If this is your first visit, be sure to
check out the FAQ by clicking the
link above. You may have to register
before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages,
select the forum that you want to visit from the selection below.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
(تحذير البرية مما عند الوصابي من الانحرافات والأفكار القطبية) كتبها: أبو زيد معافى المغلافي
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأشهد أن لا إله إلى الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدى محمد ق ثم أما بعد. يقول الله تعالى ﴿كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ﴾ [الذاريات : 52 ـ 53]. تبين هذه الآية الكريمة أن أهل الباطل يتداولون الباطل بينهم جيلًا بعد جيل, ويستفيد بعضهم من بعض يستفيد المتأخر من المتقدم قال الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف : 38]. فالمتقدمون من أهل الباطل يضعون السبل والطرق والقواعد والأصول للمتأخرين ليسيروا عليها قال الله تعالى: ﴿يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا﴾ [الأنعام : 112]. وقال ق:(لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر ...) الحديث عن أبي سعيد متفق عليه. والمتأخرون يأخذون قواعد وأصول قدمائهم, وربما زادوا عليها أمورًا من أجل تزينها لمن يأتي بعدهم, وهكذا يتواصون بالباطل.
وفي هذا العصر قام أهل الباطل ووضعوا أصولًا وقواعد ليحاربوا بها أهل الحق فمن أولئك القوم عدنان عرعور الذي قام بفتنة عظيمة في صفوف السلفيين وذلك بوضع أصول وقواعد هدامة للمنهج السلفي فقام علماء السنة على تلك القواعد وهدموها وبينوا عوارها ومن تلك القواعد الهدامة:
قاعدة: ( نصحح الأخطاء ولا نجرح ) فجاء بعده أبو الحسن المصري نزيل مأرب واستفاد هذه القاعدة وغيرها من عدنان وغيره ولم يقف عندها فحسب بل زاد فيها:وقال: ( نصحح الأخطاء ولا نهدم الأشخاص ) فصالوا وجالوا وشغبوا بها أهل الحق ونادوا إلى هذا الباطل بملئ أفواههم. ومن أولئك الناس الذين انخدع بباطلهم إما لسوء قصده أو لضعف علمه الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي فإنه يسير عليها مثلهم وينادي بها بعد أن ألبسها حلة جديدة حلة الرحمة والشفقة على السلفيين وحلة الغيرة على المنهج السلفي.
برز الثعلبُ يوماً .... في شعار الواعِظينا .... فمشى في الأرضِ يهذي .... ويسبُّ الماكرينا
فمن باب التعاون على رد الباطل وبيانه للناس ليحذروه قمت في هذه الرسالة بإثبات وقوع الشيخ الوصابي في هذه القاعدة ثم قمت ببيان بطلانها وإظهار الحق بإزهاقها وإليك بيان ذلك.والله أعلم. نص القاعدة:
قال في "شريط فتاوى عامة"جوابًا على سؤال ما هي ضوابط هجر المبتدع ومتى يهجر؟ فأجاب: لو تعود إلى كتاب الشيخ بكر ابو زيد هجر المبتدع وعلى كل ٍ إذا كان منهجه السنة ولكن أخطأ في مسألة قال فيها بقول أهل البدع فينا صح ولا يهجر فإن لم يعد لا يهجر أيضا لكن قوله هذا في البدعة يهجر فلا يقبل لا يقبل قوله في البدعة وأما هو الأصل أنه على السنة ولهذا يأخوتي في الله السنة أمان التمسك بالسنة أمان من الزيغ ومن البدع ومن الانحراف ربما إنسان يقول كلمة تكون على طريقة أهل البدع فيقال هذا الكلام بدعة أنظر ماذا قال مالك رحمة الله عليه لذلك الذي قال له يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال مالك الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وأخرجوه عني فإنه مبتدع من كلمة كيف استوى اهـ المراد. وقال في شريط "تيسير الزواج" جوابا على سؤال هل من وقع في بدعة واحدة في العبادات وليس في العقائد يكون مبتدعا؟. فأجاب المبتدع هو الذي منهجه البدعة أما إنسان وقع في بدعة إن كان مجتهدا فله أجر الاجتهاد يرفع عنه الخطأ وإن غير مجتهد فهو مخطئ عاص يتوب إلى الله لا وما يقال فلان بدعي أو مبتدع إلا إذا كانت البدعة مهجًا له. اهـ. وسئل في أسئلة أصحاب العدين هل كل من وقع في بدعة يهجر؟. فأجاب يفرق فيمن كان منهجه البدعة هذا الذي يهجر ومن كان منهجه السنة ولكنه اجتهد في مسألة فوقع في بدعة هذا ما يهجر وإنما ينصح ويذكر اهـ. وقال في شريط "الهداية من أسباب السعادة" جوابًا على سؤال هل المبتدع يكون وليا من أولياء الله الصالحين؟. فأجاب بحسب ما هو عليه إن كانت البدعة منهجًا له وهو صاحب بدع فهو من أولياء الشيطان وإن كان هو من الصالحين فهو إن شاء الله من أولياء الله وخطأه إذا كان على سبيل الاجتهاد يعفى عنه وله أجر على اجتهاده إذا اجتهد المجتهد فأصاب فله أجران وإذا أخطأ فله أجر بحسب ما هو عليه من منهج ومعتقد اهـ. وقال في شريط "الاعتصام" عدن البريقة (27/جمادى الآخر/1428هـ): وعلاج الخطأ ليس بالتشهير وإنما بالنصح إنما بالنصح والتألف ولكم أسوة حسنة في رسول الله ق وفي أصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين وفي الرعيل وكيف كانوا كيف كانوا هل كانوا يتناقلون الكلام بالقيل والقال من فلان إلى آخر وشغلوا أوقاتهم بذلك لا والله لم يكونوا لم يكونوا كذلك وعودوا إلى الكتاب وإلى السنة فما معنى قول الله ﻷ﴿رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [الفتح : 29] ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ [المائدة : 54] أين أين الذلة فيما بينهم؟ وأين التراحم فيما بيننا؟ وأيننا من الحديث: $كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر الحمى؟#, $وكالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه؟#. هذا التشبيك بين الأصابع تعليم فعلي, وقوله: $كالبنيان يشد بعضه بعضًا# تعليم قولي فجمع النبي ق في الحديث الشريف بين التعليم القولي والفعلي وكم من أناس لا يحرصون على البناء وعلى العمار وإنما يحرصون على الهدم والدمار والعياذ بالله من ذلك اهـ. وقال في شريط "تاسوعاء": ما نحب الشوشرة ولا نحب الطعون في الأعراض وفلان وفلان لأن الإنسان ما يسلم كل واحد له عيوب وما يسلم فإذا طعنت في عرض أخيك لا تأمن أن يطعن في عرضك فما نحب أن نطعن في أحد من إخواننا أهل السنة والجماعة حتى لو كان عنده شيء من التقصير... ما نحب أن نكون دائماً مدققين وراء الناس اهـ. قال في شريط "الرحلة إلى عدن": فعلى أهل السنة أن يتفطنوا يعني دخل عليهم الشيطان باسم الجرح والتعديل ودخل باسم الدين النصيحة صح الدين النصيحة والنصيحة من ديننا لكن فرقوا بين النصيحة والفضيحة... وهذه المسائل جرح وتعديل ومراعاة المصالح والمفاسد ما هي لكل الناس ما كل الناس يستطيعوا أن ينزلوا المسائل منازلها هذه لأهل العلم فكون الشيطان دخل بهذا الكيد العظيم والمحكم بين أهل السنة بين رجال ونساء إلا من رحم الله منهم مسألة التجريح هذا أذكركم بأن هذا مداخل شيطانية ما صارت المسألة نصيحة وإنما تحولت إلى فضيحة ولا صار الأمر جرح وتعديل بالمعنى الصحيح وإنما كما عرفتم صار هناك هدم لجزء كبير من الدين هو مراعاة المصالح والمفاسد ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح اهـ. وقال في "شريط ألقاه في تريم" بتاريخ (25/جماد الآخرة/1428هـ): أهل السنة يجب عليهم أن يحافظوا على دعوتهم وعلى أنفسهم وعلى أخوتهم ويجب عليهم أن يحمدوا الله الذي ألف بينهم والذي جعلهم على هذا المنهج منهج الكتاب والسنة يحمدون الله ويشكرون الله ويتناصحون فيما بينهم بدون تشهير... يكون مع الاحترام والتقدير ويكون بالتناصح والتعاون على الخير والتعاون على البر والتقوى ... يا هذا افترض أن فلانا حزبي بعد أن كان سنيا يحصل الخير هذا على مستوى الرجال والنساء ما هو وإهدار الأوقات وإهدار الجهود وشغل الألسن والجوارح هذا من الخطأ هذا وعودوا إلى عصر الصحابة ش وعادة الرسول ص الذي علمهم ورباهم وأحسن تربيتهم هل كانوا هكذا قيل وقال وفلان كذا وفلان كذا وفلان كذا وفلان كذا وفلان مهجور وفلان مقاطع من داخل الصف أنا قصدي أنا كلامي على داخل الصف السلفي فلان مقاطع وفلان ما يسلم عليه وفلان إذا كان الرسول ق قبل المنافقين النفاق الأكبر الذي هو نفاق الكفر قبله ووكل سرائرهم إلى الله سبحانه وتعالى ... وما قال لابد أن نتميز عن هؤلاء الكفرة المدسوسين في صفوفنا ... لا يتخبطنا الشيطان ولا يلعب بعقولنا والشخص الذي عند ضعف نعينه ما نحطمه وإلا الإنسان مسكين عنده ضعف ... فهنا الخير الذي عنده الضعيف ننهيه هذا هذا ظلم هذا... اهـ. وقال في "شريط توجيهات ونصائح" بتاريخ (غرة شعبان/ 1428هـ): وإذا صار الناس يتبعون عورات بعضهم هذا أمر عظيم وإذا صاروا يؤذون بعضهم ويستهزئون ببعضهم هذا شيء خطير هذا فيه تحطيم وهدم للدين والعياذ بالله... النصيحة لا تكون بالعنف ولا تكون بالتشهير لأنك إذا نصحت بالعنف فقد لا يقبل وإذا شهرت به فقد فضحته فقد لا يقبل ففرق بين النصيحة والفضيحة فلا بد من مراعاة هذه الأمور. النعمة تشكر لا تكفر النعمة تشكر لا تكفر هذا خير عظيم والحمد لله من فضل الله مع وجود المنهج السليم الكتاب والسنة لو أن شخصاً أخطأ الحمد لله المنهج واحد ينصح ولا يفضح ينصح ولا يفضح ما في داعي للطعن والكلام فيه اهـ.
