الرد الثالث الشديد على البرمكي الجاهل البليد
(نقض الشبه الخمس البرمكية )
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فلقد _خاض_ البرمكي !!بلا علم (صحيح) ولا عقل (صريح) ولا قول (فصيح) في مسألتين عقديتين _اثنتين_ معقدتين هما:
ــ لو عذب الله العباد كلهم ، المسيئ على إسائته، والمحسن على تقصيره،فهل يكون الله ظالما لهم ؟؟؟؟؟؟!!!
ــ لو أن الله عذب المحسنين وأثاب المسيئين،وعذب من غير ذنب، فهل هذا مناف للحكمة الإلهية ؟؟؟؟
_ظنا_ منه! أنها مسألة واحدة . . . لا (علما). . . ولا (يقينا). . .
والفرق بين المسألتين:أن الأولى فيها تعذيب الجميع لأن العبد مهما عمل فلن يبلغ _بعمله_ ثمن الجنة، بل لن يدخل الجنة إلا برحمة الله ، فلو عامل الله عباده بعدله لأدخلهم النار _جميعا_ لأن تقصيرهم في حقه – ذنب – لن ينجو منه أحد.فحينئذ يكون تعذيبه لهم بذنب!
أما المسألة الثانية فليس فيها تعذيب _الجميع_ بل فيها تعذيب المحسن وإثابة المسيئ !!!
ويلزم منها : تعذيب النبيين و تنعيم الشياطين !!!!!
وهذا – بلا شك – ولا ريب ، مناف لحكمة العزيز الحكيم.
ولكن البرمكي!_خلط_ بين المسألتين إما لجهله وإما (لدهائه) وإليك تحليل صنيع البرمكي!!
نسب إلى الشيخ يحيى تحسين كلام السفاريني وقوله ما لم يقل ثم راح يرد على قول السفاريني مدعيا أنه قول الناصح الأمين ثم نقل كلام العلماء في المسألتين في موضع واحد (موهما) _جهلة_ القراء و_السذج_ منهم أن المسألتين (مسألة) واحدة وصفها بالدقيقة!!ثم رمى بخمس شبه على أن الشيخ يحيى الحجوري يقول بقول الأشاعرة !!!
-من أجل ذلك – سأعيد هنا نقل _بعض_ ما نقله البرمكي!!! ولكن (مرتبا) ليرى الناس الحق الحقيق في هذه المسألة التي هي (للأسف) فوق مستوى البرمكي! بل البراكمة!!!
-المسألة الأولى :لَوْ أَنَّ اللَّهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ لَعَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ:
-قال ابن القيم رحمه الله في "مفتاح دار السعادة" (428) :
(فرحمته ليست في مقابلة أعمالهم ، ولا هي ثمناً لها ، فإنها خير منها ، كما قال في الحديث نفسه : (ولو رحمهم لكانت رحمته خيراً لهم من أعمالهم) أي فجمع بين الأمرين في الحديث أنه لو عذبهم لعذبهم باستحقاقهم ولم يكن ظالماً لهم ، وأنه لو رحمهم لكان ذلك مجرد فضله وكرمه لا بأعمالهم، إذ رحمته خير من أعمالهم ، فصلوات الله وسلامه على من خرج هذا الكلام أولاً من شفتيه، فإنه أعرف الخلق بالله وبحقه وأعلمهم به وبعدله وفضله وحكمته وما يستحقه على عباده .
وطاعات العبد كلها لا تكون مقابلة لنعم الله عليهم ولا مساوية لها ، بل ولا للقليل منها فكيف يستحقون بها على الله النجاة؟. وطاعة المطيع لا نسبة لها إلى نعمة من نعم الله عليه فتبقى سائر النعم تتقاضاه شكراً ، والعبد لا يقوم بمقدوره الذي يجب لله عليه ، فجميع عباده تحت عفوه ورحمته وفضله ، فما نجا منهم أحد إلا بعفوه ومغفرته ، ولا فاز بالجنة إلا بفضله ورحمته .
وإذا كانت هذه حال العباد فلو عذبهم لعذبهم وهو غير ظالم لهم لا لكونه قادراً عليهم وهم ملكه ، بل لاستحقاقهم ، ولو رحمهم لكان ذلك بفضله لا بأعمالهم)
(فرحمته ليست في مقابلة أعمالهم ، ولا هي ثمناً لها ، فإنها خير منها ، كما قال في الحديث نفسه : (ولو رحمهم لكانت رحمته خيراً لهم من أعمالهم) أي فجمع بين الأمرين في الحديث أنه لو عذبهم لعذبهم باستحقاقهم ولم يكن ظالماً لهم ، وأنه لو رحمهم لكان ذلك مجرد فضله وكرمه لا بأعمالهم، إذ رحمته خير من أعمالهم ، فصلوات الله وسلامه على من خرج هذا الكلام أولاً من شفتيه، فإنه أعرف الخلق بالله وبحقه وأعلمهم به وبعدله وفضله وحكمته وما يستحقه على عباده .
وطاعات العبد كلها لا تكون مقابلة لنعم الله عليهم ولا مساوية لها ، بل ولا للقليل منها فكيف يستحقون بها على الله النجاة؟. وطاعة المطيع لا نسبة لها إلى نعمة من نعم الله عليه فتبقى سائر النعم تتقاضاه شكراً ، والعبد لا يقوم بمقدوره الذي يجب لله عليه ، فجميع عباده تحت عفوه ورحمته وفضله ، فما نجا منهم أحد إلا بعفوه ومغفرته ، ولا فاز بالجنة إلا بفضله ورحمته .
