهم يردون بها على علماء وأئمة المسلمين ينافحون بها عن باطلهم وعقائدهم الفاسدة ومناهجهم الضالة.

    ورد عبد اللطيف باشميل واحد من تلك الردود التي انتصبت في الرد على علماء المسلمين وتضليلهم وتبديعهم بغير حجة ولا كتاب منير، وإنما بالهوى والجهل وسوء المعتقد.

    فهو واحدة من كثيرين ممن تصدر للرد على العلامة الألباني-رحمه الله- بما يضرهم ولا ينفعهم ،فما زاده ذلك إلا شرفا وعزا وشهادة بصحة ما هو عليه، وما أحسن ما قاله أبو الطيب المتنبي:
    وإذا أتتك مذمتي من ناقص &&&& فهي الشهادة لي بأنني كامل

    وأحسن من هذا قوله تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}[الأنعام:112]، وللعلامة الألباني-رحمه الله- أسوة بأئمة الهدى وسادات الدجى.

    فعبد اللطيف باشميل ممن عرف في هذا الزمان بمحاربته الشديدة للعلامة الألباني ولمن يسير على منهجه السلفي بجهلٍ وحماقةٍ فضيعة ،فقد أخرج رسالة قديمة يتهجم فيها على مشائخ المدينة ويوصفهم بالأوصاف القبيحة، ويبرر ذلك بأنهم يقلدون العلامة الألباني، وهذا الصنيع منه يدل على أنه يحارب المنهج السلفي وأهله بشخص العلامة الألباني-رحمه الله- من قديم وقد رد عليه العلامة ربيع بن هادي المدخلي بمقال بعنوان:"إزهاق أباطيل عبد اللطيف باشميل".

    وفي شريطه هذا يصرح بالعداوة للسلفيين على طريقة القطبيين والسروريين الذين يصوبون سهام النقد إلى علماء السنة ويصفونهم بالإرجاء العملي بمَحْض الأقاويل متذرعا في ذلك في الرد على العلامة الألباني وهو يوجه سهامه على حملة المنهج السلفي بالأحكام الغليظة ويشيع ويذيع الأكاذيب الباطلة تشويها للمنهج السلفي الذي يحملونه، ويعبر عن ذلك بالمفتونين به .

    وإليك ما جاء في الشريط في الوجه الأول:"قلت:ومنذ نحو عشرين سنة مضت نشطت مجموعة ممن ينتسبون إلى العلم والكتابة والتأليف ويرفعون شعار السلفية كذبا وزورا .

    نشطت هذه المجموعة بمكر في الدعوة إلى عقيدة الإرجاء الفاسدة وظهر منهم نشاط قوي ملحوظ في محاولة بث ونشر هذه النحلة الخبيثة بين أهل السنة في هذه البلاد وفي غيرها من البلاد وذلك تحت شعار البحث العلمي التحقيق والتصحيح والتضعيف ينسبون أنفسهم زورا وبهتانا إلى أهل الحديث وعقيدتهم وكذبوا في ذلك فما هم إلا من دعاة مذهب الإرجاء الضال ...".إهـ
    أقول:هذه العبارات عبارات جاهل بالحال والواقع وجاهل بالأحكام الشرعية فالشيخ العلامة الألباني-رحمه الله- قضى عمره كله وهو في محاربة الشرك والبدع وكبائر الذنوب والمعاصي، وقام بتأليف كتب ورسائل علمية نافعة وخدم الحديث خدمة لا نظير لها في هذا الزمان .

    وقام بتحقيق وإخراج كتب الإيمان على عقيدة السلف الصالح منذ أكثر من عشرين سنة حيث أخرج كتاب الإيمان لأبي عبيد، وكتاب الإيمان لابن أبي شيبة وكتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية وكتاب شرح الطحاوية لابن أبي العز وكان في تحقيقه لهذه الكتب يشرح ويبين كلام الأئمة بما يوافق مذهب السلف ويرد فيها على المرجئة المتقدمين منهم والمعاصرين فأين مكان الدعوى التي يتفوه بها عبد اللطيف باشميل!!

    وليس يصح في الأذهان شيء &&& إذا احتاج النهار إلى دليل

    وقد قيل من أصح المعلومات ما شوهد بالأبصار، ولكن عبد اللطيف باشميل أعمى البصري والبصيرة .

    إن هذه العبارات فيها من الكذب والفرية على العلامة الألباني –رحمه الله-فإن العلماء الأمناء الأمجاد من مشارق الأرض ونواحي الإسلام أثنوا عليه وارتضوه ولم يذكر أحد منهم هذا الباطل الذي يقوله باشمل بل هي فرية ظاهرة وكذب على أهل العلم والدين .

    فعلماء الحديث في هذا العصر مجمعون على أن العلامة الألباني إمام مجدد في علم الحديث وكتبه أكبر شاهد على ذلك فقد أقر بها الموافق والمخالف ممن عندهم علم في الحديث إلا عبد اللطيف باشميل، ومجموعة كبير ة من أهل التصوف والإرجاء تكنُّ له الحقد الدفين وتبث عنه هذه الدعايات الكاذبة .

    فعبد الطيف باشميل يحكم على حكم العلماء في الثناء على العلامة الألباني وأنه هو العالم المتقدم على أقرانه في علم الحديث والتصحيح والتضعيف وهو رأس أهل الحديث في هذا الزمان حتى قال فيه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز-رحمه الله-:"ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد بن ناصر الدين الألباني".

    لا يعرف الشوق إلا من يكابده &&& ولا يعرف الصبابة إلا من يعانيها
    وهذه الأحكام التي يطلقها على الشيخ العلامة الألباني-رحمه الله- والافتراء عليه بالكذب إنما هي من أحكام الحدادية الظالمة، ولذلك لا يستغرب من أن تجد عبد اللطيف باشميل يجعل الكذب والبهتان سلاحا له في محاربة هذا العالم مجدد هذا العصر، ويتهمه ظلما وعدوانا في شريطه .

    ومن هذا التهويل قول عبد اللطيف باشميل:"وهذا عين خبث معتقد المرجئة الضلال الذي كان الألباني يتدرج في بثه بين أتباعه الذين كانوا يتلقون عقيدتهم منه ..."
    بهذا التهويل يسير في محاربة العلامة الألباني ويرميه بالبهتان ،ثم يدعي أنه يسير على منوال سلف الأمة في الرد والبيان لعقائد أهل البدع وفضحهم وكشف عوارهم كما قال ذلك في مقدمة شريطه .

    وفي الحقيقة فإن عبد اللطيف باشميل لم يعرف حقيقة الإيمان عند أهل السنة بل هو بمعزل عن العلم والفهم، وإلا كان منه أن يبين أقوال السلف في حقيقة الإرجاء هذا محل البحث الذي لا يحسن الحدادية فيه إلا الكذب والتهويل والافتراء فهم الجهال الذين لم يحفظوا الحديث ولم يعرفوا قواعد الشريعة، ولم يستصحبوا الأصول فيما يبدونه أو يحكونه من النقول .
    وهذا اغتراب الدين من لك بالتي &&& كقبض على الجمر فتنجو من البلا

    فهذا شيخهم الحداد قد سبق له الطعن في الألباني وألَّف في ذلك كتاباً سماه "الخُميس" في حوالي أربعمائة صفحة ملأها بالكذب والجهل، والتقول على العلماء ومن ذلك الوقت وهو يقرر فيه مذهب الخوارج والمعتزلة في تخليد صاحب الكبيرة في النار .

    وهذه الأحكام التي يصدرها عبد اللطيف باشميل شبيهة بأحكام الحدادية التي نشأت لمحاربة أهل السنة السابقين واللاحقين والتعرض لهم بأشد أنواع الأذى والافتراء عليهم بالتهم الباطلة.

    ومن هذا المنطلق الحدادي أنكر على العلامة الألباني تبنيه للمنهج السلفي في مسائل الإيمان وذهب يروج ويموه ويحرف الكلام ويفهم الناس غير ما تبناه العلامة الألباني ويُؤصِّله بل عكس القضية وأفهم أن الإيمان عند الألباني مجرد المعرفة أو المعرفة والقول أو القول فقط ورماه بمذهب الجهمية القائلين:"بأن الإيمان هو التصديق"، ولم يدخلوا اللفظ والعمل في مسماه.

    وهذا الأسلوب الذي اتخذه في التحريف والتمويه هي حرفة يهودية ورثها عبد اللطيف باشميل وبهذا تعلم أنه ذو غيظ عظيم وحقد وخيم على العلامة الألباني-رحمه الله-.
    وما أحسن ما قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-في مثل عبد اللطيف باشميل:"وكثيرا ما يضيع الحق بين الجهال الأميين، وبين المحرفين للكلام الذين فيهم شبهة نفاق كما أخبر سبحانه عن أهل الكتاب".انظر مجموع الفتاوى (25/129).

    فلو كان صادقا في رده هذا ونزيها وأنه على منوال السلف في البيان والتحذير من أهل البدع لما وسعه السكوت على جمهرة كبيرة ممن كانوا يدرسون في بلاده ويتولون المناصب وهم يطعنون في دعوة شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله- أو على الأقل لكان من المحذرين من فكر السيد قطب واتباعه التكفيريين الثوريين .

