دفع الغمّة
بوشاية المبطلين و المبتدعة
إلى الولاة بأهل السنة
بوشاية المبطلين و المبتدعة
إلى الولاة بأهل السنة
بمراجعة
الشيخ الفاضل أبي عمرو عبد الكريم بن أحمد العمري الحجوري
والشيخ الفاضل أبي عبد الله محمد بن علي بن حزام البعداني
-حفظهما الله ورعاهما-
الشيخ الفاضل أبي عمرو عبد الكريم بن أحمد العمري الحجوري
والشيخ الفاضل أبي عبد الله محمد بن علي بن حزام البعداني
-حفظهما الله ورعاهما-
جمعها
الفقير إلى الله أبو فيروز عبد الرحمن بن سوكايا
آل الطوري الإندونيسي عفا الله عنه
المركز الأم للدعوة السلفية الصافية دار الحديث بدماج
..........................................
مقدمة
الفقير إلى الله أبو فيروز عبد الرحمن بن سوكايا
آل الطوري الإندونيسي عفا الله عنه
المركز الأم للدعوة السلفية الصافية دار الحديث بدماج
..........................................
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي قال: وما أمروا إلا ليعبدوا اللَّه مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة
وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله الذي قال: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى. فمَنْ كانت هجرته إِلَى اللَّه ورسوله فهجرته إِلَى اللَّه ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إِلَى ما هاجر إليه»
اللهم صل وسلم على محمد وآله أجمعين أما بعد:
قال تعالى: الم أَحَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنّا الّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنّ الله الّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنّ الْكَاذِبِينَ [ الْعَنْكَبُوتُ 1]
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله بعد أن ذكر بعض آيات الامتحان:
فَلْيَتَأَمّلْ الْعَبْدُ سِيَاقَ هَذِهِ الْآيَاتِ وَمَا تَضَمّنَتْهُ مِنْ الْعِبَرِ وَكُنُوزِ الْحِكَمِ فَإِنّ النّاسَ إذَا أُرْسِلَ إلَيْهِمْ الرّسُلُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إمّا أَنْ يَقُولَ أَحَدُهُمْ آمَنّا وَإِمّا أَلّا يَقُولَ ذَلِكَ بَلْ يَسْتَمِرّ عَلَى السّيّئَاتِ وَالْكُفْرِ فَمَنْ قَالَ آمَنّا امْتَحَنَهُ رَبّهُ وَابْتَلَاهُ وَفَتَنَهُ وَالْفِتْنَةُ الِابْتِلَاءُ وَالِاخْتِبَارُ لِيَتَبَيّنَ الصّادِقُ مِنْ الْكَاذِبِ وَمَنْ لَمْ يَقُلْ آمَنّا فَلَا يَحْسِبْ أَنّهُ يُعْجِزُ اللّهَ وَيَفُوتُهُ وَيَسْبِقُهُ فَإِنّهُ إنّمَا يَطْوِي الْمَرَاحِلَ فِي يَدَيْهِ . وَكَيْفَ يَفِرّ الْمَرْءُ عَنْهُ بِذَنْبِهِ إذَا كَانَ تُطْوَى فِي يَدَيْهِ الْمَرَاحِلُ.
فَمَنْ آمَنَ بِالرّسُلِ وَأَطَاعَهُمْ عَادَاهُ أَعْدَاؤُهُمْ وَآذَوْهُ فَابْتُلِيَ بِمَا يُؤْلِمُهُ وَإِنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِمْ وَلَمْ يُطِعْهُمْ عُوقِبَ فِي الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَحَصَلَ لَهُ مَا يُؤْلِمُهُ وَكَانَ هَذَا الْمُؤْلِمُ لَهُ أَعْظَمَ أَلَمًا وَأَدُومَ مِنْ أَلَمِ اتّبَاعِهِمْ فَلَا بُدّ مِنْ حُصُولِ الْأَلَمِ لِكُلّ نَفْسٍ آمَنَتْ أَوْ رَغِبَتْ عَنْ الْإِيمَانِ لَكِنّ الْمُؤْمِنَ يَحْصُلُ لَهُ الْأَلَمُ فِي الدّنْيَا ابْتِدَاءً ثُمّ تَكُونُ لَهُ الْعَاقِبَةُ فِي الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَالْمُعْرِضُ عَنْ الْإِيمَانِ تَحْصُلُ لَهُ اللّذّةُ ابْتِدَاءً ثُمّ يَصِيرُ إلَى الْأَلَمِ الدّائِمِ. وَسُئِلَ الشّافِعِيّ رَحِمَهُ الله أَيّمَا أَفْضَلُ لِلرّجُلِ أَنْ يُمَكّنَ أَوْ يُبْتَلَى ؟ فَقَالَ لَا يُمَكّنُ حَتّى يُبْتَلَى وَالله تَعَالَى ابْتَلَى أُولِي الْعَزْمِ مِنْ الرّسُلِ فَلَمّا صَبَرُوا مَكّنَهُمْ. -إلى قوله:-
فَالْحَزْمُ كُلّ الْحَزْمِ فِي الْأَخْذِ بِمَا قَالَتْ عَائِشَةُ أُمّ الْمُؤْمِنِينَ لِمُعَاوِيَةَ : مَنْ أَرْضَى اللّهَ بِسَخَطِ النّاسِ كَفَاهُ الله مُؤْنَةَ النّاسِ وَمَنْ أَرْضَى النّاسَ بِسَخَطِ الله لَمْ يُغْنُوا عَنْهُ مِنْ الله شَيْئًا. ("زاد المعاد" ج3/ص 11)
قال المؤلف -عفى الله - عنه:
لا تزال البلايا تتعرض على سير أهل السنة السلفيين ـ ولا تنتهي حتى يأتيهم اليقين -. قال ربنا عز وجل: وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا [الفرقان/20].
قال الإمام الشوكاني رحمه الله: هذا الخطاب عامّ للناس، وقد جعل سبحانه بعض عبيده فتنة لبعض، فالصحيح فتنة للمريض، والغنيّ فتنة للفقير، وقيل: المراد بالبعض الأوّل: كفار الأمم، وبالبعض الثاني: الرسل. ومعنى الفتنة: الابتلاء والمحنة. والأوّل أولى، فإن البعض من الناس ممتحن بالبعض مبتلى به؛ فالمريض يقول: (لم لم أجعل كالصحيح؟) وكذا كل صاحب آفة، والصحيح مبتلى بالمريض، فلا يضجر منه، ولا يحقره، والغني مبتلى بالفقير يواسيه، والفقير مبتلى بالغنيّ يحسده. ونحو هذا مثله، وقيل : المراد بالآية : أنه كان إذا أراد الشريف أن يسلم، ورأى الوضيع قد أسلم قبله أنف، وقال: لا أسلم بعده، فيكون له علي السابقة والفضل، فيقيم على كفره، فذلك افتتان بعضهم لبعض، واختار هذا الفراء، والزجاج. ولا وجه لقصر الآية على هذا، فإن هؤلاء إن كانوا سبب النزول، فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. ثم قال سبحانه بعد الإخبار بجعل البعض للبعض فتنة: أَتَصْبِرُونَ هذا الاستفهام للتقرير، وفي الكلام حذف تقديره، أم لا تصبرون؟ أي: أتصبرون على ما ترون من هذه الحال الشديدة، والابتلاء العظيم.
قيل: موقع هذه الجملة الاستفهامية ها هنا موقع قوله: أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً في قوله : لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً [ الملك: 2 ]، ثم وعد الصابرين بقوله: وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً أي: بكل من يصبر ومن لا يصبر، فيجازي كلاً منهما بما يستحقه اهـ. ("فتح القدير" - ج 5 / ص 268-269)
وجميع أذية الأعداء أيضاً يعتبر بلاءً لأولياء الله. قال تعالى: وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ الله وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِين [الأنعام/34].
ومن البلاوي على أهل الحق، أن أهل الباطل إذا كانوا محجوجين بحجج أهل الحق، وبراهينهم وأدلتهم، لجأ هؤلاء مبطلون إلى شيئين:
1- إما إلى تقليد بعض العلماء
2- وإما إلى سلطان الأمراء
وقد قال تعالى في شأن الأول: بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ * وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ * قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ [الزخرف/22-24].
وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله الذي قال: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى. فمَنْ كانت هجرته إِلَى اللَّه ورسوله فهجرته إِلَى اللَّه ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إِلَى ما هاجر إليه»
اللهم صل وسلم على محمد وآله أجمعين أما بعد:
قال تعالى: الم أَحَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنّا الّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنّ الله الّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنّ الْكَاذِبِينَ [ الْعَنْكَبُوتُ 1]
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله بعد أن ذكر بعض آيات الامتحان:
فَلْيَتَأَمّلْ الْعَبْدُ سِيَاقَ هَذِهِ الْآيَاتِ وَمَا تَضَمّنَتْهُ مِنْ الْعِبَرِ وَكُنُوزِ الْحِكَمِ فَإِنّ النّاسَ إذَا أُرْسِلَ إلَيْهِمْ الرّسُلُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إمّا أَنْ يَقُولَ أَحَدُهُمْ آمَنّا وَإِمّا أَلّا يَقُولَ ذَلِكَ بَلْ يَسْتَمِرّ عَلَى السّيّئَاتِ وَالْكُفْرِ فَمَنْ قَالَ آمَنّا امْتَحَنَهُ رَبّهُ وَابْتَلَاهُ وَفَتَنَهُ وَالْفِتْنَةُ الِابْتِلَاءُ وَالِاخْتِبَارُ لِيَتَبَيّنَ الصّادِقُ مِنْ الْكَاذِبِ وَمَنْ لَمْ يَقُلْ آمَنّا فَلَا يَحْسِبْ أَنّهُ يُعْجِزُ اللّهَ وَيَفُوتُهُ وَيَسْبِقُهُ فَإِنّهُ إنّمَا يَطْوِي الْمَرَاحِلَ فِي يَدَيْهِ . وَكَيْفَ يَفِرّ الْمَرْءُ عَنْهُ بِذَنْبِهِ إذَا كَانَ تُطْوَى فِي يَدَيْهِ الْمَرَاحِلُ.
فَمَنْ آمَنَ بِالرّسُلِ وَأَطَاعَهُمْ عَادَاهُ أَعْدَاؤُهُمْ وَآذَوْهُ فَابْتُلِيَ بِمَا يُؤْلِمُهُ وَإِنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِمْ وَلَمْ يُطِعْهُمْ عُوقِبَ فِي الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَحَصَلَ لَهُ مَا يُؤْلِمُهُ وَكَانَ هَذَا الْمُؤْلِمُ لَهُ أَعْظَمَ أَلَمًا وَأَدُومَ مِنْ أَلَمِ اتّبَاعِهِمْ فَلَا بُدّ مِنْ حُصُولِ الْأَلَمِ لِكُلّ نَفْسٍ آمَنَتْ أَوْ رَغِبَتْ عَنْ الْإِيمَانِ لَكِنّ الْمُؤْمِنَ يَحْصُلُ لَهُ الْأَلَمُ فِي الدّنْيَا ابْتِدَاءً ثُمّ تَكُونُ لَهُ الْعَاقِبَةُ فِي الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَالْمُعْرِضُ عَنْ الْإِيمَانِ تَحْصُلُ لَهُ اللّذّةُ ابْتِدَاءً ثُمّ يَصِيرُ إلَى الْأَلَمِ الدّائِمِ. وَسُئِلَ الشّافِعِيّ رَحِمَهُ الله أَيّمَا أَفْضَلُ لِلرّجُلِ أَنْ يُمَكّنَ أَوْ يُبْتَلَى ؟ فَقَالَ لَا يُمَكّنُ حَتّى يُبْتَلَى وَالله تَعَالَى ابْتَلَى أُولِي الْعَزْمِ مِنْ الرّسُلِ فَلَمّا صَبَرُوا مَكّنَهُمْ. -إلى قوله:-
فَالْحَزْمُ كُلّ الْحَزْمِ فِي الْأَخْذِ بِمَا قَالَتْ عَائِشَةُ أُمّ الْمُؤْمِنِينَ لِمُعَاوِيَةَ : مَنْ أَرْضَى اللّهَ بِسَخَطِ النّاسِ كَفَاهُ الله مُؤْنَةَ النّاسِ وَمَنْ أَرْضَى النّاسَ بِسَخَطِ الله لَمْ يُغْنُوا عَنْهُ مِنْ الله شَيْئًا. ("زاد المعاد" ج3/ص 11)
قال المؤلف -عفى الله - عنه:
لا تزال البلايا تتعرض على سير أهل السنة السلفيين ـ ولا تنتهي حتى يأتيهم اليقين -. قال ربنا عز وجل: وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا [الفرقان/20].
قال الإمام الشوكاني رحمه الله: هذا الخطاب عامّ للناس، وقد جعل سبحانه بعض عبيده فتنة لبعض، فالصحيح فتنة للمريض، والغنيّ فتنة للفقير، وقيل: المراد بالبعض الأوّل: كفار الأمم، وبالبعض الثاني: الرسل. ومعنى الفتنة: الابتلاء والمحنة. والأوّل أولى، فإن البعض من الناس ممتحن بالبعض مبتلى به؛ فالمريض يقول: (لم لم أجعل كالصحيح؟) وكذا كل صاحب آفة، والصحيح مبتلى بالمريض، فلا يضجر منه، ولا يحقره، والغني مبتلى بالفقير يواسيه، والفقير مبتلى بالغنيّ يحسده. ونحو هذا مثله، وقيل : المراد بالآية : أنه كان إذا أراد الشريف أن يسلم، ورأى الوضيع قد أسلم قبله أنف، وقال: لا أسلم بعده، فيكون له علي السابقة والفضل، فيقيم على كفره، فذلك افتتان بعضهم لبعض، واختار هذا الفراء، والزجاج. ولا وجه لقصر الآية على هذا، فإن هؤلاء إن كانوا سبب النزول، فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. ثم قال سبحانه بعد الإخبار بجعل البعض للبعض فتنة: أَتَصْبِرُونَ هذا الاستفهام للتقرير، وفي الكلام حذف تقديره، أم لا تصبرون؟ أي: أتصبرون على ما ترون من هذه الحال الشديدة، والابتلاء العظيم.
قيل: موقع هذه الجملة الاستفهامية ها هنا موقع قوله: أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً في قوله : لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً [ الملك: 2 ]، ثم وعد الصابرين بقوله: وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً أي: بكل من يصبر ومن لا يصبر، فيجازي كلاً منهما بما يستحقه اهـ. ("فتح القدير" - ج 5 / ص 268-269)
وجميع أذية الأعداء أيضاً يعتبر بلاءً لأولياء الله. قال تعالى: وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ الله وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِين [الأنعام/34].
