السؤال الأول :
عن قول عدنان الآتي :
« ] يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق [([3]) فهذا الرجل الذي يسأل الأسئلة على الهاتف مجهول غير معروف عند العلماء . فكيف أفتى العلماء في عينٍ بناءاً على مكالمة من مجهول . لكن لي معهم موقف بين يدي الله – عز وجل – فهذه الفتنة لم تغبر ظفري ، ولكن غبرت المسلمين وغبرت المراكز الإسلامية ، وأحدثت فتنة بين الشباب ووصلت إلى حد الضرب كان سببها الشيوخ وهذا الكلام مسجل فليسمعه من يسمعه ليه كان سببه الشيوخ ؛ لأنهم ما تثبتوا . لو أنهم تثبتوا . قالوا – أين قال هذا – كيف قال هذا هو موجود » .
الجـواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما بعد :
فإني أسأل الله – تبارك وتعالى – التسديد والتوفيق لقول الحق ورد الباطل . الذي أسأل الله – تبارك وتعالى – أن ينفع عباده المؤمنين الذين يتطلعون إلى معرفة الحق وإلى التميز بين الحق والباطل في أقوال الناس .
أرى هذا الكلام الذي عرضته عليَّ : أن عدنان يشترط على المفتي إذا جاءه سؤال أن يتثبت : أين قال هذا ؟ ومن قال هذا ؟
وهذا لا يُعرف ، والتثبت موضعه غير الاستفتاء .
ربنا قال للجاهلين :
] فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون [([4]).
والعالم إذا جاءه سؤال بأي صيغة من السائل لا يلزمه أن يتثبت ويقول :
من قال هذا الكلام ؟ وأين قائل هذا ؟ وأين قيل هذا الكلام ؟ ومتى قال هذا الكلام ؟ لا يلزمه هذا .
هدف السائل الاستفادة من إجابة هذا العالم في أمرٍ أُلتبس عليه ويجهل أحق هو أم باطل ؟ أصواب أم خطأ ؟.
فوظيفة العالم أن يجيب على السؤال الذي طُرح فيه هذا الكلام المعين .
يجيب لايشترط أن يتثبت : أهذا الكلام قاله فلان أو ما قاله فلان ،
ولا يجب أن يعرف السائل .
فعدنان يرى أنه لا بد من معرفة السائل وهذا الذي سأل العلماء هم لا يعرفونه ، فقد جانبوا الصواب في نظره من ناحيتين :
من ناحية عدم التثبت .
ومن ناحية أن السائل مجهول .
وهذا كلام لا يقوله أحد : فهذا الرسول الكريم – عليه الصلاة والسلام – يُسأل في كثير من المناسبات ، فلا يأتي هنا بمبدء التثبت ، مبدء التثبت في غير هذه المواطن ولكل مقام مقال .
تسأل امرأة : إن فريضة الله في الحج أدركت أبي شيخاً كبيرا أفأحج عنه ؟
قال : نعم .
المرأة خثعمية لا يعرفها رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا يعرف أباها ، هل هو فعلاً
لا يستطيع الحج ولايثبت على الراحلة أولا يثبت ولا شيء لم يستفصلها .
أجابـها يعني على مقدار سؤالها – عليه الصلاة والسلام –
ما قال : من أنت ؟ تعرفون هذه المرأة ؟ تعرفون أباها ؟ هل أبوها صحيح يعني أنه مريض لا يستطيع أن يثبت ؟ ما قال هذا الكلام كله .
ويأتيه الأعرابي يسأله ، ويأتيه الناس في حجة الوداع وفي غيرها ، وتنهال عليه الأسئلة من هنا وهناك .
وشأن قضايا المناسك . أفعلُ قدمتُ وأخرتُ .
ويجيب لا حرج لا حرج ، لا يقول من أنت ؟ من هذا وهل صحيح قدمت وأخرت وهل وهل وهل … ؟ .
فهذا الكلام الذي يقوله عدنان كلام لا يقوله أهل العلم وشرط أو شروط لم تخطر ببال العلماء ، والعلماء من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم إلى يومنا هذا ما يشترطون مثل هذه الشروط .