نص قاعدة: عدنان عرعور وأبي الحسن السليماني
قال الشيخ ربيع حفظه الله في "رده على أبي الحسن المصري": قاعدة نصحح ولا نهدم قال أبو الحسن في سياق حملته على من يصفهم بالحدادية ثم قالوا عني شريط حقيقة الدعوة ... وقال الأخطاء تصحح وليس هناك أحد فوق النصيحة ولكن ما نصح الأخطاء بهدم الأشخاص هل أحد ينكر عليَّ هذه الكلمة غير الحدادية؟. الأخطاء التي يقع فيها الرجل من أهل السنة تصحح وليس هناك أحد فوق النصيحة ليس هناك أحد نقول مثله لا ينصح أو نهابه أبداً كل ينصح الدين النصيحة... لكن ما نصحح الأخطاء بهدم الأشخاص صحيح رجل عنده خير وزل زلة أو زلات نصحح ما عنده ونصححه ولا نهدمه ولا نهدم الخير الذي عنده إذا كان واقفاً أمام العلمانيين أو المنحلين أو دعاة الانحلال والتحلل أو كان واقفاً أمام الصوفية أو كان واقفاً أمام الروافض أو كان واقفاً أمام الحزبيين المشوهين للدعوة السلفية وزل زلات هذا لا نهدمه ونصحح هذه الأخطاء . قال الشيخ ربيع حفظه الله: هذه قاعدة عدنان عرعور التي شغب بها كثيراً على السلفيين والمنهج السلفي وانتقد هذه القاعدة وغيرها من قواعد عدنان الفاسدة نقداً شديداً جمع من العلماء. ووصفها العلامة محمد بن صالح العثيمين : بأنها قواعد مداهنة وانتقد عدد من العلماء يبلغون ثلاثة عشر عالماً منهم الشيخ الفوزان والشيخ زيد محمد هادي والشيخ أحمد بن يحيى النجمي ... اهـ. وقال أبو مالك الرياشي في"شريط فضائح أبي الحسن" وذلك قبل أن يصبح أبو مالك الرياشي مفتوناً قال: مما أردت أن أبينَّه أمر حصل أمام الشيخ مقبل : تعالى في آخر جلسة جلسناها في مطار صنعاء في صالة التشريفات كان الشيخ يجلس على الكرسي وعن يمينه أبو الحسن وأنا على يمين أبي الحسن والصوملي على الكرسي وأيضاً ويحيى عايض مسمار محمد جميدة ومن كان حاضراً فكان الشيخ : تعالى يتكلم ويسأل كما أنتم تعرفون من عادة الشيخ : تعالى يناقش العلم ويلقي المسائل على طلابه فجاء ذكر المغراوي فقال الشيخ : تعالى المغراوي جاءني إلى مكة وتكلمت معه فقلت له يا مغراوي أنا أحبك أنت صاحبي يا مغراوي وأنت بدرت منك أخطاء ولا بد أن تتراجع وإلا فأهل السنة سيدقدقونك فقال خلاص أنا إن شاء الله أخرج شريطاً وأبيَّن قال الشيخ فقلت له لا ما أريد أن تخرج شريطًا أريد أن تخرج كتاباً وتتراجع ما بدر منك من خطأ تتراجع عنه وما اتهموك من خطأ وهو خلاف الصواب تبين أن هذا خطأ واتهموني به وأنا والصواب كذا وكذا فالتزم بذلك وكذا . ثم قال أبو الحسن نعم . يا شيخ الرجل إذا كان له سبق في الدعوة وله وله كذا وهو من الدعاة وكذا ينبغي إلا نتكلم يعني نفعل به إنما نرفق به ونناصحه فالتفت الشيخ إليه قال فإن لم يتراجع قال ينبغي أن نناصحه ونقومه وكذا فإن لم يتراجع؟ قال ينبغي أن نناصحه قال فإن لم يتراجع يا أخانا نتكلم فيه قال نتكلم فيه افتجع الرجل اهـ. وقال أبو الحسن كما في "الفتح الرباني" (صـ:101): قال في رده (صـ: 6/ رقم 11): وأريد أن أنبه على أمر مهم وهو أنني لا أعامل هؤلاء المخالفين بما يعاملونني به فقد حكموا عليَّ بأني ضال مبتدع خارج عن أهل السنة والجماعة... إلا أنني أتعامل معهم بسنة وعلم وحلم فأقول منهجهم منهج الحدادية ولا يلزم من ذلك أنني أبدع أعيانهم إلا بعد استيفاء الشروط وانتفاء الموانع ولا يلزم من حكمي على شخص بعينه أنه مبتدع أن أحكم عليه بأنه خارج من أهل السنة والجماعة ملحق بالفرق الهالكة فإن إخراج السني شديد.. اهـ. وقال في "شريط سمي بالحدادية" سجل بعد حج (1422هـ) كما في رسالة إعانة أبي الحسن (صـ: 6) للعلامة ربيع المدخلي حفظه الله: رأينا هؤلاء الحدادية رفعوا عقيرتهم باتهام بعض أهل السنة ورميهم بالمروق منها والخروج عنها وفتحوا للدعوة باباً من الخلاف والجدل فوق ما تحمله الدعوة من هموم ومشاكل وحفروا لطلبة العلم حفرة.. فيجب على طلبة العلم أن يدركوا خطر هذه الفرقة إن هذه الفرقة فرقة هدامة مدمرة مفسدة همهما أن تشتغل بالعاملين وهمها أن تشوه صورة الصادقين اهـ
بيان الاتفاق بين قاعدة الوصابي وقاعدة عرعور وأبي الحسن السليماني:
من خلال ما مر بنا من عرض كلام الوصابي وكلام أبي الحسن يظهر وجه الاتفاق بين القاعدتين واتحاد معناهما وأنهما خرجتا من منبع التأصيل والتقعيد المحدث ومن منبع الدفاع عن الباطل وأهله. قال العلامة المجاهد الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله في "رسالته النصوص السديدة": ولقد نبتت نابته في هذه السنين تلبس لباس السنة ولكنها تخالف أهل السنة في أصولهم ومنهجهم وتطبيقاتهم وانتحلت هذه النابتة أصولاً لمقاومة منهج أهل السنة وفتاوى علمائهم في رد البدع والتحذير من أهلها كما وضعت هذه النابتة أصولاً لرد هذه الفتاوى القائمة على الكتاب والسنة مثل... نصحح ولا نجرح أولا نهدم فيعتبرون نقد البدع وأهلها والتحذير منها هدماً وهم لا يصححون وفي المقابل يهدمون أهل السنة ويحاربونهم أشد الحرب كما يحاربون أصولهم المستمدة من الكتاب والسنة ... أهـ
وإليك وجوه الاتفاق:
أولاً: قال الوصابي: ( إذا كانت البدعة منهجاً له فهو صاحب بدع فهو من أولياء الشيطان ) منهجاً أي يعتقد هذه البدعة ويعتبرها شرعاً وديناً مثل الجهمية والرافضة والمعتزلة والمرجئة وغيرها من الفرق الهالكة. يقابله وشبهه قول أبي الحسن: ( ولا يلزم من حكمي على شخص بعينه أنه مبتدع أن أحكم عليه بأنه خارج من أهل السنة والجماعة ملحق بالفرق الهالكة ) أي مثل الجهمية والرافضة والمعتزلة والمرجئة وغيرها فإنهم يعتبرون منهجهم وبدعهم ديناً وشرعاً وهم من أولياء الشيطان. ثانياً : قول الوصابي: ( وإن كان هو من الصالحين من المتمسكين بالكتاب والسنة ). يقابله ويشبهه قول أبي الحسن: ( الأخطاء التي يقع فيها الرجل من أهل السنة تصحح ) ( نعم يا شيخ الرجل إذا كان له سبق في الدعوة وله وله كذا وهو من الدعاة ) ( رأينا هؤلاء الحدادية رفعوا عقيرتهم باتهام بعض أهل السنة ورميهم بالمروق منها والخروج عنها ). نلاحظ أن كلا الكلامين منصب على مسألة السني أو من كان ظاهره السنة إذا وقع في بعض البدع. ثالثاً: قول الوصابي: ( أخطأ في مسائل معدودة على سبيل الاجتهاد ) ( أما إنسان وقع في بدعة ) ( فما نحب أن نطعن في أحد من إخواننا أهل السنة والجماعة حتى لو كان عنده شيء من التقصير... يا هذا افترض أن فلاناً حزبي بعد أن كان سنياً يحصل ). يقابله ويشبهه قول أبي الحسن: ( صحيح رجل عنده خير وزل زلة أو زلات ) ( فأقول منهجهم منهج الحدادية ). رابعاً: قول الوصابي: ( فينا صح ولا يهجر فإن لم يعد لا يهجر أيضاً ) ( وأما هو الأصل أنه على السنة ) ( وفلان مهجور وفلان مقاطع من داخل الصف أنا قصدي أنا كلامي على داخل الصف السلفي فلان مقاطع وفلان ما يسلم عليه ). يقابله ويشبهه قول أبي الحسن: ( ولا يلزم من ذلك أني أبدع أعيانهم إلا بعد استيفاء الشروط وانتفاء الموانع ولا يلزم من حكمي على شخص بعينه أنه مبتدع أن أحكم عليه بأنه خارج من أهل السنة والجماعة ملحق بالفرق الهالكة فإن إخراج السني شديد ) اهـ. فكلاهما يرى أن السني إذا وقع في بدعة أو بدع وأقيمت عليه الحجة وتوفرت الشروط وانتفت الموانع ببذل النصيحة لا يخرج من دائرة أهل السنة والجماعة وإن اختلفت بعض الألفاظ ولكن المعنى واحد: فقول الوصابي: ( ما يقال فلان بدعي إلا إذا كانت البدعة منهجاً له ). وقول أبي الحسن: ( ولا يلزم من حكمي على شخص بعينه أنه مبتدع أن أحكم عليه بأنه خارج من أهل السنة والجماعة ) متفق المعنى. فإن الوصابي يقول: ( وأما هو الأصل أنه على السنة ), وأبو الحسن يقول: ( أن احكم عليه بأنه خارج من أهل السنة والجماعة ملحق بالفرق الهالكة فإن إخراج السني شديد ) فاختلفت الألفاظ, واتحد المعنى. خامساً: قول الوصابي: ( وإذا كان منهجه السنة ولكن أخطأ في مسألة قال فيها بقول أهل البدع فينا صح ولا يهجر فإن لم يعد لا يهجر أيضاً ) ( وكم من أناس لا يحرصون على البناء والعمار وإنما يحرصون على الهدم والدمار ) ( وعلاج الخطأ ليس بالتشهير وإنما بالنصح ) ( فما نحب أن نطعن في أحد من إخواننا أهل السنة والجماعة حتى لو كان عنده شيء من التقصير ) ( ما نحب أن نكون دائماً مدققين وراء الناس ) ( لكن فرقوا بين النصيحة والفضيحة مسألة التجريح هذا أذكركم بأن هذا مداخل شيطانية ما صارت المسألة نصيحة وإنما تحولت إلى فضيحة ولا صار الأمر جرح وتعديل بالمعنى الصحيح وإنما كما عرفتم صار هناك هدم لجزء كبير من الدين ) ( وما قال لابد أن نتميز عن هؤلاء الكفرة المدسوسين في صفوفنا ). ( والشخص الذي عنده ضعف نعينه ما نحطمه وإلا الإنسان مسكين عنده ضعف فهذا الخير الذي عنده الضعيف ننهيه هذا ظلم هذا ). يقابله ويشبهه قول أبي الحسن: الأخطاء تصحح وليس هناك أحد فوق النصيحة ولكن ما نصحح الأخطاء بهدم الأشخاص... الأخطاء التي يقع فيها الرجل من أهل السنة تصحح وليس هناك أحد فوق النصيحة ليس هناك أحد نقول مثله لا ينصح أو نهابه أبداً كل ينصح الدين النصيحة... لكن ما نصحح الأخطاء بهدم الأشخاص صحيح رجل عنده خير زل زلة أو زلات نصحح ما عنده ونصححه ولا نهدمه ولا نهدم الخير الذي عنده ) ( فيجب على طلبة العلم أن يدركوا خطر هذه الفرقة إن هذه الفرقة فرقة هدامة مدمرة مفسدة همها أن تشتغل بالعاملين وهمها أن تشوه صورة الصادقين ) ( الرجل إذا كان له سبق في الدعوة وله كذا وهو من الدعاة وكذا ينبغي ألا نتكلم يعني نفعل به إنما نرفق به ونناصحه الخ...) فمعنى قول الوصابي وأبي الحسن: نصحح ولا نهدم الاشخاص: أنه إذا وقع سني أو من كان ظاهره السنة في بدعة أو عدة بدع أو حزبية فإننا نصححه بالنصيحة والتحذير من خطئه ولا نبدعه ولا نحذر منه بتسميته في شريط أو كتاب أو كلمة فإن هذا يعد عندهما تشهيراً وفضيحة وكذلك لا نهجره ولا نقاطعه حتى لو بذلنا له النصيحة وأبى وردَّ النصيحة والحق فإنه لا يزال عندهما في دائرة أهل السنة والجماعة فمن بدع وهجر وحذر منه ومن بدعة فإنه من أهل الهدم والدمار والإنهاء والظلم والجزر والجلد . عملاء جواسيس في الدعوة السلفية. سادساً: قول الوصابي: ( أخطأ في مسائل معدودة على سبيل الاجتهاد ) ( وخطأه إذا كان على سبيل الاجتهاد يعفى عنه وله أجر على اجتهاده إن كان مجتهداً فله أجر الاجتهاد يرفع عنه الخطأ وإن غير مجتهد فهو مخطئ عاصي يتوب إلى الله ﻷ ما يقال فلان بدعي أو مبتدع إلا إذا كانت البدعة منهجاً له ). يقابله ويشبهه قول أبي الحسن: كما في "حقيقة المنهج الواسع" تأليف الشيخ ربيع حفظه الله (7 - 8):( سواء قال هذا رجل من أهل السنة أو قال رجل من إخوان المسلمين أو قال رجل من غيرهم فالصواب على خلافه لكن هذا المخالف أحد أمرين إما أن يكون مجتهداً مأجوراً وإما أن يكون متعصباً صاحب هوى يخشى عليه من الإثم حدود هذا الأمر ليس الإثم الذي يخرجه من دارة السنة والجماعة ). فكلاهما يقرر أن كل من اجتهد فأخطأ فوقع في بدع فإنه مأجور مغفور له الخطأ وأن كل من أخطأ فوقع في بدع ولو لم يكن مجتهداً فإنه عاصي يتوب إلى الله ومع ذلك لا يخرج من دائرة أهل السنة حتى وإن نصح فأبى واستكبر واستمر على بدعته. سابعاً : قول الوصابي: ( لكن قوله هذا في البدعة يهجر فلا يقبل لا يقبل قوله في البدعة ). يقابله ويشبهه قول أبي الحسن: كما في "المصدر السابق" (صـ: 10) ( لا نسوغ أعمالهم وبحت أصواتنا ونحن ننادي بعكس ذلك ونحن ننادي بأن هذه أخطاء ونرد على الشبهات ونرد على الأدلة التي توضع في غير موضعها والقواعد التي ظلمت ووضعت في غير موضعها بحت أصواتنا ). وقال (صـ: 12): يجب أن نتكلم به بالحق وأن نقوله في موضعه وأن نقوله في أهله وأن ننصف الناس عندما نتكلم فيهم ولا يمنع أننا إذا شهدنا لهم بحق أن نبين أننا لا نوافقهم في الخطأ الذي أخطئوا فيه.
