بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل (وقل الحق من ربكم)والقائل(أفمن يهدي للحق أحق أن يُتبع) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم القائل «من رأى منكم مُنكراً فليغيره بيده, فإن لم يستطع فبلسانه, فإن لم يستطع فبقلبه, وذلك أضعف الإيمان» أما بعد: فهذا في الأصل كان رداً على نور الدين السدعي الوصابي الذي رد على ردي عليه المسمى (نصرة الدين في الرد على نور الدين) بردٍ سمَّاه (الرد المختصر على المتحجور المحتضر) وهو في نفس الوقت رد على صنوه أبي العباس الذي يطلب الحجج والبراهين على تحزيب العدني والذي في نفس الوقت يحلف الأيمان المغلظة أن ما معنا مثقال ذرة من حجة فإني في هذا البحث أوضح بيان زيفهم وتلبيسهم بإذن الله بإظهار بعض الحجج والبراهين الكافية بإذن الله وأن تثبيت العرش الذي طلبه مثبت لدينا ولله الحمد من قديم وليس من الآن على حزبية عبد الرحمن بن مرعي العدني رحمه الله وأتباعه وإنما ذكرت بعضها هنا حتى نبرهن للخاص والعم منكم أننا نتكلم بعلم وبرهان لا بهوى ولله الحمد وحتى لا ينخدع المساكين بأيمانكم الفاجرة وتلبيسكم المقيت فأقول وبالله أستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم: كان خير لي أن أشغل نفسي بما هو أنفع من الردود على هؤلاء المفتونين ولكن بما أني رأيت لكلامهم شيء من الرواج خاصة عند المتتبعين للواتس فقد جعلت هذا من باب الجهاد في سبيل الله فإن الجهاد شرع لإزالة الأذى عن المسلمين فأحببت أن أجعل لي مشاركة في نصرة الحق وأهله وغيرة على المنهج السلفي وإزالة الأذى عنه ونسأل الله الإخلاص في القول والعمل وإلا فإني أحب أن أعمل بنصيحة شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله فإنها بليغة ونافعة فقد قال كما في " الصواعق المرسلة "
(3\ 1158 ) :وأما الجاهل المقلد فلا تعبأ به ولا يسوؤك سبه وتكفيره وتضليله فإنه كنباح الكلب فلا تجعل للكلب عندك قدرا أن ترد عليه كلما نبح عليك ودعه يفرح بنباحه وافرح أنت بما فضلت به عليه من العلم والإيمان والهدى واجعل الإعراض عنه من بعض شكر نعمة الله التي ساقها إليك وأنعم بها عليك " .اهـ
وقد كنت أود أن أورد كلام هذا المفتون ليعلم القارئ ماذا قال والرد عليه لكن رأيت أن الكلام سيطول وأنا هنا أحاول أن أختصر الكلام خشية الطول والسآمة ولهذا فلن أرد على كلامه كاملاً وإنما على أهمه فقط وإلا فسيطول.
فأقول أولاً: لي مع عنوان ردك الهزيل (الرد المختصر على المتحجور المحتضر)
ثلاث وقفات: الأولى: لفظة متحجور تعني أني لم أكن حجوري ثم تحجورت أقول وبصراحة إن هذا مما لا يليق حتى بركبة العنز أن تضحك منه إذ أن كلامي واضح جداً وما فيه لا من قرب ولا من بعد تعصب للحجوري ولا حرفاً واحداً ينص على ذلك إلا أنكم تمشون على مذهب من لم يكن معي فهو ضدي ولقد ذكرتني بالرافضة الذين يجعلون كل من لم يكن رافضي سني ناصبي وإذا كان سلفي يسمونه وهابي فانتم تجعلون من لم يكن برمكي ممن درس في دماج حجوري وهل هذا إلا من أدلة تحزبكم للعدني وأذنابه وتبرؤكم من الحق وأهله وتذكرني حقيقة بعصبية أهل الجاهلية الذي قال قائلهم:
وهل أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد
وإن مما يدندن به أنت وأمثالكم من الحزبيين على أهل السنة لفظ حجاورة فنقول للناس أولاً إنما قالوها تقليداً لشيخهم الوصابي رحمه الله فالقوم أهل تقليد وهوى لا لأنها من الكلام العربي وإلا فإنها لا تصح لفظاً ولامعنىً أما لفظاً فلله در أخينا أبي محمد سعيد السعدي الصومالي فقد قال في ملزمته (هدية للوصابي) كان مما ينعق به الوصابي في رحلته تلك إطلاق لفظ الحجاورة على شيخنا العلامة الناصح الأمين وعلى الطلاب فلم يصب فيما قال وجانب الحق في الفعال والمقال وكان التخبط حليفاً له في الحال والمآل ، ونعق به بعده أتباعه الممسوخون الجهلة المجاهيل ، ولم يتنبه هؤلاء البغبغاوات أن جعل "حجاورة" جمعاً لمفرد "حجوري" خطأ لغوي مبين ولحن مشين, مما أفسد المفردات والأوزان ونقل عن العربية العرباء إلى أنواع الهذيان.هـ مع بعض التصرف.
فأقول إن جمع حجوري حجوريون لا حجاورة فأنا ناصح لكم أن تتعلموا النحو فقد لحنتم في الأقوال والأفعال.
قَالَ عَليّ بن مُحَمَّد العبرتاني:
رَأَيْت لِسَان الْمَرْء وَافد عقله ... وعنوانه فَانْظُر بِمَاذَا تعنون
فَلَا تعد إصْلَاح اللِّسَان فَإِنَّهُ ... يخبر عَن مَا عِنْده وَيبين
ويعجبني زِيّ الْفَتى وجماله ... وَيسْقط من عَيْني سَاعَة يلحن
وكَانَ عبد الله بن عمر رضي الله عنه يضْرب وَلَده على اللّحن.
قَالَ الشَّاعِر:
النَّحْو يصلح من لِسَان الألكن ... والمرء تكرمه إِذا لم يلحن
وَإِذا أردْت من الْعُلُوم أجلهَا ... فأجلها مِنْهَا مُقيم الألسن
ألا فلتتقوا الله ولتعدلوا لحنكم القولي والفعلي، وأما لحنها معنى ففي الوقفة الثانية.
الوقفة الثانية: نحن لم ننشأ ونترعرع ولله الحمد والمنة على الانتساب لأحد من الخلق على حساب الدين غير رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا أفتخر أني أنتسب إليه نسباً وإلى سنته عقيدةً ومنهجاً على فهم السلف الصالح ولا أعترف بالانتساب لغيره ولم يكن من منهجنا ذلك قال الله جل ذكره: (اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ)[الأنعام:106]
قال ابن كثير رحمه الله:[1/771] (أي اقتد به واقتف أثره واعمل به ، فإن ما أوحي إليك من ربك هو الحق الذي لا مرية فيه ، لأنه لا إله إلاّ هو)ا.هـ فإذا كان نبينا الكريم المعصوم متبع لما أوحي إليه ولم ينتسب أو يتعصب لأحد فكيف نختار نحن الانتساب لشيخنا وعالمنا الحجوري الذي هو غير معصوم ويخطئ ويصيب فهو شيخي ومعلمي شكر الله له وحفظه من كل سوء ومكروه ولله دره وعليه أجره فلم يربِّ طلابه لا أنا ولا غيري على اتباعه أو تقليده فيما لم يوافق الكتاب والسنة والفهم السلفي لهما وهو يبرأ إلى الله من ذلك وكان كثيراً ما يردد علينا قول الشيخ مقبل رحمه الله: (لا يقلدني إلا ساقط).
الوقفة الثالثة: قولك المحتضر فيه إشارة إلى قرب الموت فأقول السني بفضل الله حي وإن مات, بما له من العلم النافع والعمل الصالح (أو علم ينتفع به) وإن كنت تعتقد أني أحتضر فأنا أعتقد أنكم قد متم أماتتكم الحزبية والبدعة وأهل البدع أمثالكم يموتون وهم أحياء وينقطعون وينقطع خيرهم ولله در أبي بكر بن عياش رحمه الله فقد نقل عنه شيخ الإسلام في المجموع قال: (قيل لأبى بكر بن عياش إن بالمسجد قوما يجلسون و يجلس إليهم فقال من جلس للناس جلس الناس إليه و لكن أهل السنة يموتون و يحيى ذكرهم و أهل البدعة يموتون و يموت ذكرهم لأن أهل السنة أحيوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم فكان لهم نصيب من قوله (ورفعنا لك ذكرك) و أهل البدعة شنؤا ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم فكان لهم نصيب من قوله (إن شانئك هو الأبتر)) مجموع الفتاوى[16 /528].
قوله: وأقول: ثبت عرشك ثم انقش وهكذا طالب أبو العباس بحجج من بدع وحزب.
