ولتستبين سبيل المجرمين
اعتنى بها
أبوعمار ياسر بن ثابت بن زين العلائي اليافعي
الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ﴾[البقرة: من الآية282].
يعلم من هذه الآية الكريمة أن تقوى الله من أعظم أسباب تحصيل العلم النافع، بل التقوى أمر لابد منه في حياة العالم والمتعلم والداعي إلى الله، ووضع القبول لهما في الأرض إلا بتقوى الله، وكدا المتعلم فلا يوفق للعلم والاستمرار عليه إلا بالتقوى، فمتى بنى الداعي الى الله والمتعلم الدعوة على المكر وجلب المصالح الشخصية فإن هذا أعظم عنوان الفشل، بل ويكون من هذا حاله شؤم حيث ما حلَّ وارتحل.
والواقع أكبر دليل على ذلك، ولا نحب أن نطيل الكلام في بيان تلك الوقائع، بل يكفينا قول ربنا عز وجل: ﴿وَلا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾[فاطر: من الآية43]، وإن ما وقع في الديس الشرقية من تصدر بعض الجهلة والحمقى أمر الدعوة إلى الله كان نكبة عليها وعلى أهلها، وأن الذي يقوم به نبيل الحمر في هذه الأيام لآية وعبرة جلية بينة لكل ذي عقل وخلق سليم، لقد عاش نبيل حمر سنوات طوال وهو ينخر في هذه الدعوة المباركة، ويحفر فيها كالفار، فلا حياء ولا شهامة تمنعه عن غيه ومكره وتهوره وظلمه، بل كان متماديًا في ذلك كله، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾[الشعراء: من الآية227].
وإن تعجب فأعجب من ذلك كيف يكون السكوت عليه طيلة هذه السنوات مع العلم بحاله الذي هو كما عرفت، لقد وقع إنكار من بعض الأشخاص على نبيل حُمر، ولكن هُناك أُناس جنّدوا أنفسهم للدفاع عنه وإسكات كل صوت يتفوه بالإنكار عليه.
وهؤلاء لهم مصالح في السكوت عن حُمرَ، فمنهم من كان يستلم أموالًا منه، وكان حُمَر يغدق عليهم، حتى إن رجلًا أراد الإنكار على حُمَر عند شخص من هؤلاء، فقال له: أنا والحُمَر شيء واحد.
وهذا الأيام يجلب على أهل السنة بخيله ورجله، بسبب ما ذُكر عنه من بعض تلك الحقائق في «ملزمة التلصصات»، وحاول بكذبه التبرء من تلك الفعال التي لا سبيل له من الخلاص منها إلا بالتوبة والرجوع إلى الله عز وجل، وجعل هذه الملزمة من ضمن الأدلة عنده وعند الجهال من أمثاله على أن الشيخ يحيى حفظه الله يكذب، ويصدِّق كل كذب قيل له، ثم قام بنشر هذه الملزمة ليوهم الناس أن ما فيها كله كذب عليه.
ولقد تلخص لنا من «ملزمة التلصصات» أن للحمر ثلاث قواعد لنهب الأموال:
القاعدة الأولى: الحيل، وهذا أكثر ما يفعله مع أهل الحج والعمرة.
القاعدة الثانية: الدَّين، وقد صرّح بتلك العبارة الأثيمة.
القاعدة الثالثة: أخذ الصدقات والزكوات والتبرعات الخيرية، التي تُوكل إليه لتوزيعها.
وكل هذه الأمور الثلاثة قد صرّح بها بلسانه، وسُمعتْ منه، ودوِّنت عليه، و طبّقها بفعله.
والمقصود من هذا الموضوع في هذه الحلقة هو أنّ قضية تلصص حُمر أمر معلوم عند كثير من أهل الديس وغيرهم، والآن نشرع في ذكر الوقائع والأقوال التي تبرهن على ما نقول، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، وأن يجعل ما نقوله ونكتبه خالصًا لوجهه الكريم، قاصدين فيه بيان سبيل المجرمين.
1 عُقدت للحُمر جلسة، وكان من المتحمسين لهذه الجلسة محمد بن سعيد عيوري، فقد قام جزاه الله خيرًا بدعوة الأخوة الذين حضروا الجلسة، وقد كان يذهب إليهم إلى أماكنهم في وقت الظهيرة، محتسبًا الأجر عند الله، وكان هداه الله ممن يتهم حُمر على أخذ أموال الدعوة.