خطورة هذه القاعدة على المنهج السلفي
إن إنشاء مثل هذه القواعد والأصول يعود على المنهج السلفي بالهدم والتمييع وفتح باب الابتداع والاعتداء على المنهج السلفي . فإن هذه القاعدة الهدامة تعطي الحصانة والحماية لمن ابتدع في الدين وتظاهر بحب المنهج السلفي بعدم الخروج من دائرة أهل السنة ويصبح المنهج السلفي الصافي عبارة عن لفيف من أنواع شتى وأصناف متفرقة وهذا هو منهج الإخوان المفلسين القائم على التجميع واللفلفة منهج الوادي الأفيح. إن هذه القاعدة: تقضي على أصل أصيل من أصول أهل السنة والجماعة وهو الجرح والتعديل فإذا التزم الشخص بهذه القاعدة فإنه لا يستطيع أن يجرح من أستحق التجريح وغاية ما هناك لمن أراد أن ينصح أن يستخدم قاعدة: $ما بال أقوام#. إن هذه القاعدة تقضي على مسألة التميُّز والهجر لمن استحق الهجر ممن ابتدع بدعاً في الدين وتظاهر بالسلفية. إن هذه القاعدة تعود على منهج السلف بالطعن والتشكيك وتجعل المتأمل في هذه القاعدة العامل بها يتصور منهج السلف منهج ظلم وتعسف وهدم للأشخاص وأهل غيبة وطعن في الأعراض لذلك شعر علماءنا السلفيون بخطورة هذه القاعدة فهبوا بالقضاء عليها وتدمير معالمها والتحذير من رؤوسها ورموزها واقتلاع جذورها من أصولها . فجزاهم الله عنا خير الجزاء وأجزل لهم المثوبة. ولقد اتخذ أبو الحسن وغيره من هذه القاعدة وغيرها من القواعد الفاسدة منطلقاً ليحموا به أنفسهم ومن كان على شاكلتهم من أهل البدع والأهواء. فقد نقل الشيخ ربيع حفظه الله في "رسالته تنبيه أبي الحسن" (صـ: 17) : قول أبي الحسن وهو يدافع عن المغراوي ( يدعوا إلى السنة ربما قبل أن التزم أنا بالكلية فالشيخ المغراوي علم من علماء الدعوة السلفية ورجل له جهود مباركة وأجرى الله على يديه خيرا ً كثيراً لكن ما يلزم من ذلك أنه معصوم وأنه لا يخطئ أبداً... لكن الإنصاف في ذلك أن ينظر لهذه الكلمات مع غيرها ولمكانة الرجل وجهوده لأننا لا نستطيع أبداً أن نطيح بالجبال ونمسك بالقواطي... نتكلم ونطعن في العمالقة ونناطح الصخور والجبال الأخطاء تصحح وليس هناك أحد فوق النصيحة... الخ ما تقدم اهـ. وقال في دفاعه عن سيد قطب: بهذه القاعدةكما في المصدر السابق (صـ: 15): فأقول ما ينبغي أن نزيد عليه ولا ينبغي أن نقول اجتهاداته كاجتهادات ابن حجر والنووي فرق يا إخوان عظيم بين عالمين في العقيدة في الفقه في الأصول في الحديث في أبواب العلم كلها وبين رجل ليس كذلك حسبنا أن نقول هو رجل قصد الحق فزلت قدمه في مسائل يجب أن تعرف هذه المسائل وتُبين لشباب الأمة من أجل ألا يغتروا بها كما أنه يجب ألا يغالى في الحكم له أو عليه... اهـ. وكذلك فعل الشيخ محمد الوصابي فقد طبق هذه القاعدة تطبيقاً ميدانياً بل زاد في هذه القاعدة واستخلص منها قاعدة أخرى وهي: ( لا نترك الشخص حتى يتركنا ) وهذه القاعدة مشهورة عنه. فمن هذه القاعدة وتلك انطلق الوصابي في الدفاع عن عبد الرحمن العدني وعبد الله مرعي وبامحرز وجميل الشجاع وصالح البكري وجلال بن ناصر وصلاح بن علي سعيد بل أخذ يعتذر لمجموعة من المبتدعة ويبرر شيئاً من أفعالهم. فقد سئل كما في شريط "أسئلة شباب لحج": بالنسبة للأشرطة التي تكلم عنها العلماء شريط بحر الحب وغير هل نسمع لبقية الأشرطة غير هذا الشريط أم ماذا؟ فأجاب: لا تأمن عموماً للدويش ولا القرني علي وعايض وسفر وسلمان وناصر العمر والعريفي وسعيد مسفر وإن كان هو سعيد مسفر لكن أيضاً ما تأمن أنه يحصل له شيء أنا أقول قد يحصل للشخص شيء بدون قصد منه هو نفسه قد لا يكون متقصد لإدخال السم في العسل لكن لأنه غير متمكن في العلم وغير متمكن في العقيدة حصل له هذا الأمر وانطلى عليه ...ا هـ. هكذا يحسن الظن بهؤلاء المفتونين وأنهم لا يقصدون إظهار ما عندهم من البدع وإنما تقع منهم فلته وزلة دون أن يقصدوا ذلك ، ومعلوم منهج السلف في أهل البدع وأن الأصل أن يساء الظن بهم لأنهم أصحاب أهواء. قال شيخ الإسلام كما في "الفتاوى" (2/132): يجب عقوبة كل من انتسب إليهم أو ذب عنهم أو أثنى عليهم أو عظم كتبهم أو عرف بمساعدتهم ومعاونتهم أو كره الكلام فيهم أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدري ما هو؟ أو من قال انه صنف هذا الكتاب؟ وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق... أهـ. وقال :(2/133) : ومن كان محسناً للظن بهم وادعى أنه لم يعرف حالهم عرَّف حالهم فإن لم يباينهم ويظهر لهم الإنكار وإلا ألحق بهم وجعل منهم اهـ. نسف أباطيل هذه القاعدة
إن الشيخ محمداً قد أتخذ من قضية الاجتهاد منطلقاً وستاراً لبناء هذه القاعدة فقد مرَّ بنا أنه يقول: ( أخطأ في مسائل معدودة على سبيل الاجتهاد وخطأه إذا كان على سبيل الاجتهاد يعفى عنه وله أجر على اجتهاده إن كان مجتهداً فله أجر الاجتهاد يرفع عنه الخطأ... ). فهو يجعل الاجتهاد درعاً وحصناً لمن ابتدع في الدين باسم أنه سني مجتهد فلا يبدع ولا يهجر ولا يخرج من السنة ولكن سلفنا الصالح إنما ينزَّلون هذه القاعدة على مستحقها بضوابط لا بعشوائية فإنهم ينزَّلونها على المجتهد الذي قد بلغ من العلم مبلغاً وعنده من الخدمة والنفاح عن هذا الدين وعن السنة رصيداً كبيراً وحسنات عظيمة تغمر فيها هذه الزلة والهفوة. قال الشاطبي في "الاعتصام" (1/247): أحدهما: أن يصح كونه مجتهداً فالابتداع منه لا يقع إلا فلته وبالعرض لا بالذات وإنما تسمى غلطة أو زلة لأن صاحبها لم يقصد ابتاع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويل الكتاب أي لم يتبع هواه ولا جعله عمدته. والدليل عليه أنه إذا ظهر له الحق أذعن له وأقرَّ به اهـ. وقال ابن القيم في "مدارج السالكين" (2/39 -40): هذا ونحوه من الشطحات التي ترجى مغفرتها بكثرة الحسنات ويستغرقها كمال الصدق وصحة المعاملة وقوة الإخلاص وتجريد التوحيد ولم تضمن العصمة لبشر بعد رسول الله ق اهـ. وكذلك يجعلون الاجتهاد المغفور في باب مسائل الفقه لا في باب العقيدة فإن العقيدة ليست مجالاً من مجالات الاجتهاد. يقول الإمام الوادعي : كما في "غارة الإشرطة" (1/70): فالعلماء والصحابة قبلهم يخطئون وقد ذكر شيئاً من هذا شيخ الإسلام ابن تيمية : تعالى في "كتابه رفع الملام عن الأئمة الأعلام" وذكر خطأ أو أخطاء لأبي بكر ثم لعمر ثم لعثمان ...لكن إذا كان الخطأ ليس في جانب العقيدة والعالم له حسنات فإن الخطأ يغمر في جانب الحسنات .
