كشف القناع?
عما في تعليقات عبدالرحمن العدني المَرَضِيَّة وتجليته<o:p></o:p>
من المراوغة والمكر والخداع
كتبه/ أبو زيد معافى بن علي المغلافي
دار الحديث/ بدماج/ حرسها الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم أما بعد:فقد اطلعت على ما كتبه عبد الرحمن العدني الذي طمس الله بصيرته عن رؤية الحق في وريقاته التي أسماها التعليقات الرضية, وكرر الكلام نفسه بمزيد من اللف والدوران في منشور آخر بعنوان (التجلية)، فألفيتها غير رضية وعن الصواب نائية, لما وجدت فيها من المراوغة والمكر والخداع فأحببت أن أكتب عليها هذا التعليقات لكشف قناع الزيف وهتك ستار المكر والخداع, راجيًا من الله سبحانه أن يجعلها تعليقات نافعة لمن أراد الحق وطلبه, أنه ولي ذلك والقادر عليه, والحمد لله رب العالمين. وكتبه أبو زيد معافى بن علي المغلافي.
ليلة الثلاثاء/ 9/4/1429هـ صعدة/ دار الحديث/ بدماج حرسها الله.
قولك : (فألفيت الانتقاد سديداً والنصح مفيداً).أقول: أنت لم تعمل بهذا النصح السديد المفيد بزعمك, بل أخذت تلف وتدور وتراوغ وتحيد, وذلك أن الشيخ عبيد وفقه الله قال فيما أسماه بالنقد الصحيح: (ولا يكون الرجوع منك صراحة حتى يتضمن ما يأتي: أولاً: الثناء على الجامعة الإسلامية بالمدينة, وأنها سلفية مؤسسة على السنة منذ نشأت حتى اليوم.
ثانيًا: اعترافك بالخطأ فيما وصمت به الجامعة من الحزبية وتحريم الدراسة فيها.ثالثًا: تبرئة الجامعة من الحزبية والبدع والخرافة). اهـ.
فأقول :أولاً: أنك ممن تكلم في الجامعة الإسلامية وأنها مظنة الانحراف عن السنة إلى الحزبية, ونصحت بعدم الدراسة فيها خوفًا على الدارس فيها من الوقوع في شباك الحزبيين الموجودين بالجامعة, حيث قلت في ذلك الشريط: (لكن في الآونة الأخيرة تسلط عليها كثير من الحزبيين من مدراء ومدرسيين ودكاترة, والإنسان لا يأمن على نفسه أن يحضر محاضرة الحزبي أو يحضر دورة صيفية يشارك فيها جماعة من المدرسين الحزبيين, فكيف بدراسة تستمر على أقل تقدير أربع سنوات, هذا الدكتور حزبي, وهذا سروري, وهذا قطبي, وهذا عنده ميل إلى التصوف, فحقيقة ما يأمن على نفسه...فالذي ننصح به الأخوة هو عدم الذهاب إلى هنالك...الخ ما ذكرت هناك).
