بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة بحث
"مفاسد ومخاطر الجمعيات الدعوية"
مقدمة بحث
"مفاسد ومخاطر الجمعيات الدعوية"
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وأصحابه؛أما بعد:
فإن تفرق الأمة إلى شيع وأحزاب وفرق محرمٌ بنص الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة، إلا أن قدر الله الكوني نفذ، وتفرقت الأمة، وخالفت أمر الله سبحانه بالاجتماع على المنهج الحق؛ فصار لكل حزب منهج خاص به، يفارق به منهاج النبوة الذي حمله أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكل حزب بمنهجه مغرور فرح، كما قال سبحانه: (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ).
ومن صور الحزبية التي استحدثت في الزمان القريب: هذه الأحزاب السياسية البدعية التي اتخذت الدين مطية لها؛ لتحقيق أغراضها وأطماعها في الرئاسة والملك.
ومن أجل هذا، فقد اجتمعت كلمة العلماء الربانيين على تحريم الانتماء إلى هذه الأحزاب المعاصرة، وعلى التحذير من مناهجها الفاسدة المبنية على أصول الفرق البدعية: القديمة الظهور، المستمرة إلى وقتنا هذا.
ولما رأى شياطين الإنس والجن، اجتماع كلمة السلفيين على منهاج النبوة، ونبذهم لهذه الأحزاب، راموا خرق هذا الاجتماع، بتزيينهم صورة جديدة من صور التفرق، لكنهم ألبسوها لباس المصلحة الدعوية، وهذه الصورة هو ما يسمَّى بـ: "الجمعيات الدعوية".
ومِن أحسن مَن أجمل مخاطر ومفاسد هذه الجمعيات الدعوية، هو الشيخ يحيى الحجوري –حفظه الله-، حيث قال:
"من مـفـاســد الــجمـعـيـات والمــؤسـسـات:
1- أنها ليست من طريقة السلف الصالح.
2- مشغلة عن طلب العلم.
3- إهانة النفس بالتسولات.
4- التساهل في المعاملة مع البنوك الربوية.
5- الولاء والبراء من أجلها.
6- التساهل في تصوير ذوات الأرواح.
7- الانتخابات.
8- الخيانة في الدعوة والغش فيها.
9- الخوض في مال الله بغير حق.
10- كثرة التنازلات والاستحسانات في الدعوة.
11- ذريعة إلى تفرق الأمة وتشتيتها وتحزيبها.
12- وهي تعتبر فيروسًا للدعوة السلفية.
كان ذكر هذه المفاسد بعد العصر (1/ذي القعدة/1426هـ)"[1].اهـ
هذا، وإنه منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام أنشئت في مصر جمعية أهل الحديث والأثر، والتي أنشأها في دَرَوة – المنوفية: محمود الدَّرَوي –وفَّقه الله-، ثم أعقبها بحوالي عام: فرع طرة البلد-القاهرة.
ولما استشارني الدَّروي في شأن إنشاء الجمعية وافقته بادي الرأي؛ من أجل أن تكون خَلَفًا لجمعية أنصار السنة التي أنشأها العلامة محمد حامد الفقي –رحمه الله- على منهج السلف الصالح[2]، وكذلك أن تصير نواة لمدارس حديثية تملأ ربوع مصر على غرار مدارس الحديث في اليمن، والتي وضع نواتها العلامة المحدث مقبل بن هادي –رحمه الله-[3]، ونحو المدارس الحديثية التي ملأت الهند، وخرج منها ثلة من العلماء الفحول.
وأن تكون الجمعية منفذًا رسميًّا للدعوة السلفية في مصر يعترف به ولاة الأمر، ويتمكن أهل العلم وطلبة العلم من خلاله من بثِّ دروسهم والقيام بدعوتهم على أوسع نطاق في مختلف أنحاء مصر دون أي عراقيل.
فكان تشجيعي لمن أنشأ الجمعية نابعًا من هذا المنطلق: العلم والتعليم والدعوة، وأن يكون الهدف إخراج طلبة علم راسخين في علمهم، لعلَّ الله سبحانه يتفضل على أحدهم ويصير عالِمًا ربانيًّا يغير الله به وجه هذه البلاد، ويطهرها من مظاهر الشرك والوثنية والبدع والمحدثات.
