رسالة
العواصم السلفية
من
القواصم الخلفية
جمعها وآلف بينها
بيانًا للحق ، وهداية للخلق
أبو عبد الرحمن القلمي
عفا الله عنه ووالديه ومشايخه وكل من له حق عليه
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ).
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَاوَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ).
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُواقَوْلًا سَدِيدًا ُيصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَه فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) .
ألا وإن أصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
ثم إنني أضع بين يدي القارئ المنصف الكريم هذه الرسالة في بيان المواقف التي تميّز بها أهل السنة في الفتن ؛ حرصًا - منهم - على جمع الكلمة ، وتثبيتًا للحق في قلوب الخلق ، وقد وسمتها بـ :
« العواصم السلفيّة من القواصم الخلفية »
ولا أطيل المقدّمة ؛ إذْ الموضوع ليس من باب تأليف المطوّلات ، وإنما هو سرد تاريخي ، وتذكير ميسّر سريع .
أسأل الله أن ينفع بالأسباب ، وأن يرزقنا والمسلمين ؛ الإخلاص لوجهه العظيم ، وصدق الامتثال لهدي نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ، وحسن الاتباع لأئمة الهدى والدين من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وكتب : أبو عبد الرحمن
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
فتنة المأربي
كلنا يذكر الفتنة التي كان يمهّد لها مصطفى إسماعيل المصري ثم المأربي المكنّى بأبي الحسن قبيل وفاة فضيلة الشيخ علامة اليمن الكريم : مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله رحمة واسعة – الذي كانت له فراسة في الرجل ، وغيره ممن يتظاهرون بالسنة ، ويخفون الكيد لها ، ونصرة الأهواء وأهلها ، ثم لما توفي الشيخ : مقبل – رحمه الله – ؛ إذا بالمأربي يسفر عن وجهه القبيح .
فكان أن انبرى له من علماء السنة وشيوخها - أثابهم الله - ، وعلى رأسهم جبل السنة الأشم فضيلة الشيخ العلامة الجليل : ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله – ، فكشفوا حال المفتون ، وأطفؤوا فتنته ، فلله الحمد والمنة .
العاصمة
في تلك الفترة حصل لقاء في منـزل فضيلة شيخنا الشيخ العلامة : ربيع بن هادي وبحضور فضيلة الشيخ : محمد بازمول ؛ حيث حضر علي الحلبي ومن معه ، وتم تقرير منهج أهل السنة في عدة مسائل أثارها المأربي ، وخرجوا باقتناع من عند الشيخ - حفظه الله - ، ومن إعجابهم بتوفيق الله لهم ، وفرحهم بها ؛ قام بتدوينها الحلبي بيده – ومن يده ! ندينه - ؛ فيما أسماه بـ : « وثيقة بيان مكة الموقع بين الشيخ ربيع ومشايخ الشام والشيخ محمد بازمول » ، وأنا أضعها بين أيديكم ، منقولة من موقع { منتدى كل السلفيين } (1) ؛ لتروا أنوار العلم والحق والسنة والحكمة فيما قرّره الشيخ : ربيع بحضور فضيلة الشيخ : محمد بازمول ، والحلبي ومن معه ، ولتقارنوا بين البيان في تلكم الوثيقة ، وبين نكوص الحلبي عن الحق بما كتبه بعدها في الليلة الثانية فقط فيما أسماه بـ : « البيان التوضيحي .. »(2) .
فقد فتح المدعو ( أبو العباس ) موضوعًا في منبر التاريخ والوثائق من ذلكم المنتدى ، أوقع فيه شيخه في مأزق يصعب عليه الخروج منه ؛ فإليكموه مقتبسًا :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو العباس
وثيقة: بيان مكة الموقع بين الشيخ ربيع ومشايخ الشام والشيخ محمد بازمول (3)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه .
أما بعد :
فهذا مجلسٌ علميٌّ مباركٌ تم في ليلة الأحد 12 / 9 / 1423 هـ وذلك في منزل فضيلة أستاذنا الشيخ أبي محمد ربيع بن هادي المدخلي - زاده الله من فضله - وبحضوره - حفظه الله - وكان الحاضرون كلاً من :
الشيخ سليم الهلالي والشيخ محمد موسى نصر والشيخ علي الحلبي والشيخ محمد عمر بازمول - وفقهم الله جميعاً لكل خير - ، وتم التداولُ العلميُّ المنهجيُّ في أمورٍ عدة ، من أهمها اليقينُ الجازم أن هذه الخلافات - الواقعة بين السلفيين - ولا يزال منها بقايا - هي خلافاتٌ من نزغ الشيطان ، وقد أدرك الجميع - بحمد الله - آثار هذه الخلافات السيئة وتبعاتها الخطيرة .
وإننا لنحمد الله - تعالى - على ما وفق وسهل من إنهاء هذه الفتن - بآثارها ، وخلافاتها ، وأضرارها - في هذا المجلس المبارك - بحمده - سبحانه - .
وقد تم الاتفاقُ على أمورٍ ؛ أهمها وأولها توكيد ولزوم إنهاء هذه الفتنة ، وإغلاق أبوابها وأسبابها .
ومن تلكم الأمور العلمية المنهجية التي اتفق عليها الحاضرون - جميعاً - :
أولاً: أن خبر الآحاد الذي لم يختلف في صحته علماء أهل السنة خبرٌ يفيد العلم والعمل ، ويحتج به في العقيدة والأحكام - بدون تفريق - . وأن قول من ذكره بالظن ونحوه إنما هو قولٌ مخالفٌ للحق الراجح من أقوال أهل الحديث - قاطبةً - ، وأن القائل بذلك قائلٌ بقول الأشعرية ، متأثرٌ بهم .
ثانياً: ما تكرر ذكره من مسألة ( المجمل والمفصل ) وما يتعلق بها ؛ الحق فيه ما يأتي :
مسألة ( المجمل والمفصل ) مسألة - بهذا الاصطلاح - لا تبحث إلا في كلام الله - تعالى - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - . بحث هذه المسألة في كلام العلماء يسمى ( إطلاقات العلماء ) - كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - . الإطلاق المغلوط الذي يوضحه ويبينه كلامٌ آخر - للقائل نفسه - يعامل كالآتي :
أ - تخطئة هذا الإطلاق - بحسبه - بدعةً أو غلطاً .
ب - قبول ذلك البيان .
ج - عدم الحكم على هذا المُطْلِق الغالِط حكماً عينياً بأنه ( مبتدع ) إلا إذا كان مبتدعاً أصلاً أو صاحب هوى.
د - وأما طالب العلم السلفي المعروف بسلفيته ومنهجه إذا واقع شيئاً من ذلك؛ فإننا نخطئه في إطلاقه، ونجعل صوابه المبين هو الغالب، مع نصيحته وتذكيره وبيان الحق له ؛ إلا إذا ظهرت معاندته وانكشف إصراره .
ه- لا يجوز اتخاذ هذه المسألة ( إطلاقات العلماء ) ذريعةً لتمشية كلام المبتدعة المشهورين كأمثال سيد قطب - وغيره - .
ثالثاً: الكلام في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسوء ضلالٌ عريضٌ، ولا يجوز لمسلمٍ - كائناً من كان - قبوله ، أو التسهيل منه . ومن صدرت منه كلمة فيها ما يشعر بشيءٍ من انتقاصهم - رضي الله عنهم - فيجب عليه وجوباً حتمياً الرجوع عنها، واستغفار الله منها وعدم اختلاق المعاذير فيها، فأمر الصحابة - رضي الله عنهم - جدٌّ، وهم - رضي الله عنهم - أمناء الشريعة وحراس الملة، وهو بابٌ يجب إغلاقه امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا ذكر أصحابي فأمسكوا " .
رابعاً: الجماعات الحزبية المتناثرة في الساحة كــ ( جماعة الإخوان المسلمين ) و ( جماعة التبليغ ) و ( حزب التحرير ) و ( جماعة الجهاد ) والتكفيريين والسروريين والقطبيين - ومن على شاكلتهم - هم جماعات خارجة على السنة ، ومخالفة لمنهج السلف ؛ لما هو معلوم عنها من انحرافات ، وضلالات ، ولا يجوز الدفاع عنها بأيّ من الصور من - تأصيلٍ أو غيره - وأما دعوى بعض الناس أن منهج أهل السنة ( واسع ) فهي كلمة باطلة لما يبنى عليها من إدخال أهل البدع في السنة ، والتهوين من ضلالاتهم وانحرافاتهم .
خامساً: منهج أهل السنة منهج منضبط سائر أهله فيه على طريقة راسخة ثابتة من منهج ا لاستدلال وقاعدة التصور العلمي ، وأصول الولاء والبراء . أما المبتدعة والحزبيون - على سائر أصنافهم - فليسوا منه وليس منهم؛ مع حرصنا ورغبتنا أن يرجعوا إليه ، ويتركوا ما هم عليه ؛ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " وستفترق أمتي على ثلاثٍ وسبعين فرقة ؛ كلها في النار إلا واحدة " .
سادساً: التثبت عند أهل العلم منهج منضبط، له صوره ووجوهه، وأما رد الحق ودلائل الصواب بدعوى (التثبت ) فطريقةٌ حادثةٌ مخالفة لمنهج السنة وطريقة أهلها.
ودعوى عدم قبول الخبر إلا بالسماع المباشر من قائله: دعوى باطلة تردها مناهج العلماء وطرائقهم المفصلة . وطرق قبول الخبر متعددة معلومة ، وهي - جميعاً - مبنية على الحجة العلمية ، والبينة الشرعية .
سابعاً: قول بعض الناس : " نصحح ولا نجرح " باطلٌ بيقين ، فلا يزال أهل الحديث - من قبل ومن بعد - يجرّحون من يستحق التجريح ، بالقواعد العلمية والأصول الشرعية ، ومن ذلك - بثوبٍ آخر - ضلالاً - قول من قال : " نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه " .
هذا مجموع ما تباحث به المشايخ، وهم - ولله الحمد - متفقون على هذه القواعد العلمية من قبل ومن بعد ، وإنما هم يؤكدونها ، ويحققون القول فيها - أكثر وأكثر - حرصاً على وحدة الكلمة ، ورغبةً صارمة في قطع الطريق أمام المتربصين المتصيدين من الحزبيين وأشكالهم ، ونصرةً للدعوة السلفية ، وانتصاراً لدعاتها وعلمائها .