ومن البلاوي على أهل الحق، أن أهل الباطل إذا كانوا محجوجين بحجج أهل الحق، وبراهينهم وأدلتهم، لجأ هؤلاء مبطلون إلى شيئين:
1- إما إلى تقليد بعض العلماء
2- وإما إلى سلطان الأمراء
وقد قال تعالى في شأن الأول: بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ * وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ * قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ [الزخرف/22-24].
وأما الثاني فهذا الذي نحن بصدده الآن، وهو لجوء المبطلين إلى ذي السلطان بعد عجزهم عن المحاجّة. بل أحياناً أغروا ذا سلطان على أهل السنة بدون الابتداءٍ بكبير المحاجّة.
وما أريد تدقيق المسألة، وإنما إلفات نظر المسلمين السلفيين حتى ينتبهوا شدة عداوة المبطلين، ويزداد يقينهم أن عبد الرحمن العدني وأتباعه حزبيون مبطلون، لكونهم سلكوا هذا المسلك المجرم أيضاً. والشيء يلحق بنظيره. قال الإمام ابن القيم رحمه الله في شأن حكم الله: أَحْكَامُهُ الْأَمْرِيَّةُ الشَّرْعِيَّةُ فَكُلُّهَا هَكَذَا، تَجِدُهَا مُشْتَمِلَةً عَلَى التَّسْوِيَةِ بَيْنَ الْمُتَمَاثِلَيْنِ، وَإِلْحَاقِ النَّظِيرِ بِنَظِيرِهِ، وَاعْتِبَارِ الشَّيْءِ بِمِثْلِه، ... إلخ ("إعلام الموقعين عن رب العالمين" - ج 1 / ص 265).
وما أريد تدقيق المسألة، وإنما إلفات نظر المسلمين السلفيين حتى ينتبهوا شدة عداوة المبطلين، ويزداد يقينهم أن عبد الرحمن العدني وأتباعه حزبيون مبطلون، لكونهم سلكوا هذا المسلك المجرم أيضاً. والشيء يلحق بنظيره. قال الإمام ابن القيم رحمه الله في شأن حكم الله: أَحْكَامُهُ الْأَمْرِيَّةُ الشَّرْعِيَّةُ فَكُلُّهَا هَكَذَا، تَجِدُهَا مُشْتَمِلَةً عَلَى التَّسْوِيَةِ بَيْنَ الْمُتَمَاثِلَيْنِ، وَإِلْحَاقِ النَّظِيرِ بِنَظِيرِهِ، وَاعْتِبَارِ الشَّيْءِ بِمِثْلِه، ... إلخ ("إعلام الموقعين عن رب العالمين" - ج 1 / ص 265).
وأحب أيضاً أن تكون هذه الرسالة المتواضعة تسليةً ونصرةً لإخواننا السلفيين في بلدنا الذين اجتهدوا غاية الاجتهاد في استدعاء مشايخ السنة إلى هناك لنشر العلم والحق، فيحاول أفراخ الحزبيين هناك أقصى جهدهم في إلغائها بوسيلة الحكومة.
وإلى الموضوع -بالله التوفيق-:
الباب الأول: توريث أهل الحق الحق، وتوريث أهل الباطل الباطل جيلا بعد جيل
إن أهل الباطل يتوارثون أباطليهم، كما أن أهل الحق يتوارثون الحق. وكلٌّ يتواصي بما يناسبه. قال تعالى: وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ الله اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [البقرة/132].
وقال تعالى: وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الزخرف/28].
وقال تعالى: وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الزخرف/28].
وقال تعالى: كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ [الذاريات/52، 53].
ولكن ليس هذا الوارث كذاك الوارث. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ولا يستوي من موروثه الرسول ومن موروثهم المنافقون اهـ ("مدارج السالكين" /ج 1 / ص 355/فصل: وأما النفاق).
وقال فضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله في الفرق الضالّة: لا بد لكلّ نحلة من مورّث ووارث، فبئس المورّث وبئس الوارث والموروث. ("قطوف من نعوت السلف" له ص39).
وقال الشيخ ريبع المدخلي حفظه الله: لكل قوم وارث كما يقال. ("شرح عقيدة السلف" ص332).
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في شأن الرسل وأعدائهم:
. اهـ ("القصيدة النونية" - 1 / ص 401/شرح الهراس).
ومن إرث المبطلين: إغراؤهم ذا سلطان على أهل الحق.
وقال العلامة الشاطبي رحمه الله في بعض أهل الباطل: كل من كان له صولة منهم بقرب الملوك فإنهم تناولوا أهل السنة بكل نكال وعذاب وقتل ("الاعتصام" ص91).
لا بد أن يرث الرسول وضده....... في الناس طائفتان مختلفتان
فالوارثون له على منهاجه .......والوارثون لضده فئتان
أحداهما حرب له ولحزبه....... ما عندهم في في ذاك من كتمان
فرموه من ألقابهم بعظائم....... هم أهلها لا خيرة الرحمن
فأتى الألى ورثوهم فرموا بها....... وراثه بالبغي والعدوان
هذا يحقق ارث كل منهما....... فاسمع وعه يا من له أذنان
[size=5]والآخرون أولوا النفاق فاضمروا....... شيئا وقالوا غيره بلسان[/
size]فالوارثون له على منهاجه .......والوارثون لضده فئتان
أحداهما حرب له ولحزبه....... ما عندهم في في ذاك من كتمان
فرموه من ألقابهم بعظائم....... هم أهلها لا خيرة الرحمن
فأتى الألى ورثوهم فرموا بها....... وراثه بالبغي والعدوان
هذا يحقق ارث كل منهما....... فاسمع وعه يا من له أذنان
[size=5]والآخرون أولوا النفاق فاضمروا....... شيئا وقالوا غيره بلسان[/
. اهـ ("القصيدة النونية" - 1 / ص 401/شرح الهراس).
ومن إرث المبطلين: إغراؤهم ذا سلطان على أهل الحق.
وقال العلامة الشاطبي رحمه الله في بعض أهل الباطل: كل من كان له صولة منهم بقرب الملوك فإنهم تناولوا أهل السنة بكل نكال وعذاب وقتل ("الاعتصام" ص91).
وقال العلامة الشاطبي رحمه الله: إن أهل البدع كان من شأنهم القيام بالنكير على أهل السنة إن كان لهم عصبة أو لصقوا بسلطان تجري أحكامه في الناس وتنفذ أوامره في الأقطار ومن طالع سير المتقدمين وجد من ذلك ما لا يخفى ("الاعتصام" ج 1 / ص 337)
وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب النجدي رحمه الله في مسائل الجاهلية التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية: الستون: كونهم إذا غُلِبوا بالحجة فزعوا إلى السيف والشكوى إلى الملوك ، ودعوى احتقار السلطان ، وتحويل الرعية عن دينه . قال تعالى في سورة " الأعراف " [ 127 ]: أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ.
فانظر إلى شكوى آل فرعون وقومه إليه ، وتحريشهم إياه على مقاتلة موسى عليه السلام وتهييجه ، وما ذُكِرَ في آخر الآية من احتقار ما كانوا عليه. ("مسائل الجاهلية" - ج 1 / ص 193).
.....................................
فانظر إلى شكوى آل فرعون وقومه إليه ، وتحريشهم إياه على مقاتلة موسى عليه السلام وتهييجه ، وما ذُكِرَ في آخر الآية من احتقار ما كانوا عليه. ("مسائل الجاهلية" - ج 1 / ص 193).
.....................................
الباب الثاني: إغراء الملأ فرعون على كليم الرحمن موسى عليه السلام والمؤمنين
قال تعالى: ﴿وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ﴾ [الأعراف/127، 128]
وقال الإمام السعدي رحمه الله: وقالوا لفرعون مهيجين له على الإيقاع بموسى، وزاعمين أن ما جاء باطل وفساد: أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأرْضِ بالدعوة إلى اللّه، وإلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، التي هي الصلاح في الأرض، وما هم عليه هو الفساد، ولكن الظالمين لا يبالون بما يقولون. وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ أي: يدعك أنت وآلهتك، وينهى عنك، ويصدّ الناس عن اتباعك.
-إلى قوله:- فـ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ موصياً لهم في هذه الحالة، - التي لا يقدرون معها على شيء، ولا مقاومة - بالمقاومة الإلهية، والاستعانة الربانية: اسْتَعِينُوا بِالله أي: اعتمدوا عليه في جلب ما ينفعكم، ودفع ما يضركم، وثقوا باللّه، أنه سيتم أمركم وَاصْبِرُوا أي: الزموا الصبر على ما يحل بكم، منتظرين للفرج. إِنَّ الأرْضَ لِلَّهِ ليست لفرعون ولا لقومه حتى يتحكموا فيها يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ [ ص 301 ] أي: يداولها بين الناس على حسب مشيئته وحكمته، ولكن العاقبة للمتقين، فإنهم - وإن امتحنوا مدة ابتلاء من اللّه وحكمة، فإن النصر لهم، وَالْعَاقِبَةُ الحميدة لهم على قومهم وهذه وظيفة العبد، أنه عند القدرة، أن يفعل من الأسباب الدافعة عنه أذى الغير، ما يقدر عليه، وعند العجز، أن يصبر ويستعين اللّه، وينتظر الفرج اهـ. ("تيسير الكريم الرحمن"/1/ص 300).
.....................................
الباب الثالث: ابتلاء بعض الصحابة رضي الله عنهم
وقال الإمام السعدي رحمه الله: وقالوا لفرعون مهيجين له على الإيقاع بموسى، وزاعمين أن ما جاء باطل وفساد: أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأرْضِ بالدعوة إلى اللّه، وإلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، التي هي الصلاح في الأرض، وما هم عليه هو الفساد، ولكن الظالمين لا يبالون بما يقولون. وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ أي: يدعك أنت وآلهتك، وينهى عنك، ويصدّ الناس عن اتباعك.
-إلى قوله:- فـ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ موصياً لهم في هذه الحالة، - التي لا يقدرون معها على شيء، ولا مقاومة - بالمقاومة الإلهية، والاستعانة الربانية: اسْتَعِينُوا بِالله أي: اعتمدوا عليه في جلب ما ينفعكم، ودفع ما يضركم، وثقوا باللّه، أنه سيتم أمركم وَاصْبِرُوا أي: الزموا الصبر على ما يحل بكم، منتظرين للفرج. إِنَّ الأرْضَ لِلَّهِ ليست لفرعون ولا لقومه حتى يتحكموا فيها يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ [ ص 301 ] أي: يداولها بين الناس على حسب مشيئته وحكمته، ولكن العاقبة للمتقين، فإنهم - وإن امتحنوا مدة ابتلاء من اللّه وحكمة، فإن النصر لهم، وَالْعَاقِبَةُ الحميدة لهم على قومهم وهذه وظيفة العبد، أنه عند القدرة، أن يفعل من الأسباب الدافعة عنه أذى الغير، ما يقدر عليه، وعند العجز، أن يصبر ويستعين اللّه، وينتظر الفرج اهـ. ("تيسير الكريم الرحمن"/1/ص 300).
.....................................
الباب الثالث: ابتلاء بعض الصحابة رضي الله عنهم
* ابتلاء جعفر بن أبي طالب وأصحابه رضي الله عنهم
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت في -قصة النجاشي-: ... فَكَانَ الَّذِى كَلَّمَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِى طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنَّا قَوْماً أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِى الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ وَنُسِىءُ الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِىُّ مِنَّا الضَّعِيفَ فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ الله إِلَيْنَا رَسُولاً مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ فَدَعَانَا إِلَى الله لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحاَرِمِ وَالدِّمَاءِ وَنَهَانَا عَنِ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزُّورِ وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَأَمَرَنَا بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ – قَالَ: فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الإِسْلاَمِ - فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ فَعَبَدْنَا اللَّهَ وَحْدَهُ فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئاً وَحَرَّمْنَا مَا حُرِّمَ عَلَيْنَا وَأَحْلَلْنَا مَا أُحِلَّ لَنَا فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا فَعَذَّبُونَا وَفَتَنُونَا عَنْ دِينِنَا لِيَرُدُّونَا إِلَى عِبَادَةِ الأَوْثَانِ مِنْ عِبَادَةِ الله وَأَنْ نَسْتَحِلَّ مَا كُنَّا نَسْتَحِلُّ مِنَ الْخَبَائِثِ. فَلَمَّا قَهَرُونَا وَظَلَمُونَا وَشَقُّوا عَلَيْنَا وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِينِنَا خَرَجْنَا إِلَى بَلَدِكَ وَاخْتَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ وَرَغِبْنَا فِى جِوَارِكَ وَرَجَوْنَا أَنْ لاَ نُظْلَمَ عِنْدَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ. قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِىُّ: هَلْ مَعَكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ عَنِ الله مِنْ شَىْءٍ قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِىُّ فَاقْرَأْهُ عَلَىَّ. فَقَرَأَ عَلَيْهِ صَدْراً مِنْ كهيعص قَالَتْ: فَبَكَى وَالله النَّجَاشِىُّ حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ، وَبَكَتْ أَسَاقِفَتُهُ حَتَّى أَخْضَلُوا مَصَاحِفَهُمْ حِينَ سَمِعُوا مَا تَلاَ عَلَيْهِمْ. ثُمَّ قَالَ النَّجَاشِىُّ: إِنَّ هَذَا وَالله وَالَّذِى جَاءَ بِهِ مُوسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ. انْطَلِقَا، فَوَالله لاَ أُسْلِمُهُمْ إِلَيْكُمْ أَبَداً وَلاَ أَكَادُ. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: وَالله لأُنَبِّئَنَّهُ غَداً عَيْبَهُمْ عِنْدَهُ ثُمَّ أَسْتَأْصِلُ بِهِ خَضْرَاءَهُمْ. قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الله بْنُ أَبِى رَبِيعَةَ - وَكَانَ أَتْقَى الرَّجُلَيْنِ فِينَا -: لاَ تَفْعَلْ فَإِنَّ لَهُمْ أَرْحَاماً، وَإِنْ كَانُوا قَدْ خَالَفُونَا . قَالَ: وَالله لأُخْبِرَنَّهُ أَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَبْدٌ. قَالَتْ: ثُمَّ غَدَا عَلَيْهِ الْغَدَ فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فِى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قَوْلاً عَظِيماً. فَأَرْسِلْ إِلَيْهِمْ فَاسْأَلْهُمْ عَمَّا يَقُولُونَ فِيهِ. قَالَتْ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يَسْأَلُهُمْ عَنْهُ – قَالَتْ: وَلَمْ يَنْزِلْ بِنَا مِثْلُهُ - فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ مَاذَا تَقُولُونَ فِى عِيسَى إِذَا سَأَلَكُمْ عَنْهُ. قَالُوا: نَقُولُ وَالله فِيهِ مَا قَالَ الله وَمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا كَائِناً فِى ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ. فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالَ لَهُمْ: مَا تَقُولُونَ فِى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ؟ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِى طَالِبٍ: نَقُولُ فِيهِ الَّذِى جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا هُوَ عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ وَرُوحُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ. قَالَتْ: فَضَرَبَ النَّجَاشِىُّ يَدَهُ إِلَى الأَرْضِ، فَأَخَذَ مِنْهَا عُوداً ثُمَّ قَالَ: مَا عَدَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مَا قُلْتَ هَذَا الْعُودَ. فَتَنَاخَرَتْ بَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ حِينَ قَالَ مَا قَالَ، فَقَالَ: وَإِنْ نَخَرْتُمْ. وَالله اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ سُيُومٌ بِأَرْضِى - وَالسُّيُومُ الآمِنُونَ - مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ، ثُمَّ مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ، ثُمَّ مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِى دَبْراً ذَهَباَ وَأَنِّى آذَيْتُ رَجُلاً مِنْكُمْ - وَالدَّبْرُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ الْجَبَلُ - رَدُّوا عَلَيْهِمَا هَدَايَاهُمَا، فَلاَ حَاجَةَ لَنَا بِهَا فَوَالله مَا أَخَذَ الله مِنِّى الرِّشْوَةَ حِينَ رَدَّ عَلَىَّ مُلْكِى فُآخُذَ الرِّشْوَةَ فِيهِ وَمَا أَطَاعَ النَّاسَ فِىَّ فَأُطِيعَهُمْ فِيهِ. قَالَتْ: فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ مَقْبُوحَيْنِ مَرْدُوداً عَلَيْهِمَا مَا جَاءَا بِهِ، وَأَقَمْنَا عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ مَعَ خَيْرِ جَارٍ - قَالَتْ - فَوَالله إِنَّا عَلَى ذَلِكَ إِذْ نَزَلَ بِهِ - يَعْنِى - مَنْ يُنَازِعُهُ فِى مُلْكِهِ ... الحديث ("مسند أحمد" - (1766)).
