• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

انبعاث التنبه بانكشاف حزبية لقمان باعبده

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • انبعاث التنبه بانكشاف حزبية لقمان باعبده

    انبعاث التنبه بانكشاف حزبية لقمان باعبده


    أذن بنشرها:
    شيخنا العلامة الكريم أبو عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله
    وقد راجعها وزادها:
    شيخنا الفاضل الناصح أبو عمرو عبد الكريم الحجوري حفظه الله،
    وشيخنا الفاضل أبو بلال خالد باعامر الحضرمي حفظه الله،
    وشيخنا المفيد أبو حمزة محمد بن حسين العمودي حفظه الله،
    وشيخنا الفاضل أبو عبد الله طارق بن محمد البعداني حفظه الله
    كتبها:
    الفقير إلى الله أبو فيروز عبد الرحمن بن سوكايا آل الطوري
    القدسي الجاوي الإندونيسي عفى الله عنه
    بعقر الدعوة السلفية الصافية المركز الأم دار الحديث بدماج
    باليمن حرسها الله
    المقدمة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم على محمد وآله أجمعين أما بعد:
    فإن الثعبان مهما اختفى في حجره ويصابر على الاختباء لا بد له أن يخرج يومًا من الدهر. وكذلك الحزبي مهما تستّر أيّامًا تحت ديباج السلفية لا بد له أن يظهر خبثه الكمين في أوانه. قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُون﴾ [البقرة/72]
    ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُم﴾ [محمد/29]
    وقال الإمام المجدد الوادعي رحمه الله: إن الشخص يتستر ولا يُظهر الحزبية إلا بعد أن تقوى عضلاته, ويرى أن الكلام لا يؤثر فيه. ("غارة الأشرطة" ج2 ص14)
    وممن كتم الانحرافات وتدرّع بدرع السنة وتزيّن بزينة السلفية في أكبر بلاد المسلمين هو رجل مسمى لقمان با عبده الإندونيسي هداه الله، صاحب مركز ومؤسسة "السلفي". وقد كان إمام الجرح والتعديل فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تفرّس فيه وشمّ رائحة الحزبية منه فقال: (أخشى أن يكون لقمان إخوانيًّا مدسوسًا) أو نحو ذلك. وقال الإمام الوادعي رحمه الله: فمن قال له الأخ ربيع إنه حزبي فسينكشف لك بعد أيام أنه حزبي؛ ("غارة الأشرطة" 2/9)
    فسعى الرجل وأتباعه جادّين في توهين تلك الفراسة ورفعوا شأن لقمان أيّما رفعة حتى أقنعوا معظم السلفيين في بلدنا بأنه سلفي رفيع القدر.
    لم أقل هذا تشفّيًا ولا غِلًّا. والله يعلم أني كنت من المخدوعين به، وأنه من أحبّ الناس إليّ لله حتى يتبين لي الحق فلا حلال لي السكوت عنه. ولا ينبغي للسلفيين أن يبالوا بإرجافات المرجفين. وَلَسْتُ أُبَالِى حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا عَلَى أَىِّ شِقٍّ كَانَ لله مَصْرَعِى
    وَذَلِكَ فِى ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ.
    (قَالَه خُبَيْبٌ بن عدي الأَنْصَارِىُّ رضي الله عنه، أخرجه البخارى (7402))
    فترأّس لقمان ومَسَك مُعظم الدعوة السلفية في بلدنا وخبأ بعض الأحقاد في صدره على شيخنا الكريم يحيى الحجوري حفظه الله منذ خروجه من دماج. واستمرّ أمره حتى جاء أمر الله وهو كاره، وذلك بانكشاف حزبيته مع ظهور مكر ابني مرعي بالدعوة السلفية باليمن، فقام لقمان ونصب نفسه أكبرَ أنصار ابني مرعي في بلدنا فأظهر محاربته لشيخنا المجاهد يحيى الحجوري حفظه الله.
    وقد وصلت إلينا أخبار كثيرة موثوقة في تنكّر لقمان لشيخنا حفظه الله ولدار الحديث بدماج. وجاء أخيرًا شريط فيه كلامه أمام مجموعة من أتباعه (وعلى رأسهم غلامه محمد عفيف الدين) أظهر فيه خبائثه المدفونة كما ستجدون بعضها في هذه الرسالة إن شاء الله. وليس كل كلامه رددته عليه لضيق الأوقات. ولكن اللبيب تكفيه الإشارة. وإلى الموضوع، وبالله التوفيق.



    الباب الأول : منزلة شيخنا عند علماء السنة

    لشيخنا أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله منزلة رفيعة عند علماء السنة. قال الإمام المجدد الوادعي رحمه الله: (.. والشيخ يحيى حفظه الله تعالى في غاية من التّحرّي والتُّقى والزهد والورع وخشية الله، وهو قوَّال بالحق لا يخاف في الله لومة لائم...) . (في تقديمه على كتاب "أحكام الجمعة" لشيخنا حفظه الله)
    وقال رحمه الله :(...الشيخ الفاضل التّقيّ الزّاهد ... والأخ الشيخ يحيى هو ذلك الرّجل المحبوب لدى إخوانه لما يرون فيه من حسن الاعتقاد ومحبة السنة وبغض الحزبيّة المسّاخة...). (في تقديمه على كتاب "ضياء السالكين" لشيخنا حفظه الله)
    وقال رحمه الله:(.. وصدق ربّنا إذ يقول: ﴿يأيها الذين آمنوا إن تتّقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم﴾، فالشيخ يحيى حفظه الله فتح الله عليه بسبب تمسكه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم). (في تقديمه على كتاب "الصبح الشارق" لشيخنا حفظه الله)
    وقال أخونا عبد الله ماطر وفقه الله: سألت الشيخ – يعني الإمام الوادعي- وأنا والله ليس بيني وبينه إلا الله عز وجل، وأنا في غرفته على سريره الذي ينام عليه. فقلت: يا شيخ إلى من يرجع إليه الإخوة في اليمن؟ ومن هو أعلم واحد في اليمن؟ فسكت الشيخ قليلا ثم قال: الشيخ يحيى. هذا الذي سمعته من الشيخ . وهذا ليس معناه أننا نتنقص علماء اليمن. فإنا نحبهم ونجلهم في الله ..إلخ ("المؤمّرة الكبرى" ص24)
    وقال الأخ سمير الحديدي للشيخ ربيع حفظهما الله: إن أصحاب أبي الحسن يقولون إنه ليس هناك علماء في اليمن. فقال الشيخ ربيع: والشيخ محمد ما هو؟!! والشيخ يحيى ما هو؟!! وغيرهم من إخوانهم. اهـ ("إنباء الفضلاء" ص22 لأخينا الفاضل المستفيد الأصولي سعيد دعاس حفظه الله)
    قال الإمام ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله فيه: والذي أدين الله عز وجل به أن الشيخ الحجوري تقي ورع زاهد – وأخذ يثني عليه- وقد مسك الدعوة السلفية بيد من حديد ولا يصلح لها إلا هو وأمثاله ("ثناء إمام الجرح والتعديل على الشيخ يحيى الحجوري" / للشيخ أبي همام البيضاني / 1426 من الهجرة)
    وقال الشيخ محمد الإمام حفظه الله: لا يصلح للجرح والتعديل في هذا العصر إلا الشيخ ربيع والشيخ يحيى ("البراهين الجلية" /ص 6 / لأبي زيد معافى المغلافي)
    وقال أيضاً حفظه الله : لا يطعن في الشيخ العلامة يحيى الحجوري إلا جاهل أو صاحب هوى. ("المؤامرة الكبرى" ص23 لعبد الغني القعشمي حفظه الله)
    وذكر الأخ عبد الله الدبعي حفظه الله أن الشيخ محمد الإمام حفظه الله ذكر يومًا الخروج للدعوة فقال أحد الحاضرين: يا شيخ إن الشيخ يحيى لم يخرج للدعوة. فقال الشيخ محمد الإمام حفظه الله: انتظر، الحجوري إمام. ("المؤمرة الكبرى" ص24)
    وقال الشيخ عبد العزيز البرعي حفظه الله تعالى :(..نحن نعلم أنه على تقوى الله عزّ وجلّ ومراقبة، وأخونا في الله عزّوجلّ ونحبّه في الله، وعالم من علماء السُّنّة، نفع الله به ، أسدٌ من أسود السُّنّة، تاجٌ على رؤوس أهل السُّنّة، نحبُّه في الله عزّ وجلّ ) . من شريط "أسئلة أصحاب قصيعر"بتاريخ (28/7/1428) .
    وقال الشيخ حفظه الله تعالى أيضًا :(فالشيخ يحيى شامة في وجوه أهل السنة وتاج على رؤوسهم). (نقله الأخ عبد الغني القشعمي حفظه الله في "المؤمرة الكبرى" ص24)
    وقال شيخنا الزاهد الفقيه جميل الصلوي - حفظه الله-: (الذي يتكلم في الشيخ يحيى مطعون، فالشيخ يحيى يتكلم لله ولدين الله، وأحدنا قد يجبن أن يتكلم في بعض الأمور، وهو قد هيئه الله لهذا الأمر، للتعليم والتأليف ولحل كثير من المشاكل). ("المؤامرة الكبرى" /لعبد الغني القشعمي - حفظه الله-/ص24)
    وقال الشيخ أبو عبد السلام حسن بن قاسم الريمي حفظه الله- أحد تلاميذ الإمام الألباني رحمه الله- في مكر ابني مرعي وأتباعه بالشيخ يحيى حفظه الله: .. فأخذوا بكلّ ما أُتوا من عدة وعتاد وقوة وتلبيس وتدليس وقلب للحقائق يريدون من ذلك الإحاطة بهذا الجبل الأشيم والدرع الأمين بإذن الله لهذه الدعوة بدماج الخير هو ومن معه من المشايخ النجباء الفضلاء. إلخ ("حقائق واقعية" له حفظه الله ص20)
    وقال فضيلة شيخنا الوالد أبو أبراهيم محمد بن محمد بن مانع العنسي الصنعاني - حفظه الله-: ننصح إخواننا بأن يرحلوا ا إلى علماء السنة وإلى دار الحديث وقلعة السنة - بدماج - حرسها الله تعالى التى أسست من أول يوم على السنة والتي ليس لها نظير في زماننا هذا من حيث التميز وتقرير العقيدة السلفية والرد على أهل البدع والزيغ والضلال تلك الدار التي أسسها شيخنا المجدد ناصر السنن وقامع البدع أبو عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي - رحمة الله تعالى وأكرم مثواه.
    ولايخفى أن تلك الدار قد نفع الله بها كثيراً وهدى بها كثيراً وتخرج منها المشايخ وطلبة العلم الذين انتشروا في أقطار الأرض دعاةً إلى التوحيد والسنة وإلى منهج السلف.
    ولاتزال- بحمدالله - عامرة بالعلم والسنة بعد أن خلف الشيخ فيها بوصية منه الشيخ المحدث أبو عبدالرحمن يحيى بن على الحجوري - حفظه الله تعالى - فقام بالدعوة خير قيام ، قوالاً بالحق ناصراً للسنة قامعاً للبدعة وأهلها فجزاه الله خيراً ("نصيحة مختصرة للإندونيسيين"/ له - حفظه الله- /ص1)
    الباب الثاني: ليست مجرد بناء المركز !

    قال لقمان با عبده: (لو كان أحد يريد أن يبني مركزا يقال: إنه سيبني المركز الحزبي. فمثل هذا يقال إنه حزبي؟ هذه فائدة ما كانت موجودة في ميزان المنهج).
    الجواب أولًا: هذا يدل على جهل – أو تجاهل- لقمان بهذا الأمر. والإنسان عدو لما لا يعلمه. قال المناوي رحمه الله: فإن مَن جهل شيئًا عاداه. والناقص لعدم الفضل لعجزه عن بلوغ فضلهم يريد ردَّهم إلى درجة نقصه لعزته بنفسه، ذكره الماوردي. ("فيض القدير" 3/ص11) وفي "شرح ديوان المتنبي" ص 392:
    وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً وآفـته مـن الفهـم السـقيم
    ولكـن تـأخــذ الآذان مـنه على قدر القرائح والعلوم
    ثانيًا: إن حزبية ابني مرعي وأتباعهما ليست مجرّد بناء المركز، بل هي كما تلي:
    الأولى: الثناء على المبتدعة والحزبيين أو رفع شأنهم (رقم 1)
    الثانية: النصرة للمبطلين، والتألم لهم، والدفاع عنهم(رقم 2)
    الثالثة: كثرة السكوت عن أباطيل الحزبيين، وضعف إنكار المنكر عليهم (رقم 3)
    الرابعة: الطعونات في علماء السنة المستقيمين بغير حق(رقم 4)
    ويتفرع ومن هذا الباب:
    1- تشويه أهل الحق بأن فيهم فكرة الخروج أو التكفير (رقم 5)
    2- تشويه أهل السنة بأنهم سبب الفرقة والتفرق(رقم 6)
    3- محاولة إلصاق اسم الفتنة للسني الناصح (رقم 7)
    4- رمي أهل السنة الغيورين الصادعين بالحق بالتسرع والاستعجال (رقم 8)
    الخامسة: التكذيب، والذمّ لبعض الشهود أو من بين أخطآه أو نصحه (رقم 9)
    السادسة: تحقير أهل الحق أو الاستهزاء بهم (رقم 10)
    السابعة: الافتراء، والكذب، والبهت على الناقدين الناصحين الصادقين. (رقم 11)
    الثامنة: رفع شعارات، منها:
    1- رفع شعار (علىكم بالرفق! فيكم غلو، وتشدد، وشدة!) (رقم 12)
    2- رفع شعار "أنتم أهل التشهير!" (رقم 13)
    3- التستر بـ: "جلب المصلحة ودفع المفسدة" لإسكات الناصحين (رقم 14)
    4- رفع شعار "حسن الظن" لهدم الانتقاد (رقم 15)
    5- رفع شعار "التثبت والتبين" دفعا للانتقاد (رقم 16)
    6- رفع شعار التظلم والعدل لتشويه الناصح وجلب عاطفية الناس (رقم 17)
    التاسعة: إلفات نظر الناس عن محل النزاع (رقم 18)
    العاشرة: استغلال المواقف لتنفيذ أغراضهم الحبيثة (رقم 19)
    الحادية عشرة : النفور، والصد، والتنفير من الحق وأهله. (رقم 20)
    الثانية عشرة: تخذيله للذابّين عن منهج السلف المحاربين للمتحزبين (رقم 21)
    الثالثة عشرة: الاحتجاج بسكوت بعض العلماء (رقم 22)
    الرابعة عشرة: الاتراس بفتوى أو فعل بعض العلماء في مخالفته الحق (رقم 23)
    الخامسة عشرة: غلوّهم في رئيسهم أو بعض العلماء إلى مستوى لا ينتقد (رقم 24)
    السادسة عشرة: تأصيل الأصول المخالفة للدعوة السلفية، لنصرة الباطل (رقم 25)
    السابعة عشرة: قلة قبول النصح الحق (رقم 26)
    الثامنة عشرة: بطانة السوء، ومجالسة الحزبيين، وموالاتهم (رقم 27)
    التاسعة عشرة: التناقضات واستخدام الأكاذيب (رقم 28)
    ويتفرع أو قريب منها:
    1- المكر والخداع والحيل والكيد (رقم 29)
    2- الغش والخيانة (رقم 30)
    3- التشبه بالإخوانيين وأفراخهم في سلوك طريقة البطء (رقم 31)
    4- البراءة السياسية (رقم 32)
    5- التستر، والتقية، والتلون، وتعداد الوجوه. (رقم 33)
    6- التصنع بالليونة ومكارم الأخلاق (رقم 34)
    7- تقليب الحقائق (رقم 35)
    8- الخيانة في نقل الكلام فتغيّر المعنى (رقم 36)
    العشرون: التلبيس، والتمويه، والشبهة (رقم 37)
    الحادية والعشرون: الاهتمام بكثرة السواد (رقم 38)
    الثانية والعشرون: تصييد الناس وتغريرهم بالأماني أو العطايا إلخ (رقم 39)
    الثالثة والعشرون: عدم الرضا بنشر الحق المخالف لهواه (رقم 40)
    الرابعة والعشرون: الحرص على جمع الأموال على اسم الدعوة (رقم 41)
    ويتفرع من ذلك:
    1- التشبة بطريقة الإخوان المسلمين في التسول بعد إلقاء الموعظة (رقم 42)
    2- فتح سبيل لإقامة الجمعية ونحوها باسم الدعوة (رقم 43)
    3- استخدام الصندوق ونحوه لجمع الأموال (رقم 44)
    الخامسة والعشرون: كثرة الرحلات والسفريات تقوية لأساس حزبه (رقم 45)
    السادسة والعشرون: ضعف الإقبال على طلب العلم (رقم 46)
    السابعة والعشرون: التزلف والاندساس عند بعض العلماء والسلفيين (رقم 47)
    الثامنة والعشرون: التظاهر بالتوبة أو إيهام التراجع أو نحو ذلك (رقم 48)
    التاسعة والعشرون: إثارة الفتن وتمزيق صفوف السلفيين (رقم 49)
    ويتفرع منها: 1- التحريش وتوسعة دائرة الاختلاف (رقم 50)
    2- محاولة إيقاع الشر على أهل السنة على أيدي الحكومة (رقم 51)
    3- إثارة الفتن في المسجد (رقم 52)
    الثلاثون: الالتفاف والانضمام على حسب الأغراض والمصالح النفسية الدنيوية، (وقد يترك أصحابه بعد قضاء الحاجة أو إذا أن يخشى أن الصيحة عليه) (رقم 53)
    الحادية والثلاثون: العصبية، والولاء والبراء الضيق (رقم 54)
    الثانية والثلاثون: سلوك قاعدة: الغاية تبرر الوسيلة (رقم 55)
    الثالثة والثلاثون: نصب العداوة للناقدين الناصحين الثابتين على الحق (رقم 56)
    ويتفرع من ذلك:
    1- التضييق وإيقاع الأذية على السلفيين (رقم 57)
    2- إرادة بأهل السنة الدوائر (رقم 58)
    3- انتزاع المساجد، أو إمامتها، أو خطابتها من أيدي أهل السنة (رقم 59)
    4- التهويل والإرهاب الفكري (رقم 60)
    الرابعة والثلاثون: استخدام الألفاظ المجملة المطلقة. (رقم 61)
    الخامسة والثلاثون: السرية في الجلسات، أو نحو ذلك لشيء مريب (رقم 62)
    السادسة والثلاثون: تضييع الشباب المخدوعين بهم، فصرفوهم عن الخير(رقم 63)
    السابعة والثلاثون: التميع والتمييع (رقم 64)
    الثامنة والثلاثون: قلة الورع (رقم 65)
    التاسعة والثلاثون: الرضا باشتراك الكتّاب المجاهيل في محاولة ضرب الدعوة (ر: 66)
    الأربعون: مخالفة طريقة السلف حالًا وقالًا(رقم 67)
    الحادية والأربعون: التدرّع بإنشاء مركز لإمرار حزبيتهم (رقم 68)
    الثانية والأربعون: الحسد الواضح من حيث أن يسعوا في هدم أعظم مراكز السنة في اليمن، وأن ينتقل الناس إلى مركزهم. (رقم 69)
    الثالثة والأربعون: الجور في تطبيق القواعد، والفجور في الخصومة. (رقم 70)
    تنبيه:
    1- أكثر هذه الأفعال تولى كبرها عبد الرحمن وأخوه، أو مناصروهما بدون إنكار منهما مع علمهما بذلك.
    2- عدد تلك الخصال بغضّ النظر إلى كون بعضها فرعا من غيرها -بطريقة الشيخ أحمد النجمي رحمه الله في كتابه "دحر الهجمة"- صارت سبعين خصلة. وطريقة الإحصاء مثل هذا سائغة في الشرع فهي من باب عطف الخاص على العام ، أو عكس ذلك، أو من باب عطف البعض على الكل، أو عكس ذلك تنبيها. وهو معتبر في الشرع كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ » (أخرجه البخاري (33) ومسلم (109))
    قال الإمام ابن مفلح رحمه الله: وَلِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ : .. وَهُوَ مِنْ عَطْفِ الْخَاصِّ عَلَى الْعَامِّ وَإِنَّمَا ذُكِرَ بِلَفْظٍ خَاصٍّ صَرِيحٍ لِئَلَّا يَتَوَهَّمَ مُتَوَهِّمٌ أَنَّهُ لَيْسَ بِكَذِبٍ وَإِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ فِي اللَّفْظِ ثُمَّ غَايَتُهُ أَنْ يَدْخُلَ مِنْ طَرِيقِ الظَّاهِرِ، وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ كَذِبٌ بِاسْتِعْمَالِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ إلخ ("الآداب الشرعية" ج 1 / ص 35)
    وكما في حديث ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فيه: قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: «فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِيرٌ . قَالَ: هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ، وَهَؤُلاَءِ سَبْعُونَ أَلْفًا قُدَّامَهُمْ، لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلاَ عَذَابَ. قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: كَانُوا لاَ يَكْتَوُونَ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ » . (أخرجه البخارى (6541) ومسلم (220))
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قَوْله ( وَعَلَى رَبّهمْ يَتَوَكَّلُونَ ) يَحْتَمِل أَنْ تَكُون هَذِهِ الْجُمْلَة مُفَسِّرَة لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ تَرْك الِاسْتِرْقَاء وَالِاكْتِوَاء وَالطِّيَرَة، وَيَحْتَمِل أَنْ تَكُون مِنْ الْعَامّ بَعْد الْخَاصّ لِأَنَّ صِفَة وَاحِدَة مِنْهَا صِفَة خَاصَّة مِنْ التَّوَكُّل وَهُوَ أَعَمّ مِنْ ذَلِكَ، اهـ المراد ("فتح الباري" م 11 ص 571)
    ثالثا: فمن تتبع – مع الإنصاف والصدق في معرفة الحق- بيانات أهل السنة من أهل المركز الأم دار الحديث بدماج حرسها الله عَلم صدق ما نقول في خصال حزبية ابني مرعي وشلتهما بإذن الله. فمن يطلب الهداية من الله صدقًا فإن الله لهادي الذين آمنوا إلى صراط مستقيم. عَنْ أَبِى ذَرٍّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: « يَا عِبَادِى إِنِّى حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِى وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا يَا عِبَادِى كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ (أخرجه مسلم (2577))
    وهو لا يضيع أجر من يسعى في طلب الهداية. ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت/69]
    وأما من آثر العمى فإنه اتبع سبيل ثمود. قال تعالى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون﴾ [فصلت/17]
    وجزاء التعامى هو من جنس العمل. ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى . قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا. قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾ [طه/124،126].
    الباب الثالث: طعونات لقمان في شيخنا حفظه الله

