هذه الزيارات وهذا التواصل يقطع الطريق على قطاع الطرق الذين يتسللون من خلالنا لوذاً ليفسدوا الأخوة كلمة الشيخ سليم الهلالي بعد صلاة الظهر في دار الحديث بدماج حرسها الله
أن الحمد لله ، نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا . من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد:
فإن أصدق الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
وبعد:
فمما يثلج الصدر ، ويريح النفس أن يرى الإنسان أخوانا له يشاطرونه دعوة ، ويقاسمونه منهج عقيدة ، يألمون لألمه ويسرُّون بسروره ، تجمعهم كلمة واحدة كلمة التوحيد ، ويجمعهم منهج واحد منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم .
قد يتحمل الإنسان تعب الجسم ، و وعثاء السفر ، وطول الطريق لكن عندما يرى مثل هذه الوجوه الطيبة في هذا المركز المبارك في هذه البلاد السعيدة يذهب عنه كل ذلك ، و يمتلأ قلبه سروراً وحبوراً ،ونفسه نشاطاً وحيوية ، لا يسعه إلا أن يتكلم إلى إخوانه حديث القلب إلى القلب وحديث الروح إلى الروح.
أخواني في الله وأحبائي :
هذا المركز المبارك ليس مجاملة لأني فيه وأني أزوره بل لأني طفت كثيراً من البلاد ، وطوفت كثيراً من القارات سواء في أوربا أو أمريكا أو أفريقيا أو جنوب شرق أسيا أو غيرها . دعوت إلى الله تبارك وتعالى على مدار ما يزيد عن عشرين سنة ووجدت بحقٍ أثر هذا المركز في العالم وجدت سمعته السلفية الطيبة التي كانت على عهد شيخنا وأخينا الكبير الشيخ مقبل رحمة الله عليه
وكذلك استمرت بفضل الله تبارك وتعالى في عهد أخينا يحيى . نسأل الله تعالى أن يحيي بها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .أخواني في الله :
أن أعظم ما ينقص السلفيين هو أن يكون بينهم تواصل ، وإن يكون بينهم تشاور ، و أن يكون بينهم تزاور ؛ لأن هذه الأمور هي التي تعين على تقوية الروابط وتوثيق العرى ، وإقامة جسور المحبة والمودة بينهم .
لأن هذه الزيارات ، وهذا التواصل يقطع الطريق على قطاع الطرق الذين يتسللون من خلالنا لوذاً ليفسدوا الأخوة ويمزقوا الدعوة ، تفسد على أولئك المتربصين ما يمنون به أنفسهم من وئد هذه الدعوة في مهدها يتربصون بنا وبدعوتنا من كل حدب وصوب .
ولكن والله هؤلاء لن يضروننا إلا أذىً ، و إنما الخوف على دعوتنا من أنفسنا لأن رسولنا الله صلى الله عليه وسلم قال في أحاديث الطائفة المنصورة والفرق الناجية قال : "لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم وفي رواية ولا من كذبهم ".
"لا يضرهم ". هذا أمر الله الشرعي أن هذه الطائفة المنصورة لا يضرها من خالفها من أهل البدع والأهواء ولو رمونا عن قوس واحدة لا يضرهم من خالفهم ممن يظهر بمظهرهم و ينتسب إلى دعوتهم ،ولا يضرهم من كذبهم لكن علينا أن ندرك حقيقة منهجنا ، وندرك حقيقة دعوتنا ، وندرك حقيقة هذا المنهج الطيب الذي هو الإسلام الصحيح الإسلام المصفى الإسلام الذي ورَّثه الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه الكرام ، وورَّثوه لمن بعدهم ، وورَّثه التابعون لمن بعدهم . وتوارثه العلماء جيلا فجيل كما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يصح عندي بمجموع طرقه :" يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ".
انظر إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " يحمل " أي بصيغة المضارع
التي تعني الاستمرار كقوله صلى الله عليه وسلم :" لا تزال " فهذه الطائفة لن تنقطع ، ولن تفنى ، ولن تخلو الأرض منها فهي أمان من الله لأهل الأرض .
يحمل هذا العلم وهذا الدين .
"إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم"
فديننا علم ، و علمنا دين .