    ولو كان يريد التحذير من المرجئة المعاصرة لحذر الدولة السعودية من الجم الغفير من الهنود والباكستانيين وغيرهم من الذين يوفدون للإقامة فيها وفتح المدارس وهم يحملون معتقد المرجئة الماتريدي في الإيمان.

    فأين تحذيره من كتب عبد الفتاح أبو غدة الذي مكث دهرا طويلا مدرسا في بعض معاهد بلاده وهو المعروف بشدة عدائه لأهل السنة والحديث وبث معتقد المرجئة في كتبه.

    وأين تحذيره من المعاصرين الكوثريين الذين يضفون على الكوثري الألقاب الضخمة في تمجيده وتعظيم ما كان عليه من المعتقد وهو المعروف بالمنافحة والمدافعة عن مذهب المرجئة، ويسند إليهم الأعمال دون غيرهم من كبار مسؤلي بلاده .

    وفي المقابل نجد أن العلامة الألباني-رحمه الله- هو الذي حذر ونصح الدولة السعودية من هؤلاء الذين يحملون العداء الشديد لدعوة شيخ الإسلام محمد عبد الوهاب-رحمه الله- ويبثون معتقد المرجئة في هذا العصر كما هو مثبت في مقدمة تحقيقه لشرح كتاب الطحاوية ،فيا لله العجب ما أعمى عين الهوى عن الهدى.

    ورده هذا إنما لحنق في صدره وغيظ في نفسيه على العلامة الألباني رحمه الله-.
    فدعوى التحذير التي يزعم فيها أنه ما قام إلا على منوال السلف دعوة كاذبة إنما ينتصر فيها لطائفته وحزبه المنحل من القطبيين والحداديين.


    المبحث الثاني:
    عبد اللطيف باشميل يصاب بالنكسة التي أصيبت بها الحدادية . في طعونه في العلامة الألباني-رحمه الله-
    معلوم عند كل منصف أن الشيخ العلامة الألباني-رحمه الله- عاش في بلاد اشتدت فيها غربة الإسلام، وكثر فيها الشرك والبدع والخرافات الصوفية والتأويلات الأشعرية وكان أهلها على غاية من الجهالة والضلالة، وفيهم من إضاعة الفرائض والواجبات فمح الله به كثيرا من الشرك والخرافات، وأقام به الفرائض والواجبات، ونهى عن المنكرات والابتداع في الدين، وأمر بمتابعة سيد المرسلين

    والسلف الماضين في الأصول والفروع من مسائل الدين وأحيا الله به السنن وتراث المسلمين وطار علمه في الخافقين وأصبحت الشام يضرب لها أكباد الإبل في تحصيل العلم وتعلم سنن المصطفى الهادي حتى شهد له كبار العلماء بأنه من المجددين.فأين آثار مذهب المرجئة السيئ ولوازمها القبيحة(؟؟!!).

    وفي هذا المناسبة أذكر كلاما جميلا وقفت عليه للعلامة الألباني-رحمه الله- في السلسلة الصحيحة (7/القسم الأول/615-1617):"وكذلك في الحديث بشرى لنا:آل الوالد الذي هاجر بأهله من بلده (أشقودرة)عاصمة (ألبانيا) يومئذ ؛فرارا بالدين من ثورة (أحمد زوغو)أزاغ الله قلبه ،الذي بدأ يسير في المسلمين الألبان مسيرة سلفه (أتاتورك)في الأتراك فجنيت –بفضل الله ورحمته-بسبب هجرته هذه إلى (دمشق الشام)ما لا أستطيع أن أقوم لربي بواجب شكره، ولو عشت عمر نوح عليه الصلاة والسلام فقد تعلمت فيها اللغة العربية السورية أولا ،ثم اللغة العربية الفصحى ثانيا ،الأمر الذي مكنني أن أعرف التوحيد الصحيح الذي يجهله أكثر العرب الذين كانوا من حولي –فضلاً عن أهلي وقومي-إلا قليلا منهم ،ثم وفقني الله-بفضله وكرمه دون توجيه من أحد منهم-إلى دراسة الحديث والسنة أصولا وفقها ،

    بعد أن درست على والدي وغيره من المشايخ شيئا من الفقه الحنفي وما يعرف بعلوم الآلة ،كالنحوي والصرف والبلاغة ،بعد التخرج من مدرسة (الإسعاف الخيري)الإبتدائية ، وبأت أدعو من حولي من إخواني وأصحابي إلى تصحيح العقيدة وترك التعصب المذهبي، وأحذِّرهم من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، وأرغِّبهم في إحياء السنن الصحيحة التي أماتها حتى الخاصة منهم، وكان من ذلك إقامة صلاة العيدين في المصلى في دمشق ،ثم أحياها إخواننا في حلب ،ثم في بلاد أخرى في سوريا، واستمرت هذه السنة تنتشر حتى أحياها بعض إخواننا في(عمان/الأردن)

    ؛كما حذرت الناس من بناء المساجد على القبور والصلاة، وألفت في ذلك كتابي "تحذير الساجد من اتخاذ القبور المساجد"، وفاجأت قومي وبني وطني الجديد بما لم يسمعوا من قبل، وتركت الصلاة في المسجد الأموي ،في الوقت الذي كان يقصده بعض أقاربي ؛لأن قبر يحيى فيه كما يزعمون! ولقيت في سبيل ذلك –من الأقارب والأباعد-ما يلقاه كل داعية للحق لا تأخذه في الله لومة لائم، وألّفت بعض الرسائل في بعض المتعصبين الجهلة، وسجنت مرتين بسبب وشاياتهم إلى الحكام الوطنيين والبعثيين، وبتصريحي لبعضهم حين سئلت :لا أؤيد الحكم القائم ؛لأنه مخالف للإسلام، وكذلك خيرا لي وسببا لانتشار دعوتي.

    ولقد يسر الله لي الخروج للدعوة إلى التوحيد والسنة إلى كثير من البلاد السورية والعربية ،ثم إلى بعض البلاد الأوربية ،مع على أن لا نجاة للمسلمين مما أصابهم من الاستعمار والذل والهوان ، ولا فائدة للتكتلات الإسلامية ، والأحزاب السياسية إلا بالتزام السنة الصحيحة وعلى منهج السلف الصالح –رضي الله عنهم-وليس على ما عليه الخلف اليوم –عقيدة وفقها وسلوكا –فنفع الله ما شاء ومن شاء من عباده الصالحين، وظهر ذلك جليا في عقيدتهم وعبادتهم ، وفي بنائهم لمساجدهم ، وفي هيئاتهم وألبستهم ،مما يشهد به كل عالم منصف ، ولا يجحده إلا كل حاقد أو مخرّف مما أرجو أن يغفر الله لي بذلك ذنوبي ن وأن يكتب أجر ذلك لأبي وأمي ..."إهـ

    فلو عَقلت مكانة العلامة الألباني، وعرفت جهوده العظيمة الفذة في نشر العقيدة السلفية وتعليم الناس الأحكام والسنن سلمت من الأشر والبطر والإعجاب .

    ولكن هذا الرجل كما ترى في الجهل والسفاهة، ومع ذلك يترشح للرد ويرى نفسه بهذه الأحكام من طلبة العلم ومن علماء المسلمين وهو معدود من الجاهلين .

    وإليك طعون عبد اللطيف باشميل وافتراؤه على العلامة الألباني-رحمه الله-حينما رماه بمذهب المرجئة الجهمية في الإيمان:

    يقول في الوجه الأول في أثناء ذكر من تكلمت عليهم هيئة كبار العلماء وحذرت من بعض ما كتبوا:"والذين جمعهم أمر واحد وهو أخذهم وتلقيهم من تلك العقيدة الإرجائية من منبع ومصدر واحد فتنهم فقلدوه وتعصبوا في تقليده في مقالاته وتقريراتة الكلامية وضلوا بسبب ذلك في غياهب بدعة الإرجاء الخطيرة هذا المصدر هو شيخهم وأستاذهم في ذلك الشيخ الألباني-رحمه الله-.

    أخذوا عن هذا الرجل عقيدة الإرجاء الفاسدة واعتنقوها وتشربوا بها حتى أصبحوا دعاة إليها وخداما لبثها ونشرها بين العامة وطلبة العلم المخدوعين بالهالة الكبيرة التي أضفاها الألبانيون على إمامهم الألباني وعلى دعوته وعلى سلفيته المزعومة الملوثة ببدعة الإرجاء...".