وعليه؛ فإننا ننصح - في الختام - بنصيحتين:
الأولى: أن كل مخالفٍ لهذه القواعد يجب أن يرجع إلى هذا الحق الصريح ، وأن يؤوب إلى هذا النهج الصحيح ؛ - كائناً من كان - بوضوح ، وبيان ، وظهور حق ، دونما تلبيس أو تدليس .
الثانية: أن يرجع طلبة العلم السلفيون إلى سابق ما عهدناه منهم؛ من طلب العلم ونشر السنة ، والانشغال بالدعوة إلى الحق ، والتآخي والتناصر والتعاون على البر والتقوى ، دون الاشتغال بالقيل والقال مما يفرح الشيطان ، وينعش جنده وأتباعه ، ويشمت الأعداء .
هذا ما وفقنا الله - تعالى - إليه توكيداً وتثبيتاً ، ونصرةً للحق وأهله .
ونشهد الله - تعالى - على ذلك ؛ ظاهراً وباطناً ، وهو - سبحانه - خير الشاهدين.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الشيخ ربيع بن هادي المدخلي
الشيخ محمد موسى نصر
الشيخ علي الحلبي
الشيخ سليم الهلالي
الشيخ محمد بن عمر بازمول
القاصمة
في الليلة الثانية فقط من البيان المتقدّم : نقض علي الحلبي الاتفاق بعد لقائه بالمأربي في مطار جدة ؛ حيث أصدر بيانًا توضيحيًا ؛ قال فيه :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو العباس
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ، وَنسْتَعِنُهُ، وَنَسْتْغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِه اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ خَيْرَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ ، وَأَحْسَنَ الهَدْي هَدْيُ مُحَمَّدٍ –صلى الله عليه وسلم- ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُها ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بدْعَةٌ، وَكُلَّ بدْعَةٍ ضَلالةٌ، وَكُلَّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ.
أمّا بعد:
فما أن حططنا رحالنا في منازلنا –بعد انتهاءِ عمرتنا، وانقضاء سفرنا- إلا وتوالت علينا الاتِّصالاتُ مِن عددٍ مِن الأقطار، وكثيرٍ من الأمصار؛ حول (البيان) العلميِّ الصادر عنّا في مكّةَ –قبل يومين- بمشاركة بعض المشايخ الأفاضل، في منزل فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي –زاده اللهُ مِن فضلهِ- أثناءَ زيارتنا له- على عادتنا في كلِّ عام حجٍّ أو عُمرة- والتي لم تنقطع منذ أكثر من عشرين عاماً (5) .
والتنوُّعُ في هاتيك الاتصالاتِ هو السِّمةُ المميّزةُ لها؛ ما بين مستفسرٍ ومستنكرٍ، أو مستفصلٍ ومستنصر!
فأحببنا –تعاوناً على البرِّ والتقوى- كتابةَ نُبذة موجزةٍ حول مُجمَل ما جرى في سَفرِنا هذا –في بلاد الحرمين الشريفين- الذي شَمَل المدينة النبويّة، ومكة المشرّفة، وبينهما الرياض وجُدّة.
ولقد كان مِنّا في هذه الرحلةِ المباركة لقاءاتٌ علميّة عدّةٌ مع مشايخ الدعوة السلفيّةِ البَرّة، وعُلمائها الأبرار، وفي مقدّمتهم شيخنا الأستاذ الشيخ محمد بن عبدالوهاب البنا، وشيخنا الأستاذ عبدالمحسن العبّاد، ومعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، وفضيلة الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ، وفضيلة الشيخ صالح السدلان، وفضيلة الشيخ عبدالرحمن الفريوائي، وفضيلة الشيخ عاصم القريوتي، وفضيلة الشيخ سمير الزهري، وفضيلة الشيخ وليد سيف النصر، وفضيلة الشيخ صالح السحيمي، وفضيلة الشيخ محمد عمر بازمول، وفضيلة الشيخ عبدالسلام بن برجس، وفضيلة الشيخ إبراهيم الرحيلي، وفضيلة الشيخ محمد بن عبدالوهاب العقيل، وفضيلة الشيخ عبدالله العبيلان –وغيرهم- حفظهم الله أجمعين، وزادهم توفيقاً.
وكان آخِرُ اللقاءات العلمية –هذه- في مكّةَ- والفضلُ لله- مع فضيلة الأستاذ الشيخ ربيع بن هادي -حفظه المولى-.
وقد جرى التباحُث والتشاورُ –في معظم تلك اللقاءاتِ، وفي جُلِّ المجالس- بشأنِ الخلافات الجارية بين السلفيِّين في كثير من البلدان؛ ممّا أوقعهم في التفرق والتّشتُّت، وأشمتَ بهم أعداءَهم، وأفرح بهم مخالفيهم!
وكانت نظرة هؤلاء المشايخ الأفاضل -جميعاً- ولله الحمد- متوحِّدة أنَّ هذا التّفرُّق ليس له ثمرةٌ إلا المزيد مِن السوء والبلاء، وشماتة المخالفين والأعداء، وأنَّ الواجبَ الحتْمَ العملُ على إنهاء آثاره، والتعاضدُ على إطفاءِ ناره، وأنَّ الأصلَ احتواءُ أيِّ خِلاف علميٍّ بين السلفيِّين؛ ليستمروا على ما هم عليه من وحدة المنهج والعقيدة، وسلامة الصدور والقلوب، وترك أدنى حظوظٍ نفسيّة قد تكدِّر صفاءَ الأخوّة، وتعكّر نقاء المحبّة، وبخاصّة إدراك المشايخ –حفظهم الله- أن هناك أيدي خفيّة تُغذي هذا الخلاف. (6)
فكان بَعٍدُ –آخِراً- والموفِّق الله- لقاءُ فضيلةِ الشيخ ربيع بن هادي في منزله –كما قدّمنا-، وكان لقاءاً حَسَناً رائعاً؛-كما هو الظنُّ والأَمل في المشايخ الأفاضل- أحسن الله عواقبهم-.
ثم جرى بَحثٌ عامٌ حَوْلَ بعض المسائل العلميّة التي كانت سبباً في تفرُّق الشباب، وتشتُّت كلمتهم، وانشغالهم –بها- عمّا هو أنفع لهم في دينهم ودنياهم؛ كمثل مسألة خبر الآحاد، ومسألة التثبُّت، ومسألة المجمل والمفصّل –وغيرها- مِن المسائل، التي هي مِن مقرّرات دعوتنا السلفية، ومِن أُصول معارفنا العلميّة –مِن قبل ومن بعد-.
وعليه؛ فإنَّ هذه المسائلَ ليست مُتعلِّقةً بحكمِ –فضلاً عن تحكيم- فيما هو جارٍ من ردود وأجوبة وخلافات بين الشيخ ربيع والشيخ أبي الحسن –حفظهما الله-قد أدلى فيها كلٌّ منها بدلوهِ، ولكنّها بيان لحقٍّ نَدينُ اللهَ بهِ، ونبرأُ إلى الله مما يُخالفه (7) –في مسائل طُرحت على الساحة، ونُسب إلينا -فيها- خِلافُها؛ مما يضادُّ الحقّ وأهله؛ حتى إنّنا تُنُوولنا مِن بعض الأقلام، ووُجِّه إلينا –بسببها- عددٌ مِن السهام!
فلكي نَرُدَّ الحقَّ إلى نِصابه، ونُرجع الصواب إلى بابه، ونوافق الهدى في لُبابهِ؛ كان منّا كتابةُ ما نعتقد في هذه المسائل، حتى نكون عوناً لإخواننا على الحقّ، ونصرةً لهم في تحقيقهِ وتأصيلهِ . . .
ولْيعلم جميعُ إخواننا –الذين سألونا، وهاتفونا- وغيرهم- أنّ كتابتنا هذه جاءت منّا عفوَ الخاطر- دون ترتيب، ولا تخطيط- وإنّما بتوفيق مِن الله؛ لِتُنهي الفتن، وتلمَّ الشمل؛ وليكون منّا جميعاً –فيها- تعاون على الائتلاف وأسبابهِ، ودفع للاختلافِ وأبوابه.
حيث صاغها الأخ (علي الحلبي) ثم قرئت وضبطت وأقر من حضر بما فيها، ووقع الجميع عليها.
ويتأكد هذا الأمرُ –أكثرَ- إذا عَرفنا أنَّ القول في هذه المسائل غدا مُشكلاً على الكثيرين من إخواننا، بحيث لم يتحرر لهم الترجيحُ الدقيق فيها، فوقع عددٌ منهم بنسبةِ شيء –مما يُخالفها!- إلى مَن لم يقٌل بها!!
وأقرب مثال على ذلك: ما نسب إلينا نحن -أو ألزمنا به- مما لم نذكره -أصلاً- أو فهم عنا على غير ما نريد.
فنرجو -بعد ذا- أن يكون هذا البيان -كما قال فضيلة الشيخ ربيع -حفظه الله-: (حلاً حاسماً لكل ما حصل من خلاف أو سوء فهم)
وهذا منه -زاده الله من فضله- عين العلم، ورأس الحلم.
ومما لا يسعنا التخلف عن إيراده -هنا- ذكر شيء وقع لنا في مدينة جدة؛ مما هو علامة -إن شاء الله- على توفيقه -سبحانه- لنا (8) :
ففي ليلة الاثنين المسفر فجرها عن اليوم الثالث عشر من شهر رمضان -وهو يوم أمس- كان أن ذهبنا إلى مقر الخطوط الجوية السعودية في مطار جدة؛ لتغيير تذاكر سفرنا، من (الخطوط السعودية -يوم الأحد)؛ إلى (الخطوط الأردنية -يوم الاثنين) بسبب ما وقع لنا من تأخير سفرنا يوماً واحداً، لتأخرنا في مدينة الرياض ذلك اليوم ...
وقد وافق في هذا الوقت -نفسه- قدوم الأخ الشيخ أبي الحسن المأربي -أكرمنا الله وإياه بالحق- إلى جدة، قادماً -بالطائرة- من صنعاء.
فتلاقينا (9) ، ثم ترافقنا إلى بيت أحد الأخوة الأفاضل -جزاهم الله خيراً- وهو مضيفنا في جدة ذلك اليوم-؛ ثم أخبرنا الأخ أبا الحسن بمجمل أخبار رحلتنا، ولقاءات المشايخ، والأجواء والتوجيهات التي لمسناها وعايشناها، ثم كان ختام ذلك قراءة البيان قراءة دقيقة متأنية فاحصة (10) . . .