فأقول أبشروا فنحن ولله الحمد ما أدنا الله بحزبيته إلا بالدليل والحجة والبرهان لا تقليداً لأحد فإن كنتم تقصدون بتثبيت العرش البحث عن الحق والبرهان بصدق ليكون الحق حليفكم فسأسرد بعضها مما يعتبر كافياً عليكم وعلى غيركم وأسأل الله أن يشرح صدر كل من قصده الله والدار الآخر من الباحثين عن الحق وإن كان المقصد آخر فالله حسيبكم.
فأقول هاك الحجة والبرهان في حزبية عبد الرحمن:
أولاً: لابد أن نعرف ماهي الحزبية حتى نعرف من هو الحزبي وننظر هل التعريف ينطبق على العدني لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
تعريف الحزبية: قال ابن منظور رحمه الله: وحزب الرجل أصحابه وجنده الذين على رأيه والجمع كالجمع والمنافقون والكافرون حزب الشيطان، وكل قوم تشاكلت قلوبهم وأعمالهم فهم أحزاب وإن لم يلق بعضهم بعضا بمنزلة عاد، وثمود، وفرعون، أولئك الأحزاب. وكل حزب بما لديهم فرحون، كل طائفة هواهم واحد. ("لسان العرب"/1 / 308).
وقال الصاحب بن عباد: والحِزْبُ أصْحابُ الرَّجُلِ مَعَه على رَأْيِه وأمْره، والجَميعُ الأحْزَابُ. وتَحَزَّبَ القَوْمُ اجْتمعوا فصاروا أحْزاباً. وحَزَّبَهُم فلانٌ. وحازَبْتُه كُنْتَ من حِزْبِه. وفلانٌ يُحَازِبُ لفلانٍ أي يَعْصَبُ به ويَنْصُرُه. ("المحيط في اللغة"/1 / 206).
وقال أبو بكر الرازي في مختار الصحاح[167ٍ]: (حِزْبُ الرجل أصحابه والحزب أيضا الورد ومنه أحْزَابُ القرآن و الحِزْبُ أيضا الطائفة و تحزَّبوا تجمعوا و الأحْزَابُ الطوائف التي تجتمع على محاربة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام)
.
وخلاصة تعريف الحزبية ما قاله شيخنا مقبل رحمه الله تعالى في "تحفة المجيب" (ص/11) أن الرجل يخرج من دائرة أهل السنة ومنهج السلف الصالح إذا ارتكب البدع, وخرج عن منهج السلف -وذكر طرفاً من ذلك- ثم قال: أو الولاء الضيق, كالحزبية التي هي ولاء وبراء ضيق.
وقال-طيب الله ثراه-: (يا إخواني المسألة مسألة فكرة وولاء وبراء ولاء لمن كان معهم وبراء لمن لم يكن معهم)ا.هـ من شريط أسئلة أهل ريدة من حضرموت.
ثم اعلم أن الحزبي يعرف أيضاً بعلامات قال الامام محدث اليمن مقبل بن هادي الوادعي ( رحمه الله ) : أركان الحزبية ثلاثة: (1. التلبيس
٢. الخداع٣. الكذب)[الرحلات الدعوية:114] [بشائر الفرح بتقريب فوائد الامام الوادعي في علم الرجال والمصطلح لأبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري]
والآن نأتي لننظر هل هذا التعريف وهذه الأركان تنطبق على العدني حتى تعرفوا هل حزَّبه العلماء بحجة وبرهان أم بهوى.
الدليل الأول على حزبيته: تبييته وإخفاؤه الولاء والبراء الضيق على دماج وشيخها وشق الدعوة وتشتيت طلابه وتفريقهم قبل الفتنة والدليل على ذلك ما ذكره عبدالرحمن العدني نفسه في أول اجتماع للمشايخ في دماج وهو في الحقيقة قيام بدور من سبق من الثائرين على دار الحديث بدماج وعالمها، إذ قال: لا أخفيكم أنه بعد انتهاء فتنة البكري جاءني أناس وقالوا: [قد سقط البكري، فقم أنت الآن]. كما نقل هذا شيخنا يحيى رعاه الله واسألوا مشايخكم الذين سمعوه وكانوا حاضرين وهل فعل البكري إلا التحزب والتفرق.
والسؤال هل لبى العدني هذا الطلب الجواب الواقع خير شاهد على ذلك وما تفرقكم وتشتتكم وولاؤكم الضيق له وبراؤكم من أهل السنة الذي يشهد به الواقع إلا نتيجة ذلك.
الدليل الثاني: ما قاله ولم نسمع منكم همساً بإنكاره على شيخنا يحيى حفظه الله فإنه يقسم بالله العظيم أنه لم يعرف أشد فجورًا في الخصومة وحقدًا، وأعظم كذبًا ومراوغة ومكرًا من يحيى بن علي الحجوري منذ طلبه للعلم إلى الآن.
وهذا نص كلامه ضمن الورقة التي أخرجها المسماة "التعليقات الرضية" قال:(وما أكثر الكذبات وأنواع المكر والمراوغات التي ثبتت على الحجوري مع تظاهره بالصلاح والتقوى وتحري الصدق والأمانة ومن هنا فإني أسجل شهادة تدينًا أعلم أن الله سبحانه سيسألني عنها يوم القيامة {سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}، فأقول فيها: أقسم بالله العظيم أنني لا أعرف منذ طلبت العلم إلى الآن أحدًا ممن ينسب إلى العلم والصلاح أشد فجورًا في الخصومة وحقدًا، وأعظم كذبًا ومراوغة ومكرًا من يحيى بن علي الحجوري...اهـ
أقول من خلال هذا الكلام وحده نستطيع أن نعرف حزبية الرجل الذي تنطبق عليه التعاريف والأركان من خلال التالي:
1ـ ولاؤه لمن هم معه وفي صفه وبراؤه بهذا الكلام من الشيخ يحيى وطلابه.
2ـ أنه لم يعرف له كلام على الحزبيين بل الذي عرف به وفضحه الله به رحمه الله موالاته لمن نحن وأنتم متفقون على حزبيتهم إن لم تؤثر عليكم الحزبية التي تجعل الشخص يعرف ما كان ينكر وينكر ما كان يعرف ورحم الله شيخنا القائل: (من تحزب تخرب) فالحسني وحزبه التالف لا يختلف اثنان ممن وفقهم الله للحق ولا تنتطح عنزان على تحزيبهم وتبديعهم فالعدني يواليهم وبأيمانه الفاجرة هذه يعادي شيخنا ومن معه على السنة، والدليل على ذلك نزول عبد الرحمن العدني إلى وادي حضرموت في الحادي عشر من شهر ربيع الآخر عام 1431هـ
واذهبوا واسألوا عوام الناس فضلاً عن غيرهم كيف كانت حفاوة الحسنيين به واسألوهم في أي مسجد حاضر العدني ومن الذي رحب به وأعلن له ليجيبوكم قائلين متحزبي الحسني واسألوا أي حسني في أي بلاد من اليمن وغيرها ما حال عبد الرحمن العدني ليتحفوكم بالثناء العطر عليه وما فعله الوصابي –رحمه الله- في رحلته المشهورة إلى عدن وحضرموت وتعز ويافع التي نعش فيها أصحاب أبي الحسن من أمثال صلاح بن علي سعيد العدني، وجلال بن ناصر العدني، ومحمد بن عوض اليافعي وجميل الشجاع, حيث اجتمع بهم ونزل في مساجدهم وأثنى عليهم من غير توبة منهم ولا بيان ولا إصلاح برفقة عبدالله وعبدالرحمن ابني مرعي في نعش بعضهم والاجتماع بهم ورضاهما وعدم إنكارهما لذلك.
ولمَّا ذهب عبدالرحمن العدني إلى حاشد حيث أعلنت له محاضرة هناك فالتقى بالحاشدي أحد رؤوس أصحاب أبي الحسن في محاضرته، وقام الحاشدي يتكلم في الشيخ يحيى ثم قال والآن يتفضل الشيخ عبدالرحمن يجيب عن الأسئلة فقام عبدالرحمن ولم ينكر ذلك، بل صافح الحاشدي وعانقه بعد ذلك. وانظر لذلك ملزمة (مختصر البيان ص121)
ومن ذلك ما ذكره الشيخ أبو حاتم سعيد بن دعاس المشوشي اليافعي رحمه الله وغفر له في ملزمته (البرهان المنقول على ما خالفه عبد الرحمن العدني وحزبه من الأصول) قال: ومن أعجب الريب: أن الحزبيين لهم اهتمام بالسؤال عنه, فقد سأل عنه أحد الحزبيين السروريين قبل سنوات, ولما جاء عبد الله الفوزان, والجيزاني, وهما من الحزبيين, إلى دماج, لم يكن سؤالهما إلا عن عبد الرحمن, وكانا حريصين على اللقاء به, وأبيا اللقاء بشيخنا يحيى -أعزه الله-
وفي الوقت نفسه كان نافراً عن شيخنا, وهو في داره, حتى من المشايخ الآخرين, فإنه في بدء التسجيل, طلب منه أحد الإخوة أن يتشاور مع شيخنا يحيى, فقال: ليس هذا بضروري, وأبى, وأخبرني الأخ إحسان اللحجي, أنه سأل العدني عن معارضة بعض المشايخ لما أراد, فقال: أنا ما أبالي. ا.هـ
أقول والله أن هذا كافي في تحزيبه بأدلة الكتاب والسنة قال الله تعالى:﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُون فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾[الأنعام:68]
وفي الجامع لأحكام القرآن[11/165]: ذكر القرطبي رحمه الله كلاماً ثم وضح ما في هذه الآية قائلاً: (النهي عن مجالسة أهل البدع والأهواء، وأن من جالسهم حكمه حكمهم)ا.هـ
ومن السنة حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " . رواه أحمد [وحسنه شيخنا مقبل في الصحيح المسند برقم1272].