وكان إقراري إياها مصحوبًا بالتحذير من مغبات الحزبية، ومن خطورة الانزلاق في التعاملات المشبوهة التي قد تحتف بمثل هذه الجمعيات، وأنها وإن سميت في القانون المصري الذي ينظم هذه الجمعيات: "جميعة"، إلا أني لم يكن إقراري لها على هذه الصفة المشهورة عن الجمعيات الدعوية القائمة على جمع التبرعات وكفالة الأيتام...إلخ، إنما لتكون مدرسة حديثية على غرار مدرسة دماج التي أنشأها العلامة مقبل بن هادي –رحمه الله-، والذي خلفه فيها الشيخ يحيى الحجوري –حفظه الله-.
وأؤكد أنِّي لست منشأ الجمعية، ولم يكن لي أي صفة إدارية في الجمعية، إنما كنت أضع شعار الجمعية على بعض إصداراتي العلمية من باب التشجيع والتقوية للدعوة السلفية التي تقوم بها الجمعية ضد دعوات الأحزاب المحاربة للمنهج السلفي.
وكذلك كنت ألقي دروسي في المسجد الذي سميناه بمسجد "أهل الحديث والأثر"، من هذا الباب أيضًا، ولم يكن للجمعية أي وصاية على المسجد أو على دروسي، بدليل أنه بعد حلِّ الجمعية استمرت دروسي في المسجد كما كانت من قبل لم تتأثر بهذا الحلِّ للجمعية، ولم تنقص شيئًا.
وأحب أيضًا أن أبين أن ثناء الشيخ عبدالرحمن بن محيي الدين –حفظه الله- أستاذ الحديث بالجامعة الإسلامية سابقًا- على الجمعية كان من الباب نفسه الذي دفعني إلى إقرار إخواننا على إنشائها، وهو أنها مدرسة حديثية أثرية تقوم على تعليم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، والدعوة إلى هذا المنهج وبثّه في كل مكان، لا جمعية خيرية خدمية دعوية تابعة للنظام الديمقراطي، ويظهر هذا من نص الكلمة التي كتبها بخط يديه حين زيارته لمقر الجمعية بطرة البلد-القاهرة في غضون فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب (يناير –فبراير 2008)، وهذا نصُّ هذه الكلمة المتضمنة لوصايا سلفية قيِّمة تؤكد ما قررناه:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء: 1]
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب: 71]
وبعد؛ فقد قدّر لي زيارة جمعية أهل الحديث والأثر بالقاهرة، وفرحت بها فرحا عظيمًا يثلج قلب كل مؤمن صادق الإيمان يرى أن الحديث والأثر هو أساس الإسلام الصحيح، ولا أَدَلَّ على ذلك من قول الإمام الشافعي المطلبي رحمه الله محمد بن إدريس الشافعي قال: "إن الإسلام هو السنة، والسنة هي الإسلام"؛ فالحديث والأثر هو السنة، وهو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولقيت بها شبابًا يربون الناس على السنة والحديث أسأل الله جل وعلا أن يجعل عملنا وعملهم خالصًا لله جل وعلا.
وهذا العمل هو عمل الأنبياء والرسل وهو الدلالة على الله على طريق الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم، وهو دراسة الحديث والأثر وفهمهما على ما أراد الله على حسب القاعدة المشهورة عند أهل الحديث وهي: العمل بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة.
فأسأل الله جل وعلا أن يبارك في جهودهم ويسددهم على طريق الخير.
وهذه وصيتي لهم:
1- الإخلاص لله جل وعلا في جميع أعمالهم والإخلاص هو التجرد لله وإرادة الأعمال له جل وعلا.
2-المنهج الصحيح هو المنهج السلفي، كما قال الأول: كن سلفيًّا على الجادة.
3- التصفية والتربية كما قعّد ذلك شيخنا الألباني رحمه الله جل وعلا، والتصفية: تصفية السنة مما لا يصح؛ وتربية: الناس عليها.
4-التنظيم في التعليم والدعوة ووضع المنهج الصحيح لذلك؛ حيث الآن هي النواة والأساس لهذا العمل المبارك.
وأخيرًا أسال الله لهم التوفيق العاملين عليها ولاسيما الشيخ الأخ أبو عبد الأعلى خالد بن محمد المصري -وفقه الله-، وكذا الأخ حسام الدين الليثي والأخ محمود الدروي.