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت في -قصة النجاشي-: ... فَكَانَ الَّذِى كَلَّمَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِى طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنَّا قَوْماً أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِى الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ وَنُسِىءُ الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِىُّ مِنَّا الضَّعِيفَ فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ الله إِلَيْنَا رَسُولاً مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ فَدَعَانَا إِلَى الله لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحاَرِمِ وَالدِّمَاءِ وَنَهَانَا عَنِ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزُّورِ وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَأَمَرَنَا بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ – قَالَ: فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الإِسْلاَمِ - فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ فَعَبَدْنَا اللَّهَ وَحْدَهُ فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئاً وَحَرَّمْنَا مَا حُرِّمَ عَلَيْنَا وَأَحْلَلْنَا مَا أُحِلَّ لَنَا فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا فَعَذَّبُونَا وَفَتَنُونَا عَنْ دِينِنَا لِيَرُدُّونَا إِلَى عِبَادَةِ الأَوْثَانِ مِنْ عِبَادَةِ الله وَأَنْ نَسْتَحِلَّ مَا كُنَّا نَسْتَحِلُّ مِنَ الْخَبَائِثِ. فَلَمَّا قَهَرُونَا وَظَلَمُونَا وَشَقُّوا عَلَيْنَا وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِينِنَا خَرَجْنَا إِلَى بَلَدِكَ وَاخْتَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ وَرَغِبْنَا فِى جِوَارِكَ وَرَجَوْنَا أَنْ لاَ نُظْلَمَ عِنْدَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ. قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِىُّ: هَلْ مَعَكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ عَنِ الله مِنْ شَىْءٍ قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِىُّ فَاقْرَأْهُ عَلَىَّ. فَقَرَأَ عَلَيْهِ صَدْراً مِنْ كهيعص قَالَتْ: فَبَكَى وَالله النَّجَاشِىُّ حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ، وَبَكَتْ أَسَاقِفَتُهُ حَتَّى أَخْضَلُوا مَصَاحِفَهُمْ حِينَ سَمِعُوا مَا تَلاَ عَلَيْهِمْ. ثُمَّ قَالَ النَّجَاشِىُّ: إِنَّ هَذَا وَالله وَالَّذِى جَاءَ بِهِ مُوسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ. انْطَلِقَا، فَوَالله لاَ أُسْلِمُهُمْ إِلَيْكُمْ أَبَداً وَلاَ أَكَادُ. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: وَالله لأُنَبِّئَنَّهُ غَداً عَيْبَهُمْ عِنْدَهُ ثُمَّ أَسْتَأْصِلُ بِهِ خَضْرَاءَهُمْ. قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الله بْنُ أَبِى رَبِيعَةَ - وَكَانَ أَتْقَى الرَّجُلَيْنِ فِينَا -: لاَ تَفْعَلْ فَإِنَّ لَهُمْ أَرْحَاماً، وَإِنْ كَانُوا قَدْ خَالَفُونَا . قَالَ: وَالله لأُخْبِرَنَّهُ أَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَبْدٌ. قَالَتْ: ثُمَّ غَدَا عَلَيْهِ الْغَدَ فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فِى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قَوْلاً عَظِيماً. فَأَرْسِلْ إِلَيْهِمْ فَاسْأَلْهُمْ عَمَّا يَقُولُونَ فِيهِ. قَالَتْ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يَسْأَلُهُمْ عَنْهُ – قَالَتْ: وَلَمْ يَنْزِلْ بِنَا مِثْلُهُ - فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ مَاذَا تَقُولُونَ فِى عِيسَى إِذَا سَأَلَكُمْ عَنْهُ. قَالُوا: نَقُولُ وَالله فِيهِ مَا قَالَ الله وَمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا كَائِناً فِى ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ. فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالَ لَهُمْ: مَا تَقُولُونَ فِى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ؟ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِى طَالِبٍ: نَقُولُ فِيهِ الَّذِى جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا هُوَ عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ وَرُوحُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ. قَالَتْ: فَضَرَبَ النَّجَاشِىُّ يَدَهُ إِلَى الأَرْضِ، فَأَخَذَ مِنْهَا عُوداً ثُمَّ قَالَ: مَا عَدَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مَا قُلْتَ هَذَا الْعُودَ. فَتَنَاخَرَتْ بَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ حِينَ قَالَ مَا قَالَ، فَقَالَ: وَإِنْ نَخَرْتُمْ. وَالله اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ سُيُومٌ بِأَرْضِى - وَالسُّيُومُ الآمِنُونَ - مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ، ثُمَّ مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ، ثُمَّ مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِى دَبْراً ذَهَباَ وَأَنِّى آذَيْتُ رَجُلاً مِنْكُمْ - وَالدَّبْرُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ الْجَبَلُ - رَدُّوا عَلَيْهِمَا هَدَايَاهُمَا، فَلاَ حَاجَةَ لَنَا بِهَا فَوَالله مَا أَخَذَ الله مِنِّى الرِّشْوَةَ حِينَ رَدَّ عَلَىَّ مُلْكِى فُآخُذَ الرِّشْوَةَ فِيهِ وَمَا أَطَاعَ النَّاسَ فِىَّ فَأُطِيعَهُمْ فِيهِ. قَالَتْ: فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ مَقْبُوحَيْنِ مَرْدُوداً عَلَيْهِمَا مَا جَاءَا بِهِ، وَأَقَمْنَا عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ مَعَ خَيْرِ جَارٍ - قَالَتْ - فَوَالله إِنَّا عَلَى ذَلِكَ إِذْ نَزَلَ بِهِ - يَعْنِى - مَنْ يُنَازِعُهُ فِى مُلْكِهِ ... الحديث ("مسند أحمد" - (1766)).
* ابتلاء سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
عن عَبْد الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: شَكَا أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعْدًا إِلَى عُمَرَ - رضى الله عنه - فَعَزَلَهُ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَمَّارًا، فَشَكَوْا حَتَّى ذَكَرُوا أَنَّهُ لاَ يُحْسِنُ يُصَلِّى، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ إِنَّ هَؤُلاَءِ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لاَ تُحْسِنُ تُصَلِّى. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: أَمَّا أَنَا وَالله فَإِنِّى كُنْتُ أُصَلِّى بِهِمْ صَلاَةَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مَا أَخْرِمُ عَنْهَا، أُصَلِّى صَلاَةَ الْعِشَاءِ فَأَرْكُدُ فِى الأُولَيَيْنِ وَأُخِفُّ فِى الأُخْرَيَيْنِ. قَالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ. فَأَرْسَلَ مَعَهُ رَجُلاً أَوْ رِجَالاً إِلَى الْكُوفَةِ، فَسَأَلَ عَنْهُ أَهْلَ الْكُوفَةِ، وَلَمْ يَدَعْ مَسْجِدًا إِلاَّ سَأَلَ عَنْهُ، وَيُثْنُونَ مَعْرُوفًا، حَتَّى دَخَلَ مَسْجِدًا لِبَنِى عَبْسٍ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ أُسَامَةُ بْنُ قَتَادَةَ يُكْنَى أَبَا سَعْدَةَ قَالَ: أَمَّا إِذْ نَشَدْتَنَا فَإِنَّ سَعْدًا كَانَ لاَ يَسِيرُ بِالسَّرِيَّةِ، وَلاَ يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، وَلاَ يَعْدِلُ فِى الْقَضِيَّةِ. قَالَ سَعْدٌ: أَمَا وَالله لأَدْعُوَنَّ بِثَلاَثٍ، اللهمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا كَاذِبًا، قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَأَطِلْ عُمْرَهُ، وَأَطِلْ فَقْرَهُ، وَعَرِّضْهُ بِالْفِتَنِ، وَكَانَ بَعْدُ إِذَا سُئِلَ يَقُولُ: شَيْخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ، أَصَابَتْنِى دَعْوَةُ سَعْدٍ. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنَ الْكِبَرِ، وَإِنَّهُ لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِى فِى الطُّرُقِ يَغْمِزُهُنّ. ("صحيح البخارى" - (755)).
عن عَبْد الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: شَكَا أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعْدًا إِلَى عُمَرَ - رضى الله عنه - فَعَزَلَهُ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَمَّارًا، فَشَكَوْا حَتَّى ذَكَرُوا أَنَّهُ لاَ يُحْسِنُ يُصَلِّى، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ إِنَّ هَؤُلاَءِ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لاَ تُحْسِنُ تُصَلِّى. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: أَمَّا أَنَا وَالله فَإِنِّى كُنْتُ أُصَلِّى بِهِمْ صَلاَةَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مَا أَخْرِمُ عَنْهَا، أُصَلِّى صَلاَةَ الْعِشَاءِ فَأَرْكُدُ فِى الأُولَيَيْنِ وَأُخِفُّ فِى الأُخْرَيَيْنِ. قَالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ. فَأَرْسَلَ مَعَهُ رَجُلاً أَوْ رِجَالاً إِلَى الْكُوفَةِ، فَسَأَلَ عَنْهُ أَهْلَ الْكُوفَةِ، وَلَمْ يَدَعْ مَسْجِدًا إِلاَّ سَأَلَ عَنْهُ، وَيُثْنُونَ مَعْرُوفًا، حَتَّى دَخَلَ مَسْجِدًا لِبَنِى عَبْسٍ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ أُسَامَةُ بْنُ قَتَادَةَ يُكْنَى أَبَا سَعْدَةَ قَالَ: أَمَّا إِذْ نَشَدْتَنَا فَإِنَّ سَعْدًا كَانَ لاَ يَسِيرُ بِالسَّرِيَّةِ، وَلاَ يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، وَلاَ يَعْدِلُ فِى الْقَضِيَّةِ. قَالَ سَعْدٌ: أَمَا وَالله لأَدْعُوَنَّ بِثَلاَثٍ، اللهمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا كَاذِبًا، قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَأَطِلْ عُمْرَهُ، وَأَطِلْ فَقْرَهُ، وَعَرِّضْهُ بِالْفِتَنِ، وَكَانَ بَعْدُ إِذَا سُئِلَ يَقُولُ: شَيْخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ، أَصَابَتْنِى دَعْوَةُ سَعْدٍ. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنَ الْكِبَرِ، وَإِنَّهُ لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِى فِى الطُّرُقِ يَغْمِزُهُنّ. ("صحيح البخارى" - (755)).
* ابتلاء سعيد بن زيد رضي الله عنهما
عن عروة : أن أروى بنت أويس ادعت على سعد بن يزيد رضي الله عنهما أنه أخذ شيئاً من أرضها، فخاصمته إلى مروان ابن الحكم. فقال سعيد: أنا كنت آخذ من أرضها شيئاً بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ قال: وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: «من أخذ شبراً من الأرض ظلماً طوقه إلى سبع أرضين». فقال له مروان: لا أسألك بينة بعد هذا. فقال: اللهم إن كانت كاذبة فعم بصرها، واقتلها في أرضها .
قال: فما ماتت حتى ذهب بصرها، ثم بينا هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت. (أخرجه البخاري (3198) ومسلم (1610)).
.....................................
الباب الرابع: إغراء المبتدعة ذا سلطان على الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله
عن عروة : أن أروى بنت أويس ادعت على سعد بن يزيد رضي الله عنهما أنه أخذ شيئاً من أرضها، فخاصمته إلى مروان ابن الحكم. فقال سعيد: أنا كنت آخذ من أرضها شيئاً بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ قال: وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: «من أخذ شبراً من الأرض ظلماً طوقه إلى سبع أرضين». فقال له مروان: لا أسألك بينة بعد هذا. فقال: اللهم إن كانت كاذبة فعم بصرها، واقتلها في أرضها .
قال: فما ماتت حتى ذهب بصرها، ثم بينا هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت. (أخرجه البخاري (3198) ومسلم (1610)).
.....................................
الباب الرابع: إغراء المبتدعة ذا سلطان على الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله
قال محمد بن إبراهيم البوشنجي رحمه الله: ذكروا أن المعتصم ألان في أمر أحمد لما علق في العقابين، ورأى ثباته وتصميمه وصلابته، حتى أغراه أحمد بن أبي دواد، وقال: يا أمير المؤمنين، إن تركته، قيل: قد ترك مذهب المأمون، وسخط قوله، فهاجه ذلك على ضربه.