يحمل هذا العلم من كل خلف من كل جيل عدوله
اذاً الذين يحملون هذا المنهج ويُعرفون به ، ويدعون إليه ، وتُقبل الأمة عليهم وطلاب العلم عليهم -كما في مركزكم هذا المبارك - هم عدول الأمة .
"يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ". يصفُّونه من كل شائبة ، يصفُّونه من كل هوى ، يصفونه من كل بدعة .
لذلك كان شيخنا الألباني رحمة الله عليه يدندن كثيراً على التصفية والتربية لأن الإسلام دخلته أشياء غريبة ليست منه ، نُسبت إلى القرآن وتفسيره ، ونُسبت إلى السنة وحديثها ، ونُسب إلى الفقه وأصوله ، ونُسب إلى الشريعة ما ليس منها . فهؤلاء هم الذين يُعيدون الأمة إلى ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم : ما أنا عليه اليوم وأصحابي . بلى .
فهم الذين يعودون بالأمة إلى عهدها الأول ، وعهدها الأزهر عهد النبي وعهد الصحابة الكرام رضي الله عليهم وصلوات الله وسلامه على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .فهؤلاء هم الذين يصفُّون الإسلام من كل شيء نُسب إليه . نسبه إليه المفترون والمنتحلون والمؤولون والخراصون نسبوا إلى الدين ما ليس منه ليفسدوه .
هؤلاء هم علماء الأمة ، عدول الملة ، حراس الشريعة يقومون بتصفية هذا الدين مما ليس منه ، ثم يربُّون هؤلاء الأتباع على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهذه وظيفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم : التعليم والتزكية .
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)
فوظيفة الرسول "التعليم والتزكية " ، ولا تعليم إلا بتصفية ، ولا تزكية إلا بتربية . فهذا منهج الدعوة السلفية هو منهج الأنبياء ، وهذه الطريقة في نشر الإسلام طريقة العلماء الربانيين كما تظافرت الأدلة من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك .
فاثبتوا فأنتم على الخير ، ووطنوا أنفسكم على العلم فأنتم على طريق الهديوابشروا فإنكم تسيرون في طريق يسلك بكم إلى الجنة .
"من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع" لكن العلم بحاجة إلى ثبات ، وبحاجة إلى صبر ، وبحاجة إلى فقه ، وبحاجة إلى فهم عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك بحاجة إلى أخلاق .
طالب العلم يجب أن يتحلى بأخلاق الإسلام . ولكم في حديث جبريل عليه السلام عندما جاء يسأل ويستفتي الرسول ليُعلَّمَ أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم .
( بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال : يا محمد)
انظروا . قبل أن يسأل ليُعلَّمَ الصحابة أدب الطلب علَّمهم أخلاق طالب العلم .لذلك يقول العلماء -استنباطاً من هذا الحديث- : الأدب قبل الطلب
لأن العلم إذا لم تتحلَ بأخلاق طالب العلم : إن للعلم طغياناً كطغيان الماء.
والعلم إن لم يقيد بأخلاق الداعية وأخلاق طالب العلم يورث البغي "وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ" جاءهم العلم . فالخلل ليس في العلم وإنما في نفوسهم التي لم تتربَّ على العلم فأثمرت البغي ، وأثمرت القطيعة ، وأثمرت التدابر .
أخواني بارك الله فيكم :
فهذه كلمة أحببت أن أقولها بين يديكم راجياً من الله سائلاً الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لما فيه خير الإسلام والمسلمين وما فيه خير الدعوة السلفية و السلفيين ، وأن نكون إن شاء الله على قدر حمل مسؤولية الكلمة الطيبة كلمة التوحيد والسنة ، وأن نكون دعاة إليها بالحكمة والموعظة لحسنة ، وبالتي هي أحسن ، وبالتى هي أقوم .