وفق الله الجميع لما يحبه و يرضاه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
فإن تفرق الأمة إلى شيع وأحزاب وفرق محرمٌ بنص الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة، إلا أن قدر الله الكوني نفذ، وتفرقت الأمة، وخالفت أمر الله سبحانه بالاجتماع على المنهج الحق؛ فصار لكل حزب منهج خاص به، يفارق به منهاج النبوة الذي حمله أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكل حزب بمنهجه مغرور فرح، كما قال سبحانه: (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ).
ومن صور الحزبية التي استحدثت في الزمان القريب: هذه الأحزاب السياسية البدعية التي اتخذت الدين مطية لها؛ لتحقيق أغراضها وأطماعها في الرئاسة والملك.
ومن أجل هذا، فقد اجتمعت كلمة العلماء الربانيين على تحريم الانتماء إلى هذه الأحزاب المعاصرة، وعلى التحذير من مناهجها الفاسدة المبنية على أصول الفرق البدعية: القديمة الظهور، المستمرة إلى وقتنا هذا.
ولما رأى شياطين الإنس والجن، اجتماع كلمة السلفيين على منهاج النبوة، ونبذهم لهذه الأحزاب، راموا خرق هذا الاجتماع، بتزيينهم صورة جديدة من صور التفرق، لكنهم ألبسوها لباس المصلحة الدعوية، وهذه الصورة هو ما يسمَّى بـ: "الجمعيات الدعوية".
ومِن أحسن مَن أجمل مخاطر ومفاسد هذه الجمعيات الدعوية، هو الشيخ يحيى الحجوري –حفظه الله-، حيث قال:
"من مـفـاســد الــجمـعـيـات والمــؤسـسـات:
1- أنها ليست من طريقة السلف الصالح.
2- مشغلة عن طلب العلم.
3- إهانة النفس بالتسولات.
4- التساهل في المعاملة مع البنوك الربوية.
5- الولاء والبراء من أجلها.
6- التساهل في تصوير ذوات الأرواح.
7- الانتخابات.
8- الخيانة في الدعوة والغش فيها.
9- الخوض في مال الله بغير حق.
10- كثرة التنازلات والاستحسانات في الدعوة.
11- ذريعة إلى تفرق الأمة وتشتيتها وتحزيبها.
12- وهي تعتبر فيروسًا للدعوة السلفية.
كان ذكر هذه المفاسد بعد العصر (1/ذي القعدة/1426هـ)"[1].اهـ
هذا، وإنه منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام أنشئت في مصر جمعية أهل الحديث والأثر، والتي أنشأها في دَرَوة – المنوفية: محمود الدَّرَوي –وفَّقه الله-، ثم أعقبها بحوالي عام: فرع طرة البلد-القاهرة.
ولما استشارني الدَّروي في شأن إنشاء الجمعية وافقته بادي الرأي؛ من أجل أن تكون خَلَفًا لجمعية أنصار السنة التي أنشأها العلامة محمد حامد الفقي –رحمه الله- على منهج السلف الصالح[2]، وكذلك أن تصير نواة لمدارس حديثية تملأ ربوع مصر على غرار مدارس الحديث في اليمن، والتي وضع نواتها العلامة المحدث مقبل بن هادي –رحمه الله-[3]، ونحو المدارس الحديثية التي ملأت الهند، وخرج منها ثلة من العلماء الفحول.
وأن تكون الجمعية منفذًا رسميًّا للدعوة السلفية في مصر يعترف به ولاة الأمر، ويتمكن أهل العلم وطلبة العلم من خلاله من بثِّ دروسهم والقيام بدعوتهم على أوسع نطاق في مختلف أنحاء مصر دون أي عراقيل.
فكان تشجيعي لمن أنشأ الجمعية نابعًا من هذا المنطلق: العلم والتعليم والدعوة، وأن يكون الهدف إخراج طلبة علم راسخين في علمهم، لعلَّ الله سبحانه يتفضل على أحدهم ويصير عالِمًا ربانيًّا يغير الله به وجه هذه البلاد، ويطهرها من مظاهر الشرك والوثنية والبدع والمحدثات.