    إن طعونات لقمان با عبدة هداه الله في شيخنا كثيرة منها: قوله: (هذا نفس كلام أسامة بن لادن، نعم). و(العقاب الثالث: قوله تعالى: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون﴾) وقوله: (فالحجوري لا بد أن يأتي بذلك وإلا حد في ظهرك. والعقاب الثاني: لا تقبل له شهادة، فإنه كذاب عند الله وعند الناس. نقول: هات يا حجوري وإلا فلك هذه المنقبة). وقوله: (فالحجوري في الأسماء والصفات أخطأ خطأ فاحشا). وقوله: (لكن مع هذا كله فإنّ لسانه – يعني: لسان الحداد- لم يبلغ رتبة لسان هذا الرجل (الحجوري) في القبح)، وقوله: (قال الشيخ عبد الله: إن الشيخ يحيى يضرّ الدعوة السلفية في اليمن).
    جوابنا الأول: هذا النقل الأخير بلا نكير منك، بل هو في موطن الاحتجاج. فهذا يعتبر كلامك.
    الجواب الثاني: هذا طعن منك ومن شيخك في شيخنا حفظه الله طعن بلا برهان، رد عليكما أئمة السنة وعلماؤها بثنائهم العاطر على شيخنا حفظه الله. فمن تأمل ذلك الثناء العاطر من هؤلاء الصادقين علم أن الشيخ يحيى حفظه الله مجاهد، حارس السنة، من أهل التقى والورع والزهد وقد بذل نفسه لحماية الإسلام والسنة كأنه قال: فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِى لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاء (من قول حسان بن ثابت رضي الله عنه. أخرجه البخاري (4141) ومسلم (2490))
    ومع ذلك قابله بعض من لم يعرفوا قدره بقلّة الشكر. قال الإمام أحمد رحمه الله: فما أحسن أثرهم على الناس، وما أقبح أثر الناس عليهم. (مقدمة "الرد على الزنادقة والجهمية" /ص52 مع تحقيقه)
    الجواب الثالث: نعم شيخنا – كما قال أبو تراب وبعض الفضلاء حفظهم الله- يضرّ دعوة جميع المبطلين، كما كان شيخه الإمام الوادعي رحمه الله يضرّ دعوتهم بإذن الله، حتى قال بعض التراثيين لما فشلوا في استمالة الإمام الوادعي رحمه الله: (إن دعوتنا ما انطلقت إلا بعد أن تركت العلماء.) (تحفة المجيب/أسئلة البريطانيين)
    وحتى يخفي أبو الحسن المصري جمعيته أربع سنوات في حياة الإمام. فلما توفي رحمه الله فرح المصري وقال: (ذهب زمن الخوف) وأظهر أباطيله. ولم يشعر أن خليفة الأسد أسد مثله. فضرب الأسدُ المصريَّ وساعده على الضرب ذاك الهزبر الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله فصُرع المصريُ في وقت ظنه أن قيادة الدعوة بيده. ولما كشر فالح الحربي أنيابه ومخالبه على الدعوة السلفية جاءته ملاطيم ذاك الأسد، ثم ساعده على ذلك ذاك الهزبر المدخلي حفظه الله فطاح فالح. ثم استمرّ الأسد الحجوري في توزيع الملاطيم بين جميع أعداء الله حتى يتخوفوا على أنفسهم. وحتى يحاول عبد الله بن مرعي أن لا يعلم طلاب دماج أباطيله. وقد ذكر الشهود –كما ذكره الأخ محمد باجمال الحضرمي حفظهم الله- أن عبد الله بن مرعي منع الطلاب أن يخبروا من جاء من دماج بالمشاكل الواقعة في الشحر لئلا يذهب بصورة سيئة.
    وهكذا جميع المبطلين يتضرّرون بذاك الأسد حتى قال بعض أتباع لقمان با عبده في هذا المركز: (لا تخبروا الشيخ يحيى بما فعل الأساتذة في بلدنا)
    الجواب الرابع: بل شيخك يا لقمان با عبده -هداكما الله -، هو الذي يضرّ الدعوة السلفية النقية بكثرة ديونه –حين فتح المشاريع وعند إغلاقها من أجل الفشل-. فالاقتراح منه، والعمل تحت قيادته وإشرافه، فإذا فشل وتديّن حملها على عواتق الدعوة. وهو الذي يضرّ الدعوة باندساسه بين أوساط السلفيين –وكان حسنيا مندسّاً-، وبمكره بها. وهو يضرّ الدعوة السلفية في إندونيسيا بشبهاته.
    الجواب الخامس: من علامات أهل البدع طعوناته في حملة السنة المحاربين للمبطلين. قال الإمام أبو حاتم الرازي رحمه الله: عَلامةُ أَهلِ البدَعِ الوَقيعةُ في أَهلِ الأَثَر. ("عقيدة السلف" ص109)
    وقال فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: وأقول لا يقع في أعراض العلماء المستقيمين على الحق إلا أحد ثلاثة: إما منافق معلوم النفاق، وإما فاسق يبغض العلماء؛ لأنهم يمنعونه من الفسق، وإما حزبي ضال يبغض العلماء؛ لأنهم لا يوافقونه على حزبيته وأفكاره المنحرفة. اهـ(”الأجوبة المفيدة“ص75)
    وقال فضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله : لا شك أن كل من وقع في العلماء الشرعيين السائرين على نهج الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة فإنه ينطبق عليه الأثر المذكور الوارد عن السلف ، وهو أن الوقيعة في أهل العلم من علامات أهل البدع إلخ.("العقد المنضّض الجديد" له 2/ص 96).
    الباب الرابع: تحقير لقمان مشايخ الدار حفظهم الله

    قال لقمان با عبدة هداه الله: (أما هذا (يعني الشيخ يحيى ) فإنما هو داع الذي لا يعرف المنهج، ثم يرتقي على تلك المرتبة) ومحمد عفيف الدين يضحك يتقهقه لما سمع ذلك الكلام. (1)
    الجواب الأول: قد مر بنا ثناء العلماء على شيخنا يحيى حفظه الله ثناء عظيما وهو يكفي في الرد على لقمان با عبده.
    الجواب الثاني: ينطبق على لقمان قول عبد الله بن المعتز: « العالم يعرف الجاهل، لأنه قد كان جاهلا، والجاهل لا يعرف العالم، لأنه لم يكن عالما» ("الفقيه والمتفقه" للخطيب البغدادي رحمه الله ج 2 / ص 365)
    الجواب الثالث: كفى بشيخنا يحيى حفظه الله منقبة أن يكون داعيًا إلى الله وفي سبيل الله كما قال تعالى:  وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِين  [فصلت/33] وقال تعالى:  قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي  [يوسف/108]
    الجواب الرابع: فاشرح لنا يا أستاذ لقمان ما هو المنهج الذي ادعيت أن شيخنا أبا عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله لا يعرفه، لنعلم أمن الصادقين أنت في الادعاء، أم من الخرّاصين المتعالمين.
    الجواب الخامس: -هذا خاص لصاحبك محمد عفيف الدين -هداه الله وإياك- الذي يضحك يتقهقه- : أنت يا عفيف، مفتقر إلى أن يُقرأ عليك قول الرب تعالى: فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ  [التوبة/82]
    وقال لقمان: (وذكر أيضا –يعني أبا حازم حفظه الله- أن الشيخ يحيى ناصره كثير أيضا، وجل من ذكرهم إنما هم زملائي طلبة العلم في دماج ثم الآن أصبحوا مشايخ جدد) (2)
    الجواب الأول: قال تعالى: وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا * انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا [الإسراء/20، 21]
    لو فرض أن بعض هؤلاء الأجلاء –لا كلهم- كانوا زملاءك في السنوات الغابرة، فما يمنع الله أن يرزقهم زيادة العلوم ثم يرفعهم إلى مستوى العلماء لصدقهم في الطلب وصبرهم في الاجتهاد، وحسنهم في القصد، وتواضعهم في مجالسة العلماء مع عدم التنكّر لهم؟ وذلك بفضل الله ورحمته. وأما لقمان وأمثالهم فإنهم منهبطون في الردى بعد رجوعهم من دماج. قال شيخنا أبو عبد الرحمن يحيى حفظه الله قبل أشهر: (أخشى أن يكون لقمان أردى من جعفر إن لم يتب) أو نحو ذلك. ثم قال حفظه الله بعد وصول كلام لقمان الأخير : (لقمان جعفر الثاني إلا أن جعفرًا أشجع منه. لقمان قد ضيع الإخوة هناك) أو نحو ذلك. ولا وجه للاستغراب من ارتفاع الزملاء إلى ما لا يخطر ببال لقمان، فإن لله الأمر من قبل ومن بعد.  الله أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ  وقال عز وجل: أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [الزخرف/32]
    الجواب الثانية: لو فرض جدلًا أن هؤلاء الأجلاء ليسوا من العلماء، ولكنهم عرفوا فتنة ابني مرعي ففضحوها وأبرزوا عليها الأدلة القوية والحجج النيرة، وهم يمشون بإرشاد شيخنا يحيى بن علي الحجوري العالم الفقيه البصير حفظه الله فهل قبلت منهم يا لقمان؟ أم تقول: (لا يتكلم في أهل البدع إلا العلماء)؟
    سئل الإمام الوادعي رحمه الله: هل التكلم في الحزبيين أو التحذير منهم يعد حرامًا؟ وهل هذا الأمر خاص بالعلماء دون طلبة العلم؟ وإن تبيّن لطلبة العلم الحق في هذا الشخص؟ فأجاب رحمه الله: ينبغي أن يسأل أهل العلم عن هذا الأمر، لكن الشخص الذي ينفر عن السنة وعن أهل السنة وعن مجالس أهل العلم؛ يحذّر منه، والجرح والتعديل لا بد أن يكون الشخص عارفًا بأسبابهما، ولا بد أن يتقي الله سبحانه وتعالى فيما يقول، فإن الأصل في أعراض المسلمين أنّها محترمة، كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((فإنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا)).
    لكن المبتدعة لا بأس أن يحذر منهم طالب العلم في حدود ما يعلم بالعدالة وإذا قلتم فاعدلوا، ولا يجرمنّكم شنآن قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتّقوى، إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان. والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يأمر أبا ذر أن يقول الحق ولو كان مرًا. بل الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ياأيّها الّذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيًّا أو فقيرًا فالله أولى بهما فلا تتّبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإنّ الله كان بما تعملون خبيرًا. فلا بد من العدالة في الكلام على الحزبيين، ولست أقصد أنك تنظر إلى مبتدع وتذكر ما له من حسنات وسيئات، فالمبتدع ليس أهلاً لأن تذكر له حسنات، وليس لنا وقت أن نذكر حسناته. إلخ ("تحفة المجيب" 187-188)
    وسئل الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله: يظنّ كثير من الناس أن الرد على أهل البدع والأهواء قاض على المسلك العلمي الذي اختطه الطالب في سيره إلى الله فهل هذا مفهوم صحيح؟
    فأجاب حفظه الله: هذا مفهوم باطل. وهذا من أساليب أهل الباطل وأهل البدع ليخرس ألسنة أهل السنة. فالإنكار على أهل البدع من أعظم أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وما تميزت هذه الأمة على سائر الأمم إلا بهذه الميزة. كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ 
    وإنكار المنكر تطبيق عملي لما يتعلمه الشباب المسلم من الفقه في دين الله تبارك وتعالى ودراسته لكتاب الله وسنة رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام. فإذا لم يطبق هذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاصة في أهل البدع فقد يدخل في قول الله تبارك وتعالى:  لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
    إذا كان يرى أن البدعة تنتشر ولها دعاتها ولها حملتها ولها الذابون عنها ولها المحاربون لأهل السنة فكيف يسكت؟ وقولهم : "إن هذا يقضي على العلم" هذا كذب، هذا من العلم والتطبيق للعلم. وعلى كل حال فطالب العلم لا بد أن يخصّص أوقاتاً للتحصيل ولا بد أن يكون جادّا في التحصيل، ولا يستطيع أن يواجه المنكرات إلا بالعلم، فهو على كل حال يحصل العلم وفي نفس الوقت يطبق، والله تبارك وتعالى يبارك لهذا المتعلم العامل في علمه. وقد تنزع البركة لما يرى المنكرات قدّامه يقول: لا، لا، لمّا أطلب العلم، يرى الضلالات وأهل الباطل يرفعون شعرات الباطل ويدعون الناس إليها ويضلون الناس فيقول: (لا لا ما سأشتغل بهذه الأشياء, أنا سأشتغل بالعلم). يعني يتدرب على المداهنة. بارك الله فيك ("أجوبة فضيلة الشيخ ربيع" ص 34-35)
    وعلى وجه أعم من هذا قال الإمام ابن باز رحمه الله: فكلٌّ منا عليه واجب، كل مسلم في بلاد الله في المشارق والمغارب في جميع أنحاء الدنيا، كل مسلم، كل طالب علم، وكل عالم، عليه واجبه من الدعوة إلى دين الله الذي أكرمه الله به ودفع الشبه عنه والباطل والرد على خصومه بالأساليب والطرق التي يراها نافعة، التي توصل الحق وترغب في قبول الخق ويراها تردع الباطل.
    ومن المصائب العظيمة: أن يقول الإنسان: (ما أنا المسئول). هذا غلط، هذا منكر عظيم، لا يقوله العاقل إلا إذا كان في محل كفاه غيره، منكر أزاله غيره، باطل نبه عليه غيره. –إلى قوله:- فكل عليه واجبه حتى يُنصر الحق، وحتى يُدحض الباطل، وحتى تقم الحججة على خصوم الإسلام. اهـ المراد ("الغزو الفكري" له رحمه الله ص17)
    وقال أيضا لقمان: (وأنا أرى أن هذا من التعمية، ولما اتصل بي الأستاذ عبد الجبار (وهو من خريج دماج مكث فيها نحو أربع سنين) قال : هؤلاء مشايخ جدد، قال: هذا شيء مضحك، والأساتذة القدماء هناك عرفوا من هؤلاء، أما هنا فإنهم لا يدرون ويقولون: (إن الشيخ يحيى معه العلماء أيضًا)).
    الجواب الأول: بل أبو حازم وأمثاله حفظهم الله في هذه الفتنة على الحق والبصيرة بفضل ربهم ورحمته، وهم على البينة الظاهرة منه. وأما أنت وأتباعك في هذه الحزبية على الباطل والعمى والهوى والكبر والاستهزاء. قال شيخ الإسلام رحمه الله: والهوى غالبا يجعل صاحبه لا يعرف من الحق شيئًا ("مجموع الفتاوى" 27/91)
    الجواب الثاني: احتقاركم لهؤلاء المشايخ ظاهر لا يحتمل التأويل. ألم تستحيوا من الله القائل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ 
    الجواب الثالث: ارجعوا -أيها الأساتذة القدماء- إلى المركز الأم بدماج فانظروا إلى هؤلاء المشايخ الجدد –كما زعمتم- ثم قيسوا أنفسكم على هؤلاء علماً وفقهاً وقرآناً وحديثاً. أنشد أبو بكر رحمه الله: -كما في "يتيمة الدهر" للثعالبي رحمه الله 2 /ص224-
    متى ما أقل مولاي أفضـل مـنهم أكـن للـذي فضّــلـته مـنــتـقـصـا
    ألم ترى أن السيف يزري به الفتى إذا قال هذا السيف أمضى من العصا
    الجواب الرابع: يرحم الله امرأ عرف قدر نفسه وتواضع. عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ ».(أخرجه مسلم (2588))
    وقال أيضا لقمان: (ثم هناك جلسة بين يدي الحجوري وحاصلها أن هناك أربعة أمور: أولها: إن عبد الرحمن حزبي - إلى أن قال- : أما لقمان فجاهل فلا ينبغي أن تختلفوا من أجله، هو رجل كسلان) (لقمان يضحك)
    الجواب الأول: انظروا إلى سخرية لقمان بشيخنا يحيى حفظه الله الذي قال فيه الشيخ محمد الإمام حفظه الله: (انتظر الحجوري إمام) وقال: لا يصلح الجرح والتعديل في هذا الزمن إلا الشيخ يحيى والشيخ ربيع). وقال فيه الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله: (لا يصلح لهذه الدعوة إلا هو وأمثاله)
    الجواب الثاني: أتظن يا لقمان أن شيخنا حفظه الله حكم على ابني مرعي بالحزبية، وأدانك بالكسلان حكم بالهوى والتهور؟ وقال قرر المشايخ السنة باليمن في بيان معبر أن شيخنا يحيى لا يتكلم بالهوى، ونحن شاكرون بجهده وغيرته للدين. ولا يضحكون منه، ولا يسخرون به - حفظه الله وإياهم-
    وقال لقمان: (فيحيى الحجوري آنذاك ما زال يدور حول إذابة الحديد والخلط، وياسين قد درس).
    الجواب الأول: هذا تحقير بين لا يستره الليل ولا الذيل. وهو مكر لينفر الناس من شيخ سني حارس السنة. ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
    الجواب الثاني: هل الاكتساب الحلال يمنع صاحبه عن التدريس وتلقي العلم وغير ذلك من العبادات؟ فقد جمع شيخنا ذلك كله بل صار أعلم الناس في اليمن بشهادة إمام الجرح والتعديل مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله، وصار إماما لأهل السنة بشهادة الشيخ محمد الإمام.
    وأما ياسين العدني لا يزال في الردى. بل قد قال شيخك عبد الرحمن العدني بأنه (بلا أدب) (فاسق) وتفرس بأنه (ما أظنه موفَّق). وقال غلام ياسين أحمدُ مشبح العدني هداه الله: (لو كانت المصلحة برأس كلب للحسها ياسين). ("شرارة اللهب" 2/ص25 للداعي المستفيد أبي حمزة محمد العمودي حفظه الله).
    الجواب الثالث: (علق شيخنا أبو بلال الحضرمي حفظه الله على قول لقمان: (فيحيى الحجوري آنذاك .. وياسين قد درس): وهذا من كذبات لقمان، فإن شيخنا يحيى كان معروفا عند طلاب العلم، وكان إماما لمسجد السنة بدماج. ولعله قبل أن يعرف ياسين دماجَ. ثم ما هذا التعظيم لأناس حزبيين ضائعين والحطّ من أئمة السنة كشيخنا يحيى؟ فما هي يا لقمان إلا الحزبية المساخة، فمن كان معهم رفعوا من شأنه، ومن لم يكن معهم حطّوا من قدره وإن كان عالمًا. فنعوذ بالله من الهوى)
    الجواب الرابع: إذا كان العمل في الحديد أو الأسمنة مهانة عندك، فاعلم أنك أردى . وقد أخبرنا بعض الفضلاء منهم شيخنا الفاضل أبو عبد الله طارق البعداني، وأخونا النبيل أبو حاتم الجزائري حفظهما الله عن شغلك بما يتعلق بالقمامة. وأخبرنا أخونا الفاضل ياسر الحضرمي حفظه الله أنك كثير السفريات، وتركت دروس الإمام الوادعي رحمه الله كثيرا من أجل السفريات إلى صنعاء ومكلا لبيع العسل. وأخبرنا شيخنا الفاضل الشجاع عبد الحميد الحجوري حفظه الله أنك جاهل، كثير السفريات والتخلفات عن دروس الإمام الوادعي رحمه الله، ومشغول بالتكنيس. بل أخبرنا أخونا الفاضل عبد الكريم الحضرمي حفظه الله أنك كنت ضربت أحد الطلاب حتى صاح عليك الإمام الوادعي رحمه الله في مجلس العلم أمام الناس: (يا أبا عبد الله لماذا ضربت أخاك؟!). ومن شدة خداعك أنك تستطيع إبراز علل على ذلك كله.
    الجواب الخامس: تلك الحرفة التي يقصد بها العفة ونفقة العيال أرفع وأرفع وأرفع من دناءة التسوّلات التي ارتكبتها يا لقمان. بل قد أهنت الدعوة السلفية -بعد إهانة نفسك- بتلك التسولات.
    الجواب السادس: تحقير أهل الحق مرض قديم، قال تعالى: ﴿فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ﴾ [هود/27]
    وقال الإمام ابن المبارك رحمه الله: من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته. ("سير الأعلام" 4 ص408)
    قال الحاكم النيسابوري رحمه الله: كل من ينسب إلى نوع من الإلحاد والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلا بعين الحقارة، .. إلخ ("معرفة علوم الحديث" ج 1 /ص7)
    قال الإمام الوادعي رحمه الله: ومن علامات الحزبيين أنهم يسخرون من العلماء ويزهدون في مجالسة العلماء وهذا مما تقر به أعين أعداء الإسلام بل مما تقر به أعين الشياطين والله المستعان. ("غارة الأشرطة" ج1 ص579).
    الباب الخامس: دفاع لقمان عن بعض مناصري الباطل وأهله

