بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأصلي وأسلم على من أرسله الله هاديا ومبشرا ونذيرا للعالمين، محمد بن عبد الله وآله وصحبه أجمعين وبعد:
فنحن في زمن التشغيب، والاستدراك والتعقيب من قِبَل أجهل الناس حساً ومعناً على علماء الإسلام، حقا إن ذلك لشيء عجيب.
وكما قيل: إن البغاة بأرضنا يستنسر
روى الإمام البخاري رحمه الله:
عن عقبة بن عامر الجهني : أنه مر برجل هيئته هيئة مسلم، فسلم فرد عليه: وعليك ورحمة الله وبركاته. فقال له الغلام: إنه نصراني! فقام عقبة فتبعه حتى أدركه. فقال: "إن رحمة الله وبركاته على المؤمنين، لكن أطال الله حياتك، وأكثر مالك، وولدك".
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1112 ) والبيهقي ( 9 / 203 ) والطحاوي في مشكل الآثار (1153) من طريق ابن وهب حدثني عاصم عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن أبيه عنه.
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1112 ) والبيهقي ( 9 / 203 ) والطحاوي في مشكل الآثار (1153) من طريق ابن وهب حدثني عاصم عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن أبيه عنه.
قال العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد: في هذا الأثر إشارة من هذا الصحابي الجليل إلى جواز الدعاء بطول العمر، ولو للكافر ، فللمسلم أولى، (انظر الحديث)56)، ولكن لا بد أن يلاحظ الداعي أن لا يكون الكافر عدواً للمسلمين، ويترشح منه جواز تعزية مثله بما في هذا الأثر ، فخذها منا فائدة تذكر.... اهـ
قلت: فخذوها واستفيدوا من كلام العلامة الألباني رحمه الله، ومن قال بالحديث أفلج، وإن استطعت أن لا تحك رأسك إلا بأثر فافعل.
وقال ابن قتيبة رحمه الله في غريب الحديث: وقولهم: يقال: أطال الله عمر فلان وعمره.
وقال العلامة ابن باز رحمه الله كما في مجموع الفتاوى: سؤال من : ع . ح- أبها : هل يجوز الدعاء بطول العمر ؟ أم أن العمر مقدر ولا فائدة من الدعاء بطوله؟ .
ج : لا حرج في ذلك ، والأفضل : أن يقيده بما ينفع المدعو له ، مثل أن يقول : أطال الله عمرك في طاعة الله ، أو في الخير ، أو فيما يرضي الله .
ومعلوم أن الدعاء لا يخالف القدر ، بل هو من القدر ؛ كالأدوية ، والرقى ، ونحو ذلك .
وكل الأسباب التي لا تخالف شرع الله فهي كلها من القدر .
وقدر الله ماض في حق المريض والصحيح ، ومن دعي له ومن لم يدع له ، لكن الله سبحانه أمر بالأسباب المشروعة والمباحة ، ورتب عليها ما يشاء سبحانه ، وكل ذلك من قدر الله .
ج : لا حرج في ذلك ، والأفضل : أن يقيده بما ينفع المدعو له ، مثل أن يقول : أطال الله عمرك في طاعة الله ، أو في الخير ، أو فيما يرضي الله .
ومعلوم أن الدعاء لا يخالف القدر ، بل هو من القدر ؛ كالأدوية ، والرقى ، ونحو ذلك .
وكل الأسباب التي لا تخالف شرع الله فهي كلها من القدر .
وقدر الله ماض في حق المريض والصحيح ، ومن دعي له ومن لم يدع له ، لكن الله سبحانه أمر بالأسباب المشروعة والمباحة ، ورتب عليها ما يشاء سبحانه ، وكل ذلك من قدر الله .
وقال ابن رجب في العلوم والحكم: ورُوي عن رفاعة بن رافع قال : جلس إليَّ عمر وعليٌّ والزبير وسعد في نفر مِنْ أصحابِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فتذاكَروا العزلَ ، فقالوا : لا بأس به ، فقال رجلٌ : إنَّهم يزعمون أنَّها الموؤدةُ الصُّغرى ، فقال علي : لا تكون موؤدةً حتَّى تمرَّ على التَّارات السَّبع : تكون سُلالةً من طين ، ثمَّ تكونُ نطفةً ، ثم تكونُ علقةً ، ثم تكون مضغةً ، ثم تكونُ عظاماً ، ثم تكون لحماً ، ثم تكون خلقاً آخرَ ، فقال عمرُ : صدقتَ ، أطالَ الله بقاءك . رواه الدارقطني في " المؤتلف والمختلف" .
قال ابن القيم في الزاد (5/132): وَبِهَذَا احْتَجّ مَنْ احْتَجّ عَلَى جَوَازِ الدّعَاءِ لِلرّجُلِ بِطُولِ الْبَقَاءِ.
وابن القيم ممن كره هذا.
وابن القيم ممن كره هذا.
وبالنسبة لكلام العلامة العثيمين -رحمه الله- وتعليله أن طول البقاء قد ينفع، وقد يضر،
قلت: والشيخ يحيى -حفظه الله- دعا للإمام الوادعي -رحمه الله-، ومعلوم أن شيخنا مقبل -رحمه الله- قضى عمره في دعوة وعلم ونفع للمسلمين وليس في ضرر، إلا إن كنت تعتقد أن عمره لم يكن في طاعة الله فلا ندري!!!!، فأنت مجهول لا نعرفك، هل أنت من أنصار شيخنا مقبل رحمه الله أم من أعدائه.