فكان رأي الأخ أبي الحسن -ولله الحمد- أن ما في هذا البيان حق لا ريب فيه، سوى نقطتين (11) الأولى: لفظية، والثانية: تكميلية؛ بحيث لا تأثير لهاتين النقطتين على صحة ما في البيان؛ لكونها ليستا جوهريتين . .
فحمدنا الله -تعالى- على ذلك، وسألنا -سبحانه- لنا، ولإخواننا، ولمشايخنا المزيد من فضله وكرمه.
ثم تحرج (12) الأخ أبو الحسن -أعانه الله- في الآخر- من أن البعض قد يذهب به فهمه لهذا البيان إلى أمور وأمور؛ قد تزيد الفتنة، ولا تزيلها!
فكان جوابناً صريحاً: أنه إذا كان ما في البيان حقاً وصواباً؛ فلم التحرج والتحرز؟! وأن الأصل الإقرار بمضمونه ما دام أنه حق وصواب!
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في «الرد على البكري» (2/615): «وكلام الله ورسوله، وكلام العلماء مملوء بما يفهم الناس منه معنى فاسداً؛ فكان العيب في فهم الفاهم، لا في كلام المتكلم الذي يخاطب جنس الناس، كالمصنف لكتاب، أو الخطيب على المنبر، ونحو هؤلاء؛ فإن هؤلاء لا يكلفون أن يأتوا بعبارة لا يفهم منها مستمع -ما- معنى ناقصاً؛ فإن ذلك لا يكون إلا إذا علم مقدار فهم كل من يسمع كلامه، ويقرأ كتابه! وهذا ليس في طاقة بشر».
ومما يجب ذكره -أخيراً-:
أننا أخبرنا الشيخ ربيعاً -حفظه الله- أن قوله في تبديع أبي الحسن لا يلزمنا، وبخاصة أن كثير من العلماء والمشايخ وطلاب العلم الذين التقينا بهم على ذلك كالشيخ عبد المحسن العباد والشيخ إبراهيم الرحيلي والشيخ حسين آل الشيخ ... إلخ، فأقر بذلك، وإنما كان الحرص -من الجميع- على ضبط الحق في المسائل -من حيث هي-.
وفي ضوء ذلك نقول: إن هذه المسائل إنما طرحت وبحثت على خلفية ما بنينا وبين الشيخ ربيع -بحثاً وتحقيقاً- فلذلك لا يتعدى ذلك غيرنا ممن لم يكن في مجلس البحث.
وأما من أراد موافقة ما في بياننا من الحق، أو مخالفة ما يظن منه أنه مخالف للحق، فليبين ذلك بالعلم والحلم والعدل والفضل، ومذهبه في ذلك -مخالفةً أو موافقةً- ينسب إليه، ولا نلزم بشيء منه.
مع التذكير -لنا ولإخواننا- بآية وحديث:
أما الآية؛ فقوله -تعالى-: {وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ}..
وأما الحديث؛ فقوله –صلى الله عليه وسلم-: «يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا . . .»
حرصاً على طلب العلم، ونشر السنة، والانشغال بالدعوة إلى الحق، والتآخي، والتناصر، والتعاون على البر والتقوى، دون الانشغال بالقيل والقال؛ مما يفرح الشيطان! وينعش جنده وأتباعه، ويشمت الأعداء -كما ورد في البيان-.
ونردد مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قوله: «اللهم إني أعوذ بك من خليل ماكر عيناه ترياني وقلبه يرعاني إن رأى حسنة دفنها، وإن رأى سيئة أذاعها».
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
سليم بن عيد الهلالي
علي بن حسن الحلبي
14/ رمضان/1423هـ
في عمان البلقاء عاصمة جند الأردن من بلاد الشام المحروسة
فما هذا التلون يا علي حسن تدين أبا الحسن في ثمانية أصول مخالفة لمنهج السلف ، ثم بمجرد لقائه ؛ تميّع هذه الإدانة بتلاعبك هذا ، ولو كنت ناصحاً ؛ لواجهت أبا الحسن بأنه على باطل ، وعليه أن يرجع عن أباطيله ؛ ولكن من وراء الأكمة أشياء وأشياء .
ثم استمر علي حسن في الدفاع عن أبي الحسن ، والإصرار على أنه سلفي .
فأين أنت من منهج السلف الذي يدين بالبدعة من يخالف أصلاً واحداً من أصوله ؛ فكيف بمن يخالف في سبعة أصول ؛ بل أكثر ، فإن لأبي الحسن أصولاً أخرى لم تذكر في هذه الإدانة .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
فتنة أتباع الحلبي ، وإيذاؤهم للسلفيين في فلسطين
ثم نتجاوز فتنًا كثيرة على مدى سنوات إلى ذكر فتنة أتباع الحلبي في فلسطين ، فقد ربّى أتباعًا له في غاية من السوء - والعياذ بالله – فما لبثوا إلا أن أظهروا وجههم القبيح ، وتنكّبوا الصراط المستقيم ، وعادَوا من كان ومازال يدعو للتوحيد والسنة ؛ نصرة للحلبي ، ومن لفّ لفّه من المنحرفين كعرعور ، والمأربي ، والمغراوي ، وجمعية إحياء التراث ، وغيرهم .
العاصمة :
سعى الشيخ العلامة : ربيع بن هادي - حفظه الله ، كما هي عادته - لإطفاء هذه الفتنة (13) ، فوجّه الأخ الشيخ : أبا عمر أسامة بن عطايا العتيبي بالدخول في الموضوع ؛ لما بلغه ذلك ، وقد سعى الشيخ : أبو عمر في ذلك ، وكُتبت وثيقة الصلح .
كما جاء في موضوع كتبه الأخ الفاضل : رائد بن عبد الجبار المهداوي – وفقه الله - بعنوان :
« وقائع لقائنا بشيخنا ربيع المدخلي
بعض مما قاله - حفظه الله – حول الفتنة في فلسطين (14) » (15) ؛
ذكر الرحلة الميمونة التي قام بها ومعه بعض الأخوة الفضلاء - وفقهم الله - ، وما يهمنا هنا ما يتعلّق بالصلح ، حيث قال ما نصّه :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رائد بن عبد الجبار المهداوي
وثيقة الصلح
إلى الإخوة السلفيين في فلسطين وفقهم الله ورعاهم:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
ففي يوم الخميس الموافق الرابع من شهر رمضان المبارك من عام 1429ـ بعد صلاة المغرب اجتمعت في منزل الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله مع بعض الشباب من فلسطين لأجل جمع شمل الإخوة السلفيين هناك، ولأجل الإصلاح فيما بينهم.
وقد دار نقاش وأخذ ورد إلى صلاة العشاء، ثم جلست مع شيخنا الشيخ ربيع المدخلي من بعد صلاة التراويح من الساعة التاسعة والنصف تقريباً إلى الساعة الحادية عشرة وعشر دقائق، فكانت نتيجته نصيحة شيخنا ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه الذهبية تتلخص فيما يلي:
أولاً: أن يكون اجتماع الإخوة على الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، بعيداً عن الغلو والتمييع.
ثانياً: دفن ما سبق بين الإخوة من خلاف وخصام مع فتح صفحة جديدة يجتمع فيها الإخوة السلفيون على الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح.
ثالثاً: أن يكف الإخوة عن الكلام في بعضهم بعضاً، مع الحذر الشديد من رمي بعضهم بعضاً بالتحزب، أو التمييع، أو الحدادية، بل إن حصل خلاف في أشخاص أو مسائل أن يكون الرد بالعلم الشرعي، مع الرجوع إلى العلماء الكبار كالشيخ ربيع المدخلي ونحوه من المشايخ الفضلاء كبار أهل العلم.
رابعاً: أن يعيد الإخوة المدرسة السلفية للشيخ هشام العارف، وكرر الشيخ ربيع المدخلي هذا الأمر، وأنا أؤكد ما رآه الشيخ ربيع وأطمع من الإخوة أن لا يخيبوا رجاءنا.
خامساً: أن يكون واضحاً لدى جميع الإخوة أهمية الرد على أهل البدع والانحراف مثل محمد حسان، وأبي إسحاق الحويني، ومحمد حسين يعقوب، وأبي الحسن مصطفى المأربي، وأشباههم من أهل البدع والانحراف.
سادساً: أن تكون مرجعية الجمعية وجميع الإخوة كبار أهل العلم السلفيين، والبعد عن الرجوع إلى الأشخاص الذين كثر خطؤهم، وعظمت أخطاؤهم من المنتسبين إلى السلفيين، وأن لا تثار قضية تبديعهم ووصفهم بأوصاف مخرجة لهم من السلفية إلا بعد تقدم أهل العلم بذلك فالبركة مع الأكابر، ولا يتقدم العامة وطلبة العلم على علمائهم وأئمتهم.
خامساً (16) : أن لا يتعرض الإخوة للشيخ هشام العارف بالطعن، بل يحترموه، ويكرموه، لسابقته في الدعوة في فلسطين، وإن اختلفوا معه فلا يجعلوا ذلك سبباً للتشهير به، ولا يمنع هذا من الرد عليه إن أخطأ بالأسلوب العلمي، وإن حصل ما يعكر الصفو أن يرفعوا الأمر للشيخ العلامة ربيع وغيره من المشايخ الكبار لإنهاء أي وسيلة للفرقة.
سادساً: أن يعطف الشيخ هشام العارف على إخوانه وطلابه، ومن كانوا معه في السبق إلى الدعوة، وأن لا يشهر بهم، ولا يطعن بهم، وإن كان لديه عليهم ملاحظة أن يناصحهم بالوسائل الشرعية، وأن يرد بالعلم دون التشهير بهم.
سابعاً: على الجميع أن يتقوا الله ويراقبوه،وأن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يعيدوا الأمور إلى مجاريها وبذلك تقوى دعوتهم وتستمر على ما يرضي الله.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه: أبو عمر أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
يوم الجمعة 5/9/1429هـ
انتهت الوثيقة (17)
القاصمة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رائد بن عبد الجبار المهداوي
وصلنا فلسطين يوم الأحد 07/ رمضان/ 1429 هـ وإذ بنا نسمع أن أسامة الطيبي، وأمجد سلهب، وعز الدين (صلاح) قعدان، وشاكر خضر الخرمة، وحازم راسم بدر، ومحمد خليل جمهور، ومحمد صالح عليان، وأحمد السلفيتي، وعبد الله أبو ارميلة، ومعروف صافي غزاوي، وإياد رياض الشريف قد اقتحموا المركز العلمي في بطن الهوا – رام الله، وقاموا بكسر الأبواب، وعاثوا في المركز فساداً وتخريباً وأخذوا كل شيء ولم يتركوا ورائهم إلا الخراب، وأرغفة الخبز الملقاة على الأرض، وبقايا الطعام المتناثر هنا وهناك، وأعقاب السجائر.