وكان إقراري إياها مصحوبًا بالتحذير من مغبات الحزبية، ومن خطورة الانزلاق في التعاملات المشبوهة التي قد تحتف بمثل هذه الجمعيات، وأنها وإن سميت في القانون المصري الذي ينظم هذه الجمعيات: "جميعة"، إلا أني لم يكن إقراري لها على هذه الصفة المشهورة عن الجمعيات الدعوية القائمة على جمع التبرعات وكفالة الأيتام...إلخ، إنما لتكون مدرسة حديثية على غرار مدرسة دماج التي أنشأها العلامة مقبل بن هادي –رحمه الله-، والذي خلفه فيها الشيخ يحيى الحجوري –حفظه الله-.
وأؤكد أنِّي لست منشأ الجمعية، ولم يكن لي أي صفة إدارية في الجمعية، إنما كنت أضع شعار الجمعية على بعض إصداراتي العلمية من باب التشجيع والتقوية للدعوة السلفية التي تقوم بها الجمعية ضد دعوات الأحزاب المحاربة للمنهج السلفي.
وكذلك كنت ألقي دروسي في المسجد الذي سميناه بمسجد "أهل الحديث والأثر"، من هذا الباب أيضًا، ولم يكن للجمعية أي وصاية على المسجد أو على دروسي، بدليل أنه بعد حلِّ الجمعية استمرت دروسي في المسجد كما كانت من قبل لم تتأثر بهذا الحلِّ للجمعية، ولم تنقص شيئًا.
وأحب أيضًا أن أبين أن ثناء الشيخ عبدالرحمن بن محيي الدين –حفظه الله- أستاذ الحديث بالجامعة الإسلامية سابقًا- على الجمعية كان من الباب نفسه الذي دفعني إلى إقرار إخواننا على إنشائها، وهو أنها مدرسة حديثية أثرية تقوم على تعليم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، والدعوة إلى هذا المنهج وبثّه في كل مكان، لا جمعية خيرية خدمية دعوية تابعة للنظام الديمقراطي، ويظهر هذا من نص الكلمة التي كتبها بخط يديه حين زيارته لمقر الجمعية بطرة البلد-القاهرة في غضون فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب (يناير –فبراير 2008)، وهذا نصُّ هذه الكلمة المتضمنة لوصايا سلفية قيِّمة تؤكد ما قررناه:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء: 1]
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب: 71]
وبعد؛ فقد قدّر لي زيارة جمعية أهل الحديث والأثر بالقاهرة، وفرحت بها فرحا عظيمًا يثلج قلب كل مؤمن صادق الإيمان يرى أن الحديث والأثر هو أساس الإسلام الصحيح، ولا أَدَلَّ على ذلك من قول الإمام الشافعي المطلبي رحمه الله محمد بن إدريس الشافعي قال: "إن الإسلام هو السنة، والسنة هي الإسلام"؛ فالحديث والأثر هو السنة، وهو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولقيت بها شبابًا يربون الناس على السنة والحديث أسأل الله جل وعلا أن يجعل عملنا وعملهم خالصًا لله جل وعلا.
وهذا العمل هو عمل الأنبياء والرسل وهو الدلالة على الله على طريق الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم، وهو دراسة الحديث والأثر وفهمهما على ما أراد الله على حسب القاعدة المشهورة عند أهل الحديث وهي: العمل بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة.
فأسأل الله جل وعلا أن يبارك في جهودهم ويسددهم على طريق الخير.
وهذه وصيتي لهم:
1- الإخلاص لله جل وعلا في جميع أعمالهم والإخلاص هو التجرد لله وإرادة الأعمال له جل وعلا.
2-المنهج الصحيح هو المنهج السلفي، كما قال الأول: كن سلفيًّا على الجادة.
3- التصفية والتربية كما قعّد ذلك شيخنا الألباني رحمه الله جل وعلا، والتصفية: تصفية السنة مما لا يصح؛ وتربية: الناس عليها.
4-التنظيم في التعليم والدعوة ووضع المنهج الصحيح لذلك؛ حيث الآن هي النواة والأساس لهذا العمل المبارك.
وأخيرًا أسال الله لهم التوفيق العاملين عليها ولاسيما الشيخ الأخ أبو عبد الأعلى خالد بن محمد المصري -وفقه الله-، وكذا الأخ حسام الدين الليثي والأخ محمود الدروي.
