هؤلاء هم أهل السنة والجماعة حقاً وصدقاً أيها المؤتمرون في الشيشان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فقد عقد في الشيشان مؤتمر مدة ثلاثة أيام انتهى في يوم السبت 24/11/1437هـ، تحت عنوان: «من هم أهل السنة والجماعة»، حضره أشاعرة وماتريدية، خلصوا فيه إلى أن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية، ولن أكتب كتابة خاصة عن هذا المؤتمر؛ بل أكتفي بإيراد كتابة عن عقيدة أهل السنة والجماعة حقاً، كتبتها قبل عقده بسنوات كثيرة، ومن يطلع عليها قد يظن أنها كتبت بعد المؤتمر، وهي مقدمة كتابي: «قطف الجنى الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني» طبع في عام 1423هـ ثم طبع ضمن مجموع كتبي ورسائلي (4/7-185) عام 1428هـ.
فأنا أورد بعد هذه الكلمة نص مقدمة هذا الشرح ليعرف من يطلع على ذلك عقيدة أهل السنة والجماعة حقا وصدقا وأنها المتلقاة من الوحي لا المتلقاة من آراء الرجال الذين جاءوا بعد القرون الثلاثة المفضلة، وكانت وفاة الإمام ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله سنة 386هـ، وترجم له الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء (17/10) قال في أول ترجمته: «الإمام العلامة القدوة الفقيه عالم أهل المغرب»، وقال في آخرها: «وكان رحمه الله على طريقة السلف في الأصول لا يدري الكلام، ولا يتأول، فنسأل الله التوفيق».
أقول: ولو كان رحمه الله موجودا في هذا الزمان لم يشارك في مؤتمر الشيشان؛ لأنه خاص بالأشاعرة والماتردية، وهو ليس على طريقتهم، بل كان كغيره من أهل السنة والجماعة حقا على طريقة الصحابة رضي الله عنهم، وينبغي أن يعلم أن الإمام أبا الحسن الأشعري رحمه الله كان آخر أمره على طريقة السلف كما هو واضح في كتابه الإبانة الذي هو آخر كتبه أو من آخرها.
وممن ألف في عقيدة أهل السنة والجماعة الإمام أبو جعفر الطحاوي الحنفي رحمه الله المتوفى سنة 321هـ، له في عقيدة أهل السنة والجماعة رسالة مختصرة شرحها ابن أبي العز الحنفي في كتابه شرح الطحاوية، والإمام أبو عثمان الصابوني الشافعي رحمه الله المتوفى سنة 449هـ، واسم كتابه: «عقيدة السلف وأصحاب الحديث»، والإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله المتوفى سنة 620هـ، واسم كتابه: «لمعة الاعتقاد»، والعقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله المتوفى سنة 728هـ، وكتاب: «التوحيد الذي هو حق الله على العبيد» لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله المتوفى سنة 1206هـ، وهو مشتمل على آيات وأحاديث وآثار عن السلف.
وقد ذكرت بين يدي الشرح عشر فوائد توضح عقيدة السلف المتلقاة من الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة وتابعوهم بإحسان.
وهذه عناوين هذه الفوائد:
الفائدة الأولى: منهج أهل السُّنَّة والجماعة في العقيدة: اتِّباعُ الكتاب والسُّنةَّ على فهم السلف الصالح.
الفائدة الثانية: وَسَطيَّةُ أهل السنة والجماعة في العقيدة بين فرق الضلال.
الفائدة الثالثة: عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة مطابقةٌ للفطرة.
الفائدة الرابعة: الكلام في الصفات فرعٌ عن الكلام في الذات، والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر.
الفائدة الخامسة: السَّلفُ ليسوا مُؤوِّلةً ولا مُفوِّضة.
الفائدة السادسة: كلٌّ من المشبِّهة والمعطِّلة جمعوا بين التمثيل والتعطيل.
الفائدة السابعة: متكلِّمون يَذمُّون علمَ الكلام ويُظهرون الحَيرة والنَّدم.
الفائدة الثامنة: هل صحيح أنَّ أكثرَ المسلمين في هذا العصر أشاعرة؟
الفائدة التاسعة: عقيدة الأئمَّة الأربعة ومَن تفقَّه بمذاهبهم.
الفائدة العاشرة: التأليف في العقيدة على منهج السلف.
وما أحسن ما قاله الإمام أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله المتوفى سنة 463هـ في كتابه التمهيد (7/145): «وأمَّا أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلُّها والخوارج، فكلُّهم يُنكرها، ولا يحمل شيئاً منها على الحقيقة، ويزعمون أنَّ من أقرَّ بها مشبِّه، وهم عند من أثبتها نافون للمعبود»، ونقله عنه الذهبي في العلو، وعلَّق عليه قائلاً: «صدق والله! فإنَّ من تأوَّل سائر الصفات وحمل ما ورد منها على مجاز الكلام، أدَّاه ذلك السَّلب إلى تعطيل الربِّ، وأن يشابه المعدوم، كما نُقل عن حماد بن زيد أنَّه قال: مَثل الجهمية كقوم قالوا: في دارنا نخلة، قيل: لها سَعَف؟ قالوا: لا، قيل: فلها كَرَب؟ قالوا: لا، قيل: لها رُطَب وقِنو؟ قالوا: لا، قيل: فلها ساق؟ قالوا: لا، قيل: فما في داركم نخلة!»، والمعنى أنَّ من نفى عن الله الصفات، فإنَّ حقيقةَ أمره نفيُ المعبود؛ إذ لا يُتصوَّرُ وجود ذات مجرَّدة من جميع الصفات.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
نص مقدمة «قطف الجنى الداني شرح مقدِّمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني»:
«الحمدُ لله ربِّ العالمين،
منقول من موقع الشيخ :
http://al-abbaad.com/articles/174492
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فقد عقد في الشيشان مؤتمر مدة ثلاثة أيام انتهى في يوم السبت 24/11/1437هـ، تحت عنوان: «من هم أهل السنة والجماعة»، حضره أشاعرة وماتريدية، خلصوا فيه إلى أن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية، ولن أكتب كتابة خاصة عن هذا المؤتمر؛ بل أكتفي بإيراد كتابة عن عقيدة أهل السنة والجماعة حقاً، كتبتها قبل عقده بسنوات كثيرة، ومن يطلع عليها قد يظن أنها كتبت بعد المؤتمر، وهي مقدمة كتابي: «قطف الجنى الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني» طبع في عام 1423هـ ثم طبع ضمن مجموع كتبي ورسائلي (4/7-185) عام 1428هـ.