فقام الأخ الحبيب سعد الزعتري بالاتصال بالشيخ ربيع وأخبره بما حصل فأوصانا الشيخ ربيع بالصبر، وطلب إخبار أسامة عطايا بما فعل هؤلاء لأنه هو الذي تكفل إلزامهم وثيقة الصلح.
اتصل الأخ سعد الزعتري بالأخ أسامة عطايا وأخبره بما فعل هؤلاء فقال: انا أخبرتهم بشأن الوثيقة
قبل أن يفعلوا هذا الشيء، لكنهم لم يوافقوا عليها.
وأنا ادع للقارئ اللبيب الجواب على سؤالي التالي بعد هذه الحادثة الرهيبة التي قام بها هؤلاء فأقول:
أليس منشأ الخروج في أصله كان خروجاً على أهل العلم بالفهم ورفضاً لنصائحهم؟
فلماذا يأبى هؤلاء إلا الخروج على أهل العلم وعلى رأسهم الإمام ربيع المدخلي والعلامة عبيد الجابري؟
أيكون هذا الصنيع منهم تمهيداً لخروج آخر؟!
أدع الجواب للزمان، فالأيام كفيلة بالكشف والبيان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه:
أبو عبد الرحمن رائد بن عبد الجبار المهداوي
رام الله - فلسطين
الجمعة 19/رمضان/1429 هـ
الموافق: 19/09/2008 بالتقويم الغربي
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
فصل
في ذكر بعض ممارساتهم
منقول من بعض المنتديات السلفية بتصرف
1 - طعنهم وإيذاؤهم لكل من رد على شيخهم – هداه الله - ، أو لم يوافقه على أباطيله ، من علماء وشيوخ السنة وتلاميذهم ؛ سيّما شيخنا وشيخ شيوخنا سماحة الشيخ : أحمد النجمي – رحمه الله - ، وبالأخص فضيلة الشيخ العلامة المشفق على الدعوة السلفية : ربيع المدخلي ، وفضيلة الشيخ : عبيد الجابري ، أثاب الله الجميع .
2 - نقضهم ، أو رفضهم (18) لوثيقة الصلح التي أشرف عليها الشيخ : ربيع - حفظه الله - ، ومتابعة أخونا الشيخ : أسامة العتيبي ، واطلاعهم على شروطها .
ومن أهم أسباب ذلك : الاتصالات التي كانت تأتيهم من المُخبِّب الحلبي في الأردن .
3 - قيامهم - بتواطؤ مريب من أتباع حركة حماس المندسين في شرطة الضفة الغربية التي كانوا يسبونها بالأمس - بتخريب مركز أهل السنة السلفيين في فلسطين ؛ فجورًا في الخصومة ، وإضرارًا بالدعوة السلفية ؛ لا لشيء إلا لأن السلفيين كشفوا تلاعبهم وتلونّهم وانحرافهم عن الجادة .
4 - إنشاؤهم من فلسطين منتدى خبيث لإيواء المحدِثين ، ممن قد خبت ناره على أيدي علماء السنة وشيوخها ، فجاء هذا المنتدى كالمنقذ لهم من ظلم السلفيين ، زعموا .
5 - بل تجاوزوا حدودهم فقام أبو هنية بمحاولة إيغار صدر الشيخ : محمد بازمول على أخيه الشيخ : أحمد بازمول ، وفضحه الله بمحاولته تلك عندما بتر الكلام ، ولم يذكره كاملاً ، مع محاولته قلب الكلام لمصلحته ، ولا ندري أيهما أشد وأنكى ؟
6 - يتجلى خبث طويتهم ومكرهم بأهل السنة ؛ أن بلغوا درجة التخبيب بين والد وولده ، فتسبّبوا في إبعاد الأخ الفاضل : محمد جميل حمامي من منـزله ، بعد أن أوغروا صدر والده عليه .
7 - ولم يكتفوا بذلك ؛ بل قاموا بإيذاء شيخ الدعوة السلفية في فلسطين ، فضيلة الشيخ : هشام العارف - أعانه الله وإخوانه - ، فأوغروا صدر صهره عليه وعلى أهل بيته .
8 – ضربهم لكلام العلماء بعضه ببعض بخلاف طريقة أهل السنة وهي : جمع ما في الباب من نصوص الكتاب والسنة وأقوال العلماء ، أو الإجابة عن موهم التعارض فيها ، وتوجيهها التوجيه الحسن .
9 – تسجيلهم – على طريقة الحدادية – لما يدور في المجالس - وهي بالأمانات - ؛ لاستعمالها كسلاح كيدًا لعلماء ومشايخ الدعوة السلفية ، وتهديدًا لهم .
10 – قيام بعضهم – كذلك – بإظهار مواضيع حذفت من بعض المواقع السلفية من شهور ، أو سنين ؛ ليهدّد بها من لا يخضع لهم .
هذا غيض من فيض ، وما خفي من أحوالهم أعظم ، هداهم الله .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
خاتمة الرسالة
إن ما ذكرته في هذه الرسالة العاجلة ليس من جهة الفضيحة ؛ ولكن لمعرفة جهود أهل السنة في إطفاء الفتن ، ونشاط أهل الفتن في المقابل بإذكائها ، وإيذاء أهل السنة بها ؛ وليتنبّه المغرر بهم من القوم .
هذا ما لدي في هذه العجالة .
وأسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ، وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى ، وأن يجنّب الجميع الزلل والخطل ، كما أسأله – تعالى – أن يحفظ علماءنا وشيوخنا بحفظه ويكلأهم برعايته ، ويدفع عنهم أهل المكر والخيانة ؛ إن ربي لسميع الدعاء .
وكتب : أبو عبد الرحمن القلمي
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(1) ذلكم الموقع الذي صدق من سمّاه بموقع الضرار ، حيث فطن الجميع لسبب إنشائه وهو : فتح الباب لمشاركات أهل الأهواء فيه ؛ ممن كان الحلبي ينتقد من هم دونهم بمراحل ، فحقّه أن يسمى : { منتدى [الـ]ـكل [إلا] السلفيين } ، أو { منتدى كل الـ[ـسـ=ـخـ]ـلفيين } .
(2) تقرأه قريبًا - إن شاء الله - في هذه الرسالة .
(3) انظرها على هذا الرابط : ####
(4) انظره على هذا الرابط : ####
(5) فهل صُنْتَ يا شيخ علي تلك الأخوة ، وبقيت عليها ، أم غُيّرتَ فتغيّرتَ فغيّرت ؟ .
(6) وليست هذه الأيدي الخفية إلا وراء أبي الحسن ، والمغراوي ، وعرعور بأقوالها ومكايدها .
(7) فهل تبرأت ممن يخالف هذا الحق ، أو انقلبت على عقبيك ؛ للدفاع عنهم ، وتولّيهم .
(8) سيتبيّن - لاحقًا ، إن شاء الله - أنه من التوفيق ؛ أم من غيره .
(9) من هنا جاء نقضكم لما في البيان المقرّر .
(10) ؟!! .
(11) ما هما ؟ .
(12) بل راوغ ومكر بكم ، واستخفكم فأطعتموه ، وجعلكم تلتفون على بيان مكة المقرّر للحق المبين .
(13) بالتأليف بين هؤلاء الشباب ، وشيخهم هشام العارف ، ثم أكّد ذلك بتوجيه الشيخ أبي عمر ؛ لمواصلة الصلح ، وإطفاء الفتنة .
(14) وفي المقابل سعى علي الحلبي ؛ لتأجيج هذه الفتنة ، وبث أسباب الفرقة ، وتأكيدها ؛ لأنه وجدها فرصته لكسب أنصار جدد ، يحارب بهم أهل السنة .
(15) انظره على هذا الرابط : ###
(16) من هنا عاد التعداد إلى ( خامسًا ) ، والصواب : سابعًا ، ثم ثامنًا ، ثم تاسعًا ؛ فبنود وثيقة الصلح تسعة ، وليست سبعة .
(17) سألت الأخ الشيخ : أبا عمر العتيبي عن حال أتباع الحلبي مع وثيقة الصلح ؛ فقال : رفضوا الصلح ، ولم يوافقوا على ما في الوثيقة ؛ بل وصفوها بالأوامر العسكرية .
قلت : لا جديد ، فقد سبقهم شيخهم بنقض بيان مكة ، ولهم بهذه العبارة قدوة سيئة وهو : صاحبها عدنان عرعور .
وما خفي أعظم ، وليُسألوا عن اتصال الشيخ علي بهم ، وهم في طريقهم إلى فلسطين ، فغيّروا اتجاههم إليه !! .
(18) تقدّم - قريبًا - أنهم رفضوا وثيقة الصلح ، ولا ندري أيهما أشد ، آلرفض للصلح وللالتزام بالوثيقة ، أم نقضها - لو التزموا بها - ؟ فأحلاهما مر .
ولا يأتِ آتٍ ويزعم تناقضًا بين الكلام المنقول من المنتديات ( نقض الوثيقة ) ، وبين كلامي هنا ( رفضهم للوثيقة ) المبني على شهادة الأخ الشيخ : أبي عمر العتيبي ؛ ففي الحالتين ( نقضوا ، أو رفضوا ) هم محجوجون بمثل هذه التصرفات ؛ فليختاروا لأنفسهم ماشاؤوا ، ونحن لا زلنا نؤمّل من عقلائهم الرجوع للحق ولزومه ، وترك المراوغة والتدليس والتلبيس ، ووالله لهدايتهم أحب إلينا من انحرافهم وعنادهم .
وهنا في ملف وورد :
http://www.salafishare.com/arabic/27...KA/J04N7LF.doc
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
منقول من سحاب
قال الشيخ احمد بازمول عن هذا الرسالة
ما شاء الله
جزاك الله خيراً يا أبا عبدالرحمن
حقاً
هي عواصم سلفية لأهل الحق
وقواصم خلفية من أهل الباطل
وصدقاً
هذا دأب أهل الحق من الخير
وحال وأوحال أهل الباطل من الشر
جعلها الله في ميزان حسناتك
محبكم
أحمد بن عمر بازمول
العواصم السلفية
من
القواصم الخلفية
جمعها وآلف بينها
بيانًا للحق ، وهداية للخلق
أبو عبد الرحمن القلمي
عفا الله عنه ووالديه ومشايخه وكل من له حق عليه
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ).