الصحابة يُسألون ، يسألهم الأعراب ، يسألهم الناس من مشارق الأرض ومغاربـها في أيام الحج ، فيجيبون السائل ويحلون مشكلته ، وقد يكون السائل مغالطاً ، وقد يكون يكذب ، وقد يفترض أشياء غير موجودة ، وهذا لا يهمهم وإنما يجيبون على هذا السؤال ويحلون للسائل فيما يظهر لهم من إشكال .
فهذه أسئلة أو شروط ما أنـزل الله بـها من سلطان .
والحق أن عدنان ضخم هذه الأمور وضخم كتاباته ، واشترط شروطاً ما أنزل الله بـها من سلطان ، وأصلها أنه يريد أن يُسكت الناس عن نقده يدرك الرجل أن عنده أخطاءً ويدرك – والله أعلم – أنه جاهل غير عالم ، وفي كتاباته وفي كلامه يقع في مشاكل وفي بلايا .
ولكن يريد أن تمشي رغم أنوف الناس ، فيطرح مثل هذه التهاويل لإسكات الناس ، هذا أسلوب كما يقال : أسلوب إرهابي – والعياذ بالله - .
ولما رأى إجابات الشيخ ابن العثيمين على أسئلة سأله السائل ، طرح عدنان هذه التهاويل في صور وأشكال من هذه الصور يعني اشترط في بعض أجزاء كتابه
السبيل .
قال السائل :
" يشترط بعضهم فيمن يسمع من شخصٍ خطأً أو وقف على أخطاء في كتاب أن يستفصل أو ينصح قبل أن يحكم وقبل أن يبين هذه الأخطاء ، وقال من خالف هذا فقد اتصف بصفة من صفات المنافقين ".
أقول : فشروطه هنا في التثبت والكلام الذي يقوله حول إجابة المشايخ تدندن حول هذا الأصل الفاسد وغيره من أصوله الفاسدة .
أجاب الشيخ بن عثيمين على هذا السائل بقوله :
"لا هذا غلط ، هذا غلط . "
أقول : ولا شك أن هذا غلط .
فقولـه : ما تثبتـوا ، ] يا أيهـا الذين آمنـوا إن جاءكم فاسق بنبإٍ فتبينوا[([5]).
هذا استدلال بالآية في غير موضعها .
واشتراطه أن يكون السائل معلوماً لدى العلماء ويقول إنه مجهول ويسألهم على الهاتف كل هذا كلامٌ باطل ، وقد تقدم الكلام فيه .
والعلماء لا يزالون في كل زمان ومكان تأتيهم الأسئلة ممن لا يعرفون فيجيبون على أسئلتهم .
وكم من الأسئلة تنهال على الشيخ ابن باز وعلى أعضاء هيئة الإفتاء كل يوم ، تنهال مئات الأسئلة من رجال ونساءٍ من الجزيرة ومن غيرها ، والشيخ الألباني تنهال عليه الأسئلة من أناس لا يعرفهم فيجيب على مقدار السؤال ولا يكلّف الله نفساً إلا وسعها .
ولو طبقنا هذا الشرط فمؤداه تكليف الله الناس فوق طاقتهم ] ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به [ ، ولضاعت مصالح الناس إذا كان كل سائل يسأل ونأتي بأناس يزكونه وأناس يعرّفونه لنا ، فكم يلحق الناس من الحرج ، وكم تتعقد مشاكلهم فلا تنحل ، ولا تأتي الإجابة على الأسئلة ويدخل الناس في متاهات لا أول لها ولا آخر .
وعلى كل حال فمقتضى هذه الشروط التي يشترطها عدنان أن فتاوى العلماء التي لا تتوفر فيها هذه الشروط التي يقولها من التثبت ومن نفي الجهالة عن السائلين على قوله تبطل أكثر فتاوى العلماء ؛ لأنها تجاوب وإجابات لا توجد فيها هذه الشروط .
نعم .
دفع بغي عدنان على علماء السنة و الإيمان
للشيخ الوالد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
([3]) الحجرات : 6 .