    قال لقمان با عبده: (والشيخ عبيد يقال إنه حزبي. فمن بقي ؟؟؟ وكذا الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي شيخه أهين؟؟)
    الجواب الأول: لعلك اعتمدت على الشريط الملفق الذي أصدره جواسيس الحزب الجديد. والشريط منتشر في بعض أرض الحجاز. أو أنك تعتمد على أخبار جواسيسك في هذا المركز. وإلا فابرز لنا مصدر هذا الكلام. ونحن لم نسمع تصريح شيخنا حفظه الله على أن عبيدًا الجابري حزبي.
    الجواب الثاني: أن مناصرة عبيد الجابري لحزبية ابني مرعي مشهورة، وسعيه في تأجيج أنيار الفتنة ظاهرة، ومكره بالدعوة السلفية باليمن عمومًا وبشيخنا يحيى حفظه الله خصوصًا ملموس، وجوره في الحوار مكشوف. وهو أيضا يسعى في نعش صالح البكري الحزبي الغالي الذي قد انتهى السلفيون منه بعد فتنة أبي الحسن. فما يغني عنه تباكيك له شيئاً وقد فضح الله عواريه، عسى الله أن يتداركه برحمته الواسعة. وإلا فليس –هو- بأول من سقط في الأباطيل عند كبر السنّ فإنما الأعمال بالخواتيم، كما في "صحيح البخاري" (6607) عن سهل بن سعد رضي الله عنهما. وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: أغبى الناس من ضل في آخر سفره وقد قارب المنزل. ("الفوائد" - ج 1 / ص 107)
    الجواب الثالث: قولك (فمن بقي؟؟؟) لعجيب. هل العلم محصور فيه ولم يكن في العالم عالم سواه؟ وهل إذا تكلم فيه شيخنا حفظه الله بما يستحقه الرجل فقد تكلم في جميع العلماء في أنحاء العالم؟
    الجواب الرابع: قولك (وكذا الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي شيخه أهين؟؟) لغريب. فقد ظهر طعون الشيخ محمد الوصابي وفقه الله في الإمام الوادعي رحمه الله، وبان تمييعه في الولاء والبراء فتميع مع بعض أعيان الحسنيين، وانكشف تكبّره على نصائح السلفيين. فالجزاء من جنس العمل.
    ومن أباطيل شيخ محمد هداه الله أنه طعن في الإمام الوادعي رحمه الله. وهذه شهادة عبدالهادي المطري تُنقل من خط يده، والعهدة عليه فقال الأخ عبدالهادي المطري: كنا زرنا الشيخ محمد بن عبدالوهاب في عام 1414هـ تقريبًا وبعد أن تغدّينا مع الشيخ أنا وحسين المطري وحسن الوصابي وعلي الذاري ..قال الشيخ عن شيخنا مقبل رحمه الله وكان حيا تلك الأيام، قال: كتب الشيخ أكثرها حركية! قلت متعمداً: كيف؟ "الصحيح المسند" و"الشفاعة" و"إجابة السائل"؟ قال: أعني: "المخرج"، و"السيوف الباترة"
    و"فضائح المذبذبين" وعدّ غيرها. هذه الكتب لا يستفيد منها لا طالب العلم ولا الراغب في الخير، ولو مشى على مثل الشيخ ابن باز يحصل الخير ويعم النفع فتجد الجميع يستفيدون منه، يستفيد الإخواني والعامي والسروري وحتى السني وغيرهم سؤال من هنا وسؤال من هنا فتاوى ودعوة خيرا كثيراً. والشيخ مقبل يصعب على الناس القبول ويستنكر له الكثير، والشيخ عالم ما ينبغي له أن يضيع وقته في مثل هذه الكتب والأشرطة، هذا ما أذكره والله أعلم، كتبه: عبدالهادي المطري. ("التعميد والتدعيم" لشيخنا كمال العدني حفظه الله ص17)
    والأخ الفاضل عبدالهادي المطري قال فيه شيخنا أبو عبد الله طارق بن محمد البعداني حفظه الله: وأخونا الفاضل عبد الهادي المطري حفظه الله من طلبة العلم الأمناء، صادقي اللهجة، من السلفيين الأثبات، وشهادته عندنا مقبولة. والله حسيبه. اهـ
    ومن أباطيله أيضا أنه طعن في إمامي أهل السنة في العصر: الشيخ صالح فوزان والشيخ ربيع المدخلي حفظهما الله. فقال: (إن الشيخ صالح الفوزان والشيخ ربيع أنهم جواسيس). فقد انتشر هذا كثيرا من مُجالسي الشيخ محمد هداه الله بالحديدة وغيرها وكان من أشد من أشاع هذه الزلّة منه هاني بن بريك كما شهد به من علم ذلك منه في السعودية وغيرها وعبدالله بن مرعي العدني كما شهد به الأخ محمد الكثيري. وأيضا يتهم الشيخ أبا عبدالسلام حسن بن القاسم الريمي –صاحب مركز تعز، من تلاميذ الإمام الألباني رحمه الله- أنه جاسوس. ("التعميد والتدعيم" ص17)
    ومن أباطيله: إنشاء محاضرة مع جلال بن ناصر الذي قد بدّعه الشيخ مقبل رحمه الله- وأعطاه فرصة للمحاضرة أمام السلفيين. بل توسع الدائرة حتى في حق أصحاب الجمعيات مثل عبدالله المرفدي -الذي حكم عليه الشيخ مقبل رحمه الله بأنه حزبي-. وحاضر عنده أيضا جميل الشجاع –من أعيان الحسنيين-، وقال إن الاختلاف بيننا وبين أحمد بن منصور العديني ليس كبيرا. (راجع "التعميد والتدعيم" للشيخنا كمال العدني حفظه الله ص9-10 ومصادر أخرى)
    فراجع أنت وعفيف تلك الأشرطة والملازم –التي منعتُما الناس من توزيعها- ستجدا الدلالات الواضحة على بعض طوام الشيخ محمد الوصابي وفقه الله منذ حياة الإمام الوادعي رحمه الله. ولم أفتقر إلى إبرازها هنا.
    وقد استدل بعض العلماء على الحزبيين عموما بكلام شيخ الإسلام رحمه الله في شأن أهل وحدة الوجود: ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم أو ذبّ عنهم أو أثنى عليهم أوعظم كتبهم أو عرف بمساعدتهم ومعاونتهم أو كره الكلام فيهم أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدرى ما هو أو من قال أنه صنف هذا الكتاب وأمثال هذه المعاذير التى لايقولها إلا جاهل أو منافق بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات إلخ. ("مجموع الفتاوى" - (ج 2 / ص 132))
    قال الشيخ أحمد بن يحيى النجمي حفظه الله في علامات حزبية القاضي إبراهيم بن حسن الشعبي : ومما يدل على تورطك في الحزبية إنكارك علي واستنكارك ما ذكرته عن الحزبيين ("دحر الهجمة" ص 13، ونحوه في ص19)
    وقال الشيخ ربيع حفظه الله: فصاحب "المعيار" وحزبه يقتلون المنهج السلفي بتمييعه والتهوين من شأنه والتشويه لحملته والدفاع عن أهل البدع والثأر لهم ("بيان فساد المعيار" ص 82).


    الباب السادس: ثناء لقمان على بعض الحزبيين

    قال لقمان با عبده هداه الله: (الشيخ عبد الرحمن حفظه الله كما ذكرت لكم شيئا من ترجمته هو من أفاضل علماء المسلمين فقد صرح فيه بأنه حزبي، فما قول العلماء؟ وقال –أي الحجوري- في الشيخ عبد الله إنه لصّ من لصوص الدعوة. مع أن هذين الشيخين دَفعا عن منهج دعوة أهل السنة وضدّا أهل الباطل فوق مستوى العادة، ولهما أعداء من الصوفية والسرورية وغيرهم.!!!)
    الجواب الأول: قلنا لك كما قال تعالى: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
    أين أشرطتهما ومؤلفاتهما في الردود على أعيان الصوفية والسرورية، وأبي الحسن وصالح البكري وغيرهم؟ لا يستحيل أن يكون لهما شيء من الهمس في الردود، وأما أن يبلغا مرتبة (الدفاع عن منهج أهل السنة فوق مستوى العادة) ففيها نظر. لعلها إنما من هذيان لقمان با عبده يكذّبه من عرف ابني مرعي من قريب ولا زمهما. لو شاء الله لسقت أقوال بعض فضلاء اليمن في ضعف غيرة ابني مرعي في محاربة الحزبيين.
    الجواب الثاني: إن شيخك عبد الله بن مرعي لص شئت أم أبيت. ومن أمثلة ذلك أن عبدالله بن مرعي طلب رئيس جمعية صيادي الخور بالشحر، أن تساهم هذه الجمعية في بناء سقف صرح مسجد التقوى، فأعطاهم هذا الرئيس مائة ألف، وبعد استلامهم لهذا المال الذي أخذوه من أجل بناء سقف صرح المسجد لم ينفذوا من البناء شيئًا حتى الآن وله قرابة ثلاثة سنوات. ("التجول" ص 6-7)
    وقال لقمان: (فأما هذا – أي شيخنا يحيى- فقد انتهى إلى مستوى من يحذر من العلماء). وقال أيضا: (وقضية الحدادية أتباع محمود الحداد وهو مجتهد، له زلقات إلخ)
    الجواب الأول: هذا فيه نوع من الثناء على محمود الحداد مع أن فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله قال في حقه كما في كتابه "طعن الحداد في علماء السنة" /مجموع بعض الرسائل: الحداد الماكر (ص27)، هذا الجاهل الظالم العاجز عن مناقشة المرجئة .. (ص32)، قد فعله الحداد الظلوم الجهول (ص35)، ثم وجدنا أشدهم طعنا فيه هذا الجهل المتعالم المتظاهر السلفية مع حربه لأهلها وشغبه عليهم محمود الحداد (ص37)، فهذا من ظلمه وظلمة قلبه وعقله (ص39)، وقد طولب هو وأشياعه ببيان هذه البلايا فعجزوا وعجز شيخهم، وهذا العجز من أكبر دليل على كذب الحداد إلخ (ص40) اهـ النقل مع الاختصار.
    فهل المبطل الضالّ مثله يقال إنه مجتهد له زلقات؟
    الجواب الثاني: حق المبتدعة التذليل والإهانة. قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ [المجادلة/20]. وقال شيخ الإسلام رحمه الله: والواجب على جميعهم أن يكونوا يدًا واحدة مع المحق على المبطل فيكون المعظم عندهم من عظمه الله ورسوله والمقدم عندهم من قدمه الله ورسوله والمحبوب عندهم من أحبه الله ورسوله والمهان عندهم من أهانه الله بحسب ما يرضى الله ورسوله لا بحسب الأهواء فانه من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعص الله ورسوله فانه لا يضر إلا نفسه فهذا هو الأصل الذى عليهم اعتماده ("المجموع" ج 28 / ص 17))
    وأما الثناء على المبطلين فإنه يخالف الإجماع. قال الإمام أبو عثمان الصابوني رحمه الله حاكياً مذهب السلف أهل الحديث: "واتفقـوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم، وإخزائهم، وإبعادهم، وإقصائهم، والتباعد منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم. ("عقيدة السلف" ص 123)
    وقال فضيلة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله للقاضي إبراهيم بن حسن الشعبي الحزبي المتستر: إن ثناءك عليهم وإعذارك لهم، وإنكارك على من يبين ما عندهم من المخالفات للشرعية الإسلامية عامة، والمنهج السلفي خاصة وذمك له من أعظم الدلائل على أنك حزبي كبير. ("دحر الهجمة" له ص 19)
    وقد سئـل سماحـة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في شرحه لكتاب "فضل الإسلام"، ما نصّه: الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم، هل يأخذ حكمهم؟ فأجاب: "نعم ما فيه شكٌّ، من أثنى عليهم ومـدحهم هو داعٍ لهم، يدعو لهم، هذا من دعاتهم، نسأل الله العافيـة". ("إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء" لخالد الظفيري ص 137)
    الباب السابع: التصنع بالليونة ومكارم الأخلاق

    قال لقمان با عبدة هداه الله: (وفي الأمور العشرة بين الزوجين أمام الأولاد الصغار. حتى نبهه بعض الأساتذة. كيف يتكلم عن هذا الأمر(3)... وفي دماج أشد من هذا . أما أنا هنا فأدرس صحيح مسلم وبلوغ المرام ، ولما أن وصلنا إلى كتاب الطهارة في مسائل الحيض لا أقدر أن أصرح. وكذلك في بلوغ المرام في أبواب الغسل . ولكن لما كانت المسألة مهمة ، الأولاد الصغار يمنعون من الدرس بين المغرب والعشاء، مدة شهرين. مع أنه علم، فأنا أدرس وأنا أستحيي وكذلك لما تكلمت في أمور العشرة، لكن هذا سبحان الله بلا حياء).
    الجواب الأول: منذ قديم الزمن يحضر الصغار والكبار في مجلس واحد يسمع دروس الشيوخ. ومنذ قديم الزمن قرئ في المجالس العلمية حديث (بين شعبها الأربع)، وحديث (كيفية الغسل)، وحديث (فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتِ اتَّقِ الله)، وحديث (إِنَّمَا مَعَهُ مِثْلُ هُدْبَةِ الثَّوْب)، وحديث (وَفِيهِمُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِى فَزَارَةَ عَلَيْهَا قِشْعٌ مِنْ أَدَمٍ - قَالَ الْقِشْعُ النِّطَعُ - مَعَهَا ابْنَةٌ لَهَا مِنْ أَحْسَنِ الْعَرَبِ). والأدلة كثيرة. فعلام تنكّرت على شيخنا؟
    الجواب الثاني: أثبت لنا عن السلف أنهم كانوا لما حدثوا تلك الأحاديث مع شرحها أنهم منعوا الصغار من حضور تلك المجالس.
    الجواب الثالث: الأولاد في المجالس شغلوا بالإملاء والحساب ونحو ذلك.
    الجواب الرابع: وإن سمع الأولاد تلك الدروس التي استحييت منها فإنها من العلوم الشرعية، وألقيت إلى الناس بمراعاة الآداب والأخلاق، وإلى الآن لا تستطيع إبراز أي دليل على المنع.
    الجواب الخامس: فهل بلغك خبر ثابت أن أحدًا من أولاد المسلمين وقعوا في الفاحشة بسبب سماع شرح تلك الأحاديث من أحد أئمة المسلمين؟
    وقال لقمان هداه الله: (وفي دماج تكلم الحجوري وأنا حاضر في مجلسه ، وقرأ الشيخ خالد نسخة قص فيها رحلته إلى أوربا وذلك في عام لعله عام 1995 م ثم عرضها على الشيخ ربيع فقال الشيخ ربيع: نعوذ بالله، من المتكلم ؟؟ قال: الحجوري، فقال الشيخ ربيع: لا إله إلا الله . فذكر هذا الأمر الشيخ خالد في الدورة ، فقلت له: يا شيخ أنا حاضر في هذا المجلس، فقال: صحيح هكذا؟ سبحان الله كيف يتكلم؟؟ قلت: يقول: إنه في البريطانيا رأى أماكن مليئة باللوطة ، ومر على الشوارع فيها نساء عراة ، واحد مع صديقته ، وأمرأة مع كلبها ، قال لقمان : أردت أن أقوم من المجلس لكن هذا في المسجد، فما عنده حياء. طيب أنت (بالإمالة التي تدل على السخرية في بلادنا استعملها أصحاب الشوارع) يا أخي تخرج دعوة تريد أن تقص عن شوارع لندون أو تريد دعوة أو ماذا ؟؟، سبحان الله!!! فمثله لا يستغرب أن يتولد منه هذا الطالب بهذا الشكل ( يعني أبا حازم))
    الجواب الأول: كل اختلاف يرجع إلى الدليل، لا إلى رأيك ولا إلى رأي غيرك. فهات لنا دليلا على منع إخبار فاحشة قوم في مجلس العلم إذا كان قصده الاعتبار، والتنفير منهم، والشكر على ما منّ الله علينا من العفاف والسداد والسلامة.
    الجواب الثاني: لنا أدلة – والحمد لله- على جواز ذكر أباطيل الكفار، منها:
    1- عن عَائِشَةَ أَخْبَرَتْ أَنَّ النِّكَاحَ فِى الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَنْحَاءٍ – إلى قولها: - وَنِكَاحٌ آخَرُ كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لاِمْرَأَتِهِ إِذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا أَرْسِلِى إِلَى فُلاَنٍ فَاسْتَبْضِعِى مِنْهُ . الحديث (أخرجه البخارى (5127))
    2- عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تتسافدوا في الطريق تسافد الحمير قلت إن ذاك لكائن قال نعم ليكونن. (أخرجه ابن حبان (ج15/ص162) وصححه الإمام الوادعي رحمه الله)
    3- عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَنِيسَةً رَأَتْهَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ يُقَالُ لَهَا مَارِيَةُ، فَذَكَرَتْ لَهُ مَا رَأَتْ فِيهَا مِنَ الصُّوَرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ الْعَبْدُ الصَّالِحُ - أَوِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ - بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ» (أخرجه (434) ومسلم (528)) البدعة والشرك أقبح من الزنى وغيره من عموم الكبائر.
    الجواب الثالث: إن الإمام الوادعي رحمه الله حاضر حين ذكرها شيخنا يحيى حفظه الله ولم ينكر عليه هو ولا غيره من الحاضرين. (وزاد شيخنا أبو بلال حفظه الله: بل أثنى الإمام رحمه الله على شرح شيخنا يحيى لرحلته إلى بريطانيا) (وزاد شيخنا أبو حمزة العمودي حفظه الله: بل حثّه الإمام الوادعي رحمه الله على نشره). فعلام خصصتَ الهجوم على شيخنا يحيى حفظه الله دون الإمام الوادعي رحمه الله والحاضرين الراضين بذلك؟ فما وراء هذا المكر؟
    الجواب الرابع: إن إلقاء قصة السفر الدعوي عند القدوم قد صار عادة في هذا المركز الأم منذ عهد الإمام الوادعي رحمه الله. انظر على سبيل المثال كتابه "الباعث على شرح الحوادث" وغيره. ولم ينكر عليه رحمه الله بقية العلماء في زمنه. بل مثلَ هذا فعل شيخك المبجل الحزبي سالم با محرز الحضرمي، حيث أنه قص علينا أمام الملأ ما رآه في إندونيسيا –أصلحها الله- من الشوارع، والعمائر، والعاريات، وقال: (كأنني في بلاد الغرب). وذلك أيضا –أي الاقتصاص عند القدوم من السفر- فعل بعض أتباعك الأساتذة كما هو معروف عندي وعند غيري.
    الجواب الخامس: لستُ مستدلا بأفعال الرجال، وإنما أريد أن أقول لك: شيء له دليل في الشرع، وهو معتاد في عرف شيخك الإمام الوادعي رحمه الله بدون إنكار عليه من العلماء في زمنه، بل هو أيضا من فعل شيخك الحزبي سالم با محرز. فما بالك تنقم من شيخنا السلفي يحيى حفظه الله به؟
    الجواب السادس: قد تظاهر لقمان با عبده بالأخلاق الكريمة محاولًا لاستنقاص شيخنا الكريم حفظه الله ومن نحى نحوه، فلا بد من تحذير الناس من خطر تصنع الحزبيين والمبتدعة والضعفاء.
    فمجرّد حسن الهيئة لا يدل على استقامة المرء. ذكر أبو بكر بن عياش قال: كنت أنا وسفيان الثوري ، وشريك نتماشى بين الحيرة والكوفة فرأينا شيخا أبيض الرأس واللحية حسن السمت فظننا أن عنده شيئا من الحديث وأنه قد أدرك الناس وكان سفيان أطلبنا للحديث وأشد بحثا عنه فتقدم إليه فقال: يا هذا عندك شيء من الحديث ؟ فقال : أما حديث فلا ولكن عندي عتيق سنين فنظرنا فإذا هو خمار ("الجامع لأخلاق الراوي" للخطيب البغدادي 4 / ص 424)
    وقال جعفر الطيالسي عن ابن معين: سمعت من عبد الرزاق كلاما يوما فاستدللت به على ما ذكر عنه من المذهب فقلت له ان استأذيك الذي أخذت عنهم ثقات كلهم أصحاب سنة فعمن أخذت هذا المذهب فقال: قدم علينا جعفر بن سليمان فرأيته فاضلا حسن الهدى فأخذت هذا عنه. وقال محمد بن أيوب بن الضريس: سألت محمد بن أبي بكر المقدمي عن حديث لجعفر بن سليمان، فقلت: روى عنه عبد الرزاق، فقال: فقدت عبد الرزاق، ما أفسد جعفرا غيره - يعني في التشيع. قلت أنا: بل ما أفسد عبد الرزاق سوى جعفر بن سليمان. ("سير أعلام النبلاء" ج 9 / ص 570)
    فالسكون والخشوع ووجود العلم في شخص لا يدل على حسن عقيدته. قـال علي بن أبي خالد: قلت لأحمد بن حنبل رحمه الله : إنّ هذا الشيخ – لشيـخ حضر معنا – هو جاري، وقد نهيته عن رجل، ويحب أن يسمع قولك فيه: حارث القصير – يعني حارثاً المحاسبي – وكنت رأيتني معه منذ سنين كثيرة، فقلت لي: لا تـجالسه، فما تقول فيه؟ فرأيت أحمد قد احمرّ لونه، وانتفخـت أوداجه وعيناه، وما رأيتـه هكـذا قط، ثم جعل ينتفض، ويقول:(( ذاك؟ فعل الله به وفعل، ليـس يعـرف ذاك إلا من خَبَره وعرفه، أوّيه، أوّيه، أوّيه، ذاك لا يعرفـه إلا من قد خبره وعرفه، ذاك جالسه المغازلي ويعقوب وفلان، فأخرجهم إلى رأي جهم، هلكوا بسببه، فقال له الشيخ: يا أبا عبـد الله، يروي الحديث، ساكنٌ خاشعٌ، من قصته ومن قصته؟ فغضب أبو عبد الله، وجعـل يقول: لا يغرّك خشوعه ولِينه، ويقول: لا تغتر بتنكيس رأسه، فإنه رجل سـوء ذاك لا يعرفه إلا مـن خبره، لا تكلمـه، ولا كرامة لـه، كل من حدّث بأحاديث رسول الله –  - وكان مبتدعاً تجلـس إليـه؟! لا، ولا كـرامة ولا نُعْمَى عـين، وجعل يقول: ذاك، ذاك.)) ("طبقات الحنابلة" 1/234 ) .
    قال الإمام مالك رحمه الله في عبد الكريم بن أبي المخارق: غرّني بكثرة بكائه في المسجد أو نحو هذا. ("ميزان الاعتدال" 2/ص 647)
    فلا ينبغي الاغترار بمثل ذلك كله بل على الجميع النظرُ إلى صحة منهج الشخص وحسن دينه. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: قَالَ الشَّعْبِيُّ: شَهِدْت شُرَيْحًا - وَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ تُخَاصِمُ رَجُلًا - فَأَرْسَلَتْ عَيْنَيْهَا وَبَكَتْ . فَقُلْت : يَا أَبَا أُمَيَّةَ ، مَا أَظُنُّ هَذِهِ الْبَائِسَةَ إلَّا مَظْلُومَةً؟ فَقَالَ : يَا شَعْبِيُّ ، إنَّ إخْوَةَ يُوسُفَ جَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ . ("الطرق الحكمية" 1 / 38)
    قال الشيخ حمود التويجري رحمه الله في شأن التبليغيين: ..الذين يختانون أنفسهم فيظهرون للناس بالمظهر الحسن، ويستخفون عنهم بالبدع والضلالات وأنواع المخالفات ("القول البليغ" ص326)
    وقد قال الشيخ سيف الرحمن بن أحمد في التبليغيين: ومما يعرف عن هؤلاء أنهم يتواضعون ويتظاهرون بالتواضع فوق العادة ولكن تواضعهم هذا ليس إلا تصنّعًا فإنهم يسرّون لهم ومعهم فقط إلخ (نفله الشيخ حمود رحمه الله "القول البليغ" ص19)
    وقال شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله في شأن الحزبيين: فعملوا الآن مكراً جديداً، وهو: القرب من علماء السنة، والمكث عند أقدامهم، واستعمال الأخلاق المزيفة، التي هي عبارة عن اجتذاب وامتصاص غضب ذلك العالم عليهم. ("أضرار الحزبية" ص21)
    وقال حفظه الله: الأخلاق مطلوبة، الخُلق الحسن مطلوب، ولكن ليس خلق حسن على حساب عقيدتك، وعلى حساب الدعوة السلفية، يعطيك خلقًا حسنًا ويغرر بك، ويبعدك عن العلم والسنة. ("أضرار الحزبية" ص 42-43)