وإذا كانت هذه حال العباد فلو عذبهم لعذبهم وهو غير ظالم لهم لا لكونه قادراً عليهم وهم ملكه ، بل لاستحقاقهم ، ولو رحمهم لكان ذلك بفضله لا بأعمالهم)
-وقال ابن القيم -رحمه الله- أيضاً في الموضع نفسه :
(لولا رحمة الله لعبده لما أدخله الجنة لأن العمل بمجرده ولو تناهى لا يوجب بمجرده دخول الجنة ولا أن يكون عوضا لها ؛ لأنه ولو وقع على الوجه الذي يحبه الله لا يقاوم نعمة الله ، بل جميع العمل لا يوازي نعمة واحدة ، فتبقى سائر نعمه مقتضية لشكرها وهو لم يوفها حق شكرها ، فلو عذبه في هذه الحالة لعذبه وهو غير ظالم ، وإذا رحمه في هذه الحالة كانت رحمته خيرا من عمله كما في حديث أبي بن كعب الذي أخرجه أبو داود وابن ماجه في ذكر القدر ففيه " لو أن الله عذب أهل سماواته وأرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم)-قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية (2/661-663) :
( وروى أبو داود و الحاكم في المستدرك من حديث ابن عباس و عبادة بن الصامت و زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه و سلم : "لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم" وهذا الحديث مما يحتج به الجبرية وأما القدرية فلا يتأتى على أصولهم الفاسدة ! ولهذا قابلوه إما بالتكذيب أو بالتأويل ! ! وأسعد الناس به أهل السنة الذين قابلوه بالتصديق وعلموا من عظمة الله وجلاله قدر نعم الله على خلقه وعدم قيام الخلق بحقوق نعمه عليهم إما عجزا وإما جهلا وإما تفريطا وإضاعة وإما تقصيرا في المقدور من الشكر ولو من بعض الوجوه) .
إلى أن قال :
(ولا يبلغ عمل أحد منهم أن ينجو به من النار ، أو يدخل به الجنة ، كما قال أطوع الناس لربه وأفضلهم عملا وأشدهم تعظيما لربه وإجلالا : " لن ينجي أحدا منكم عمله قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل)
(لولا رحمة الله لعبده لما أدخله الجنة لأن العمل بمجرده ولو تناهى لا يوجب بمجرده دخول الجنة ولا أن يكون عوضا لها ؛ لأنه ولو وقع على الوجه الذي يحبه الله لا يقاوم نعمة الله ، بل جميع العمل لا يوازي نعمة واحدة ، فتبقى سائر نعمه مقتضية لشكرها وهو لم يوفها حق شكرها ، فلو عذبه في هذه الحالة لعذبه وهو غير ظالم ، وإذا رحمه في هذه الحالة كانت رحمته خيرا من عمله كما في حديث أبي بن كعب الذي أخرجه أبو داود وابن ماجه في ذكر القدر ففيه " لو أن الله عذب أهل سماواته وأرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم)-قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية (2/661-663) :
( وروى أبو داود و الحاكم في المستدرك من حديث ابن عباس و عبادة بن الصامت و زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه و سلم : "لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم" وهذا الحديث مما يحتج به الجبرية وأما القدرية فلا يتأتى على أصولهم الفاسدة ! ولهذا قابلوه إما بالتكذيب أو بالتأويل ! ! وأسعد الناس به أهل السنة الذين قابلوه بالتصديق وعلموا من عظمة الله وجلاله قدر نعم الله على خلقه وعدم قيام الخلق بحقوق نعمه عليهم إما عجزا وإما جهلا وإما تفريطا وإضاعة وإما تقصيرا في المقدور من الشكر ولو من بعض الوجوه) .
إلى أن قال :
(ولا يبلغ عمل أحد منهم أن ينجو به من النار ، أو يدخل به الجنة ، كما قال أطوع الناس لربه وأفضلهم عملا وأشدهم تعظيما لربه وإجلالا : " لن ينجي أحدا منكم عمله قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل)
-قال شيخنا الهمام عبد المحسن العباد –حفظه الله- في شرحه لسنن ابن ماجه الشريط (13) :
(وقوله : " لو أن الله عذب أهل سمواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم" وذلك لأنهم ملكه ويتصرف فيهم كيف شاء ، لكن لا يعذبهم إلا بذنب ، لا يعذب إلا بذنب ، ولكن الله عز وجل يصفح ويتجاوز ، ولو أخذ الناس على ما يحصل منهم من الهفوات وما يحصل منهم من النقائص ، لما سلموا من العذاب ، ولو رحمهم جميعاً لكانت رحمته خير لهم من أعمالهم وهذا إنما هو بقضاء الله وقدره) .
(وقوله : " لو أن الله عذب أهل سمواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم" وذلك لأنهم ملكه ويتصرف فيهم كيف شاء ، لكن لا يعذبهم إلا بذنب ، لا يعذب إلا بذنب ، ولكن الله عز وجل يصفح ويتجاوز ، ولو أخذ الناس على ما يحصل منهم من الهفوات وما يحصل منهم من النقائص ، لما سلموا من العذاب ، ولو رحمهم جميعاً لكانت رحمته خير لهم من أعمالهم وهذا إنما هو بقضاء الله وقدره) .