وفق الله الجميع لما يحبه و يرضاه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عبدالرحمن بن صالح محي الدين
أستاذ الحديث الشريف بالمدينة النبوية
في 24-1-1429هـ في القاهرة المحروسة
عبدالرحمن بن صالح محي الدين
أستاذ الحديث الشريف بالمدينة النبوية
في 24-1-1429هـ في القاهرة المحروسة
قلت: وفي عمر الجمعية القصير،كنت دائم النصح لإخواننا القائمين على الجمعية لتصحيح مسارهم، ولسدِّ أي باب يُفتح عليهم قد يكون سببًا لانحراف الجمعية عن هدفها الواضح الذي بيَّناه آنفًا.
ولكنَّ الخطأ الذي وقعت فيه هو التسرع في إقراري لإنشاء الجمعية دون أن أعطي لنفسي الوقت الكافي لتمحيص مسألة حكم إنشاء الجمعيات –والذي بيَّناه في بداية هذه المقدمة-، مع دراسة فتاوى الأكابر من أهل العلم من المجيزين والمانعين.
واعلم –فهمك الله- أن العلماء الذين أجازوا إنشاء الجمعيات الدعوية، أجازوا هذا بضوابط وقيود، لم يجيزوها على الإطلاق.
وأن العلماء المانعين ابتداء من إنشاء هذه الجمعيات، منعوا هذا لعدة مفاسد ومخالفات شرعية لا تنفك عنها –في الغالب الأعم- أي جمعية دعوية.
وبعد دراسة متأنية لهذا الموضوع –والتي وضعت لك زبدتها في هذا البحث- تبيَّن لي أنه لا تعارض بين فتاوى المجيزين والمانعين، كما سوف يظهر لكل منصف تجرد عن الهوى؛ حيث إن المجيزين –كما سبق- أجازوا هذا بضوابط معينة، والتي لا تتقيد بأغلبها هذه الجمعيات، وأما المانعون منعوا هذا لمفاسد ظاهرة، والتي لا تنفك عنها هذه الجمعيات.
فإن المتأمل للأدلة الشرعية العارف بواقع هذه الجمعيات، يدرك تمام الإدراك أن غالب هذه الجمعيات التي أخذت بظاهر فتاوى المجيزين لم تتقيد بالضوابط التي قيَّدوا به الجواز، وكذلك وقعوا في بعض المفاسد والمخالفات الشرعية التي حذَّر منها المانعون، ومن ثَمَّ لا أرضًا أبقوا، ولا زرعًا أنبتوا.
والباحث عن الحق المتجرد عن الهوى، يعلم أن الجرح المفسَّر يقدَّم على التعديل المجمل، وأن الحاظر يقدَّم على المبيح:
فلو سلمنا جدلاً أن هناك من أهل العلم من أجاز إنشاء الجمعيات الدعوية مطلقًا دون قيود وضوابط، ثم جاء آخرون من أهل العلم فقالوا بعدم جواز إنشاء هذه الجمعيات لِمَ يحتف بها من مفاسد ومحرمات ظاهرة، فمَن يقدَّم: الحاظر -الجارح جرحًا مفسرًا-، أم المبيح -المعدل تعديلاً مجملاً-؟!
بلا شك: الحاظر يقدَّم؛ لأن معه زيادة علم يجب الأخذ بها، وعدم إهمالها.
وسوف يظهر لك –أيها القارئ المنصف- أنه لما عرضت بعض هذه المحرمات والمفاسد على بعض المجيزين من أهل العلم، كانت فتواهم موافقة للمانعين.
وسوف يظهر لك أيضًا أن الجمعيات التي تنشأ تبعًا للقانون الوضعي القائم على المنهج الديمقراطي يصعب تلافي مفاسدها -بل من الناحية العملية قد يستحيل تلافي بعضها-، حيث إن بعض هذه المفاسد هي مفاسد ذاتية في الجمعيات، أي: لا تنفك عنها.
لذلك فإني أقول -مؤكِّدًا-: أنا أبرأ إلى الله سبحانه من الحزبية، ومن الجمعيات الحزبية.
وليعلم الجميع: أنه قد تم منذ أشهر حلُّ جمعية أهل الحديث، وذلك بعد أن ظهرت البوادر الغير مطمئنة –التي أشرنا إليها سابقًا-، فنصحت إخواني بضرورة الاتصال على شيخنا العلامة ربيع بن هادي –حفظه الله- لأخذ النصح منه، وبالفعل تم الاتصال في حضوري[4]، وأثلج الشيخ صدري بتأكيده لإخواني ما قد وصلت إليه من وجوب حلِّ الجمعية، نظرًا لخطورة الجمعيات ومفاسدها، ومرفق نص نصيحة العلامة ربيع –حفظه الله-[5].