فابتدأت الجلسة من بعد العصر إلى العشاء، وكان محمد ممن يُناقشه، وحُمر يصرخ في المجلس، يحاول إخراجهم عن الموضوع، يلتفت إلى حمدون ويقول: ألم نصطلح أنا وأنت، وانتهى ما بيني وبينك، فلم يستطع أن يخرجهم عما اجتمعوا من أجله.
ومن الأمور التي جرَّت إلى هذه الجلسة أن حُمر كان مستأجرًا بيتًا، ويدفع إيجار هذا البيت، وإيجار الكهرباء والماء، وكان يعيش في رفاهية، مع ذلك كان في ذلك الوقت عاطل عن العمل تمامًا.
وبعد هذه الجلسة بدأ الشباب يتحدثون بأن حُمر يأكل أموال الدعوة إلا أن سماسرة حُمر قلبوا الحقائق، و لكن الغريب أن حُمر لم يقدِّم أي بلاغ عن أصحاب هذه الجلسة!!! وهذا باختصار.
2 الرحلات التي يقوم بها أهل الديس إلى مراكز أهل العلم كان حُمر هو المسئول، فكان يأخذ من كل شخص أجرة الركوب والأكل، وكان حمر لا يترك الباص يقف لبعض الوجبات الغذائية، وعند قدومهم دماج ربما اُتصل به وهو في الطريق إن كنتم ستتأخرون فتغدوا في الطريق، فيرفض ذلك ويؤكد لهم أن يتركوا لهم غداءً، فتصل الباصات ربما قبل المغرب، وذات مرة وصل الباص الساعة الواحدة ليلًا، وأصحاب الباص على لحوم بطونهم، ومرة كان معه ابنه، فكان يوقف الباص بحجة أنه يشتري لابنه بعض المأكولات، ويشتري لنفسه معه، ويأكل هو وابنه، وأصحاب الرحلة يصرخون يريدون الوقوف من أجل الأكل، فلا يُبالي بهم، وكل ذلك حرصًا على توفير باقي فلوس الرحلة التي لا يُعلم أين تذهب؟! ، وهذا أمر يشهد به كل من ذهب في هذه الرحلات.
3 شهد بعض أصحاب الديس، وبعض أصحاب المناطق المجاورة أن حُمر ومن معه يمتصون من مال ذاك الرجل الشائب الذي عنده إقامة سعودية، ويذلون أنفسهم عنده لأجل هذا الغرض، ولهذا تفصيل نكتفي بما أشرنا.
4 وكان ممن يتهمه باختلاس أموال الدعوة عادل، إذ كان يُنادي بأن تُسحب منه جميع أمور الدعوة، ولكن سماسرة حُمر أخفوا صوته، بل جعلوا إنكاره داخل دكانه.
5 ويقول مبارك بن مسلم في وصف بشاعة حُمر في نهب الأموال إنه (كمبريشن).
6 ويقول صاحب ثوبان: إن مجموعة من الناس يشتكون حُمر أنه يأخذ منهم أموالًا ثم لا يرجعها.
7 ويقول بعض أصحاب المكتبات: ذهبتُ إلى حمر أُطالبه في فلوس عنده فجعل يماطلني ويحاول إخراجي عن الموضوع، بل لم يترك لي مجالًا للكلام في أمر المال الذي عنده.
8 ويقول محمد: إن للحمر تلصصات...
9 وممن يتهمه بالتلصص أيضًا حمدون، فهو الذي سعى لقيام تلك الجلسة لمحاكمة حمر في أموال الدعوة.
10 حُمر يشهد على نفسه، ولهذا عدة أمور منها:
أ) قبل فترة حاول حمر أن يشيع أن بيته بناه من الديون، حتى قال لفلان: أنا سأستدين (500000) خمسمائة ألف من عند عادل، حتى أُكمل بعض تشطيبات البيت، ثم أكمل ما ذكر، ودخل في الدور الثاني، ولما دخلت بعض الناس بيته انبهرت بتلك الزينة والزخرفة التي في البيت، فكل هذا من حساب الخمسمائة الألف، ولما خرجت «ملزمة التلصصات» قال لبعض الناس: البيت بنيته من عملي في وكالة الحج والعمرة!! أترك التعليق للقرّاء.