وقال صالح: قال أبي: ولما جئ بالسياط، نظر إليها المعتصم، فقال: ائتوني بغيرها، ثم قال للجلادين: تقدموا، فجعل يتقدم إلي الرجل منهم، فيضربني سوطين، فيقول له: شد، قطع الله يدك ! ثم يتنحى ويتقدم آخر، فيضربني سوطين، وهو يقول في كل ذلك: شد، قطع الله يدك ! فلما ضربت سبعة عشر سوطا، قام إلي، يعني: المعتصم، فقال: يا أحمد، علام تقتل نفسك ؟ إني والله عليك لشفيق، وجعل عجيف ينخسني بقائمة سيفه، وقال: أتريد أن تغلب هؤلاء كلهم ؟ وجعل بعضهم يقول: ويلك ! إمامك على رأسك قائم. وقال بعضهم: يا أمير المؤمنين، دمه في عنقي، اقتله، وجعلوا يقولون: يا أمير المؤمنين، أنت صائم، وأنت في الشمس قائم! فقال لي: ويحك يا أحمد، ما تقول ؟ فأقول: أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسول الله أقول به.
فرجع وجلس... إلخ ("سير أعلام النبلاء"/11 / ص 251/ترجمة الإمام أحمد بن حنبل)
وقال صالح: قال أبي: ولما جئ بالسياط، نظر إليها المعتصم، فقال: ائتوني بغيرها، ثم قال للجلادين: تقدموا، فجعل يتقدم إلي الرجل منهم، فيضربني سوطين، فيقول له: شد، قطع الله يدك ! ثم يتنحى ويتقدم آخر، فيضربني سوطين، وهو يقول في كل ذلك: شد، قطع الله يدك ! فلما ضربت سبعة عشر سوطا، قام إلي، يعني: المعتصم، فقال: يا أحمد، علام تقتل نفسك ؟ إني والله عليك لشفيق، وجعل عجيف ينخسني بقائمة سيفه، وقال: أتريد أن تغلب هؤلاء كلهم ؟ وجعل بعضهم يقول: ويلك ! إمامك على رأسك قائم. وقال بعضهم: يا أمير المؤمنين، دمه في عنقي، اقتله، وجعلوا يقولون: يا أمير المؤمنين، أنت صائم، وأنت في الشمس قائم! فقال لي: ويحك يا أحمد، ما تقول ؟ فأقول: أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسول الله أقول به.
فرجع وجلس... إلخ ("سير أعلام النبلاء"/11 / ص 251/ترجمة الإمام أحمد بن حنبل)
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: وقد شذّ الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل إلا نفراً يسيراً فكانوا هم الجماعة وكانت القضاة حينئذ والمفتون والخليفة وأتباعه كلهم هم الشاذّون وكان الإمام احمد وحده هو الجماعة ولما لم يتحمل هذا عقول الناس قالوا للخليفة يا أمير المؤمنين أتكون أنت وقضاتك وولاتك والفقهاء والمفتون كلهم على الباطل وأحمد وحده هو على الحق. فلم يتسع علمه لذلك فأخذه بالسياط والعقوبة بعد الحبس الطويل فلا إله إلا الله ما أشبه الليلة بالبارحة وهي السبيل المهيع لأهل السنة والجماعة حتى يلقوا ربهم مضى عليها سلفهم وينتظرها خلفهم من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. اهـ ("إعلام الموقعين" 3 / 398).
.....................................
الباب الخامس: إغراء المبتدعة ذا سلطان على الإمام البربهاري رحمه الله
.....................................
الباب الخامس: إغراء المبتدعة ذا سلطان على الإمام البربهاري رحمه الله
قال الإمام ابن أبي يعلى رحمه الله: وكانت للإمام حسن بن علي البربهاري رحمه الله مجاهدات ومقامات في الدين كثيرة وكان المخالفون يغيظون قلب السلطان عليه ففي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة في خلافة القاهر ووزيره ابن مقلة تقدم بالقبض على البربهاري فاستتر وقبض على جماعة من كبار أصحابه وحملوا إلى البصرة. وعاقب الله تعالى ابن مقلة على فعله ذلك بأن أسخط عليه القاهر وهرب ابن مقلة وعزله القاهر عن وزارته وطرح في داره النار، فقبض على القاهر بالله يوم الأربعاء لستّ من شهر جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، وحبس، وخلع، وسملت عيناه في هذا اليوم حتى سالتا جميعاً، فعمى ثم تفضّل الله تعالى، وأعاد البربهاري إلى حشمته وزادت . -إلى قوله:-
ولم تزل المبتدعة ينقلون قلب الراضي على البربهاري فتقدم الراضي إلى بدر الحرسي صاحب الشرطة بالركوب والنداء ببغداد: أن لا يجتمع من أصحاب البربهاري نفسان فاستتر وكان ينزل بالجانب الغربي بباب محول فانتقل إلى الجانب الشرقي مستتراً فتوفي في الاستتار في رجب سنة تسع وعشرين وثلاثمائة . ("طبقات الحنابلة" ج 1 / ص 191).
الباب السادس: إغراء أهل البدع ذا السلطان على الامام أبي عمر الطلمنكي رحمه الله.
ولم تزل المبتدعة ينقلون قلب الراضي على البربهاري فتقدم الراضي إلى بدر الحرسي صاحب الشرطة بالركوب والنداء ببغداد: أن لا يجتمع من أصحاب البربهاري نفسان فاستتر وكان ينزل بالجانب الغربي بباب محول فانتقل إلى الجانب الشرقي مستتراً فتوفي في الاستتار في رجب سنة تسع وعشرين وثلاثمائة . ("طبقات الحنابلة" ج 1 / ص 191).
الباب السادس: إغراء أهل البدع ذا السلطان على الامام أبي عمر الطلمنكي رحمه الله.
قال الإمام الذهبي رحمه الله في شأن الإمام الطلمنكي رحمه الله: وهو الإمام المقرئ المحقق المحدث الحافظ الاثري، أبو عمر، أحمد بن محمد ابن عبد الله بن أبي عيسى لب( ) بن يحيى، المعافري الاندلسي الطلمنكي. كان فاضلا ضابطا. كان سيفا مجردا على أهل الاهواء والبدع، قامعاً لهم، غيورا على الشريعة، شديداً في ذات الله، أقرأ الناس محتسباً، وأسمع الحديث، والتزم للامامة بمسجد منعة، ثم خرج، وتحول في الثغر، وانتفع الناس بعلمه، وقصد بلده في آخر عمره، فتوفي بها.
عاش تسعين عاما سوى أشهر، وقد امتحن لفرط إنكاره، وقام عليه طائفة من أضداده، وشهدوا عليه بأنه حروري يرى وضع السيف في صالحي المسلمين، وكان الشهود عليه خمسة عشر فقيهاً، فنصره قاضي سرقسطة، في سنة خمس وعشرين وأربع مئة، وأشهد على نفسه بإسقاط الشهود، وهو القاضي محمد بن عبد الله بن قرنون –جزاه الله خيراً-. ("سير أعلام النبلاء" - (ج 17 / ص 566-568).
الباب السابع: إغراء أهل البدع ذا السلطان على شيخ الاسلام أبي إسماعيل رحمه الله
عاش تسعين عاما سوى أشهر، وقد امتحن لفرط إنكاره، وقام عليه طائفة من أضداده، وشهدوا عليه بأنه حروري يرى وضع السيف في صالحي المسلمين، وكان الشهود عليه خمسة عشر فقيهاً، فنصره قاضي سرقسطة، في سنة خمس وعشرين وأربع مئة، وأشهد على نفسه بإسقاط الشهود، وهو القاضي محمد بن عبد الله بن قرنون –جزاه الله خيراً-. ("سير أعلام النبلاء" - (ج 17 / ص 566-568).
الباب السابع: إغراء أهل البدع ذا السلطان على شيخ الاسلام أبي إسماعيل رحمه الله
قال ابن طاهر رحمه الله في محنة شيخ الاسلام أبو إسماعيل الأنصاري رحمه الله: حكى لي أصحابنا أن السلطان ألبّ أرسلان قدم هراة ومعه وزيره نظام الملك، فاجتمع إليه أئمة الحنفية وأئمة الشافعية للشكوى من الانصاري، ومطالبته، بالمناظرة، فاستدعاه الوزير، فلما حضر، قال: إن هؤلاء قد اجتمعوا لمناظرتك، فإن يكن الحق معك، رجعوا إلى مذهبك، وإن يكن الحق معهم، رجعت أو تسكت عنهم. فوثب الانصاري، وقال: أناظر على ما في كمي. قال: وما في كمك ؟ قال: كتاب الله - وأشار إلى كمه اليمين -، وسنة رسول الله - وأشار إلى كمه اليسار - وكان فيه "الصحيحان ". فنظر الوزير إليهم مستفهما لهم فلم يكن فيهم من ناظره من هذه الطريق، وسمعت احمد بن اميرجه خادم الانصاري يقول حضرت مع الشيخ للسلام على الوزير نظام الملك وكان اصحابنا كلفوه الخروج إليه وذلك بعد المحنة ورجوعه من بلخ (قلت كان قد غرب إلى بلخ) قال: فلما دخل عليه أكرمه وبجله وكان هناك أئمة من الفريقين فاتفقوا على أن يسألوه بين يدى الوزير فقال العلوى الدبوسي: يأذن الشيخ الامام أن أسأل، قال: سل، قال: لم تلعن أبا الحسن الأشعري ؟ فأطرق الوزير، لما كان بعد ساعة قال له الوزير: أجبه، قال: لا أعرف أبا الحسن وإنما العن من لم يعتقد أن الله في السماء وأن القرآن في المصحف وأن النبي اليوم ليس بنبى، ثم قام وانصرف فلم يمكن أحدا أن يتكلم من هيبته، فقال الوزيرللسائل: هذا أردتم، أن نسمع ما كان يذكره بهراة بآذاننا وما عسى أن أفعل به ؟ ثم بعث إليه بصلة وخلع فلم يقبلها وسار من فوره إلى هراة.
قال وسمعت أصحابنا بهراة يقولون: لما قدم السلطان ألب أرسلان هراة في بعض قدماته اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه ودخلوا على أبي إسماعيل وسلموا عليه وقالوا: ورد السلطان ونحن على عزم أن نخرج ونسلم عليه فأحببنا أن نبدأ بالسلام عليك، وكانوا قد تواطئوا على أن حملوا معهم صنما من نحاس صغيرا وجعلوه في المحراب تحت سجادة الشيخ وخرجوا وقام إلى خلوته ودخلوا على السلطان واستغاثوا من الأنصاري وأنه مجسم وأنه يترك في محرابه صنما يزعم ان الله على صورته وإن بعث الآن السلطان يجده فعظم ذلك على السلطان وبعث غلاما ومعه جماعة فدخلوا الدار وقصدوا المحراب فأخذوا الصنم ورجع الغلام بالصنم فبعث السلطان من أحضر الانصاري فأتى فرأى الصنم والعلماء والسلطان قد اشتد غضبه، فقال السلطان له: ما هذا ؟ قال: هذا صنم يعمل من الصفر شبه اللعبة، قال: لست عن ذا أسألك ؟ قال: فعم يسألنى السلطان قال: إن هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا، وأنك تقول أن الله على صورته، فقال الأنصاري بصولة وصوت جهورى: سبحانك هذا بهتان عظيم. فوقع في قلب السلطان انهم كذبوا عليه فأمر به فأخرج إلى داره مكرما، وقال لهم: اصدقوني. وهددهم فقالوا: نحن في يد هذا الرجل في بلية من استيلائه علينا بالعامة فأردنا ان نقطع شره عنا، فأمر بهم ووكل بكل واحد منهم وصادرهم وأهانهم. ("تذكرة الحفاظ" ج 3 / ص 1187-1189).
.....................................
الباب الثامن: إغراء أهل البدع ذا السلطان على شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
قال وسمعت أصحابنا بهراة يقولون: لما قدم السلطان ألب أرسلان هراة في بعض قدماته اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه ودخلوا على أبي إسماعيل وسلموا عليه وقالوا: ورد السلطان ونحن على عزم أن نخرج ونسلم عليه فأحببنا أن نبدأ بالسلام عليك، وكانوا قد تواطئوا على أن حملوا معهم صنما من نحاس صغيرا وجعلوه في المحراب تحت سجادة الشيخ وخرجوا وقام إلى خلوته ودخلوا على السلطان واستغاثوا من الأنصاري وأنه مجسم وأنه يترك في محرابه صنما يزعم ان الله على صورته وإن بعث الآن السلطان يجده فعظم ذلك على السلطان وبعث غلاما ومعه جماعة فدخلوا الدار وقصدوا المحراب فأخذوا الصنم ورجع الغلام بالصنم فبعث السلطان من أحضر الانصاري فأتى فرأى الصنم والعلماء والسلطان قد اشتد غضبه، فقال السلطان له: ما هذا ؟ قال: هذا صنم يعمل من الصفر شبه اللعبة، قال: لست عن ذا أسألك ؟ قال: فعم يسألنى السلطان قال: إن هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا، وأنك تقول أن الله على صورته، فقال الأنصاري بصولة وصوت جهورى: سبحانك هذا بهتان عظيم. فوقع في قلب السلطان انهم كذبوا عليه فأمر به فأخرج إلى داره مكرما، وقال لهم: اصدقوني. وهددهم فقالوا: نحن في يد هذا الرجل في بلية من استيلائه علينا بالعامة فأردنا ان نقطع شره عنا، فأمر بهم ووكل بكل واحد منهم وصادرهم وأهانهم. ("تذكرة الحفاظ" ج 3 / ص 1187-1189).
.....................................
الباب الثامن: إغراء أهل البدع ذا السلطان على شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
وهكذا أصاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مراراً.
في سنة (698هـ) لما صنف رحمه الله "المسألة الحموية" في الصفات، تحزب أعداء السنة عليه رحمه الله وطافوا به على قصبة من جهة القاضي الحنفي ونودي عليه بأنه لا يستفتى.
وفي سنة (705هـ) سعى أقوام من الجهمية والرافضة والاتحادية وغيرهم من الحاقدين في إضرار شيخ الإسلام رحمه الله فجمع له القضاة والعلماء في مجلس نائب دمشق ليسألوه عن معتقده. فعقدت له ثلاثة مجالس للمناظرة. وفي ذلك الوقت طلبه ابن عدلان عند القضي المالكي بالعقوبة. وفي آخر أمره سجن شيخ الإسلام وأخوه رحمهما الله بالحب بقلعة الجبل.
في سنة (698هـ) لما صنف رحمه الله "المسألة الحموية" في الصفات، تحزب أعداء السنة عليه رحمه الله وطافوا به على قصبة من جهة القاضي الحنفي ونودي عليه بأنه لا يستفتى.