وكان محمود الدَّرَوي –جزاه الله خيرًا- سريع الأوبة إلى الحق، فبادر مباشرة بعد الاتصال على العلامة ربيع إلى اتخاذ إجراءات حلِّ الجمعية.
وبعد هذا العرض الوجيز، فإنه لا عذر لأصحاب الفتنة فيما روَّجوه عن العبد الفقير –كاتب هذه الكلمات- من أنه أنشأ جمعية حزبية على غرار إحياء التراث الكويتية، وأن جمعيته قائمة على جمع المال، وعلى ...إلخ، وهم يعلمون أنهم كاذبون في دعواهم، أو أن الأمور اختلطت عليهم بسبب الاعتماد على نقل الضعفاء والمجاهيل، أو تقديم الظنون السيئة والإرهاصات الكاذبة التي تحيق بهم، وقد قال سبحانه محذِّرًا من الشائعات الكاذبة التي بها يُطعن في عرض المؤمنين دون بينة: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ* وَلَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ* يَعِظُكُمُ اللهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآَيَاتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
فليتقِ الله!! السعاة في الفتنة، وليتوقفوا عن الطعن في عرض مسلم بغير حقٍّ، وليتذكروا حديث ابن عمر رضي الله عنهما حيث قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقالك "يا معشر من أسلم بلسانه، ولم يفض الإيمان إلى قلبه: لا تؤذوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومَن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله"، ونظر ابن عمر إلى الكعبة فقال: ما أعظمك وما أعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك.
وفي رواية: "يا معشر من أسلم بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تطلبوا عثراتهم –الحديث-".[6]
والاعتراف بالحق فضيلة، والتمادي في الباطل منقصة وعار على صاحبه في الدنيا والآخرة، ونعوذ بالله من حال أهل الكبر والعناد الذين يصرون على الباطل بعدما تبين لهم الحق، (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ).
وسوف أقوم في هذا البحث –إن شاء الله- بدارسة موجزة عن هذه المفاسد التي أشار إليها العلماء الأكابر في فتاويهم، والتي أجملها الشيخ الحجوري في النقاط التي تقدَّم نقلها، مع تعضيد كلامي بذكر هذه الفتاوى، (لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ).
ولكنَّ الخطأ الذي وقعت فيه هو التسرع في إقراري لإنشاء الجمعية دون أن أعطي لنفسي الوقت الكافي لتمحيص مسألة حكم إنشاء الجمعيات –والذي بيَّناه في بداية هذه المقدمة-، مع دراسة فتاوى الأكابر من أهل العلم من المجيزين والمانعين.
واعلم –فهمك الله- أن العلماء الذين أجازوا إنشاء الجمعيات الدعوية، أجازوا هذا بضوابط وقيود، لم يجيزوها على الإطلاق.
وأن العلماء المانعين ابتداء من إنشاء هذه الجمعيات، منعوا هذا لعدة مفاسد ومخالفات شرعية لا تنفك عنها –في الغالب الأعم- أي جمعية دعوية.
وبعد دراسة متأنية لهذا الموضوع –والتي وضعت لك زبدتها في هذا البحث- تبيَّن لي أنه لا تعارض بين فتاوى المجيزين والمانعين، كما سوف يظهر لكل منصف تجرد عن الهوى؛ حيث إن المجيزين –كما سبق- أجازوا هذا بضوابط معينة، والتي لا تتقيد بأغلبها هذه الجمعيات، وأما المانعون منعوا هذا لمفاسد ظاهرة، والتي لا تنفك عنها هذه الجمعيات.
فإن المتأمل للأدلة الشرعية العارف بواقع هذه الجمعيات، يدرك تمام الإدراك أن غالب هذه الجمعيات التي أخذت بظاهر فتاوى المجيزين لم تتقيد بالضوابط التي قيَّدوا به الجواز، وكذلك وقعوا في بعض المفاسد والمخالفات الشرعية التي حذَّر منها المانعون، ومن ثَمَّ لا أرضًا أبقوا، ولا زرعًا أنبتوا.