أسأل الله أن يبارك لكم في أوقاتكم ، وفي مركزكم وفي شيخكم ، وفي دعاتكم ، ومشايخكم في اليمن هذا البلد الطيب الذي وردت أحاديث كثيرة في فضله في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و أستميحكم عذراً نسأل الله أن يوفقني وإياكم لما يحبه ويرضاه
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
للحفظ ورد في المرفقات
للاستماع
الشكر موصول للأخ أبي عبد العزيز تركي العبديني
أن الحمد لله ، نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا . من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد:
فإن أصدق الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
وبعد:
فمما يثلج الصدر ، ويريح النفس أن يرى الإنسان أخوانا له يشاطرونه دعوة ، ويقاسمونه منهج عقيدة ، يألمون لألمه ويسرُّون بسروره ، تجمعهم كلمة واحدة كلمة التوحيد ، ويجمعهم منهج واحد منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم .
قد يتحمل الإنسان تعب الجسم ، و وعثاء السفر ، وطول الطريق لكن عندما يرى مثل هذه الوجوه الطيبة في هذا المركز المبارك في هذه البلاد السعيدة يذهب عنه كل ذلك ، و يمتلأ قلبه سروراً وحبوراً ،ونفسه نشاطاً وحيوية ، لا يسعه إلا أن يتكلم إلى إخوانه حديث القلب إلى القلب وحديث الروح إلى الروح.
أخواني في الله وأحبائي :
هذا المركز المبارك ليس مجاملة لأني فيه وأني أزوره بل لأني طفت كثيراً من البلاد ، وطوفت كثيراً من القارات سواء في أوربا أو أمريكا أو أفريقيا أو جنوب شرق أسيا أو غيرها . دعوت إلى الله تبارك وتعالى على مدار ما يزيد عن عشرين سنة ووجدت بحقٍ أثر هذا المركز في العالم وجدت سمعته السلفية الطيبة التي كانت على عهد شيخنا وأخينا الكبير الشيخ مقبل رحمة الله عليه
وكذلك استمرت بفضل الله تبارك وتعالى في عهد أخينا يحيى . نسأل الله تعالى أن يحيي بها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .أخواني في الله :
أن أعظم ما ينقص السلفيين هو أن يكون بينهم تواصل ، وإن يكون بينهم تشاور ، و أن يكون بينهم تزاور ؛ لأن هذه الأمور هي التي تعين على تقوية الروابط وتوثيق العرى ، وإقامة جسور المحبة والمودة بينهم .
لأن هذه الزيارات ، وهذا التواصل يقطع الطريق على قطاع الطرق الذين يتسللون من خلالنا لوذاً ليفسدوا الأخوة ويمزقوا الدعوة ، تفسد على أولئك المتربصين ما يمنون به أنفسهم من وئد هذه الدعوة في مهدها يتربصون بنا وبدعوتنا من كل حدب وصوب .
ولكن والله هؤلاء لن يضروننا إلا أذىً ، و إنما الخوف على دعوتنا من أنفسنا لأن رسولنا الله صلى الله عليه وسلم قال في أحاديث الطائفة المنصورة والفرق الناجية قال : "لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم وفي رواية ولا من كذبهم ".
"لا يضرهم ". هذا أمر الله الشرعي أن هذه الطائفة المنصورة لا يضرها من خالفها من أهل البدع والأهواء ولو رمونا عن قوس واحدة لا يضرهم من خالفهم ممن يظهر بمظهرهم و ينتسب إلى دعوتهم ،ولا يضرهم من كذبهم لكن علينا أن ندرك حقيقة منهجنا ، وندرك حقيقة دعوتنا ، وندرك حقيقة هذا المنهج الطيب الذي هو الإسلام الصحيح الإسلام المصفى الإسلام الذي ورَّثه الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه الكرام ، وورَّثوه لمن بعدهم ، وورَّثه التابعون لمن بعدهم . وتوارثه العلماء جيلا فجيل كما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يصح عندي بمجموع طرقه :" يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ".
انظر إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " يحمل " أي بصيغة المضارع
التي تعني الاستمرار كقوله صلى الله عليه وسلم :" لا تزال " فهذه الطائفة لن تنقطع ، ولن تفنى ، ولن تخلو الأرض منها فهي أمان من الله لأهل الأرض .
يحمل هذا العلم وهذا الدين .
"إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم"
فديننا علم ، و علمنا دين .