([4]) النحل : 43 ، والأنبياء : 7
([5]) الحجرات : 6
عن قول عدنان الآتي :
« ] يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق [([3]) فهذا الرجل الذي يسأل الأسئلة على الهاتف مجهول غير معروف عند العلماء . فكيف أفتى العلماء في عينٍ بناءاً على مكالمة من مجهول . لكن لي معهم موقف بين يدي الله – عز وجل – فهذه الفتنة لم تغبر ظفري ، ولكن غبرت المسلمين وغبرت المراكز الإسلامية ، وأحدثت فتنة بين الشباب ووصلت إلى حد الضرب كان سببها الشيوخ وهذا الكلام مسجل فليسمعه من يسمعه ليه كان سببه الشيوخ ؛ لأنهم ما تثبتوا . لو أنهم تثبتوا . قالوا – أين قال هذا – كيف قال هذا هو موجود » .
الجـواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما بعد :
فإني أسأل الله – تبارك وتعالى – التسديد والتوفيق لقول الحق ورد الباطل . الذي أسأل الله – تبارك وتعالى – أن ينفع عباده المؤمنين الذين يتطلعون إلى معرفة الحق وإلى التميز بين الحق والباطل في أقوال الناس .
أرى هذا الكلام الذي عرضته عليَّ : أن عدنان يشترط على المفتي إذا جاءه سؤال أن يتثبت : أين قال هذا ؟ ومن قال هذا ؟
وهذا لا يُعرف ، والتثبت موضعه غير الاستفتاء .
ربنا قال للجاهلين :
] فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون [([4]).
والعالم إذا جاءه سؤال بأي صيغة من السائل لا يلزمه أن يتثبت ويقول :
من قال هذا الكلام ؟ وأين قائل هذا ؟ وأين قيل هذا الكلام ؟ ومتى قال هذا الكلام ؟ لا يلزمه هذا .
هدف السائل الاستفادة من إجابة هذا العالم في أمرٍ أُلتبس عليه ويجهل أحق هو أم باطل ؟ أصواب أم خطأ ؟.
فوظيفة العالم أن يجيب على السؤال الذي طُرح فيه هذا الكلام المعين .
يجيب لايشترط أن يتثبت : أهذا الكلام قاله فلان أو ما قاله فلان ،
ولا يجب أن يعرف السائل .
فعدنان يرى أنه لا بد من معرفة السائل وهذا الذي سأل العلماء هم لا يعرفونه ، فقد جانبوا الصواب في نظره من ناحيتين :
من ناحية عدم التثبت .
ومن ناحية أن السائل مجهول .
وهذا كلام لا يقوله أحد : فهذا الرسول الكريم – عليه الصلاة والسلام – يُسأل في كثير من المناسبات ، فلا يأتي هنا بمبدء التثبت ، مبدء التثبت في غير هذه المواطن ولكل مقام مقال .
تسأل امرأة : إن فريضة الله في الحج أدركت أبي شيخاً كبيرا أفأحج عنه ؟
قال : نعم .
المرأة خثعمية لا يعرفها رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا يعرف أباها ، هل هو فعلاً
لا يستطيع الحج ولايثبت على الراحلة أولا يثبت ولا شيء لم يستفصلها .
أجابـها يعني على مقدار سؤالها – عليه الصلاة والسلام –
ما قال : من أنت ؟ تعرفون هذه المرأة ؟ تعرفون أباها ؟ هل أبوها صحيح يعني أنه مريض لا يستطيع أن يثبت ؟ ما قال هذا الكلام كله .
ويأتيه الأعرابي يسأله ، ويأتيه الناس في حجة الوداع وفي غيرها ، وتنهال عليه الأسئلة من هنا وهناك .
وشأن قضايا المناسك . أفعلُ قدمتُ وأخرتُ .
ويجيب لا حرج لا حرج ، لا يقول من أنت ؟ من هذا وهل صحيح قدمت وأخرت وهل وهل وهل … ؟ .
فهذا الكلام الذي يقوله عدنان كلام لا يقوله أهل العلم وشرط أو شروط لم تخطر ببال العلماء ، والعلماء من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم إلى يومنا هذا ما يشترطون مثل هذه الشروط .