    وقال أيضا في الوجه الأول:"قلت: لما سبق نقله من دلائل يظهر بوضوح الارتباط الواضح بين دعاة الإرجاء الذين سبق ذكرهم واستتابة العلماء لهم وتحذيرهم منهم يظهر بوضوح الارتباط بين دعاة الإرجاء هؤلاء وبين أستاذهم في ذلك الشيخ الألباني، وأن هذا الارتباط هو ارتباط أستاذ بطلبته في المعتقد، وأن من ذكروا تلقوا فساد معتقدهم من أستاذهم الألباني، وأنهم فرع عنه ، وأنه هو الجذر والأصل في ذلك، ولكن بسبب الهالة الكبيرة التي أضفاها الألبانيون على أستاذهم الألباني

    وبسبب ألفاظ وعبارة التفخيم والتذخيم التي يبثها الألبانيون عن أستاذهم الألباني منذ عشرات السنين وبسبب التلبيس الذي يقوم به الألبانيون وبسبب تلبس الألباني هو واتباعه بشعار السلفية التي يزعمون أنهم يسيرون عليها ، وإلى غير ذلك من الأسباب بسبب ذلك كله يجهل كثير من طلبة العلم حقيقة إرجاء الألباني، ويجهلون حقيقة فساد معتقده ومقالاته وتقريراته في الإيمان ويجهلون حقيقة انحرافه عن عقيدة أهل السنة المجمع عليها في مسائل الإيمان والتكفير التي ضل بسببها مجموعات كبيرة من طلبة العلم في أرجاء العالم كذلك يجهلون تذبذب عقيدة الألباني في الإيمان بين عقيدة الجهمية وعقيدة المرجئة وأنها فرع عن عقيدة الجهمية الضلال...".

    وقال أيضا في الوجه الثاني من الشريط:"وهذا عين خبث معتقد المرجئة الضلال الذي كان الألباني يتدرج في بثه بين اتباعه الذين كانوا يتلقون عقيدتهم منه فبعد....."

    وبعد أن أخذ عبد اللطيف باشميل في تجهيل العلامة الألباني ونسبة عقيدته إلى الانحراف ، ونسبة علمه إلى علم الكلام والفلسفة ونسبة ما قام به من جهود عظيمة في خدمة حديث رسول الله إلى أنه يحمل شعار أهل الحديث كذبا وزورا .

    الجواب:على شتائمه للعلامة الألباني وما نسبه إليه من أنه لم يأخذ العقيدة عن العلماء ولم يجلس يتعلم عند العلماء وتجهيله ونسبته إلى أهل الأهواء وتبديعه وتضليله كما في الوجه الثاني من الشريط فالحكم بينك وبينه إلى الله الذي إليه تصير الأمور، ويحكم بعدله بين البر والفاجر والمؤمن والكافر وشهادة الحال ومصنفاته ودعوته السلفية هي الشاهد المصدق ولا عبرة بقدحك وقدح حزبك وإنكار محاسنه وفضائله كما أنه لا عبرة بقدح جميع من كذب الرسل وسفههم، ونسبهم إلى الجهل والافتراء والجنون والسحر وغير ذلك مما هو مذكور في كتاب الله وفي الأخبار والسير ومشابهة حالك وأقوالك بأقوال أسلافك من الصوفية الخرافيين وأشباهك من الحداديين والقطبيين ،يكفي في رد أباطيلك وعدها من الزور البين .

    وهذه العبارات لا نعرف تردادها إلا من أعداء السلفية ودعاة الضلال والانحراف من أمثال القطبيين والحدادية ،فلم يعرف عن أهل العلم السلفيين الكرام كالشيخ ابن باز-رحمه الله-، والشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- والشيخ أحمد بن يحيى النجمي –رحمه الله- والشيخ مقبل الوادعي –رحمه الله- والشيخ عبد المحسن العباد -حفظه الله- والشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-وأمثالهم من المشايخ أنهم وصفوا الشيخ العلامة الألباني بالباطل والبهتان الذي يدعيه ويتلفظ به عبد اللطيف باشميل ،وشهادة الحال والمقال والحس كافية في بيان كذبه وإبطال أقواله .

    وهذه الأحكام الضالة التي يصدرها إنما هي كإخوانه السابقين من الحزبيين الذين يرمون دعاة الكتاب والسنة، والواقفين في وجوه أعداء الدين ومروجي الضلالة الحاقدين على أهل السنة والأثر من صنائع التحزب، والتصوف ودعاة الزيغ والضلال .

    فهذا الوصف من عبد اللطيف باشميل هو من علامات أهل البدع والانحراف و الزيغ والضلال.
    فحيثما وجدت شخصاً يصف أحد من علماء السلفيين ويلمزه أو يلقبه بألقاب لينفر الناس عن دعوته:فاعلم أنه من" أعداء السلفية"، ومن أنصار التحزب المذموم، ومن أهل الظلم و العدوان .
    فإنه مما استقر في أصول أهل الأثر وفي اعتقاد السلف ،حب أهل السنة وأئمتهم وموالاتهم في كل عصر ومصر، والتبري من أهل البدع ورءوسهم في كل زمان ومكان .

    وجعلوا علامة ذلك الطعن في أهل الأثر ،فقد روى أبو عثمان الصابوني – رحمه الله في اعتقاد أهل السنة وأصحاب الحديث (صـ121) بسنده إلى قتيبة قال:"إذا رأيت الرجل يحب سفيان الثوري، ومالك بن أنس والأوزاعي، وشعبة، وابن مبارك وأبا الأحوص، وشريكا، ووكيعا ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي ،فاعلم أنه صاحب سنة".

    وصاحب الشريط لا يبعد عنهم تماما فهو حَدَثٌ صغير لا يدرى من أين سقط على العلم، ومع هذا يحكم على العلماء من دون هوادة أو خوف من الله وهذا هو مذهب الخوارج المتقدمين الذي يزدرون الصحابة وينتقصونهم ويحكمون عليهم بالكفر والفسق قاتلهم الله والقرآن يزكيهم ويبرئهم مما قالوا .
    إن المتأمل في كلام هذا الشخص وما يدعيه من أنه سوف يرد أقوال العلامة الألباني التي تدينه بمذهب المرجئة يجد أنه يسير على أصول الحدادية الذين عُرِفَ عنهم واشتهر من الكذب، وبتر النصوص وانتزاع بعض ما جاء من الكلام في الأشرطة الصوتية والحكم عليه بلازم كلامه دون النظر إلى صريح كلامه وما يعتقده ويرتضيه ويسير عليه من الديانة والمذهب.

    ولازم المذهب ليس بمذهب على التحقيق عند العلماء كما هو مقرر في موضعه لأن المتكلم قد يذكر الشيء ولا يستحضر لازمه حتى إذا عرفه أنكره .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:"وعلى هذا فلازم قول الإنسان نوعان: أحدهما لازم قوله الحق فهذا مما يجب عليه أن يلتزمه ،فان لازم الحق حق و يجوز أن يضاف إليه إذا علم من حاله أنه لا يمتنع من التزامه بعد ظهوره وكثير مما يضيفه الناس إلى مذهب الأئمة من هذا الباب.

    والثاني:لازم قوله الذي ليس بحق فهذا لا يجب التزامه إذ أكثر ما فيه أنه قد تناقض و قد ثبت أن التناقض واقع من كل عالم غير النبيين ثم إن عرف من حاله أنه يلتزمه بعد ظهوره له فقد يضاف إليه و إلا فلا يجوز أن يضاف إليه قول لو ظهر لـه فساده لم يلتزمه لكونه قد قال ما يلزمه و هو لا يشعر بفساد ذلك القول و لا يلزمه .
    وهذا التفصيل في اختلاف الناس في لازم المذهب هل هو مذهب أو ليس بمذهب هو أجود من إطلاق أحدهما فما كان من اللوازم يرضاه القائل بعد وضوحه له فهو قوله و ما
    لا يرضاه فليس قوله و إن كان متناقضا وهو الفرق بين اللازم الذي يجب التزامه مع ملزوم اللازم الذي يجب ترك الملزوم للزومه .

    فإذا عرف هذا عرف الفرق بين الواجب من المقالات و الواقع منها وهذا متوجه في اللوازم التي لم يصرح هو بعدم لزومها.

    فأما إذا نفي هو اللزوم لم يجز أن يضاف إليه اللازم بحال و إلا لأضيف إلى كل عالم ما اعتقدنا أن النبي eقاله لكونه ملتزما لرسالته فلما لم يضف إليه ما نفاه عن الرسول و إن كان لازما له ظهر الفرق بين اللازم الذي لم ينفه واللازم الذي نفاه
    ولا يلزم من كونه نص على الحكم نفيه للزوم ما يلزمه لأنه قد يكون عن اجتهادين في
    وقتين".
    وقال أيضاً –رحمه الله-:"النقل نوعان:
    أحدهما : أن ينقل ما سمع أو رأى .
    والثاني: ما ينقل باجتهاد واستنباط .
    وقول القائل : مذهب فلان كذا أو مذهب أهل السنة كذا قد يكون نسبة إليه لاعتقاد أن هذا مقتضى أصوله وإن لم يكن فلان قال ذلك .
    ومثل هذا يدخله الخطأ كثيرا ألا ترى أن كثيرا من المصنفين يقولون : مذهب الشافعي أو غيره كذا ، ويكون منصوصه بخلافه ؟ وعذرهم في ذلك : أنهم رأوا أصوله تقتضي ذلك القول ،فنسبوه إلى مذهبه من جهة الاستنباط لا من جهة النص "اهـ

    وإليك بيان ذلك قال عبد اللطيف باشميل:"وبسبب الهالة المفتعلة حول الألباني التي سبق الإشارة إليها يقع هؤلاء الإخوة في مقبول مقالات الألباني في الإيمان وتمريرها على أن الألباني اجتهد في ذلك اجتهاد يعذر فيه تعظيما منهم للألباني، وضعفا لهيبة الحق في قلوبهم أمام هيبة الألباني .."