من الذي ما ساء قط ..... ومن له الحسنى فقط
فالعلماء رحمهم الله كما في "المحلى" لأبي محمد بن حزم وفي كتابه "إحكام الأحكام" وفي "نيل الأوطار" للشوكاني يخطئون لكنها تغتفر بجانب مالهم من الفضل ويغمره ماله من الفضل أما الخطأ في العقيدة أو في الكذب على رسول الله ق فإن العلماء يصيحون به ويحذرون منه غاية التحذير . أما مسألة النصح للمخطىء فهذا أمر مهم .. اهـ. قال عبد الله بن أبي زيد القيرواني في "الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ (صـ121): ومن قول أهل السنة إنه لا يعذر من وداه اجتهاده إلى بدعة لأن الخوارج اجتهدوا في التأويل فلم يعذروا إذ خرجوا بتأويلهم عن الصحابة فسماهم ؛ ما رقين من الدين جعل المجتهد في الأحكام مأجوراً وإن أخطأ اهـ. وقال الشنقيطي في "الأقليد" (صـ15) كما في "وقفات منهجية" (صـ57): ولا يخفى أن شروط الاجتهاد لا تشترط إلا فيما فيه مجال للاجتهاد والأمور المنصوصه في نصوص صحيحة من الكتاب السنة لا يجوز الاجتهاد فيها لأحد حتى تشترط فيها شروط الاجتهاد بل ليس فيها إلا الإتباع اهـ. قال الشيخ الفوزان في "الأجوبة المفيدة" (صـ: 53): وأهل السنة والجماعة ليسوا معصومين عندهم أخطاء وقد يفوت أحدهم الدليل أو اختلال الاستنباط فلا نسكت على الخطأ وإنما نبينه مع الاعتذار عنه لقوله ق$إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد# هذا في مسائل الفقه. أما إذا كان في مسائل العقيدة فإنه لا يجوز لنا أن نمدح المضلين والمخالفين لأهل السنة والجماعة من معتزلة وجهمية وزنادقة وملاحدة وأناس مشبوهين في هذا العصر وما أكثرهم اهـ. وسئل الشيخ الفوزان حفظه الله في "براءة علماء الأمة" (صـ: 51): هل يقال إن سيد قطب إن كان مجتهداً فهو مأجور على ذلك؟ قال: ليس هو من أهل الاجتهاد حتى يقال فيه ذلك لكن يقال: إنه جاهل فيما قال يعذر بجهله ثم إن مسائل العقيدة ليست مجالاً للاجتهاد لأنها توقيفية اهـ. وقد جاء عن شيخ الإسلام في "الفتاوى" (3/179): أنه قال: وليس كل من خالف في شيء من هذا الاعتقاد يجب أن يكون هالكاً فإن المنازع قد يكون مجتهداً مخطئاً يغفر الله خطأه وقد لا يكون بلغه في ذلك الحجة من العلم ما تقوم به عليه الحجة وقد يكون له من الحسنات ما يمحو الله به سيئاته اهـ. وقال (20/33): والخطأ المغفور في الاجتهاد هو في نوعي المسائل الخبرية والعلمية كما قد بسط في غير موضع كمن اعتقد ثبوت شيء لدلالة آية أو حديث وكان لذلك ما يعارضه وبيَّن المراد ولم يعرفه اهـ. فهذا مقيد بالأمور الخفية الدقيقة لا في الأمور الظاهرة الواضحة كما قال شيخ الإسلام كما في "الفتاوى" (20/165): ولا ريب أن الخطأ في دقيق العلم مغفور للأمة وإن كان ذلك في المسائل العلمية ولولا ذلك لهلك أكثر فضلاء الأمة وإن كان الله يغفر لمن جهل تحريم الخمر لكونه نشأ بأرض جهل مع كونه لم يطلب العلم فالفاضل المجتهد في طلب العلم بحسب ما أدركه في زمانه ومكانه إذا كان مقصوده متابعة الرسول بحسب إمكانه هو أحق بأن يقبل الله حسناته ويثيبه على اجتهاده ولا يؤاخذه بما أخطأ تحقيقاً لقوله: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: 286] اهـ. قال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله في "كتابه مسألة اشتراط إقامة الحجة في التبديع" (صـ: 28- 29): القسم الثاني: من هو من أهل السنة ووقع في بدعة واضحة كالقول بخلق القرآن أو القدر أو رأي الخوارج وغيرها فهذا يبدع وعليه عمل السلف ومثال ذلك : ما جاء عن ابن عمر س حين سئل عن القدرية قال:( فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم براء مني) رواه مسلم (8). قال شيخ الإسلام: في "تعارض العقل والنقل" (1/254): فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل ويراعون أيضاً الألفاظ الشرعية فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلى البدعة أيضاً وقالوا إنما قابل بدعة ببدعة وردَّ باطلاً بباطل ... القسم الثالث: من كان من أهل السنة ومعروف بتحري الحق ووقع في بدعة خفية فهذا إن كان قد مات فلا يجوز تبديعه بل يذكر بالخير وإن كان حياً فينا صح ويبين له الحق ولا يتسرع في تبديعه فإن أصر فيبدع. قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة وإما لآيات فهموا منها مالم يرد منها وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: 286] وفي الحديث: $أن الله قال: قد فعلت#وبسط هذا له موضع آخر "معارج الوصول" (صـ: 43). وكذلك يجعلون الاجتهاد الخاطئ المغفور لمن لم تبلغه الحجة قال الله ـ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾[الإسراء: 15] وقال سبحانه: ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾ [النساء: 165]. قال الشاطبي : في الاعتصام (1/ 68): ( ولذلك عذر الجميع قبل إرسال الرسل أعني في خطئهم في التشريعات والعقليات حتى جائت الرسل فلم يبقى لأحد حجة يستقيم إليها ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ... الآية ﴾ [النساء: 165] ). وقال : (20/31): ( ففي الجملة الأجر هو على اتباعه الحق بحسب اجتهاده ولو كان في الباطن حق يناقضه هو أولى بالاتباع لو قدر على معرفته لكن لم يقدر فهذا كا لمجتهدين ... بخلاف مالم يشرع جنسه مثل الشرك فإن هذا لا ثواب فيه وإن كان الله لا يعاقب صاحبه إلا بعد بلوغ الرسالة كما قال تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾[الإسراء: 15] لكنه وإن كان لا يعذب فإن هذا لا يثاب ) اهـ. وقال (20/33): لأن المجتهد لا بد أن يتبع دليلاًً شرعياً وهذه لا يكون عليها دليل شرعي لكن قد يفعلها باجتهاد مثله وهو تقليده لمن فعل ذلك من الشيوخ والعلماء والذي فعلوا ذلك قد فعلوه لأنهم رأوه ينفع أو لحديث كذب سمعوه فهؤلاء إذا لم تقم عليهم الحجة بالنهي لا يعذبون اهـ. وقال (10/191): بل يضل عن الحق من قصد الحق وقد اجتهد في طلبه فعجز عنه فلا يعاقب وقد يفعل ما أمر به فيكون له أجر على اجتهاده وخطؤه الذي ضل فيه عن حقيقة الأمر مغفور له وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة وإما لآيات فهموا منها مالم يرد منا وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم ... اهـ. وقال (6/61): وكذلك العكس إذا رأيت المقالة المخطئة قد صدرت من إمام قديم فاغتفرت لعدم بلوغ الحجة له . فلا يغتفر لمن بلغته الحجة ما اغتفر للأول فلهذا يبدع من بلغته أحاديث عذاب القبر ونحوها إذا أنكر ذلك... ولا تبدع عائشة ونحوها ممن لم يعرف بأن الموتى يسمعون في قبورهم فهذا أصل عظيم فتدبره فإنه نافع اهـ. وقال في "اقتضاء الصراط المستقيم" (2/580): فمن أطاع أحداً في دين لم يأذن به الله في تحليل أو تحريم أو استحباب أو إيجاب فقد لحقه من هذا الذم نصيب كما يلحقه الآمر الناهي أيضاً نصيب ثم قد يكون كل منهما معفواً عنه لاجتهاده ومثاباً أيضاً على الاجتهاد فيتخلف عنه الذم لفوات شرطه أو لوجود مانعه وإن كان المقتضي له قائماً ويلحق الذم من تبين له الحق فتركه أو من قصر في طلبه متى لم يتبن له أو أعرض عن طلب معرفته لهوى أو لكسل أو نحو ذلك اهـ. قال الشيخ أحمد بن يحيى النجمي : في "الفتاوى الجلية" (2/44): من خرج عن السنة بأخذه ببدعة من البدع سواء كانت بدعة الخروج كالخوارج أو بدعة تعطيل الصفات كالجهمية والمعتزلة أو تأويلها كالأشاعرة أو بأن يقول بأن الإسلام لا يضر معه ذنب كالمرجئة أو غير ذلك من البدع فإذا كنت قد عرفت عنه بدعة فنصح عنها ولكنه أصرَّ على البقاء عليها فهو يعتبر قد خرج عن السنة وأخذ بالبدعة ... اهـ. وقال الشيخ الفوزان حفظه الله كما في "المنتقى من فتاويه" (صـ: 178): السلف لا يبدعون كل أحد ولا يسرفون في إطلاق كلمة البدعة على كل أحد خالف بعض المخالفات إنما يصفون بالبدعة من فعل فعلاً لا دليل عليه يتقرب به إلى الله من عبادة لم يشرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذاً من قوله ق(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) وفي رواية (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) فالبدعة هي إحداث شيء جديد في الدين لا دليل عليه من كتاب الله ولا سنة رسول الله ق هذه هي البدعة وإذا ثبت إن شخصاً ابتدع بدعة في الدين وأبى أن يرجع فإن منهج السلف أنهم يهجرونه ويبتعدون عنه ولم يكونوا يجالسونه هذا منهجهم لكن ما ذكرت بعد أن يثبت أنه مبتدع وبعد أن ينا صح ولا يرجع عن بدعته فحينئذ يهجر لئلا يتعدى ضرره إلى من جالسه إلى من اتصل به ومن أجل أن يحذر الناس من المبتدعة ومن البدع ... اهـ. قال الشيخ العثيمين : كما في "مجموع فتاويه" (2/293): البدع تنقسم إلى قسمين: بدع مكفرة وبدع دون ذلك وفي كلا القسمين يجب علينا نحن أن ندعو هؤلاء الذين ينتسبون إلى الإسلام ومعهم البدع المكفرة وما دونها إلى الحق ببيان الحق دون أن نهاجم ما هو عليه إلا بعد أن نعرف منهم الاستكبار عن قبول الحق لأن الله تعالى قال للنبي ق﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام : 108] فندعو أولاً هؤلاء إلى الحق ببيان الحق وإيضاحه بأدلته والحق مقبول لدى كل ذي فطرة سليمة فإذا وجد العناد والاستكبار فإننا نبين باطلهم على أن بيان باطلهم في غير مجادلتهم أمر واجب اهـ. وقال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله في "جوابه على سؤال": هل يشترط في تبديع من وقع في بدعة أو بدع أن تقام عليه الحجة لكي يبدع أو لا يشترط ذلك؟ فأجاب: ... أما من وقع في بدعة فعلى أقسام : القسم الأول : أهل البدع كالروافض والخوارج والجهمي والقدرية والمعتزلة والصوفية القبورية والمرجئة ومن يلحق بهم كالإخوان والتبليغ وأمثالهم فهؤلاء لم يشترط السلف إقامة الحجة من أجل الحكم عليهم بالبدعة فالرافضي يقال عنه: مبتدع والخارجي يقال عنه: مبتدع وهكذا سواء أقيمت عليهم الحجة أم لا. القسم الثاني: من هو من أهل السنة ووقع في بدعة واضحة كالقول بخلق القرآن أو القدر أو رأي الخوارج وغيرها فهذا يبدع وعليه عمل السلف ومثال ذلك ما جاء عن ابن عمر س حين سئل عن القدرية قال: فإن لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم براء مني رواه مسلم قال شيخ الإسلام :في "درء تعارض العقل والنقل" (1/254): فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون أيضاً الألفاظ الشرعية فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلى البدعة أيضاً وقالوا: إنما قابل بدعة ببدعة وردَّ باطلاً بباطل... القسم الثالث: من كان من أهل السنة ومعروف بتحري الحق ووقع في بدعة خفية فهذا إن كان قد مات فلا يجوز تبديعه بل يذكر بالخير . وإن كان حياً فينا صح ويبين له الحق ولا يتسرع في تبديعه فإن أصر فيبدع. قال شيخ الإسلام ابن تيمية :: وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة وإما لآيات فهموا منها مالم يرد منها . وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: 286] وعلى كل حال لا يجوز إطلاق اشتراط إقامة الحجة لأهل البدع عموماً ولا نفي ذلك والأمر كما ذكرت اهـ.