ومن أقوال السلف: قال أبو داود: قلت لأحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهل السنة مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه ؟ قال :لا، أو تُعْلمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به.
قال ابن مسعود رضي الله عنه : المرء بخدنه ا.هـ
«كما في طبقات الحنابلة (1/ 160) ومناقب أحمد لابن الجوزي ص250»
وقال الأوزاعي: من ستر عنا بدعته لم تخف علينا ألفته..
وقال ابن المبارك: من خفيت علينا بدعته لم تخف علينا ألفته..
ذكره في (الإبانة الصغرى ص156]
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه** فكل قرين بالمقارن يقتدى
وقال آخر:
أولئك خلصائي نعم وبطانتي ** وهم عيبتي من دون كل قريب
واذهبوا وفتشوا في معبر حيث يقطن أصحاب هذا الحزب كالحزبي نور الدين ستجدون أن في ذلك المركز من الإخواني والحسني والسروري والعدني ومن على شاكلتهم ومع هذا يذكر الحزبي نور الدين في رده عليَّ أن ردي عليه تضمن أمرين الأول: أني أزعم أن السرورية والإخوان والحسنيين من أهل السنة! وهذا ما لا يدل عليه كلامي لا من قريب ولا من بعيد.
أقول: هو وإن لم يقصد ما ذكرته أنا إلا أن القرائن تدل على حالهم وعلى ما ذكرته كما تقدم من فعل مشايخهم.
فبالله عليكم ألا يكفي هذا الدليل لكل ذي عينين يبصر الحق ويدين به نقول هذا فضلاً عن أنه ليس معروف أعني العدني رحمه الله بالكلام على الحزبيين والتحذير منهم فلم نسمع منه من قبل همساً ولو ببنت شفة في تحزيب أبي الحسن والتحذير منه وأمثاله فضلاً عن ما حصل منه ومن غيره من مشايخهم من أفعال كما تقدم ولم يبقَ بهذه الأوصاف الذي شهد بها على الشيخ يحيى من جميع المتحزبة والمبتدعة إلا الشيخ يحيى أليس هذا هو عين الولاء والبراء الضيق قال الشيخ يوسف الجزائري حفظه الله في ملزمته المعروفة بجناية عبد الرحمن وهو يفصل في شهادته ويمينه: (حيث إن (أحدًا) لفظ متوغل في النكرة مسبوق بنفي وهذا نص في العموم، و(مَن) في (ممن) اسم موصول دال على العموم أيضًا، فكان كلامه نصًا في كون الشيخ يحيى أعز الله قدره أكذب وأفجر وأروغ وأحقد من جميع أهل الباطل والضلال ممن ينسب إلى العلم والصلاح!! فلما اتضح هذا الكذب والفجور من عبدالرحمن لعبد الرحمن نفسه! نشر بعد زمن من ذلك كلامًا بأنه إنما يقصد بذلك من عرفهم وخالطهم!! فجعل كلامه الذي هو نص في العموم مجملاً! ومن ثمّ لا بد من المجمل من بيان!! وفي الحين الذي كان عليه أن يتراجع ويتوب عن هذا الكلام الباطل ذهب يراوغ بقصده..!!) ا.هـ.
وهنا سؤال موجه لكل من قدم العاطفة على القول بالحق واعتقاد الحق هل فترة ملازمة شيخنا يحيى للشيخ مقبل بما يقرب من سبعة عشر سنة لا تكفي في أن يعلم الشيخ مقبل هذه الأوصاف التي رماه بها العدني وعلمها العدني من سائر من في المركز من لدن الشيخ مقبل ومشايخ الدار إلى آخر طالب من طلاب الدار؟
ولو فرضنا علمها العدني وحده هل يجوز له أن يسكت عن من هذه أوصافه ولا يخبر شيخه مقبل بها ويحذره من أن ينوبه في درسه مَن هذه أوصافه أم أنه الكذب والخداع والتلبيس وهذه هي أركان الحزبية كما تقدم التي ظهرت فيه رحمه الله وفي ببغاواته أمثالك وأمثال أبي العباس.
ولو أنه يشهد لله بحق أعني العدني لشهد بهذه الأوصاف على أهلها فقد ذكر شيخكم ربيع المدخلي أصلحه الله هذه الأوصاف في أبي الحسن، فيما نقل علي بن ناصر في ملزمته: (إلى من يطلب على حزبية عبد الرحمن العدني الأصول العلمية) من كتابه: "التنكيل": قال وأقول: (قد عرف القارئ من مناقشاتي له أنه هو المبطل والمتلاعب في أعماله في السراج وفي قطع اللجاج وأنه هو الفاجر في الخصومة - المشوه الحاقد فيها وفي أشرطته التي تجاوزت الثمانين وفي كتاباته المتأخرة المليئة بالبهت والظلم الذي لم يسبق إلى مثله"، وعبد الرحمن العدني لا يعرف هذا(!!)
وقال ربيع أيضاً في أبي الحسن في ملزمته " أبو الحسن ينافح عن أهل الأهواء" : قائلاً: (غير أنه يفوقهم في المكر والخداع فهو يحارب السلفيين بسيف السلفية وتحت ستارها ويفوقهم في الكذب وكثرة الثرثرة وتقليب الأمور وتمجيد نفسه والتظاهر بالصلاح والتقوى وله سلف آخرون في الكيد والكذب يعرفهم من يدرس التاريخ).
قال علي بن ناصر: وعبد الرحمن العدني لا يعرف هذا التاريخ ولم يمر به منذ طلبه للعلم إلا مع الشيخ يحيى الحجوري(؟!)ا.هـ
ولو أردت أن تعرف أن هذه الأوصاف أو بعضها تنطبق على مَن، لوجدت أنها تنطبق عليه هو الشاهد بها لكن لا نقول مثل ما قال لا نعرف منذ طلبنا العلم فلو نظرت في تاريخه في هذه الفتنة بعين الإنصاف وتذكرت عندما اجتمع مشايخ الإبانة في معبر بتاريخ 12\4\1428هـ وأخرجوا بياناً كان مما فيه (.....وشكروا الشيخ يحيى على ما يقوم به، من خدمته ودفاعه عن الدعوة السلفية، إذ أنه لا يتكلمُ بدافع الحسد ولا بدافع الحقد ولا بدافع الرغبة في إسقاط أحد من أهل السَّنة، وإنما بدافع الغيرة على السَّنةِ و أهلِها ....الخ)
فقد وقع على تصديق هذا البيان سبعة منهم وهو ثامنهم.
والسؤال لكم يا أصحاب العواطف الجياشة لماذا وقع عليها وشهادته بخلافها إلا علامة واضحة على أن تلك الأوصاف تنطبق عليه لا على شيخنا حفظه الله فهو المراوغ لأنه كان يتم على أمر باتفاق ما بينه وبين المشايخ وإذا به يخالف وهو الكذاب لأن شهادته تخالف تماماً ما وقعت عليه بنانه وهو الفاجر في الخصومة لأنه ما ذكر هذه الأوصاف المفتراة على شيخنا إلا في أوج الفتنة التي ما وجد حجة يشفي غليله به إلا بها تلك الشهادة رحمه الله وغفر له.
وبعده اجتمع هؤلاء المشايخ أنفسهم في الحديدة وأصدروا بياناً وفيه قال العدني: (وأبرأ إلى الله ممن يطعنون في الشيخ يحيى الحجوري و بمركز دماج ....الخ).