    أقول:إن الحداديين هم الذين يتسلطون على العلماء ومسائلهم العلمية، ويحكمون عليهم بالتبديع والتفسيق ولا يعذرونهم.

    لقد قرر علماء السنة اتجاه الأئمة الأعلام الذين بان فضلهم وعُلم أقدارهم في أوساط الأمة فلا تذكر إلا محاسنهم وحق مسيئهم إقالة عثرته وغمس خطأه في حسناته الكثيرة وسد الثغور عنهم والحفاظ على دعوتهم.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:«فالفاضل المجتهد في طلب العلم بحسب ما أدركه في زمانه ومكانه إذا كان مقصوده متابعة الرسول هو أحق بأن يتقبل الله حسناته ويثيبه على اجتهاداته، ولا يؤاخذ بما أخطأ تحقيقا لقوله تعالى:{رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}"انظر مجموع الفتاوى (20/ 165)

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:«ومن له في الأمة لسان صدق عام بحيث يثنى عليه ويحمد في جماهير أجناس الأمة فهؤلاء هم أئمة الهدى ومصابيح الدجى وغلطهم قليل بالنسبة إلى صوابهم وعامته من موارد الاجتهاد التي يعذرون فيها وهم الذين يتبعون العلم والعدل فهم بعداء عن الجهل والظلم وعن اتباع الظن وما تهوى الأنفس». انظر مجموع الفتاوى ( 11 / 43).

    قال الحافظ الذهبي-رحمه الله-:«إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه، وعلم تحريه للحق واتسع علمه، وظهر ذكاؤه وعرف صلاحه وورعه واتباعه ، يغفر له زلته ولا نضلله ونطرحه وننسى محاسنه » انظر سير أعلام النبلاء (5/271)، وإعلام الموقعين (3/283)
    وقد أعذر الإمام أحمد ممن لم يستثن وقال أنا لا أشك في إيمان قلبي كما حصل لمسعر بن كدام،قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:"ومن لم يستثن قال أنا لا أشك في إيمان قلبي ،فلا جناح عليه إذا لم يزك نفسه ويقطع بأنه عامل كما أُمر وقد تقبل الله عمله ، وإن لم يقل أن إيمانه كإيمان جبريل وأبي بكر وعمر ونحو ذلك من أقوال المرجئة كما كان مسعر بن كدام يقول : أنا لا شك في إيماني ،قال أحمد : ولم يكن من المرجئة ،فإن المرجئة الذين يقولون : الأعمال ليست من الإيمان وهو كان يقول : هي من الإيمان لكن أنا لا أشك في إيماني ".انظر الفتاوى (13/ 46-47).
    وعبد اللطيف باشميل يكذب على العلامة الألباني ويحكم عليه بالإرجاء بلازم قول وهو لم يلتزم بشيء مما ألزمه به، ولم يقع بما وقع فيه مسعر فهلاَّ عاملته بما عامله به الإمام أحمد.

    قال عبد للطيف باشميل في الوجه الأخير من شريطه:"ولكن قول الألباني هذا أن الإيمان قول واعتقاد وعمل والذي كما سبق ظاهره موافقة أهل السنة في مجرد لفظ تعريف الإيمان هذا القول من الألباني ينتقض مباشرة عندما يدرك المرء أن الألباني يجعل العمل مجرد جزء كمال في الإيمان لا يلزم عنده وجود العمل في الإيمان، وكما يقرر الألباني على طريقة المتكلمين من أهل البدع مجرد شرط كمال في الإيمان وليس ركنا ضروريا لا بد من وجوده في الإيمان مثل الاعتقاد والقول...".
    فهذا الكلام مع قبحه وبهته العظيم على العلامة الألباني-رحمه الله-،صريح بتناقضه ورجوعه عن ظلمه وبهتانه الذي يرمي به العلامة الألباني-رحمه الله-.
    وإليك صريح مذهب العلامة المحدث الألباني في الإيمان من كتبه وتصانيفه ورسائله:
    قال العلامة الألباني في رده على عبد الفتاح أبو غدة كما في شرح الطحاويه(57):
    "المسألة الخامسة:يقول الإمام –يعني- أبا جعفر الطحاوي-تبعا للأئمة مالك والشافعي وأحمد والأوزاعي وإسحاق بن راهوية وسائر أهل الحديث وأهل المدينة :
    ((إن الإيمان هو تصديق بالجنان، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان ، وقالوا يزيد وينقص)).
    وشيخك-أي الكوثري- تعصبا لأبي حنيفة يخالفهم مع صراحة الأدلة التي تؤيدهم من الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح رضي الله عنهم ،بل ويغمزهم جميعا مشيرا إليهم بقوله في"التأنيب"(ص:44-45)إلى "أناس صالحون"يشير أنهم لا علم عندهم فيما ذهبوا إليه ولا فقه، وإنما الفقه عند أبي حنيفة دونهم ،ثم يقول:إنه الإيمان الكلمة، وأنه الحق الصراح .

    وعليه فالسلف وأولئك الأئمة الصالحون (!)هم عنده على الباطل في قولهم :بأن الأعمال من الإيمان، وأنه يزيد وينقص".

    إلى أن قال العلامة الألباني-رحمه الله-في (ص:58):"والكوثري في كلمته المشار إليها يحاول فيها أن يصور للقارئ أن الخلاف بين السلف والحنفية في الإيمان لفظي ،يشير بذلك إلى أن الأعمال ليست ركنا أصليا ثم يتناسى أنهم يقولون:بأنه يزيد وينقص وهذا ما لا يقول به الحنفية إطلاقا، بل إنهم قالوا في صدد بيان الألفاظ المكفرة عندهم :"وبقوله الإيمان يزيد وينقص"كما في"البحر الرائق"-"باب أحكام المرتدين"فالسلف على هذا كفار عندهم مرتدين !!راجع شرح الطحاوية (ص:338-360)، والتنكيل (2/362-373)الذي كشف عن مراوغة الكوثري في هذه المسألة .

    وليعلم القارئ الكريم أن أقل ما يقال في الخلاف المذكور في المسألة أن الحنفية يتجاهلون أن قول أحدهم –ولو كان فاسقا فاجراً-:أنا مؤمن حقا ،ينافي مهما تكلفوا في التأويل –التأدب مع القرآن ولو من الناحية اللفظية على الأقل الذي يقول:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ*الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }[الأنفال:2-4]

    فليتأمل المؤمن الذي عافاه الله تعالى مما ابتلى به هؤلاء المتعصبة ، من هو المؤمن حقا عند الله تعالى، ومن هو المؤمن حقا عند هؤلاء ؟!!"انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

    وقال–رحمه الله- في معرض كلام له على الطاعن في مسند الإمام أحمد(ص:32-33):«أن الرجل حنفي المذهب، ماتريدي المعتقد، ومن المعلوم أنهم لا يقولون بما جاء في الكتاب والسنة وآثار الصحابة من التصريح بأن الإيمان يزيد وينقص وأن الأعمال من الإيمان، وعليه جماهير العلماء سلفاً وخلفاً ما عدا الحنفية ؛فإنهم لا يزالون يصرون على المخالفة ؛ بل إنهم ليصرحون بإنكار ذلك عليهم، حتى إن منهم من صرح بأن ذلك ردة وكفر – والعياذ بالله تعالى – فقد جاء في باب الكراهية من "البحر الرائق " ابن نجيم الحنفي ما نصه :«والإيمان لا يزيد ولا ينقص ؛لأن الإيمان عندنا ليس من الأعمال»

    وقال-رحمه الله- في السلسلة الصحيحة المجلد السابع(القسم الأول /153-15):«مع أنه يعلم أنني أخالفهم مخالفة جذرية ،فأقول:الإيمان يزيد وينقص، وإن الأعمال الصالحة من الإيمان وإنه يجوز الاستثناء فيه خلافا للمرجئة ، ومع ذلك رماني أكثر من مرة !فقابلت بذلك وصية النبي e: (وأتبع السيئة الحسنة تمحها ...) فقلت:ما أشبه اليوم بالبارحة!».اهـ

    فأين مذهب المرجئة من هذه التأصيلات العلمية والتقريرات السلفية؟؟!!.
    وقال رحمه الله-أيضا في مقدمة تحقيق رياض الصالحين(ص:22):"والحقيقة أنه لا يمكن تصور صلاح القلوب إلا بصلاح الأعمال ولا صلاح الأعمال إلا بصلاح القلوب، وقد بين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم أجمل بيان...".

    فهذا صريح مذهب الألباني فترك الواجبات الظاهرة دليل على انتفاء الإيمان الواجب من القلب، وانتفاء الظاهر دليل انتفاء الباطن .

    وهذه تقريرات العلامة الألباني –رحمه الله:
    قال الشيخ العلامة الألباني –رحمه الله-«إن الإيمان بدون عمل لا يفيد؛ فالله –عز وجل- حينما يذكر الإيمان يذكره مقرونًا بالعمل الصالح؛ لأننا لا نتصور إيمانًا بدون عمل صالح، إلا أن نتخيله خيالا؛ آمن من هنا-قال: أشهد ألا إله إلا الله ومحمد رسول الله- ومات من هنا…
    هذا نستطيع أن نتصوره، لكن إنسان يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله؛ ويعيش دهره –مما شاء الله- ولا يعمل صالحًا؛ فعدم عمله الصالح هو دليل أنه يقولها بلسانه، ولم يدخل الإيمان إلى قلبه؛ فذكر الأعمال الصالحة بعد الإيمان ليدل على أن الإيمان النافع هو الذي يكون مقرونًا بالعمل الصالح».اهـ انظر شرحه على الأدب المفرد (الشريط السادس/الوجه الأول).