الفرق بين المجتهد الذي يريد الحق وبين متبع الهوى
لا فرق بين المجتهد المخطئ والمبتدع في حكم الظاهر من حيث العموم لأن كل منهما يدعي شبهة في تأويله والتفريق بينهما وأن هذا متأول مجتهد مخطئ وهذا متأول مبتدع غير ممكن ابتداء لكنه قد تظهر علامات ودلالات يترجح في المعين أنه مبتدع أو غير مبتدع وذلك أن الأصل في المجتهد المخطئ الرجوع إلى حكم الشرع وما دل عليه الدليل إذا بين ذلك له لأنه ليس له غاية ولا غرض إلا طلب الحق وقد حصل له ذلك بمعرفته وأما المبتدع فإنه وإن ظهر له الحق لا ينفك متشبثاً بتأويله لما له من الغرض فيه وإتباعا لهواه في ذلك. انظر: "ردود وتعقبات (صـ: 53). قال الشاطبي في "الاعتصام" (1/276): والمبتدع هو المخترع أو المستدل على صحة ذلك الاختراع وسواء علينا أكان ذلك الاستدلال من قبيل الخاص بالناظرين في العلم أم كان من قبيل الاستدلال العامي فإن الله سبحانه ذم أقواماً قالوا:﴿إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ﴾ [الزخرف : 22] فكأنهم استندوا إلى دليل جملي وهو الآباء وعلامة من هذا شأنه أن يرد خلاف مذهبه بما قدر عليه من شبهة دليل تفصيلي أو إجمالي ويتعصب لما هو عليه غير ملتفت إلى غيره وهو عين أتباع الهوى وإذا ظهر اتباع الهوى فهو المذموم حقاً عليه يحصل الإثم فإن كان مسترشداً مال إلى الحق حيثما وجده لم يرده وهو المعتاد في طالب الحق ولذلك بادر المحققون إلى اتباع رسول الله ق حين تبين له الحق فإن لم يجد سوى ما تقدم من البدعة لم يدخل من المتعصبين لكنه عمل بها اهـ. وقال (1/247): أحدهما: أن يصح كونه مجتهداً فالابتداع منه لا يقع إلا فلته وبالعرض لا بالذات وإنما تسمى غلطة أو زلة لأن صاحبها لم يقصد اتباع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويل الكتاب أي لم يتبع هواه ولا جعله عمدته والدليل عليه أنه إذا ظهر له الحق أذعن له وأقرَّ به اهـ. وقال (2/235): إلا أن هذه الخاصية راجعة في المعرفة بها إلى كل أحد في خاصية نفسه لأن اتباع الهوى أمر باطن فلا يعرفه غير صاحبه إذا لم يغالط نفسه إلا أن يكون عليها دليل خارجي اهـ. راد الحق متكبر: قال الله ـ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ﴾ [الأعراف : 146] وجاء من حديث عبد الله بن مسعود س أن النبي قال $... إن الله جميل يحب الجمال . الكبر بطر الحق وغمط الناس# رواه مسلم. قال النووي في "رياض الصالحين" عند هذا الحديث: بطر الحق: دفعه ورده على قائله. وقال ابن عثيمين : في "شرح رياض الصالحين" عند هذا الحديث : أما بطر الحق فهو رده وألا يقبل الإنسان الحق بل يرفضه ويرده اعتداداً بنفسه ورأيه فيرى والعياذ بالله أنه أكبر من الحق وعلامة ذلك أن الإنسان يؤتى إليه بالأدلة من الكتاب والسنة ويقال: هذا كتاب الله هذه سنة رسول الله ق ولكنه لا يقبل بل يستمر على رأيه فهذا رد الحق والعياذ بالله والواجب أن يرجع الإنسان للحق حيثما وجده حتى لو خالف قوله فليراجع إليه فإن هذا أعز له عند الله وأعز له عند الناس وأسلم لذمته وابرأ فلا تظن أنك لو رجعت عن قولك إلى الصواب أن ذلك يضع منزلتك عند الناس بل هذا يرفع منزلتك ويعرف الناس أنك لا تتبع إلا الحق أما الذي يعاند ويبقى على ما هو عليه ويرد الحق فهذا متكبر اهـ.
مثال للمجتهد المخطئ المعذور
قال الشيخ الألباني كما "في الأجوبة" (صـ: 221): ومثل النووي وابن حجر العسقلاني وأمثالهم من الظلم أن يقال عنهم من أهل البدع أنا أعرف أنهما من الأشاعرة لكنهم ما قصدوا مخالفة الكتاب والسنة وإنما وهموا وظنوا أن ما ورثوه من العقيدة الأشعرية ظنوا شيئين اثنين: أولاً: أن الإمام الأشعري يقول ذلك وهو لا يقول ذلك إلا قديماً. ثانياً: توهموه صواباً وليس بصواب اهـ. وسئل العلامة الفوزان كما في "الأجوبة المفيدة" (صـ:220): بعض الناس يبدع بعض الأئمة كابن حجر والنووي وابن حزم والشوكاني والبيهقي فهل قولهم هذا صحيح؟ فأجاب: لهؤلاء الأئمة من الفضائل والعلم الغزير والإفادة للناس والاجتهاد في حفظ السنة ونشرها والمؤلفات العظيمة ما يغطي ما عندهم من أخطاء رحمهم الله تعالى ... النووي وابن حزم وابن حجر والشوكاني والبيهقي هؤلاء أئمة كبار محل ثقة عند أهل العلم ولهم من المؤلفات العظيمة والمراجع الإسلامية التي يرجع إليها المسلمون ما يغطي أخطاءهم وزلاتهم رحمهم الله تعالى ...اهـ.
مخالفة قاعدة الوصابي وعرعور والمأربي لعمل السلف
قال الشيخ ربيع في "رسالته النصوص النبوية السديدة": ولقد نبت نابتة في هذه السنين تلبس لباس السنة ولكنها تخالف أهل السنة في أصولهم ومنهجهم وتطبيقاتهم وانتحلت هذه النابتة أصولاً لمقاومة منهج أهل السنة وفتاوى علمائهم في رد البدع وانتحلت هذه النابتة أصولاً لمقاومة منهج أهل السنة وفتاوى علمائهم في رد البدع والتحذير من أهلها كما وضعت هذه النابتة أصولاً لرد هذه الفتاوى القائمة على الكتاب والسنة مثل ... نصحح ولا نجرح أولا نهدم يعتبرون نقد البدع وأهلها والتحذير منها هدما وهم لا يصححون وفي المقابل يهدمون أهل السنة ... وأنا أسوق إليك عدداً من النصوص التي تهدم أصولهم الفاسدة: 1 ـ قول الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ [الصف: 2 ـ 3]. 2 ـ قال رسول الله ق لخطيب من خطباء أصحابه يريد الخير قال هذا الصحابي في خطبته من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصمهما فقد غوى قال له الرسول ق$بئس خطيب القوم أنت# هذا صحابي جليل س لم يحمل رسول ق مجملة على مفصلة وإن كان صحابياً لا يريد إلا الخير هذا النص وحده في نظر المؤمنين يدك قواعد أبي الحسن كلها حمل المجمل على المفصل ومنهج الموازنات ونصحح ولا نهدم الأشخاص فهل هناك أشد من قول الرسول ق بئس خطيب القوم أنت فإذا قال خطيب قوم كلاماً أو قال في كتاب أو شريط ببدعة فقلنا له بئست البدعة بدعتك لحق لنا ذلك لأننا مستندون إلى جبل عظيم وهو هذا النص النبوي العظيم والموقف المحمدي الكريم. 3 ـ ومن النصوص النبوية التي تدك هذه القواعد الفاسدة قول رسول الله ق لصحابيين جليلين اختصما فقال أحدهما يا للمهاجرين وقال الآخر يا للأنصار فقال رسول الله ق مستنكراً قولهما (أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم دعوها فإنها منتنة) لا شك أنهما صحابيان جليلان وأصلهما السنة والصحبة لخير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وقد خرجا في جهاد مع رسول الله ق ولا شك أنهما وسائر الصحابة الكرام والأمة بعدهم قد استفادوا من هذا الموقف النبوي الكريم الحاسم فهل السني الذي يقوله أبو الحسن ـ قلت: والوصابي ـ أفضل من أصحاب رسول ق وهل القطبيون أهل هذه القواعد أعدل وأكثر أنصافاً من خاتم النبيين وأفضل المرسلين وسيد العلماء والحكماء والعارفين. 4 ـ ومنها أن الصديقة الجليلة ابنة الصديق زوج الرسول الكريم وأم المؤمنين وأحب الناس إلى رسول الله ق قالت: قلت للنبي ق حسبك من صفية إنها كذا وكذا قال غير مسدد تعني قصيرة فقال : لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته. قالت وحكيت له إنساناً فقال: ما أحب أني حكيت إنساناً وإن لي كذا وكذا فماذا يقول: أهل هذه القواعد حمل المجمل على المفصل والموازنات ونصحح ولا نجرح أو لا نهدم والمنهج الواسع أأنتم أحلم وأحكم وأعدل من رسول ق أم أنكم وزعماءكم أفضل من أصحاب محمد ص . 