وجوارحه تشهد عليه بهذا الكلام ثم بعد سنة من هذه البيانات والشهادات أصدر هذه الشهادة الآثمة فلماذا يوقع معهم وهو يشهد على الشيخ تديناً بهذه الأوصاف التي عرفه عليها من قبل 15 عام في ذلك الحين أجب يا نور الدين وأجب أنت يا أبا العباس يا من دعوت على نفسك بالهلاك فوق ما وصلت إليه من هلاك في الحزبية المقيتة؟
ألا يدل ذلك على الولاء والبراء الضيق منه ومنكم إذ تدافعون عنه وتباهلون على أنه على الجادة وليس بحزبي؟
وبعد هذا إذا تقرر أنه حزبي نأتي الآن بالبراهين من كلام علمائكم وعلمائنا على أن كل حزبي وقع في حزبية وتعبد الله بحزبيته المخالفة للكتاب والسنة مبتدع:
قال شيحنا الإمام الوادعي – رحمه الله:
حكم من يوالي جماعة ويعادي الأخرين أنه مبتدع ضال.."[غارة الأشرطة(2/28)]
وسئل شيخكم ربيع بن هادي المدخلي –أصلحه الله- السؤال التالي
قد سمعنا من غير واحد من أهل العلم أنه ليس كل حزبي مبتدعا, فما الفرق بين الحزبي والمبتدع؟
الجواب: والله نحن نرى الحزبيين مبتدعة ، قد يكون في الحزبيين من هو شر من المبتدعة والعياذ بالله ، لأن هذا الحزبي لا يسلم من محاربة أهل السنة والجماعة، لا يسلم من موالاة أهل البدع والباطل، لأن الأحزاب كما ترون الآن تجمع أخلاطا وأشتاتا من أهل البدع والضلال، فلا أعرف حزباً نقياً من البدع والضلال ،فكيف يخالط المبتدعين ويواليهم ويناصرهم ويروج لمنهجهم المحارب لمنهج الله الحق ؟؟!! ، فكيف يكون هذا سنياً سلفياً ؟؟!!.
الأمور تحتاج إلى تدبر، الحزبية خطيرة جداً، ومن أشد المبادئ
والمناهج في نظري مقتاً عند الله- تبارك وتعالى - وهؤلاء الذين يقولون
نحن سلفيون لكننا إما إخوان وإما تبليغيون هؤلاء والله يستحقون
التأديب والاهانة أكثر من غيرهم ، وما أحسبهم أنهم صادقون في
ادعائهم السلفية ، والله لو كان صادقا ما خالط أهل البدع ولا عاشرهم
ولا ناصرهم ولا والاهم ، ولا ناصب العداء لأهل السنة، فهذا يدل على أن
هذه دعوة غير صادقة.
ولو كان راضياً بالمنهج السلفي، وعرف أحقيته وأنه هو دين الله الحق،
فلماذا يترك أهله ويحاربهم وينابذون ويذهب مع خصومهم من أهل
الباطل ومن دعاة الباطل ومن أنصار الباطل ؟.
فأنا في رأيي أن كل حزبي مبتدع شاءوا أم أبوا ، لأن فيهم من
الصفات والأفعال ومن الأعمال ما يجعل كثيراً منهم شراً من أهل البدع،....انتهى
[ " مجموع كتب ورسائل وفتاوى ربيع المدخلي " (14/161 ،162 )].
وقال أيضاً ـ هداه الله ـ :-الحزبية بدعة بل أكثر الأحزاب وقعوا في شتى البدع"[أسئلة أبي رواحة ص(9)].
وسئل العلامة النجمي رحمه الله: ثم هل كل من كان فيه حزبية مبتدع خارج من أهل السنة والجماعة؟
الجواب: نعم لأن الحزبية هي بدعة نفسها ومن رضي بها وسار في ركابها وناصر أصحابها فهو مبتدع.[الفتاوى الجلية 2/214].(كما في القول المقنع ص17"الهامش").
وقال رحمه الله:-ومما سبق نعلم أن الحزبية بدعة لأن الله ساقها مساق الذم في مواضع كثيرة من كتابه ونهى عنها رسول الله و حذر منها في أحاديث كثيرة..." [مورد العذب ص(150)].
وبوّب رحمه الله في نفس الكتاب "المورد العذب الزلال" أن: الحزبية ليست من منهج الأنبياء بل هي بدعة.
فإذا تقرر أن كل حزبي مبتدع وتقرر أن عبد الرحمن حزبي بالأدلة المتقدمة فهو على هذا مبتدع بفتوى جهابذة العلماء حتى يعلم القارئ لماذا حزبناه وبدعناه وأن تبديعنا له بالدليل لا بالهوى كما ادعاه هذا الهالك أبو العباس وبنحوه صنوه نور الدين وإن لم تنفع معكم هذه الحجج فسنعطيكم من كلام علمائكم في العدني فهل أنتم قابلون؟
فقد نقل ياسينكم العدني في رسالته الموسومة ب(طعونات أهل العلم والأكابر في عبد الرحمن بن مرعي العدني الماكر) عن ربيع المدخلي أنه قال فيه (ماكر.وأسوأ من الحجوري.) ثم أكد ذلك بالشهود الذين سمعوا ربيع يذكر ذلك وهم :عرفات المحمدي، وعباس الجونة، عبد الرؤوف عباد، وهاني بن بريك، وصلاح كنتوش، ومنير السعدي، وعلي الحذيفي، وعبد الله بن سعيد، وجمال الدين اليماني، وياسين العدني).
أقول: إن من لازم هذا الكلام أن العدني ليس مبتدعاً فحسب كما تعتقدوه في شيخنا حفظه الله وإنما أشد بدعة منه لأنه أسوأ منه.
تنبيه: الدليل أنهم يبدعون شيخنا يحيى حفظه الله ما تجده في شبكاتهم ومنتدياتهم كمنتديات سبل الهدى السلفية، والسلفية والله بريئة من تبديعهم هذا عياذاً بالله.
وقال أيضاً :(على عبد الرحمن بن مرعي أن يتوب ويتراجع).
وأكد أن هذا الكلام كان بحضرة زكريا بن شعيب) ا.هـ
وقال عبيد الجابري أصلحه الله فيه: بالنسبة للأخ عبد الرحمن بن عمر مرعي- لا يصلح للدعوة ، أقل ما يقال فيه أنه مغفل بناء على كلمات سمعتها منه ومن تلكم الكلمات قوله في الوثيقة الفاجرة الكافرة الظالمة التي وقعها محمد بن عبد الله الريمي ثم المعبري الملقب بالإمام قال في تلك الوثيقة أعني عبد الرحمن قال فيها باطل أقول قائل هذه المقولة كما أسلفت أقل ما يقال فيه أنه مغفل، والمغفل لا يصلح للدعوة ولايصلح للتدريس أبداً، خير له أن يصلي مع المسلمين يحضر الجمعة والجماعة مع المسلمين.
وقال أيضا : ضائع. وكل ذلك ثابت عنه صوتياً.
وقال عبد الرحيم البخاري أصلحه الله: في عبد الرحمن بن مرعي : فيه خسّة .انتهى.
ثم بين أن الشهود على هذه الكلمة منه هم العشرة الذين شهدوا على كلام ربيع.
وقال فيه البخاري أيضاً لما سأله أبو عثمان نورين بن عثمان بن محمد الكيني.
السؤال: شيخنا بارك الله فيكم، عندنا بعض الطلاب ﻻ زالوا في مركز الفيوش، فبماذا تنصحونهم؟
الجواب: ماذا أنصحهم؟ يخرجوا، عبدالرحمن مفتون، عبدالرحمن رجل مفتون، ولم يبق عنده إﻻ من هو على شاكلته ا.هـ
فهل يا قوم أنتم قابلون بعد هذا كله وهل هذه الحجج يا أبا العباس كسراب بقيعة؟ وهل يعتبر هذا يا نور الدين تثبيت للعرش الذي طلبته؟
ووالله إن هذا لكافي لمن يريد الحق فعلاً ويرجو الله والدار الآخر بصدق فمن كان هذا حالة سيتبين له أن هذه الحجج قوية وكافية في تحزيب وتبديع العدني رحمه الله وكانت تكفيك وتغنيك يا نور الدين عن ما قلته في أكثر من ثلاث مئة ملزمة وألف شريط لو كنت موفق فيما مضى.
وفي الختام أقول: ألا فلتتقوا الله يا نور الدين ويا أبا العباس في أنفسكم وفي من يغتر بتلبيساتكم فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل.
﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمّ َتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ﴾[البقرة:281].
تنبيه: سمعت كلام شيخي المفضال أبي بلال فوجدت أنه يعضدني في كثير مما كتبته هنا فحمدت الله على ذلك فشكر الله له ونفع به.
نسأل الله أن يثبتنا على الحق حتى نلقاه وأن يتوفانا على الإسلام والسنة إنه هو السميع العليم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه: أبو بلال مصطفى بن محمد النعمي .