فليس هنالك تراجع لك عن قولك في الجامعة الإسلامية, وإنما أخذت تراوغ وتحيد عن ذلك بذكر مجموعة ممن تخرجوا من الجامعة, وتبين شيئًا من جهودهم في نشر الدعوة والتوحيد, وهذا مما لا يختلف فيه أحد لا الشيخ يحيى حفظه الله ولا الشيخ عبيد وفقه الله ولا غيره ممن يعرف حال الجامعة, أن هناك أناسًا ممن تخرجوا من الجامعة الإسلامية ولهم نفع ودعوة وجهود طيبة ومشاركة في العلم, حتى في هذه الفترة الأخيرة, فهذا ليس محل النزاع ولا يعتبر تبرئة لك من الأمور التي ذكرتها وأنها مظنة الوقوع في الحزبية ولا تراجعًا مطلقًا كما أراده الشيخ عبيد وفقه الله.ثانيًا: أين اعترافك بالخطأ الذي وقعت فيها حيث أنك لا تنصح بالدراسة في الجامعة الإسلامية وهذا مما لا يرضاه الشيخ عبيد الذي جعلت نصحه مسددًا مفيدًا, وإنما راوغت وحدت عن الاعتراف بالخطأ على حد زعمكما وذلك برمي المسؤولية على غيرك من أصحاب محيطك الذين ما نصحوا لك ولا صَدَقوك القول, وإنما أخبروك بخلاف الواقع فلماذا لم تعترف بخطئك وتقول إنني رميت الجامعة بالبهتان وأنها جامعة لا ينصح بالدراسة فيها وإن فيها مدراء ومدرسين ودكاترة حزبيين وسروريين وصوفيين وإنني أٌخْبرت من مجموعة إما أنهم غير عدول أو أنهم غير ضابطين لما ينقلونه مع أنهم ممن عايشوا واقع الجامعة, ومن الخلط والخبط أنك في تعميتك الذي سميته (التجلية) قلت أنك نفيت رؤيتك بنفسك مع أنك قلت في كلامك المسجل بصوتك (ما رأينا فيهم من يوفق)، فأنت بهذا تثبت أنك ما رأيت فيهم من يوفق ثم قلت في (التجلية): (حسب علمي، فكيف هذا التناقض السريع، (ما رأينا فيهم) ثم تحيل إلى أنك إنما علمت ولم ترَ فهل كذَّبت عينيك الآن أم ماذا؟فإذن أنت أحرى من الشيخ يحيى بقول الله عز وجل: ﴿ومن يكسب خطيئة أو إثمًا ثم يرمي به بريئًا فقد احتمل بهتانًا وإثمًا مبينًا﴾ لأنك تنصلت عن مسؤولية الخطأ بزعمك ورميت به على أولئك الذين ما نقلوا لك إلا الحق الذي أنت تعرف أنه حق ولكنك تراوغ بمشقة وضعف لم يمكنك من طرح ثقل ما تريد طرحه ولو أعدت مثل هذه الكلام وكررته مائة مرة, وكونك قد تقول: (أنا لم أقل أني تلقيت هذه المعرفة والمعلومة بواسطة وإنما رأيته بنفسي من دون واسطة).أقول: هذا محتمل من كلامه وغير واضح, فإنك قلت في تعليقاتك: (فهذا قلته بناءً على ما علمته في محيط مجتمعنا ممن حولنا من طلاب الجامعة)، أليس هذا تناقض مفضوح .وعلى كلٍ فإن كان هذا الأخير هو مرادك فأقول لك: هذا الانحراف وعدم التوفيق لهذه المجموعة من الطلاب الذين في محيطك من أين جاءهم هل من نفس الجامعة الإسلامية أو جاءهم بعد أن تخرجوا من الجامعة؟
فإن قلت بالأول فأقول لك: من أين لك هذا الجزم بأنهم إنما انحرفوا من الجامعة فإن قلت أخبروني هم أو أخبرني بعض من أثق أقول عدنا إلى مسألة النقل لأنك لا تستطيع أن تجزم بمجرد التفرس ومجرد دلالة قرينة الحال على أن سبب انحرافهم الجامعة وإن قلت لا، بل انحرفوا بعد أن تخرجوا من الجامعة الإسلامية أقول: فعلى هذا فما ذنب الجامعة تحملها المسؤولية وتنصح بعدم الدراسة فيها.