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَاوَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ).
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُواقَوْلًا سَدِيدًا ُيصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَه فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) .
ألا وإن أصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
ثم إنني أضع بين يدي القارئ المنصف الكريم هذه الرسالة في بيان المواقف التي تميّز بها أهل السنة في الفتن ؛ حرصًا - منهم - على جمع الكلمة ، وتثبيتًا للحق في قلوب الخلق ، وقد وسمتها بـ :
« العواصم السلفيّة من القواصم الخلفية »
ولا أطيل المقدّمة ؛ إذْ الموضوع ليس من باب تأليف المطوّلات ، وإنما هو سرد تاريخي ، وتذكير ميسّر سريع .
أسأل الله أن ينفع بالأسباب ، وأن يرزقنا والمسلمين ؛ الإخلاص لوجهه العظيم ، وصدق الامتثال لهدي نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ، وحسن الاتباع لأئمة الهدى والدين من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وكتب : أبو عبد الرحمن
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
فتنة المأربي
كلنا يذكر الفتنة التي كان يمهّد لها مصطفى إسماعيل المصري ثم المأربي المكنّى بأبي الحسن قبيل وفاة فضيلة الشيخ علامة اليمن الكريم : مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله رحمة واسعة – الذي كانت له فراسة في الرجل ، وغيره ممن يتظاهرون بالسنة ، ويخفون الكيد لها ، ونصرة الأهواء وأهلها ، ثم لما توفي الشيخ : مقبل – رحمه الله – ؛ إذا بالمأربي يسفر عن وجهه القبيح .
فكان أن انبرى له من علماء السنة وشيوخها - أثابهم الله - ، وعلى رأسهم جبل السنة الأشم فضيلة الشيخ العلامة الجليل : ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله – ، فكشفوا حال المفتون ، وأطفؤوا فتنته ، فلله الحمد والمنة .
العاصمة
في تلك الفترة حصل لقاء في منـزل فضيلة شيخنا الشيخ العلامة : ربيع بن هادي وبحضور فضيلة الشيخ : محمد بازمول ؛ حيث حضر علي الحلبي ومن معه ، وتم تقرير منهج أهل السنة في عدة مسائل أثارها المأربي ، وخرجوا باقتناع من عند الشيخ - حفظه الله - ، ومن إعجابهم بتوفيق الله لهم ، وفرحهم بها ؛ قام بتدوينها الحلبي بيده – ومن يده ! ندينه - ؛ فيما أسماه بـ : « وثيقة بيان مكة الموقع بين الشيخ ربيع ومشايخ الشام والشيخ محمد بازمول » ، وأنا أضعها بين أيديكم ، منقولة من موقع { منتدى كل السلفيين } (1) ؛ لتروا أنوار العلم والحق والسنة والحكمة فيما قرّره الشيخ : ربيع بحضور فضيلة الشيخ : محمد بازمول ، والحلبي ومن معه ، ولتقارنوا بين البيان في تلكم الوثيقة ، وبين نكوص الحلبي عن الحق بما كتبه بعدها في الليلة الثانية فقط فيما أسماه بـ : « البيان التوضيحي .. »(2) .
فقد فتح المدعو ( أبو العباس ) موضوعًا في منبر التاريخ والوثائق من ذلكم المنتدى ، أوقع فيه شيخه في مأزق يصعب عليه الخروج منه ؛ فإليكموه مقتبسًا :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو العباس
وثيقة: بيان مكة الموقع بين الشيخ ربيع ومشايخ الشام والشيخ محمد بازمول (3)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه .
أما بعد :
فهذا مجلسٌ علميٌّ مباركٌ تم في ليلة الأحد 12 / 9 / 1423 هـ وذلك في منزل فضيلة أستاذنا الشيخ أبي محمد ربيع بن هادي المدخلي - زاده الله من فضله - وبحضوره - حفظه الله - وكان الحاضرون كلاً من :
الشيخ سليم الهلالي والشيخ محمد موسى نصر والشيخ علي الحلبي والشيخ محمد عمر بازمول - وفقهم الله جميعاً لكل خير - ، وتم التداولُ العلميُّ المنهجيُّ في أمورٍ عدة ، من أهمها اليقينُ الجازم أن هذه الخلافات - الواقعة بين السلفيين - ولا يزال منها بقايا - هي خلافاتٌ من نزغ الشيطان ، وقد أدرك الجميع - بحمد الله - آثار هذه الخلافات السيئة وتبعاتها الخطيرة .
وإننا لنحمد الله - تعالى - على ما وفق وسهل من إنهاء هذه الفتن - بآثارها ، وخلافاتها ، وأضرارها - في هذا المجلس المبارك - بحمده - سبحانه - .
وقد تم الاتفاقُ على أمورٍ ؛ أهمها وأولها توكيد ولزوم إنهاء هذه الفتنة ، وإغلاق أبوابها وأسبابها .
ومن تلكم الأمور العلمية المنهجية التي اتفق عليها الحاضرون - جميعاً - :
أولاً: أن خبر الآحاد الذي لم يختلف في صحته علماء أهل السنة خبرٌ يفيد العلم والعمل ، ويحتج به في العقيدة والأحكام - بدون تفريق - . وأن قول من ذكره بالظن ونحوه إنما هو قولٌ مخالفٌ للحق الراجح من أقوال أهل الحديث - قاطبةً - ، وأن القائل بذلك قائلٌ بقول الأشعرية ، متأثرٌ بهم .
ثانياً: ما تكرر ذكره من مسألة ( المجمل والمفصل ) وما يتعلق بها ؛ الحق فيه ما يأتي :
مسألة ( المجمل والمفصل ) مسألة - بهذا الاصطلاح - لا تبحث إلا في كلام الله - تعالى - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - . بحث هذه المسألة في كلام العلماء يسمى ( إطلاقات العلماء ) - كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - . الإطلاق المغلوط الذي يوضحه ويبينه كلامٌ آخر - للقائل نفسه - يعامل كالآتي :
أ - تخطئة هذا الإطلاق - بحسبه - بدعةً أو غلطاً .
ب - قبول ذلك البيان .
ج - عدم الحكم على هذا المُطْلِق الغالِط حكماً عينياً بأنه ( مبتدع ) إلا إذا كان مبتدعاً أصلاً أو صاحب هوى.
د - وأما طالب العلم السلفي المعروف بسلفيته ومنهجه إذا واقع شيئاً من ذلك؛ فإننا نخطئه في إطلاقه، ونجعل صوابه المبين هو الغالب، مع نصيحته وتذكيره وبيان الحق له ؛ إلا إذا ظهرت معاندته وانكشف إصراره .
ه- لا يجوز اتخاذ هذه المسألة ( إطلاقات العلماء ) ذريعةً لتمشية كلام المبتدعة المشهورين كأمثال سيد قطب - وغيره - .
ثالثاً: الكلام في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسوء ضلالٌ عريضٌ، ولا يجوز لمسلمٍ - كائناً من كان - قبوله ، أو التسهيل منه . ومن صدرت منه كلمة فيها ما يشعر بشيءٍ من انتقاصهم - رضي الله عنهم - فيجب عليه وجوباً حتمياً الرجوع عنها، واستغفار الله منها وعدم اختلاق المعاذير فيها، فأمر الصحابة - رضي الله عنهم - جدٌّ، وهم - رضي الله عنهم - أمناء الشريعة وحراس الملة، وهو بابٌ يجب إغلاقه امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا ذكر أصحابي فأمسكوا " .
رابعاً: الجماعات الحزبية المتناثرة في الساحة كــ ( جماعة الإخوان المسلمين ) و ( جماعة التبليغ ) و ( حزب التحرير ) و ( جماعة الجهاد ) والتكفيريين والسروريين والقطبيين - ومن على شاكلتهم - هم جماعات خارجة على السنة ، ومخالفة لمنهج السلف ؛ لما هو معلوم عنها من انحرافات ، وضلالات ، ولا يجوز الدفاع عنها بأيّ من الصور من - تأصيلٍ أو غيره - وأما دعوى بعض الناس أن منهج أهل السنة ( واسع ) فهي كلمة باطلة لما يبنى عليها من إدخال أهل البدع في السنة ، والتهوين من ضلالاتهم وانحرافاتهم .
خامساً: منهج أهل السنة منهج منضبط سائر أهله فيه على طريقة راسخة ثابتة من منهج ا لاستدلال وقاعدة التصور العلمي ، وأصول الولاء والبراء . أما المبتدعة والحزبيون - على سائر أصنافهم - فليسوا منه وليس منهم؛ مع حرصنا ورغبتنا أن يرجعوا إليه ، ويتركوا ما هم عليه ؛ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " وستفترق أمتي على ثلاثٍ وسبعين فرقة ؛ كلها في النار إلا واحدة " .
سادساً: التثبت عند أهل العلم منهج منضبط، له صوره ووجوهه، وأما رد الحق ودلائل الصواب بدعوى (التثبت ) فطريقةٌ حادثةٌ مخالفة لمنهج السنة وطريقة أهلها.
ودعوى عدم قبول الخبر إلا بالسماع المباشر من قائله: دعوى باطلة تردها مناهج العلماء وطرائقهم المفصلة . وطرق قبول الخبر متعددة معلومة ، وهي - جميعاً - مبنية على الحجة العلمية ، والبينة الشرعية .
سابعاً: قول بعض الناس : " نصحح ولا نجرح " باطلٌ بيقين ، فلا يزال أهل الحديث - من قبل ومن بعد - يجرّحون من يستحق التجريح ، بالقواعد العلمية والأصول الشرعية ، ومن ذلك - بثوبٍ آخر - ضلالاً - قول من قال : " نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه " .
هذا مجموع ما تباحث به المشايخ، وهم - ولله الحمد - متفقون على هذه القواعد العلمية من قبل ومن بعد ، وإنما هم يؤكدونها ، ويحققون القول فيها - أكثر وأكثر - حرصاً على وحدة الكلمة ، ورغبةً صارمة في قطع الطريق أمام المتربصين المتصيدين من الحزبيين وأشكالهم ، ونصرةً للدعوة السلفية ، وانتصاراً لدعاتها وعلمائها .