    الباب الثامن: رمي لقمان باعبده شيخَنا بالتشدد

    وقال لقمان با عبدة هداه الله: (فالحدادية عندهم شدة في معاملاتهم ما يقبلون نصائح العلماء بل أسقطوهم فردا فردا. فالآن يظهر نظيره وقد كان في السعودية لكن اليوم في اليمن).
    الجواب الأول -(إضافة من شيخنا أبي حمزة العمودي حفظه الله)-: بعض المبتدعة منافقون، وقد أمرنا الله تعالى بالغلظة عليهم. قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [التوبة/73]
    الجواب الثاني: وهذا قد صار شعار أعداء أهل السنة. وقال رحمه الله: فإذا كان محمد الغزالي أو الإخوان المفلسون يرمون أهل السنة بالتشدد لأنهم يقولون: نحن لا نتصور ولا نرتكب ما حرم الله ولا ندخل في مجلس النواب ولا نتوظف في ضرائب ولا جمارك ولا نرتكب فيها المحرمات، ونصبر على الفقر، فهذا لا يعد تشددا بل يعد تمسكا بالدين، والدين هو الذي فرض علينا هذا إلخ ("غارة الأشرطة" ج1 ص191)
    وهكذا العصريون(4) كما قال الإمام الوادعي رحمه الله: كل واحد يريد أن يسحبك إلى فكرته، وإذا لم تنسحب إلى فكرته قدح فيك، وقال: هؤلاء متشددون ولا يعرفون إلا "حدثنا وأخبرنا" إلخ (راجع "تحفة المجيب" ص115)
    هكذا فعل عبد المجيد الزنداني وغيره من الإخوانيين، وعبد الله بن غالب السروري، أبي الحسن المصري، والقاضي إبراهيم بن حسن الشعبي الحزبي، وعبد الحفيظ بن مالك المكي الصوفي، وحسن المالكي.
    ولما طعن إبراهيم بن حسن الشعبي الحزبي في بعض السلفيين ورفع شعار (لا بد من الرفق!) قال الشيخ أحمد النجمي رحمه الله: ماذا عمل السلفيون سوى أنهم أنكروا الباطل، أنكروا الشرك والبدع في محاضراتهم ومؤلفاتهم ولقاءاتهم. (راجع "الرد المحبر" ص110)
    الجواب الثالث: والمتساهلون يرموننا بالتشدد. قال الإمام الوادعي رحمه الله: أولئك الذين يقولون: هذا جائز، وفلان متشدد، عليك أن تحذر منهم وتبتعد عنهم، وتطالب بالدليل: ﴿ويوم يعضّ الظّالم على يديه يقول ياليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلاً يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلا ً لقد أضلّني عن الذّكر بعد إذ جاءني وكان الشّيطان للإنسان خذولاً﴾("تحفة المجيب" ص115)
    وقال رحمه الله: فنحن لو أطعنا هؤلاء الضائعين المائعين ما استطعنا أن نحقق للإسلام شيئا، فلا عليك إذا وصفت بالتشدد، والتشدد عند من؟ عند الضائعين المائعين. أما الواقع فإن التشدد هو الذي يحرم ما أحل الله أو يرتقي بالمندوب أو المباح إلى الحرمة، وهكذا بالمندوب إلى الوجوب فهذا هو التشدد. إلخ ("غارة الأشرطة" ح1 ص99)
    الجواب الرابع: ولا نبرئ أنفسنا من الوقوع في الشدة التي أحيانا ليست في موضعها، ولكن الحزبيين جعلوا زلة أهل السنة شعارا لتشويههم وتنفير الناس منهم. سئل الإمام الألباني رحمه الله: شيخنا! يوجد بعض السلفيين من يتسم بالغلظة وعدم الرشد. هل ترون أن هذه السمة هي سمة الكثرة الكاثرة أبناء هذه الطائفة المنصورة إن شاء الله أو الغرباء، أم هي –يعني- ميزة لبعض الاشخاص؟ وما هي نصيحتكم حول هذا الأمر؟
    فأجاب رحمه الله: والله يا أخي أنا أعتقد أن لهذه التهمة أصلا، لكن لا يبالغ فيها(5) . لا نستطيع أن نبرأ أنفسنا من هذا العيب لكن أيضا أعتقد جازما أن خصوم الدعوة يبالغون في تقديرها. ولذلك أسباب: بعضها من طبيعة الجماعة وبعضها من طبيعة خصومها. طبيعة الجماعة: إن كان هناك جماعة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر من المسلمين عامة فهي هذه الطائفة. ولذلك فحينما هم يلحون على بعض الأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يصبح هذا بالنسبة للآخرين المتساهلين بالقيام بهذا الواجب فيه شدة، فيه تطرف، فيه وفيه.(6) - إلى قوله:- قد يكون عيبا فيهم أو في بعضهم. وهذا لا يخلو منه أي طائفة وأي جماعة، أنهم قد يصدر منهم أحيانا بعض الشدة، كأن لا ينبغي أن تغضب، لكن هذا يبالغ فيها، وهي تعمم إلى كل من ينتسب إلى هذا المنهج الصحيح إلخ ("الفتاوى المنهجية"/أسئلة حول السلفية/للإمام الألباني رحمه الله /جمعها عمرو بن عبد المنعم/ص37-38)
    الجواب الخامس: لما غمز أبو الحسن السلفيين بأنهم يستخدمون التشنيع، قال الشيخ ربيع حفظه الله: وقد شنع السلف على أهل البدع وكتبهم مشحونة بذلك على الأفراد والجماعات فقد لا يدفع شرّهم إلا بهذا السلاح، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حسَّاناً بهجاء أعداء الله وقال: (إنه أشد عليهم من وقع السهام)، ولست أمنع من استعمال اللين والحكمة، كما لا أمنع من استعمال الشدة مطلقاً ولكل مقام مقال، فالشدة على أهل الباطل قد تصل إلى الجلد وقد تصل إلى القتل وقد تكون تعزيراً بالكلام، ولشيخ الإسلام في هذا التفصيل كلام جيد. ("انتقاد منهجي"/"مجموع الردود"/ ص310-311)
    الباب التاسع: عدم قبول لقمان باعبده النصائح

    قال لقمان با عبدة هداه الله: (فإذا كان فيّ انحراف أو بدعة أو حزبية فهات يا أخي. أنا مسلم بحاجة إلى النصح. أنت يا لقمان أخطأت في كذا وكذا. قال: رسول الله كذا وكذا. وأنا لا بأس عليّ أن أحذَّر. لكن كيف تربى الأمة على هذا؟)
    الجواب الأول: هكذا تظاهر لقمان بقبول النصائح وأنه لم تبلغه النصيحة. هكذا صنيع بعض الحزبيين إن لم يستطع مقارعة الحجة بالحجة لجئوا إلى شعار: (لِم لَم ينصحوني قبل؟) كما صنع أبو الحسن المصري حيث ادعى أن الشيخ ربيعا حفظه الله لم ينصح له، مع أنه حفظه الله قد بذل نصائحه له منذ سبع سنين. ذكره شيخنا أبو حمزة العمودي حفظه الله.
    الجواب الثاني: فاعلم أن النصائح قد بلغت لقمان. تلك الملازم والأشرطة أخرجت نصيحة للأمة. وقد نصحه شيخنا حفظه الله كما قال لنا حفظه الله. وقد بلغته رسالتي التي أرسلت إلى مهيمين فيها البيان في أباطيل أبي توبة وشيء من بيان حزبية ابني مرعي. ولم ينتفع بها لقمان.
    الجواب الثالث: الإعراض عن النصائح الحقة من إرث أعداء الأنبياء عليهم السلام. قال تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ﴾ [البقرة/206]
    وقال الإمام ابن بطة رحمه الله: إعجاب صاحب الرأي برأيه للانفصال والتفريق مع عدم قبول الحق هذا سبب تولد الأحزاب ("الإبان الكبرى" م1 ص26-27)
    وقال الإمام الوادعي: فكثير من الحزبيين لو ظهر الحق مثل الشمس لا بد أن يجادل ويأبى أن يعترف بالحق. ("غارة الأشرطة" م1 ص199)
    وقال رحمه الله: ومن الناس من تغلغلت فيه الحزبية ومن هو مدفوع من قبل الحزبية فلو أتيته بكل آية وبكل كتاب ما تراجع عن رأيه وعما يقول. ("الغارة" م2 ص443)
    وقال الشيخ ربيع حفظه الله: والآن المبتدع يا إخوان سواء ثوري أو أي شكل ما يرجع إلى الحق، تقيم عشرات الأدلة في القضية وتأتي بأقوال العلماء وما يرجعوا إلى الحق هذا شأن أهل الأهواء ("شرح الأصول للإمام أحمد" ص87-88)
    الباب العاشر: الحزبيون حريصون على الدنيا باسم الدعوة

    لا يفهم لقمان أن التسولات باسم الدعوة من سيما الحزبيين، وأن من تشبه بقوم فهو منهم على حسب تشبهه بهم.
    فاعلم أن الحرص على الحياة الدنيا من سيما اليهود، كما قال تعالى: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَة الآية [البقرة/96]
    وهو سبب هلاك بعض الذين أوتوا العلم من الأمم السابقة كما قال تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ. وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون [الأعراف/175، 176]
    وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من هذا الفساد. وقد صح عن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِىِّ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلاَ فِى غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِه». (سنن الترمذى - (2550) صحيح كما في "الصحيح المسند")
    وقد تجرّى هذا الداء على الحزبييين. قال الإمام الوادعي رحمه الله : وابتلينا أيضا بجمعية الحكمة، وجمعية الإصلاح، وجمعية الإحسان، ليس لهم هم إلا جمع الأموال ليدعموا بها حزبيتهم. ("الباعث على شرح الحوادث" ص 9)
    وقال رحمه الله: إنك إذا نظرت إلى هذه الحزبيات وجدتها لا تريد إلا الحياة الدنيا، وإذا نظرت كذلك إلى أصحاب الحزبيات المغلفة الذين يختلسون أموال الناس، ثم يحاربون بها سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لوجدتهم مائلين إلى الدنيا. ("تحفة المجيب" ص353)
    وقال رحمه الله : جماعة الحكمة الذين كان منهم من هو مؤلف ومن هو محقق ومن هو مؤهل شغلوا أنفسهم بجمع الأموال، وأنا آسف على طالب العلم أن يشتغل بالشحاذة سواء أكان من الإخوان المسلمين أم كان من جماعة مرعي أم كان من جماعة الحكمة يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة/11], ثم يحفظ الآية: وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ [البقرة/272] وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا [المزمل/20] يحفظ هذه الآية ويتقنها ويقوم بها في المساجد. فاستحيوا وأكرموا العلم، وجزى الله أخانا سعدًا الحصين خيرًا إذ يقول في كتيب له: إن الإخوان المفلسين ينتهزون الفرص لجمع الأموال – إلى قوله- فحصلت لهم غنيمة حيث قام الجهاد في (البوسنة والهرسك) من أجل أن يجددوا الشحاذة. ("غارة الأشرطة" 1 ص 536)
    وقال رحمه الله : خذوا لكم مكبر صوت واخرجوا في الشوارع. أما بيوت الله فلم تبن إلا لذكر الله ولم تبن للشحاذة. وأقول إنه ينبغي أن يخرج من المسجد هذا الذي يقوم في بيت الله للشحاذة ثم بعد أن يجمعوا الأموال يخزنون بها وربما أرسلوا بشيء منها.
    وقد أخبرني بعض من حضر أنه بعد أن جمعت الأموال من أجل مساعدة المغتربين فإذا كل واحد منهم يقول: والعاملين عليها فإن قلتم: فها أنتم عندكم معهد يضمّ أكثر من مائة عائلة ونحو خمسمائة طالب فهل تنفقون عليهم إلا من الصدقات؟ الجواب: هذا صحيح. ولكن الله سبحانه وتعالى ولله الحمد والمنة يأتي بها إلى اليت وبحمد الله لم نقم في مسجد ولا كتبنا لأحد هذه الأيام أننا منقطعون، بل يأتى الله بالخير إلى البيت، والفضل في هذا لله وحده. فالمسألة لصوصية، فالمرعي لص بالحديدة، ولصوص الدعوة كثير، إلخ ("غارة الأشرطة" 1 ص 536-537)
    وقال فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله: ويزيد خصوم السلفية اليوم وهم خصوم ابن تيمية بالأمس أن لهم تنظيمات سرية على طريقة الباطنية والماسونية وتنظيمات علنية وأقلام وألسنة كاذبة وإشاعات شيطانية وأموال وحيل لسلب الأموال ، ("جماعة واحدة" ص 76)
    وقال حفظه الله: لو أدرك سلمان كل هذا؛ لأدرك أن الطائفة المنصورة الناجية هم الدعاة إلى التوحيد والسنة، وهم المستحقون للنصر المحمود والموعود، لا المصارعون على الكراسي، المتسترون بالشعارات الإسلامية؛ فهؤلاء وراث أولئك الثائرين على عثمان رضي الله عنه والمختار بن أبي عبيد وأبي مسلم الخراساني وأبي عبدالله الشيعي وعلي بن الفضل وأمثالهم وأمثالهم ممن تستر بالإسلام وهدفه الملك والسلطة وما وراء ذلك من الأموال والشهـوات الدنيوية والأغراض الفاسدة؛ ("أهل الحديث هم الطائفة" /المسألة العاشرة/الملاحظة الخامسة)
    وقال الإمام الوادعي رحمه الله: وأقبح من هذا ما يحصل من بعض طلبة العلم يضيع وقته، ويهين العلم والدعوة، ركضًا من أرض الحرمين إلى الكويت، إلى قطر، إلى أبي ظبي، مالك يا فلان؟ فيقول: عليّ دين، أو أريد أن أبني مسجدًا وسكنًا للإمام -وهو نفسه الإمام-، وأريد سيارةً للدعوة، وأريد أن أتزوج. آه آه، وإنّ طلب علم نهايته الشحاذة لا خير فيه: -ثم أنشأ أبيات علي الجرجاني كما في "معجم الأدباء" 2/92-:
    ولوأن أهل العلم صانوه صانهم ولوعظموه في النفوس تعـظما
    ولكــن أدلـوه جهـاراً ودنسوا محيــاه بالأطـماع حتى تجـهما
    ولم أر أحدًا أبصر في التلصص لاستخراج المال، من الإخوان المفلسين، فهم يصورون للناس أن القضية التي يدعون إليها هي الإسلام، وإذا لم يبذل المال في هذه القضية، انتصر الكفر على الإسلام، وهكذا القضية تلو القضية ("ذم المسألة" ص216).
    الباب الحادي عشر : تنفير لقمان ومحاولته صدّ الناس

    تنفير لقمان ومحاولة صدّ الناس عن دار الحديث بدماج عقر الدعوة السلفية ثابت بلا مرية ولا مفرّ. وكثير من صنيعه يدل على تزهيد الناس في شيخنا حفظه الله.
    وذلك شأن أعداء الرسل. وقال تعالى: ﴿يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ * وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾ [الأنعام/25، 26]
    وقال تعالى في المنافقين: ﴿هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُون﴾ [المنافقون/7]
    وقال الإمام الوادعي رحمه الله: ولسنا نتوقع من علماء الكلام وغيرهم من ذوي الزيغ أن يعظموا سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بل دأبهم التنفير عنها وتلقيب حملتها بالألقاب المنفّرة، وقد ذكر ابن قتيبة في كتابه "تأويل مختلف الحديث" الشيء الكثير من سخريّتهم بأهل السنة، ولكن أبى الله إلاّ أن ينصر أهل السنة، ويذلّ أهل البدعة والحمد لله. ("ردود أهل العلم" ص27)
    وقال رحمه الله: وهذه الحزبيات التي تمسخ الشباب يجب على المسلم أن يفرّ منها فراره من الأسد، فربما تنتهي بأصحابها إلى محاربة الإسلام، فهاهم الإخوان المفلسون يحاربون دعوة أهل السنة وينفرون عنها ويلقبونهم بالألقاب المنفرة أعظم مما كان المعتزلة يلقبون أهل السنة -إلى قوله:- وهؤلاء لا يتركون لقبا ينفر ويستطيعون أن يفوهوا به إلا رموا به أهل السنة. قاتل الله الحزبية. ("غارة الأشرطة" ج1 ص 197)
    وقال الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله: ووالله إنني أخشى على كثير من الفرق والأحزاب والأفراد من الوقوع في الكفر حيث لا تلتزم بحاكميّة الله في أصول الدين بل وفي فروعه، أخشى على كثير منهم ممن قامت عليه الحجّة وتبين له الحق ثمّ يصرّ على مناهضة الدعوة إلى التوحيد ومحاربة الشرك والبدع، وإلى مناهضة أهلها ومنابذتهم وتأليب الناس عليهم وتنفير الناس منهم ومن دعوتهم دعوة الأنبياء والرسل والمصلحين المخلصين الصادقين فيقع بعد قيام الحجّة عليه في هوّة الكفر. ("منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله" ص5)
    وقال حفظه الله في السروريين: فلقد خالفوا السلف في أصول كثيرة و خطيرة، منها: حربهم لأهل السنة و تنفير الناس منهم و من كتبهم و أشرطتهم و بغضهم لهم و معاداتهم و حقدهم الشديد عليهم. ("السرورية خارجية عصرية" ص2)
    وقال حفظه الله في شأن أهل البدع: ولهذا تراهم يسلكون شتى المسالك لصد أهل الحق، ولا سيما الشباب عن منهج الله الحق، فلهم طرق قد برعوا فيها، وأساليب قد مهروا فيها وربوا عليها شبابهم، فتجده لا يعلم كيف يتوضأ؛ ولكنه يجيد عرض الشبه والتشكيك والتشويه والتنفير من الحق وأهله، قد تجده يجيد هذا إجادة عظيمة والعياذ بالله، ("الموقف الصحيح" ص3)
    وقال حفظه الله: هذا مع العلم أن أهل البدع يطلقون وصف الشدة على من ليس كذلك لقصد التنفير منه ومن الحق الذي يدعو إليه ويذبّ عنه. (مقدمة على "إجماع العلماء على الهجر")
    وقال شيخنا الوالد الكريم الحجوري حفظه الله: الوسيلة التاسعة: التنفير المباشر عن الدعوة السلفية، بقولهم: هؤلاء يجرحون، هؤلاء يتكلمون في العلماء، هؤلاء يغتابون، هؤلاء شغلوا أنفسهم بالكلام في الناس، هذا تنفير مباشر، وهناك تنفير غير مباشر؛ وهو أوسع وأشد، وأضر من الأول، وهو نوع من التزهيد عن علماء السنة، وعن تلقي العلم عنهم؛ بالطعن في قدرتهم العلمية، إلخ ("أضرار الحزبية" ص43 )
    وسأنقل ما كتبها بعض طلبة العلم في الشبكة "العلوم السلفية":
    قال الأخ أبو الفداء السوداني إنهم التقوا بشيخنا المحدث العلامة ربيع المدخلي حفظه الله في أول يوم من أيام عيد الفطر المبارك لعام تسعة وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة، فسألوه عمن يحذر من دماج فقال :(هذا صاحب هوى (هذا ما أخبرني به الأخ تلفونيا قبل يومين تقريبا .
    ففي العشر الأخيرة من شهرنا هذا (رمضان1429) سأل الأخ الفاضل أيمن الشوافي العدني حفظه الله الشيخ المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله عمن يُحذر من الدراسة في دماج؟ فأجاب مُغضباً): عيب عيب عيب هذا السؤال، وهل هُناك من يُحذر من الدراسة في دماج) انتهى كلام الشيخ وفي بيته، كما أخبرني بذلك الاخ سعيد الدوبحي الأبيني حفظه الله.
    وقال العلامة المجاهد ربيع الخير حفظه الله تعالى فيمن يثبط طلبة العلم عن الرحيل إلى هذه الدار العظيمة: (هؤلاء كما قال السائل قطّاع طرق، لماذا يحذرون من الدراسة في دمّاج، دارٌ تدرس كل العلوم، والله ما يحذر منها إلا رجل يريد الصدّ عن سبيل الله، وكذلك أخواتها دور الحديث الأخرى). اهـ النقل
    وقد أخبرنا أخونا غازي السلمي السعودي – أحد تلاميذ الشيخ ربيع حفظهما الله- أنه سمع من الأخ محمد السامدي حفظه الله أن الأخ يونس الحديدي – أحد تلاميذ الشيخ ربيع حفظهما الله- زار دماج في آخر شوال 1429 هـ وجاء بأن الشيخ ربيعًا حفظه الله أقرأ على الشيخ يحيى حفظه الله السلام وليقل له أن من تكلم في دماج فلتتكلم فيه صغر أم كبر. اهـ
    الباب الثاني عشر: كراهة انتشار الحق الكاشف لحاله