ليلة الأحد 2 / جمادى الثاني / 1437 هـ
لتحميل الرد بصيغة b d f
من هنا وفقك الله
الحمد لله القائل (وقل الحق من ربكم)والقائل(أفمن يهدي للحق أحق أن يُتبع) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم القائل «من رأى منكم مُنكراً فليغيره بيده, فإن لم يستطع فبلسانه, فإن لم يستطع فبقلبه, وذلك أضعف الإيمان» أما بعد: فهذا في الأصل كان رداً على نور الدين السدعي الوصابي الذي رد على ردي عليه المسمى (نصرة الدين في الرد على نور الدين) بردٍ سمَّاه (الرد المختصر على المتحجور المحتضر) وهو في نفس الوقت رد على صنوه أبي العباس الذي يطلب الحجج والبراهين على تحزيب العدني والذي في نفس الوقت يحلف الأيمان المغلظة أن ما معنا مثقال ذرة من حجة فإني في هذا البحث أوضح بيان زيفهم وتلبيسهم بإذن الله بإظهار بعض الحجج والبراهين الكافية بإذن الله وأن تثبيت العرش الذي طلبه مثبت لدينا ولله الحمد من قديم وليس من الآن على حزبية عبد الرحمن بن مرعي العدني رحمه الله وأتباعه وإنما ذكرت بعضها هنا حتى نبرهن للخاص والعم منكم أننا نتكلم بعلم وبرهان لا بهوى ولله الحمد وحتى لا ينخدع المساكين بأيمانكم الفاجرة وتلبيسكم المقيت فأقول وبالله أستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم: كان خير لي أن أشغل نفسي بما هو أنفع من الردود على هؤلاء المفتونين ولكن بما أني رأيت لكلامهم شيء من الرواج خاصة عند المتتبعين للواتس فقد جعلت هذا من باب الجهاد في سبيل الله فإن الجهاد شرع لإزالة الأذى عن المسلمين فأحببت أن أجعل لي مشاركة في نصرة الحق وأهله وغيرة على المنهج السلفي وإزالة الأذى عنه ونسأل الله الإخلاص في القول والعمل وإلا فإني أحب أن أعمل بنصيحة شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله فإنها بليغة ونافعة فقد قال كما في " الصواعق المرسلة "
(3\ 1158 ) :وأما الجاهل المقلد فلا تعبأ به ولا يسوؤك سبه وتكفيره وتضليله فإنه كنباح الكلب فلا تجعل للكلب عندك قدرا أن ترد عليه كلما نبح عليك ودعه يفرح بنباحه وافرح أنت بما فضلت به عليه من العلم والإيمان والهدى واجعل الإعراض عنه من بعض شكر نعمة الله التي ساقها إليك وأنعم بها عليك " .اهـ
وقد كنت أود أن أورد كلام هذا المفتون ليعلم القارئ ماذا قال والرد عليه لكن رأيت أن الكلام سيطول وأنا هنا أحاول أن أختصر الكلام خشية الطول والسآمة ولهذا فلن أرد على كلامه كاملاً وإنما على أهمه فقط وإلا فسيطول.
فأقول أولاً: لي مع عنوان ردك الهزيل (الرد المختصر على المتحجور المحتضر)
ثلاث وقفات: الأولى: لفظة متحجور تعني أني لم أكن حجوري ثم تحجورت أقول وبصراحة إن هذا مما لا يليق حتى بركبة العنز أن تضحك منه إذ أن كلامي واضح جداً وما فيه لا من قرب ولا من بعد تعصب للحجوري ولا حرفاً واحداً ينص على ذلك إلا أنكم تمشون على مذهب من لم يكن معي فهو ضدي ولقد ذكرتني بالرافضة الذين يجعلون كل من لم يكن رافضي سني ناصبي وإذا كان سلفي يسمونه وهابي فانتم تجعلون من لم يكن برمكي ممن درس في دماج حجوري وهل هذا إلا من أدلة تحزبكم للعدني وأذنابه وتبرؤكم من الحق وأهله وتذكرني حقيقة بعصبية أهل الجاهلية الذي قال قائلهم:
وهل أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد
وإن مما يدندن به أنت وأمثالكم من الحزبيين على أهل السنة لفظ حجاورة فنقول للناس أولاً إنما قالوها تقليداً لشيخهم الوصابي رحمه الله فالقوم أهل تقليد وهوى لا لأنها من الكلام العربي وإلا فإنها لا تصح لفظاً ولامعنىً أما لفظاً فلله در أخينا أبي محمد سعيد السعدي الصومالي فقد قال في ملزمته (هدية للوصابي) كان مما ينعق به الوصابي في رحلته تلك إطلاق لفظ الحجاورة على شيخنا العلامة الناصح الأمين وعلى الطلاب فلم يصب فيما قال وجانب الحق في الفعال والمقال وكان التخبط حليفاً له في الحال والمآل ، ونعق به بعده أتباعه الممسوخون الجهلة المجاهيل ، ولم يتنبه هؤلاء البغبغاوات أن جعل "حجاورة" جمعاً لمفرد "حجوري" خطأ لغوي مبين ولحن مشين, مما أفسد المفردات والأوزان ونقل عن العربية العرباء إلى أنواع الهذيان.هـ مع بعض التصرف.
فأقول إن جمع حجوري حجوريون لا حجاورة فأنا ناصح لكم أن تتعلموا النحو فقد لحنتم في الأقوال والأفعال.
قَالَ عَليّ بن مُحَمَّد العبرتاني:
رَأَيْت لِسَان الْمَرْء وَافد عقله ... وعنوانه فَانْظُر بِمَاذَا تعنون
فَلَا تعد إصْلَاح اللِّسَان فَإِنَّهُ ... يخبر عَن مَا عِنْده وَيبين
ويعجبني زِيّ الْفَتى وجماله ... وَيسْقط من عَيْني سَاعَة يلحن
وكَانَ عبد الله بن عمر رضي الله عنه يضْرب وَلَده على اللّحن.
قَالَ الشَّاعِر:
النَّحْو يصلح من لِسَان الألكن ... والمرء تكرمه إِذا لم يلحن
وَإِذا أردْت من الْعُلُوم أجلهَا ... فأجلها مِنْهَا مُقيم الألسن
ألا فلتتقوا الله ولتعدلوا لحنكم القولي والفعلي، وأما لحنها معنى ففي الوقفة الثانية.
الوقفة الثانية: نحن لم ننشأ ونترعرع ولله الحمد والمنة على الانتساب لأحد من الخلق على حساب الدين غير رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا أفتخر أني أنتسب إليه نسباً وإلى سنته عقيدةً ومنهجاً على فهم السلف الصالح ولا أعترف بالانتساب لغيره ولم يكن من منهجنا ذلك قال الله جل ذكره: (اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ)[الأنعام:106]
قال ابن كثير رحمه الله:[1/771] (أي اقتد به واقتف أثره واعمل به ، فإن ما أوحي إليك من ربك هو الحق الذي لا مرية فيه ، لأنه لا إله إلاّ هو)ا.هـ فإذا كان نبينا الكريم المعصوم متبع لما أوحي إليه ولم ينتسب أو يتعصب لأحد فكيف نختار نحن الانتساب لشيخنا وعالمنا الحجوري الذي هو غير معصوم ويخطئ ويصيب فهو شيخي ومعلمي شكر الله له وحفظه من كل سوء ومكروه ولله دره وعليه أجره فلم يربِّ طلابه لا أنا ولا غيري على اتباعه أو تقليده فيما لم يوافق الكتاب والسنة والفهم السلفي لهما وهو يبرأ إلى الله من ذلك وكان كثيراً ما يردد علينا قول الشيخ مقبل رحمه الله: (لا يقلدني إلا ساقط).
الوقفة الثالثة: قولك المحتضر فيه إشارة إلى قرب الموت فأقول السني بفضل الله حي وإن مات, بما له من العلم النافع والعمل الصالح (أو علم ينتفع به) وإن كنت تعتقد أني أحتضر فأنا أعتقد أنكم قد متم أماتتكم الحزبية والبدعة وأهل البدع أمثالكم يموتون وهم أحياء وينقطعون وينقطع خيرهم ولله در أبي بكر بن عياش رحمه الله فقد نقل عنه شيخ الإسلام في المجموع قال: (قيل لأبى بكر بن عياش إن بالمسجد قوما يجلسون و يجلس إليهم فقال من جلس للناس جلس الناس إليه و لكن أهل السنة يموتون و يحيى ذكرهم و أهل البدعة يموتون و يموت ذكرهم لأن أهل السنة أحيوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم فكان لهم نصيب من قوله (ورفعنا لك ذكرك) و أهل البدعة شنؤا ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم فكان لهم نصيب من قوله (إن شانئك هو الأبتر)) مجموع الفتاوى[16 /528].
قوله: وأقول: ثبت عرشك ثم انقش وهكذا طالب أبو العباس بحجج من بدع وحزب.