قد تقول: هناك فرق بين فتواي وبين فتوى الشيخ يحيى وذلك أن الشيخ يحيى يفتي بتحريم الدراسة في الجامعة وأنا إنما نصحت بعدم الدراسة فيها.فأقول وبالله التوفيق: هذا الاعتراض عليل, وذلك إما لعدم معرفة مدلولات الألفاظ وإما لإرادة الكذب على الشيخ يحيى حفظه الله, وذلك لأن عبارات الشيخ التي قالها في فتاواه هي: (ولهذا توقفنا وتركنا أن نزكي إليها, حرام إعانة الطلاب على المنكر وعلى الحزبية).فالشيخ حفظه الله تعالى ووفقه إنما حرّم في هذه العبارة الإعانة على المنكر وعلى الحزبية ولم يحرم الدراسة في الجامعة الإسلامية, ففرق بين قول القائل حرام الإعانة على المنكر وعلى الحزبية وبين قول القائل حرام الدراسة في كذا, وهذا واضح فإن الشيخ حفظه الله حرم الإعانة على الدراسة عند الحزبيين الذين هم في الجامعة وفي غيرها, ولم يحرم الإعانة على الدراسة عند السلفيين في الجامعة ولا في غيرها مع العلم أن الجامعة الإسلامية فيها السلفيون وفيها الحزبيون, ويتضح عدم تحريم الشيخ للدراسة في الجامعة جليًا بقوله حفظه الله في شريط (أسئلة أهل جده) حيث قال: (فعلى هذا إذا درست في الجامعة الإسلامية فكن على حذر جدًا من أولئك المجالسين للحزبيين, والحمد لله يوجد مدرسون سلفيون ويوجد طلاب سلفيون تجلس معهم إن شاء الله, وما لا يدرك كله لا يترك جله, ودراستك في الجامعة الإسلامية مع الحذر الشديد من الحزبيين خير من الجهل, ودراستك في الجامعة الإسلامية مع الوقوع في والحزبية والبدع والخرافات الجهل خير من ذلك, الجهل الذي أنت فيه ببراءتك من الحزبية, الحزبية بدعة وأنت على سنة...).فاتضح بذلك أن الشيخ لا يحرم الدراسة في الجامعة وإنما لا يرى التزكية إليها لما يخاف من الوقوع في المنكر والحزبية, وأما أنت فإنك تنصح بعدم الدراسة فيها لماذا؟ للأمور التالية من قولك: (لكن في الآونة الآخرة تسلط عليها كثير من الحزبيين من مدراء ومدرسين ودكاترة, والإنسان لا يأمن على نفسه أن يحضر محاضرة الحزبي أو يحضر دروة صيفية يشارك فيها جماعة من المدرسين الحزبيين, فكيف بدراسة تستمر على أقل تقدير أربع سنوات, وهذا الدكتور حزبي, وهذا سروري, وهذا قطبي, وهذا عنده ميل إلى التصوف, فحقيقة ما يأمن على نفسه...وهكذا الجامعة الإسلامية يسلم فيها من يسلم, ويسقط فيها من يسقط, بسبب وجود المدرسين, يا أخي أربع سنوات وهذا مدرس دكتور, وأنت طالب, يعطيك ما يعطيك, فالذي ننصح الإخوة هو عدم الذهاب إلى هناك...أما أن يمشي إلى الجامعة لأجل الشهادة فما ستستفيد, الأخوة الذين يلتحفون في الجامعات خاصة في هذه السنوات الأخيرة ما رأينا فيهم من يوفق, لأنه يبقى سنوات عديدة في الجامعة ويتخرج بشهادة، هل تظنون بعد التخرج سيأتي إلى دماج مثلاً, أو مستعد أن يتولى إمامة مسجد حارة من الحارات في مدينة من المدن في قرية من القرى أو سيحاول أن يبحث عن وظيفة لهذه الشهادة التي أخرجها؟الجواب: وهذا الذي نلاحظه ونشاهده أنه يسعى جادًا في إيجاد وظيفة...).
فهذه عدة أمور أدت عندك إلى النصح بعدم الدراسة في الجامعة وهي كالتالي:
1- تسلط كثير من المدراء والمدرسين والدكاترة عليها، ومعناه على الأقل أن الأغلبية صارت لهم لا لأهل السنة.2- عدم الأمن على معتقده السلفي فيها وخشية الانحراف.
3- عدم الإخلاص عند الطلاب لوجود نية الشهادة وليس لله.4- عدم وجود التوفيق للمتخرجين منها، كما رأيت ذلك بنفسك لا مجرد أنَّ أحدًا أخبرك بذلك، وانظر في نص كلامك للتأكد مما ذكرت لك.