    هذا فعل الكفار والمنافقين. قال تعالى: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِير﴾ [الحج/72]
    وعن عائشة رضي الله عنها: .. وَقَالُوا لاِبْنِ الدَّغِنَةِ مُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيَعْبُدْ رَبَّهُ فِى دَارِهِ، فَلْيُصَلِّ وَلْيَقْرَأْ مَا شَاءَ، وَلاَ يُؤْذِينَا بِذَلِكَ، وَلاَ يَسْتَعْلِنْ بِهِ، فَإِنَّا قَدْ خَشِينَا أَنْ يَفْتِنَ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا. (أخرجه البخارى (2296))
    وعن أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رضى الله عنهما: فيه: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ ابْنُ سَلُولَ أَيُّهَا الْمَرْءُ، إِنَّهُ لاَ أَحْسَنَ مِمَّا تَقُولُ، إِنْ كَانَ حَقًّا، فَلاَ تُؤْذِينَا بِهِ فِى مَجْلِسِنَا، ارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ، فَمَنْ جَاءَكَ فَاقْصُصْ عَلَيْهِ. الحديث (أخرجه البخارى (4588) ومسلم (1798))
    قال شيخ الإسلام رحمه الله في حزب الشيطان: وكانوا قد سعوا فى أن لا يظهر من جهة حزب الله ورسوله خطاب ولا كتاب وجزعوا من ظهور "الأخنائية"(7) فاستعملهم الله تعالى حتى أظهروا أضعاف ذلك وأعظم وألزمهم بتفتيشه ومطالعته ومقصودهم أظهار عيوبه إلخ ("مجموع الفتاوى" - (ج 28 / ص 58))
    وفعله الشيعة، وفرقة التبليغ، والسروريين، وكثير من الحزبيين. وذكر الشيخ أحمد النجمي رحمه الله بعض أباطيل الإخوانيين: محاولة إسكات كل من تكلم في حزبيتهم ويبين ما فيها من مثالب وسلبيات واتخاذه عدوا لهم. ("الرد الشرعي" ص254)
    الباب الثالث عشر: التهويل والإرهاب الفكري

    قال لقمان: (أقول: إن من قدم من اليمن ليس له إلا أحد الأمرين: إما أن يلتزم بما هو عليه وسيجد صعوبة في دعوته وإما أن يصير حزبيا مثلنا(8) بالتسولات. فأيهما تختار؟)
    الجواب الأول: هذا شيء عجاب من لقمان وأتباعه. أما يعلمون أن الدعوة النبوية السلفية لا بد لها من مشقة وعوائق؟ قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا  [الفرقان/31]
    وقال جل ذكره: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ [البقرة/214]
    أما الدعوة التي لا مشقة فيها ففي صحتها ريبة. أيّهما تختار يا لقمان؟
    الجواب الثاني: أين توكلك على الله حتى تظن أن من لم يتسوّل في دعوته سيصيبه العسر والصعوبة؟ أتقول إن إهانة النفس والدعوة السلفية بالتعرض على دناءة التسولات هي التي تزيل عسر الدعوة ومشقتها؟ أهكذا شأن المتقين المتوكلين؟
    قال ربك عز وجل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا [الطلاق/2، 3] وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق/4]
    عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا تُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا» (أخرجه الترمذى (9/ص47) وهو حسن بطرقه كما في "الصحيح المسند" (986))
    الجواب الثالث: أتظنّ أن الله سيضيع عبادَه المؤمنين الثابتين على صراطه المستقيم المتوكلين عليه؟ قال تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ  [العنكبوت/60]
    إن الله يرزق جميع الدواب –برّها وفاجرها- بل يرزق الشياطين، فكيف لا يرزق جنوده المؤمنين؟ إن ذلك لظنّ السوء برب العالمين.
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله: فَمَنْ ظَنّ بِأَنّهُ لَا يَنْصُرُ رَسُولَهُ وَلَا يُتِمّ أَمْرَهُ وَلَا يُؤَيّدُهُ وَيُؤَيّدُ حِزْبَهُ وَيُعْلِيهِمْ وَيُظْفِرُهُمْ بِأَعْدَائِهِ وَيُظْهِرُهُمْ عَلَيْهِمْ وَأَنّهُ لَا يَنْصُرُ دِينَهُ وَكِتَابَهُ وَأَنّهُ يُدِيلُ الشّرْكَ عَلَى التّوْحِيدِ وَالْبَاطِلَ عَلَى الْحَقّ إدَالَةً مُسْتَقِرّةً يَضْمَحِلّ مَعَهَا التّوْحِيدُ وَالْحَقّ اضْمِحْلَالًا لَا يَقُومُ بَعْدَهُ أَبَدًا فَقَدْ ظَنّ بِاَللّهِ ظَنّ السّوْءِ وَنَسَبَهُ إلَى خِلَافِ مَا يَلِيقُ بِكَمَالِهِ وَجَلَالِهِ وَصِفَاتِهِ وَنُعُوتِهِ إلخ ("زاد المعاد" ج 3 / ص 204)
    الجواب الرابع: قال تعالى:  مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ  [الحديد/22]
    وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه» (أخرجه أحمد (6/441) وحسنه الإمام الوادعي رحمه الله في "الصحيح المسند" رقم ( 1046))
    فعلام ترتكب أنت وأتباعك الدناءة من أجل رزق مضروب بعد أن رفعت الأقلام وجفت الصحف؟ والتكسّب لا بد من مراعاة الطيبات. عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وَقَالَ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ». ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِىَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ».(أخرجه مسلم (1015))
    عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِى الطَّلَبِ فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِىَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِى الطَّلَبِ خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُمَ ».(أخرجه ابن ماجه (ج 6 / ص 452) وغيره وهو حديث حسن. وحسنه بطرقه الإمام الألباني رحمه الله في "الصحيحة" (6/865))
    الجواب الخامس: ما أبعدك يا لقمان من ثبات شيخك الإمام الوادعي رحمه الله حيث قال: (فالدعوة عندنا أعزّ من أنفسنا ومن أهلينا وأموالنا، ومستعدون أن نأكل ولو التراب ولا نخون ديننا وبلدنا ولا نتلون. التلون ليس من شيمة أهل السنة) إلخ ("الباعث على شرح الحوادث" ص57 للإمام الوادعي رحمه الله)
    وقال الشيخ ربيع حفظه الله لابن عبد الخالق: (الحق يا عبدالرحمن أكبر من السماوات والأرض، وأكبر من الطوائف التي تدافع عنها. وهو أحب إلينا من الأبناء والعشائر .فلا يمكن أن نسكت عن طائفة أو حزب يحرف دين اللَّـه بل سنصدع بالحق إن شاء اللَّـه، ونسأل اللَّـه أن يكتب ذلك في صفحات حسناتنا. ولا يضيرنا أن يقول هذا أو ذاك إن هذا سب وشتم، فهذا من الإرهاب الفكري والإعلام الباطل الذي يمقته اللَّـه وملائكته والمؤمنون) انتهى المراد .(كما في "جماعة واحدة" للشيخ ربيع حفظه الله ص92)
    فالدعوة السلفية كما قالها الشيخ ربيع حفظه الله: (.. أعباء المنهج السلفي الثقيلة التي لا يحملها إلا الصادقون من الرجال كما قال الله تعالى: ﴿ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين﴾). (قاله حفظه الله في أبي الحسن"جناية أبي الحسن" ص93)
    وما أشجع شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله حيث قال: (فقد وهبنا أنفسنا للدعوة السلفية ولا نبغي بها بدلا فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون). ("أضرار الحزبية" ص37-38 لشيخنا يحيى الحجوري حفظه الله)
    الجواب السادس: تهويل لقمان با عبده على السلفيين ليس جديد. وقد كان يهدّد هو ومهيمين ونور واحد بعض السلفيين بمدينة "سامارنج" في رمضان 1429 هـ لئلا يستقبلوا أخانا أبا حازم حفظه الله في تعليم التجويد، كما أخبرنا به أخوانا أبو حازم وأبو يحيى وغيرهما حفظهم الله. وعمل مهيمين وبعض من معه الرسائل الجوالية الإرهابية المكررة بأرقام متعددة، فأبى الله إلا مضيّ الدرس والحمد لله.
    الجواب السادس: قولك: (وإما أن يصير حزبيًّا مثلنا بالتسوّلات)
    قلنا: الحمد لله الذي أنطقك الله بالحق فاعترفت أنك حزبي بعد تسترك سنين وبعد محاولتك الشديدة في توهين فراسة الشيخ ربيع فيك بأنه يخشى أنك حزبي مدسوس.
    قال الشاعر:
    إذا لم يكن من الله عون للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده
    الجواب السابع: الإرهاب الفكري من صنيع أعداء الأنبياء والمرسلين ليزلزلوا أقدام جنود الله، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله. والإرهابيون الآن هم من أفراخ الأسلاف الذين قال الله تعالى فيهم: لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم -إلى قوله:- ملعونين أينما ثقفوا الآية
    وهو فعل سلمان العودة والإخوانيين و أبي الحسن المصري وحسن بن فرحان المالكي، وحمزة بن محمد المليباري، وعبد الحفيظ الصوفي، وكذلك القطبيين، وعدنان عرعور . (وزاد شيخنا الفاضل المفيد أبو حمزة العمودي حفظه الله: وأخيرا أقول لك يا لقمان، هذه دعوة الأنبياء والمرسلين صلى الله عليهم وسلم، قامت على الصدق، والسداد، والعفة، ولم يسألوا الناس أجرا، بل قال كل واحد منهم: وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِين  [الشعراء/109] ) اهـ

    الباب الرابع عشر: إظهار التراجع أو إشاعته

    ومن أباطيل لقمان با عبده أنه لما انكشف سعيه في محاولة إلفات أنظار الناس من دار الحديث بدماج إلى دار البطاط بالشحر تظاهر بالتراجع والانكفاف. فلما وجد فرصة مرة أخرى وظن عضلاته قوية عاد إلى ما كان عليه من الكر والهجوم –بشكل أوضح- على رأس الدعوة السلفية الصافية النقية يحيى بن علي الحجوري حفظه الله وعلى دار الحديث عقر الدعوة السلفية.
    وأصل أسلوب التراجع السياسي من الشيطان، ثم أخذه فرعون وقومه، وكفار قريش، وبعض اليهود، وبعض النصارى، وهو مكر سوسن القدري بالعراق، وغيلان القدري، وأحد الجهميين، والحلاّج، والبطائحية، ومحمد توفيق العقلاني، وعبد الرحمن عبد الخالق، وأبي الحسن المصري. قال فيه الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله: وإني أكاد أجزم بما عندي من القرائن ومن دراستي لأقواله وأحواله وأحوال أمثاله أنه ما قام بهذا التعديل إلا مكراً ليستمر في حرب أهل السنة في صورة إنسان تائب بريء فهذا التراجع يشبه تراجع عدنان عرعور وأمثاله من المغالطين المعاندين، وهو وإن تظاهر بالتراجع في هذا الأمر لكنه لم يتراجع عن هذا المنهج الفاسد. ("جناية أبي الحسن" 93-95)
    فهو من سياسة صالح البكري وغيره من المناوئين للدعوة السلفية وحماة عرينها.
    الباب الخامس عشر: التلبيسات وفساد معيار الحق

    فمن سمع كلام لقمان با عبدة هداه الله في ذلك الشريط عرف أن الرجل ملم في إلقاء الشبهات. ومن تلبيساته: قوله هداه الله: (هذا الإمام البربهاري يقال فيه إمام عنده نزعة تكفيرية، عنده شطحات، الله أكبر –إلى قوله:- ، ومع هذا كله يقال فيه ذلك، هات برهانك، نحن طلاب العلم ولسنا أصحاب الأسواق ، فإن كان عنده فكرة التكفير هاتونا البرهان .من سلفك بهذا الاتهام).
    الجواب الأول: أثبت لنا كلام شيخنا حفظه الله أنه قال فيه رحمه الله بذلك.
    الجواب الثاني: إن فرض أن شيخنا حفظه الله قاله فاعلم إنه مجتهد ينظر في أقوال الرجال ويعرضها على الكتاب والسنة ومنهج السلف ثم يحكم بما بدا له تدينا لله ونصحا للأمة الإسلامية. فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد. فما لك تعترض عليه لإسقاطه بهذه الطريقة؟
    الجواب الثالث: إن صح أن شيخنا حفظه الله قاله. وقد علمت أن المشايخ حفظهم الله –بل الإمام الوادعي رحمه الله- أقروا أنه حفظه الله لا يتكلم بدافع الهوى. لا نرفعه إلى درجة العصمة، ولكن الواقع ورجال عصره يشهدون لما قلنا. وهو يتكلم بالعلم والبراهين. إن راجعت إلى شرح السنة للإمام البربهاري رحمه الله ستجد ما يدل على ما يحتاج إلى التأويل لئلا يظن الظانّ أنه رحمه الله تكفيري. ولم يزل شيخنا حفظه الله يحترمه رحمه الله ولم يزل الكتاب يدرَّس في هذا المركز، فما لك تعترض عليه حفظه الله بهذه الطريقة محاولةً لإسقاطه وإسقاط جهوده في الذبّ عن السنة الصافية؟
    (وزاد شيخنا الفاضل أبو حمزة العمودي حفظه الله: بل إن شيخنا درّس الكتاب وعلّق عليه بتعاليق نفيسة، وكان في زمن شيخنا الإمام المجدد الوادعي رحمه الله. وهكذا الشيخ المجاهد أحمد النجمي رحمه الله له تعليقات وتعقّبات على هذا الكتاب، فليتنبّه. وكذلك شيخنا الوادعي رحمه الله له كلام يقرب من كلام شيخنا يحيى رعاه الله. فماذا يا رويبضة؟(9))
    الجواب الرابع: ما أحد من الأئمة –دون الأنبياء- معصوم من الزلة. قد وقع ابن حزم في التجهم، وأبو الحسن الأشعري تـأثر بعلم الكلام، والقاضي عياض، والمازري، والقرطبيان، النووي، وابن حجر وابن الأثير وقعوا في التمشعر، وفيروز آبادي والألوسي صاحب روح المعاني وقعان في التصوف. وأمثلة ذلك كثيرة. فهل إذا قلنا فيهم بما يستحقون –نصحا للأمة لئلا يقعوا فيما وقعوا من الزلات- مع بقاء الاحترام يعتبر إهانة في حقهم؟
    الجواب الخامس: وهل كون كتاب شرح السنة للبربهاري رحمه الله متداول جيلا بعد جيل بأيدي أهل السنة يمنع عالماً خبيراً من النقد والتكلم فيه بحقّ؟ هذا شرح النووي على صحيح مسلم متداول في أيدي السلفيين جيلا بعد جيل. وكذلك العقيدة الطحاوية، وفتح الباري، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي، وأحكام القرآن لابن العربي، وإكمال المعلم، والمحلى، وإحكام الأحكام، وكتب أبي عمرو الداني، ولمعة الاعتقاد، والعقيدة السفارينية، وغيرها كلها تدرَّس في مراكز السلفيين ولا يمنع ذلك أن ينتقد على مؤلفيها عالم ناصح. بل مشكور من بيّن للأمة أخطاءها وكفى بذلك نصحاً. فالناصحون في واد، ولقمان في واد آخر.
    الجواب السادس: قد تكلم بعض العلماء في قتادة بن دعامة، ومسعر بن قدام، ووكيع، والحسن بن صالح بن حي. وقد طعن الإمامان ابن معين وسعد بن حسان في حسان بن عطية بالقدر، وتكلم الإمام الألباني رحمه الله في الشيخ إسماعيل الأنصاري بأنه جاهل في الحديث. وتكلم الشيخ ربيع حفظه الله في الإمام السجزي رحمه الله بأن فيه اضطراب في بعض الصفات. وقال إن الإمام سعد بن علي الزنجاني رحمه الله أصابه غبار الأشاعرة. ومع ذلك لا يقول العلماء أن الناقدين أهانوا العلماء. فما دام الباعث هو العلم والنصح والدين والاجتهاد، لا الهوى ولا العصبية فالأمر بين أهل السنة يقبل غضّ الطرف.
    ولكن هذا الأمر لا يفهمه أهل الهوى والجهل.
    وعين الرضا عن كل عيـب كليـلة كـما أن عين السـخط تبـدي المسـاويا
    الجواب السابع: وأما قولك لشيخنا حفظه الله: (من سلفك بهذا الاتهام) فقد أجاب عنك الشيخ أبو حمزة العمودي حفظه الله. وأيضا إن شيخنا مجتهد. بل هو عالم وإمام وفقيه كما شهد له فحول الرجال. بل أنت المستحق أن يقال لك: من سبقك من الأئمة على أن شيخنا يحيى حفظه الله حدادي؟ وأعلم الناس بخبائث الحدادية هو الشيخ الإمام ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله. فأين كلامه بأن شيخنا حفظه الله حدادي؟ أبرزه لنا ولا تبخل. بل أنت في شدة الافتقار إلى مراجعة قول الإمام أحمد رحمه الله: يا أبا الحسن –أي: الميموني -، إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام. ("سير أعلام النبلاء"/ج 11 / ص 296)
    وهل قد بلغت درجة الإمام والفقيه والعالم والمجتهد حتى تقول ما قلت؟
    الجواب الثامن: (زاد الشيخ أبو حمزة العمودي حفظه الله: قد فرغ شيخنا يحيى رعاه الله من مقالات تبين خطورة فكرة الحدادية الغالية المنحرفة، وخطورة أربابها على الدعوة السلفية. وشيخنا رعاه الله يبغض الغلو وينفّر عنه ويحذر منه. وصار لقب "الحدادي" شعار من ضدّ الدعوة السلفية الصافية وحماة عرينها، منذ عهد أبي الحسن إلى عبد الرحمن العدني ومناصريه) اهـ.
    بهذا كله أنصحك يا لقمان: إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمينّ بيوت الناس بالحجارة.
    ومن تلبيسات لقمان با عبدة هداه الله قوله: (أخبرني مهيمين (كان في دماج) ونور واحد: إن محسنا يتحداني أن نباهل كما في محاضرته في "سمارانج". والذي في اليمن يتحدى الحجوري بالمباهلة كلَّ من لم يوافقه في أن عبد الرحمن حزبي. الله أكبر، هذا مضحك. –إلى قوله:- الشيخ البخاري والشيخ محمد والشيخ ربيع والشيخ عبيد كلهم يتحداهم بالمباهلة. هذه كفتنة الحدادي).
    جوابنا الأول: قد رد على أسلافك – في تلك الاعتراضات- بعضُ الناصحين وكشفوا هزالة شبههم. فمن تتبع تلك الملازم وجدها فما حاجة لي لإعادتها.
    الجواب الثاني: وأريد أن أزيدك ضربة بكلام الإمام ابن القيم رحمه الله: ومنها – أي من فقه قصة وفد النجران- : أن السنة في مجادلة أهل الباطل إذا قامت عليهم حجة الله ولم يرجعوا بل أصروا على العناد أن يدعوهم إلى المباهلة وقد أمر الله سبحانه بذلك رسوله ولم يقل : إن ذلك ليس لأمتك من بعدك ودعا إليه ابن عمه عبد الله بن عباس لمن أنكر عليه بعض مسائل الفروع ولم ينكر عليه الصحابة ودعا إليه الأوزاعي سفيان الثوري في مسألة رفع اليدين ولم ينكر عليه ذلك وهذا من تمام الحجة ("زاد المعاد" / قصة وفد النجران)
    الجواب الثالث: الاختلاف بين أهل السنة وبينكم -أيها الحزبيون البرمكيون- هو الاختلاف بين أهل الحجج والبراهين والصدق وبين أهل الشبهة والتمويه والجهل. فما هو وجه قولك (هذا مضحك)؟ بل هذا من الشرع. أتضحك من شريعة الله؟
    الجواب الرابع: هات لنا دليلا على منع مباهلة المسلم المعاند.
    الجواب الخامس: قد ظهرت قوة أدلة المباهلة فلم يبق للمعاندين إلا السخرية لإخفاء الخوف في نفوسهم فلم يستجيبوا للمباهلة.
    الجواب السادس: أنت يا لقمان، ومحمد عفيف الدين، ومهيمين، ونور واحد، ومحمد برمن، رفضتم حجج شيخنا النيرة على حزبية ابني مرعي بل صنعتم له مكرا لنصرة هذين الحزبيين، فما بقي لشيخنا المجاهد إلا اللجوء إلى ربه ومولاه لإحقاق الحق وإبطال الباطل بالمباهلة المشروعة. فلتـأتونا أنتم إلى دماج –المركز الأم الذي استهدفه الحزبيون بالهدم- ولنبتهل ولنجعل لعنة الله على الكاذبين.
    الجواب السابع: قولك (الشيخ فلان والشيخ فلان والشيخ فلان كلهم يتحداهم بالمباهلة إلخ) قلنا: إن هؤلاء المذكورين –مع احترامنا لهم- ليسوا بأرفع من العلماء لما تحداه ابن عباس في زمنهم. ولم يكن هؤلاء المشايخ أرفع من الثوري ، وقد تحداه الأوزاعي رحمهما الله، فهل يقول أحد من العلماء أن ابن عباس والأوزاعي من الحدادين؟
    ومن تلبيساته أيضا: (وهذا مركز معبر، مركز الشيخ الإمام قال فيه الحجوري صار ملجأ للحزبيين، وقال: هذا حزبي هرب إلى معبر)
    جوابنا الأول: قال أبو ذر: أمرني خليلي بسبع : -منها:- وأمرني أن أقول بالحق وإن كان مرًّا، وأمرني أن لا أحاف في الله لومة لائم. (أخرجه أحمد 5 /159 وحسنه الإمام الوادعي رحمه الله في "الصحيح المسند" رقم ( 267))
    وقال الإمام الوادعي رحمه الله: فالقصد أن علماءنا لم تكن لديهم محاباة بل إن أحدهم يتكلم في أبيه ويقول: الوالد ضعيف. وهو علي بن المديني. وآخر يتكلم في أخيه وهو زيد ابن أبي أنيسة فيقول: أخي يحيى كذاب. فينبغي تبيين أحوال أهل البدع، وأنا آسف من بعض علماءنا أن يكون طلبته لفيفًا فهذا من جمعية الحكمة، وهذا إخواني، وهذا كذا، وقد كان بعض العلماء المتقدمين يقول: أحرّج على كل بدعي في مجلسي هذا أن يقوم عنه. (التحفة/ ص293)
    قلنا: هذا هو الحق. بعض الحزبيين لما خرجوا من المركز الأم دماج فروا إلى معبر، منذ فنتة أبي الحسن، إلى فتنة صالح البكري، إلى فتنة أبي مالك الرياشي، إلى فتنة شيخيك ابني مرعي.
    الجواب الثاني: إن الشيخ محمد الإمام الريمي حفظه الله نفسه يعرف قدر شيخنا رعاه الله وجهوده في السنة، ولم يزل تبادل السلام والتناصح بينهما. فعلام تتباكى لما لا ينكره الشيخ محمد الإمام الريمي حفظه الله؟
    وللقمان با عبده تلبيسات كثيرة وبعضها مذكورة في هذه الرسالة، فلا أحتاج إلى سردها في هذا الباب اكتفاء بما سبق من الأبواب.
    والتلبيسات مسلك جميع أهل الضلال. قال تعالى: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [آل عمران/71]
    وقال الإمام سفيان الثوري رحمه الله يقول: ما من ضلالة إلا ولها زينة. ("الإبانة الكبرى" لابن بطة رقم 447)
    وقال شيخ الإسلام رحمه الله: ولا ينفق الباطل فى الوجود إلا بشوب من الحق كما أن أهل الكتاب لبسوا الحق بالباطل بسبب الحق اليسير الذى معهم يضلون خلقا كثيرا عن الحق الذى يجب الإيمان به ويدعونه إلى الباطل الكثير الذي هم عليه وكثيرا ما يعارضهم من أهل الإسلام من لا يحسن التمييز بين الحق والباطل ولا يقيم الحجة التى تدحض باطلهم ولا يبين حجة الله التى أقامها برسله فيحصل بسبب ذلك فتنة. ("مجموع الفتاوى" (35 / 190))
    وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: وإنما سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها فإنها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل وأكثر الناس أصحاب حسن ظاهر فينظر الناظر فيما البسته من اللباس فيعتقد صحتها وأما صاحب العلم واليقين فانه لا يغتر بذلك بل يجاوز نظره الى باطنها وما تحت لباسها فينكشف له حقيقتها ومثال هذا الدرهم الزائف فإنه يغتر به الجاهل بالنقد نظرا إلى ما عليه من لباس الفضة والناقد البصير يجاوز نظره الى ما وراء ذلك فيطلع على زيفه فاللفظ الحسن الفصيح هو للشبهة بمنزلة اللباس من الفضة على الدرهم الزائف والمعنى كالنحاس الذي تحته وكم قد قتل هذا الاعتذار من خلق لا يحصيهم إلا الله ("مفتاح دار السعادة" - (ج 1 / ص 140))
    وقال الإمام الوادعي رحمه الله في شأن حزب الإصلاح: فدعوتهم دعوة الحزبيين كلها مبنية على التلبيسات ("غارة الأشرطة" ج 1 ص 49)
    وقال فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في شأن أصحاب الموازنات: قوم شعارهم الكذب والتلبيس والمغالطات ("النصر العزيز"/ب1/ف4/الموطن الرابع)
    الباب السادس عشر: محاولة الخداع والمكر