-وقال الناصح الأمين في تعليقه على بيت السفاريني:
أحسن من هذا البيت قول الطحاوي رحمه الله في متن الطحاوية:
(يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلا، ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا، وكلهم يتقلبون في مشيئته بين فضله وعدله). اه
قال تعالى: ﴿لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ [الأنبياء:23]، والله سبحانه وتعالى عفو كريم؛ قال سبحانه: ﴿وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ﴾ [النور:21].
فالفضل لله تعالى من قبل ومن بعد فلو أن الله عذب العباد جميعًا ما كان ظالمًا لهم، وإن رحمهم فبفضل منته وكرمه.
وتقدم ذكر الحديث القدسي: «يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا»( )، فالله أمر بالعدل ونصر الحق؛ قال تعالى: ﴿وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ المُبِينُ﴾ [النور:25]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ﴾ [النحل:90]، وقال تبارك وتعالى: ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى﴾ [الأنعام:152]، وقال جل في علاه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ﴾ [المائدة:8].
فالله سبحانه وتعالى نزه نفسه أن يعذب من لا يستحق العذاب؛ والأدلة على ذلك كثيرة، منها:
ما ورد في الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «حق الله على العباد أن يعبدوه لا يشركوا به شيئًا، وحق الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا»( )، وهذا حق جعله على نفسه تفضلًا، قال تعالى: ﴿إِلَّا بَلاغًا مِنَ اللهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾ [الجن:23]، وقال سبحانه: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء:115]، وقال تعالى: ﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ ﴾ [القصص:50]، وقال سبحانه: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [الصف:5]..
فدل هذا على أن الله عزَّ وجل لا يعذب إلا من يستحق العذاب.
(يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلا، ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا، وكلهم يتقلبون في مشيئته بين فضله وعدله). اه
قال تعالى: ﴿لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ [الأنبياء:23]، والله سبحانه وتعالى عفو كريم؛ قال سبحانه: ﴿وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ﴾ [النور:21].
فالفضل لله تعالى من قبل ومن بعد فلو أن الله عذب العباد جميعًا ما كان ظالمًا لهم، وإن رحمهم فبفضل منته وكرمه.
وتقدم ذكر الحديث القدسي: «يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا»( )، فالله أمر بالعدل ونصر الحق؛ قال تعالى: ﴿وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ المُبِينُ﴾ [النور:25]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ﴾ [النحل:90]، وقال تبارك وتعالى: ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى﴾ [الأنعام:152]، وقال جل في علاه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ﴾ [المائدة:8].
فالله سبحانه وتعالى نزه نفسه أن يعذب من لا يستحق العذاب؛ والأدلة على ذلك كثيرة، منها:
ما ورد في الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «حق الله على العباد أن يعبدوه لا يشركوا به شيئًا، وحق الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا»( )، وهذا حق جعله على نفسه تفضلًا، قال تعالى: ﴿إِلَّا بَلاغًا مِنَ اللهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾ [الجن:23]، وقال سبحانه: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء:115]، وقال تعالى: ﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ ﴾ [القصص:50]، وقال سبحانه: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [الصف:5]..
فدل هذا على أن الله عزَّ وجل لا يعذب إلا من يستحق العذاب.
-قال الشيخ صالح آل الشيخ –حفظه الله- كما في شرحه للطحاوية :
(وقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داوود وغيره وصحَّحَهُ بعض العلماء قال صلى الله عليه وسلم «لو أن الله عذب أهل سمواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم» الحديث ، يعني أنَّ أهل السموات والأرض لو عَذَّبَهُمْ الله - عز وجل - لعذبهم وهو غير ظالمٍ لهم ، المعتزلة يَرُدُّون هذه الأحاديث أصلاً .
والأشاعرة يُجَوِّزُونَ أن يُعَذِّبَ الله - عز وجل - الناس من غير سبب ؛ لأنهم لا حكمة عندهم ولا تعليل لأفعال الله ، يفعل ما يشاء بدون علة وبدون سبب ، ومنها أَخَذَ صاحب السَّفَارينية قوله في منظومته، السَّفاريني:
وجَازَ للمولى يعذب الورى ****** من غير ما ذنبٍ ولا جُرْمٍ جرى .
يقول : (جائز أن يُعَذِّبَ الورى) يعني الله - عز وجل - من غير ما ذنب ولا جرم جرى.
هذا الحديث أهل السنة لا يُفَسِّرُونه بهذا ولا بهذا ؛ بل يفسرونه بعِظَمِ معرفتهم لربهم - جل جلاله - وخشيتهم له ومعرفتهم بحقوقه، فيقول أئمة أهل السنة:
بأنَّ أهل السموات وأهل الأرض إنَّمَا قاموا برحمة الله - عز وجل -، فما فيهم حركة ولا حياة ولا شأن إلا وفي كلٍّ منها فضل من الله - عز وجل - ورحمة ونعمة أفاضها عليهم بها قامت حياتهم وبها استقاموا، كما قال - عز وجل - {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ}[النحل:53]، فمِنْ حَقِّهِ - عز وجل - على هذا العبد المكلف الذي لا ترمش عينه إلا بنعمة، ولا يأكل إلا بنعمة، ولا يتنفس إلا بنعمة، ولا يتعلم إلا بنعمة، ولا يخطو خطوة إلا بنعمة، ولا ينظر إلا بنعمة، ولا يسمع إلا بنعمة، ولا يتكلم إلا بنعمة، ولا يفرح إلا بنعمة، إلى آخر نِعم الله - عز وجل - التي لا تُحْصَى ولا تُعَد، من حقه - عز وجل - أن يُقَابَلَ مع كل نعمة بشكر يقابل تلك النعمة.