وعليه؛ فإننا ننصح - في الختام - بنصيحتين:
الأولى: أن كل مخالفٍ لهذه القواعد يجب أن يرجع إلى هذا الحق الصريح ، وأن يؤوب إلى هذا النهج الصحيح ؛ - كائناً من كان - بوضوح ، وبيان ، وظهور حق ، دونما تلبيس أو تدليس .
الثانية: أن يرجع طلبة العلم السلفيون إلى سابق ما عهدناه منهم؛ من طلب العلم ونشر السنة ، والانشغال بالدعوة إلى الحق ، والتآخي والتناصر والتعاون على البر والتقوى ، دون الاشتغال بالقيل والقال مما يفرح الشيطان ، وينعش جنده وأتباعه ، ويشمت الأعداء .
هذا ما وفقنا الله - تعالى - إليه توكيداً وتثبيتاً ، ونصرةً للحق وأهله .
ونشهد الله - تعالى - على ذلك ؛ ظاهراً وباطناً ، وهو - سبحانه - خير الشاهدين.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الشيخ ربيع بن هادي المدخلي
الشيخ محمد موسى نصر
الشيخ علي الحلبي
الشيخ سليم الهلالي
الشيخ محمد بن عمر بازمول
القاصمة
في الليلة الثانية فقط من البيان المتقدّم : نقض علي الحلبي الاتفاق بعد لقائه بالمأربي في مطار جدة ؛ حيث أصدر بيانًا توضيحيًا ؛ قال فيه :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو العباس
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ، وَنسْتَعِنُهُ، وَنَسْتْغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِه اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ خَيْرَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ ، وَأَحْسَنَ الهَدْي هَدْيُ مُحَمَّدٍ –صلى الله عليه وسلم- ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُها ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بدْعَةٌ، وَكُلَّ بدْعَةٍ ضَلالةٌ، وَكُلَّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ.
أمّا بعد:
فما أن حططنا رحالنا في منازلنا –بعد انتهاءِ عمرتنا، وانقضاء سفرنا- إلا وتوالت علينا الاتِّصالاتُ مِن عددٍ مِن الأقطار، وكثيرٍ من الأمصار؛ حول (البيان) العلميِّ الصادر عنّا في مكّةَ –قبل يومين- بمشاركة بعض المشايخ الأفاضل، في منزل فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي –زاده اللهُ مِن فضلهِ- أثناءَ زيارتنا له- على عادتنا في كلِّ عام حجٍّ أو عُمرة- والتي لم تنقطع منذ أكثر من عشرين عاماً (5) .
والتنوُّعُ في هاتيك الاتصالاتِ هو السِّمةُ المميّزةُ لها؛ ما بين مستفسرٍ ومستنكرٍ، أو مستفصلٍ ومستنصر!
فأحببنا –تعاوناً على البرِّ والتقوى- كتابةَ نُبذة موجزةٍ حول مُجمَل ما جرى في سَفرِنا هذا –في بلاد الحرمين الشريفين- الذي شَمَل المدينة النبويّة، ومكة المشرّفة، وبينهما الرياض وجُدّة.
ولقد كان مِنّا في هذه الرحلةِ المباركة لقاءاتٌ علميّة عدّةٌ مع مشايخ الدعوة السلفيّةِ البَرّة، وعُلمائها الأبرار، وفي مقدّمتهم شيخنا الأستاذ الشيخ محمد بن عبدالوهاب البنا، وشيخنا الأستاذ عبدالمحسن العبّاد، ومعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، وفضيلة الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ، وفضيلة الشيخ صالح السدلان، وفضيلة الشيخ عبدالرحمن الفريوائي، وفضيلة الشيخ عاصم القريوتي، وفضيلة الشيخ سمير الزهري، وفضيلة الشيخ وليد سيف النصر، وفضيلة الشيخ صالح السحيمي، وفضيلة الشيخ محمد عمر بازمول، وفضيلة الشيخ عبدالسلام بن برجس، وفضيلة الشيخ إبراهيم الرحيلي، وفضيلة الشيخ محمد بن عبدالوهاب العقيل، وفضيلة الشيخ عبدالله العبيلان –وغيرهم- حفظهم الله أجمعين، وزادهم توفيقاً.
وكان آخِرُ اللقاءات العلمية –هذه- في مكّةَ- والفضلُ لله- مع فضيلة الأستاذ الشيخ ربيع بن هادي -حفظه المولى-.
وقد جرى التباحُث والتشاورُ –في معظم تلك اللقاءاتِ، وفي جُلِّ المجالس- بشأنِ الخلافات الجارية بين السلفيِّين في كثير من البلدان؛ ممّا أوقعهم في التفرق والتّشتُّت، وأشمتَ بهم أعداءَهم، وأفرح بهم مخالفيهم!
وكانت نظرة هؤلاء المشايخ الأفاضل -جميعاً- ولله الحمد- متوحِّدة أنَّ هذا التّفرُّق ليس له ثمرةٌ إلا المزيد مِن السوء والبلاء، وشماتة المخالفين والأعداء، وأنَّ الواجبَ الحتْمَ العملُ على إنهاء آثاره، والتعاضدُ على إطفاءِ ناره، وأنَّ الأصلَ احتواءُ أيِّ خِلاف علميٍّ بين السلفيِّين؛ ليستمروا على ما هم عليه من وحدة المنهج والعقيدة، وسلامة الصدور والقلوب، وترك أدنى حظوظٍ نفسيّة قد تكدِّر صفاءَ الأخوّة، وتعكّر نقاء المحبّة، وبخاصّة إدراك المشايخ –حفظهم الله- أن هناك أيدي خفيّة تُغذي هذا الخلاف. (6)
فكان بَعٍدُ –آخِراً- والموفِّق الله- لقاءُ فضيلةِ الشيخ ربيع بن هادي في منزله –كما قدّمنا-، وكان لقاءاً حَسَناً رائعاً؛-كما هو الظنُّ والأَمل في المشايخ الأفاضل- أحسن الله عواقبهم-.
ثم جرى بَحثٌ عامٌ حَوْلَ بعض المسائل العلميّة التي كانت سبباً في تفرُّق الشباب، وتشتُّت كلمتهم، وانشغالهم –بها- عمّا هو أنفع لهم في دينهم ودنياهم؛ كمثل مسألة خبر الآحاد، ومسألة التثبُّت، ومسألة المجمل والمفصّل –وغيرها- مِن المسائل، التي هي مِن مقرّرات دعوتنا السلفية، ومِن أُصول معارفنا العلميّة –مِن قبل ومن بعد-.
وعليه؛ فإنَّ هذه المسائلَ ليست مُتعلِّقةً بحكمِ –فضلاً عن تحكيم- فيما هو جارٍ من ردود وأجوبة وخلافات بين الشيخ ربيع والشيخ أبي الحسن –حفظهما الله-قد أدلى فيها كلٌّ منها بدلوهِ، ولكنّها بيان لحقٍّ نَدينُ اللهَ بهِ، ونبرأُ إلى الله مما يُخالفه (7) –في مسائل طُرحت على الساحة، ونُسب إلينا -فيها- خِلافُها؛ مما يضادُّ الحقّ وأهله؛ حتى إنّنا تُنُوولنا مِن بعض الأقلام، ووُجِّه إلينا –بسببها- عددٌ مِن السهام!
فلكي نَرُدَّ الحقَّ إلى نِصابه، ونُرجع الصواب إلى بابه، ونوافق الهدى في لُبابهِ؛ كان منّا كتابةُ ما نعتقد في هذه المسائل، حتى نكون عوناً لإخواننا على الحقّ، ونصرةً لهم في تحقيقهِ وتأصيلهِ . . .
ولْيعلم جميعُ إخواننا –الذين سألونا، وهاتفونا- وغيرهم- أنّ كتابتنا هذه جاءت منّا عفوَ الخاطر- دون ترتيب، ولا تخطيط- وإنّما بتوفيق مِن الله؛ لِتُنهي الفتن، وتلمَّ الشمل؛ وليكون منّا جميعاً –فيها- تعاون على الائتلاف وأسبابهِ، ودفع للاختلافِ وأبوابه.
حيث صاغها الأخ (علي الحلبي) ثم قرئت وضبطت وأقر من حضر بما فيها، ووقع الجميع عليها.
ويتأكد هذا الأمرُ –أكثرَ- إذا عَرفنا أنَّ القول في هذه المسائل غدا مُشكلاً على الكثيرين من إخواننا، بحيث لم يتحرر لهم الترجيحُ الدقيق فيها، فوقع عددٌ منهم بنسبةِ شيء –مما يُخالفها!- إلى مَن لم يقٌل بها!!
وأقرب مثال على ذلك: ما نسب إلينا نحن -أو ألزمنا به- مما لم نذكره -أصلاً- أو فهم عنا على غير ما نريد.
فنرجو -بعد ذا- أن يكون هذا البيان -كما قال فضيلة الشيخ ربيع -حفظه الله-: (حلاً حاسماً لكل ما حصل من خلاف أو سوء فهم)
وهذا منه -زاده الله من فضله- عين العلم، ورأس الحلم.
ومما لا يسعنا التخلف عن إيراده -هنا- ذكر شيء وقع لنا في مدينة جدة؛ مما هو علامة -إن شاء الله- على توفيقه -سبحانه- لنا (8) :
ففي ليلة الاثنين المسفر فجرها عن اليوم الثالث عشر من شهر رمضان -وهو يوم أمس- كان أن ذهبنا إلى مقر الخطوط الجوية السعودية في مطار جدة؛ لتغيير تذاكر سفرنا، من (الخطوط السعودية -يوم الأحد)؛ إلى (الخطوط الأردنية -يوم الاثنين) بسبب ما وقع لنا من تأخير سفرنا يوماً واحداً، لتأخرنا في مدينة الرياض ذلك اليوم ...
وقد وافق في هذا الوقت -نفسه- قدوم الأخ الشيخ أبي الحسن المأربي -أكرمنا الله وإياه بالحق- إلى جدة، قادماً -بالطائرة- من صنعاء.
فتلاقينا (9) ، ثم ترافقنا إلى بيت أحد الأخوة الأفاضل -جزاهم الله خيراً- وهو مضيفنا في جدة ذلك اليوم-؛ ثم أخبرنا الأخ أبا الحسن بمجمل أخبار رحلتنا، ولقاءات المشايخ، والأجواء والتوجيهات التي لمسناها وعايشناها، ثم كان ختام ذلك قراءة البيان قراءة دقيقة متأنية فاحصة (10) . . .