ب) ذكر لبعض الناس أن كل ما في «ملزمة التلصصات» كذب عليه، وقال لآخرين في مسألة الحيل التي يقوم بها مع الحجاج وةالمعتمرين: هذا أمر لابد منه. فهذا إقرار من حمر على نفسه بالتلصص والإقرار سيد الشهداء، وأيضًا لما أنكروا عليه هذه الأمور وهو في الحج، قال للمنكر: هذا أمر نفعله كل سنة، قلت: فهذا عذر أقبح من الفعل.
ج) ذُكر عن جهاز أصحاب المهرة والجهاز وقف، قال: أنا وضعته عند المهندس ثم وكلت به شخصًا آخر، ولم أدر ما فعل به، وقال لآخرين: إنما أخذتُ الجهاز لأن لي عند أصحاب المهرة فلوس.
وهذه الشهادات التي ذكرناها شيء قليل ومختصر، وإلا فكم من شخص من أهل الديس وخارجها قد ذمّ حمر بهذا الخُلُق الخسيس، خلق التلصص، ولقد كثرت أجوبة حمر، واضطربت عما ذُكر في «ملزمة التلصصات»، تارة ينفي، وتارة بإثبات البعض، وستكثر أكثر وأكثر، ولكن لا خلاص له إلا بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى.
وكل ما ذكرناه في هذه الحلقة إنما هو عبارة عن إشارة، وإلا فإننا لم نفتح ملف معهد ثوبان، ولا ملف العلاقة المادية بينه وبين عبدالله مرعي، وغير ذلك، وكذا ملف الطعن في دماج قديمًا وحديثًا، فقد كان حمر وبعض من معه يُهمشون دماج وشيخها الجليل العالم النحرير.
وبالمقابل فقد كانوا ينفخون في عبدالله بن مرعي وسالم بامحرز، حتى صار المرجعية المعلومة عند أصحاب الديس، فقد كان حُمر ومن معه يصفون الخطب التي تُقام في دماج بأنها لا رأس لها ولا رجلين، وقرروا في أوساط أهل السنة أن المرجعية هم العلماء الذين انحنت ظهورهم وشابت شعورهم، (تعريضًا) أن الشيخ يحيى حفظه الله ليس بمرجعية معتمدة، حتى توالت الطعون في الشيخ يحيى حماه الله.
ويا للأسف! أن بعض الناس اغترّ بمثل هذه النغمات، والله المستعان، ومن تلك الطعون أن الشيخ يحيى حفظه الله متهور، وأنه لا يتثبت مما يُنقل إليه، حتى قال قائلهم: إن المقربين الذين عند الشيخ يحيى مدسوسون، وما قامت هذه الفتنة إلى وقلوب كثير من الشباب قد مُلئت حقدًا وغيظًا على الشيخ يحيى حفظه الله، فسارعت في تلقي المطاعن من تكذيب وشتم على هذا الشيخ الذي أسهر ليله وأتعب نهاره في سبيل الذب عن السنة وأهلها، فنسأل الله أن يدفع عنا وعنه كل سوء ومكروه، ولكن حمر ليس وحده في هذه المطاعن، فقد شاركه فيها جمعية البندر الحزبية الخبيثة، والتي لها نصيب من الطعن في شيخنا يحيى حفظه الله بالتكذيب والتنقص، ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا﴾[الكهف: من الآية5].
فهلا خلصتم أنفسكم من أكل أموال الناس بالباطل حتى تقعوا في علم من أعلام السنة، ولقد صبت كل حقدها على أهل السنة حتى لا يبينوا عوارها، فصار رئيس الجمعية ونائبه مثل المجانين، يرفعون البلاغات على كل من تكلم في الربا والضرائب والتأمين وغير ذلك من المخالفات، التي هم واقعون فيها، فحقّ لنا أن نصف حالهم هذا بقول الله تعالى: ﴿يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ﴾[المنافقون: من الآية4].
فهل هذه الهجمة الشرسة أخفت جرائم هذه الجمعية؟ لا والله، بل هُناك عشرات الأشخاص وهم يُطالبون الجمعية بحقوقهم، والجمعية تماطلهم في ذلك، وتكذب عليهم، ونقول لهذه الجمعية: «أي جسم نبت من سُحت فالنار أولى به».