فأقول أبشروا فنحن ولله الحمد ما أدنا الله بحزبيته إلا بالدليل والحجة والبرهان لا تقليداً لأحد فإن كنتم تقصدون بتثبيت العرش البحث عن الحق والبرهان بصدق ليكون الحق حليفكم فسأسرد بعضها مما يعتبر كافياً عليكم وعلى غيركم وأسأل الله أن يشرح صدر كل من قصده الله والدار الآخر من الباحثين عن الحق وإن كان المقصد آخر فالله حسيبكم.
فأقول هاك الحجة والبرهان في حزبية عبد الرحمن:
أولاً: لابد أن نعرف ماهي الحزبية حتى نعرف من هو الحزبي وننظر هل التعريف ينطبق على العدني لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
تعريف الحزبية: قال ابن منظور رحمه الله: وحزب الرجل أصحابه وجنده الذين على رأيه والجمع كالجمع والمنافقون والكافرون حزب الشيطان، وكل قوم تشاكلت قلوبهم وأعمالهم فهم أحزاب وإن لم يلق بعضهم بعضا بمنزلة عاد، وثمود، وفرعون، أولئك الأحزاب. وكل حزب بما لديهم فرحون، كل طائفة هواهم واحد. ("لسان العرب"/1 / 308).
وقال الصاحب بن عباد: والحِزْبُ أصْحابُ الرَّجُلِ مَعَه على رَأْيِه وأمْره، والجَميعُ الأحْزَابُ. وتَحَزَّبَ القَوْمُ اجْتمعوا فصاروا أحْزاباً. وحَزَّبَهُم فلانٌ. وحازَبْتُه كُنْتَ من حِزْبِه. وفلانٌ يُحَازِبُ لفلانٍ أي يَعْصَبُ به ويَنْصُرُه. ("المحيط في اللغة"/1 / 206).
وقال أبو بكر الرازي في مختار الصحاح[167ٍ]: (حِزْبُ الرجل أصحابه والحزب أيضا الورد ومنه أحْزَابُ القرآن و الحِزْبُ أيضا الطائفة و تحزَّبوا تجمعوا و الأحْزَابُ الطوائف التي تجتمع على محاربة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام)
.
وخلاصة تعريف الحزبية ما قاله شيخنا مقبل رحمه الله تعالى في "تحفة المجيب" (ص/11) أن الرجل يخرج من دائرة أهل السنة ومنهج السلف الصالح إذا ارتكب البدع, وخرج عن منهج السلف -وذكر طرفاً من ذلك- ثم قال: أو الولاء الضيق, كالحزبية التي هي ولاء وبراء ضيق.
وقال-طيب الله ثراه-: (يا إخواني المسألة مسألة فكرة وولاء وبراء ولاء لمن كان معهم وبراء لمن لم يكن معهم)ا.هـ من شريط أسئلة أهل ريدة من حضرموت.
ثم اعلم أن الحزبي يعرف أيضاً بعلامات قال الامام محدث اليمن مقبل بن هادي الوادعي ( رحمه الله ) : أركان الحزبية ثلاثة: (1. التلبيس
٢. الخداع٣. الكذب)[الرحلات الدعوية:114] [بشائر الفرح بتقريب فوائد الامام الوادعي في علم الرجال والمصطلح لأبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري]
والآن نأتي لننظر هل هذا التعريف وهذه الأركان تنطبق على العدني حتى تعرفوا هل حزَّبه العلماء بحجة وبرهان أم بهوى.
الدليل الأول على حزبيته: تبييته وإخفاؤه الولاء والبراء الضيق على دماج وشيخها وشق الدعوة وتشتيت طلابه وتفريقهم قبل الفتنة والدليل على ذلك ما ذكره عبدالرحمن العدني نفسه في أول اجتماع للمشايخ في دماج وهو في الحقيقة قيام بدور من سبق من الثائرين على دار الحديث بدماج وعالمها، إذ قال: لا أخفيكم أنه بعد انتهاء فتنة البكري جاءني أناس وقالوا: [قد سقط البكري، فقم أنت الآن]. كما نقل هذا شيخنا يحيى رعاه الله واسألوا مشايخكم الذين سمعوه وكانوا حاضرين وهل فعل البكري إلا التحزب والتفرق.
والسؤال هل لبى العدني هذا الطلب الجواب الواقع خير شاهد على ذلك وما تفرقكم وتشتتكم وولاؤكم الضيق له وبراؤكم من أهل السنة الذي يشهد به الواقع إلا نتيجة ذلك.
الدليل الثاني: ما قاله ولم نسمع منكم همساً بإنكاره على شيخنا يحيى حفظه الله فإنه يقسم بالله العظيم أنه لم يعرف أشد فجورًا في الخصومة وحقدًا، وأعظم كذبًا ومراوغة ومكرًا من يحيى بن علي الحجوري منذ طلبه للعلم إلى الآن.
وهذا نص كلامه ضمن الورقة التي أخرجها المسماة "التعليقات الرضية" قال:(وما أكثر الكذبات وأنواع المكر والمراوغات التي ثبتت على الحجوري مع تظاهره بالصلاح والتقوى وتحري الصدق والأمانة ومن هنا فإني أسجل شهادة تدينًا أعلم أن الله سبحانه سيسألني عنها يوم القيامة {سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}، فأقول فيها: أقسم بالله العظيم أنني لا أعرف منذ طلبت العلم إلى الآن أحدًا ممن ينسب إلى العلم والصلاح أشد فجورًا في الخصومة وحقدًا، وأعظم كذبًا ومراوغة ومكرًا من يحيى بن علي الحجوري...اهـ
أقول من خلال هذا الكلام وحده نستطيع أن نعرف حزبية الرجل الذي تنطبق عليه التعاريف والأركان من خلال التالي:
1ـ ولاؤه لمن هم معه وفي صفه وبراؤه بهذا الكلام من الشيخ يحيى وطلابه.
2ـ أنه لم يعرف له كلام على الحزبيين بل الذي عرف به وفضحه الله به رحمه الله موالاته لمن نحن وأنتم متفقون على حزبيتهم إن لم تؤثر عليكم الحزبية التي تجعل الشخص يعرف ما كان ينكر وينكر ما كان يعرف ورحم الله شيخنا القائل: (من تحزب تخرب) فالحسني وحزبه التالف لا يختلف اثنان ممن وفقهم الله للحق ولا تنتطح عنزان على تحزيبهم وتبديعهم فالعدني يواليهم وبأيمانه الفاجرة هذه يعادي شيخنا ومن معه على السنة، والدليل على ذلك نزول عبد الرحمن العدني إلى وادي حضرموت في الحادي عشر من شهر ربيع الآخر عام 1431هـ
واذهبوا واسألوا عوام الناس فضلاً عن غيرهم كيف كانت حفاوة الحسنيين به واسألوهم في أي مسجد حاضر العدني ومن الذي رحب به وأعلن له ليجيبوكم قائلين متحزبي الحسني واسألوا أي حسني في أي بلاد من اليمن وغيرها ما حال عبد الرحمن العدني ليتحفوكم بالثناء العطر عليه وما فعله الوصابي –رحمه الله- في رحلته المشهورة إلى عدن وحضرموت وتعز ويافع التي نعش فيها أصحاب أبي الحسن من أمثال صلاح بن علي سعيد العدني، وجلال بن ناصر العدني، ومحمد بن عوض اليافعي وجميل الشجاع, حيث اجتمع بهم ونزل في مساجدهم وأثنى عليهم من غير توبة منهم ولا بيان ولا إصلاح برفقة عبدالله وعبدالرحمن ابني مرعي في نعش بعضهم والاجتماع بهم ورضاهما وعدم إنكارهما لذلك.
ولمَّا ذهب عبدالرحمن العدني إلى حاشد حيث أعلنت له محاضرة هناك فالتقى بالحاشدي أحد رؤوس أصحاب أبي الحسن في محاضرته، وقام الحاشدي يتكلم في الشيخ يحيى ثم قال والآن يتفضل الشيخ عبدالرحمن يجيب عن الأسئلة فقام عبدالرحمن ولم ينكر ذلك، بل صافح الحاشدي وعانقه بعد ذلك. وانظر لذلك ملزمة (مختصر البيان ص121)
ومن ذلك ما ذكره الشيخ أبو حاتم سعيد بن دعاس المشوشي اليافعي رحمه الله وغفر له في ملزمته (البرهان المنقول على ما خالفه عبد الرحمن العدني وحزبه من الأصول) قال: ومن أعجب الريب: أن الحزبيين لهم اهتمام بالسؤال عنه, فقد سأل عنه أحد الحزبيين السروريين قبل سنوات, ولما جاء عبد الله الفوزان, والجيزاني, وهما من الحزبيين, إلى دماج, لم يكن سؤالهما إلا عن عبد الرحمن, وكانا حريصين على اللقاء به, وأبيا اللقاء بشيخنا يحيى -أعزه الله-
وفي الوقت نفسه كان نافراً عن شيخنا, وهو في داره, حتى من المشايخ الآخرين, فإنه في بدء التسجيل, طلب منه أحد الإخوة أن يتشاور مع شيخنا يحيى, فقال: ليس هذا بضروري, وأبى, وأخبرني الأخ إحسان اللحجي, أنه سأل العدني عن معارضة بعض المشايخ لما أراد, فقال: أنا ما أبالي. ا.هـ
أقول والله أن هذا كافي في تحزيبه بأدلة الكتاب والسنة قال الله تعالى:﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُون فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾[الأنعام:68]
وفي الجامع لأحكام القرآن[11/165]: ذكر القرطبي رحمه الله كلاماً ثم وضح ما في هذه الآية قائلاً: (النهي عن مجالسة أهل البدع والأهواء، وأن من جالسهم حكمه حكمهم)ا.هـ
ومن السنة حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " . رواه أحمد [وحسنه شيخنا مقبل في الصحيح المسند برقم1272].