    وقرر –رحمه الله – أن الكفر كما يكون بالاعتقاد يكون بالأعمال أيضاً فقال:«ومن الأعمال قد يكفر بها صاحبها كفراً اعتقادياً ،لأنها تدل على كفره دلالة قطعية يقينية ،بحيث يقوم فعله هذا مقام إعراب لسانه عن كفره ،كمثل من يدوس المصحف مع علمه به ، وقصده له».اهـ انظر حاشية التحذير من فتنة التكفير صـ 72.

    وقال في الشريطين رقم (855-856):«إن الكفر يكون بالفعل والقول كالاستهزاء والاعتقاد وأن أنواع الكفر ستة : تكذيب وجحود وعناد وإعراض ونفاق وشك ، وأن المرجئة هم الذين حصروا الكفر في التكذيب بالقلب وقالوا : كل من كفره الله فلانتفاء التصديق في القلب بالرب». اهـ

    فأين قولك في الوجه الأول من الشريط:"قلت:وما سبق ذكره عن عقيدة الألباني في الإيمان متواتر عنه بالنقل الموثق ...."

    فهذا القول على الألباني من البهت ومن المستحيلات والمفتريات التي يصححها ويصوبها صاحب الشريط ومن الجهالات والضلالات التي تقضي بسقوطه.

    إن هذه الطريقة التي يستخدمها عبد اللطيف باشميل في الذم والسب والقدح في العلامة الألباني-رحمه الله- جزافا وإصدار الأحكام عليه يتبعها التكفيريون اليوم، ويطلقونها على مخالفيهم، ولو كان المخالف لهم من أعلم الناس وأتقى الناس.

    فما ذكره عبد اللطيف باشميل في مقدمة شريطه وأوهم به أنه يبِّن بعض تقريرات الألباني في الإيمان التي تدينه بمذهب الجهمية وفروعها إنما نشأ من سوء معتقد وخبت طويه لذلك لا تجد زمام ولا خطام لأكاذيبه وأباطيله يرسلها حيث شاء ويكابر أهل العلم ولا يتحاشى.

    وعبد اللطيف باشميل عاش في ظل كبار العلماء الذين برؤوا العلامة الألباني من الإرجاء وسمع كلامهم ومع ذلك تجرد لمسبته ومعاداته وجحد ما برأه به العلماء الأجلاء وما شهدوا به عليه من الهدى والنور قال تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}[الأنعام:26]
    وما ضر نور الشمس إن كان ناظرا &&& إليها عيون لم تزل دهرها عمياء
    فلا ينكر ما ذكرته إلا مكابر لا يتحاشى من البهت والافتراء، وإلى الله ترجع الأمور وعنده تنكشف السرائر .

    المبحث الثالث:
    بيان جهله في مذهب الجهمية الذي يرمي به العلامة الألباني-رحمه الله-:
    إن عبد اللطيف باشميل واحد من تلك الفرقة التي تؤصل أصولا هدامة تهدم أصول أهل السنة وعلمائهم فعندهم أن من قال من العلماء أن الإيمان هو الطاعات كلها بالقلب واللسان وسائر الجوارح إلا أن الإيمان أصل، وأن العمل كمال أو تمام أو فرع أو فروع رمي من هذه الفرقة بالإرجاء .
    ولا شك إن هذا منهم يقتضي تضليل علماء الأمة ومنهم الأئمة بما لم يدل عليه كتاب ولا سنة ورميهم ببدعة الإرجاء ظلما وكذبا ،كما هو صنيع عبد للطيف باشميل وحزبه.

    فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة &&& وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
    وهنا زعم أن قول العلامة الألباني-رحمه الله- في الإيمان هو المعرفة كما هو مذهب الجهمية وأتباعهم، ولا شك إن هذا القول لا يرتضيه أولو الأحلام والألباب لأن أئمة سلف هذه الأمة شنعوا على من قال:إن الإيمان هو التصديق وبدّعوا وضللوا من قال به وذكروا لهذا القول من اللوازم المكفرة ما لا يتسع له هنا المجال.

    ومن المعلوم أن حقيقة قول جهم وأتباعه في الإيمان من أنه يستقر الإيمان التام الواجب في القلب مع إظهار ما هو كفر وترك جميع الواجبات الظاهرة .

    وهذا خلاف ما عليه العلامة الألباني يقينا بل هو من المقررين لمذهب السلف والذَّابّين عنه ونظرة الجهمية في تعريف الإيمان نظرة مجردة عن حقيقته المقصودة في الشرع التي هي العمل، ولهذا كان الإيمان عندهم مجرد تصديق وعلم فقط ليس معه عمل وحال وحركة وإرادة ومحبة وخشية في القلب، وهذا من أعظم غلط المرجئة مطلقا حيث أنهم أثبتوا الإيمان لمن ادعى الإيمان ولم يعمل، وقد بين سبحانه في غير موضع أن الصادق في قوله آمنت لابد أن يقوم بالواجب وحصر الإيمان في هؤلاء يدل على انتفائه عمن سواهم.انظر مجموع الفتاوى (7 / 202)

    قال عبد اللطيف باشميل في الأوجه الثاني من الشريط:"قلت :ومما كان يقرره الألباني في مسائل الإيمان ويخاصم فيه ويناظر أن العبد لا يحكم عليه بالكفر مهما ارتكب من المكفرات قولا أو عملا حتى يصرح باعتقاده في ذلك الكفر أو كما كان يقرر الألباني على طريقة الجهمية نفى وجود كفر قولي أو عملي مخرج من الملة ".

    أقول: إن عبد للطيف باشميل يكذب على الجهمية في نقله فالجهمية يقولون أن كل من حكم الشارع بأنه كافر مخلد في النار فإنما ذلك لأنه لم يكن في قلبه شيء من العلم والتصديق ،فقالوا لا يكون أحد كافرا إلا إذا ذهب ما في قلبه من التصديق والتزموا أن كل من حكم الشرع بكفره فإنه ليس في قلبه شيء من معرفة الله ولا معرفة رسوله، ولهذا أنكر هذا عليهم جماهير العقلاء وقالوا هذا مكابرة وسفسطة .

    قال شيخ الإسلام –رحمه الله- في مجموع الفتاوى (7 / 191):"والثاني:ظنهم أن كل من حكم الشارع بأنه كافر مخلد في النار فإنما ذاك لأنه لم يكن في قلبه شيء من العلم والتصديق وهذا أمر خالفوا به الحس والعقل والشرع وما أجمع عليه طوائف بني آدم السليمي الفطرة وجماهير النظار...."وانظر مجموع الفتاوى (7 / 147)

    فمقالة الجهمية هذه تقتضي:"جحد لما هو الرب تعالى عليه ولما أنزل الله على رسوله"
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- في مجموع الفتاوى ( 3 / 354):" ومقالات الجهمية هي من هذا النوع فإنها جحد لما هو الرب تعالى عليه ولما أنزل الله على رسوله.

    وتغلظ مقالاتهم من ثلاثة أوجه :
    أحدها:أن النصوص المخالفة لقولهم في الكتاب والسنة والإجماع كثيرة جدا مشهورة وإنما يردونها بالتحريف .
    الثاني:أن حقيقة قولهم تعطيل الصانع وإن كان منهم من لا يعلم أن قولهم مستلزم تعطيل الصانع فكما أن أصل الإيمان الإقرار بالله فأصل الكفر الإنكار لله.
    الثالث:أنهم يخالفون ما اتفقت عليه الملل كلها وأهل الفطر السليمة كلها".

    وعبد للطيف لم يفهم قول الجهمية في الإيمان وصاح وناح بجهله وأعلن وأباح تبديع الألباني
    وتضليله بفهمه السقيم وتحريفه لكلامه .

    فإن التصديق والمعرفة ليست إيمان ولا يدخل في الإيمان من عرف الله في قلبه وإلا لكان إبليس وفرعون واليهود والنصارى والكفار والمشركون مؤمنين.

    وعبد اللطيف باشميل يدعي هنا الكذب والبهتان، وأعظم الإفك والافتراء فيقول في الوجه الأول من الشريط:"قلت:وهذا هو الشاهد من كلام شيخ الإسلام رحمه الله أن هؤلاء المتأخرين الذين نصروا قول جهم في الإيمان يوافقون السلف في مجرد اللفظ وكذا الألباني يوافق السلف في مجرد اللفظ في تعريف الإيمان وإلا فإن قوله في الإيمان وأحكامه في غاية المفارقة والبعد عن قول السلف رحمهم الله....".

    أقول:هذا من جهلك وعدم معرفتك بقول الجهمية في الإيمان وممن نصر قولهم.