قلت: والشيخ يحيى -حفظه الله- دعا للإمام الوادعي -رحمه الله-، ومعلوم أن شيخنا مقبل -رحمه الله- قضى عمره في دعوة وعلم ونفع للمسلمين وليس في ضرر، إلا إن كنت تعتقد أن عمره لم يكن في طاعة الله فلا ندري!!!!، فأنت مجهول لا نعرفك، هل أنت من أنصار شيخنا مقبل رحمه الله أم من أعدائه.
بوب الطبراني رحمه في كتابه الماتع الدعاء: باب ما جاء في قول الرجل لأخيه أطال الله عمرك.
وقد كره هذا الدعاء بعض أهل العلم قال النووري رحمه الله في الأذكار الأشهرُ أنه يُكره أن يُقال : أطالَ اللّه بقاءَك .
قال أبو جعفر النحّاس في كتابه " صناعة الكتاب " : كَرِهَ بعضُ العلماء قولهم : أطالَ اللّه بقاءك، ورخَّصَ فيه بعضُهم . قال إسماعيل بن إسحاق : أوَّلُ مَن كتب أطالَ اللّه بقاءَك الزنادقة .
وروي عن حماد بن سلمة رحمه الله أن مكاتبة المسلمين كانت من فلان إلى فلان، أما بعد : سلامٌ عليك، فإني أحمدُ اللّه الذي لا إِله إِلاَّ هو، وأسألُه أن يصلِّيَ على محمد وعلى آل محمد . ثم أحدثتِ الزنادقةُ هذه المكاتبات التي أوّلُها : أطالَ اللَّه بقاءَك .
وروي عن حماد بن سلمة رحمه الله أن مكاتبة المسلمين كانت من فلان إلى فلان، أما بعد : سلامٌ عليك، فإني أحمدُ اللّه الذي لا إِله إِلاَّ هو، وأسألُه أن يصلِّيَ على محمد وعلى آل محمد . ثم أحدثتِ الزنادقةُ هذه المكاتبات التي أوّلُها : أطالَ اللَّه بقاءَك .
قلت: مما سبق من الآثار والأدلة تبين أن هذا وارد عن السلف رضوان الله عليهم.
وأما أثري إسماعيل بن إسحاق وحماد بن سلمة فلم يُذكر لهما اسانيد متصلة، وقد ذكرهما النووي بصيغة التمريض، ففيهما نظر، والله أعلم.
وأما أثري إسماعيل بن إسحاق وحماد بن سلمة فلم يُذكر لهما اسانيد متصلة، وقد ذكرهما النووي بصيغة التمريض، ففيهما نظر، والله أعلم.
وقد استعملها الإمام أحمد نفسه كما في السير للذهبي(510) قال رحمه الله: وفي الجملة أن أهل البدع والاهواء، لا ينبغي أن يستعان بهم في شئ من أمور المسلمين مع ما عليه رأي أمير المؤمنين، أطال الله بقاءه، من التمسك بالسنة والمخالفة لاهل البدع. اهـ
وقال العلامة الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي المملكة رحمه الله: كما في فتاواه (1/177) أَطال الله بقاءَك وأَطال الله عمرك لا بأس بهما. اهـ
وإنما الأفضل تقييدها (بطاعته)، وهذا من باب الأفضلية، وإلا فقد استعمل هذا اللفظة الصحابة رضوان الله عليهم منهم عمر بن الخطاب بحضرة علي بن أبي طالب وعدد من الصحابة رضوان الله عليهم.
ولابن مفلح في الآداب الشرعية فصل في هذا قال رحمه الله: وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ أَيْضًا مِنْهُمْ مَنْ كَرِهَ أَنْ يُكْتَبُ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَكَ ، وَاحْتَجَّ بِحَدِيثِ أُمِّ حَبِيبَةَ يَعْنِي الْمَذْكُورَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ رَخَّصَ فِي ذَلِكَ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي الْيُسْرِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو { اللَّهُمَّ أَمْتِعْنَا بِهِ } وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَهُوَ آخِرُ أَهْلِ بَدْرٍ وَفَاةً .
وَبِحَدِيثِ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ { اللَّهُمَّ أَمْتِعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي } كَذَا قَالَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ وَلَا بِحَضْرَتِي الْآنَ إلَّا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَفِيهِ { وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنِّي } .
وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ { اللَّهُمَّ أَمْتِعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنِّي } وَذُكِرَ الْحَدِيثُ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ .
وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ { اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي جَسَدِي وَعَافِنِي فِي بَصَرِي وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنِّي } رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ غَرِيبٌ وَسَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ شَيْئًا .
وَعَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ { اللَّهُمَّ فَالِقَ الْإِصْبَاحِ وَجَاعِلَ اللَّيْلِ سَكَنًا وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ حُسْبَانًا اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَأَغْنِنِي مِنْ الْفَقْرِ وَأَمْتِعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي وَقُوَّتِي فِي سَبِيلِكَ } رَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ مُرْسَلًا . الخ ما ذكره
والحمد لله رب العالمين.
وهذه المسألة تحتاج إلى أوسع من هذا ولكن هذه أنوار أبدد بها-بإذن الله تعالى- ظلمات المجاهيل المصطادين في الماء العكر.
وأعتذر للإخوة فقد قلت أني لست براد إلا على كبير المجاهيل برمكيهم، ولكن لا بأس بإيراد هذا البحث للفائدة
تعليق