    جميع صنيع لقمان با عبده من الطعونات في شيخنا يحيى حفظه الله، وتحقيره، وتزهيده فيه، وتضخيم خصومه، ومحاولة صدّ الناس عن منبع الدعوة السلفية دار الحديث بدماج، وعن حماة عرينها، ومنع انتشار الملازم والأشرطة الصادرة منها، وهجر من كان مع شيخنا حفظه الله في هذه الفتنة، والإرهاب الفكري، و التستر وراء العلماء لهدم فتاوى شيخنا، وفتح التعاون مع مركز اليمن الخير بصنعاء، وغير ذلك، كله يدل على مكره هداه الله بشيخنا وبدار الحديث والدعوة إلى الرجوع إلى طريقة السلف الصافية.
    وأضف إلى ذلك أنه لما انكشف سعيه في إلفات أنظار الناس من دار الحديث بدماج إلى دار البطاط بالشحر تظاهر بالتراجع والانكفاف. فلما وجد فرصة مرة أخرى ورآى قوة عضلاته عاد إلى ما كان عليه من الكر والهجوم –بشكل أوضح- على رأس الدعوة السلفية الصافية النقية يحيى بن علي الحجوري حفظه الله. ولا تنس ما حصل قبل ذلك من محاولته الشديدة في إهدار فراسة الشيخ الخبير ربيع المدخلي حفظه الله فيه. فلقمان با عبده ماكر مخادع.
    والمكر دأب أعداء الأنبياء. قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾ [الأنعام/123]
    جلّ المبطلين لهم مكر وخداع للحق وأهل الحق في ممر التأريخ. وكذلك الحزبيون. قال الإمام الوادعي رحمه الله: الحزبية مبنية على الكذب والخداع ("غارة" ج1 ص474)(10)
    وقال الشيخ أحمد النجمي رحمه الله: إن الدعوة الحزبية كلها مبنية على التكتم والخيانة والغدر والمكر والتلبيس ("الرد المحبر" ص124)
    الباب السابع عشر: العصبية، والولاء والبراء الضيق

    قال ابن المنظور رحمه الله: و تَعَصَّبَ بالشيءِ واعْتَصَبَ: تَقَنَّعَ به ورَضِي. ("لسان العرب" ج 6 ص 275) وفي ص276: والتَّعَصُّبُ: من العَصَبِيَّة. والعَصَبِيَّةُ: أَن يَدْعُوَ الرجلَ إِلى نُصْرةِ عَصَبَتِه والتَّأَلُّبِ معهم على من يُناوِئُهُم ظالمين كانوا أَو مظلومين . اهـ
    قال شيخ الإسلام رحمه الله: ومن تعصب لواحد بعينه من الأئمة دون الباقين فهو بمنزلة من تعصب لواحد بعينه من الصحابة دون الباقين كالرافضى الذى يتعصب لعليٍّ دون الخلفاء الثلاثة وجمهور الصحابة وكالخارجي الذى يقدح فى عثمان وعليٍّ رضي الله عنهما فهذه طرق أهل البدع والأهواء الذين ثبت بالكتاب والسنة والإجماع أنهم مذمومون خارجون عن الشريعة والمنهاج الذى بعث الله به رسوله فمن تعصب لواحد من الأئمة بعينه ففيه شبه من هؤلاء سواء تعصب لمالك أو الشافعى أو أبى حنيفة أو أحمد أو غيرهم. ثم غاية المتعصب لواحد منهم أن يكون جاهلا بقدره فى العلم والدين وبقدر الآخرين فيكون جاهلا ظالما والله يأمر بالعلم والعدل وينهى عن الجهل والظلم قال تعالى: ﴿وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ليعذب الله المنافقين والمنافقات﴾ إلى آخر السورة. ("مجموع الفتاوى" 22/ص 252)
    وقال الإمام الوادعي رحمه الله: إن الشخص يتستر ولا يظهر حزبيته إلا بعد أن تقوى عضلاته ويرى أن الكلام لا يؤثر فيه، وأنا أعجب كل العجب فبعضهم يقسم بالله ما هو حزبي. فلا أدري هل يعرف معنى الحزبية لأن الحزبية تتضمن الولاء والبراء، والحزبية الضيقة. إلخ ("غارة الأشرطة" م2 ص14-15)
    وسئل أيضا رحمه الله: كيف يحذر الشباب من الحزبيات غير الظاهرة والتي لا يحذر منها إلا قليل من الناس وكيف يعرف الشاب أنه خالف منهج السلف في ذلك؟
    فأجاب رحمه الله: يعرف بالولاء الضيق، فمن كان معهم فهم يكرمونه، ويدعون الناس إلى محاضراته وإلى الالتفاف حوله، ومن لم يكن معهم فهو يعتبر عدوهم. ("التحفة" ص112)
    وقال الشيخ ربيع حفظه الله: الفرق الضالة المنتمية للإسلام قديما وحديثا سواء أصابها هذا الداء في عقائدها أو في عباداتها. الأمراض القبلية كلها من هذا المنطلق. إذاً هو داء فتاك بالأفراد والجماعات ويؤدي إلى تكذيب الرسل، وإلى الكذب والمغالطات في نشر المباديء الهدامة والأفكار الضالة إلخ ("التعصب الذميم" ص10)
    وقال الشيخ صالح السحيمي حفظه الله في شأن الجماعات في الساحة الدعوية: وهذه الجماعات مع اختلافها وتفرقها وتباين أفكارها وتعدد مشاربها فإنها تكون جبهة واحدة لمعاداة المنهج السلفي القائم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم تحت تأثير المنهج الحزبي الضيق المبني على الموالاة والمعاداة إلخ. (مقدمة "النصر العزيز")
    ومما يدل على عصبية لقمان با عبده وضيق ولائه للسلفيين أنه يمنع من الاستفادة من الملازم والأشرطة المحاربة لحزبية ابني مرعي، بل يمنع نشرها، ويحذر ممن ينشرها كأبي حازم ومحمد إروان حفظهما الله، ويدعو الناس إلى هجر كتب الإقراء والأذان لأبي حازم حفظه الله، ولئلا يحضروا دروسه، وينادي الأولياء أن يخرجوا أولادهم من مركز أبي حازم حفظه الله بعلة أنهم قد أساءوا الأدب مع العلماء لأنهم قالوا إن عبد الرحمن العدني وأخاه حزبيان. وكذلك تهديده لأهل مدينة "سامارنج" أنه لن يحاضر لهم إن استقبلوا أبا حازم حفظه الله عندهم. هذا كله يدل على عصبية لقمان وضيق ولائه بالسلفيين الذين لا يوافقوه.
    الباب الثامن عشر: الاحتجاج بسكوت بعض العلماء

    وقال لقمان با عبدة هداه الله: (فأين المشايخ الكبار كالشيخ الإمام والشيخ الصوملي والشيخ البرعي والشيخ الوصابي والشيخ عبد المصور وغيرهم كالذماري عثمان بن عبد الله أبي عبد الله. الذين ذكرهم أبو حازم أسماءهم ما كان منهم من أحد ذكره الشيخ مقبل في وصيته)
    الجواب الأول: هات دليلا على أن الحق محصور بين هؤلاء المذكورين فما لم يكن من عندهم لم يكن حقًّا.
    الجواب الثاني –وهو قريب من الأول-: هات لنا دليلا على امتناع أن يكون غير هؤلاء المذكورين أقوالهم مردودة دائمة ولو جاءوا ببراهين بينة وأدلة قوية على حزبية حزبي أو بدعية مبتدع!
    الجواب الثالث: هات يا لقمان لنا دليلا على أن هؤلاء المذكورين معصومون من الخطأ في الحكم ومن الجهل في جميع الأحوال، وأن العلم والحق لم يفوتا عنهم أبداً، وأن غيرهم حجتهم لم تقبل ما لم يقرّها أصحاب الوصية – حفظهم الله-.
    الجواب الرابع: إن شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله هو رأس الموصى بهم أيضاً بل شهد له الإمام الوادعي الموصي رحمه الله بأنه أعلم واحد باليمن – فصار أعلم من جميع الموصى بهم سدد الله خطاهم- فما لك لا تقبل قوله المدّعم بالأدلة؟
    الجواب الخامس: هذه الإيرادات السابقة تدل على أن لقمان با عبده، ومحمداً عفيف الدين، وعبد الجبار، وأبا العباس إحساناً وأمثالهم الذين قالوا: (ننتظر العلماء) جهلوا بالمنهج، وأنهم يتشبثون بالتقليد وخيوط العنكبوت.
    الجواب السادس: الاحتجاج بسكوت بعض العلماء لإهدار نقد العالم هذا من طرق الحزبيين. قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله: ويجب أن يعلم علماؤنا الأفاضل أن لأهل الأهواء والتحزب أساليب رهيبة لاحتواء الشباب والتسلط والسيطرة على عقولهم ولإحباط جهود المناضلين في الساحة عن المنهج السلفي وأهله.من تلكم الأساليب الماكرة استغلال سكوت بعض العلماء عن فلان و فلان، ولو كان من أضل الناس فلو قدم الناقدون أقوى الحجج على بدعه وضلاله فيكفي عند هؤلاء المغالطين لهدم جهود المناضلين الناصحين التساؤل أمام الجهلة فما بال فلان وفلان من العلماء سكتوا عن فلان وفلان؟! ولو كان فلان على ضلال لما سكتوا عن ضلاله؟! وهكذا يلبسون على الدهماء ؛ بل وكثير من المثقفين. وغالب الناس لا يعرفون قواعد الشريعة ولا أصولها التي منها: أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفايات، فإذا قام به البعض سقط عن الباقين.
    ومن أساليبهم انتزاع التزكيات من بعض العلماء لأناس تدينهم مؤلفاتـهم ومواقفهم ونشاطهم بالبعد عن المنهج السلفي ومنابذة أهله وموالات خصومه وأمور أخرى(11). ومعظم الناس لا يعرفون قواعد الجرح والتعديل، وأن الجرح المفصل مقدم على التعديل لأن المعدل يبني على الظاهر وعلى حسن الظن والجارح يبني على العلم والواقع كما هو معلوم عند أئمة الجرح والتعديل.
    وبـهذين الأسلوبين وغيرهما يحبطون جهود الناصحين ونضال المناضلين بكل سهولة ويحتوون دهماء الناس بل كثير من المثقفين، ويجعلون منهم جنودا لمحاربة المنهج السلفي وأهله والذب عن أئمة البدع والضلال. وما أشد ما يعاني السلفيون من هاتين الثغرتين التي يجب على العلماء سدهما بقوة وحسم لما ترتب عليها من المضار والأخطار. ("الحد الفاصل" ص144 )
    وقال حفظه الله في شأن أبي الحسن: قوله: "وهذا قد اطلع عليه العلماء " أقول: "هذا أصل من أصوله يعتبره حجة إذا كان يوافق هواه والعلماء الذين يذكرهم فريقان فريق لم ينتقده في شيء وفريق انتقدوه واختلفت مجالات انتقادهم وهؤلاء يحتج على بعضهم ببعض كما يحتج عليهم بالفريق الساكت وقد مر بالقاريء شيء من هذا. ("التنكيل بما في لجاج ابي الحسن من أباطيل" /المسألة السادسة/في الحاشية الأولى)
    وقد اتصل متصل مجهول ببعض أقرباء اليشخ أحمد النجمي حفظه الله لينصحه أن يترك الكلام في الحزبيين. ومما قال ذلك المتصل: "هذا أسلوب لا يتبعها كبار علمائنا إلخ" . فأجاب الشيخ حفظه الله: أقول أولا: إن الله عز وجل أوجب على أهل العلم أن يبينوا للناس ولا يكتمونه. والبيان فرض الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الآخرين - إذا كان البيان الذي حصل كافيا ومؤديا - وإلا لزم الباقين البيان حتى تحصل الكقاية. ثانيا: نحن وهؤلاء المشايخ الذين سميتهم وغيرهم، الكل مكلفون من الله أن نبين. فمن أدى سلم من الإثم، ومن قصر مع القدرة فإنه يناله من الإثم ما يناله بحسب تقصيره. إلا أن سكوت الساكت لا يكون حجة على المؤدي يوجب عليه السكوت. بل على ذلك الساكت أن ينظر هل يؤدى الواجب بإنكار من أنكر أم لا؟ فإن لم يحصل الأداء وجب عليه أن يؤدي. ("الرد الشرعي" 230)
    وقال حفظه الله في "رد الجواب" ص37: إذا كانوا لم يقولوا فيه شيئا فلأنهم لم يعرفوا فيه شيئا من القوادح، ولهم الحق إذا تورعوا والحالة هذه.
    رابعا: أما الآن فقد ظهرت في منهجه قوادح كثيرة، ومن حفظه حجة على من لم يحفظ، هذه قاعدة معروفة عند المحدثين، والعمل بها في مثل هذه القضية واجب. اهـ
    ومن هذا الباب ما ذكر سيف عبد الله الغريب حفظه الله في كتابه "الإخوان المسلمين في الجزيرة العربية" أن من صفاتهم: (37) ...وأوهموا أن كبار العلماء ما كانوا يردون على أهل الأهواء والبدع إلخ (نقله الشيخ أحمد النجمي حفظه الله في "الرد المحبر" ص187)
    الباب التاسع عشر: الاتراس بفتوى أو فعل بعض العلماء لإبقاء الباطل
    وقال لقمان با عبدة هداه الله: (ولو قال أحد وهو في دماج نحن مع العلماء، هذا القول عليه خطير جدًّا، ويعرض نفسه لأن يقال إنه حزبي أو مريض يعني مريض القلب. مثل هذا الموقف ممدوح أو مذموم؟ الصواب أن موقفنا مع العلماء ممدوح إلى الغاية).
    الجواب الأول: إن الحزبيين عميان البصائر. أين قاعدة: (الجرح المفسر مقدم على التعديل المبهم)؟ وأين قاعدة: (الذي يعلم حجة على من لم يعلم)؟ وأين قاعدة: (أهل مكة أدرى بشعبها)؟
    وقد قام شيخنا يحيى حفظه الله بعدّة بيانات على مكر ابني مرعي وأتباعهما. وكذلك هؤلاء مشايخ الدار ومناصروهم الأجلاء الذين قضوا من أوقاتهم في إبراز البينات على خبث هذا الحزب الجديد. بل ساعدهم على هذا الجهاد الشيخ أبو عبد السلام حسن بن القاسم الريمي حفظه الله (صاحب مركز تعز) ببعض الملازم في حواره مع عبيد الجابري وبعض الكتّاب المجاهل. فبأيّ قاعدة يَرفض تلك الحججَ والبيانات هؤلاء الرافضون؟ وبأيّ دليل أهدر تلك التحذيرات الصادقةَ هؤلاء الملبسون ثم يقولون: (نحن مع العلماء)؟
    الجواب الثاني: أنتم أعرضتم عن أدلة أهل الحق من غير أن تستطيعوا تفنيدها، ثم لجأتم –مكرًا- إلى تقليد الأشخاص –مع احترامنا للعلماء- الذين حتى الآن لم يردّوا تلك الحجج النيرة التي أدانت ابني مرعي وشلتهما بالحزبية. بأي حجة فعلتم هذا؟
    الجواب الثالث: أنت يا لقمان وأمثالك مفتقرون إلى دراسة الفقه الصحيح المستند من الكتاب والسنة على فهم السلف. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: فالبصير الصادق لا يستوحش من قلة الرفيق ولا من فقده إذا استشعر قلبه مرافقة الرعيل الأول الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا فتفرد العبد في طريق طلبه دليل على صدق الطلب. ولقد سئل إسحاق بن راهويه عن مسألة فأجاب فقيل له : إن أخاك أحمد بن حنبل يقول فيها بمثل ذلك فقال : ما ظننت أن أحدا يوافقني عليها ولم يستوحش بعد ظهور الصواب له من عدم الموافقة فإن الحق إذا لاح وتبين لم يحتج إلى شاهد يشهد به والقلب يبصر الحق كما تبصر العين الشمس فإذا رأى الرائي الشمس لم يحتج في علمه بها واعتقاده أنها طالعة إلى من يشهد بذلك ويوافقة عليه . ("إغاثة اللهفان" 1 / 69-70)
    وقال الإمام أبو شامة رحمه الله: وحيث جاء الأمر بلزوم الجماعة فالمراد به لزوم الحق واتباعة وان كان المتمسك بالحق قليلا والمخالف كثيرا لأن الحق الذي كانت عليه الجماعة الأولى من النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه رضى الله عنهم ولا نظر الى كثرة أهل الباطل بعدهم. قال عمر بن ميمون الأودي صحبت معاذا باليمن فما فارقته حتى واريته بالتراب بالشام ثم صحبت بعده أفقه الناس عبد الله بن مسعود فسمعته يقول: (عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة) ثم سمعته يوما من الأيام وهو يقول: (سيلى عليكم ولاة يؤخرون الصلاة عن مواقيتها فصلوا الصلاة لميقاتها فهي الفريضة وصل معهم فإنها لك نافلة) قال: قلت: يا أصحاب محمد ما أدري ما تحدثون. قال: (وما ذاك) قلت: تأمرني بالجماعة وتحضني عليها ثم تقول لي صل الصلاة وحدك وهي الفريضة وصل مع الجماعة وهي نافلة. قال: (يا عمرو بن ميمون قد كنت أظنك من أفقه أهل هذه القرية تدري ما الجماعة) قلت: لا. قال: (إن جمهور الناس فارقوا الجماعة وأن الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك) وفي رواية: فقال ابن مسعود وضرب على فخذي: (ويحك أن جمهور الناس فارقوا الجماعة وأن الجماعة ما وافق طاعة الله تعالى). قال نعيم بن حماد: (يعني إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد وإن كنت وحدك فإنك أنت الجماعة حينئذ) أخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي رحمه الله تعالى في كتاب "المدخل". ("الباعث على إنكار البدع" ج 1 / ص 22)
    الجواب الرابع: يا لقمان، ما معنى مرض القلب؟ قال الإمام النووي رحمه الله: قَدْ عَلِمَ أَنَّ الْأَطِبَّاء يَقُولُونَ : الْمَرَض هُوَ خُرُوج الْجِسْم عَنْ الْمَجْرَى الطَّبِيعِيّ إلخ ("شرح النووي على مسلم" ج 7 / ص 344)
    وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: المرض نوعان: مرض القلوب ومرض الأبدان وهما مذكوران في القرآن. ومرض القلوب نوعان: مرض شبهة وشك ومرض شهوة وغي وكلاهما في القرآن قال تعالى في مرض الشبهة: في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا [ البقرة : 110 ] -إلى قوله:- وقال تعالى في حق من دعي إلى تحكيم القرآن والسنة فأبى وأعرض: وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون * وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين * أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون [ النور : 48 و 49 ] فهذا مرض الشبهات والشكوك. إلخ ("زاد المعاد" ج 4 / ص 5)
    فمرض القلب هو خروجه عن حالة اعتداله. والقلب صحّ مادام يعتدل ويستقيم على الكتاب والسنة ومتابعة السلف. فمتى خرج من ذلك –إما بالشبهة وإما بالشهوة- خرج عن حالة الصحة على حسب انكبابه عن الصراط.
    فيا لقمان، فمن جاءته النصيحة المبنية على الأدلّة القرآنية والأحاديث النبوية والقواعد السلفية ثم أعرض عنها واستتر ببعض تعليلات وشبهات، فبأي قاموس تحكمه بصحيح القلب؟
    الجواب الخامس: قال الإمام ابن القيم رحمه الله: حذار حذار من أمرين لهما عواقب سوء: أحدهما: رد الحق لمخالفته هواك فإنك تعاقب بتقليب القلب ورد ما يرد عليك من الحق رأسا ولا تقبله إلا إذا برز في قالب هواك. قال تعالى: نقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لو لم يؤمنوا به أول مرة فعاقبهم على رد الحق اول مرة بأن قلب أفئدتهم وأبصارهم بعد ذلك.
    والثاني: التهاون بالأمر إذا حضر وقته فإنك إن تهاونت به ثبطك الله وأقعدك عن مراضيه وأوامره عقوبة لك. قال تعالى: فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين فمن سلم من هاتين الآفتين والبليّتين العظيمتين فليهنّه السلامة. اهـ ("البدائع" 3 / 699)
    أفهمت الآن يا لقمان لماذا يقال فيك وفي أمثالك "مريض" ؟
    وقال لقمان هداه الله في الفتنة. (مثلها إن أتت فنحن بحاجة إلى نصح العلماء)
    الجواب الأول: قلتَ بأننا نحتاج إلى نصح العلماء. فهل نصحك الشيخ ربيع المدخلي بالطعن في شيخنا يحيى؟
    الجواب الثاني: وهل نصحك الشيخ ربيع المدخلي بالاحتقار لشيخنا يحيى وبقية مشايخ دار الحديث بدماج؟
    الجواب الثالث: وهل نصحك الشيخ ربيع المدخلي بنبش قضية المماساة بعد أن دفنها السلفيون أيها المندس؟
    الجواب الرابع: وهل نصحك الشيخ ربيع المدخلي بصدّ الناس عن دار الحديث بدماج؟
    الجواب الخامس: بهذه التساؤلات عرف السلفيون أنك إنما تدرّعت وراء العلماء لحماية هواك.
    وقال لقمان: (وما هناك أحد من علماء اليمن يقبل هذا التحذير من الشيخ عبد الرحمن).
    الجواب الأول: يا لقمان، الشيخ المحدث يحيى حفظه الله عالم من العلماء أم لا؟ مع الأسف أنك قد قلت إنه داع لا يعرف المنهج. وجميع علماء اليمن، والشيخ ربيع أقرّوا بأن الشيخ يحيى عالم. بل عبيد الجابري أقرّ بأنّ عند شيخنا علم. بل هو عند الإمام الوادعي رحمه الله أعلم واحد في اليمن. وهو إمام عند الشيخ محمد الإمام حفظه الله، رغم أنف لقمان ومحمد عفيف الدين.
    الجواب الثاني: إن الشيخ أبا عبد السلام الريمي حفظه الله (صاحب مركز تعز، وكان من تلاميذ الإمام الألباني رحمه الله ) يقبل تحذير شيخنا يحيى حفظه الله من ابني مرعي، بل ساعده وناصره على محاربتهما. وكذلك الشيخ الوالد محمد بن محمد بن مانع (القائم بالدعوة السلفية بصنعاء)، والشيخ أحمد بن عثمان العدني (بعدن)، والشيخ أبو عمار ياسر الدبعي (بمكلا)، والشيخ عبد الله بن أحمد الإرياني (بيافع( )). وكذلك الشيخ أبو بكر عبد الرزاق بن صالح النهمي - حفظه الله- صاحب كتاب "الإخوان المسلمين والمساجد" وكتاب "معالم دعوة أهل السنة"، وهو يقوم بالدعوة والتدريس في أحد مراكز السنة في محافظة الذمار باليمن حرسها الله.
    وكذلك الشيخ جميل بن عبده الصلوي (نائب شيخنا عند الغياب)، والشيخ محمد بن حزام الإبي الناصح الفقيه، والشيخ أبو عمرو عبد الكريم الحجوري، والشيخ عبد الحميد الحجوري حفظه الله، والشيخ أبو بلال الحضرمي حفظه الله، والشيخ طارق البعداني حفظه الله، وغيرهم من مشايخ المركز الأم دار الحديث بدماج حفظهم الله جميعًا، هم يقبلون حكم شيخنا يحيى حفظه الله على حزبية ابني مرعي، وكانوا معه في هذا الجهاد. ما لك قلت: (وما هناك أحد من علماء اليمن يقبل هذا التحذير للشيخ عبد الرحمن)؟
    أما إذا أعماك وأعمى أصحابك الغرور حتى تقولوا: (ليس هؤلاء المذكورون من العلماء) فلا يضرّهم شيئاً جهلكم بهم. فالجاهل لا يعرف عالما إذ لم يكن عالماً.
    (وزاد الشيخ أبو حمزة العمودي حفظه الله: وحسبهم أنهم تكلموا بحجة وبرهان وبما يدينون به ربهم سبحانه وتعالى. وفتنة عبد الرحمن بدأت في هذا المركز، وشاهدها آلاف الناس منهم هؤلاء النخبة الفضلاء حفظهم الله).
    وقال أيضا لقمان: (وقد اتصل بي بعض الإخوة من اليمن، الحمد لله وما زال في خير يخبر أن الحجوري يقول على المنبر: حتى ولو اجتمع كل من في الدنيا فأنا لا أبالي)
    الجواب الأول: قال الإمام ابن القيم رحمه الله: وقال بعض أئمة الحديث وقد ذكر له السواد الأعظم فقال: أتدرى ما السواد الأعظم هو محمد بن أسلم الطوسي واصحابه فمسخ المختلفون الذين جعلوا السواد الأعظم والحجة والجماعة هم الجمهور وجعلوهم عيارا على السنة وجعلوا السنة بدعة والمعروف منكرا لقلة أهله وتفردهم في الإعصار والأمصار وقالوا من شذ شذ الله به في النار وما عرف المختلفون أن الشاذ ما خالف الحق وان كان الناس كلهم عليه إلا واحدا منهم فهم الشاذون وقد شد الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل إلا نفرا يسيرا فكانوا هم الجماعة وكانت القضاة حينئذ والمفتون والخليفة وأتباعه كلهم هم الشاذون وكان الإمام احمد وحده هو الجماعة ولما لم يتحمل هذا عقول الناس قالوا للخليفة يا أمير المؤمنين أتكون أنت وقضاتك وولاتك والفقهاء والمفتون كلهم على الباطل وأحمد وحده هو على الحق. فلم يتسع علمه لذلك فأخذه بالسياط والعقوبة بعد الحبس الطويل فلا إله إلا الله ما أشبه الليلة بالبارحة وهي السبيل المهيع لأهل السنة والجماعة حتى يلقوا ربهم مضى عليها سلفهم وينتظرها خلفهم من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. اهـ ("إعلام الموقعين" 3 / 398)
    الجواب الثاني: قول لقمان زيادة الدلالة على أنه في جهل شديد على منهج السلف وأصول أهل السنة عند الاختلاف. قال الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله في رده على أصحاب أبي الحسن المأربي:
    (الثاني): المسائل المختلف يرجع فيها إلى الله والرسول. كما قال تعالى :وما اختلفتم فيه فحكمه إلى الله، وكما قال تعالى :فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله .
    سواء كانت المسائل من الأصول أو الفروع .
    (الثالث): أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أنه من يعيش من الأمة فسيرى اختلافاً كثيراً ))، ثم أرشد الأمة إلى الأمر الذي تفزع إليه فقال : ((فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاله)).
    (الرابع): قال الله تعالى:فما بعد الحق إلا الضلال، ومن هنا قال أهل السنة إن الحق لا يتعدد فلا بد أن يكون الحق مع أحد المختلفين في كل قضايا الخلاف.
    (الخامس): من أصول أهل السنة كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    (السادس): من أصول أهل السنة: اعرف الحق تعرف الرجال ولا تعرف الحق بالرجال.
    (السابع): من أصول أهل السنة أن الرجال يحتج لهم ولا يحتج بهم .
    (الثامن): من أصول أهل السنة التي أجمعوا عليها أن من استبانت له سنة رسول الله لم يكن له أن يدعها لقول أحد كما قال الإمام الشافعي رحمه الله( ) .
    (التاسع): هذه الأصول أو الأدلة قد أهدرها وضيعها أبو الحسن المصري المأربي وأنصاره وتبخرت كل دعاواهم التي كان يرددها أبو الحسن ويرددونها ويزعمون للناس أنهم هم أهل السنة . ("براءة أهل السنة" ص199-200/مجموع الردود)
    قلت: هذا الذي حاوله لقمان با عبده وأصحابه، وفعله ساداتهم من الحزب الجديد.
    الجواب الثالث: فالتستر وراء أقوال أو أفعال بعض العلماء في مقابلة النص والبراهين والحجة تقليد. قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله: (باب فساد التقليد ونفيه والفرق بين التقليد والاتباع): قد ذم الله تبارك وتعالى التقليد في غير موضع من كتابه فقال : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ("جامع بيان العلم وفضله" ج 3 / ص 209)
    وهو داء المشركين. قال تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ﴾ (المائدة 104)
    وقد أمر الله تعالى بمخالفة تلك الطريقة بتوحيد الاتباع، فقال: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف/3]
    عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: «تمتّع النبي صلى الله عليه وسلم»، فقال عروة بن الزبير: نهى أبو بكر، وعمر عن المتعة، فقال ابن عباس: أراهم سيهلكون أقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم، ويقولون: نهى أبو بكر، وعمر. ("جامع بيان العلم وفضله" للإمام ابن عبد البر رحمه الله ج 4 ص 43 وهو صحيح)
    قال الإمام الوادعي رحمه الله: الإخوان المسلمون يعلمون أنهم على الجهل من أجل هذا إذا قلت لهم: (هذا حلال وهذا حرام) وأقمت الأدلة عليهم، يتملّصون من الجواب ويقولون: قال يوسف القرضاوي في "الحلال والحرام"، وقال سيد سابق في "فقه السنة"، وقال حسن البنا في "الرسائل"، وقال سيد قطب في "ظلال القرآن". فهل يجوز أن تعارض الأدلة بأقوال هؤلاء؟ ("المخرج من الفتنة" ط5 ص 153)
    وقال الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله لأبي الحسن المأربي: سمّ لنا هؤلاء العلماء واذكر لنا أدلتهم من الكتاب والسنة، وإلا فأنت من المقلدين العميان المعرضين عن أصل أهل السنة، وأدلتهم الكثيرة من الكتاب والسنة والتي هي في غاية القوة والوضوح .وليس التقليد الأعمى والإعراض عن النصوص بغريب منك، فهذا منك كثير فحيث تتعارض نصوص الكتاب والسنة مع أراء الرجال تقدم أراء الرجال إذا وافقت هواك وتعرض عن النصوص، كما فعلت في قضية اختلاط الجنسين في المدارس والجامعات ، وكما فعلت في قضية التصوير، وكما فعلت في قضية حلق اللحى، تعلقت في بعض هذه بأقوال بعض الرجال التي رجعوا عنها إلى نصوص الكتاب والسنة، وأبيت إلا المضي في باطلك، والحق أنك في الواقع تترسم خطى أهل الباطل من المستغربين وعلى رأسهم الإخوان المسلمون، وكما فعلت في كتابك هذا "قطع اللجاج" حيث تلجأ إلى التقليد فتقول وقد سبقني فلان وفلان في عدد من القضايا وهذا منك جمع بين التقليد الأعمى والتلبيس .("مناقشة أبي الحسن" ص 242)
    وقال الشيخ حقظه الله: فجال عليهم أهل السنة بالكتاب والسنة وبمنهج السلف الصالح وأصولهم السديدة الرشيدة، وفضحوا تأصيلاتهم وجردوهم من كل الأسلحة التي كانوا يتطاولون بها من الأصول والتأصيل والبرهان والدليل فلجأوا إلى التقليد الأعمى والتعلق بقال فلان وقال علان ("براءة أهل السنة" ص200/مجموع الردود)
    الباب العشرون: محاولة رفع النفس