ومن أقوال السلف: قال أبو داود: قلت لأحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهل السنة مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه ؟ قال :لا، أو تُعْلمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به.
قال ابن مسعود رضي الله عنه : المرء بخدنه ا.هـ
«كما في طبقات الحنابلة (1/ 160) ومناقب أحمد لابن الجوزي ص250»
وقال الأوزاعي: من ستر عنا بدعته لم تخف علينا ألفته..
وقال ابن المبارك: من خفيت علينا بدعته لم تخف علينا ألفته..
ذكره في (الإبانة الصغرى ص156]
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه** فكل قرين بالمقارن يقتدى
وقال آخر:
أولئك خلصائي نعم وبطانتي ** وهم عيبتي من دون كل قريب
واذهبوا وفتشوا في معبر حيث يقطن أصحاب هذا الحزب كالحزبي نور الدين ستجدون أن في ذلك المركز من الإخواني والحسني والسروري والعدني ومن على شاكلتهم ومع هذا يذكر الحزبي نور الدين في رده عليَّ أن ردي عليه تضمن أمرين الأول: أني أزعم أن السرورية والإخوان والحسنيين من أهل السنة! وهذا ما لا يدل عليه كلامي لا من قريب ولا من بعيد.
أقول: هو وإن لم يقصد ما ذكرته أنا إلا أن القرائن تدل على حالهم وعلى ما ذكرته كما تقدم من فعل مشايخهم.
فبالله عليكم ألا يكفي هذا الدليل لكل ذي عينين يبصر الحق ويدين به نقول هذا فضلاً عن أنه ليس معروف أعني العدني رحمه الله بالكلام على الحزبيين والتحذير منهم فلم نسمع منه من قبل همساً ولو ببنت شفة في تحزيب أبي الحسن والتحذير منه وأمثاله فضلاً عن ما حصل منه ومن غيره من مشايخهم من أفعال كما تقدم ولم يبقَ بهذه الأوصاف الذي شهد بها على الشيخ يحيى من جميع المتحزبة والمبتدعة إلا الشيخ يحيى أليس هذا هو عين الولاء والبراء الضيق قال الشيخ يوسف الجزائري حفظه الله في ملزمته المعروفة بجناية عبد الرحمن وهو يفصل في شهادته ويمينه: (حيث إن (أحدًا) لفظ متوغل في النكرة مسبوق بنفي وهذا نص في العموم، و(مَن) في (ممن) اسم موصول دال على العموم أيضًا، فكان كلامه نصًا في كون الشيخ يحيى أعز الله قدره أكذب وأفجر وأروغ وأحقد من جميع أهل الباطل والضلال ممن ينسب إلى العلم والصلاح!! فلما اتضح هذا الكذب والفجور من عبدالرحمن لعبد الرحمن نفسه! نشر بعد زمن من ذلك كلامًا بأنه إنما يقصد بذلك من عرفهم وخالطهم!! فجعل كلامه الذي هو نص في العموم مجملاً! ومن ثمّ لا بد من المجمل من بيان!! وفي الحين الذي كان عليه أن يتراجع ويتوب عن هذا الكلام الباطل ذهب يراوغ بقصده..!!) ا.هـ.
وهنا سؤال موجه لكل من قدم العاطفة على القول بالحق واعتقاد الحق هل فترة ملازمة شيخنا يحيى للشيخ مقبل بما يقرب من سبعة عشر سنة لا تكفي في أن يعلم الشيخ مقبل هذه الأوصاف التي رماه بها العدني وعلمها العدني من سائر من في المركز من لدن الشيخ مقبل ومشايخ الدار إلى آخر طالب من طلاب الدار؟
ولو فرضنا علمها العدني وحده هل يجوز له أن يسكت عن من هذه أوصافه ولا يخبر شيخه مقبل بها ويحذره من أن ينوبه في درسه مَن هذه أوصافه أم أنه الكذب والخداع والتلبيس وهذه هي أركان الحزبية كما تقدم التي ظهرت فيه رحمه الله وفي ببغاواته أمثالك وأمثال أبي العباس.
ولو أنه يشهد لله بحق أعني العدني لشهد بهذه الأوصاف على أهلها فقد ذكر شيخكم ربيع المدخلي أصلحه الله هذه الأوصاف في أبي الحسن، فيما نقل علي بن ناصر في ملزمته: (إلى من يطلب على حزبية عبد الرحمن العدني الأصول العلمية) من كتابه: "التنكيل": قال وأقول: (قد عرف القارئ من مناقشاتي له أنه هو المبطل والمتلاعب في أعماله في السراج وفي قطع اللجاج وأنه هو الفاجر في الخصومة - المشوه الحاقد فيها وفي أشرطته التي تجاوزت الثمانين وفي كتاباته المتأخرة المليئة بالبهت والظلم الذي لم يسبق إلى مثله"، وعبد الرحمن العدني لا يعرف هذا(!!)
وقال ربيع أيضاً في أبي الحسن في ملزمته " أبو الحسن ينافح عن أهل الأهواء" : قائلاً: (غير أنه يفوقهم في المكر والخداع فهو يحارب السلفيين بسيف السلفية وتحت ستارها ويفوقهم في الكذب وكثرة الثرثرة وتقليب الأمور وتمجيد نفسه والتظاهر بالصلاح والتقوى وله سلف آخرون في الكيد والكذب يعرفهم من يدرس التاريخ).
قال علي بن ناصر: وعبد الرحمن العدني لا يعرف هذا التاريخ ولم يمر به منذ طلبه للعلم إلا مع الشيخ يحيى الحجوري(؟!)ا.هـ
ولو أردت أن تعرف أن هذه الأوصاف أو بعضها تنطبق على مَن، لوجدت أنها تنطبق عليه هو الشاهد بها لكن لا نقول مثل ما قال لا نعرف منذ طلبنا العلم فلو نظرت في تاريخه في هذه الفتنة بعين الإنصاف وتذكرت عندما اجتمع مشايخ الإبانة في معبر بتاريخ 12\4\1428هـ وأخرجوا بياناً كان مما فيه (.....وشكروا الشيخ يحيى على ما يقوم به، من خدمته ودفاعه عن الدعوة السلفية، إذ أنه لا يتكلمُ بدافع الحسد ولا بدافع الحقد ولا بدافع الرغبة في إسقاط أحد من أهل السَّنة، وإنما بدافع الغيرة على السَّنةِ و أهلِها ....الخ)
فقد وقع على تصديق هذا البيان سبعة منهم وهو ثامنهم.
والسؤال لكم يا أصحاب العواطف الجياشة لماذا وقع عليها وشهادته بخلافها إلا علامة واضحة على أن تلك الأوصاف تنطبق عليه لا على شيخنا حفظه الله فهو المراوغ لأنه كان يتم على أمر باتفاق ما بينه وبين المشايخ وإذا به يخالف وهو الكذاب لأن شهادته تخالف تماماً ما وقعت عليه بنانه وهو الفاجر في الخصومة لأنه ما ذكر هذه الأوصاف المفتراة على شيخنا إلا في أوج الفتنة التي ما وجد حجة يشفي غليله به إلا بها تلك الشهادة رحمه الله وغفر له.
وبعده اجتمع هؤلاء المشايخ أنفسهم في الحديدة وأصدروا بياناً وفيه قال العدني: (وأبرأ إلى الله ممن يطعنون في الشيخ يحيى الحجوري و بمركز دماج ....الخ).