الصحابة يُسألون ، يسألهم الأعراب ، يسألهم الناس من مشارق الأرض ومغاربـها في أيام الحج ، فيجيبون السائل ويحلون مشكلته ، وقد يكون السائل مغالطاً ، وقد يكون يكذب ، وقد يفترض أشياء غير موجودة ، وهذا لا يهمهم وإنما يجيبون على هذا السؤال ويحلون للسائل فيما يظهر لهم من إشكال .
فهذه أسئلة أو شروط ما أنـزل الله بـها من سلطان .
والحق أن عدنان ضخم هذه الأمور وضخم كتاباته ، واشترط شروطاً ما أنزل الله بـها من سلطان ، وأصلها أنه يريد أن يُسكت الناس عن نقده يدرك الرجل أن عنده أخطاءً ويدرك – والله أعلم – أنه جاهل غير عالم ، وفي كتاباته وفي كلامه يقع في مشاكل وفي بلايا .
ولكن يريد أن تمشي رغم أنوف الناس ، فيطرح مثل هذه التهاويل لإسكات الناس ، هذا أسلوب كما يقال : أسلوب إرهابي – والعياذ بالله - .
ولما رأى إجابات الشيخ ابن العثيمين على أسئلة سأله السائل ، طرح عدنان هذه التهاويل في صور وأشكال من هذه الصور يعني اشترط في بعض أجزاء كتابه
السبيل .
قال السائل :
" يشترط بعضهم فيمن يسمع من شخصٍ خطأً أو وقف على أخطاء في كتاب أن يستفصل أو ينصح قبل أن يحكم وقبل أن يبين هذه الأخطاء ، وقال من خالف هذا فقد اتصف بصفة من صفات المنافقين ".
أقول : فشروطه هنا في التثبت والكلام الذي يقوله حول إجابة المشايخ تدندن حول هذا الأصل الفاسد وغيره من أصوله الفاسدة .
أجاب الشيخ بن عثيمين على هذا السائل بقوله :
"لا هذا غلط ، هذا غلط . "
أقول : ولا شك أن هذا غلط .
فقولـه : ما تثبتـوا ، ] يا أيهـا الذين آمنـوا إن جاءكم فاسق بنبإٍ فتبينوا[([5]).
هذا استدلال بالآية في غير موضعها .
واشتراطه أن يكون السائل معلوماً لدى العلماء ويقول إنه مجهول ويسألهم على الهاتف كل هذا كلامٌ باطل ، وقد تقدم الكلام فيه .
والعلماء لا يزالون في كل زمان ومكان تأتيهم الأسئلة ممن لا يعرفون فيجيبون على أسئلتهم .
وكم من الأسئلة تنهال على الشيخ ابن باز وعلى أعضاء هيئة الإفتاء كل يوم ، تنهال مئات الأسئلة من رجال ونساءٍ من الجزيرة ومن غيرها ، والشيخ الألباني تنهال عليه الأسئلة من أناس لا يعرفهم فيجيب على مقدار السؤال ولا يكلّف الله نفساً إلا وسعها .
ولو طبقنا هذا الشرط فمؤداه تكليف الله الناس فوق طاقتهم ] ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به [ ، ولضاعت مصالح الناس إذا كان كل سائل يسأل ونأتي بأناس يزكونه وأناس يعرّفونه لنا ، فكم يلحق الناس من الحرج ، وكم تتعقد مشاكلهم فلا تنحل ، ولا تأتي الإجابة على الأسئلة ويدخل الناس في متاهات لا أول لها ولا آخر .
وعلى كل حال فمقتضى هذه الشروط التي يشترطها عدنان أن فتاوى العلماء التي لا تتوفر فيها هذه الشروط التي يقولها من التثبت ومن نفي الجهالة عن السائلين على قوله تبطل أكثر فتاوى العلماء ؛ لأنها تجاوب وإجابات لا توجد فيها هذه الشروط .
نعم .
دفع بغي عدنان على علماء السنة و الإيمان
للشيخ الوالد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
([3]) الحجرات : 6 .
([4]) النحل : 43 ، والأنبياء : 7
([5]) الحجرات : 6