فتنة عبد الرحمن العدني هذه هي الحزبية الجديدة
(بيان للشيخ الفاضل عبد الرزاق النهمي)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم أما بعد :
فيقول الله تعالى :{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } .
ويقول تعالى :{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }[الحجرات/10]
ويقول جل وعلا { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } آل عمران (103) .
ففي هذه الآيات الأمر بالتعاون على فعل الخير وترك الشر والنهي عن التناصر على الباطل والتعاون على المآثم والمحارم ,ومن التعاون على الخير أن تعين أخاك المسلم ظالماً أو مظلوماً كما اخرج البخاري (3444) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً .فقال رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوماً أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره ؟ قال (تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره ) وفي قوله تعالى : " واعتصموا بحبل الله جميعاً " الأمر بالجماعة والنهي عن الفرقة كما جاء في صحيح مسلم (1715) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاَثًا فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ ».
ففي الحديث الأمر بلزوم الجماعة والنهي عن الفرقة .
هذا وقد كنت خرجت في رحلة دعوية في أواخر عام 1427هـ من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبين وعدن ولحج والضالع في رفقة مباركة من طلاب العلم بسيارة أخينا الفاضل يحيى بن على سلاب – حفظه الله وبارك فيه – وأثناء مرورنا يعدن أحببت أن أناصح عبد الرحمن العدني وزرته إلى بيته في عدن قبل انتقاله إلى" الفيوش" فطلبت من الأخ سامي ذيبان – حفظه الله – أن يدلنا على بيته فأرسل معنا الأخ الفاضل بسام المحضار – حفظه الله – فذهبنا بسيارته إلى منزل عبد الرحمن العدني في المنصورة" حي عبد العزيز جوار مسجد الصحابة آن ذاك .
وقد نصحت عبد الرحمن العدني في ذلك اللقاء بالسعي الحثيث لسد أبواب الشر والبعد عن الفتنة والحرص على الأخوة .
ومما قلت له : أن يذهب إلى دماج ويعتذر عما بدر منه ويتبرأ من مثيري الفتنة في دار الحديث بدماج وأن يتدارك الأمر قبل أن يتسع كما طلب منه المشايخ في الاجتماع الأول بدار الحديث بدماج عند بداية الفتنة الذي كان بتاريخ (14/7/1427)هـ أن يقوم ويعتذر.
ومما قلت له في ذلك المجلس : لو ذهب الشخص يرعى غنماً في رأس جبل لكان خيراً له من أن يكون سبباً لفتنة عظيمة , وتؤتي الدعوة من قبله , ولكنه تعلل وتعذر , فالله المستعان .
ولو أنه قبل نصح الناصحين لكان خيراً له .
قال الله تعالى : { وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (النساء66-68)}
ففي قبول النصيحة فوائد منها : حصول الخير , ومنها الثبات على الحق , ومنها الأجر العظيم , ومنها الهداية كما في هذه الآية ,ولو أن عبد الرحمن العدني قبل النصيحة لأراح نفسه وأراح مشايخ السنة حفظهم الله من هذا العناء وعلى كل فالذي شاهدناه من خلال زيارتنا الدعوية في بعض المناطق سواء عدن , أو أبين أو لحج أو شبوة , أو غيرها تبين لنا بوضوح أن فتنة عبد الرحمن العدني والمتعصبين له – هداهم الله – حزبية لا شك فيها لما قاموا به من التعصب و التكتل ,وأخذ مساجد إخواننا السلفيين ,والتحذير من دار الحديث والسنة – دماج -, والقائم عليها الشيخ الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري – حفظه الله – ولو لم يكن من فتنة هذه الحزبية الجديدة إلا سعيهم بالفتنة ,وشق الصف, والقلقلة ,والخلخلة في دار الحديث والسنة بدماج ,الدار التي نفع الله بها الأمة الإسلامية لكان كافياً في أنها حزبية. وتؤكد أن إثارة الفتنة في دار الحديث بدماج يعتبر عقوقا بمؤسسها شيخنا الإمام العلامة أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي –رحمه الله- واسكنه فسيح جناته-
هذا وقد كتب إخواننا مشايخ دار الحديث بدماج وعلى رأسهم القائم عليها الشيخ الفاضل يحيى بن على الحجوري – حفظه الله – وكذا جمع من طلاب العلم في هذه الفتنة وبينوا ونصحوا بما فيه الكفاية فجزاهم الله خيراً .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله تسليماً مزيداً .
كتبه / أبو بكر عبد الرزاق بن صالح النهمي
في3/جماد الأخر لعام 1430 من هجرة النبي عليه الصلاة والسلام
تعليق