وجوارحه تشهد عليه بهذا الكلام ثم بعد سنة من هذه البيانات والشهادات أصدر هذه الشهادة الآثمة فلماذا يوقع معهم وهو يشهد على الشيخ تديناً بهذه الأوصاف التي عرفه عليها من قبل 15 عام في ذلك الحين أجب يا نور الدين وأجب أنت يا أبا العباس يا من دعوت على نفسك بالهلاك فوق ما وصلت إليه من هلاك في الحزبية المقيتة؟
ألا يدل ذلك على الولاء والبراء الضيق منه ومنكم إذ تدافعون عنه وتباهلون على أنه على الجادة وليس بحزبي؟
وبعد هذا إذا تقرر أنه حزبي نأتي الآن بالبراهين من كلام علمائكم وعلمائنا على أن كل حزبي وقع في حزبية وتعبد الله بحزبيته المخالفة للكتاب والسنة مبتدع:
قال شيحنا الإمام الوادعي – رحمه الله:
حكم من يوالي جماعة ويعادي الأخرين أنه مبتدع ضال.."[غارة الأشرطة(2/28)]
وسئل شيخكم ربيع بن هادي المدخلي –أصلحه الله- السؤال التالي
قد سمعنا من غير واحد من أهل العلم أنه ليس كل حزبي مبتدعا, فما الفرق بين الحزبي والمبتدع؟
الجواب: والله نحن نرى الحزبيين مبتدعة ، قد يكون في الحزبيين من هو شر من المبتدعة والعياذ بالله ، لأن هذا الحزبي لا يسلم من محاربة أهل السنة والجماعة، لا يسلم من موالاة أهل البدع والباطل، لأن الأحزاب كما ترون الآن تجمع أخلاطا وأشتاتا من أهل البدع والضلال، فلا أعرف حزباً نقياً من البدع والضلال ،فكيف يخالط المبتدعين ويواليهم ويناصرهم ويروج لمنهجهم المحارب لمنهج الله الحق ؟؟!! ، فكيف يكون هذا سنياً سلفياً ؟؟!!.
الأمور تحتاج إلى تدبر، الحزبية خطيرة جداً، ومن أشد المبادئ
والمناهج في نظري مقتاً عند الله- تبارك وتعالى - وهؤلاء الذين يقولون
نحن سلفيون لكننا إما إخوان وإما تبليغيون هؤلاء والله يستحقون
التأديب والاهانة أكثر من غيرهم ، وما أحسبهم أنهم صادقون في
ادعائهم السلفية ، والله لو كان صادقا ما خالط أهل البدع ولا عاشرهم
ولا ناصرهم ولا والاهم ، ولا ناصب العداء لأهل السنة، فهذا يدل على أن
هذه دعوة غير صادقة.
ولو كان راضياً بالمنهج السلفي، وعرف أحقيته وأنه هو دين الله الحق،
فلماذا يترك أهله ويحاربهم وينابذون ويذهب مع خصومهم من أهل
الباطل ومن دعاة الباطل ومن أنصار الباطل ؟.
فأنا في رأيي أن كل حزبي مبتدع شاءوا أم أبوا ، لأن فيهم من
الصفات والأفعال ومن الأعمال ما يجعل كثيراً منهم شراً من أهل البدع،....انتهى
[ " مجموع كتب ورسائل وفتاوى ربيع المدخلي " (14/161 ،162 )].
وقال أيضاً ـ هداه الله ـ :-الحزبية بدعة بل أكثر الأحزاب وقعوا في شتى البدع"[أسئلة أبي رواحة ص(9)].
وسئل العلامة النجمي رحمه الله: ثم هل كل من كان فيه حزبية مبتدع خارج من أهل السنة والجماعة؟
الجواب: نعم لأن الحزبية هي بدعة نفسها ومن رضي بها وسار في ركابها وناصر أصحابها فهو مبتدع.[الفتاوى الجلية 2/214].(كما في القول المقنع ص17"الهامش").
وقال رحمه الله:-ومما سبق نعلم أن الحزبية بدعة لأن الله ساقها مساق الذم في مواضع كثيرة من كتابه ونهى عنها رسول الله و حذر منها في أحاديث كثيرة..." [مورد العذب ص(150)].
وبوّب رحمه الله في نفس الكتاب "المورد العذب الزلال" أن: الحزبية ليست من منهج الأنبياء بل هي بدعة.
فإذا تقرر أن كل حزبي مبتدع وتقرر أن عبد الرحمن حزبي بالأدلة المتقدمة فهو على هذا مبتدع بفتوى جهابذة العلماء حتى يعلم القارئ لماذا حزبناه وبدعناه وأن تبديعنا له بالدليل لا بالهوى كما ادعاه هذا الهالك أبو العباس وبنحوه صنوه نور الدين وإن لم تنفع معكم هذه الحجج فسنعطيكم من كلام علمائكم في العدني فهل أنتم قابلون؟
فقد نقل ياسينكم العدني في رسالته الموسومة ب(طعونات أهل العلم والأكابر في عبد الرحمن بن مرعي العدني الماكر) عن ربيع المدخلي أنه قال فيه (ماكر.وأسوأ من الحجوري.) ثم أكد ذلك بالشهود الذين سمعوا ربيع يذكر ذلك وهم :عرفات المحمدي، وعباس الجونة، عبد الرؤوف عباد، وهاني بن بريك، وصلاح كنتوش، ومنير السعدي، وعلي الحذيفي، وعبد الله بن سعيد، وجمال الدين اليماني، وياسين العدني).
أقول: إن من لازم هذا الكلام أن العدني ليس مبتدعاً فحسب كما تعتقدوه في شيخنا حفظه الله وإنما أشد بدعة منه لأنه أسوأ منه.
تنبيه: الدليل أنهم يبدعون شيخنا يحيى حفظه الله ما تجده في شبكاتهم ومنتدياتهم كمنتديات سبل الهدى السلفية، والسلفية والله بريئة من تبديعهم هذا عياذاً بالله.
وقال أيضاً :(على عبد الرحمن بن مرعي أن يتوب ويتراجع).
وأكد أن هذا الكلام كان بحضرة زكريا بن شعيب) ا.هـ
وقال عبيد الجابري أصلحه الله فيه: بالنسبة للأخ عبد الرحمن بن عمر مرعي- لا يصلح للدعوة ، أقل ما يقال فيه أنه مغفل بناء على كلمات سمعتها منه ومن تلكم الكلمات قوله في الوثيقة الفاجرة الكافرة الظالمة التي وقعها محمد بن عبد الله الريمي ثم المعبري الملقب بالإمام قال في تلك الوثيقة أعني عبد الرحمن قال فيها باطل أقول قائل هذه المقولة كما أسلفت أقل ما يقال فيه أنه مغفل، والمغفل لا يصلح للدعوة ولايصلح للتدريس أبداً، خير له أن يصلي مع المسلمين يحضر الجمعة والجماعة مع المسلمين.
وقال أيضا : ضائع. وكل ذلك ثابت عنه صوتياً.
وقال عبد الرحيم البخاري أصلحه الله: في عبد الرحمن بن مرعي : فيه خسّة .انتهى.
ثم بين أن الشهود على هذه الكلمة منه هم العشرة الذين شهدوا على كلام ربيع.
وقال فيه البخاري أيضاً لما سأله أبو عثمان نورين بن عثمان بن محمد الكيني.
السؤال: شيخنا بارك الله فيكم، عندنا بعض الطلاب ﻻ زالوا في مركز الفيوش، فبماذا تنصحونهم؟
الجواب: ماذا أنصحهم؟ يخرجوا، عبدالرحمن مفتون، عبدالرحمن رجل مفتون، ولم يبق عنده إﻻ من هو على شاكلته ا.هـ
فهل يا قوم أنتم قابلون بعد هذا كله وهل هذه الحجج يا أبا العباس كسراب بقيعة؟ وهل يعتبر هذا يا نور الدين تثبيت للعرش الذي طلبته؟
ووالله إن هذا لكافي لمن يريد الحق فعلاً ويرجو الله والدار الآخر بصدق فمن كان هذا حالة سيتبين له أن هذه الحجج قوية وكافية في تحزيب وتبديع العدني رحمه الله وكانت تكفيك وتغنيك يا نور الدين عن ما قلته في أكثر من ثلاث مئة ملزمة وألف شريط لو كنت موفق فيما مضى.
وفي الختام أقول: ألا فلتتقوا الله يا نور الدين ويا أبا العباس في أنفسكم وفي من يغتر بتلبيساتكم فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل.
﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمّ َتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ﴾[البقرة:281].
تنبيه: سمعت كلام شيخي المفضال أبي بلال فوجدت أنه يعضدني في كثير مما كتبته هنا فحمدت الله على ذلك فشكر الله له ونفع به.
نسأل الله أن يثبتنا على الحق حتى نلقاه وأن يتوفانا على الإسلام والسنة إنه هو السميع العليم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه: أبو بلال مصطفى بن محمد النعمي .
ليلة الأحد 2 / جمادى الثاني / 1437 هـ
لتحميل الرد بصيغة b d f
من هنا وفقك الله