وفي سنة (705هـ) سعى أقوام من الجهمية والرافضة والاتحادية وغيرهم من الحاقدين في إضرار شيخ الإسلام رحمه الله فجمع له القضاة والعلماء في مجلس نائب دمشق ليسألوه عن معتقده. فعقدت له ثلاثة مجالس للمناظرة. وفي ذلك الوقت طلبه ابن عدلان عند القضي المالكي بالعقوبة. وفي آخر أمره سجن شيخ الإسلام وأخوه رحمهما الله بالحب بقلعة الجبل.
وفي سنة (707هـ) صنع قوم من أهل الخوانق والربط والزوايا ضجة شديدة في الديار المصرية يطلبون السلطان ليفعل بشيخ الإسلام رحمه الله. قالوا: إنه يسبّ مشايخنا! فعقد مجلس للمناظرة فظهر فيه شجاعته، وسعة علمه، وقوة قلبه، وصدق توكله، ووضوح حجته ما يتجاوز الوصف. وكان وقتا مشهودا ومجلسا عظيما.
فلما تكلم شيخ الإسلام رحمه الله في أهل الاتحادية بمصر تحزب عليه الصوفية حتى سجن رحمه الله في حبس القضاة بسنة ونصف.
وفي سنة (707هـ) أيضا توسع الحاقدون الكلام في شيخ الإسلام رحمه الله حتى حبس رحمه الله في سجن الحاكم بحارة الديلم، فتغير الحبس من مجلس المعاصي والضياع إلى مجلس العلم والعبادة والدروس والفتيا، وحتى إن بعض المحبوسين رفضوا الخروج من السجن.
وفي سنة (707هـ) أيضا شكا شيخ من شيوخ الصوفية بالقاهرة لأن شيخ الإسلام رحمه الله أفتى بعدم جواز الاستغاثة بغير الله. فخيرته الدولة بين أشياء: الإقامة بدمشق، أو الاسكندرية بشروط، أو الحبس. فاختار الحبس رحمه الله .
وفي سنة (710هـ) حصلت مؤامرة بدمشق لقتل شيخ الإسلام رحمه الله من قبل غلاة الصوفية لأنه رحمه الله أفتى بالنهي عن الشد الرحال إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم . ولم يرض السلطان بقتله ولكن حبسه بقلعة دمشق ونهاه عن الفتيا. فلما وصل الخبر بذلك إلى بغداد قام جماعة من علمائها بنصر شيخ الإسلام رحمه الله وتأييده وأنه على الحق.
(اقرأ الأخبار في "الانتصار لشيخ الإسلام رحمه الله للإمام ابن عبد الهادي رحمه الله ص241-352).
.....................................
الباب التاسع: استخدام أعداء أهل السنة السلطةَ على أصحاب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمهم الله
(اقرأ الأخبار في "الانتصار لشيخ الإسلام رحمه الله للإمام ابن عبد الهادي رحمه الله ص241-352).
.....................................
الباب التاسع: استخدام أعداء أهل السنة السلطةَ على أصحاب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمهم الله
وفي سنة (710هـ) أمر القاضي الشافعي بحبس جماعة من أصحاب شيخ الإسلام رحمه الله وأذيتهم وتعزيرهم. ومن المحبوسين الإمام شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله .
وقد ابتلي نحو ذلك أيضا قبل ذلك الوقت الإمام الحافظ جمال الدين المزي رحمه الله، أنه لما قرأ الرد على الجهمية من "صحيح البخاري" غضبت الجهمية فرفعوا أمره إلى قاضي القضاة الشافعي فحبسه. فلما سمع ذلك شيخ الإسلام رحمه الله تألم له وأخرجه بيده من الحبس. فطلب قاضي القضاة الشافعي ملك الأمراء أن يرد الإمام المزي رحمه الله في الحبس ففعله.
(اقرأ الأخبار في "سير أعلام النبلاء" /ترجمة شيخ الإسلام رحمه الله، و"الانتصار لشيخ الإسلام رحمه الله للإمام ابن عبد الهادي رحمه الله ص241-352).
.....................................
الباب العاشر: إغراء الحزبيين ذا السلطان على السلفيين
.....................................
الباب العاشر: إغراء الحزبيين ذا السلطان على السلفيين
ومن هذا الباب ما قاله الشيخ أحمد النجمي رحمه الله: وقبل سنوات حصل في بعض المناطق أن ادعى الحزبيون على رجل من خيار طلاب العلم إمام مسجد وخطيبه ادعوا عليه أنه فعل فاحشة اللواط في طفل، وبقيت هذه الدعوى في الدوائر الحكمية مدة مع أنه متزوج، وله أولاد، ولحيته ملء صدره. اهـ ("الرد المحبّر" ص133)
بل الشيخ أحمد النجمي رحمه الله نفسه ابتلي بجريمة الحزبيين من طريق الحكومة. قال رحمه الله في حملات إبراهيم بن حسن الشعبي: ... لكن إبراهيم حسن له هوى في جانبي، وزاد الطين بلة –كما يقولون- كوني استنكرت الحزبيات، وبينت ما فيها في عدة مناسبات، وألفت بعض الكتب في بيان ما في تلك المناهج الحزبية من مخالفات للشرعية الإسلامية، لذلك انبرى إبراهيم حسن منتصراً لهم ... –إلى قوله رحمه الله: - فأبى أن يسمع كلامي، وأصرّ إلا أن يتعبني، وكتب إلى القاضي، وجلسنا عنده عدة جلسات ... إلخ. ("دحر الهجمة الحزبية" ص32-34/للشيخ النجمي).
وقال الإمام الوادعي رحمه الله في شأن الإخوان المسلمين: ... وأعظم من هذا –يعني: أعظم من إرسال المشوشين في محاضرة أهل السنة- أنهمم انتزعوا مساجد أهل السنة من تحت أيديهم عند أن كان وزير الأوقاف منهم. ("الباعث على شرح الحوادث" ص19)
وقد قال الإمام الوادعي رحمه الله: إن الإخوان المسلمين أرسلوا سفيهاً إلى مسجد دماج يسب الحكومة كي يلقي المسؤولية على أهل السنة، وأخرج من المسجد. ("الباعث" ص20).
وقال رحمه الله في شأن عبد الرحمن عبد الخالق: وبعد أن قامت دعوة المدينة وانتفع بها الناس وصار في بعض الليالي قدر مائة وخمسين من الكويت يزورون إخوانهم بالمدينة ويستفيدون منهم في ليلة أو ليلتين، فكأنه دخله الحسد فرأى أن يشوّه سمعة دعوة أصحاب المدينة وأن يستثير الحكومة عليهم فتارة يقول: إنّهم خوارج، وأخرى يقول: إنّهم مخالفون للعلماء كالشيخ ابن باز، والشيخ السبيّل، والشيخ ابن حميد اهـ. ("تحفة المجيب" ص170).
ومن هذا الباب أيضا أن الشيخ أبا عبد الرحمن جميل بن عبدة الصلوي حفظه الله لما ألقى بعض المحاضرات في سودان، انطلق بعض الحزبيين إلى مركز الشرطة وكذبوا عليه، فجاء بعض الشرط فاستدعاه وبعض الطلاب إلى مركزهم، فسألوهم بعض أسئلة، فلا يرون ما يجلب الريبة، فيعتذرون ويقولون: (جاءنا بعض أناس شكوكم، وقالوا إنكم غرباء، وعندكم أسلحة).
ومن هذا الباب أيضاً أن جماعة من علماء الزيدية بمحافظة صعدة –في أيام ثورتهم قبل ثلاث سنين- يطلبون من الحكومة اليمنية إغلاق مركز أهل السنة والحماعة بدماج –حرسها الله-.
ومن هذا الباب أيضا –باب التضييق على أهل السنة بأيدي ذي سلطان- ما صنعه عبد الغفور اللحجي وأذنابه الحزبيين.
وأطلب القراء الكرام -حفظهم الله- مطالعة ما كتبه أخونا الفاضل المستفيد أبو الحسن إحسان اللحجي حفظه الله في اعتدائهم على مساجد أهل السنة في رسالته "تنبيه الساجد".
وأطلب القراء الكرام -حفظهم الله- مطالعة ما كتبه أخونا الفاضل المستفيد أبو الحسن إحسان اللحجي حفظه الله في اعتدائهم على مساجد أهل السنة في رسالته "تنبيه الساجد".
بعض مساجد أهل السنة التي أخذتها جمعيتا الحكمة والإحسان، وهي:
1- مسجد أسامة بن زيد
2- مسجد الجفارية
3- مسجد الصديق
4- الخيرات
(انظر "تنبيه الساجد من مؤامرات الحزبية لإسقاط المساجد" ص2)
ثم ذكر حفظه الله مكر عبد الغفور اللحجي وأتباعه في أخذ إمامة وخطابة مسجد الخطيب (ص3)
1- مسجد أسامة بن زيد
2- مسجد الجفارية
3- مسجد الصديق
4- الخيرات
(انظر "تنبيه الساجد من مؤامرات الحزبية لإسقاط المساجد" ص2)
ثم ذكر حفظه الله مكر عبد الغفور اللحجي وأتباعه في أخذ إمامة وخطابة مسجد الخطيب (ص3)
وكما هو معلوم أن عبد الغفور اللحجي من أعضاء جمعيتي الحكمة والإحسان.
ثم ذكر أخونا الفاضل أبو الحسن إحسان اللحجي حفظه الله أن عبد الغفور اللحجي بعد ذلك رأسًا لجمعية البر (ص6)
ثم ذكر حفظه الله سعي عبد الغفور اللحجي وأتباعه في أخذ مسجد ابن باز، وذلك بعد فتنة أبي الحسن (ص10)
ثم ذكر حفظه الله مؤامرة بعض أتباع عبد الغفور في إبعاد أخينا نزار حفظه الله من نيابة إمام مسجد الشيخ سعيد (ص12)
ثم ذكر حفظه الله سعي عبد الغفور اللحجي وأتباعه في أخذ مسجد ابن باز، وذلك بعد فتنة أبي الحسن (ص10)
ثم ذكر حفظه الله مؤامرة بعض أتباع عبد الغفور في إبعاد أخينا نزار حفظه الله من نيابة إمام مسجد الشيخ سعيد (ص12)
ثم ذكر سعي عبد الغفور اللحجي في أخذ مسجد المسمى "السروري" (ص13)
ثم ذكر حفظه الله جريمة عبد الغفور اللحجي وأتباعه العظيمة في طريقة أخذهم مسجد قرية الشقعة (ص14-15)
ثم ذكر حفظه الله سعيهم الخبيث –في هذه الفتنة فتنة عبد الرحمن بن مرعي العدني- في إسقاط مسجد الإمام الألباني (ص16-17)
ثم ذكر حفظه الله سعيهم الخبيث –في هذه الفتنة فتنة عبد الرحمن بن مرعي العدني- في إسقاط مسجد الإمام الألباني (ص16-17)
ثم ذكر حفظه الله عظم جريمتهم في إسقاط مسجد عمر بن الخطاب بدون أي مبالاة لمشقة بانيه السني المسكين الأخ حسين بن محمد الزغير حفظه الله (ص18-19)
ثم ذكر حفظه الله عظم جريمتهم في اختلاس مسجد الأنصار (ص20)
ثم ذكر حفظه الله محاولتهم في أخذ خطابة مسجد معسكر النجدة من الكاتب (أبي إحسان حفظه الله) (ص23)
ثم ذكر حفظه الله جرأة مصطفى مبرم الحزبي في محاولة إخذ مسجد المسمى (الإمام الوادعي ) في هناك (ص24)
ثم ذكر حفظه الله جرائمهم في أذية عظيمة على إمام مسجد البخاري من أجل أن يخلص من الإمامة (24-25)
ثم لينظروا كم مرة استخدم عبد الغفور اللحجي وأتباعه أيدي الحكومة في ذلك.
ثم لينظروا كم مرة استخدم عبد الغفور اللحجي وأتباعه أيدي الحكومة في ذلك.
وقد ذكر شيخنا حفظه الله هذه الحركات مجملا في "التنبيهات المهمة" ص3 لشيخنا حفظه الله. وقال حفظه الله في بعض دروسه: لا شك أنها حزبية. أو كما قال حفظه الله. وقال حفظه الله في وقت آخر: إن لم تكن هذه حزبية فما ندري ما الحزبية.
وقد ذكر شيخنا أبو عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله أتباع عبد الرحمن العدني يغرّرون ببعض طلبة العلم الذين لم يوافقوهم في تعصّبهم إلى الحكومة. ("التنبيهات المهمة" ص3 لشيخنا حفظه الله).
وقال شيخنا أبو عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله ورعاه- أمام الدرس العام أن بعض أتباع عبد الرحمن بن مرعي العدني أخرجوا منشورة بعنوان "الحجوري تكلم في الدولة السعودية" (أو نحو ذلك) لعلهم طمعوا أن ينال شيخنا –أعزه الله- ما نال الإمام الوادعي رحمه الله من قبل الدولة السعودية –حرسها الله وسددها- من الشدة والمنع وغير ذلك، ولكي يشتد عليه علماء السعودية حفظهم الله. وقد بين لنا شيخنا كذب ذلك الحزب الجديد وأن جميع حملاتهم في هذه السنوات تدل على أنهم أشد كذبا من أتباع أبي الحسن.
وقال أخونا الفاضل أبو أنس يوسف اللحجي رعاه الله: الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فقد طلب مني الأخ العمودي أن أذكر له حقيقة واقعة مسجد البخاري الواقع في محافظة لحج قرية المحلة، وذلك أني كنت موجودا في هذه الواقعة وهاك حقيقتها وزمام خطامها وهي:
أننا انطلقنا من مسجد أخينا الفاضل أبي هارون إلى مسجد أخينا الفاضل عبد العزيز الذي وقعت فيه القصة وعلى أن المحاضرة تكون لأخينا عبد العزيز إمام المسجد. ولما وصلنا إلى المسجد قبل الغروب بقليل وجدنا المسجد مغلقا ثم بعد ذلك فتح المسجد ونحن لا نعلم أن بعض جهال المتعصبين وعوام أهل القرية سيعملون ضجة في المسجد، وعلى أن الحكومة تغلق المسجد. فدخلنا المسجد وتوضئنا ثم خرجنا إلى المسجد وكان ذلك قبل أذان المغرب بقليل فبينما نحن كذلك إذ سمعنا أصواتا مرتفعة وضجة قوية من بعض المتعصبين وعوام أهل القرية الذين هم مدفوعون من بعض أصحاب حزبية عبد الرحمن هداهم الله. فدخلوا وغلقوا الأبواب وأطفئوا الأنوار، وأخذت مكبرات الصوت. ثم ونحن في هذه الضجة قام إمام المسجد وأذن وصلى على تلك الحالة من الضجة ورفع الأصوات. ثم أتى بعض المتعصبين بالشرطة ليأخذوا أخانا عبد العزيز وهو يحاضر فكانوا يدفعون بالعسكر ليأخذوه إلا أن العسكر كانوا أعقل من الحزبييين المتعصبين، فقالوا: كيف نأخذه وهو يتكلم؟ فجلس العسكر ويستمعون للمحاضرة والمتعصبون في فوضى. ثم بعض المتعصبين كانوا متجهين إلى محاضرة في نفس القرية في مسجد آخر . فلما رأوا الفوضة نزلوا وأكملوا ما بقي من الزوبعة، وبعضهم أراد ان يضارب . وبعد المحاضرة توجهنا إلى الشرطة فوجدنا المتعصبين هنالك وعلى رأسهم محمد الخدشي –أصلحه الله-، وسجن بعض الإخوان وفي اليوم الآخر توجه عبد الغفور هداه الله إلى الشرطة، وأخبرنا أنه كان يقول: (الأمر للعوام، فمن اختروه إماما يكون إماما) علما أن المتعصبين هم الذين حرضوا العوام على أخينا عبد العزيز حفظه الله وسدده على أن يزجروه من إمامة.