فأنا أورد بعد هذه الكلمة نص مقدمة هذا الشرح ليعرف من يطلع على ذلك عقيدة أهل السنة والجماعة حقا وصدقا وأنها المتلقاة من الوحي لا المتلقاة من آراء الرجال الذين جاءوا بعد القرون الثلاثة المفضلة، وكانت وفاة الإمام ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله سنة 386هـ، وترجم له الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء (17/10) قال في أول ترجمته: «الإمام العلامة القدوة الفقيه عالم أهل المغرب»، وقال في آخرها: «وكان رحمه الله على طريقة السلف في الأصول لا يدري الكلام، ولا يتأول، فنسأل الله التوفيق».
أقول: ولو كان رحمه الله موجودا في هذا الزمان لم يشارك في مؤتمر الشيشان؛ لأنه خاص بالأشاعرة والماتردية، وهو ليس على طريقتهم، بل كان كغيره من أهل السنة والجماعة حقا على طريقة الصحابة رضي الله عنهم، وينبغي أن يعلم أن الإمام أبا الحسن الأشعري رحمه الله كان آخر أمره على طريقة السلف كما هو واضح في كتابه الإبانة الذي هو آخر كتبه أو من آخرها.
وممن ألف في عقيدة أهل السنة والجماعة الإمام أبو جعفر الطحاوي الحنفي رحمه الله المتوفى سنة 321هـ، له في عقيدة أهل السنة والجماعة رسالة مختصرة شرحها ابن أبي العز الحنفي في كتابه شرح الطحاوية، والإمام أبو عثمان الصابوني الشافعي رحمه الله المتوفى سنة 449هـ، واسم كتابه: «عقيدة السلف وأصحاب الحديث»، والإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله المتوفى سنة 620هـ، واسم كتابه: «لمعة الاعتقاد»، والعقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله المتوفى سنة 728هـ، وكتاب: «التوحيد الذي هو حق الله على العبيد» لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله المتوفى سنة 1206هـ، وهو مشتمل على آيات وأحاديث وآثار عن السلف.
وقد ذكرت بين يدي الشرح عشر فوائد توضح عقيدة السلف المتلقاة من الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة وتابعوهم بإحسان.
وهذه عناوين هذه الفوائد:
الفائدة الأولى: منهج أهل السُّنَّة والجماعة في العقيدة: اتِّباعُ الكتاب والسُّنةَّ على فهم السلف الصالح.
الفائدة الثانية: وَسَطيَّةُ أهل السنة والجماعة في العقيدة بين فرق الضلال.
الفائدة الثالثة: عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة مطابقةٌ للفطرة.
الفائدة الرابعة: الكلام في الصفات فرعٌ عن الكلام في الذات، والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر.
الفائدة الخامسة: السَّلفُ ليسوا مُؤوِّلةً ولا مُفوِّضة.
الفائدة السادسة: كلٌّ من المشبِّهة والمعطِّلة جمعوا بين التمثيل والتعطيل.
الفائدة السابعة: متكلِّمون يَذمُّون علمَ الكلام ويُظهرون الحَيرة والنَّدم.
الفائدة الثامنة: هل صحيح أنَّ أكثرَ المسلمين في هذا العصر أشاعرة؟
الفائدة التاسعة: عقيدة الأئمَّة الأربعة ومَن تفقَّه بمذاهبهم.
الفائدة العاشرة: التأليف في العقيدة على منهج السلف.
وما أحسن ما قاله الإمام أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله المتوفى سنة 463هـ في كتابه التمهيد (7/145): «وأمَّا أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلُّها والخوارج، فكلُّهم يُنكرها، ولا يحمل شيئاً منها على الحقيقة، ويزعمون أنَّ من أقرَّ بها مشبِّه، وهم عند من أثبتها نافون للمعبود»، ونقله عنه الذهبي في العلو، وعلَّق عليه قائلاً: «صدق والله! فإنَّ من تأوَّل سائر الصفات وحمل ما ورد منها على مجاز الكلام، أدَّاه ذلك السَّلب إلى تعطيل الربِّ، وأن يشابه المعدوم، كما نُقل عن حماد بن زيد أنَّه قال: مَثل الجهمية كقوم قالوا: في دارنا نخلة، قيل: لها سَعَف؟ قالوا: لا، قيل: فلها كَرَب؟ قالوا: لا، قيل: لها رُطَب وقِنو؟ قالوا: لا، قيل: فلها ساق؟ قالوا: لا، قيل: فما في داركم نخلة!»، والمعنى أنَّ من نفى عن الله الصفات، فإنَّ حقيقةَ أمره نفيُ المعبود؛ إذ لا يُتصوَّرُ وجود ذات مجرَّدة من جميع الصفات.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
نص مقدمة «قطف الجنى الداني شرح مقدِّمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني»:
«الحمدُ لله ربِّ العالمين،
منقول من موقع الشيخ :
http://al-abbaad.com/articles/174492