    ومما هو مشهور عن الجهمية في اعتقادهم للإيمان حصرهم للإيمان بالمعرفة القلبية الذي يلزم منه أن يكون الرجل مسلما ولو لم يتكلم بالشهادتين ولا أتى بشيء من الأعمال المأمور بها وهذا مما يعلم بطلانه بالضرورة من دين الإسلام بل عامة اليهود والنصارى يعلمون أن الرجل لا يكون مسلما حتى يأتي بالشهادتين أو ما يقوم مقامهما، ولذلك كان قولهم:كل مؤمن مسلم لا يريدون أنه أتى بالشهادتين ولا بشيء من المباني الخمس بل أتى بما هو طاعة وتلك طاعة باطنة وليس هذا هو المسلم المعروف في الكتاب والسنة ولا عند الأئمة الأولين والآخرين، منهم العلامة الألباني-رحمه الله-.

    لأن الإيمان هو قبول ما جاء به الرسول من الهدى والدين الحق باطنا وظاهرا وإيثاره على غيره، وهذا يدخل فيه علم القلب وعمله وقول اللسان وعمل الجوارح والأركان فأين هذا من مجرد المعرفة وعدم البغض !!
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:"وعند الجهمية إذا كان العلم في قلبه فهو مؤمن كامل الإيمان إيمانه كإيمان النبيين ولو قال وعمل ماذا عسى أن يقول ويعمل ولا يتصور عندهم أن ينتفي عنه الإيمان إلا إذ زال ذلك العلم من قلبه". مجموع الفتاوى (7 / 143)

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:"وهذا الذي ذكروه مع بطلانه ومخالفته للكتاب والسنة وهو تناقض فإنهم جعلوا الإيمان خصلة من خصال الإسلام فالطاعات كلها إسلام وليس فيها إيمان إلا التصديق، والمرجئة وإن قالوا:إن الإيمان يتضمن الإسلام فهم يقولون:الإيمان هو تصديق القلب واللسان.
    وأما الجهمية:فيجعلونه تصديق القلب فلا تكون الشهادتان ولا الصلاة ولا الزكاة ولا غيرهن من الإيمان....." مجموع الفتاوى (7 / 158).
    فالقول إن الإيمان مجرد التصديق والمعرفة بالله مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام بل ودين جميع الرسل أن هذا ليس بمؤمن .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في"مجموع الفتاوى"( 7 / 582- 585):"وبهذا وغيره يتبين فساد قول جهم والصالحي ومن اتبعهما في الإيمان كالأشعري في أشهر قوليه وأكثر أصحابه وطائفة من متأخري أصحاب أبى حنيفة كالماتريدى ونحوه حيث جعلوه مجرد تصديق في القلب يتساوى فيه العباد وأنه إما أن يعدم وإما أن يوجد لا يتبعض وأنه يمكن وجود الإيمان تاما في القلب مع وجود التكلم بالكفر والسب لله ورسوله طوعا من غير إكراه وأن ما علم من الأقوال الظاهرة أن صاحبه كافر فلأن ذلك مستلزم عدم ذلك التصديق الذي في القلب في الأفعال وأن الأعمال الصالحة الظاهرة ليست لازمة للإيمان الباطن الذي في القلب بل يوجد إيمان القلب تاما بدونها فإن هذا القول فيه خطأ من وجوه:
    أحدها:أنهم أخرجوا ما في القلوب من حب الله وخشيته ونحو ذلك أن يكون من نفس الإيمان .
    وثانيها:جعلوا ما علم أن صاحبه كافر مثل إبليس وفرعون واليهود وأبى طالب وغيرهم أنه إنما كان كافرا لأن ذلك مستلزم لعدم تصديقه في الباطن وهذا مكابرة للعقل والحس وكذلك جعلوا من يبغض الرسول ويحسده كراهة دينه مستلزما لعدم العلم بأنه صادق ونحو ذلك.
    وثالثها:أنهم جعلوا ما يوجد من التكلم بالكفر من سب الله ورسوله والتثليث وغير ذلك قد يكون مجامعا لحقيقة الإيمان الذي في القلب ويكون صاحب ذلك مؤمنا عند الله حقيقة سعيدا في الدار الآخرة وهذا يعلم فساده بالاضطرار من دين الإسلام .
    ورابعها:أنهم جعلوا من لا يتكلم بالإيمان قط مع قدرته على ذلك ولا أطاع الله طاعة ظاهرة مع وجوب ذلك عليه وقدرته يكون مؤمنا بالله تام الإيمان سعيدا في الدار الآخرة وهذه الفضائح تختص بها الجهمية دون المرجئة من الفقهاء وغيرهم .

    وخامسها:وهو يلزمهم ويلزم المرجئة أنهم قالوا أن العبد قد يكون مؤمنا تام الإيمان إيمانه مثل إيمان الأنبياء والصديقين ولو لم يعمل خيرا لا صلاة ولا صلة ولا صدق حديث ولم يدع كبيرة إلا ركبها فيكون الرجل عندهم إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان وهو مصر على دوام الكذب والخيانة ونقض العهود لا يسجد لله سجدة ولا يحسن إلى أحد حسنة ولا يؤدي أمانة ولا يدع ما يقدر عليه من كذب وظلم وفاحشة إلا فعلها وهو مع ذلك مؤمن تام الإيمان إيمانه مثل إيمان الأنبياء وهذا يلزم كل من لم يقل أن الأعمال الظاهرة من لوازم الإيمان الباطن فإذا قال إنها من لوازمه وأن الإيمان الباطن يستلزم عملا صالحا ظاهرا كان بعد ذلك قوله إن تلك الأعمال لازمة لمسمى الإيمان أو جزءا منه نزاعا لفظيا كما تقدم.

    وسادسها:أنه يلزمهم أن من سجد للصليب والأوثان طوعا وألقى المصحف في الحش عمدا وقتل النفس بغير حق وقتل كل من رآه يصلى وسفك دم كل من يراه يحج البيت وفعل ما فعلته القرامطة بالمسلمين يجوز أن يكون مع ذلك مؤمنا وليا لله إيمانه مثل إيمان النبيين والصديقين لأن الإيمان الباطن إما أن يكون منافيا لهذه الأمور وإما أن لا يكون منافيا فإن لم يكن منافيا أمكن وجودها معه فلا يكون وجودها إلا مع عدم الإيمان الباطن .

    وإن كان منافيا للإيمان الباطن كان ترك هذه من موجب الإيمان ومقتضاه ولازمه فلا يكون مؤمنا في الباطن الإيمان الواجب إلا من ترك هذه الأمور فمن لم يتركها دل ذلك على فساد إيمانه الباطن وإذا كانت الأعمال والتروك الظاهرة لازمة للإيمان الباطن كانت من موجبه ومقتضاه وكان من المعلوم أنها تقوى بقوته وتزيد بزيادته وتنقص بنقصانه فإن الشيء المعلول لا يزيد إلا بزيادة موجبه ومقتضيه ولا ينقص إلا بنقصان ذلك فإذا جعل العمل الظاهر موجب الباطن ومقتضاه لزم أن تكون زيادته لزيادة الباطن فيكون دليلا على زيادة الإيمان الباطن ونقصه لنقص الباطن فيكون نقصه دليلا على نقص الباطن وهو المطلوب .
    وهذه الأمور كلها إذا تدبرها المؤمن بعقله تبين له أن مذهب السلف هو المذهب الحق الذي لا عدول عنه وأن من خالفهم لزمه فساد معلوم بصريح المعقول وصحيح المنقول كسائر ما يلزم الأقوال المخالفة لأقوال السلف والأئمة والله أعلم".

    فهل كلام العلامة الألباني الذي نقلته يدل على هذا الذي ذكره شيخ الإسلام عن الجهمية وفروعهم أما إنك تفتري به عليه إن مشابهتك به للجهمية لمن ظلم الحدادية الذي تسير عليه .

    فاتهامك للعلامة الألباني بالإرجاء اتهام باطل ولا يوجد في كلام العلامة الألباني-رحمه الله-كلام يوافق به المرجئة إطلاقا بل جميع كلامه وتقريراته في الإيمان تناقض أصول المرجئة وأقوالهم.
    فما أقبح الكذب وما أعظم خزي مبديه إن كلامك هذا ما يقضي بسفاهة رأيك فسبحان الله الذي طبع على قلبك، وحال بينه وبين العلم والفهم .

    وصدق الشيخ العلامة ابن عثيمين حينما قال:"...لكن من رمى الشيخ الألباني فقد أخطأ يعني لم يعرف الألباني ولا يعرف معنى الإرجاء الألباني رجل من أهل السنة إه والله مدافع عنها إمام في الحديث لا نعرف في عقيدة الألباني الإرجاء".

    فهذا القول من العلامة ابن عثيمين-رحمه الله- إن دل على شيء فهو يدل على أن الذي يخاصم به القطبيون والحداديون العلامة الألباني-رحمه الله- لا يعاب به على الشيخ وهو جار على قانون العلم وأصوله.