والباحث عن الحق المتجرد عن الهوى، يعلم أن الجرح المفسَّر يقدَّم على التعديل المجمل، وأن الحاظر يقدَّم على المبيح:
فلو سلمنا جدلاً أن هناك من أهل العلم من أجاز إنشاء الجمعيات الدعوية مطلقًا دون قيود وضوابط، ثم جاء آخرون من أهل العلم فقالوا بعدم جواز إنشاء هذه الجمعيات لِمَ يحتف بها من مفاسد ومحرمات ظاهرة، فمَن يقدَّم: الحاظر -الجارح جرحًا مفسرًا-، أم المبيح -المعدل تعديلاً مجملاً-؟!
بلا شك: الحاظر يقدَّم؛ لأن معه زيادة علم يجب الأخذ بها، وعدم إهمالها.
وسوف يظهر لك –أيها القارئ المنصف- أنه لما عرضت بعض هذه المحرمات والمفاسد على بعض المجيزين من أهل العلم، كانت فتواهم موافقة للمانعين.
وسوف يظهر لك أيضًا أن الجمعيات التي تنشأ تبعًا للقانون الوضعي القائم على المنهج الديمقراطي يصعب تلافي مفاسدها -بل من الناحية العملية قد يستحيل تلافي بعضها-، حيث إن بعض هذه المفاسد هي مفاسد ذاتية في الجمعيات، أي: لا تنفك عنها.
لذلك فإني أقول -مؤكِّدًا-: أنا أبرأ إلى الله سبحانه من الحزبية، ومن الجمعيات الحزبية.
وليعلم الجميع: أنه قد تم منذ أشهر حلُّ جمعية أهل الحديث، وذلك بعد أن ظهرت البوادر الغير مطمئنة –التي أشرنا إليها سابقًا-، فنصحت إخواني بضرورة الاتصال على شيخنا العلامة ربيع بن هادي –حفظه الله- لأخذ النصح منه، وبالفعل تم الاتصال في حضوري[4]، وأثلج الشيخ صدري بتأكيده لإخواني ما قد وصلت إليه من وجوب حلِّ الجمعية، نظرًا لخطورة الجمعيات ومفاسدها، ومرفق نص نصيحة العلامة ربيع –حفظه الله-[5].
وكان محمود الدَّرَوي –جزاه الله خيرًا- سريع الأوبة إلى الحق، فبادر مباشرة بعد الاتصال على العلامة ربيع إلى اتخاذ إجراءات حلِّ الجمعية.
وبعد هذا العرض الوجيز، فإنه لا عذر لأصحاب الفتنة فيما روَّجوه عن العبد الفقير –كاتب هذه الكلمات- من أنه أنشأ جمعية حزبية على غرار إحياء التراث الكويتية، وأن جمعيته قائمة على جمع المال، وعلى ...إلخ، وهم يعلمون أنهم كاذبون في دعواهم، أو أن الأمور اختلطت عليهم بسبب الاعتماد على نقل الضعفاء والمجاهيل، أو تقديم الظنون السيئة والإرهاصات الكاذبة التي تحيق بهم، وقد قال سبحانه محذِّرًا من الشائعات الكاذبة التي بها يُطعن في عرض المؤمنين دون بينة: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ* وَلَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ* يَعِظُكُمُ اللهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآَيَاتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
فليتقِ الله!! السعاة في الفتنة، وليتوقفوا عن الطعن في عرض مسلم بغير حقٍّ، وليتذكروا حديث ابن عمر رضي الله عنهما حيث قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقالك "يا معشر من أسلم بلسانه، ولم يفض الإيمان إلى قلبه: لا تؤذوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومَن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله"، ونظر ابن عمر إلى الكعبة فقال: ما أعظمك وما أعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك.
وفي رواية: "يا معشر من أسلم بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تطلبوا عثراتهم –الحديث-".[6]
والاعتراف بالحق فضيلة، والتمادي في الباطل منقصة وعار على صاحبه في الدنيا والآخرة، ونعوذ بالله من حال أهل الكبر والعناد الذين يصرون على الباطل بعدما تبين لهم الحق، (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ).
وسوف أقوم في هذا البحث –إن شاء الله- بدارسة موجزة عن هذه المفاسد التي أشار إليها العلماء الأكابر في فتاويهم، والتي أجملها الشيخ الحجوري في النقاط التي تقدَّم نقلها، مع تعضيد كلامي بذكر هذه الفتاوى، (لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ).
وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.
وكتب
أبو عبدالأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري
ابتداء في شوال 1429
وانتهاء –بعد التنقيح والإضافات- في ربيع الثاني 1430
أبو عبدالأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري
ابتداء في شوال 1429
وانتهاء –بعد التنقيح والإضافات- في ربيع الثاني 1430
يتبع إن شاء الله....
--الهوامش-------
([1]) المرجع: "الإفتاء على الأسئلة الواردة من دول شتى" (ص60) الأجوبة على الأسئلة الماليزية.
([2]) ثم خلف من بعده خلفٌ غيَّروا وبدلوا، ودخل في الجمعية دعاة الحزبية والقطبية.
([3]) والتي نشرت السنة في ربوع اليمن، وكبحت جماح المدّ الشيعي الرافضي والزيدي، والمدَّ الشيوعي الإلحادي، وكبحت كذلك جماح أهل البدع والأهواء بشتى أصنافهم..
([4]) وكان هذا في ليلة العاشر من رمضان لعام 1429 هـ.
([5]) وسوف يقول الذين يصطادون في الماء العكر: لماذا لم تستنصح العلامة ربيع من البداية لما أقررت هؤلاء على إنشاء الجميعة؟
فأقول جوابًا: في بداية الأمر –كما بينت- كان تصوري للجمعية أنها مدرسة حديثية على غرار مدرسة دماج، وكان سعيي أن يكون الانطلاق من المسجد، لذلك لم يخطر على بالي في ذاك الوقت مفاسد هذه الجمعيات، وكنت في غفلة عن فتاوى العلماء في شأنها، وأن هذه الجمعية ينطبق عليها حكم العلماء القائلين بالمنع، ومن ثِمَّ لم يظهر عندي إشكال في ذاك الوقت يستدعي إزعاج العلامة ربيع بالسؤال عنه؛ حتى تكشفت الأمور وبانت المشاكل، فعندئذ انتبهت، ورجعت إلى فتاوى العلماء –كما بينت-، وأدركت أن الأمر على خلاف ما كنت أظن، فكانت نصيحتي لإخواني بضرورة الاتصال على شيخنا العلامة ربيع لحسم هذا الأمر، وذلك عملاً بقوله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ).
([6]) صحيح الترغيب والترهيب (2339).
([1]) المرجع: "الإفتاء على الأسئلة الواردة من دول شتى" (ص60) الأجوبة على الأسئلة الماليزية.
([2]) ثم خلف من بعده خلفٌ غيَّروا وبدلوا، ودخل في الجمعية دعاة الحزبية والقطبية.
([3]) والتي نشرت السنة في ربوع اليمن، وكبحت جماح المدّ الشيعي الرافضي والزيدي، والمدَّ الشيوعي الإلحادي، وكبحت كذلك جماح أهل البدع والأهواء بشتى أصنافهم..
([4]) وكان هذا في ليلة العاشر من رمضان لعام 1429 هـ.
([5]) وسوف يقول الذين يصطادون في الماء العكر: لماذا لم تستنصح العلامة ربيع من البداية لما أقررت هؤلاء على إنشاء الجميعة؟
فأقول جوابًا: في بداية الأمر –كما بينت- كان تصوري للجمعية أنها مدرسة حديثية على غرار مدرسة دماج، وكان سعيي أن يكون الانطلاق من المسجد، لذلك لم يخطر على بالي في ذاك الوقت مفاسد هذه الجمعيات، وكنت في غفلة عن فتاوى العلماء في شأنها، وأن هذه الجمعية ينطبق عليها حكم العلماء القائلين بالمنع، ومن ثِمَّ لم يظهر عندي إشكال في ذاك الوقت يستدعي إزعاج العلامة ربيع بالسؤال عنه؛ حتى تكشفت الأمور وبانت المشاكل، فعندئذ انتبهت، ورجعت إلى فتاوى العلماء –كما بينت-، وأدركت أن الأمر على خلاف ما كنت أظن، فكانت نصيحتي لإخواني بضرورة الاتصال على شيخنا العلامة ربيع لحسم هذا الأمر، وذلك عملاً بقوله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ).
([6]) صحيح الترغيب والترهيب (2339).
المقال منسقا على ملف pdf
http://www.salafishare.com/arabic/27...P1/02UIPAH.pdf
تعليق