وهناك أيضًا يد خفية تعمل مع حمر، ولقد كان لها الدور الكبير في ترسيخ المطاعن في شيخنا يحيى حفظه الله، والتقليل من شأنه، وعدم الرجوع إليه في كثير من المسائل، وإنما الإشادة بعلماء آخرين، وكل ذلك مكر بأهل السنة في الديس كي يتخلصوا من دماج، ويبغضوها وشيخنا للناس؛ لأن هؤلاء الماكرين قد امتلأت قلوبهم غيظًا على الشيخ يحيى حفظه الله، ولكن ما استطاعوا أن يُظهروا ويبوحوا به، وإنما أظهروا بعض ما في قلوبهم في المجالس الخاصة، فهم ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ﴾[لأنفال: من الآية30]، ولقد ظهرت ثمرتهم الأثيمة في هذه الحزبية الجديدة، وذلك أنه غرر على بعض أهل السنة في الديس، حتى قبلوا كل ما قيل في الشيخ يحيى من المطاعن والشتمائم، ولهذا الأمر تفصيل ليس هذا موضعه.
وممن له مشاركة أيضًا مع حمر المدعو أبوبكر بن أحمد باصلعة، ونكتفي في هذه الحلقة بتعريف مختصر عن هذا الشخص ليعرف القارئ حال هؤلاء الذين يقفون مع هذا المفتون، بأنهم ضعاف نفوس وأصحاب مصالح شخصية.
فأبوبكر كان من الخلية السرية لدى جمعية الإحسان، ولهم جلسات سرية، وأول هذه الجلسات تكفير الحكام، ونهايتها الخروج على الحكام، ثم تاب، ورجع مع أهل السنة، ثم جاءت فتنة أبي الحسن ودخل فيها، ثم رجع، ثم جاءت هذه الفتنة فكان من أول من ولج فيها وتعصب لها، وتجلد لها، لا عن شبهة ولكن اتباع مصالح نفسية، لقد كان بالأمس القريب يتسول في دوعن لاسيما عندما قُرب وقت زواجه، فقد كان يلح على بعض الأخوة هناك على أن يساعده، فوجد ضالته المنشودة عند عبدالله بن مرعي بغير مشقة.
فنكتفي بما ذكرناه في هذه الحلقة عن حُمر، وهناك أمور مستقبحة أعرضنا عن ذكرها، لكن إذا دعت الحاجة إلى ذكرها ذكرناها، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فإن تك من رجال الحرب فاثبت
وكن رجلًا بها تُرمى وترمي
وأجمع كل ذي دين خبيث
لنلحق جمعكم بمجموع طسم
وفي ختام هذه الحلقة ننصح إخواننا أهل السنة بالديس الشرقية بتقوى الله، والتمسك بما هم عليه من السنة، والدعوة إليها، ولا يؤثر فيهم من انحرف عنها، وليكونوا فيما بينهم متآخين متآلفين مُحبين للخير لأنفسهم ولإخوانهم، وليحذروا من تصدر الجهلة لأمر الدعوة، وليأخذوا حذرهم ودرسهم من هذه الفتنة، وليحذروا أيضًا ممن يطعن في دماج وشيخنا الهمام، باسم المصلحة والمفسدة، فهؤلاء يدسون السم في العسل، ليكونوا مُتصلين بالعلماء، ولا يسمعون لمن أراد أن يحول بينهم وبين العلماء الناصحين، ويقدر لهم المصالح من ذات نفسه الجهولة، فالمصالح والمفاسد لا يقدرها إلا العلماء الذين عُرفوا بالعلم والنصح والثبات على الحق، وإلا فأي مصلحة جنتها الدعوة من السكوت على جمعية البندر طيلة هذه السنوات، بل يحرصوا إلا يعرض أمرها على الشيخ يحيى حفظه الله تعالى، وأي مصلحة جنتها الدعوة من السكوت على حمر، وعلى فتنته وظلمه، فهذه الأمور وغيرها تدلنا على أهمية الرجوع إلى العلماء في كل صغيرة وكبيرة، وسؤالهم عن الوقائع الحادثة، والله يقول: ﴿فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾[النحل: من الآية43].
وننصح أيضًا الأخ نبيل الحمر بتقوى الله والرجوع إلى الحق والتخلص عما هو عليه من الباطل، فإن الرجوع إلى الحق مكرمة، والتمادي في الباطل مخذلة، اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، اللهم ثبتنا على الحق المبين حتى نلقاك، واهدي إخواننا للرجوع إلى الحق، إنك على كل شيء قدير.