    وإنما يعرف الحق والفضل ذووه من أهل العلم بالله ودينه الذين ينظرون بنور الله ويعرفون الرجال بالعلم ،فلهم بصيرة بالحق ومعرفة له أينما كان ومع من كان .
    والذين نصروا قول جهم هم أبعد الناس عن الألباني-رحمه الله- في تعريفهم للإيمان وفي قولهم في الاستثناء.
    فقولهم في الاستثناء بنوه على أصلهم في أن الإيمان التصديق فلا يستثنون إلا لأجل الموافاة لا لأن الإيمان يتضمن فعل الواجبات، وعللوا ذلك بأن الإيمان بالشرع هو ما يوافى به العبد ربه بأن لا يسمى الإيمان إيمان إلا ما مات الرجل عليه، وهو قول محدث لم يقله أحد من السلف.انظر مجموع الفتاوى (7 / 158).

    فالسلف إنما استثنوا لأن الإيمان يتضمن فعل الواجبات فلا يشهدون لأنفسهم بذلك كما لا يشهدون لها بالبر والتقوى فإن ذلك مما لا يعلمونه وهو تزكية لأنفسهم بلا علم.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- في مجموع الفتاوى (7 / 432):"وعند هؤلاء لا يعلم أحد أحدا مؤمنا إلا إذا علم أنه يموت عليه وهذا القول قاله كثير من أهل الكلام أصحاب ابن كلاب ووافقهم على ذلك كثير من اتباع الأئمة لكن ليس هذا قول أحد من السلف لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم ولا كان أحد من السلف الذين يستثنون في الإيمان يعللون بهذا لا أحمد ولا من قبله".

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:" ثم أكثر المتأخرين الذين نصروا قول جهم يقولون بالاستثناء في الإيمان ويقولون الإيمان في الشرع هو ما يوافي به العبد ربه وإن كان في اللغة أعم من ذلك فجعلوا في مسألة الاستثناء مسمى الإيمان ما ادعوا أنه مسماه في الشرع وعدلوا عن اللغة فهلا فعلوا هذا في الأعمال ودلالة الشرع على أن الأعمال الواجبة من تمام الإيمان لا تحصى كثرة بخلاف دلالته على أنه لا يسمى إيمانا إلا ما مات الرجل عليه فانه ليس في الشرع ما يدل على هذا وهو قول محدث لم يقله أحد من السلف.

    لكن هؤلاء ظنوا أن الذين استثنوا في الإيمان من السلف كان هذا مأخذهم لأن هؤلاء وأمثالهم لم يكونوا خبيرين بكلام السلف بل ينصرون ما يظهر من أقوالهم بما تلقوه عن المتكلمين من الجهمية ونحوهم من أهل البدع فيبقى الظاهر قول السلف والباطن قول الجهمية الذين هم أفسد الناس مقالة في الإيمان ....". مجموع الفتاوى (7 / 143)

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:"فالمتأخرون الذين نصروا قول جهم في مسألة الإيمان يظهرون قول السلف في هذا وفى الاستثناء وفى انتفاء الإيمان الذي في القلب حيث نفاه القرآن ونحو ذلك وذلك كله موافق للسلف في مجرد اللفظ وإلا فقولهم في غاية المباينة لقول السلف ليس في الأقوال أبعد عن السلف منه". مجموع الفتاوى (7 / 158).

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:"فهؤلاء لما اشتهر عندهم عن أهل السنة أنهم يستثنون في الإيمان ورأوا أن هذا لا يمكن إلا إذا جعل الإيمان هو ما يموت العبد عليه وهو ما يوافي به العبد ربه ظنوا إن الإيمان عند السلف هو هذا فصاروا يحكون هذا عن السلف وهذا القول لم يقل به أحد من السلف ولكن هؤلاء حكوه عنهم بحسب ظنهم لما رأوا أن قولهم لا يتوجه إلا على هذا الأصل وهم يدعون أن ما نصروه من أصل جهم في الإيمان هو قول المحققين والنظار من أصحاب الحديث ومثل هذا يوجد كثيرا في مذاهب السلف التي خالفها بعض النظار واظهر حجته في ذلك ولم يعرف حقيقة قول السلف فيقول من عرف حجة هؤلاء دون السلف أو من يعظمهم لما يراه من تميزهم عليه هذا قول المحققين وقال المحققون ويكون ذلك من الأقوال الباطلة المخالفة للعقل مع الشرع وهذا كثيرا ما يوجد في كلام بعض المبتدعين وبعض الملحدين ومن آتاه الله علما وإيمانا علم أنه لا يكون عند المتأخرين من التحقيق إلا ما هو دون تحقيق السلف لا في العلم ولا في العمل ومن كان له خبرة بالنظريات والعقليات وبالعمليات علم أن مذهب الصحابة دائما أرجح من قول من بعدهم وأنه لا يبتدع أحد قولا في الإسلام إلا كان خطأ وكان الصواب قد سبق إليه من قبله.

    قال أبو القاسم الأنصاري فيما حكاه عن أبي إسحاق الاسفرائيني لما ذكر قول أبي الحسن وأصحابه في الإيمان وصحح أنه تصديق القلب قال ومن أصحابنا من قال بالموافاة وشرط في الإيمان الحقيقي أن يوافي ربه به ويختم عليه ومنهم من لم يجعل ذلك شرطا فيه في الحال

    قال الأنصاري: لما ذكر أن معظم أئمة السلف كانوا يقولون الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح قال الأكثرون من هؤلاء على القول بالموافاة ومن قال بالموافاة فإنما يقوله فيمن لم يرد الخبر بأنه من أهل الجنة وأما من ورد الخبر بأنه من أهل الجنة فإنه يقطع على إيمانه كالعشرة من الصحابة ثم قال:والذي اختاره المحققون أن الإيمان هو التصديق وقد ذكرنا اختلاف أقوالهم في الموافاة، وأن ذلك هل هو شرط في صحة الإيمان وحقيقته في الحال وكونه معتدا عند الله به وفى حكمه فمن قال أن ذلك شرط فيه يستثنون في الإطلاق في الحال لا إنهم يشكون في حقيقة التوحيد والمعرفة لكنهم يقولون لا يدري أي الإيمان الذي نحن موصوفون به في الحال هل هو معتد به عند الله على معنى أنا ننتفع به في العاقبة ونجتني من ثماره .

    فإذا قيل:لهم أمؤمنون أنتم حقا أو تقولون:إن شاء الله أو تقولون:نرجو فيقولون:نحن مؤمنون إن شاء الله يعنون بهذا الاستثناء تفويض الأمر في العاقبة إلى الله سبحانه وتعالى .

    وإنما يكون الإيمان إيمانا معتدا به في حكم الله إذا كان ذلك علم الفوز وآية النجاة وإذا كان صاحبه والعباد بالله في حكم الله من الأشقياء يكون إيمانه الذي تحلى به في الحال عارية .

    قال:ولا فرق عند الصائرين إلى هذا المذهب بين أن يقول:أنا مؤمن من أهل الجنة قطعا وبين أن يقول أنا مؤمن حقا .

    قلت:هذا إنما يجيء على قول من يجعل الإيمان متناولا لأداء الواجبات وترك المحرمات فمن مات على هذا كان من أهل الجنة، وأما على قول الجهمية والمرجئة وهو القول الذي نصره هؤلاء الذين نصروا قول جهم فإنه يموت على الإيمان قطعا ويكون كامل الإيمان عندهم وهو مع هذا عندهم من أهل الكبائر الذين يدخلون النار فلا يلزم إذا وافى بالإيمان أن يكون من أهل الجنة وهذا اللازم لقولهم يدل على فساده لأن الله وعد المؤمنين بالجنة، وكذلك قالوا لا سيما والله سبحانه وتعالى يقول:{وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات}الآية قال فهؤلاء يعني القائلين بالموافاة جعلوا الثبات على هذا التصديق والإيمان الذي وصفناه إلى العاقبة والوفاء به في المآل شرطا في الإيمان شرعا لا لغة ولا عقلا قال وهذا مذهب سلف أصحاب الحديث والأكثرين قال وهو اختيار الإمام أبي بكر بن فورك وكان الإمام محمد ابن إسحاق بن خزيمة يغلو فيه وكان يقول من قال أنا مؤمن حقا فهو مبتدع .
    وأما مذهب سلف أصحاب الحديث كابن مسعود وأصحابه والثوري وابن عيينة وأكثر علماء الكوفة ويحيى بن سعيد القطان فيما يرويه عن علماء أهل البصرة واحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة فكانوا يستثنون في الإيمان وهذا متواتر عنهم لكن ليس في هؤلاء من قال أنا استثنى لأجل الموافاة وأن الإيمان إنما هو اسم لما يوافى به العبد ربه بل صرح أئمة هؤلاء بأن الاستثناء إنما هو لأن الإيمان يتضمن فعل الواجبات فلا يشهدون لأنفسهم بذلك كما لا يشهدون لها بالبر والتقوى فإن ذلك مما لا يعلمونه وهو تزكية لأنفسهم بلا علم كما سنذكر أقوالهم إن شاء الله في ذلك .