5 ـ ومنها قول علي ش أن رسول الله ق طرقه وفاطمة بنت النبي ق ليلة فقام ألا تصليان فقلت : يا رسول الله أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف حين قلت له ذلك ولم يرجع إليَّ شيئاً ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه وهو يقول: ﴿وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا﴾ [الكهف: 54]. 6 ـ ومنها عن أبي ذر س قال : ساببت رجلاً فعيرته بأمه فقال النبي ق(يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك إمرؤ فيك جاهلية إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوة تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم). فأين حمل المجمل على المفصل؟ وأين قاعدة نصحح ولا نهدم؟ وأين الموازنات؟. 7 ـ ومنها حديث جابر بن عبد الله ش قال : كان معاذ بن جبل ش يصلي مع النبي ق ثم يرجع فيؤم قومه فصلى العشاء فقرأ البقرة فانصرف رجل فكأن معاذاً تناول منه فبلغ النبي ق فقال: $فتان فتان فتان ثلاث مرات أو قال فتاناً فتاناً فتاناً#وأمره بسورتين من أوسط المفصل ... فهذا معاذ من أفاضل الصحابة ومن كبار علمائهم وله المنزلة الكبيرة عند رسول ق لم يتأول له قولاً ولا عملاً لا يريد به إلا الخير فلم يحمل مجمله على مفصله ولم يقل نصحح ولا نجرح ولم يجر له عملية موازنات ولا غير ذلك من قواعد القوم الباطلة. 8 ـ ومنها أن أبا هريرة ش قال: اقتتلت امرأتان من هذيل فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها فاختصموا إلى رسول ق فقضى رسول الله ق أن دية جنينها غرة عبد أو وليدة وقضى بدية للمرأة على عاقلتها وورثتها ولدها ومن معهم فقال: حمل بن النابغة الهذلي: يا رسول الله كيف أغرم من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهل فمثل ذلك يطل فقال رسول ق(إنما هذا من إخوان الكهان من أجل سجعه الذي سجع) .. فأين حمل المجمل على المفصل وأين نصحح ولا نجرح أو لا نهدم وأين منهج الموازنات. 9 ـ وقصة صبيغ المعلومة المشهورة وصبيغ من التابعين ولا يعرف ببدعة ومع ذلك عاقبه عمر ش عقوبات شديدة على أسئلته عن المتشابه فلم يحمل في حقه المجمل على المفصل ولا قال نصحح ولا نجرح أو لا نهدم ولا ذهب يوازن بين حسناته وسيئاته. ولا راعى قاعدة هؤلاء الباطلة, وكذلك غيره من الصحابة وأعلام الأمة من قال ببدعة قالوا إنها بدعة ومن أخطأ حكموا على كلامه بالخطأ ثم إن كتب الجرح والتعديل العام والخاص إنما قامت على الكتاب والسنة وخاصة مثل هذه النصوص التي استدللنا بها وسيرة الصحابة ش ولا تعرف هذه الأمة سنيها ولا بد عيها غير هؤلاء هذه القواعد الباطلة اهـ. وقال حفظه الله في "رده على قاعدة نصحح ولا نهدم (صـ: 402): ولقد كان الرجل يزل زلة واحدة في العقيدة على عهد السلف فيسقطه أئمة السلف والحديث فهل هم هدامون مفسدون أعداء السلفية ماذا فعل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب بصبيغ كم كان عند صبيغ من البدع والأصول الفاسدة لقد جمع له هذا الخليفة الراشد بين عقوبات أربع: 1 ـ السجن ... 2 ـ والضرب ... 3 ـ والنفي...4 ـ والأمر بهجرانه حتى ظهر حسن توبته فمن أنكر هذا على الخليفة الراشد في العالم الإسلامي من ذلك العهد الراشد إلى يومنا هذا إلا الروافض الذين يجعلون من فضائل الصحابة مساوئ هذا العمل على منطق أبي الحسن أشد من الهدم ... وحتى من يقع من أهل السنة في بدعة لا يعاملونه إلا بالمنهج الإسلامي الذي سار عليه رسول الله ق وأصحابه والتابعون لهم بإحسان موقف الإمام أحمد وأهل الحديث في زمانه من أناس كانوا أئمة في العلم والدين ومن أهل الحديث وقعوا فيما يسميه أبو الحسن زلة أو زلات وقام عليهم أهل السنة وسموهم بالبدع والضلال فمنهم من تاب وأناب كإسماعيل بن عليه, ومنهم من بقي على زلته وبقي عليه الوسم الذي وسمه ويعقوب بن شيبة..., ولا تنفع أهل البدع بل تضرهم لأنها تزيدهم اغترارهم وتزيدهم تمسكاً بباطلهم لا سيما وأبو الحسن يصفهم بأنهم من أهل السنة قلت: ( والوصابي يصفهم بأنهم من أولياء الله ) فهذا المسكين سائر على مذهب غلاة المرجئة الذي يقولون لا يضر مع الإيمان ذنب فهو يقول لا يضر مع السلفية شيء قلت: والوصابي يقول: ( وإن لم يعد لا يهجر أيضاً ) ( وأما هو الأصل أنه على السنة ) منهج الإخوان المسلمين في التهوين من شأن البدع اهـ. وقال حفظه الله في "تنبيه أبي الحسن" (صـ: 18): سبحان الله لم يأخذ أئمة السلف على رأسهم الإمام أحمد بهذا الأصل المزعوم في حق إسماعيل بن عليه ويعقوب بن شيبة وعلي بن الجعد والكرابيسي والمحاسبي وغيرهم كثير ممن لا يساوي المغراوي شيئاً إلى جانب أحد منهم أتترك الظاهر وتخالف العلماء ثم تلزمهم بهذا الأصل الباطل وترى أن هذا هو الإنصاف هل أئمة السنة المشار إليهم قد جانبوا الإنصاف اهـ. وقال عصام بن عبد الله السناني في "براءة علماء الأمة" (صـ: 9) فهذا الكرابيسي رجل كان يظهر السنة زمن الإمام احمد وضع كتاباً وكان فيه إن قلتم إن الحسن بن صالح كان يرى رأي الخوارج فهذا فلان قد خرج فلما قرئ على الإمام أحمد وهو لا يدري من وضعه قال: في "شرح علل الترمذي" (2/807): هذا قد جمع للمخالفين مالم يحسنوا أن يحتجوا به حذروا عن هذا ثم قال : الكرابيسي لما ضل وأضهر مسألة لفظي بالقرآن مخلوق "تاريخ بغداد" (8/66) وإنما جاء بلائهم من هذه الكتب التي وضعوها تركوا أثار رسول الله ق وأصحابه وأقبلوا على هذه الكتب. ثم جاء الإمام بعد رجل فقال أنا رجل من أهل الموصل والغالب على أهل بلدتنا الجهمية وفيهم أهل سنة نفر يسير يحبونك وقد وقعت مسألة الكرابيسي قال الإمام أحمد "تاريخ بغداد" (8/65): إياك إياك وهذا الكرابيسي لا تكلمه ولا تكلم من يكلمه أربع مرات أو خمس مرات أما الحسن بن صالح بن حي الذي احتج به الكرابيسي ونصر مذهبه. وقال عنه الذهبي "السير" (7 /361 ـ 371): ( هو من أئمة الإسلام، لولا تلبسه ببدعة وقال كان يرى الحسن الخروج على أمراء زمانه لظلمهم وجورهم لكن ما قاتل أبدا وكان لا يرى الجمعة خلف الفاسق ). فهذه معاملة السلف له وأقوالهم فيه متى نحتذيها نصرة لدين الله وإن كان فيه والعبادة ما فيه حماية للناس من أتباعه على ما هو عليه من الخطأ. ذكر الحسن بن صالح عند سفيان الثوري فقال ذاك رجل يرى السيف على أمة محمد ق وقال الحسن بن صالح :ابن حي مع ما سمع من العلم وفقه يترك الجمعة ودخل الثوري المسجد وابن حي يصلي فقال: نعوذ بالله من خشوع النفاق أخذ نعليه فتحول إلى سارية أخرى . وقال الإمام أحمد: لا نرضى مذهبه وسفيان أحب إلينا منه وقد كان ابن حي قعد عن الجمعة وكان يرى السيف وقد فتن الناس سكوته وورعه لقد ذكر رجلا فلطم فم نفسه وقال ما أردت أن أذكره... قال زائدة بن قدامة المحدث المشهور: ابن حي هذا قد استصلب منذ زمان وما نجد أحد صلبه وكان زائدة يجلس في المسجد يحذر الناس منه ومن أصحابه وكان يستتيب من أتى حسن بن صالح هذه مواقف السلف غيره على السنة والدين من عالمين لهما سابق فضل خالف كل منهما في مسألة واحدة فماذا يقولون إذا عمن جمع هذه المسائل والعشرات غيرها مما يفوقها من الشناعة والباطل وليس له سابق فضل في العلم والعبادة اهـ. وكذلك فعل الإمام مالك الذي استدل به الوصابي على صحة هذه القاعدة فإنه دليل عليه لا له لأن الإمام مالك : حكم على سؤال الرجل بالبدعة وحكم على صاحب السؤال بأنه مبتدع ولم يقل إنما زل في كلمة واحدة فننصحه ولا نهجره وإنما أمر بإخراجه فأنا أتعجب من هذا الاستدلال من الوصابي هل هو صادر عن هزل العلم وضعف في الفقه أم هو ناتج عن التلبيس وليَّ أعناق الأدلة والتجني على منهج السلف أمران أحلاهما مر.