اعتنى بها
أبوعمار ياسر بن ثابت بن زين العلائي اليافعي
الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ﴾[البقرة: من الآية282].
يعلم من هذه الآية الكريمة أن تقوى الله من أعظم أسباب تحصيل العلم النافع، بل التقوى أمر لابد منه في حياة العالم والمتعلم والداعي إلى الله، ووضع القبول لهما في الأرض إلا بتقوى الله، وكدا المتعلم فلا يوفق للعلم والاستمرار عليه إلا بالتقوى، فمتى بنى الداعي الى الله والمتعلم الدعوة على المكر وجلب المصالح الشخصية فإن هذا أعظم عنوان الفشل، بل ويكون من هذا حاله شؤم حيث ما حلَّ وارتحل.
والواقع أكبر دليل على ذلك، ولا نحب أن نطيل الكلام في بيان تلك الوقائع، بل يكفينا قول ربنا عز وجل: ﴿وَلا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾[فاطر: من الآية43]، وإن ما وقع في الديس الشرقية من تصدر بعض الجهلة والحمقى أمر الدعوة إلى الله كان نكبة عليها وعلى أهلها، وأن الذي يقوم به نبيل الحمر في هذه الأيام لآية وعبرة جلية بينة لكل ذي عقل وخلق سليم، لقد عاش نبيل حمر سنوات طوال وهو ينخر في هذه الدعوة المباركة، ويحفر فيها كالفار، فلا حياء ولا شهامة تمنعه عن غيه ومكره وتهوره وظلمه، بل كان متماديًا في ذلك كله، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾[الشعراء: من الآية227].
وإن تعجب فأعجب من ذلك كيف يكون السكوت عليه طيلة هذه السنوات مع العلم بحاله الذي هو كما عرفت، لقد وقع إنكار من بعض الأشخاص على نبيل حُمر، ولكن هُناك أُناس جنّدوا أنفسهم للدفاع عنه وإسكات كل صوت يتفوه بالإنكار عليه.
وهؤلاء لهم مصالح في السكوت عن حُمرَ، فمنهم من كان يستلم أموالًا منه، وكان حُمَر يغدق عليهم، حتى إن رجلًا أراد الإنكار على حُمَر عند شخص من هؤلاء، فقال له: أنا والحُمَر شيء واحد.
وهذا الأيام يجلب على أهل السنة بخيله ورجله، بسبب ما ذُكر عنه من بعض تلك الحقائق في «ملزمة التلصصات»، وحاول بكذبه التبرء من تلك الفعال التي لا سبيل له من الخلاص منها إلا بالتوبة والرجوع إلى الله عز وجل، وجعل هذه الملزمة من ضمن الأدلة عنده وعند الجهال من أمثاله على أن الشيخ يحيى حفظه الله يكذب، ويصدِّق كل كذب قيل له، ثم قام بنشر هذه الملزمة ليوهم الناس أن ما فيها كله كذب عليه.
ولقد تلخص لنا من «ملزمة التلصصات» أن للحمر ثلاث قواعد لنهب الأموال:
القاعدة الأولى: الحيل، وهذا أكثر ما يفعله مع أهل الحج والعمرة.
القاعدة الثانية: الدَّين، وقد صرّح بتلك العبارة الأثيمة.
القاعدة الثالثة: أخذ الصدقات والزكوات والتبرعات الخيرية، التي تُوكل إليه لتوزيعها.
وكل هذه الأمور الثلاثة قد صرّح بها بلسانه، وسُمعتْ منه، ودوِّنت عليه، و طبّقها بفعله.
والمقصود من هذا الموضوع في هذه الحلقة هو أنّ قضية تلصص حُمر أمر معلوم عند كثير من أهل الديس وغيرهم، والآن نشرع في ذكر الوقائع والأقوال التي تبرهن على ما نقول، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، وأن يجعل ما نقوله ونكتبه خالصًا لوجهه الكريم، قاصدين فيه بيان سبيل المجرمين.
1 عُقدت للحُمر جلسة، وكان من المتحمسين لهذه الجلسة محمد بن سعيد عيوري، فقد قام جزاه الله خيرًا بدعوة الأخوة الذين حضروا الجلسة، وقد كان يذهب إليهم إلى أماكنهم في وقت الظهيرة، محتسبًا الأجر عند الله، وكان هداه الله ممن يتهم حُمر على أخذ أموال الدعوة.