    حاول لقمان با عبدة هداه الله رفع نفسه فقال: (لقمان يقال إنه جاهل ! وكذلك الوصابي إنه جاهل ضعيف ! وكذلك الشيخ عبيد! والشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب النجدي صاحب كتاب التوحيد يقال: ضعيف في الحديث، ليس له يد طويلة في الحديث كذا قال. الله أكبر !... علماء المدينة يقال لهم عملاء، وأنهم موظفين! سبحان الله!)
    الجواب الأول: هذه من محاولة لقمان في رفع نفسه إلى مستوى العلماء. ولما ذكر أن شيخنا يحيى حفظه الله طعن في العلماء بل كبار العلماء عددهم لقمان وذكر نفسه في ضمن المذكورين. قريب من قضية سفر الحوالي: نجدها – أي الأمة- تقف في وجوههم متهمة إياهم بتكفير المسلمين كما حصل لشيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب والشهيد( ) سيد قطب – رحمهم الله – وأمثالهم إلخ. وقد فنده الشيخ ربيع حفظه الله في "مآحذ على الشيخ سفر الحوالي" ص14.
    الجواب الثاني: نعم أنت جاهل. ملحوظ في كلامك في الشريط أنك لا تعرف المنهج السلفي كما ينبغي، ولا تعرف حقوق العلماء، ولا تعرف كيفية التعامل مع فتاوى العلماء المخطئة، ولا تعرف معنى التقليد، ولا تفهم معنى المرض المتعلق بهذه الفتنة، إلخ.
    الجواب الثالث: إذا قال أحد أتباعك: (لقمان عنده علم!) فالجواب: قال سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ رحمه الله: أَجْهَلُ النَّاسِ مَنْ تَرَكَ مَا يَعْلَمُ، وَأَعْلَمُ النَّاسِ مَنْ عَمِلَ بِمَا يَعْلَمُ، وَأَفْضَلُ النَّاسِ أَخْشَعُهُمْ لِلَّهِ. (أخرجه الدارمى (339) بسند صحيح)
    وقال الشافعي رحمه الله: العلم ما نفع، ليس العلم ما حفظ. ("سيرالأعلام" 10 ص 89)
    الجواب الرابع: أما عبيد الجابري قد عُلم مكره بالدعوة السلفية في اليمن. وقد حذّر من دماج، وسيأتي كلام الشيخ ربيع حفظه الله فيه. والجزاء من جنس العمل، فلا تتباك له. وقد أخبرنا أخونا مصطفى العدني حفظه الله أن أخانا رصاص اللودري حفظه الله زار الشيخ ربيعا حفظه الله في شوال 1429 هـ وأخبره أن الشيخ عبيدا الجابري قد حذر الناس من دماج. فقال الشيخ ربيع حفظه الله: إن صحّ هذا الخبر فإنه يعتبر زلة العالم ويجب على الشيخ عبيد أن يتوب.
    الجواب الخامس: أثبت أن شيخنا حفظه الله قال (إن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب النجدي ضعيف في الحديث ليس له يد طويلة في الحديث) وإلا فأنت خراص.
    الجواب السادس: لو فرض أن شيخنا حفظه الله قال: (إن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب النجدي ليس له يد طويلة في الحديث) فأثبت أنت أن الإمام محمد النجدي له يد طويلة في الحديث. فإن لم تستطع فالذي يعلم حجة على من لم يعلم في أهليته في الحديث. فهذا يسمى الحكم بما يستحق –مع الاحترام له رحمه الله- فليس هذا إهانة. فما أشبهك بإبراهيم بن حسن الشعبي الإخواني الذي غضب لأبيه من أجل أن الشيخ أحمد النجمي رحمه الله قال له: (تابعت أباك في الباطل) فانفجر غضبه فاتهم الشيخ أحمد رحمه الله بأنه يسب أباه. فقال الشيخ أحمد النجمي رحمه الله:أنا لا أسب أباك وإنما أخبرتك بحكم ما فعلته أنت وأبوك. ("دحر الهجمة الحزبية" ص8)
    فهل إذا قال أهل السنة: (نعيم بن حماد إمام في السنة ضعيف في الرواية) يعتبر إهانة له؟ أم يعتبر الحكم بما يستحق مع الاحترام؟
    الجواب السابع: وأما الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي وفقه الله لا نكرر الكلام فيه وقد ذكرت في مكان آخر. والجزاء من جنس العمل. بل قد رافقه شيخنا كثيرا وتنازل له كثيرا ورحمه كثيرا مع عظم أباطيله على الدعوة وعلى الإمام الوادعي رحمه الله.
    الجواب الثامن: من أي المزبلة أخذت الخبر بأن شيخنا حفظه الله قال: (علماء المدينة عملاء)؟ أنا آكد أنك خرّاص.
    ومما يدل على محاولة لقمان رفع نفسه قوله: (وجل من ذكرهم إنما هم زملائي طلبة العلم في دماج). وتصويره: (عندهم شدّة في معاملاتهم) وينطبق عليه كلام الشيخ ربيع حفظه الله في أبي الحسن: إنَّ هذا غمز شنيع لدعاة المنهج السلفي وتأييد لطعون خصومهم وقصده أن يبرز نفسه بأنه يتميز عن أهل السنة بالأخلاق العالية والحكمة والحلم والعلم بخلاف السلفيين فإنَّ فيهم شدة وسفاهة وجهل وأمور لا يرضاها أبو الحسن. ("انتقاد عقدي منهجي"/"مجموع الردود"/ ص310/حاشية)