فإذاً سيمضي حياته في شكر الله - عز وجل - على الصغير والكبير، فهل تسع حياة المكلفين ذلك؟
لا تسع ذلك.
ولهذا تأمل مع هذا قول الله - عز وجل - لنبيه {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}[الفتح:1-2].
وتأمَّلْ قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة لما قام حتى ورمت قدماه صلى الله عليه وسلم «أفلا أكون عبداً شكوراً» ولن يَبْلُغْ جميعَ ما يَسْتَحِقْ الله - عز وجل - من الشكر بالعمل؛ بل لابد من الاستغفار والإنابة حتى يكْمُلَ شكر العبد لربه - عز وجل -.............. فلو حاسَبْ الله - عز وجل -العباد، حاسب أهل السموات وأهل الأرض على حقيقة شكر ما أنعم الله به عليهم وأعظم ذلك أن جعلهم مُتَّصِلِينَ منه بسبب ومرفوعين إليه - عز وجل - وأنهم من المنيبين وأنهم من المهتدين لما قامت حيلة العبد ولما قام إيمانه ولما قام له شيء؛ ولكن ما ثَمَّ إلا رحمة الله - عز وجل - «لن يدخل أحداً منكم عمله الجنة» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضلا» .
فإذاً ننظر إلى قوله «لو عذب الله أهل سمواته وأهل أرضه لعذبه وهو غير ظالم لهم» لأنَّ الشكر لن يكون في تمامه، فإذاً هم لن يُعْدَمُوا؛ بل لن يكونوا إلا مُقَصِّرِين، لن يكونوا إلا لم يُوَفُّوا مقام الشكر حقه.
بل حتى التوبة والإنابة إذا العبد كَمَّلَ الشكر بتوبته وإنابته دائماً واستغفاره فإن قَبُول التوبة وحصول المغفرة وقبول الإنابة من العبد أليست هذه نعمة تستحق شكرا مجددا ؟
فإذاً لو عَذَّبَ الله أهل سمواته وأهل أرضه لَعَذَّبَهُم وهو غير ظالم لهم، فلا يبرح العبد أن يرى نعمة الله - عز وجل - تُفِيْضَ عليه في أمر دينه وفي أمر دنياه وليس ثَمَّ أمامه سبيل إلا أن يشعر بالتقصير.أهــ
(وقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داوود وغيره وصحَّحَهُ بعض العلماء قال صلى الله عليه وسلم «لو أن الله عذب أهل سمواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم» الحديث ، يعني أنَّ أهل السموات والأرض لو عَذَّبَهُمْ الله - عز وجل - لعذبهم وهو غير ظالمٍ لهم ، المعتزلة يَرُدُّون هذه الأحاديث أصلاً .
والأشاعرة يُجَوِّزُونَ أن يُعَذِّبَ الله - عز وجل - الناس من غير سبب ؛ لأنهم لا حكمة عندهم ولا تعليل لأفعال الله ، يفعل ما يشاء بدون علة وبدون سبب ، ومنها أَخَذَ صاحب السَّفَارينية قوله في منظومته، السَّفاريني:
وجَازَ للمولى يعذب الورى ****** من غير ما ذنبٍ ولا جُرْمٍ جرى .
يقول : (جائز أن يُعَذِّبَ الورى) يعني الله - عز وجل - من غير ما ذنب ولا جرم جرى.
هذا الحديث أهل السنة لا يُفَسِّرُونه بهذا ولا بهذا ؛ بل يفسرونه بعِظَمِ معرفتهم لربهم - جل جلاله - وخشيتهم له ومعرفتهم بحقوقه، فيقول أئمة أهل السنة:
بأنَّ أهل السموات وأهل الأرض إنَّمَا قاموا برحمة الله - عز وجل -، فما فيهم حركة ولا حياة ولا شأن إلا وفي كلٍّ منها فضل من الله - عز وجل - ورحمة ونعمة أفاضها عليهم بها قامت حياتهم وبها استقاموا، كما قال - عز وجل - {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ}[النحل:53]، فمِنْ حَقِّهِ - عز وجل - على هذا العبد المكلف الذي لا ترمش عينه إلا بنعمة، ولا يأكل إلا بنعمة، ولا يتنفس إلا بنعمة، ولا يتعلم إلا بنعمة، ولا يخطو خطوة إلا بنعمة، ولا ينظر إلا بنعمة، ولا يسمع إلا بنعمة، ولا يتكلم إلا بنعمة، ولا يفرح إلا بنعمة، إلى آخر نِعم الله - عز وجل - التي لا تُحْصَى ولا تُعَد، من حقه - عز وجل - أن يُقَابَلَ مع كل نعمة بشكر يقابل تلك النعمة.
فإذاً سيمضي حياته في شكر الله - عز وجل - على الصغير والكبير، فهل تسع حياة المكلفين ذلك؟
لا تسع ذلك.
ولهذا تأمل مع هذا قول الله - عز وجل - لنبيه {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}[الفتح:1-2].