    وأما الموافاة فما علمت أحدا من السلف علل بها الاستثناء، ولكن كثير من المتأخرين يعلل بها من أصحاب الحديث من أصحاب أحمد ومالك والشافعي وغيرهم كما يعلل بها نظارهم كأبي الحسن الأشعري وأكثر أصحابه لكن ليس هذا قول سلف أصحاب الحديث".مجموع الفتاوى (7 / 436-439)
    فأين هؤلاء الذين يستثنون لأجل الموافاة من أقوال العلامة الألباني ومذهبه السلفي فتشبيهك العلامة الألباني بهؤلاء إنما هو من ظلم الحدادية .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-:"ومن كان موافقا لقول جهم في الإيمان بسبب انتصار أبى الحسن لقوله في الإيمان يبقى تارة يقول بقول السلف والأئمة وتارة يقول بقول المتكلمين الموافقين لجهم حتى في مسألة سب الله ورسوله رأيت طائفة من الحنبليين والشافعيين والمالكيين إذا تكلموا بكلام الأئمة قالوا أن هذا كفر باطنا وظاهرا .

    وإذا تكلموا بكلام أولئك قالوا هذا كفر في الظاهر وهو في الباطن يجوز أن يكون مؤمنا تام الإيمان فإن الإيمان عندهم لا يتبعض، ولهذا لما عرف القاضي عياض هذا من قول بعض أصحابه أنكره ونصر قول مالك وأهل السنة وأحسن في ذلك .

    وقد ذكرت بعض ما يتعلق بهذا في كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول وكذلك تجدهم في مسائل الإيمان يذكرون أقوال الأئمة والسلف ويبحثون بحثا يناسب قول الجهمية لأن البحث أخذوه من كتب أهل الكلام الذين نصروا قول جهم في مسائل الإيمان." انظر مجموع الفتاوى (7 / 436)

    وبهذا يتبين أن طريقة عبد اللطيف باشميل طريقة أهل البدع والجهل والافتراء وهذا هو الذي سود به شريطه من أوله إلى أخره بشبهات ساقطة وأقوال ضالة لا تروج على من عرف الألباني وسلفيته.

    وهذا الشخص لا يبدي قولة في حملته على العلامة الألباني إلا هي أكبر من أختها في الجهالة والضلالة فهو يتفوه بكلام لا يقوله إلا أفلس الخلق من العلم والدين.

    وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين
    وفي الأخير أقول أقرب الناس شبها بالخوارج:من بدع وضلل أهل العلم، وخرج عن طريقة علماء المسلمين قال العلامة ابن القيم-رحمه الله-:
    من لي بشبه خوارج قد كفروا &&& بالذنب تأويلا بلا إحسان
    ولهم نصوص قصروا في فهمها &&& فأتوا من التقصير في العرفان
    وخصومنا قد كفرونا بالذي &&& هو غاية التحقيق والإيمان
    كتبه:أبو مصعب
    علي بن ناصر بن محمد
    التعديل الأخير تم بواسطة مهدي بن هيثم الشبوي; الساعة 20-03-2010, 04:11 PM.

  • #2
    جزاك الله خيرا يا أبا مصعب
    وباشميل حدادي خبيث
    منحرف





    تعليق


    • #3
      علي بن ناصر, جزاك الله خيرا. والمصيبة ان هذا النكرة باشميل يناطح من؟ فانا لله وانا اليه راجعون.

      تعليق


      • #4
        ذب الله عن وجهك النار كما ذببت عن الإمام الألباني رحمه الله و رفع درجته في المهديين .
        و أقول أهجهجم و روح القدس معك أخي الفاضل ، فالألباني فارس الحديث و إن رغمت أنوف و لا ندعي له العصمة رحمه الله .

        تعليق


        • #5

          جزاك الله خيرا أخانا علي بن ناصر العدني وفقك الله وبارك فيك على هذا الدفاع عن إمام من أئمة الدعوة السلفية العلامة المحدث الفقيه / محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى آمين.

          وأن تعجب فعجب لمن يجالسون المخذول باشميل.
          ولقد وصل إلى أن باشميل إجتمع مع بعض الحداديين القدامى الذين أصبحوا يتمسحون بالسلفيين ومنهم عبدالرحمن الحجي في الطائف وكان في هذا المجلس نصيبا كبير للطعن في هذا الإمام / الألباني رحمه الله فعلى الأخوة المغترين / بالحجي هذا والحذر منه والتحذير من الفتنة الأخيرة التي يقوم بها ويريد تصيد أي زلة لعالم فيها إلا وهي فتنة ((عدم العذر بالجهل)) التى جعل لها أكثر من خمس خطب جمعة متتابعة في مسجده بالرياض يلبس فيها على طلاب العلم والعوام في هذه الدعوى التى يخالف فيها كثير من العلماء السلفيين المتقدمين والمتأخرين نسأل الله أن يكفي السلفيين والمسلمين شره وشر ما يدعوا إليه آمين.
          فالحدادية تلبس هذه الأيام لباس متمسحا بالسلفية وتظهر بثوب سلفي أمام العلماء وولاة الأمر وطلاب العلم لفشلهم عند ظهور مذهبه مما جعلهم يلزمون التخفي وإظهار مسائل فردية يتبناه شيوخ الفجأة. ليعيدوا تجميع أنفسهم وترتيب فرقتهم من جديد.
          ولا حول ولا قوة إلا بالله.
          التعديل الأخير تم بواسطة علي بن إبراهيم جحاف; الساعة 29-08-2009, 11:47 AM.

          تعليق


          • #6
            جزاك الله خيرا وبارك فيك وفي علمك

            والغريب أننا لا نجد دفاعاً ظاهراً من تلاميذ الإمام الألباني -رحمه الله- ضد هذه الافتراءات والطعونات

            تعليق


            • #7
              يُرفع دفاعاً عن الإمام الألباني -رحمه الله- وفضحاً للحدادي باشميل

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة علي بن إبراهيم جحاف مشاهدة المشاركة

                جزاك الله خيرا أخانا علي بن ناصر العدني وفقك الله وبارك فيك على هذا الدفاع عن إمام من أئمة الدعوة السلفية العلامة المحدث الفقيه / محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى آمين.

                وأن تعجب فعجب لمن يجالسون المخذول باشميل.
                ولقد وصل إلى أن باشميل إجتمع مع بعض الحداديين القدامى الذين أصبحوا يتمسحون بالسلفيين ومنهم عبدالرحمن الحجي في الطائف وكان في هذا المجلس نصيبا كبير للطعن في هذا الإمام / الألباني رحمه الله فعلى الأخوة المغترين / بالحجي هذا والحذر منه والتحذير من الفتنة الأخيرة التي يقوم بها ويريد تصيد أي زلة لعالم فيها إلا وهي فتنة ((عدم العذر بالجهل)) التى جعل لها أكثر من خمس خطب جمعة متتابعة في مسجده بالرياض يلبس فيها على طلاب العلم والعوام في هذه الدعوى التى يخالف فيها كثير من العلماء السلفيين المتقدمين والمتأخرين نسأل الله أن يكفي السلفيين والمسلمين شره وشر ما يدعوا إليه آمين.
                فالحدادية تلبس هذه الأيام لباس متمسحا بالسلفية وتظهر بثوب سلفي أمام العلماء وولاة الأمر وطلاب العلم لفشلهم عند ظهور مذهبه مما جعلهم يلزمون التخفي وإظهار مسائل فردية يتبناه شيوخ الفجأة. ليعيدوا تجميع أنفسهم وترتيب فرقتهم من جديد.
                ولا حول ولا قوة إلا بالله.
                نعم أخي بارك الله فيك ،يزداد العجب ممن أصبح يطارد السلفيين بالإرجاء و لا يفيق من الهذيان به ،في حين يروج لأمثال هؤلاء (!؟) و الله المستعان...

                تعليق


                • #9
                  أخي الحبيب الأريب ...

                  المشاركة الأصلية بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى مشاهدة المشاركة
                  جزاك الله خيرا وبارك فيك وفي علمك

                  والغريب أننا لا نجد دفاعاً ظاهراً من تلاميذ الإمام الألباني -رحمه الله- ضد هذه الافتراءات والطعونات
                  بل دافع الهلالي في غير ما مقال ؛ وآخر لقاء له على النت كان حوالي ساعتين وثلث الساعة كله عن الإمام الألباني ورد فيه على فرية من رماه بالإرجاء ونقض كثير من الشبه جزاه الله خيرًا .

                  تعليق


                  • #10
                    جزاك الله خيرا أبا مصعب وبارك الله فيك

                    تعليق


                    • #11
                      جزاكم الله خيرا

                      يرفع لبيان حال هذا الكذاب

                      تعليق


                      • #12
                        يرفع رفع الله قدر علماء أهل السنة
                        وجزاكم الله خيراً يا أبا مصعب
                        وأخزى الله الحدادية والمميعة


                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى مشاهدة المشاركة
                          يرفع رفع الله قدر علماء أهل السنة
                          وجزاكم الله خيراً يا أبا مصعب
                          وأخزى الله الحدادية والمميعة


                          جزاك الله خيرا ياأبا مصعب

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبي إبراهيم علي مثنى

                            يرفع رفع الله قدر علماء أهل السنة
                            وجزاكم الله خيراً يا أبا مصعب
                            وأخزى الله الحدادية والمميعة

                            تعليق


                            • #15
                              يرفع ليصلح رقية طيبة للممسوسين الحجي وإبراهيم الشمري الطاعننين في الإمام الألباني والراميين له بالإرجاء والجهمية ظلما وزورا
                              نسأل الله العافية

                              تعليق

                              يعمل...
                              X