    الباب الحادي والعشرون: من تخرّصات لقمان

    قال لقمان با عبدة هداه الله : (علماء المدينة يقال لهم عملاء). وقال: (قد بلغني في رمضان أن العلماء الكبار ، أهينوا وحقروا وحذر منهم، والشيخ عبد الرحمن العدني من أفاضل العلماء في اليمن، أهانه الحجوري )،
    الجواب الأول: عبد الرحمن العدني كان من أفاضل المشايخ. متى هذا؟ لما لم يظهر منه إلا خير. فلما ارتكب أباطيل كثيرة – كما سبق سردها- صار مهيناً ومنحطًّا قدره. قال تعالى: وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ  [يونس/27]
    عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَجُعِلَ رِزْقِى تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِى وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِى وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ » (أخرجه الإمام أحمد (5232))
    راجعوا بيانات أهل السنة على حزبية عبد الرحمن بن مرعي وأتباعه. وكذلك أخوه ظهرت لصوصيته على أموال المسلمين وبان مكره على الدعوة السلفية باليمن.
    ومن تخرصات لقمان: قوله هداه الله: (بعض من استدعيناهم من مشايخ المدينة ما كان الشيخ يحيى يرضى بذلك، فإن بعض الطلاب اتصل به وقال : لأنه يعني الشيخ البخاري مجرد طالب العلم، يا إخوان، مجرد المعلم البسيط).
    قلنا: لا نحتاج إلى كبير الكلام. فليثبت لقمان على ما قال.
    ومن تخرصاته أيضا قوله: (إنه رمى مفتيا في التلفاز يقال له: علي باويه، وهو مفتي تلفاز وهو حزبي رماه الحجوري بأنه لوطي، حتى ولو كان كافرا لا بد من العدل، قال الله تعالى: ﴿ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا﴾ فنحن نؤمر بالعدل وكذلك التقوى. الحجوري يقول بأن باويه لوطي يؤتى كما تؤتى المرأة. فهنا درسان: درس في الأدب ودرس في الأحكام فهذه تهمة. فكلمة لوطي عظيمة. وأكدها بقوله: يؤتى كما تؤتى المرأة. يقول: يا حجوري ألك بينة؟ ألك شهود؟ قال تعالى:﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تُقْبَلُ(12) لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا﴾
    لما جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخبر عن زوجته ماذا قال رسول الله؟ قال: عليك بأربعة شهود ؟ وإلا حد في ظهرك. هات أربعة شهود كلهم رأى كما رأى الرشا في البئر. وإلا فقد قال ابن كثير: من قذف مسلما بدون أربعة شهود فالعقاب الأول أن يجلد في ظهره. فالحجوري لا بد أن يأتي بذلك وإلا حد في ظهرك. والعقاب الثاني: لا تُقبل له شهادة، فإنه كذاب عند الله وعند الناس. نقول: هات يا حجوري وإلا فلك هذه المنقبة).
    الجواب الأول: يا لقمان، قبل أن تطلب من شيخنا حفظه الله بينة على أن المفتي علي با ويه لوطي يؤتى كما تؤتى المرأة، نطلب منك أن تأتي بينة على أن شيخنا حفظه الله قال ذلك (وزاد شيخنا أبو بلال حفظه الله: وأنى لك ذلك). وإلا فأنت خراص وعليك حد الفرية ثمانين جلدة.
    الجواب الثاني: راجع مصدرك يا لقمان، هل المذكور هو "علي با ويه" أم لا؟ وهل هو المتهم أم رجل آخر مسمّى "علي الضمبري"؟ وهل الذي قذفه هو شيخنا يحيى حفظه الله أم أحد الطلاب؟ وهل مصدر خبرك هو شريط، أم بعض جواسيسك؟ وإن كان شريطًا، هل أخذته من السلفيين الصادقين أم الحزبيين الكذابين؟ فما أظنك قادرًا على الجواب الصحيح.
    الجواب الثالث -وهو بشرى للسلفيين وصاعقة على الحزبيين الخراصين-: إن المُلازمين لدروس شيخنا حفظه الله مع الانتباه والصدق قد نفوا أن يتهم شيخُنا حفظه الله ذاك المفتي. وهذا أبو تراب الإندونيسي –وكان أقرب الإندونيسيين من شيخنا على الإطلاق، ومن أقربهم منه جلوسًا في الدروس العامة- نفى أن يتهم شيخنا بذلك. وكذلك أخوننا ثابت الحضرمي –وهو يجلس خلف شيخنا دائما في الدروس العامة. وهو صاحب تسجيلات الدروس-، وأخونا شوقي التعزي حفظهم الله. بل قال شوقي التعزي حفظهم الله: (على لقمان إثبات ذلك: متى قاله شيخنا، وفي أي درس؟) وقال شيخنا أبو بلال حفظه الله: (لعل الصواب "بارويس"). وقال أخونا طالب العدني حفظه الله: ما في عدن مفت يسمى "علي با ويه". وإنما هو "علي بارويس".
    وأخبرني هو وأخونا علي العدني حفظهما الله أن للشيخ عبد الله بن أحمد الإرياني حفظه الله رسالة بعنوان: "القول الجلي في نسف أباطيل الوتر المفتري"( ) ومن ضِمها الرد على هذه الفرية. ولم أجد نسخة "القول الجلي" بعد شيء من الجهد تلك الأيام. ثم يسر الله لي بعد أشهر بلقاء شيخنا أبي عبد الله طارق بن محمد الخياط البعداني حفظه الله فأراني نسخة “القول الجلي” التي عنده. فجزاه الله خيرا.
    أخذ شخص كلام شيخنا حفظه الله، فقطّعه، فلفّقه، فصار الكلام متغيرا مزريا، فأخذه "الإدريسي" بصنعاء فروّجه -هكذا أخبرني به شيخنا الفاضل طارق البعداني حفظه الله-.ثم أخذه الحسنيون فطاروا به. وممن أخذه في محاولته لضرب شيخنا الكريم حفظه الله هو "نعمان بن عبد الكريم الوتر".
    قال شيخنا عبد الله الإرياني حفظه الله في "القول الجلي" في ص8-9:
    ]بطلان دعوى نعمان الوتر في أن الشيخ يحيى يقذف[
    وأما دعوى نعمان الوتر في أن الشيخ الفاضل يحيى الحجوري يقذف المحصنين، فهذا والله من أعظم البهتان، ونتحداه أن يثبت عن شيخنا ذلك شريط أو كتاب أو شهادة عدول إن كان من الصادقين.
    ]مع الكذاب الداني فهد البعداني[
    شهد بعض طلاب العلم وحفاظ القرآن من أهل بعدان أن فهد البعداني يكذب، وينقل أخبارا غير صحيحة عن دار الحديث بدماج، وأهل مكة أعلم بشعابها.
    شاهدنا أن فهد البعداني نقل في الشريط بدون بينة عن الشيخ الفاضل يحيى الحجوري:
    أنه قال في على بارويس الذي يفتي في تلفزيون عدن أنه لوطي يؤتى كما تؤتى المرأة . وادعى أيضا أن بعض الطلاب قال له: إن هذا قذف يحتاج إلى أربعة شهود عدول، فأجابه الشيخ قائلا: يكفي في ذلك الشهرة. اهـ
    قلت –الشيخ عبد الله الإرياني حفظه الله-: وهذه حكاية مفتراه تمخّضها وولدها فهد البعداني، ورباها نعمان الوتر، وسماعها يدل على بطلانها وكذب ناقلها( )، فكيف يتصور أن يجازف بمثل هذا الهراء عالم تقي ورع ؟!!
    و(حقيقة القصة): شهد حفاظ القرآن وطلاب العلم، ودعاة إلى الله الحاضرون للقصة بأن الكلام كان في رجل من أبين يتكلم على أهل السنة وهو علي الضمبري ، فلما عزم الشيخ يحيى الحجوري على الرد عليه قال بعض أهل أبين: يقولون إنه يؤتى كما تؤتى المرأة . فقال الشيخ: اسمعوا يا إخوة، ماذا يقولون؟ ثم قال الشيخ: مثل هذا يحتاج إلى بينة!. فقال أحد الحاضرين من أبين: هذا مشهور. فقال الشيخ: لا يلزم. اهـ
    فالقصة والحديث في شخص، وكلام البعداني مقلوب أولا، ثم في شخص آخر ثانيا. فاجتمع في كلام البعداني النكارة والوضع معا.
    ثم إن أهل السنة واثقون من أنفسهم لا تؤثر عليهم هذه الدعايات المكذوبة، فقد اتهم أنبياء الله بما هو أعظم من هذا فصبروا ، والكذب خيوطه قصيرة، والله عز وجل يقول: سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِر [القمر/26]
    أ‌- ونقل المذكور أعلاه بدون بينة أيضا عن الشيخ الفاضل يحيى الحجوري أنه قال في دائرة حكومية أنهم لوطة ومخانيث.
    وهذا من جنس تلك، ونحن نقول نشهد الله أن هذا الناقل كذاب( )، ونقول كما قال ربنا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ  [الحجرات/6]
    ونقول لمن يفتري على أهل العلم والفضل كما قال ربنا عز وجل: قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ  [البقرة/111]
    وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
    «لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال وأموالهم ولكن اليمين على المدعى عليه». وفي رواية البيهقي : «لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ لاَدَّعَى رِجَالٌ أَمْوَالَ قَوْمٍ وَدِمَاءَهُمْ وَلَكِنَّ الْبَيِّنَةَ عَلَى الْمُدَّعِى وَالْيَمِينَ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ ».
    وهل يجسر على ذلك القول مسلم، فضلا عن عالم بالله ورع يحرص على أعراض المسلمين ويحافظ عليها، ويذب عنها؟!!
    وقد سألت الشيخ يحيى حفظه الله تعالى عن ذلك فأقسم بالله ما قاله.
    انتهى من كلام شيخنا عبد الله الإرياني حفظه الله.
    وقد توارد الشكر والثناء والتهنئة بعد خروج هذه الرسالة القيمة من قبل السلفيين الغيورين.
    بل قد أعترف نعمان الوتر على تلك الفرية. قال الشيخ عبد الله الإرياني حفظه الله في رسالته الثانية: ولو لم يكن من فضائحهم في المهند اليماني إلا أنهم تناقضوا واضطربوا واعترفوا بفريتهم التي رموا بها الشيخ الفاضل البريء يحيى الحجوري بأنه قذف علي بارويس بعد أن طاروا بها كل مطار، لكان ذلك كافيا في إثبات كذبهم وبيان حالهم وتكذيب الناس لهم والحذر من نقلهم وأخبارهم وسقوطهم من أعين الناس إلخ ("تعزيز القول الجلي" ص5)
    وقد زارنا شيخنا عبد الله الإرياني حفظه الله فكتب لأخينا أبي سيف حفظه الله أن لقمان سلك طريق الحزبيين في الاستمداد من أسلحة من سبقه من الحزبيين لمحاولة ضرب أهل السنة، أو نحو ذلك. فيا لقمان، كأني ذكرت قصة أن أهل دماج دفنوا ميتا في مقبرتهم. فلما رجعوا جاءت دابة فتنبش القبر فتأخذ الميت المدفون فيه فتأكله.
    )وأتى شيخنا الفاضل أبو عبد الله طارق البعداني -حفظه الله وجزاه خيرا- بتنبيه مهم جدا، فقال: الإدريسي هو علي بن حمود بن سنان صاحب تسجيلات "الحرمين" في صنعاء التي كان اسمها سابقا تسجيلات ومكتبة "الإدريسي الإسلامية السلفية" ، وقد جرحه شيخنا يحيى حفظه الله بأنه لص من لصوص الدعوة. وقال إنه خائن.) اهـ
    وهناك إدريسي آخر صاحب زبيد قد جرحه الإمام الوادعي رحمه الله فقال فيه: داعية جهل وضلال ("المصارعة" ص387)
    الجواب الرابع: قول الله تعالى (ولا تَقبلوا) قرأت (ولا تُقبل) وهذا الخطأ في القراءة كررتها مرتين. من أين أخذت هذه القراءة؟ إذا كنت تنقم من إنسان من أجل خطئه في كلام الناس، فنحن ننقم منك من أجل تكرار خطئك في كلام رب العالمين. وسننقم منك إن شاء الله من أجل تقولك على الله.
    الجواب الخامس: قولك (والعقاب الثاني: لا تُقبل له شهادة، فإنه كذّاب عند الله وعند الناس. نقول: هات يا حجوري وإلا فلك هذه المنقبة)
    يا لقمان، إنما قال الله تعالى: وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور/4]. وقال الإمام ابن كثير رحمه الله: الثاني: أنه تردّ شهادته دائما. الثالث: أن يكون فاسقًا ليس بعدل، لا عند الله ولا عند الناس .اهـ المراد
    فالله تعالى إنما حكم عليه بأنه فاسق لا بأنه كذاب. فالكذاب فاسق، وليس كل فاسق كذاب. فبأي دليل حكمت على الفاسق بأنه كذاب؟ استدللت بالآية وليس فيها الحكم بأنه كذاب. واستدللت بكلام الإمام ابن كثير رحمه الله وليس فيه الحكم بأن ذلك القاذف كذاب. فما برهانك على التقول على ربك ثم على الإمام ابن كثير رحمه الله ما لم يقله الرب ولا ذاك الإمام رحمه الله؟ هذا جوابي عن استدلالك بالآية العامة: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور/4]
    الجواب السادس: لو كنت استدللت بالآية التي أخص منها: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ –إلى قوله:- لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النور/11-13]
    لعل ذلك أقرب إلى مقصودك في نسبتك شيخَنا حفظه الله إلى الكذب. ومع ذلك إنك تعلم أن الكاذب لا يلزم أن يكون كذّابًا. فربنا تعالى حكم ذلك القاذف بأنه كاذب، وأنت جاوزت الحد فقلت: كذّاب.
    وقال أيضا لقمان با عبدة هداه الله: (قد كتب الشيخ ربيع نحو خمس أو ست صفحات في خطأ الحجوري في الأسماء والصفات، في استواء الله هل فيه مماساة؟)
    الجواب الأول: أين تلك الورقات التي ادعيت؟ أبرزها لنا يا خراص.
    الجواب الثاني: من سبقك بالحكم بأن شيخنا الحجوري في الأسماء والصفات أخطأ خطأ فاحشًا؟ وما إخالك تستطيع ذلك.
    الجواب الثالث: قولك: (قد كتب الشيخ ربيع نحو خمس أو ست صفحات في خطأ الحجوري في الأسماء والصفات ... إلخ) يشعر بتعدد تلك الأخطاء، فاذكر لنا تلك الأخطاء في الأسماء والصفات التي أفرغت خمس أو ست صفحات. وإلا فأنت خراص.
    ولعلك أردت خطأ واحداً –وهو قضية المماساة- فقط، فعدّل عبارتك.
    الجواب الرابع: وأما قضية المماساة فإنها قد انتهى بخروج بيان شيخنا حفظه الله قبل ست سنين ذكر فيها الاختلاف بين بعض المدرسين في هذا المركز الأم لورود أقوال بعض العلماء في إثبات نفي المماساة لله. وقد علم الجميع أن كلام العلماء له ثقل عندنا. وبعض المدرسين الآخرين جاءوا ببعض أقوال العلماء في وجوب السكوت عن ذلك لعدم ورود دليل على إثباته ولا على نفيه. ولما تكافأت الحجج بين الطرفين كتبوا ذلك كله تحت إشراف شيخنا حفظه الله ثم رفعوها إلى الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله. فبيّن الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله أن لفظ المماساة من تدسيس الأشاعرة في أهل السنة، استخدمها الغزالي رحمه الله. وبين أن بعض العلماء الذين ذكروها في بعض محاجّاتهم إنما من باب إلزام الخصوم بقولهم أنفسهم، أو نحو ذلك. ثم أرشد الشيخ ربيع حفظه الله الجميع بتركها. فقبله شيخنا يحيى حفظه الله بانشراح الصدر وذكر أنه كان يميل إلى ترك لفظ المماساة، ولكن وجودها في كلام بعض العلماء يمنعه من التصريح بتركها.
    يا لقمان، إن شيخنا حفظه الله قد نشر كلام الشيخ ربيع ونشر البيان بأنه يقبل إرشاد الشيخ ربيع وإلى كلامه يصير. لو لم أخش التطويل لنقلت كله بنصه. فليطلب الناس من لقمان إبراز تلك الملزمة ليعلموا مدى صدق لقمان. وقد فرح أهل السنة بذلك، وانتهى الأمر ودفنت القضية. ولكن الحزبيين من أتباع صالح البكري صاحب الفتنة ويحبون إشاعة الأباطيل في الذين آمنوا. وأنت يا لقمان وارثهم، فبئس الوارث. قال فضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله: لا بد لكلّ نحلة من مورّث ووارث، فبئس المورّث وبئس الوارث والموروث. ("قطوف من نعوت السلف" له ص39)
    وأنت ذكرتَ آية الربانيين. فهل مثل ذلك فعل الرباني يا لقمان؟
    ومن تخرصات لقمان قوله: (الحمد لله المشايخ في اليمن كلمتهم واحدة).
    فالجواب: قد علمتم أن مشايخ اليمن يختلفون في حزبية ابني مرعي، وإن اتفقوا على خطئهما. ومن لم يرجع إلى أدلة الكتاب والسنة وقواعد السلف فإنه معرَّض للتحير والاضطراب.
    وقد قال شيخنا أبو عبد الله محمد بن حزام الإبي حفظه الله: وليعلم أن مشائخ أهل السنة في اليمن حفظهم الله لم يبرئوا عبد الرحمن العدني من الأخطاء والفتنة، كما سمعتهم بنفسي عند أن جلست معهم. (كما في نصيحته المكتوبة للإندونيسيين في يوم الإثنين 3/ذي الحجة/1429 هـ.)
    وقال شيخنا الفاضل أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد الإرياني حفظه الله في رده الوجيز على لقمان با عبده: قولك (كلمة المشايخ في اليمن واحدة)، نعم، واحدة على أن عبد الرحمن وقع في الأخطاء واختلفوا في تصنيف هذه الأخطاء لكن قد اشتهر عن الشيخ عبد العزيز البراعي - حفظه الله- أنه قال: لا ننكر على من قال إن عبد الرحمن العدني حزبي لأنه متبع لعالم.
    ثم كلمتهم واحدة في أنهم لا يوافقون الشيخ محمدا على كلامه في الشيخ يحيى - حفظه الله-.
    ثم كلمتهم واحدة كما في بيانهم الأول أن الشيخ يحيى يتكلم عن نصح وغيرة. (حرره بخط يده تاريخ 18 ذي الحجة 1429 هـ)
    والشيء بالشيء يذكر . من تخرّصات أتباع لقمان أن بعضهم نشروا في بعض المدن في بلدنا أن الشيخ ربيع حفظه الله قال: (لكم أن تتكلموا في الشيخ يحيى ما شئتم لأنه معاند لا يقبل النصيحة) أو نحو ذلك. وقد طلبنا منهم أن يبرزوا بينة على ذلك فلم يجيبوا إلى الآن. وممن يبثّ هذا الخبر هم مهيمين وأتباعه. ففي تاريخ 2 من ذي الحجة 1429 هـ اتصل أخونا أبو تراب حفظه الله (ونحن - أبو فيروز، وأبو يوسف، ومحمد صبحي، وأمين، وآدم، ومصلح، وإرحم الميداني، وحبيبي الأجيهي وبعض الآخرين- نسمع) الشيخ أبا عبد الله البيضاني –تلميذ الشيخ ربيع المدخلي حفظهما الله- بمكة فسأله أبو تراب: هل يصح أن الشيخ ربيع قال: (لكم أن تتكلموا في الشيخ يحيى ما شئتم لأنه معند لا يقبل النصيحة (أو نحو ذلك))؟ فأجاب حفظه الله: (لا لا لا) فقال أبو تراب: وقد انتشر في بلدنا إندونيسيا أن الشيخ ربيع قال ذلك. فقال الشيخ أبو عبد الله البيضاني حفظه الله : (كلام باطل) فقال أبو تراب: إذا الشيخ ربيع ما زال يثني على الشيخ يحيى؟ قال: (نعم نعم نعم). ثم انتقل الكلام في شيء آخر.
    الباب الثاني و العشرون: لقمان يرد على أهل البدع!

    لعل بعض المغفّلين يقولون: (إن لقمان له جهد وردود على أهل البدع!)
    فالحواب: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَإِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ . (أخرجه البخاري ( 3060) ومسلم (111))
    حتى وإن كان مبتدعًا يرد على أصحاب البدع فلا تغتر. قال مروان بن محمد الطاطري رحمه الله: ثلاثة لا يؤتمنون في دين: الصوفي والقصاص ومبتدع يرد على أهل الأهواء. ("ترتيب المدارك وتقريب المسالك" ج 1/ص150 للقاضي عياض)
    الباب الثالث و العشرون: تحذير فضيلة الشيخ الوالد محمد ابن مانع العنسي الصنعاني حفظه الله من لقمان با عبده

    قال فضيلة شيخنا الوالد أبو أبراهيم محمد بن محمد بن مانع العنسي الصنعاني - حفظه الله-: فقد أرسل إلينا إخواننا طلبة العلم من أهل السنة الأندونيسين بدماج رسالة معها مجموعة أوراق فرغت من شريط مسجل لرجل يدعى لقمان باعبده ، فتصفحتُ تلك الأوراق فوجدت فيها من الطعون والكذب والبهتان على الشيخ يحيى الحجوري وعلى الدار أعني دار الحديث ما يستحيي منه العقلاء، ولايخفى عليكم وفقكم الله أن الطعن في علماء السنة من علامات أهل الزيغ والبدع.
    قال الإِمام أَبو حاتم الرازي -رحمه الله تعالى- : عَلامةُ أَهلِ البدَعِ الوَقيعةُ في أَهلِ الأَثَر ("عقيدة السلف" رقم الأثر167 (
    قال الإمام أَحمد بن سنان القطان -رحمه الله تعالى- : لَيْسَ في الدنيا مُبْتَدع ؛ إِلا وهو يُبْغضُ أَهلَ الحَديث ، وإِذا ابْتَدَعَ الرجُلُ بدعة نُزِعَتْ حَلاوَةُ الحَديثِ من قَلْبِه ("عقيدة السلف" رقم الأثر163 (
    وإذا تقرر من كلام إخواننا طلبة العلم من أهل السنة الإندونيسيين بدار الحديث أن لقمان هذا ليس يصادق وأنه كذاب فيما قال كما أكد ذلك أبو حازم وغيره .
    فمن المعلوم أن شهادة أهل السنة مقبولة بل إن خبر العدل مقبول عند أهل السنة فكيف إذا كانوا مجموعة من طلبة العلم الأفاضل، فهذا يكفي في إثبات كذب الرجل والكذاب لا يوثق به ولا يقبل خبره . يقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمة الله تعالى : والفارق بين المؤمن والمنافق هو الصدق فإن أساسَ النفاق الذي يُبنى عليه هو الكذب.("مجموعة الفتاوى" 2/76)
    وأخيراً أريد أن أنبه إلى أمر مهم وهو أن لقمان هذا لا يفرق بين النقد الشرعي وبيان الخطأ وبين السب بالبهتان والكذب مما يدل على جهلهِِ بالسنة ومنهج السلف. يقول الحافظ بن القيم - رحمه الله تعالى : من سبَ بالبُرهان ليس بظالمٍ والظلمُ سبُ العبدِ بالبهتان
    قال الشيخ الهراس رحمه الله: فإن من سب خصماً بالدليل لا يكون ظالماً ولا واضعاً للشئ في غير موضعه ولكن الظلم هو سب العبد بالزور والبهتان اهـ. ("شرح نونية ابن القيم" /2/340)
    وأخيراً أكرر النصيحة لإخواننا أهل السنة في اندونيسيا بمجانبة من عرف بالكذب من أمثال هذا الرجل فليس أهلاً أن يؤخذ عنه العلم. والله المستعان
    من أخيكم محمد بن محمد بن مانع العنسي الصنعاني
    أحد القائمين بالدعوة بالمدينة السكنية صنعاء


    خاتمة الرسالة

    فمَن سمع أقوال لقمان با عبده في ذلك الشريط وأنصف علم أن الرجل يسعى جادّاً في محاولة إسقاط شيخنا حفظه الله.
    يا ناطح الجبل العالي ليكلمه أشفق على الرأس ولا تشفق على الجبل
    كناطح صخرة يوما ليوهنها فلـم يضـرها وأوهـى قـرنه الـوعــل
    وقد صدق الشيخ ربيع حفظه الله بفراسته فيه. وقال شيخنا يحيى حفظه الله في لقمان: هو من أردى أصحاب الحزبي الجديد، وهو ساقط من الساقطين، اتركوه!
    وأما محمد المسمى "عفيف الدين" فإنه بمنزلة شيطان أخرس بسكوته عن هذه الأباطيل الكثيرة ارتكبها لقمان با عبده أمامه. بل هو راض بذلك، فحكمه حكم لقمان.
    وقهقهته لما سمع استهزاء لقمان بأهل الحق بمنزلة الطبل يشجع لقمان على هذيانه. أما يخشى محمد المسمى "عفيف الدين" أن تكون قهقهته بمنزلة أصوات جرس الجن في الليل. فليبدل اسمه بـ "عزيف الجنّ" .
    قال ابن المنظور رحمه الله: عزيف الجنّ: جرس أصواتها. وقيل: هو صوت يسمع بالليل كالطبل. وقيل: هو صوت الرياح في الجو فتوهّمه أهل البادية صوت الجن. اهـ ("لسان العرب" 10/ص137)
    وبقي بعض أباطيل لقمان با عبده يتعذّر ذكرها في هذه الرسالة الضيقة. فحال الرجل كما قال تعالى: ﴿قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر﴾. وأكتفى بهذا وأستغفر الله العظيم لجميع الزلات إنه هو الغفور الرحيم.
    والحمد لله رب العلمين.

    دار الحديث المركز الأم بدماج -حرسها الله-
    11 ذي الحجّة 1429 هـ ،
    تأريخ التنقيح 22 محرم 1430 هـ،
    وتاريخ التصحيح الثاني 23 جمد الأول 1430 هـ.

    الفهرس

    المقدمة 2
    الباب الأول : منزلة شيخنا عند علماء السنة 4
    الباب الثاني: ليست مجرد بناء المركز ! 7
    الباب الثالث: طعونات لقمان في شيخنا حفظه الله 13
    الباب الرابع: تحقير لقمان مشايخ الدار حفظهم الله 16
    الباب الخامس: دفاع لقمان عن بعض مناصري الباطل وأهله 25
    الباب السادس: ثناء لقمان على بعض الحزبيين 29
    الباب السابع: التصنع بالليونة ومكارم الأخلاق 31
    الباب الثامن: رمي لقمان باعبده شيخَنا بالتشدد 37
    الباب التاسع: عدم قبول لقمان باعبده النصائح 41
    الباب العاشر: الحزبيون حريصون على الدنيا باسم الدعوة 42
    الباب الحادي عشر : تنفير لقمان ومحاولته صدّ الناس 46
    الباب الثاني عشر: كراهة انتشار الحق الكاشف لحاله 49
    الباب الثالث عشر: التهويل والإرهاب الفكري 50
    الباب الرابع عشر: إظهار التراجع أو إشاعته 55
    الباب الخامس عشر: التلبيسات وفساد معيار الحق 55
    الباب السادس عشر: محاولة الخداع والمكر 63
    الباب السابع عشر: العصبية، والولاء والبراء الضيق 64
    الباب الثامن عشر: الاحتجاج بسكوت بعض العلماء 66
    الباب التاسع عشر: الاتراس بفتوى أو فعل بعض العلماء لإبقاء الباطل 70
    الباب العشرون: محاولة رفع النفس 80
    الباب الحادي والعشرون: من تخرّصات لقمان 83
    الباب الثاني و العشرون: لقمان يرد على أهل البدع! 94
    الباب الثالث و العشرون: تحذير فضيلة الشيخ الوالد محمد ابن مانع العنسي الصنعاني حفظه الله من لقمان با عبده 94
    خاتمة الرسالة 96
    الفهرس 97

  • #2
    انبعاث التنبه بانكشاف حزبية لقمان باعبده : أذن بنشرها الشيخ يحيى حفظه الله

    لقمان هذا شبيه بمصطفي مبرم فكلاهما في بداية الفتنة ادعي الحياد فهما ماكران خونة.

    ولوتترجم للاندنوسية فهذا مهم.
    وما هو حال ذو القرنين ارجو توضيح حاله.

    وهذه هدية الملف علي صيغة الوورد:



    او من هنا:
    http://www.islamup.com/view.php?file=a3cb2be4bf
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى; الساعة 25-05-2009, 05:13 PM.

    تعليق


    • #3
      ترفع في وجهه من يدافع عن المبطلين

      تعليق

      يعمل...
      X