وتأمَّلْ قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة لما قام حتى ورمت قدماه صلى الله عليه وسلم «أفلا أكون عبداً شكوراً» ولن يَبْلُغْ جميعَ ما يَسْتَحِقْ الله - عز وجل - من الشكر بالعمل؛ بل لابد من الاستغفار والإنابة حتى يكْمُلَ شكر العبد لربه - عز وجل -.............. فلو حاسَبْ الله - عز وجل -العباد، حاسب أهل السموات وأهل الأرض على حقيقة شكر ما أنعم الله به عليهم وأعظم ذلك أن جعلهم مُتَّصِلِينَ منه بسبب ومرفوعين إليه - عز وجل - وأنهم من المنيبين وأنهم من المهتدين لما قامت حيلة العبد ولما قام إيمانه ولما قام له شيء؛ ولكن ما ثَمَّ إلا رحمة الله - عز وجل - «لن يدخل أحداً منكم عمله الجنة» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضلا» .
فإذاً ننظر إلى قوله «لو عذب الله أهل سمواته وأهل أرضه لعذبه وهو غير ظالم لهم» لأنَّ الشكر لن يكون في تمامه، فإذاً هم لن يُعْدَمُوا؛ بل لن يكونوا إلا مُقَصِّرِين، لن يكونوا إلا لم يُوَفُّوا مقام الشكر حقه.
بل حتى التوبة والإنابة إذا العبد كَمَّلَ الشكر بتوبته وإنابته دائماً واستغفاره فإن قَبُول التوبة وحصول المغفرة وقبول الإنابة من العبد أليست هذه نعمة تستحق شكرا مجددا ؟
فإذاً لو عَذَّبَ الله أهل سمواته وأهل أرضه لَعَذَّبَهُم وهو غير ظالم لهم، فلا يبرح العبد أن يرى نعمة الله - عز وجل - تُفِيْضَ عليه في أمر دينه وفي أمر دنياه وليس ثَمَّ أمامه سبيل إلا أن يشعر بالتقصير.أهــ
-من خلال هذه النقول نعلم أن عقيدة أهل السنة في هذه المسألة تتلخص في:
-أن الله لو عذب أهل سماواته وأرضه لما كان ظالما لهم.، وهذا هو ما قال به الشيخ يحيى بل لم يزد فيه على لفظ الحديث..
-أن تعذيبه لهم يدل على أنهم يستحقون العذاب وهذا ما قرره الشيخ في قوله:فالله سبحانه وتعالى نزه نفسه أن يعذب من لا يستحق العذاب؛ والأدلة على ذلك كثيرة.
-
-المسألة الثانية: تعذيب المحسنين و إثابة المسيئين والتعذيب بلا ذنب:
-(قال ابن القيم :وأما استدلالكم بتلك النصوص الدالة على أنه سبحانه إن عذبهم فإنهم عباده وأنه غير ظالم لهم وأنه لا يسأل عما يفعل وأن قضاءه فيهم عدل ... فهذه النصوص وأمثالها كلها حق يجب القول بموجبها ولا تحرف معانيها والكل من عند الله ولكن أي دليل فيها يدل على أنه تعالى يجوز عليه أن يعذب أهل طاعته وينعم أهل معصيته وأنه يعذب بغير جرم ويحرم المحسن جزاء عمله ونحو ذلك بل كلها متفقة متطابقة دالة على كمال القدرة وكمال العدل والحكمة) .
-قال شيخ الإسلام -رحمه الله- في "النبوات" (1/464) وهو يحكي مذهب الأشاعرة :
( فعندهم –يعني الأشاعرة- يجوز أن يعذب الله جميع أهل العدل والصلاح والدين ، والأنبياء والمرسلين بالعذاب الأبدي ، وأن ينعم جميع أهل الكذب والظلم والفواحش بالنعيم الأبدي , لكن بمجرد الخبر عرفنا أنه لا يفعل هذا ، ويجوز عندهم أن يعذب من لا ذنب له أصلاً بالعذاب الأبدي)
( فعندهم –يعني الأشاعرة- يجوز أن يعذب الله جميع أهل العدل والصلاح والدين ، والأنبياء والمرسلين بالعذاب الأبدي ، وأن ينعم جميع أهل الكذب والظلم والفواحش بالنعيم الأبدي , لكن بمجرد الخبر عرفنا أنه لا يفعل هذا ، ويجوز عندهم أن يعذب من لا ذنب له أصلاً بالعذاب الأبدي)
-وقال ابن القيم -رحمه الله- في مفتاح دار السعادة" (2/107) :
( والتزم هؤلاء عن هذا القول لوازم باطلة كقولهم : أن الله تعالى يجوز عليه أن يعـذب أنبياءه ورسله وملائكته وأولياءه وأهل طاعته ، ويخلدهم في العذاب الأليم ويكرم أعداءه من الكفار والمشركين والشياطين ويخصهم بجنته وكرامته وكلاهما عدل وجائز عليه ، وأنه يعلم أنه لا يفعل ذلك بمجرد خبره فصار ممتنعا لإخباره أنه لا يفعله لا لمنافاته حكمته...) .
( والتزم هؤلاء عن هذا القول لوازم باطلة كقولهم : أن الله تعالى يجوز عليه أن يعـذب أنبياءه ورسله وملائكته وأولياءه وأهل طاعته ، ويخلدهم في العذاب الأليم ويكرم أعداءه من الكفار والمشركين والشياطين ويخصهم بجنته وكرامته وكلاهما عدل وجائز عليه ، وأنه يعلم أنه لا يفعل ذلك بمجرد خبره فصار ممتنعا لإخباره أنه لا يفعله لا لمنافاته حكمته...) .