كتبه أبو أنس يوسف اللحجي.
("زجر العاوي" للشيخ محمد العمودي حفظه الله ح3 /ص24-25)
أننا انطلقنا من مسجد أخينا الفاضل أبي هارون إلى مسجد أخينا الفاضل عبد العزيز الذي وقعت فيه القصة وعلى أن المحاضرة تكون لأخينا عبد العزيز إمام المسجد. ولما وصلنا إلى المسجد قبل الغروب بقليل وجدنا المسجد مغلقا ثم بعد ذلك فتح المسجد ونحن لا نعلم أن بعض جهال المتعصبين وعوام أهل القرية سيعملون ضجة في المسجد، وعلى أن الحكومة تغلق المسجد. فدخلنا المسجد وتوضئنا ثم خرجنا إلى المسجد وكان ذلك قبل أذان المغرب بقليل فبينما نحن كذلك إذ سمعنا أصواتا مرتفعة وضجة قوية من بعض المتعصبين وعوام أهل القرية الذين هم مدفوعون من بعض أصحاب حزبية عبد الرحمن هداهم الله. فدخلوا وغلقوا الأبواب وأطفئوا الأنوار، وأخذت مكبرات الصوت. ثم ونحن في هذه الضجة قام إمام المسجد وأذن وصلى على تلك الحالة من الضجة ورفع الأصوات. ثم أتى بعض المتعصبين بالشرطة ليأخذوا أخانا عبد العزيز وهو يحاضر فكانوا يدفعون بالعسكر ليأخذوه إلا أن العسكر كانوا أعقل من الحزبييين المتعصبين، فقالوا: كيف نأخذه وهو يتكلم؟ فجلس العسكر ويستمعون للمحاضرة والمتعصبون في فوضى. ثم بعض المتعصبين كانوا متجهين إلى محاضرة في نفس القرية في مسجد آخر . فلما رأوا الفوضة نزلوا وأكملوا ما بقي من الزوبعة، وبعضهم أراد ان يضارب . وبعد المحاضرة توجهنا إلى الشرطة فوجدنا المتعصبين هنالك وعلى رأسهم محمد الخدشي –أصلحه الله-، وسجن بعض الإخوان وفي اليوم الآخر توجه عبد الغفور هداه الله إلى الشرطة، وأخبرنا أنه كان يقول: (الأمر للعوام، فمن اختروه إماما يكون إماما) علما أن المتعصبين هم الذين حرضوا العوام على أخينا عبد العزيز حفظه الله وسدده على أن يزجروه من إمامة.
كتبه أبو أنس يوسف اللحجي.
("زجر العاوي" للشيخ محمد العمودي حفظه الله ح3 /ص24-25)
وأخبرنا الإخوة الأفاضل مصطفى العدني، ورائد العدني وأبو زيد معافى الحديدي وغيرهم حفظهم الله، أن عبد الرحمن العدني وأتباعه يتآمرون مع أصحاب جمعية الحكمة في عدن –شهر جمادى الأولى 1430 هـ أو قريبا من ذلك- أن يستعينوا ذا السلطان على مسجد السنة ببريقة عدن، وهو أكبر مساجد السنة هناك، هم يحاولون نزعه من يد الشيخ أحمد بن عثمان العدني حفظه الله، والحمد لله خابوا وخسروا.
وأخبرونا أن هذه المحاولة على ذلك المسجد ليست أول مرة.
ومن هذا الباب إشادة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي المنحرف إلى الحكومة.
ومن هذا الباب إشادة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي المنحرف إلى الحكومة.
قال الشيخ أبو عبد الله كمال بن ثابت العدني حفظه الله: ثم قول الشيخ يحيى حفظه الله فيكم هداكم الله: أنكم تشيدون بمحاكمة الأخ أسامة عطايا من ذلك الشخص الذي علم عند إخواننا من أهل السنة أنه تكفيري.
أقول: يا شيخ، نعم ما نقله عنكم فهو حاصل وسأذكر لك الآن ما قلت بالنص من الرسالة المفرغة من شريط: أهمية الإلتفاف حول العلماء، قلت: [ وقد بلغني في هذه الأيام عن شخصين في السعودية أحدهما اتهم الأخر بأنه حزبي، فرفعت القضية إلى المحكمة الشرعية وصدر الحكم ببراءة المتهم وبحبس المدعي الذي ليس عنده حزبيه وبجلده عدة جلدات متفرقة هذا هو الحكم هذا هو العدل هذا هو الإنصاف يا عباد الله]
أقول: يا شيخ الله المستعان، كيف يكون هذا هو العدل! والإنصاف! والرجل معلوم عند أهل السنة أنه حزبي وتفرح بجلد الأخ السلفي! وتقول: هذا هو العدل، هذا هو الإنصاف !! هل من العدل استعمال الحزبيين ما عندهم من القوة والمكر لكبت أهل السنة عن الحق وعن التحذير من شرهم وفتنتهم!!
وقلتم في أهمية الإلتفاف [ وأيضا هناك قضية أخرى كما أخبرت في السعودية لا تزال في المحكمة بين شخصين آخرين..هكذا تصان الأعراض]
أقول: أليست هذه القضية هي قضية الشيخ ربيع مع فالح الحربي، فلماذا أنت فرحٌ بها، وأبشرك أنها انتهت بخيبة فالح وأن دعواه كاذبة كما أخبرنا.
أقول: يا شيخ، نعم ما نقله عنكم فهو حاصل وسأذكر لك الآن ما قلت بالنص من الرسالة المفرغة من شريط: أهمية الإلتفاف حول العلماء، قلت: [ وقد بلغني في هذه الأيام عن شخصين في السعودية أحدهما اتهم الأخر بأنه حزبي، فرفعت القضية إلى المحكمة الشرعية وصدر الحكم ببراءة المتهم وبحبس المدعي الذي ليس عنده حزبيه وبجلده عدة جلدات متفرقة هذا هو الحكم هذا هو العدل هذا هو الإنصاف يا عباد الله]
أقول: يا شيخ الله المستعان، كيف يكون هذا هو العدل! والإنصاف! والرجل معلوم عند أهل السنة أنه حزبي وتفرح بجلد الأخ السلفي! وتقول: هذا هو العدل، هذا هو الإنصاف !! هل من العدل استعمال الحزبيين ما عندهم من القوة والمكر لكبت أهل السنة عن الحق وعن التحذير من شرهم وفتنتهم!!
وقلتم في أهمية الإلتفاف [ وأيضا هناك قضية أخرى كما أخبرت في السعودية لا تزال في المحكمة بين شخصين آخرين..هكذا تصان الأعراض]
أقول: أليست هذه القضية هي قضية الشيخ ربيع مع فالح الحربي، فلماذا أنت فرحٌ بها، وأبشرك أنها انتهت بخيبة فالح وأن دعواه كاذبة كما أخبرنا.
وهكذا نبه الشيخ يحيى حفظه الله تعالى على خطأ إشادتكم بالمحاكمة إلى المحاكم في مثل هذه القضايا العلمية.
أقول: نعم هو كما قال، وقولكم فيه معلوم وهذا نصه [ فأي مشكلة تحصل سوا كان بين شيخين أو بين طالبين ما كان الناس يخوضون وإنما تعود إلى أهل العلم، فإذا لم تنحل على أيدي أهل العلم، فإن أهل السنة والحمد لله يعتبرون متمسكين بالكتاب والسنة، وأهل السنة ليسوا خوارج، ما هم خارجي عن الدولة، الدولة والمحكمة الشرعية أم الجميع وأب الجميع..فالذي لا يحتكم إلى أهل العلم إلى الكتاب والسنة، سواء كان شيخ أو طالب أو كان داعي أو كان عامي الذي لا يحتكم إلى أهل العلم فالدولة أم الجميع وأب الجميع]
هذه الزلة كبيرة في حقكم لم يقبلها منكم عامة أهل السنة، كيف ترضى بالتحاكم في أمور دعوة وبيان حال المخالفين إلى أناس بحاجة قبل هذا كله أن يفهموا السنة على حقيقتها وبعض المحاكم فيها امرأة قاضية كاشفة الوجه وبعض المسائل من السحر والشعوذة ترفع إلى مثل هؤلاء يقولون ما عندنا عنها في القانون شيء وبعض القضاة ربما أخذ هذا القضاء بالواسطة فكثير منهم بين صوفي وشيعي رافضي خبيث وبين حزبي إخواني وبين اشتراكي وكل هؤلاء شامتون بأهل السنة.
وليس معنى ذلك أننا خوارج والعياذ بالله، ونحن نرى أننا في دولة مسلمة وندعو لها بالتوفيق والهدى، لكن لا نعرض دعوتنا لمثل هذه الإهانة.
ومعلوم يا شيخ أنك حين كفرت محمد بن سرور زين العابدين زعيم الفرقة السرورية وطالبك عقيل المقطري صاحب جمعية الحكمة بالمحاكمة رفضت، هل كنت من قبل ترى قول الخوارج، أم أن الأمر تغير؟ نبئنا بعلم غفر الله لكم وأرشدكم للصواب حقا أنه خطأ واضح اهـ. ("التعميد والتدعيم" ص7-8).
هذه الزلة كبيرة في حقكم لم يقبلها منكم عامة أهل السنة، كيف ترضى بالتحاكم في أمور دعوة وبيان حال المخالفين إلى أناس بحاجة قبل هذا كله أن يفهموا السنة على حقيقتها وبعض المحاكم فيها امرأة قاضية كاشفة الوجه وبعض المسائل من السحر والشعوذة ترفع إلى مثل هؤلاء يقولون ما عندنا عنها في القانون شيء وبعض القضاة ربما أخذ هذا القضاء بالواسطة فكثير منهم بين صوفي وشيعي رافضي خبيث وبين حزبي إخواني وبين اشتراكي وكل هؤلاء شامتون بأهل السنة.
وليس معنى ذلك أننا خوارج والعياذ بالله، ونحن نرى أننا في دولة مسلمة وندعو لها بالتوفيق والهدى، لكن لا نعرض دعوتنا لمثل هذه الإهانة.
ومعلوم يا شيخ أنك حين كفرت محمد بن سرور زين العابدين زعيم الفرقة السرورية وطالبك عقيل المقطري صاحب جمعية الحكمة بالمحاكمة رفضت، هل كنت من قبل ترى قول الخوارج، أم أن الأمر تغير؟ نبئنا بعلم غفر الله لكم وأرشدكم للصواب حقا أنه خطأ واضح اهـ. ("التعميد والتدعيم" ص7-8).
وقال شيخنا أبو بلال خالد بن عبود الحضرمي حفظه الله في "بيان حزبية ابن مرعي": أليس عند القوم استعانة بالسلطة على دعاة السنة وأهل الحق؟ وهذه من علامات أهل البدع، وليس بخاف عنكم ما صنعه ابن أبي دؤاد مع الإمام أحمد، وما صنعوه مع شيخ الإسلام ابن تيمية، وما صنعوه مع أبي إسماعيل الهروي وغيرهم من أئمة الدين. أليس عندهم ما عند أضرابهم من محاولة سحب المساجد التي بيد أهل السنة؟ بل قد فعلوا ذلك في بعض البلدان، واستعانوا على ظلمهم هذا ببعض المسئولين هداهم الله اهـ.
* فائدة: استخدام الحزبيين أيدي الحكومة لا ينحصر على أهل السنة فقط، بل هم استعملوها على بعض أتباعهم المظهرين موافقة الحق ومخالفة أهوائهم. مثال ذلك ما فعله عبد المجيد الزنداني الإخواني بأحد المدرسين بجامعة الإيمان اسمه سامي الفلسطيني. وهذه القضية في جامعة الإيمان المعروف بـ "قضية سامي الفلسطيني"، وهي كما يلي:
كان هذا الرجل في الأردن يريد أن يحضّر الدكتوراه، ثم أخذه الزنداني إلى جامعة الإيمان. لما وصل إلى الجامعة جلس أياما ثم قام في المسجد، وتكلم عن الديمقراطية، فقام الطلاب فضربوه، ثم قام مرة أخرى في يوم آخر فتكلم على الديمقراطية، فضُرب، ثم تكلم ثالثة على الديمقراطية فضُرب، ثم رابعة فضُرب حتى وصل إلى بيته، فقام الزنداني يناقشه بعد صلاة الفجر عن الديمقراطية فقال سامي: الديمقراطية التي في أمريكا هي التي في اليمن. قال الزنداني: نعم، ثم أخذ يبرر، وقال: أنا جعلت سامي يبحث عن الديمقراطية يفندها، وأنا أفتخر أن يكون من بيننا من يفند فكرة أمريكا، ثم أخذ يناقشه على الديمقراطية بتأويلاته الباردة. ثم بعد ذلك فصل السامي من الجامعة، وأرادوا منه الخروج بدون حقوقه، فأبى ذلك، فقطعوا عليه راتبه، فاضطر إلى فتح بوفية بجانب بيته، فسكتوا عنه سنة كاملة، وأخذوا جواز سفره، ثم أدخلوا له الشرطة إلى الجامعة وأتوا بالشيول فكسروا عليه البوفية، واقتلعوها، وضربوه، وضربوا زوجته، وبناته، وجاء ولد الزنداني –وهو عبد الله- هدده بالمسدس وقال: (إذا أكرمت اللئيم تمرد) ثم رفعوا عليه القضية إلى المحكمة، اتهموه بأنه معتوه اغتصب بيتا من بيوت الجامعة لمدة سنة، وكان إيجار البيت كل شهر مائة ألف ريال يمني، فقد استكمل حقوقه وليس له عندهم شيء، ثم دافع عنه بعض من في قلبه خير، فقالوا له الزنداني: قد سامحك، وعليك أن تعتذر مما حصل منك، وأن تترك السكن في الجامعة، وتبادر للخروج)، فخرج منها مظلوما مقهورا. حدثني بهذا أخونا الفاضل أبو الفاروق فؤاد العماري حفظه الله. قلت: هكذا الحزبية تفعل بأصحابها، ولا حول ولا قوة إلا بالله. (انظر "الرد الشرعي" لشيخنا أبي عبد الله طارق بن محمد البعداني حفظه الله ص13).