فابتدأت الجلسة من بعد العصر إلى العشاء، وكان محمد ممن يُناقشه، وحُمر يصرخ في المجلس، يحاول إخراجهم عن الموضوع، يلتفت إلى حمدون ويقول: ألم نصطلح أنا وأنت، وانتهى ما بيني وبينك، فلم يستطع أن يخرجهم عما اجتمعوا من أجله.
ومن الأمور التي جرَّت إلى هذه الجلسة أن حُمر كان مستأجرًا بيتًا، ويدفع إيجار هذا البيت، وإيجار الكهرباء والماء، وكان يعيش في رفاهية، مع ذلك كان في ذلك الوقت عاطل عن العمل تمامًا.
وبعد هذه الجلسة بدأ الشباب يتحدثون بأن حُمر يأكل أموال الدعوة إلا أن سماسرة حُمر قلبوا الحقائق، و لكن الغريب أن حُمر لم يقدِّم أي بلاغ عن أصحاب هذه الجلسة!!! وهذا باختصار.
2 الرحلات التي يقوم بها أهل الديس إلى مراكز أهل العلم كان حُمر هو المسئول، فكان يأخذ من كل شخص أجرة الركوب والأكل، وكان حمر لا يترك الباص يقف لبعض الوجبات الغذائية، وعند قدومهم دماج ربما اُتصل به وهو في الطريق إن كنتم ستتأخرون فتغدوا في الطريق، فيرفض ذلك ويؤكد لهم أن يتركوا لهم غداءً، فتصل الباصات ربما قبل المغرب، وذات مرة وصل الباص الساعة الواحدة ليلًا، وأصحاب الباص على لحوم بطونهم، ومرة كان معه ابنه، فكان يوقف الباص بحجة أنه يشتري لابنه بعض المأكولات، ويشتري لنفسه معه، ويأكل هو وابنه، وأصحاب الرحلة يصرخون يريدون الوقوف من أجل الأكل، فلا يُبالي بهم، وكل ذلك حرصًا على توفير باقي فلوس الرحلة التي لا يُعلم أين تذهب؟! ، وهذا أمر يشهد به كل من ذهب في هذه الرحلات.
3 شهد بعض أصحاب الديس، وبعض أصحاب المناطق المجاورة أن حُمر ومن معه يمتصون من مال ذاك الرجل الشائب الذي عنده إقامة سعودية، ويذلون أنفسهم عنده لأجل هذا الغرض، ولهذا تفصيل نكتفي بما أشرنا.
4 وكان ممن يتهمه باختلاس أموال الدعوة عادل، إذ كان يُنادي بأن تُسحب منه جميع أمور الدعوة، ولكن سماسرة حُمر أخفوا صوته، بل جعلوا إنكاره داخل دكانه.
5 ويقول مبارك بن مسلم في وصف بشاعة حُمر في نهب الأموال إنه (كمبريشن).
6 ويقول صاحب ثوبان: إن مجموعة من الناس يشتكون حُمر أنه يأخذ منهم أموالًا ثم لا يرجعها.
7 ويقول بعض أصحاب المكتبات: ذهبتُ إلى حمر أُطالبه في فلوس عنده فجعل يماطلني ويحاول إخراجي عن الموضوع، بل لم يترك لي مجالًا للكلام في أمر المال الذي عنده.
8 ويقول محمد: إن للحمر تلصصات...
9 وممن يتهمه بالتلصص أيضًا حمدون، فهو الذي سعى لقيام تلك الجلسة لمحاكمة حمر في أموال الدعوة.
10 حُمر يشهد على نفسه، ولهذا عدة أمور منها:
أ) قبل فترة حاول حمر أن يشيع أن بيته بناه من الديون، حتى قال لفلان: أنا سأستدين (500000) خمسمائة ألف من عند عادل، حتى أُكمل بعض تشطيبات البيت، ثم أكمل ما ذكر، ودخل في الدور الثاني، ولما دخلت بعض الناس بيته انبهرت بتلك الزينة والزخرفة التي في البيت، فكل هذا من حساب الخمسمائة الألف، ولما خرجت «ملزمة التلصصات» قال لبعض الناس: البيت بنيته من عملي في وكالة الحج والعمرة!! أترك التعليق للقرّاء.