-وقال ابن القيم –رحمه الله- :
(ولعل أصحاب هذا القول –يعني الأشاعرة- يرون أن تعذيب من لم يذنب جائز عقلاً وإن كان ممتنعاً سمعاً ؛فإن الله قد أخبر في آيات كثيرة بعدم تعذيب الطائعين ، بل بإثابتهم ، والله أعلم)
(ولعل أصحاب هذا القول –يعني الأشاعرة- يرون أن تعذيب من لم يذنب جائز عقلاً وإن كان ممتنعاً سمعاً ؛فإن الله قد أخبر في آيات كثيرة بعدم تعذيب الطائعين ، بل بإثابتهم ، والله أعلم)
-قال الشيخ العلامة الفوزان –حفظه الله- في شرحه للسفارينية ص (121) :
( وأما أهل السنة فيقولون : هذا باطل في حق الله سبحانه وتعالى ، فإنه لا يليق به أن ينعم الكافر وأن يعذب المؤمن ، لا يليق بحكمته سبحانه وتعالى ، وبرحمته)
( وأما أهل السنة فيقولون : هذا باطل في حق الله سبحانه وتعالى ، فإنه لا يليق به أن ينعم الكافر وأن يعذب المؤمن ، لا يليق بحكمته سبحانه وتعالى ، وبرحمته)
-وبهذا اتضح _والحمد لله_ الفرق بين (المسألتين) و_بان_ أيضا جهل البرمكي! ! بعقيدة أهل السنة التي _يزعم_ أنه يعطي فيها دروسا ! ! ! ولمن؟؟؟ للناصح الأمين! !
-وقد أورد البرمكي! ! خمس (شبه) على ماذكر وهي:
-الشبهة الأولى:أن الشيخ يحيى وصف كلام السفاريني بالحسن! ! ! لأنه قال (أحسن من هذا البيت قول الطحاوي رحمه الله في متن الطحاوية) فكلمة (أحسن) عند البرمكي ! ! تعني _إلزاما_ وصف المقابل بالحسن وهذا من التقول على عباد الله ما لم يقولوا وهو من الجرم بمكان فنعوذ بالله من أن نشهد على الناس _زورا_ بما لم بقولوا، قال تعالى :" ستكتب شهادتهم ويسؤلون" فاتق الله يا برمكي (إن كنت مسلما) فإن شهادتك ستكتب عند الله وستسأل عنها يوم القيامة فلا تقول العلماء ما لم يقولوا ولا تنسب إلى الشيخ يحيى تحسين بيت السفاريني لا لشيئ إلا لأنه قال بأن قول الطحاوي أحسن منه ، فلفظة أحسن من باب أفعل التفضيل وأفعل التفضيل كما هو معلوم قد يقتضي المشاركة كما قد يأتي في المحل الذي ليس في الجانب الآخر منه شيئ ، وفي هذا استعمله الشيخ يحيى ، فقال (أحسن) وليس في قول السفاريني من الحسن شيئ .
-فإن أبى البرمكي فإن بيني وبينه كتاب الله وسنة السلف.
-قال الله تعالى "أصحاب الجنة يومئذ خير مسقرا وأحسن مقيلا" فإذا كان (أحسن) يقتضي أن _الآخر_ (حسن) فهل قول الله تعالى "أحسن مقيلا" يعني أن مقيل أهل النار حسن! ! ! !
-لا أبدا ليس هذا مراد قطعا بل ليس في مقيل أهل النار من الحسن شيئ كما أنه ليس في بيت السفاريني من الحسن شيئ.
-ثم أنظر إلى قول بعض الصحابيات لعمر"أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو أردنا أن نطبق _قواعد_ البرمكي هنا لقلنا أن هذا تكذيب لكلام الله إذ أن قولها "أفظ وأغلظ" يعني- على التأصيل البرمكي! !- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فظ غليظ والله يقول:"ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" ولكن الحمد لله الذي لم يجعل الحق تابعا لهوى البرمكي " ولو اتبع الحق أهوائهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن" ومن هذا نعلم _يقينا_ أن كلام الناصح الأمين ليس فيه استحسان كلام السفاريني لا من قريب ولا من بعيد ، بل إن الناصح الأمين ذكره ثم عقب عليه ولو كان يراه حسنا لما عقب عليه. فلماذا التحامل يا برمكي ، لقد أوضح البرمكي من خلال تحامله في كتاباته أنه لا يريد شيئا إلا إسقاط الناصح الأمين من أعين الشباب السلفي وهيهات هيهات أن تبلغ هذا أيها المجهول (فالشك لا يزيل اليقين) أبدا.
-الشبهة الثانية:
إدعاؤه أن الشيخ يحيى قرر عقيدة الأشاعرة !!!!!! وبأي شيئ قررها؟؟؟؟؟؟ قررها بقوله:
(فلو أن الله عذب العباد جميعاً ما كان ظالماً لهم ، وإن رحمهم فبفضل منته وكرمه!!!!!!!