فكان رأي الأخ أبي الحسن -ولله الحمد- أن ما في هذا البيان حق لا ريب فيه، سوى نقطتين (11) الأولى: لفظية، والثانية: تكميلية؛ بحيث لا تأثير لهاتين النقطتين على صحة ما في البيان؛ لكونها ليستا جوهريتين . .
فحمدنا الله -تعالى- على ذلك، وسألنا -سبحانه- لنا، ولإخواننا، ولمشايخنا المزيد من فضله وكرمه.
ثم تحرج (12) الأخ أبو الحسن -أعانه الله- في الآخر- من أن البعض قد يذهب به فهمه لهذا البيان إلى أمور وأمور؛ قد تزيد الفتنة، ولا تزيلها!
فكان جوابناً صريحاً: أنه إذا كان ما في البيان حقاً وصواباً؛ فلم التحرج والتحرز؟! وأن الأصل الإقرار بمضمونه ما دام أنه حق وصواب!
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في «الرد على البكري» (2/615): «وكلام الله ورسوله، وكلام العلماء مملوء بما يفهم الناس منه معنى فاسداً؛ فكان العيب في فهم الفاهم، لا في كلام المتكلم الذي يخاطب جنس الناس، كالمصنف لكتاب، أو الخطيب على المنبر، ونحو هؤلاء؛ فإن هؤلاء لا يكلفون أن يأتوا بعبارة لا يفهم منها مستمع -ما- معنى ناقصاً؛ فإن ذلك لا يكون إلا إذا علم مقدار فهم كل من يسمع كلامه، ويقرأ كتابه! وهذا ليس في طاقة بشر».
ومما يجب ذكره -أخيراً-:
أننا أخبرنا الشيخ ربيعاً -حفظه الله- أن قوله في تبديع أبي الحسن لا يلزمنا، وبخاصة أن كثير من العلماء والمشايخ وطلاب العلم الذين التقينا بهم على ذلك كالشيخ عبد المحسن العباد والشيخ إبراهيم الرحيلي والشيخ حسين آل الشيخ ... إلخ، فأقر بذلك، وإنما كان الحرص -من الجميع- على ضبط الحق في المسائل -من حيث هي-.
وفي ضوء ذلك نقول: إن هذه المسائل إنما طرحت وبحثت على خلفية ما بنينا وبين الشيخ ربيع -بحثاً وتحقيقاً- فلذلك لا يتعدى ذلك غيرنا ممن لم يكن في مجلس البحث.
وأما من أراد موافقة ما في بياننا من الحق، أو مخالفة ما يظن منه أنه مخالف للحق، فليبين ذلك بالعلم والحلم والعدل والفضل، ومذهبه في ذلك -مخالفةً أو موافقةً- ينسب إليه، ولا نلزم بشيء منه.
مع التذكير -لنا ولإخواننا- بآية وحديث:
أما الآية؛ فقوله -تعالى-: {وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ}..
وأما الحديث؛ فقوله –صلى الله عليه وسلم-: «يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا . . .»
حرصاً على طلب العلم، ونشر السنة، والانشغال بالدعوة إلى الحق، والتآخي، والتناصر، والتعاون على البر والتقوى، دون الانشغال بالقيل والقال؛ مما يفرح الشيطان! وينعش جنده وأتباعه، ويشمت الأعداء -كما ورد في البيان-.
ونردد مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قوله: «اللهم إني أعوذ بك من خليل ماكر عيناه ترياني وقلبه يرعاني إن رأى حسنة دفنها، وإن رأى سيئة أذاعها».
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
سليم بن عيد الهلالي
علي بن حسن الحلبي
14/ رمضان/1423هـ
في عمان البلقاء عاصمة جند الأردن من بلاد الشام المحروسة
فما هذا التلون يا علي حسن تدين أبا الحسن في ثمانية أصول مخالفة لمنهج السلف ، ثم بمجرد لقائه ؛ تميّع هذه الإدانة بتلاعبك هذا ، ولو كنت ناصحاً ؛ لواجهت أبا الحسن بأنه على باطل ، وعليه أن يرجع عن أباطيله ؛ ولكن من وراء الأكمة أشياء وأشياء .
ثم استمر علي حسن في الدفاع عن أبي الحسن ، والإصرار على أنه سلفي .
فأين أنت من منهج السلف الذي يدين بالبدعة من يخالف أصلاً واحداً من أصوله ؛ فكيف بمن يخالف في سبعة أصول ؛ بل أكثر ، فإن لأبي الحسن أصولاً أخرى لم تذكر في هذه الإدانة .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
فتنة أتباع الحلبي ، وإيذاؤهم للسلفيين في فلسطين
ثم نتجاوز فتنًا كثيرة على مدى سنوات إلى ذكر فتنة أتباع الحلبي في فلسطين ، فقد ربّى أتباعًا له في غاية من السوء - والعياذ بالله – فما لبثوا إلا أن أظهروا وجههم القبيح ، وتنكّبوا الصراط المستقيم ، وعادَوا من كان ومازال يدعو للتوحيد والسنة ؛ نصرة للحلبي ، ومن لفّ لفّه من المنحرفين كعرعور ، والمأربي ، والمغراوي ، وجمعية إحياء التراث ، وغيرهم .
العاصمة :
سعى الشيخ العلامة : ربيع بن هادي - حفظه الله ، كما هي عادته - لإطفاء هذه الفتنة (13) ، فوجّه الأخ الشيخ : أبا عمر أسامة بن عطايا العتيبي بالدخول في الموضوع ؛ لما بلغه ذلك ، وقد سعى الشيخ : أبو عمر في ذلك ، وكُتبت وثيقة الصلح .
كما جاء في موضوع كتبه الأخ الفاضل : رائد بن عبد الجبار المهداوي – وفقه الله - بعنوان :
« وقائع لقائنا بشيخنا ربيع المدخلي
بعض مما قاله - حفظه الله – حول الفتنة في فلسطين (14) » (15) ؛
ذكر الرحلة الميمونة التي قام بها ومعه بعض الأخوة الفضلاء - وفقهم الله - ، وما يهمنا هنا ما يتعلّق بالصلح ، حيث قال ما نصّه :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رائد بن عبد الجبار المهداوي
وثيقة الصلح
إلى الإخوة السلفيين في فلسطين وفقهم الله ورعاهم:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
ففي يوم الخميس الموافق الرابع من شهر رمضان المبارك من عام 1429ـ بعد صلاة المغرب اجتمعت في منزل الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله مع بعض الشباب من فلسطين لأجل جمع شمل الإخوة السلفيين هناك، ولأجل الإصلاح فيما بينهم.
وقد دار نقاش وأخذ ورد إلى صلاة العشاء، ثم جلست مع شيخنا الشيخ ربيع المدخلي من بعد صلاة التراويح من الساعة التاسعة والنصف تقريباً إلى الساعة الحادية عشرة وعشر دقائق، فكانت نتيجته نصيحة شيخنا ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه الذهبية تتلخص فيما يلي:
أولاً: أن يكون اجتماع الإخوة على الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، بعيداً عن الغلو والتمييع.
ثانياً: دفن ما سبق بين الإخوة من خلاف وخصام مع فتح صفحة جديدة يجتمع فيها الإخوة السلفيون على الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح.
ثالثاً: أن يكف الإخوة عن الكلام في بعضهم بعضاً، مع الحذر الشديد من رمي بعضهم بعضاً بالتحزب، أو التمييع، أو الحدادية، بل إن حصل خلاف في أشخاص أو مسائل أن يكون الرد بالعلم الشرعي، مع الرجوع إلى العلماء الكبار كالشيخ ربيع المدخلي ونحوه من المشايخ الفضلاء كبار أهل العلم.
رابعاً: أن يعيد الإخوة المدرسة السلفية للشيخ هشام العارف، وكرر الشيخ ربيع المدخلي هذا الأمر، وأنا أؤكد ما رآه الشيخ ربيع وأطمع من الإخوة أن لا يخيبوا رجاءنا.
خامساً: أن يكون واضحاً لدى جميع الإخوة أهمية الرد على أهل البدع والانحراف مثل محمد حسان، وأبي إسحاق الحويني، ومحمد حسين يعقوب، وأبي الحسن مصطفى المأربي، وأشباههم من أهل البدع والانحراف.
سادساً: أن تكون مرجعية الجمعية وجميع الإخوة كبار أهل العلم السلفيين، والبعد عن الرجوع إلى الأشخاص الذين كثر خطؤهم، وعظمت أخطاؤهم من المنتسبين إلى السلفيين، وأن لا تثار قضية تبديعهم ووصفهم بأوصاف مخرجة لهم من السلفية إلا بعد تقدم أهل العلم بذلك فالبركة مع الأكابر، ولا يتقدم العامة وطلبة العلم على علمائهم وأئمتهم.
خامساً (16) : أن لا يتعرض الإخوة للشيخ هشام العارف بالطعن، بل يحترموه، ويكرموه، لسابقته في الدعوة في فلسطين، وإن اختلفوا معه فلا يجعلوا ذلك سبباً للتشهير به، ولا يمنع هذا من الرد عليه إن أخطأ بالأسلوب العلمي، وإن حصل ما يعكر الصفو أن يرفعوا الأمر للشيخ العلامة ربيع وغيره من المشايخ الكبار لإنهاء أي وسيلة للفرقة.
سادساً: أن يعطف الشيخ هشام العارف على إخوانه وطلابه، ومن كانوا معه في السبق إلى الدعوة، وأن لا يشهر بهم، ولا يطعن بهم، وإن كان لديه عليهم ملاحظة أن يناصحهم بالوسائل الشرعية، وأن يرد بالعلم دون التشهير بهم.
سابعاً: على الجميع أن يتقوا الله ويراقبوه،وأن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يعيدوا الأمور إلى مجاريها وبذلك تقوى دعوتهم وتستمر على ما يرضي الله.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه: أبو عمر أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
يوم الجمعة 5/9/1429هـ
انتهت الوثيقة (17)
القاصمة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رائد بن عبد الجبار المهداوي
وصلنا فلسطين يوم الأحد 07/ رمضان/ 1429 هـ وإذ بنا نسمع أن أسامة الطيبي، وأمجد سلهب، وعز الدين (صلاح) قعدان، وشاكر خضر الخرمة، وحازم راسم بدر، ومحمد خليل جمهور، ومحمد صالح عليان، وأحمد السلفيتي، وعبد الله أبو ارميلة، ومعروف صافي غزاوي، وإياد رياض الشريف قد اقتحموا المركز العلمي في بطن الهوا – رام الله، وقاموا بكسر الأبواب، وعاثوا في المركز فساداً وتخريباً وأخذوا كل شيء ولم يتركوا ورائهم إلا الخراب، وأرغفة الخبز الملقاة على الأرض، وبقايا الطعام المتناثر هنا وهناك، وأعقاب السجائر.