حقيقة منهج الوصابي:
إن الناظر في أقوال الوصابي الماضية وغيرها وأفعاله الحالية يلاحظ أنه يريد أن يتخذ منهجا واسعا أفيح يسع أهل السنة ويسع كل من ابتدع في الدين مع تظاهره بالسنة فانظر إلى قوله: ( وإن كان هو من الصالحين ومن المتمسكين بالكتاب والسنة أخطأ في مسائل معدودة على سبيل الاجتهاد فهو إن شاء الله من أولياء الله ). ومن كان منهجه الكتاب والسنة ولكنه اجتهد في مسألة فوقع في بدعة هذا ما يهجر وإنما ينصح ويذكر ) ( ما يقال فلان بدعي أو مبتدع ) ( فينا صح ولا يهجر فإن لم يعد لا يهجر أيضًا ). فهو لا يريد الهجر لمن ابتدع في الدين ونصح ولم يرجع وهذا نفس مطلب الإخوان المسلمين فإنهم ينادون بعدم الهجر وأنه سبب الفرقة والاختلاف ويرون أن من وقع في بدعة لا يهجر ولو نصح فالإخوان المسلمون وغيرهم من أهل البدع يصرخون ويتألمون من الهجر غاية التألم لذالك يحاولون بشتى الوسائل الهدم هذا الأصل فلا فرق بين هذه الدعوى من الوصابي وبين دعوى الإخوان المسلمين وهذا هو الذي طبقه الوصابي فعليا في منهجه وخاصة منهجه الأخير في الفترة الأخيرة: فهو الذي نزل في أكثر من ثلاثين مسجدا حزبيا إخوانيا سروريا جهاديا حسنيا صوفيا كما بينا ذلك في رسالتنا تحذير السلفيين. وهو القائل لا نعادي إلا أبا الحسن فقط. وهو القائل إذا رأيتم الدويش يحاضر في مسجدي فلا تتعجبوا. وهو القائل إذا جاء الحزبي يتكلم في مسجدي اتركه يتكلم فإذا أخطأ أعقب عليه. وهو القائل لأتباع أبي الحسن مثل أحمد منصور العديني ومحمد الحاشدي الخلاف بيننا خلاف أفهام. وهو الذي استقبل جميل الشجاع وجعله يتكلم في مسجده على الرفق. وهو الذي استقبل عبد الله المرفدي الذي تحزب من زمن شيخنا الوادعي وتكلم عليه شيخنا الوادعي رحمه الله. وهو الذي جعل مجموعة من المبتدعة يقدمون له في كتابه القول المفيد إلى غير ذلك من الأمور التي تدل على أنه طبق منهج عدم هجر المبتدع فعليا. وهو القائل: ( وما قال لا بد أن نتميز عن هؤلاء الكفرة المدسوسين في صفوفنا ). وكذلك مما يدل على المنهج الواسع الأفيح عند الوصابي مطالبته الشديدة بعدم الكلام في المخالف إذا وقع في بدعة ونصح ولم يرجع وعدم الطعن فيه والتشهير به وأن هذا ليس من الرحمة وأنه من الظلم فهو القائل: ( وعلاج الخطأ ليس بالتشهير وإنما بالنصح إنما بالنصح والتآلف ما نحب الشوشرة ولا نحب الطعون في الإعراض وفلان وفلان وفلان لأن الإنسان ما يسلم كل واحد له عيوب وما يسلم فإذا طعنت في عرض أخيك لا تأمن يطعن في عرضك فما نحب أن نطعن في أحد من أخواننا أهل السنة والجماعة حتى لو كان عنده شيء من التقصير... ما نحب دائما أن نكون مدققين ) ( وراء الناس ويتناصحون فيما بينهم بدون تشهير بدون تشهير ... يكون مع الاحترام والتقدير ويكون بالتناصح والتعاون على البر والتقوى يا هذا افرض أفلانا حزبي بعد أن كان سنيا يحصل الخير هذا على مستوى الرجال والنساء ما هو وإهدار الأوقات وإهدار الجهود وشغل الألسن والجوارح هذا من الخطأ ). وقال في "شريط محاضرة السويق": أنت تحب أن تحترم فاحترم غيرك تحب أن تقدر قدر غيرك تحب أن لا يطعن فيك لا تطعن في غيرك هذا الصف الإسلامي السلفي المتماسك يجب أن نحافظ عليه أما يتحول أناس إلى معاول وإلى سكاكين وإلى خناجر وكل واحد يطعن في الثاني هذا والله خراب عظيم وفساد عظيم وشر عظيم فهو لا يريد الكلام في المخالفين بحجة أنه من أهل السنة ولا يريد أن نسمي أحداً من المخالفين فقد قال في محاضرة الفيوش: ( إذا كتبت ملزمة لا يكون فيها تسمية فلان ولا تسمية فلان ولا دقدقة لفلان ولا لفلان وإنما يكون فيها علم تتكلم بعلم وتتكلم بخير وتدافع عن العقيدة بدون دقدقة لأحد ... إلا إذا كان المردود عليه من أصحاب البدع ورأى أن من المصلحة أن يذكر اسمه أو يذكر كتابه فلا بأس أما إذا كان هذا المردود عليه من أهل السنة فاحتراماً لبعضنا البعض أنه لا يذكر اسمه ولا كتابه ولا شريطه إنما تذكر المسألة العلمية إلا إذا كان هناك مصلحة من ذكر اسمه يقدرها العالم المشرف على البحث فيذكر بالاحترام. قلت: هذه قاعدة: ( نصحح الأخطاء ولا نهدم الأشخاص ) ( فلا يُتنزَّل أشرطة فيها طعون على بعض أهل السنة من بعضهم الآخر ولا ملا زم ولا حتى كتاب حتى لو كان كتاب فيه طعون ومطبوع في مصر وإلا مطبوع في لبنان ما يجوز أن تتعاونوا على الإثم والعدوان... هذا هو منهج الوصابي فإنه يريد أن يقضي على منهج الجرح والتعديل باسم عدم الطعن وعدم التشهير وباسم الرحمة. ولا تغتر أخي الكريم بذكره لأهل السنة وتقيده بعدم الطعن بأهل السنة والجماعة ما هو إلا ستار فقد علمت منهجه السابق أنه يريد السني الذي وقع في بدعة أو بدع ونصح فأبى واستكبر فهذا والله هو عين منهج الإخوان والقطبين الذين يرون أنه إذا كان سنياً ووقع في مخالفات وبدع فإنه من الظلم والطعن فيه والتشهير به وذكر اسمه في الأشرطة والكتب ويحاربون أشرطة وكتب أهل السنة التي فيها نقد لمن خالف منهج السلف ضاقت بهم الأرض بما رحبت بهذا المنهج الحق. واليوم الوصابي تضييق به الأرض من هذا المنهج فإن وجود هذا المنهج عنده يدل على شدة خوفه على نفسه لأن في رأسه فكراً ونفساً غريباً يريد أن يدسه في هذا المنهج الصافي ولكنه يعلم أن أهل السنة الصادقين الناصحين لن يتركوه يفعل ما يريد . فهو يحاول أن يصدَّ ويغلق هذا الباب فنقول للإخوان المفلسين والقطبين أبشروا فقد جاءكم من يجدد لكم فكركم ويوسع دائرتكم ويقوم بالدور الذي تريدونه وتأملونه. ولاحظ قوله: ( ويتناصحون فيما بينهم بدون تشهير بدون تشهير... ويكون بالتناصح والتعاون على البر والتقوى ). وقوله:( أنت تحب أن تحترم فاحترم غيرك تحب أن تقدر قدر غيرك تحب ألا يطعن فيك لا تطعن في غير... الخ ). فهذا الكلام هو عين قاعدة التعاون والمعذرة التي قعدها حسن البناء نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا يعذر بعضنا بعضاً بحيث لا تطعن فيَّ ولا أطعن فيك لا تشهر بي ولا أشهر بك لا تفضحني ولا أفضحك لا تهجرني ولا أهجرك ولا تبدعني ولا أبدعك وإذا نصحتني ولم أقبل منك فلا تغضب عليَّ ولا أغضب عليك ويكون بيننا الحب والود والتراحم والتقدير والاحترام فهذا هو حقيقة منهج الوصابي الذي ينادي به ويدعو إليه ولا يلزم أن نحكم على منهج الشخص أن يصرح بمنهجه بلسانه ويقول منهجي كذا. بل يكفي في ذلك الفعل والسير على ذلك المنهج ولو قال بلسانه أنا لا أعمل بهذا المنهج وأنا ابغض هذا المنهج فإن فعله وسيره يكذب قوله وحاله يكذب مقاله فأنظر إلى عُبَّاد القبور يقولون نحن لا نحب الشرك ولا نعبد إلا الله وحده وإذا نظرت إلى حاله تجده يدعو من دون الله ويستغيث بالمقبور إلى غير ذلك وكذلك إذا قلت لحزبي أنت تسير على الحزبية لأنكر ذلك وتراه ينكر الحزبية ويبغضها وهو سائر عليها ففعله كذب قوله, وكذلك الخوارج تقول له أنت خراجي تكفر الحكومات وتخرج على ولي الأمر لقال لك أنا آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر إلى غير ذلك فالوصابي يسير على هذا المنهج الباطل ولو أنكره بقوله .
من هم الهدامون عند الوصابي ؟
قال الوصابي: ( كم أناس لا يحرصون على البناء وعلى العمار وإنما يحرصون على الهدم والدمار ) ( أما يتحول أناس إلى معاول وإلا سكاكين وإلا خناجر وكل واحد يطعن في الثاني ). إن الناظر في كلام الوصابي يرى ويعلم أن هناك طائفة من الناس موصوفة بالهدم والدمار ولم يسمهم لنا الوصابي حتى نحذرهم . ولكن المتأمل في حال الوصابي يعلم يقيناً أنه يريد بهذه الطائفة الذين يقومون كما يزعم بالطعن والتشهير والهجر والتبديع. وهذه الألقاب التي ذكرها الوصابي إنما يريد بها منهج الجرح والتعديل فإنه يقول: ( فعلى أهل السنة أن يتفطنوا يعني دخل عليهم الشيطان باسم الجرح والتعديل ودخل باسم الدين النصيحة ... فكون الشيطان دخل بهذا الكيد العظيم والمحكم بين أهل السنة بين رجال ونساء إلا من رحم الله منهم مسألة التجريح هذا أذكركم بأن هذا مداخل شيطانية ما صارت المسألة نصيحة وإنما تحولت إلى فضيحة ولا صار الأمر جرح وتعديل بالمعنى الصحيح وإنما كما عرفتم صار هناك هدم لجزء كبير من الدين ). فعلم بذلك أن أداة الهدم والدمار عند الوصابي هو الجرح والتعديل ونعلم من ذلك أن القائمين بهذا المنهج هم الهدامون المدمرون وإذا تأملنا في هذا العصر وجدنا أن الذين يقومون بهذا الواجب العظيم منهج الجرح والعديل هم طائفة قليلة مثل الشيخ ربيع المدخلي والشيخ مقبل : والشيخ النجمي : والشيخ الفوزان حفظه الله والشيخ زيد المدخلي حفظه الله وشيخنا الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري حفظه الله وغيرهم كثير. إلا أن هؤلاء أكثر من شهر بأداء هذا الواجب العظيم فلذلك تجد سهام أهل البدع والأهواء أكثر ما تنصب عليهم وتنهال عليهم وهذا دأب أهل الأهواء في الماضي والحاضر ما من عالم سلفي يقوم في وجوههم ويبين عوارهم ويهتك استارهم إلا ونصبوا له العداء وقذفوه بابشع العبارات واتهموه بافضع التهم وأنه طعان للأعراض مغتاب نمام هدام مدمر مفسد إلى غير ذلك. وكذلك هذه الزمرة الطيبة من العلماء التي ذكرت آنفاً لم تسلم من أذى أهل البدع والأهواء فهم في نظرهم الهدامون المدمرون لماذا لأنهم قائمون بهذا المنهج العظيم فلذلك نقول هم الهدامون الذين ذكرهم الوصابي وأرادهم والدليل على ذلك أنه وصفهم بابشع العبارات: فقد ذكر لنا شيخنا الناصح الأمين حفظه الله أن الوصابي قال: ( الشيخ ربيع عميل جاسوس وأوغر صدور المشايخ عليه وأن الفوزان والنجمي وزيد المدخلي عملاء جواسيس. وأما شيخنا يحيى حفظه الله فالطعن فيه حدث ولا حرج فإنه جزار جلاد مدسوس لماذا هذه الحملة الشرسة على هؤلاء المشايخ اتدري لماذا لأنهم تكلموا بحق في عبد الرحمن عبد الخالق كان من أهل السنة ثم خرج منها ولأنهم تكلموا في أبي الحسن كان من أهل السنة ثم خرج منها لأنهم تكلموا في فالح الحربي كان من أهل السنة ثم خرج منها لأنهم تكلموا في محمود الحداد كان من أهل السنة ثم خرج منها لأنهم تكلموا في محمد المهدي والبيضاني وعبد الله المرفدي وعبد المجيد الريمي وعقيل المقطري وعدنان عرعور وغيرهم ممكن كانوا من أهل السنة وخرجوا منها فهذا في نظر الوصابي هدم ودمار وإفساد وظلم بل جعل الكلام في هؤلاء وأمثالهم لعبة لتضييع الدعوة. فقد قال شيخنا الناصح الأمين كما في شريط أسئلة شباب لحج وهو يتكلم على الوصابي: ( يرى أن ردودنا مع فالح الحربي مع أبي الحسن المصري مع عدنان عرعور مع المغراوي لعبة صرح بهذا في مجلس للمشايخ أنا فيه ... قال له الشيخ البرعي آنذاك أما أبو الحسن فكذا ردوا عليه قال نعم نعم لكن يعني ضياع للدعوة... ) اهـ. فإذا لم يكن الأمر كما ذكرنا فليبين لنا الوصابي ما الحامل له على الطعن في هؤلاء العلماء وهم من أهل السنة والجماعة وجعلهم جواسيس وعملاء. واعلم أخي الكريم أن هذا المنهج منهج الطعن في الجرح والتعديل وعلماءه هو منهج أهل الأهواء من قبل ومن بعد مثل عبد الرحمن عبد الخالق والمسعري ومحمد سرور وعرعور وغيرهم من القطبين والسروريين فإنهم يبغضون علماء الجرح والتعديل على الخصوص ولا يريدون أن تقوم لهم قائمة. قال ابن النحاس في "تنبيه الغافلين": (صـ: 108): وقال حذيفة س: يأتي على الناس زمان لأن تكون فيه جيفة حمار أحب إليهم من مؤمن يأمرهم وينهاهم. ووالله إن هذا الزمان الذي ذكره حذيفة لأن من تصدى في هذا الزمان للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثقل على القلوب وإن كان خفيفاً سمج في العيون وإن كان لطيفاً ورمي بالكذب وساءت فيه الظنون وقصد بالأذى وكثر أعداؤه وقلَّ أصدقاؤه ورمي وألقي في مهاوي الردى وأعلمت الفكر في كيفية الخلاص منه والراحة من مشاهدته بل في قتله واستئصال شأفته اهـ. وهناك علامة أخرى على المنهج القطبي الإخواني عند الوصابي وهو أن الشيخ ربيعاً ذكر في رده على قاعدة نصحح ولا نهدم أن أصحاب هذه القاعدة ينادون بتطبيقها على أنفسهم وأضرابهم وفي المقابل هم يهدمون أهل السنة ويطعنون فيهم وكذلك فعل الوصابي ينادي بعدم الهدم وعدم الطعن وهو يطعن في هؤلاء وغيرهم من العلماء الأتقياء الأبرار نحسبهم كذلك والله حسيبهم قال تعالى: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة : 44] وقال ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف : 2 ـ 3]. وقال ق(وأنه تخلف خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك مثقال حبة خردل من إيمان) مسلم عن عبد الله بن مسعود س. فعلى الوصابي أن يتقي الله في هذه الدعوة الصافية النقية لا يحاول العبث فيها بهذه الأفكار المنحرفة وليعلم أن النجاة كل النجاة والفلاح كل الفلاح في التمسلك بكتاب الله وسنة نبيه ق على فهم السلف الصالح وليتذكر رسالته التي وسمها: بـ(الطرد والإبعاد عن حوض يوم المعاد). وعلى السلفيين داخل اليمن وخارجه أن يحذروا وأن يحذَّروا من هذا الفكر الدخيل على الدعوة السلفية الذي يريد أن ينكس أعلامها ويطمس معالمها ويشوه صورتها وجمالها . وأسأل من الله تعالى أن يحفظ علينا ديننا وسنتنا ودعوتنا صافية نقية وأن يبعد عنها كل سوء ومكروه . والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزاك الله خيرا أخانا معافى وأسأل الله أن يعافيك من الفتن ,كل هذه التغيرات الجديده عند الوصابي _أصلحه الله _وبعض الناس لا ندري أهو أعمى اما يتعامى عنها فان كانت الاولى فتلك مصيبة وان تكن الاخرى فالمصيبة أعظم
هذه زبدة ما عند الوصابي من الإنحرافات اللهم لطفك بنا يارب
حقيقة منهج الوصابي:
إن الناظر في أقوال الوصابي الماضية وغيرها وأفعاله الحالية يلاحظ أنه يريد أن يتخذ منهجا واسعا أفيح يسع أهل السنة ويسع كل من ابتدع في الدين مع تظاهره بالسنة
فانظر إلى قوله: ( وإن كان هو من الصالحين ومن المتمسكين بالكتاب والسنة أخطأ في مسائل معدودة على سبيل الاجتهاد فهو إن شاء الله من أولياء الله ).