كبرت كلمة تخرج من فيك يا برمكي ألا تعلم أنك هنا لا تتحامل على الناصح الأمين فحسب بل تتحامل على أبي بن كعب رضي الله عنه،وحذيفة بن اليمان ،وعبد الله بن مسعود ، وزيد بن ثابت ، بل ورسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الإمام الوادعي رحمه الله في الجامع الصحيح (1/348-349)
قال الإمام أحمد رحمه الله (5/182)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ لَقِيتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقُلْتُ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْقَدَرِ فَحَدِّثْنِي بِشَيْءٍ لَعَلَّهُ يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِي قَالَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ لَعَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ لَهُمْ خَيْرًا مِنْ أَعْمَالِهِمْ وَلَوْ أَنْفَقْتَ جَبَلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا قَبِلَهُ اللَّهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ وَلَوْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ لَدَخَلْتَ النَّارَ قَالَ فَأَتَيْتُ حُذَيْفَةَ فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ وَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ وَأَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَحَدَّثَنِي عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ.
فهل زاد الشيخ يحيى على لفظ الحديث شيئا؟؟؟؟
قال الإمام أحمد رحمه الله (5/182)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ لَقِيتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقُلْتُ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْقَدَرِ فَحَدِّثْنِي بِشَيْءٍ لَعَلَّهُ يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِي قَالَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ لَعَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ لَهُمْ خَيْرًا مِنْ أَعْمَالِهِمْ وَلَوْ أَنْفَقْتَ جَبَلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا قَبِلَهُ اللَّهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ وَلَوْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ لَدَخَلْتَ النَّارَ قَالَ فَأَتَيْتُ حُذَيْفَةَ فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ وَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ وَأَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَحَدَّثَنِي عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ.
فهل زاد الشيخ يحيى على لفظ الحديث شيئا؟؟؟؟
إذا كان من يقول بلفظ الحديث وحرفه ومعناه قد قرر عقيدة فاسدة فإلى الله المشتكى !!!
تأملوا بارك الله فيكم كيف يريد هذا المخلوق أن ينسب القول بالبدعة إلى الناصح الأمين بأي ثمن ولو بالتطاول على الصحابة رضي الله عنهم بل ولو بالتطاول على خير البرية صلى الله عليه وسلم . فليتأما المنصفون كلام الشيخ يحيى وليقارنوه بلفظ الحديث فإن بان لهم فرق فليعلمونا به.
الشبهة الثالثة:
أن الشيخ يحيى استدل بنفس ما استدل به الأشاعرة! ! ! ! وهذه عند البرمكي! (جريمة لا تغتفر) لأن لا يعلم بأنه مامن صاحب هوى يستدل بدليل إلا كان فيما استدل به دليل عليه كما قرره شيخ الإسلام ، ثم أزيدك من الشعر بيتا أن الشيخ يحيى لم يستدل بآية الأنبياء على قول السفاريني بل استدل بها على قول الطحاوي: (يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلا، ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا، وكلهم يتقلبون في مشيئته بين فضله وعدله) يعني أن الله لو خذل من يشاء عدلا ووفق من يشاء فضلا فإنه لا يسأل عما يفعل ، واستدلاله بهذه الآية وفي هذا الموضع وبعد نقل كلام الطحاوي يدل على علمه العميق الشديد الأصيل بعقيدة السلف الصالح رضي الله عنهم.
قال ابن رجب: في "جامع العلوم" (2/35) :
(وقد يُحمل على أنَّه لو أراد تعذيبهم ، لقدَّرَ لهم ما يعذِّبهم عليه ، فيكون غيرَ ظالم لهم حينئذٍ) .
(وقد يُحمل على أنَّه لو أراد تعذيبهم ، لقدَّرَ لهم ما يعذِّبهم عليه ، فيكون غيرَ ظالم لهم حينئذٍ) .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:( وإذا قال : هو عن فعله لا يُسْأَلُ ، نقول : هذا في منع السبب المقتضي للثواب أو
العقاب ) .
العقاب ) .
الشبهة الرابعة:الإستدلال بالحديث:
أما الإستدلال بالحديث فسليم جدا وفي موضعه لأن (الصهر الكريم) حفظه الله تعالى استدل به عليك لأنك أنكرت كلام الشيخ يحيى الذي وافق فيه لفظ الحديث فكان الأولى بك أن تذعن لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن تعلن الرجوع إلى الحق لكنك تماديت في ضلالك وتطاولت على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل على الرسول نفسه عليه الصلاة والسلام ووصفت كلامه صلى الله عليه وسلم بأنه (قول الأشاعرة) وتحسب أنك (على يحيى) ! ! !
فكان جزائك أن تنال الملطام تلو الملطام ولا تزال الملاطيم متواصلة إلى أن تتوب إلى الله وترجع عما قلت وما افتريت على الناصح الأمين وتتوب من رميك لكلام رسول رب العالمين بأنه قول الأشاعرة الظالين وإلا فارتقب الفضيحة في الدنيا والعقوبة في الآخرة.
الشبهة الخامسة:كل ما من الله فهو جميل
نعم كل ما من الله جميل وليس منه شيئ قبيه وهو لا يسئل عما يفعل وقد بينا معنى هذا في ما مضى وأنه من باب تقدير السبب وليس في كلام الناصح الأمين شيئ من التأييد لكلام السفاريني فهو لم يشرح قوله(وجاز للمولى ... ) بل لم يلتفت إليه أصلا بل عوضه بقول الطحاوي وشرح قول الطحاوي وعليه علق وعليه استدل
فهو لما ذكرر البيت جاء بكلام الطحاوي الذي هو أحسن منه ثم بين معناه ثم استدل بالآية على تقدير السبب ثم بين أن الله لو عذب أهل سماواته وأهل أرصه لما كان ظالما لهم ثم بين أن الله إنما يعذبهم لاستحقاقهم حين يقدر لهم سبب الإستحقاق الذي لا يسأل عن تقديره.