.....................................
الباب الحادي عشر: وإن جند الله لهم الغالبون
كان هذا الرجل في الأردن يريد أن يحضّر الدكتوراه، ثم أخذه الزنداني إلى جامعة الإيمان. لما وصل إلى الجامعة جلس أياما ثم قام في المسجد، وتكلم عن الديمقراطية، فقام الطلاب فضربوه، ثم قام مرة أخرى في يوم آخر فتكلم على الديمقراطية، فضُرب، ثم تكلم ثالثة على الديمقراطية فضُرب، ثم رابعة فضُرب حتى وصل إلى بيته، فقام الزنداني يناقشه بعد صلاة الفجر عن الديمقراطية فقال سامي: الديمقراطية التي في أمريكا هي التي في اليمن. قال الزنداني: نعم، ثم أخذ يبرر، وقال: أنا جعلت سامي يبحث عن الديمقراطية يفندها، وأنا أفتخر أن يكون من بيننا من يفند فكرة أمريكا، ثم أخذ يناقشه على الديمقراطية بتأويلاته الباردة. ثم بعد ذلك فصل السامي من الجامعة، وأرادوا منه الخروج بدون حقوقه، فأبى ذلك، فقطعوا عليه راتبه، فاضطر إلى فتح بوفية بجانب بيته، فسكتوا عنه سنة كاملة، وأخذوا جواز سفره، ثم أدخلوا له الشرطة إلى الجامعة وأتوا بالشيول فكسروا عليه البوفية، واقتلعوها، وضربوه، وضربوا زوجته، وبناته، وجاء ولد الزنداني –وهو عبد الله- هدده بالمسدس وقال: (إذا أكرمت اللئيم تمرد) ثم رفعوا عليه القضية إلى المحكمة، اتهموه بأنه معتوه اغتصب بيتا من بيوت الجامعة لمدة سنة، وكان إيجار البيت كل شهر مائة ألف ريال يمني، فقد استكمل حقوقه وليس له عندهم شيء، ثم دافع عنه بعض من في قلبه خير، فقالوا له الزنداني: قد سامحك، وعليك أن تعتذر مما حصل منك، وأن تترك السكن في الجامعة، وتبادر للخروج)، فخرج منها مظلوما مقهورا. حدثني بهذا أخونا الفاضل أبو الفاروق فؤاد العماري حفظه الله. قلت: هكذا الحزبية تفعل بأصحابها، ولا حول ولا قوة إلا بالله. (انظر "الرد الشرعي" لشيخنا أبي عبد الله طارق بن محمد البعداني حفظه الله ص13).
.....................................
الباب الحادي عشر: وإن جند الله لهم الغالبون
قال الله تعالى: وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ [الصافات/171-173].
وقال جل ذكره: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ [غافر/51]
وقال تبارك وتعالى: وَلَيَنْصُرَنَّ الله مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج/40]
وقال جل وعلا: حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِين [يوسف/110]
وقال سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد/7]
وقال تعالى: سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ الله وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ [الأنعام/124]،
وقال جل ذكره: وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِالله وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل/127، 128].
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: وقوله: وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِالله تأكيد للأمر بالصبر، وإخبار بأن ذلك إنما ينال بمشيئة الله وإعانته، وحوله وقوته. ثم قال تعالى: وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ أي: على من خالفك، لا تحزن عليهم؛ فإن الله قدر ذلك، وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ أي: غم مِمَّا يَمْكُرُونَ أي: مما يجهدون [أنفسهم] في عداوتك وإيصال الشر إليك، فإن الله كافيك وناصرك، ومؤيدك، ومظهرك ومظفرك بهم.
وقوله: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ أي: معهم بتأييده ونصره ومعونته وهذه معية خاصة، ... -إلى قوله:-
ومعنى: الَّذِينَ اتَّقَوْا أي: تركوا المحرمات، وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ أي: فعلوا الطاعات، فهؤلاء الله يحفظهم ويكلؤهم، وينصرهم ويؤيدهم، ويظفرهم على أعدائهم ومخالفيهم اهـ. ("تفسير القرآن العظيم" - ج 4 / ص 615).
وعَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِى ظِلِّ الْكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا قَالَ: «كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِى الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ، مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَالله لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ». ("صحيح البخارى" - (3612)).
.....................................
الباب الثاني عشر: إشكال وشبهة
وقال جل ذكره: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ [غافر/51]
وقال تبارك وتعالى: وَلَيَنْصُرَنَّ الله مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج/40]
وقال جل وعلا: حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِين [يوسف/110]
وقال سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد/7]
وقال تعالى: سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ الله وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ [الأنعام/124]،
وقال جل ذكره: وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِالله وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل/127، 128].
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: وقوله: وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِالله تأكيد للأمر بالصبر، وإخبار بأن ذلك إنما ينال بمشيئة الله وإعانته، وحوله وقوته. ثم قال تعالى: وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ أي: على من خالفك، لا تحزن عليهم؛ فإن الله قدر ذلك، وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ أي: غم مِمَّا يَمْكُرُونَ أي: مما يجهدون [أنفسهم] في عداوتك وإيصال الشر إليك، فإن الله كافيك وناصرك، ومؤيدك، ومظهرك ومظفرك بهم.
وقوله: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ أي: معهم بتأييده ونصره ومعونته وهذه معية خاصة، ... -إلى قوله:-
ومعنى: الَّذِينَ اتَّقَوْا أي: تركوا المحرمات، وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ أي: فعلوا الطاعات، فهؤلاء الله يحفظهم ويكلؤهم، وينصرهم ويؤيدهم، ويظفرهم على أعدائهم ومخالفيهم اهـ. ("تفسير القرآن العظيم" - ج 4 / ص 615).
وعَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِى ظِلِّ الْكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا قَالَ: «كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِى الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ، مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَالله لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ». ("صحيح البخارى" - (3612)).
.....................................
الباب الثاني عشر: إشكال وشبهة
إذا قال قائل: أنتم أيضاً يا أهل السنة استعنتم بالحكومة على أعدائكم. فما الفرق؟
الجواب:
1- إن الله قد أعطى عبداً من عباده ملكاً وسلطاناً لإقامة الحق ونصرته. قال تعالى: يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ الله إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ الله لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ [ص/26].
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: هذه وصية من الله عز وجل لولاة الأمور أن يحكموا بين الناس بالحق المنزل من عنده تبارك وتعالى ولا يعدلوا عنه فيضلوا عن سبيله وقد توعد [الله] تعالى من ضل عن سبيله، وتناسى يوم الحساب، بالوعيد الأكيد والعذاب الشديد اهـ. ("تفسير القرآن العظيم" - ج 7 / ص 62-63).
وقال جل ذكره: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَق [المائدة/48].
وقال سبحانه: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ الله إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ الله أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ [المائدة/49].
هذه الآيات وأمثالها واضحة غاية الوضوح بأن ولاة الأمور يجب عليهم أن يحكموا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. هذا هو الحق الذي أمرهم الله باتباعه، وهذا هو القسط الذي أمرهم الله أن يحكموا به.
الجواب:
1- إن الله قد أعطى عبداً من عباده ملكاً وسلطاناً لإقامة الحق ونصرته. قال تعالى: يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ الله إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ الله لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ [ص/26].
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: هذه وصية من الله عز وجل لولاة الأمور أن يحكموا بين الناس بالحق المنزل من عنده تبارك وتعالى ولا يعدلوا عنه فيضلوا عن سبيله وقد توعد [الله] تعالى من ضل عن سبيله، وتناسى يوم الحساب، بالوعيد الأكيد والعذاب الشديد اهـ. ("تفسير القرآن العظيم" - ج 7 / ص 62-63).
وقال جل ذكره: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَق [المائدة/48].
وقال سبحانه: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ الله إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ الله أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ [المائدة/49].
هذه الآيات وأمثالها واضحة غاية الوضوح بأن ولاة الأمور يجب عليهم أن يحكموا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. هذا هو الحق الذي أمرهم الله باتباعه، وهذا هو القسط الذي أمرهم الله أن يحكموا به.
2- فإذا خالف ولاة الأمور هذا الحق فإنه قد اتبع الهوى فيضلّ عن سبيل الله، فيهلك.
قال الإمام ابن قيم رحمه الله: فصل في تحريم الإفتاء في دين الله بالرآي المتضمن لمخالفة النصوص والرأي الذي لم تشهد له النصوص بالقبول.
قال الله: فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين. فقسم الأمر إلى أمرين لا ثالث لهما إما الاستجابة لله والرسول وما جاء به وإما اتباع الهوى فكل ما لم يأت به الرسول فهو من الهوى. وقال تعالى: يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب. فقسم سبحانه طريق الحكم بين الناس إلى الحق وهو الوحي الذي أنزله الله على رسوله وإلى الهوى وهو ما خالفه. وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين. فقسم الأمر بين الشريعة التي جعله هو سبحانه عليها وأوحى إليه العمل بها، وأمر الأمة بها وبين اتباع أهواء الذين لا يعلمون. فأمَر بالأول، ونهَى عن الثاني.
قال تعالى: اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون فأمر باتباع المنزل منه خاصة واعلم أن من اتبع غيره فقد ابتع من دونه أولياء اهـ. ("إعلام الموقعين" - ج 1 / ص 47-48).
قال الإمام ابن قيم رحمه الله: فصل في تحريم الإفتاء في دين الله بالرآي المتضمن لمخالفة النصوص والرأي الذي لم تشهد له النصوص بالقبول.
قال الله: فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين. فقسم الأمر إلى أمرين لا ثالث لهما إما الاستجابة لله والرسول وما جاء به وإما اتباع الهوى فكل ما لم يأت به الرسول فهو من الهوى. وقال تعالى: يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب. فقسم سبحانه طريق الحكم بين الناس إلى الحق وهو الوحي الذي أنزله الله على رسوله وإلى الهوى وهو ما خالفه. وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين. فقسم الأمر بين الشريعة التي جعله هو سبحانه عليها وأوحى إليه العمل بها، وأمر الأمة بها وبين اتباع أهواء الذين لا يعلمون. فأمَر بالأول، ونهَى عن الثاني.
قال تعالى: اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون فأمر باتباع المنزل منه خاصة واعلم أن من اتبع غيره فقد ابتع من دونه أولياء اهـ. ("إعلام الموقعين" - ج 1 / ص 47-48).
3- فإذا ثبتت جريمة مجرم، أو بغي باغ، أو ظلم ظالم، وجب على الحكام إقامة الحدّ على ما جاء من الكتاب والسنة. فمن يعثر على أباطيل شخص لا يعلمها ولاة الأمور، ولا ينزجر هذا المبطل إلا باستعانة الحكام، فليخبرهم الشاهد، ويذكّرهم بما أوجب الله عليهم، وليس هذا من النميمة المحرمة.
قال الإمام النووي رحمه الله: وكل هذا المذكور في النميمة إذا لم يكن فيها مصلحة شرعية. فإن دعت حاجة إليها فلا منع منها؛ وذلك كما إذا أخبره بأن إنساناً يريد الفتك به، أو بأهله، أو بماله، أو أخبر الإمام، أو من له ولاية بأن إنساناً يفعل كذا، ويسعى بما فيه مفسدة. ويجب على صاحب الولاية الكشف عن ذلك وإزالته. فكل هذا وما أشبه ليس بحرام، وقد يكون بعضه واجبا، وبعضه مستحبا على حسب المواطن. والله أعلم اهـ. ("شرح النووي" - ج 1 / ص 214/تحت الحديث (292)).
هذه الأجوبة تكفي للجواب لمن أراد الله هدايته.
قال الإمام النووي رحمه الله: وكل هذا المذكور في النميمة إذا لم يكن فيها مصلحة شرعية. فإن دعت حاجة إليها فلا منع منها؛ وذلك كما إذا أخبره بأن إنساناً يريد الفتك به، أو بأهله، أو بماله، أو أخبر الإمام، أو من له ولاية بأن إنساناً يفعل كذا، ويسعى بما فيه مفسدة. ويجب على صاحب الولاية الكشف عن ذلك وإزالته. فكل هذا وما أشبه ليس بحرام، وقد يكون بعضه واجبا، وبعضه مستحبا على حسب المواطن. والله أعلم اهـ. ("شرح النووي" - ج 1 / ص 214/تحت الحديث (292)).
هذه الأجوبة تكفي للجواب لمن أراد الله هدايته.
4- فهل ملأ فرعون لما أغروا فرعون على موسى ومن معه، هم على الحق؟
وهل خصوم سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد رضي الله عنهم كذلك؟
وهل عمرو بن العاص رضي الله عنه لما هيج النجاشي رضي الله عنه على المؤمنين، هو على هذى الكتاب والسنة؟ بل هو كافر يومئذ.
وهل جميع أهل البدع لما أغروا أصحاب السلطان على الإمام أحمد بن حنبل، والإمام الطلمنكي، والإمام البربهاري وأصحابه، وشيخ الإسلام الهروي، وشيخ الإسلام ابن تيمية وأصحابه، هم على ضوء الكتاب والسنة؟
وهل جميع الحزبيين لما أغروا الحكام على السلفيين، فعلوا ذلك اتباعاً للكتاب والسنة؟ أم هم قوم ظاعون أصحاب الأهواء؟
وهل خصوم سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد رضي الله عنهم كذلك؟
وهل عمرو بن العاص رضي الله عنه لما هيج النجاشي رضي الله عنه على المؤمنين، هو على هذى الكتاب والسنة؟ بل هو كافر يومئذ.
وهل جميع أهل البدع لما أغروا أصحاب السلطان على الإمام أحمد بن حنبل، والإمام الطلمنكي، والإمام البربهاري وأصحابه، وشيخ الإسلام الهروي، وشيخ الإسلام ابن تيمية وأصحابه، هم على ضوء الكتاب والسنة؟
وهل جميع الحزبيين لما أغروا الحكام على السلفيين، فعلوا ذلك اتباعاً للكتاب والسنة؟ أم هم قوم ظاعون أصحاب الأهواء؟
5- فمن سوّى بين الطرفين بعد هذا البيان قد نسب الشريعة إلى ما لا يليق بها، وما قدرها حق قدرها.