ب) ذكر لبعض الناس أن كل ما في «ملزمة التلصصات» كذب عليه، وقال لآخرين في مسألة الحيل التي يقوم بها مع الحجاج وةالمعتمرين: هذا أمر لابد منه. فهذا إقرار من حمر على نفسه بالتلصص والإقرار سيد الشهداء، وأيضًا لما أنكروا عليه هذه الأمور وهو في الحج، قال للمنكر: هذا أمر نفعله كل سنة، قلت: فهذا عذر أقبح من الفعل.
ج) ذُكر عن جهاز أصحاب المهرة والجهاز وقف، قال: أنا وضعته عند المهندس ثم وكلت به شخصًا آخر، ولم أدر ما فعل به، وقال لآخرين: إنما أخذتُ الجهاز لأن لي عند أصحاب المهرة فلوس.
وهذه الشهادات التي ذكرناها شيء قليل ومختصر، وإلا فكم من شخص من أهل الديس وخارجها قد ذمّ حمر بهذا الخُلُق الخسيس، خلق التلصص، ولقد كثرت أجوبة حمر، واضطربت عما ذُكر في «ملزمة التلصصات»، تارة ينفي، وتارة بإثبات البعض، وستكثر أكثر وأكثر، ولكن لا خلاص له إلا بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى.
وكل ما ذكرناه في هذه الحلقة إنما هو عبارة عن إشارة، وإلا فإننا لم نفتح ملف معهد ثوبان، ولا ملف العلاقة المادية بينه وبين عبدالله مرعي، وغير ذلك، وكذا ملف الطعن في دماج قديمًا وحديثًا، فقد كان حمر وبعض من معه يُهمشون دماج وشيخها الجليل العالم النحرير.
وبالمقابل فقد كانوا ينفخون في عبدالله بن مرعي وسالم بامحرز، حتى صار المرجعية المعلومة عند أصحاب الديس، فقد كان حُمر ومن معه يصفون الخطب التي تُقام في دماج بأنها لا رأس لها ولا رجلين، وقرروا في أوساط أهل السنة أن المرجعية هم العلماء الذين انحنت ظهورهم وشابت شعورهم، (تعريضًا) أن الشيخ يحيى حفظه الله ليس بمرجعية معتمدة، حتى توالت الطعون في الشيخ يحيى حماه الله.
ويا للأسف! أن بعض الناس اغترّ بمثل هذه النغمات، والله المستعان، ومن تلك الطعون أن الشيخ يحيى حفظه الله متهور، وأنه لا يتثبت مما يُنقل إليه، حتى قال قائلهم: إن المقربين الذين عند الشيخ يحيى مدسوسون، وما قامت هذه الفتنة إلى وقلوب كثير من الشباب قد مُلئت حقدًا وغيظًا على الشيخ يحيى حفظه الله، فسارعت في تلقي المطاعن من تكذيب وشتم على هذا الشيخ الذي أسهر ليله وأتعب نهاره في سبيل الذب عن السنة وأهلها، فنسأل الله أن يدفع عنا وعنه كل سوء ومكروه، ولكن حمر ليس وحده في هذه المطاعن، فقد شاركه فيها جمعية البندر الحزبية الخبيثة، والتي لها نصيب من الطعن في شيخنا يحيى حفظه الله بالتكذيب والتنقص، ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا﴾[الكهف: من الآية5].
فهلا خلصتم أنفسكم من أكل أموال الناس بالباطل حتى تقعوا في علم من أعلام السنة، ولقد صبت كل حقدها على أهل السنة حتى لا يبينوا عوارها، فصار رئيس الجمعية ونائبه مثل المجانين، يرفعون البلاغات على كل من تكلم في الربا والضرائب والتأمين وغير ذلك من المخالفات، التي هم واقعون فيها، فحقّ لنا أن نصف حالهم هذا بقول الله تعالى: ﴿يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ﴾[المنافقون: من الآية4].
فهل هذه الهجمة الشرسة أخفت جرائم هذه الجمعية؟ لا والله، بل هُناك عشرات الأشخاص وهم يُطالبون الجمعية بحقوقهم، والجمعية تماطلهم في ذلك، وتكذب عليهم، ونقول لهذه الجمعية: «أي جسم نبت من سُحت فالنار أولى به».