فهذه الشبه الخمس منسوفة والحمد لله أولا وآخرا
قال البرمكي:(الحجوري لا يعرف محل النزاع ...)
قلت:من أنت في مقابل الناصح الأمين ؟؟؟
لقد أثنى على الشيخ يحيى كبار علماء الأمة وعلى رأسهم مجدد اليمن الإمام الوادعي الذي شهد له بأنه مرجع في الفتوى والتدريس وشهد له بالتبحر في العلم وفضل كتابه "أحكام التيمم" على كتاب التيمم من فتح الباري وشهد له بأنه أعلم رجل في اليمن وأوصانا ألا نرضى بنزوله عن الكرسي وسماه "الناصح الأمين" كما شهد له حامل لواء الجرح والتعديل بأنه عالم سلفي وأنه داس الدنبا والناس يتكالبون عليها وشهد له الناقد البصير عبد العزيز البرعي لأنه عالم من علماء السنة وأسد من أسودها وتاج على رؤوس أهلها وشهد له بالتمسك بالسنة وكثرة العلم العدو والصديق ثم يأتي البرمكي محقرا لشأنه قبل الشروع في مقصده لستقر في قلوب الشباب تحقير الناصح الأمين حتى إذا قال البرمكي ما شاء وكيف شاء قابلوا قوله بالتصديق ، لأن الناصح الأمين _عندهم_ لا يعرف الفرق بين المسائل ، والبرمكي يعرف الفرق بينها ويعرف كيف يخلطها في بعضها إذا فالبرمكي أعلم من الالناصح الأمين بناء على هذا . . . إخسأ يا برمكي فلن تعدو قدرك فما أنت إلا مجهول عين تتستر خلف إسم مستعار مسروق ليس لك أصلا ، ومن لا اسم له كيف يكون له علم؟؟؟؟
قال البرمكي:(ولم يطلع الحجوري على هذا الحديث إلا مؤخراً )
قلت: هذا الحديث في الجامع الصحيح للإمام الوادعي ، هذا الكتاب الذي يدرسه الناصح الأمين في دماج مرة كل يومين ولمدة تقارب عشر سنين بل كان يدرسه والإمام الوادعي حي يرزق فكيف لم يطلع عليه إلا مؤخرا؟؟؟؟ نترك الجواب للقارئ المنصف.
وقال:(ولعله أمر ابن أخيه أن يبحث له في محرك البحث وفي الموسوعات الإلكترونية بضغطة زر) !
قلت:أترك (لعل) في مكتب سيدك واذهب وجالس العلماء قبل أن تتطاول على الناصح الأمين الذي أمضى حياته بين كتب أهل العلم فكيف يأمر ابن أخيه _اليوم_ ليبحث عن حديث بظغطة زر ؟؟؟
قلت:أترك (لعل) في مكتب سيدك واذهب وجالس العلماء قبل أن تتطاول على الناصح الأمين الذي أمضى حياته بين كتب أهل العلم فكيف يأمر ابن أخيه _اليوم_ ليبحث عن حديث بظغطة زر ؟؟؟
وقال:(أتى صاحب الملطام بالحديث في الشبكة السوداء ولم يستطع أن يعلق عليه بحرف واحد )
قلت:كذبت.. فالحديث كاف لأهل السنة كي يعرفوا أن الشيخ يحيى لم يزد على لفظه ، وقد علق
عليه الصهر الكريم ناصحا لك أن تحفظه وتبني عليه عقيدتك لكنك أبيت إلا الملطام ،نعم فأنت لا تصلح إلا لهوقال:(لقد علم المنصفون أن الحجوري ليس أهلاً لئن يدرس العقيدة ويقررها لتلاميذه) قلت: لو لم يكن أهلا فلماذا أوصى به الشيخ مقبل ، هل أنت أعلم من الإمام الوادعي بتلميذه الناصح الأمين بل أنت من ليس أهلا للقراءة فضلا عن أن يكون أهلا للكتابة فضلا عن أن يرد لا سيما إذا كان رده على الناصح الأمين
ياناطح الجبل الأشم ليوهنه***خف على الرأس لا تخف على الجبل
تذكير وتحذير:يكثر البرمكي من ذكر اللطم والملطام كأنه يريد أن ملطاما من نوع جديد فريد ولعل الملاطيم الماضية لم تكفه لهذا أنذرك يا برمكي للمرة الأولى والأخيرة
تب إلى الله من كل ما جنى قلمك على دين الله وعلى علماء الأمة
تب إلى الله من طعنك في الناصح الأمين
تب إلى الله من تنفيرك من دار الحديث بدماج
تب من كل هذا واحذف كل ما كتبت على الشبكة وأعلن التراجع عنه على رؤوس الملأ وهذا إنذاري الوحيد لك فإن أبيت فلك الفضيحة في الدنيا و فضيحة الآخرة أكبر
إن أبيت إلا الإصرار فستفضح في أي شكل بديت ومن أي جحر طلعت ومن أي باب ولجت وبأي اسم تسميت وإن تظاهرت بالطيب فالخبث ينضح من بين كلماتك فلست بـ(طيب) ولا يهمني اسمك فلست أرد على الإسم بل على القول فقولك هو الذي يدخلك (قفص الإتهام)
والحمد لله أولا وآخرا
كتبه:ياسر بن مسعود الجيجلي
يوم السبت الخامس جمادى الآخرة 1430
تعليق