يحمل هذا العلم من كل خلف من كل جيل عدوله
اذاً الذين يحملون هذا المنهج ويُعرفون به ، ويدعون إليه ، وتُقبل الأمة عليهم وطلاب العلم عليهم -كما في مركزكم هذا المبارك - هم عدول الأمة .
"يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ". يصفُّونه من كل شائبة ، يصفُّونه من كل هوى ، يصفونه من كل بدعة .
لذلك كان شيخنا الألباني رحمة الله عليه يدندن كثيراً على التصفية والتربية لأن الإسلام دخلته أشياء غريبة ليست منه ، نُسبت إلى القرآن وتفسيره ، ونُسبت إلى السنة وحديثها ، ونُسب إلى الفقه وأصوله ، ونُسب إلى الشريعة ما ليس منها . فهؤلاء هم الذين يُعيدون الأمة إلى ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم : ما أنا عليه اليوم وأصحابي . بلى .
فهم الذين يعودون بالأمة إلى عهدها الأول ، وعهدها الأزهر عهد النبي وعهد الصحابة الكرام رضي الله عليهم وصلوات الله وسلامه على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .فهؤلاء هم الذين يصفُّون الإسلام من كل شيء نُسب إليه . نسبه إليه المفترون والمنتحلون والمؤولون والخراصون نسبوا إلى الدين ما ليس منه ليفسدوه .
هؤلاء هم علماء الأمة ، عدول الملة ، حراس الشريعة يقومون بتصفية هذا الدين مما ليس منه ، ثم يربُّون هؤلاء الأتباع على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهذه وظيفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم : التعليم والتزكية .
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)
فوظيفة الرسول "التعليم والتزكية " ، ولا تعليم إلا بتصفية ، ولا تزكية إلا بتربية . فهذا منهج الدعوة السلفية هو منهج الأنبياء ، وهذه الطريقة في نشر الإسلام طريقة العلماء الربانيين كما تظافرت الأدلة من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك .
فاثبتوا فأنتم على الخير ، ووطنوا أنفسكم على العلم فأنتم على طريق الهديوابشروا فإنكم تسيرون في طريق يسلك بكم إلى الجنة .
"من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع" لكن العلم بحاجة إلى ثبات ، وبحاجة إلى صبر ، وبحاجة إلى فقه ، وبحاجة إلى فهم عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك بحاجة إلى أخلاق .
طالب العلم يجب أن يتحلى بأخلاق الإسلام . ولكم في حديث جبريل عليه السلام عندما جاء يسأل ويستفتي الرسول ليُعلَّمَ أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم .
( بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال : يا محمد)
انظروا . قبل أن يسأل ليُعلَّمَ الصحابة أدب الطلب علَّمهم أخلاق طالب العلم .لذلك يقول العلماء -استنباطاً من هذا الحديث- : الأدب قبل الطلب
لأن العلم إذا لم تتحلَ بأخلاق طالب العلم : إن للعلم طغياناً كطغيان الماء.
والعلم إن لم يقيد بأخلاق الداعية وأخلاق طالب العلم يورث البغي "وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ" جاءهم العلم . فالخلل ليس في العلم وإنما في نفوسهم التي لم تتربَّ على العلم فأثمرت البغي ، وأثمرت القطيعة ، وأثمرت التدابر .
أخواني بارك الله فيكم :
فهذه كلمة أحببت أن أقولها بين يديكم راجياً من الله سائلاً الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لما فيه خير الإسلام والمسلمين وما فيه خير الدعوة السلفية و السلفيين ، وأن نكون إن شاء الله على قدر حمل مسؤولية الكلمة الطيبة كلمة التوحيد والسنة ، وأن نكون دعاة إليها بالحكمة والموعظة لحسنة ، وبالتي هي أحسن ، وبالتى هي أقوم .
أسأل الله أن يبارك لكم في أوقاتكم ، وفي مركزكم وفي شيخكم ، وفي دعاتكم ، ومشايخكم في اليمن هذا البلد الطيب الذي وردت أحاديث كثيرة في فضله في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و أستميحكم عذراً نسأل الله أن يوفقني وإياكم لما يحبه ويرضاه
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
للحفظ ورد في المرفقات
للاستماع
الشكر موصول للأخ أبي عبد العزيز تركي العبديني
تعليق