وهناك أيضًا يد خفية تعمل مع حمر، ولقد كان لها الدور الكبير في ترسيخ المطاعن في شيخنا يحيى حفظه الله، والتقليل من شأنه، وعدم الرجوع إليه في كثير من المسائل، وإنما الإشادة بعلماء آخرين، وكل ذلك مكر بأهل السنة في الديس كي يتخلصوا من دماج، ويبغضوها وشيخنا للناس؛ لأن هؤلاء الماكرين قد امتلأت قلوبهم غيظًا على الشيخ يحيى حفظه الله، ولكن ما استطاعوا أن يُظهروا ويبوحوا به، وإنما أظهروا بعض ما في قلوبهم في المجالس الخاصة، فهم ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ﴾[لأنفال: من الآية30]، ولقد ظهرت ثمرتهم الأثيمة في هذه الحزبية الجديدة، وذلك أنه غرر على بعض أهل السنة في الديس، حتى قبلوا كل ما قيل في الشيخ يحيى من المطاعن والشتمائم، ولهذا الأمر تفصيل ليس هذا موضعه.
وممن له مشاركة أيضًا مع حمر المدعو أبوبكر بن أحمد باصلعة، ونكتفي في هذه الحلقة بتعريف مختصر عن هذا الشخص ليعرف القارئ حال هؤلاء الذين يقفون مع هذا المفتون، بأنهم ضعاف نفوس وأصحاب مصالح شخصية.
فأبوبكر كان من الخلية السرية لدى جمعية الإحسان، ولهم جلسات سرية، وأول هذه الجلسات تكفير الحكام، ونهايتها الخروج على الحكام، ثم تاب، ورجع مع أهل السنة، ثم جاءت فتنة أبي الحسن ودخل فيها، ثم رجع، ثم جاءت هذه الفتنة فكان من أول من ولج فيها وتعصب لها، وتجلد لها، لا عن شبهة ولكن اتباع مصالح نفسية، لقد كان بالأمس القريب يتسول في دوعن لاسيما عندما قُرب وقت زواجه، فقد كان يلح على بعض الأخوة هناك على أن يساعده، فوجد ضالته المنشودة عند عبدالله بن مرعي بغير مشقة.
فنكتفي بما ذكرناه في هذه الحلقة عن حُمر، وهناك أمور مستقبحة أعرضنا عن ذكرها، لكن إذا دعت الحاجة إلى ذكرها ذكرناها، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فإن تك من رجال الحرب فاثبت
وكن رجلًا بها تُرمى وترمي
وأجمع كل ذي دين خبيث
لنلحق جمعكم بمجموع طسم
وفي ختام هذه الحلقة ننصح إخواننا أهل السنة بالديس الشرقية بتقوى الله، والتمسك بما هم عليه من السنة، والدعوة إليها، ولا يؤثر فيهم من انحرف عنها، وليكونوا فيما بينهم متآخين متآلفين مُحبين للخير لأنفسهم ولإخوانهم، وليحذروا من تصدر الجهلة لأمر الدعوة، وليأخذوا حذرهم ودرسهم من هذه الفتنة، وليحذروا أيضًا ممن يطعن في دماج وشيخنا الهمام، باسم المصلحة والمفسدة، فهؤلاء يدسون السم في العسل، ليكونوا مُتصلين بالعلماء، ولا يسمعون لمن أراد أن يحول بينهم وبين العلماء الناصحين، ويقدر لهم المصالح من ذات نفسه الجهولة، فالمصالح والمفاسد لا يقدرها إلا العلماء الذين عُرفوا بالعلم والنصح والثبات على الحق، وإلا فأي مصلحة جنتها الدعوة من السكوت على جمعية البندر طيلة هذه السنوات، بل يحرصوا إلا يعرض أمرها على الشيخ يحيى حفظه الله تعالى، وأي مصلحة جنتها الدعوة من السكوت على حمر، وعلى فتنته وظلمه، فهذه الأمور وغيرها تدلنا على أهمية الرجوع إلى العلماء في كل صغيرة وكبيرة، وسؤالهم عن الوقائع الحادثة، والله يقول: ﴿فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾[النحل: من الآية43].
وننصح أيضًا الأخ نبيل الحمر بتقوى الله والرجوع إلى الحق والتخلص عما هو عليه من الباطل، فإن الرجوع إلى الحق مكرمة، والتمادي في الباطل مخذلة، اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، اللهم ثبتنا على الحق المبين حتى نلقاك، واهدي إخواننا للرجوع إلى الحق، إنك على كل شيء قدير.