فقام الأخ الحبيب سعد الزعتري بالاتصال بالشيخ ربيع وأخبره بما حصل فأوصانا الشيخ ربيع بالصبر، وطلب إخبار أسامة عطايا بما فعل هؤلاء لأنه هو الذي تكفل إلزامهم وثيقة الصلح.
اتصل الأخ سعد الزعتري بالأخ أسامة عطايا وأخبره بما فعل هؤلاء فقال: انا أخبرتهم بشأن الوثيقة
قبل أن يفعلوا هذا الشيء، لكنهم لم يوافقوا عليها.
وأنا ادع للقارئ اللبيب الجواب على سؤالي التالي بعد هذه الحادثة الرهيبة التي قام بها هؤلاء فأقول:
أليس منشأ الخروج في أصله كان خروجاً على أهل العلم بالفهم ورفضاً لنصائحهم؟
فلماذا يأبى هؤلاء إلا الخروج على أهل العلم وعلى رأسهم الإمام ربيع المدخلي والعلامة عبيد الجابري؟
أيكون هذا الصنيع منهم تمهيداً لخروج آخر؟!
أدع الجواب للزمان، فالأيام كفيلة بالكشف والبيان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه:
أبو عبد الرحمن رائد بن عبد الجبار المهداوي
رام الله - فلسطين
الجمعة 19/رمضان/1429 هـ
الموافق: 19/09/2008 بالتقويم الغربي
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
فصل
في ذكر بعض ممارساتهم
منقول من بعض المنتديات السلفية بتصرف
1 - طعنهم وإيذاؤهم لكل من رد على شيخهم – هداه الله - ، أو لم يوافقه على أباطيله ، من علماء وشيوخ السنة وتلاميذهم ؛ سيّما شيخنا وشيخ شيوخنا سماحة الشيخ : أحمد النجمي – رحمه الله - ، وبالأخص فضيلة الشيخ العلامة المشفق على الدعوة السلفية : ربيع المدخلي ، وفضيلة الشيخ : عبيد الجابري ، أثاب الله الجميع .
2 - نقضهم ، أو رفضهم (18) لوثيقة الصلح التي أشرف عليها الشيخ : ربيع - حفظه الله - ، ومتابعة أخونا الشيخ : أسامة العتيبي ، واطلاعهم على شروطها .
ومن أهم أسباب ذلك : الاتصالات التي كانت تأتيهم من المُخبِّب الحلبي في الأردن .
3 - قيامهم - بتواطؤ مريب من أتباع حركة حماس المندسين في شرطة الضفة الغربية التي كانوا يسبونها بالأمس - بتخريب مركز أهل السنة السلفيين في فلسطين ؛ فجورًا في الخصومة ، وإضرارًا بالدعوة السلفية ؛ لا لشيء إلا لأن السلفيين كشفوا تلاعبهم وتلونّهم وانحرافهم عن الجادة .
4 - إنشاؤهم من فلسطين منتدى خبيث لإيواء المحدِثين ، ممن قد خبت ناره على أيدي علماء السنة وشيوخها ، فجاء هذا المنتدى كالمنقذ لهم من ظلم السلفيين ، زعموا .
5 - بل تجاوزوا حدودهم فقام أبو هنية بمحاولة إيغار صدر الشيخ : محمد بازمول على أخيه الشيخ : أحمد بازمول ، وفضحه الله بمحاولته تلك عندما بتر الكلام ، ولم يذكره كاملاً ، مع محاولته قلب الكلام لمصلحته ، ولا ندري أيهما أشد وأنكى ؟
6 - يتجلى خبث طويتهم ومكرهم بأهل السنة ؛ أن بلغوا درجة التخبيب بين والد وولده ، فتسبّبوا في إبعاد الأخ الفاضل : محمد جميل حمامي من منـزله ، بعد أن أوغروا صدر والده عليه .
7 - ولم يكتفوا بذلك ؛ بل قاموا بإيذاء شيخ الدعوة السلفية في فلسطين ، فضيلة الشيخ : هشام العارف - أعانه الله وإخوانه - ، فأوغروا صدر صهره عليه وعلى أهل بيته .
8 – ضربهم لكلام العلماء بعضه ببعض بخلاف طريقة أهل السنة وهي : جمع ما في الباب من نصوص الكتاب والسنة وأقوال العلماء ، أو الإجابة عن موهم التعارض فيها ، وتوجيهها التوجيه الحسن .
9 – تسجيلهم – على طريقة الحدادية – لما يدور في المجالس - وهي بالأمانات - ؛ لاستعمالها كسلاح كيدًا لعلماء ومشايخ الدعوة السلفية ، وتهديدًا لهم .
10 – قيام بعضهم – كذلك – بإظهار مواضيع حذفت من بعض المواقع السلفية من شهور ، أو سنين ؛ ليهدّد بها من لا يخضع لهم .
هذا غيض من فيض ، وما خفي من أحوالهم أعظم ، هداهم الله .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
خاتمة الرسالة
إن ما ذكرته في هذه الرسالة العاجلة ليس من جهة الفضيحة ؛ ولكن لمعرفة جهود أهل السنة في إطفاء الفتن ، ونشاط أهل الفتن في المقابل بإذكائها ، وإيذاء أهل السنة بها ؛ وليتنبّه المغرر بهم من القوم .
هذا ما لدي في هذه العجالة .
وأسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ، وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى ، وأن يجنّب الجميع الزلل والخطل ، كما أسأله – تعالى – أن يحفظ علماءنا وشيوخنا بحفظه ويكلأهم برعايته ، ويدفع عنهم أهل المكر والخيانة ؛ إن ربي لسميع الدعاء .
وكتب : أبو عبد الرحمن القلمي
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(1) ذلكم الموقع الذي صدق من سمّاه بموقع الضرار ، حيث فطن الجميع لسبب إنشائه وهو : فتح الباب لمشاركات أهل الأهواء فيه ؛ ممن كان الحلبي ينتقد من هم دونهم بمراحل ، فحقّه أن يسمى : { منتدى [الـ]ـكل [إلا] السلفيين } ، أو { منتدى كل الـ[ـسـ=ـخـ]ـلفيين } .
(2) تقرأه قريبًا - إن شاء الله - في هذه الرسالة .
(3) انظرها على هذا الرابط : ####
(4) انظره على هذا الرابط : ####
(5) فهل صُنْتَ يا شيخ علي تلك الأخوة ، وبقيت عليها ، أم غُيّرتَ فتغيّرتَ فغيّرت ؟ .
(6) وليست هذه الأيدي الخفية إلا وراء أبي الحسن ، والمغراوي ، وعرعور بأقوالها ومكايدها .
(7) فهل تبرأت ممن يخالف هذا الحق ، أو انقلبت على عقبيك ؛ للدفاع عنهم ، وتولّيهم .
(8) سيتبيّن - لاحقًا ، إن شاء الله - أنه من التوفيق ؛ أم من غيره .
(9) من هنا جاء نقضكم لما في البيان المقرّر .
(10) ؟!! .
(11) ما هما ؟ .
(12) بل راوغ ومكر بكم ، واستخفكم فأطعتموه ، وجعلكم تلتفون على بيان مكة المقرّر للحق المبين .
(13) بالتأليف بين هؤلاء الشباب ، وشيخهم هشام العارف ، ثم أكّد ذلك بتوجيه الشيخ أبي عمر ؛ لمواصلة الصلح ، وإطفاء الفتنة .
(14) وفي المقابل سعى علي الحلبي ؛ لتأجيج هذه الفتنة ، وبث أسباب الفرقة ، وتأكيدها ؛ لأنه وجدها فرصته لكسب أنصار جدد ، يحارب بهم أهل السنة .
(15) انظره على هذا الرابط : ###
(16) من هنا عاد التعداد إلى ( خامسًا ) ، والصواب : سابعًا ، ثم ثامنًا ، ثم تاسعًا ؛ فبنود وثيقة الصلح تسعة ، وليست سبعة .
(17) سألت الأخ الشيخ : أبا عمر العتيبي عن حال أتباع الحلبي مع وثيقة الصلح ؛ فقال : رفضوا الصلح ، ولم يوافقوا على ما في الوثيقة ؛ بل وصفوها بالأوامر العسكرية .
قلت : لا جديد ، فقد سبقهم شيخهم بنقض بيان مكة ، ولهم بهذه العبارة قدوة سيئة وهو : صاحبها عدنان عرعور .
وما خفي أعظم ، وليُسألوا عن اتصال الشيخ علي بهم ، وهم في طريقهم إلى فلسطين ، فغيّروا اتجاههم إليه !! .
(18) تقدّم - قريبًا - أنهم رفضوا وثيقة الصلح ، ولا ندري أيهما أشد ، آلرفض للصلح وللالتزام بالوثيقة ، أم نقضها - لو التزموا بها - ؟ فأحلاهما مر .
ولا يأتِ آتٍ ويزعم تناقضًا بين الكلام المنقول من المنتديات ( نقض الوثيقة ) ، وبين كلامي هنا ( رفضهم للوثيقة ) المبني على شهادة الأخ الشيخ : أبي عمر العتيبي ؛ ففي الحالتين ( نقضوا ، أو رفضوا ) هم محجوجون بمثل هذه التصرفات ؛ فليختاروا لأنفسهم ماشاؤوا ، ونحن لا زلنا نؤمّل من عقلائهم الرجوع للحق ولزومه ، وترك المراوغة والتدليس والتلبيس ، ووالله لهدايتهم أحب إلينا من انحرافهم وعنادهم .
وهنا في ملف وورد :
http://www.salafishare.com/arabic/27...KA/J04N7LF.doc
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
منقول من سحاب
قال الشيخ احمد بازمول عن هذا الرسالة
ما شاء الله
جزاك الله خيراً يا أبا عبدالرحمن
حقاً
هي عواصم سلفية لأهل الحق
وقواصم خلفية من أهل الباطل
وصدقاً
هذا دأب أهل الحق من الخير
وحال وأوحال أهل الباطل من الشر
جعلها الله في ميزان حسناتك
محبكم
أحمد بن عمر بازمول
تعليق