ومن كان منهجه الكتاب والسنة ولكنه اجتهد في مسألة فوقع في بدعة هذا ما يهجر وإنما ينصح ويذكر ) ( ما يقال فلان بدعي أو مبتدع ) ( فينا صح ولا يهجر فإن لم يعد لا يهجر أيضًا ).
فهو لا يريد الهجر لمن ابتدع في الدين ونصح ولم يرجع وهذا نفس مطلب الإخوان المسلمين فإنهم ينادون بعدم الهجر وأنه سبب الفرقة والاختلاف ويرون أن من وقع في بدعة لا يهجر ولو نصح فالإخوان المسلمون وغيرهم من أهل البدع يصرخون ويتألمون من الهجر غاية التألم لذالك يحاولون بشتى الوسائل الهدم هذا الأصل فلا فرق بين هذه الدعوى من الوصابي وبين دعوى الإخوان المسلمين وهذا هو الذي طبقه الوصابي فعليا في منهجه وخاصة منهجه الأخير في الفترة الأخيرة:
فهو الذي نزل في أكثر من ثلاثين مسجدا حزبيا إخوانيا سروريا جهاديا حسنيا صوفيا كما بينا ذلك في رسالتنا تحذير السلفيين.
وهو القائل لا نعادي إلا أبا الحسن فقط.
وهو القائل إذا رأيتم الدويش يحاضر في مسجدي فلا تتعجبوا.
وهو القائل إذا جاء الحزبي يتكلم في مسجدي اتركه يتكلم فإذا أخطأ أعقب عليه.
وهو القائل لأتباع أبي الحسن مثل أحمد منصور العديني ومحمد الحاشدي الخلاف بيننا خلاف أفهام.
وهو الذي استقبل جميل الشجاع وجعله يتكلم في مسجده على الرفق.
وهو الذي استقبل عبد الله المرفدي الذي تحزب من زمن شيخنا الوادعي وتكلم عليه شيخنا الوادعي رحمه الله.
وهو الذي جعل مجموعة من المبتدعة يقدمون له في كتابه القول المفيد إلى غير ذلك من الأمور التي تدل على أنه طبق منهج عدم هجر المبتدع فعليا.
وهو القائل: ( وما قال لا بد أن نتميز عن هؤلاء الكفرة المدسوسين في صفوفنا ).
وكذلك مما يدل على المنهج الواسع الأفيح عند الوصابي مطالبته الشديدة بعدم الكلام في المخالف إذا وقع في بدعة ونصح ولم يرجع وعدم الطعن فيه والتشهير به وأن هذا ليس من الرحمة وأنه من الظلم فهو القائل: ( وعلاج الخطأ ليس بالتشهير وإنما بالنصح إنما بالنصح والتآلف ما نحب الشوشرة ولا نحب الطعون في الإعراض وفلان وفلان وفلان لأن الإنسان ما يسلم كل واحد له عيوب وما يسلم فإذا طعنت في عرض أخيك لا تأمن يطعن في عرضك فما نحب أن نطعن في أحد من أخواننا أهل السنة والجماعة حتى لو كان عنده شيء من التقصير... ما نحب دائما أن نكون مدققين ) ( وراء الناس ويتناصحون فيما بينهم بدون تشهير بدون تشهير ... يكون مع الاحترام والتقدير ويكون بالتناصح والتعاون على البر والتقوى يا هذا افرض أفلانا حزبي بعد أن كان سنيا يحصل الخير هذا على مستوى الرجال والنساء ما هو وإهدار الأوقات وإهدار الجهود وشغل الألسن والجوارح هذا من الخطأ ).
وقال في "شريط محاضرة السويق": أنت تحب أن تحترم فاحترم غيرك تحب أن تقدر قدر غيرك تحب أن لا يطعن فيك لا تطعن في غيرك هذا الصف الإسلامي السلفي المتماسك يجب أن نحافظ عليه أما يتحول أناس إلى معاول وإلى سكاكين وإلى خناجر وكل واحد يطعن في الثاني هذا والله خراب عظيم وفساد عظيم وشر عظيم فهو لا يريد الكلام في المخالفين بحجة أنه من أهل السنة ولا يريد أن نسمي أحداً من المخالفين فقد قال في محاضرة الفيوش: ( إذا كتبت ملزمة لا يكون فيها تسمية فلان ولا تسمية فلان ولا دقدقة لفلان ولا لفلان وإنما يكون فيها علم تتكلم بعلم وتتكلم بخير وتدافع عن العقيدة بدون دقدقة لأحد ... إلا إذا كان المردود عليه من أصحاب البدع ورأى أن من المصلحة أن يذكر اسمه أو يذكر كتابه فلا بأس أما إذا كان هذا المردود عليه من أهل السنة فاحتراماً لبعضنا البعض أنه لا يذكر اسمه ولا كتابه ولا شريطه إنما تذكر المسألة العلمية إلا إذا كان هناك مصلحة من ذكر اسمه يقدرها العالم المشرف على البحث فيذكر بالاحترام.
قلت: هذه قاعدة: ( نصحح الأخطاء ولا نهدم الأشخاص ) ( فلا يُتنزَّل أشرطة فيها طعون على بعض أهل السنة من بعضهم الآخر ولا ملا زم ولا حتى كتاب حتى لو كان كتاب فيه طعون ومطبوع في مصر وإلا مطبوع في لبنان ما يجوز أن تتعاونوا على الإثم والعدوان...
هذا هو منهج الوصابي فإنه يريد أن يقضي على منهج الجرح والتعديل باسم عدم الطعن وعدم التشهير وباسم الرحمة.
ولا تغتر أخي الكريم بذكره لأهل السنة وتقيده بعدم الطعن بأهل السنة والجماعة ما هو إلا ستار فقد علمت منهجه السابق أنه يريد السني الذي وقع في بدعة أو بدع ونصح فأبى واستكبر فهذا والله هو عين منهج الإخوان والقطبين الذين يرون أنه إذا كان سنياً ووقع في مخالفات وبدع فإنه من الظلم والطعن فيه والتشهير به وذكر اسمه في الأشرطة والكتب ويحاربون أشرطة وكتب أهل السنة التي فيها نقد لمن خالف منهج السلف ضاقت بهم الأرض بما رحبت بهذا المنهج الحق.
واليوم الوصابي تضييق به الأرض من هذا المنهج فإن وجود هذا المنهج عنده يدل على شدة خوفه على نفسه لأن في رأسه فكراً ونفساً غريباً يريد أن يدسه في هذا المنهج الصافي ولكنه يعلم أن أهل السنة الصادقين الناصحين لن يتركوه يفعل ما يريد . فهو يحاول أن يصدَّ ويغلق هذا الباب فنقول للإخوان المفلسين والقطبين أبشروا فقد جاءكم من يجدد لكم فكركم ويوسع دائرتكم ويقوم بالدور الذي تريدونه وتأملونه.
ولاحظ قوله: ( ويتناصحون فيما بينهم بدون تشهير بدون تشهير... ويكون بالتناصح والتعاون على البر والتقوى ).
وقوله:( أنت تحب أن تحترم فاحترم غيرك تحب أن تقدر قدر غيرك تحب ألا يطعن فيك لا تطعن في غير... الخ ).
فهذا الكلام هو عين قاعدة التعاون والمعذرة التي قعدها حسن البناء نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا يعذر بعضنا بعضاً بحيث لا تطعن فيَّ ولا أطعن فيك لا تشهر بي ولا أشهر بك لا تفضحني ولا أفضحك لا تهجرني ولا أهجرك ولا تبدعني ولا أبدعك وإذا نصحتني ولم أقبل منك فلا تغضب عليَّ ولا أغضب عليك ويكون بيننا الحب والود والتراحم والتقدير والاحترام فهذا هو حقيقة منهج الوصابي الذي ينادي به ويدعو إليه ولا يلزم أن نحكم على منهج الشخص أن يصرح بمنهجه بلسانه ويقول منهجي كذا.
بل يكفي في ذلك الفعل والسير على ذلك المنهج ولو قال بلسانه أنا لا أعمل بهذا المنهج وأنا ابغض هذا المنهج فإن فعله وسيره يكذب قوله وحاله يكذب مقاله فأنظر إلى عُبَّاد القبور يقولون نحن لا نحب الشرك ولا نعبد إلا الله وحده وإذا نظرت إلى حاله تجده يدعو من دون الله ويستغيث بالمقبور إلى غير ذلك وكذلك إذا قلت لحزبي أنت تسير على الحزبية لأنكر ذلك وتراه ينكر الحزبية ويبغضها وهو سائر عليها ففعله كذب قوله, وكذلك الخوارج تقول له أنت خراجي تكفر الحكومات وتخرج على ولي الأمر لقال لك أنا آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر إلى غير ذلك فالوصابي يسير على هذا المنهج الباطل ولو أنكره بقوله .
تعليق