المسألة الأولى : قال أحمد في قوله عز وجل : كُلَّمَا نَضَجت جُلُودهم بَدَّلْناهم جُلوداً غَيرَها ليذُقوا العَذَاب (النساء :56 )
قال الزنادقة فما بال جلودهم التي عصت قد احترقت وأبدلهم جلوداً غيرها فلا نرى الله إلا أن يعذب جلوداً لم تذنب حين يقول : ( بدلناهم جلوداً غيرها ) فشكوا في القرآن وزعموا أنه متناقض .
قلت ( أي الإمام أحمد رحمه الله ) : إن قول الله بدلناهم جلوداً غيرها ليس يعني جلوداً غير جلودهم وإنما يعني بدلناهم جلوداً غيرها تبديلها تجديدها لأن جلودهم إذ نضجت جددها الله وذلك لأن القرآن فيه خاص وعام ووجوه كثيرة وخواطر يعلمها العلماء .
المسألة الثانية : وأما قوله عزوجل : هَذا يومُ لا يَنْطقُون ** وَلاً يُؤْذًنُ لهمْ فَيَعْتَذِرون ( المرسلات : 35 )
ثم قال في آية أخرى : ثُمَّ إِنَّكُمْ يومَ القِيامَةِ عنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُون ( الزمر :31 )
فقالوا : كيف يكون هذا من الكلام المحكم ؟ قال: هذا يوم لا ينطقون ثم قال في موضع آخر : ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون . فزعموا أن هذا الكلام ينقض بعضه بعضاً فشكُّوا في القرآن .
أما تفسير هذا يوم لاينطقون فهذا أول ما تبعث به الخلائق على مقدار ستين سنة لا ينطقون ولا يؤذن لهم في الإعتذار فيعتذرون ثم يؤذن لهم في الكلام فيتكلمون فذلك قوله : رَبَّنَا أبْصرنَا وَسَمَعْنَا فارْجِعْنًا نَعْمل صَالِحَاً (السجدة :12) فإذا أذن لهم في الكلام فتكلموا واختصموا فذلك قوله : ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون عند الحساب وإعطاء المظالم ثم يقال لهم بعد ذلك لا تختصموا لدي أي عندي وقد قدمت إليكم بالوعيد( ق~ : 28 ) فإن العذاب مع هذا القول كائن .
قال الزنادقة فما بال جلودهم التي عصت قد احترقت وأبدلهم جلوداً غيرها فلا نرى الله إلا أن يعذب جلوداً لم تذنب حين يقول : ( بدلناهم جلوداً غيرها ) فشكوا في القرآن وزعموا أنه متناقض .
قلت ( أي الإمام أحمد رحمه الله ) : إن قول الله بدلناهم جلوداً غيرها ليس يعني جلوداً غير جلودهم وإنما يعني بدلناهم جلوداً غيرها تبديلها تجديدها لأن جلودهم إذ نضجت جددها الله وذلك لأن القرآن فيه خاص وعام ووجوه كثيرة وخواطر يعلمها العلماء .
المسألة الثانية : وأما قوله عزوجل : هَذا يومُ لا يَنْطقُون ** وَلاً يُؤْذًنُ لهمْ فَيَعْتَذِرون ( المرسلات : 35 )
ثم قال في آية أخرى : ثُمَّ إِنَّكُمْ يومَ القِيامَةِ عنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُون ( الزمر :31 )
فقالوا : كيف يكون هذا من الكلام المحكم ؟ قال: هذا يوم لا ينطقون ثم قال في موضع آخر : ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون . فزعموا أن هذا الكلام ينقض بعضه بعضاً فشكُّوا في القرآن .
أما تفسير هذا يوم لاينطقون فهذا أول ما تبعث به الخلائق على مقدار ستين سنة لا ينطقون ولا يؤذن لهم في الإعتذار فيعتذرون ثم يؤذن لهم في الكلام فيتكلمون فذلك قوله : رَبَّنَا أبْصرنَا وَسَمَعْنَا فارْجِعْنًا نَعْمل صَالِحَاً (السجدة :12) فإذا أذن لهم في الكلام فتكلموا واختصموا فذلك قوله : ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون عند الحساب وإعطاء المظالم ثم يقال لهم بعد ذلك لا تختصموا لدي أي عندي وقد قدمت إليكم بالوعيد( ق~ : 28 ) فإن العذاب مع هذا القول كائن .
المصدر : الرد على الزنادقة والجهمية للإمام أحمد رحمه الله .
تعليق