قال الإما ابن القيم رحمه الله في شأن ربنا عز وجل: وَأَمَّا أَحْكَامُهُ الْأَمْرِيَّةُ الشَّرْعِيَّةُ فَكُلُّهَا هَكَذَا ، تَجِدُهَا مُشْتَمِلَةً عَلَى التَّسْوِيَةِ بَيْنَ الْمُتَمَاثِلَيْنِ ، وَإِلْحَاقِ النَّظِيرِ بِنَظِيرِهِ ، وَاعْتِبَارِ الشَّيْءِ بِمِثْلِهِ ، وَالتَّفْرِيقِ بَيْنَ الْمُخْتَلِفَيْنِ ، وَعَدَمِ تَسْوِيَةِ أَحَدِهِمَا بِالْآخَرِ اهـ. ("إعلام الموقعين" - ج 1 / ص 265).
وقال رحمه الله: وقال في حق من جوز عليه التسوية بين المختلفين كالأبرار والفجار والمؤمنين والكفار: أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون، فأخبر أن هذا حكم سيّءٌ لا يليق به تأباه أسماؤه وصفته اهـ. ("مدارج السالكين" - ج 1 / ص 418).
قال الإما ابن القيم رحمه الله في شأن ربنا عز وجل: وَأَمَّا أَحْكَامُهُ الْأَمْرِيَّةُ الشَّرْعِيَّةُ فَكُلُّهَا هَكَذَا ، تَجِدُهَا مُشْتَمِلَةً عَلَى التَّسْوِيَةِ بَيْنَ الْمُتَمَاثِلَيْنِ ، وَإِلْحَاقِ النَّظِيرِ بِنَظِيرِهِ ، وَاعْتِبَارِ الشَّيْءِ بِمِثْلِهِ ، وَالتَّفْرِيقِ بَيْنَ الْمُخْتَلِفَيْنِ ، وَعَدَمِ تَسْوِيَةِ أَحَدِهِمَا بِالْآخَرِ اهـ. ("إعلام الموقعين" - ج 1 / ص 265).
وقال رحمه الله: وقال في حق من جوز عليه التسوية بين المختلفين كالأبرار والفجار والمؤمنين والكفار: أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون، فأخبر أن هذا حكم سيّءٌ لا يليق به تأباه أسماؤه وصفته اهـ. ("مدارج السالكين" - ج 1 / ص 418).
6- بل الحزبيون والمبتدعة الذين رفعوا أمور أهل السنة إلى الأمراء لقصد إيقاع الشرّ على أهل السنة، هم النمامون القتاتون.
عَنْ هَمَّامٍ قَالَ كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ رَجُلاً يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى عُثْمَانَ. فَقَالَ حُذَيْفَةُ رضي الله عنه: سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ». ("صحيح البخارى" - (6056))
قال الإمام النووي رحمه الله: قال العلماء: النميمة نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد بينهم . اهـ ("شرح النووي على مسلم" - ج 1 / ص 214/تحت الحديث (292)).
.....................................
الباب الثالث عشر: محاولة رأس الأتباع في إلغاء محاضرة علماء السنة الصافية في إندونيسيا
عَنْ هَمَّامٍ قَالَ كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ رَجُلاً يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى عُثْمَانَ. فَقَالَ حُذَيْفَةُ رضي الله عنه: سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ». ("صحيح البخارى" - (6056))
قال الإمام النووي رحمه الله: قال العلماء: النميمة نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد بينهم . اهـ ("شرح النووي على مسلم" - ج 1 / ص 214/تحت الحديث (292)).
.....................................
الباب الثالث عشر: محاولة رأس الأتباع في إلغاء محاضرة علماء السنة الصافية في إندونيسيا
قد تواردت أخبار من إخواننا السلفيين في إندونسيا -حفظهم الله- أن لقمان با عبده وبعض أتباعه يغْرون الحكومة على إلغاء محاضرات بعض علماء السنة الذين جاؤوا من قبل شيخنا المحدث يحيى بن علي الحجوري حفظه الله.
ومن تلك الأخبار: ما أرسله إلينا أخونا الفاضل الداعي إلى الله أبو حازم محسن الإندونيسي حفظه الله، أن بعضهم دخلوا على رئيس شرطة المحافظة، وشرطة المديرية، وغيرهم لإبطال الدورة اهـ.
وقد أرسل إلينا أخونا الفاضل عارف بن مكي حفظه الله قال:
إن أساتذة مديرية "عاوي" –عبد الهادي اللحجي، والرفاعي سيني، والشافعي، وهُدَى،- دخلوا على المدير وقالوا إن عارفاً لم يشاور أو يستأذن الأساتذةَ لهذه الدورة –دورة المشائخ التي أقامها أبو حازم وأصحابه-، وهم أتوا المدير هذا البيان باسم مؤسستهم الرسمية.
إن أساتذة مديرية "عاوي" –عبد الهادي اللحجي، والرفاعي سيني، والشافعي، وهُدَى،- دخلوا على المدير وقالوا إن عارفاً لم يشاور أو يستأذن الأساتذةَ لهذه الدورة –دورة المشائخ التي أقامها أبو حازم وأصحابه-، وهم أتوا المدير هذا البيان باسم مؤسستهم الرسمية.
ثم أشاعوا خبراً بأن المدير زعلان ومتحرّج على تلك الدورة.
قال أخونا عارف حفظه الله: وقد دخلت على المدير، وقال إنه يؤيد تلك الدورة اهـ.
وقد رُفعت ورقة إلى شيخنا أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله فقرأها الشيخ رعاه الله:
أخ يقول: الإخوة من أصحاب لقمان ذهبوا إلى المسؤولين لمنع إقامة محاضرات الإخوان الذين سيذهبون من هنا. فما قولكم في هذه المسألة ؟؟
أخ يقول: الإخوة من أصحاب لقمان ذهبوا إلى المسؤولين لمنع إقامة محاضرات الإخوان الذين سيذهبون من هنا. فما قولكم في هذه المسألة ؟؟
الجواب: هذا شأن أهل الانحراف، أنهم إن عجزوا عن إقامة ما يريدون بالحجة ذهبوا إلى الحكام، كما قرر عليهم أهل العلم شيخ الإسلام وغيره.
هؤلاء الحزبيون منحرفون، اغسلوا أيديكم منهم، وهؤلاء الحزبيون فجرة أيضا، وضلال، والذي ما عرفهم سيعرفهم، فهذه ليست أفعال السلفيين لا من قبل ولا من بعد.
والإخوان يذهبون إلى إخوانهم من أهل السنة في مساجدهم، ما هم ذاهبون إلى هؤلاء الفرغ، الحزبيين، ومن حضر حضر، ومن حضر من هؤلاء وغيرهم من الناس حضروا، ويستفيدون، كما يستفيد غيرهم في مساجد أهل السنة إن حضروا لا يمنعون، يحضرون كسائر الحاضرين، نحن الآن لو جاءتنا الأيام محاضرات هنا، أنا أسمع أناساً ما نعرفهم، وما نذهب نفتشّ، يسمعون، وإذا أراد الله نفعهم انتفع، إن لم يرد نفعهم ازدادت الحجة عليه مضاعفة، بيد أنهم لا يذهبون إلى مساجدهم هم، لا يذهبون إلى مساجدهم، بل مساجد السنة أحق بالإكرام، وأحق بالعناية، وأحق بالنزول فيها ومعرفة الناس لها ﴿أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمْ مَنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى﴾ [يونس/35].
الذهاب إلى مساجد الحزبيين تهوك، آمتهوكون أنتم، تحيّر، وذبذب شباب أهل السنة ورجال أهل السنة تلميع لأهل الباطل، تلميع لأهل الزخرفة لقولهم ولما هم عليه من الانحراف، زعزعة للمستقيمين الثابتين، دمج للحق مع الباطل، تنازلات في الأقوال والأفعال، مخالفات لطريقة السلف التي هي التميز، ما هكذا دعوة السلف أبداً، ولهذا إخواننا أهل السنة ولله الحمد، أينما ذهبوا ووجدوا مساجد أهل السنة ينزلونها، وإن لم يجد مساجد أهل السنة أي مكان يجدون من يسمعون لهم نصحوهم ومشوا، أما إذا كان هناك مساجد أهل السنة فهي أجدر بالعناية اهـ.
[سجلت ليلة الجمعة 2 رجب 1430 هـ، بتفريغ أبي تراب الإندونيسي حفظه الله]
حسبنا الله ونعم الوكيل، والحمد لله رب العالمين.
.....................................
كتبه الفقير إلى ربه عز وجل
أبو فيروز عبد الرحمن بن سوكايا الإندونيسي
الجاوي القدسي آل الطوري وفقه الله
بدار الحديث الدار الأم بدماج -حرسها الله-
تاريخ 12 رجب 1430 هـ
.....................................
هؤلاء الحزبيون منحرفون، اغسلوا أيديكم منهم، وهؤلاء الحزبيون فجرة أيضا، وضلال، والذي ما عرفهم سيعرفهم، فهذه ليست أفعال السلفيين لا من قبل ولا من بعد.
والإخوان يذهبون إلى إخوانهم من أهل السنة في مساجدهم، ما هم ذاهبون إلى هؤلاء الفرغ، الحزبيين، ومن حضر حضر، ومن حضر من هؤلاء وغيرهم من الناس حضروا، ويستفيدون، كما يستفيد غيرهم في مساجد أهل السنة إن حضروا لا يمنعون، يحضرون كسائر الحاضرين، نحن الآن لو جاءتنا الأيام محاضرات هنا، أنا أسمع أناساً ما نعرفهم، وما نذهب نفتشّ، يسمعون، وإذا أراد الله نفعهم انتفع، إن لم يرد نفعهم ازدادت الحجة عليه مضاعفة، بيد أنهم لا يذهبون إلى مساجدهم هم، لا يذهبون إلى مساجدهم، بل مساجد السنة أحق بالإكرام، وأحق بالعناية، وأحق بالنزول فيها ومعرفة الناس لها ﴿أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمْ مَنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى﴾ [يونس/35].
الذهاب إلى مساجد الحزبيين تهوك، آمتهوكون أنتم، تحيّر، وذبذب شباب أهل السنة ورجال أهل السنة تلميع لأهل الباطل، تلميع لأهل الزخرفة لقولهم ولما هم عليه من الانحراف، زعزعة للمستقيمين الثابتين، دمج للحق مع الباطل، تنازلات في الأقوال والأفعال، مخالفات لطريقة السلف التي هي التميز، ما هكذا دعوة السلف أبداً، ولهذا إخواننا أهل السنة ولله الحمد، أينما ذهبوا ووجدوا مساجد أهل السنة ينزلونها، وإن لم يجد مساجد أهل السنة أي مكان يجدون من يسمعون لهم نصحوهم ومشوا، أما إذا كان هناك مساجد أهل السنة فهي أجدر بالعناية اهـ.
[سجلت ليلة الجمعة 2 رجب 1430 هـ، بتفريغ أبي تراب الإندونيسي حفظه الله]
حسبنا الله ونعم الوكيل، والحمد لله رب العالمين.
.....................................
كتبه الفقير إلى ربه عز وجل
أبو فيروز عبد الرحمن بن سوكايا الإندونيسي
الجاوي القدسي آل الطوري وفقه الله
بدار الحديث الدار الأم بدماج -حرسها الله-
تاريخ 12 رجب 1430 هـ
.....................................
فهرس
مقدمة 2
الباب الأول: توريث أهل الحق الحق، وتوريث أهل الباطل الباطل جيلا بعد جيل 6
الباب الثاني: إغراء الملأ فرعون على كليم الرحمن موسى عليه السلام والمؤمنين 9
الباب الثالث: ابتلاء بعض الصحابة رضي الله عنهم 10
* ابتلاء جعفر بن أبي طالب وأصحابه رضي الله عنهم 10
* ابتلاء سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه 13
* ابتلاء سعيد بن زيد رضي الله عنهما 14
الباب الرابع: إغراء المبتدعة ذا سلطان على الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله 14
الباب الخامس: إغراء المبتدعة ذا سلطان على الإمام البربهاري رحمه الله 16
الباب السادس: إغراء أهل البدع ذا السلطان على الامام أبي عمر الطلمنكي رحمه الله. 17
الباب السابع: إغراء أهل البدع ذا السلطان على شيخ الاسلام أبي إسماعيل رحمه الله 18
الباب الثامن: إغراء أهل البدع ذا السلطان على شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله 20
الباب التاسع: استخدام أعداء أهل السنة السلطةَ على أصحاب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمهم الله 22
الباب العاشر: إغراء الحزبيين ذا السلطان على السلفيين 23
الباب الحادي عشر: وإن جند الله لهم الغالبون 34
الباب الثاني عشر: إشكال وشبهة 36
الباب الثالث عشر: محاولة رأس الأتباع في إلغاء محاضرة علماء السنة الصافية في إندونيسيا 41
فهرس 44
الباب الأول: توريث أهل الحق الحق، وتوريث أهل الباطل الباطل جيلا بعد جيل 6
الباب الثاني: إغراء الملأ فرعون على كليم الرحمن موسى عليه السلام والمؤمنين 9
الباب الثالث: ابتلاء بعض الصحابة رضي الله عنهم 10
* ابتلاء جعفر بن أبي طالب وأصحابه رضي الله عنهم 10
* ابتلاء سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه 13
* ابتلاء سعيد بن زيد رضي الله عنهما 14
الباب الرابع: إغراء المبتدعة ذا سلطان على الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله 14
الباب الخامس: إغراء المبتدعة ذا سلطان على الإمام البربهاري رحمه الله 16
الباب السادس: إغراء أهل البدع ذا السلطان على الامام أبي عمر الطلمنكي رحمه الله. 17
الباب السابع: إغراء أهل البدع ذا السلطان على شيخ الاسلام أبي إسماعيل رحمه الله 18
الباب الثامن: إغراء أهل البدع ذا السلطان على شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله 20
الباب التاسع: استخدام أعداء أهل السنة السلطةَ على أصحاب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمهم الله 22
الباب العاشر: إغراء الحزبيين ذا السلطان على السلفيين 23
الباب الحادي عشر: وإن جند الله لهم الغالبون 34
الباب الثاني عشر: إشكال وشبهة 36
الباب الثالث عشر: محاولة رأس الأتباع في إلغاء محاضرة علماء السنة الصافية في إندونيسيا 41
فهرس 44
تعليق