5- قد يكون المتخرج سلفيًا ولكن يذهب وراء الوظيفة والدنيا. فهذه الأمور التي جعلتك تنصح بعدم الدراسة فيها وبعد ذكر هذه الأمور الخطيرة الموجودة في الجامعة, فهل يحملك الخوف من الله على التزكية إليها أم يمنعك من التزكية؟ وهل إعانة الطالب على مثل هذه الأمور التي ذكرتها منكر وحرام أم جائز؟ ألم يقل الله عز وجل: (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)) فهل هذه الأمور التي ذكرتها من التعاون على البر والتقوى أم على الإثم والعدوان؟ وهل فتواك هذه أعظم أم فتوى الشيخ يحيى حفظه الله الذي أثبت أن في الجامعة سلفيين بينما أنت لم تثبت ذلك ولا بحرف, وهو لم يتعرض لنيات الطلاب فيها في بداية طلبهم ولا بعد التخرج .ثالثاً: قول الشيخ عبيد وفقه الله: ( ثالثًا تبرئة الجامعة من الحزبية والبدع والخرافة)، فهذا عندك نصح سديد مفيد فعليك أن تعمل به حيث أنك قلت في فتواك: (فكيف بدراسة تستمر على أقل تقدير أربع سنوات, وهذا الدكتور حزبي, وهذا سروري, وهذا قطبي, وهذا عنده ميل إلى التصوف...).
قارن به قول الشيخ يحيى حفظه الله في شريط (أسئلة أهل جده): (ودراستك في الجامعة الإسلامية مع الحذر الشديد من الحزبيين خير من الجهل ودراستك في الجامعة الإسلامية مع الوقوع في الحزبية والبدع والخرافات الجهل خير من ذلك).تجد أن كلا الكلامين يخرج من مشكاة واحدة يشبه بعضه بعضًا، فقول الشيح يحيى: (الحزبية والبدع) كقول عبدالرحمن: (هذا الدكتور حزبي وهذا سروري وهذا قطبي)، وهذه الأصناف الثلاثة هي حزبية مبتدعة، وقول الشيخ يحيى: (والخرافات) كقول عبدالرحمن: (وهذا عنده ميل إلى التصوف)، والتصوف فيه خرافات كما هو معلوم فعلى هذا يا عبدالرحمن أأتني بحرف في ورقتك هذه تبرئ فيها الجامعة من هذه الأوصاف فاتقِ الله يا عبدالرحمن وتذكر قول الله عز وجل: ﴿يا أيها الذين آمنوا لما تقولوا ما لاتفعلون﴾، وثبت من حديث زيد بن حارثة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: <يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان مالك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فيقول بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه) متفق عليه.
فأين تراجعك صريحًا واضحًا وضوح الشمس في رابعة النهار عن هذا كله غير كلمة (نصحي السابق) كما في (تعميتك), ما رأينا منك إلا المراوغة بالإحالة على العلماء والمشايخ في تلك البلاد تارة, وبرمي خطئك على محيطك تارة أخرى, بل ما زلت على قولك في عدم النصح بالدراسة في الجامعة الإسلامية, وذلك من قولك: (وأما نصحي السابق بعدم الدارسة فيها لما ذُكر في الجواب فلا شك في نظري أن التفرغ بالدراسة عند علماء السنة في غير الجامعات أنفع وأبرك وأسلم لطالب العلم ولكن قد لا يتسنى ذلك لكل أحدٍ). وهذا النظر عندك أظنه لم يتغير ولن يتغير إلا أن يشاء الله أمرًا؛ لأن الدراسة في غير الجامعات لا يزال أنفع وأبرك وأسلم لطالب العلم فإذًا لا زلت على قولك بعدم النصح بالدراسة في الجامعة الإسلامية وهذا ليس بتراجع ولا اعتراف بالخطأ وليس امتثالاً لنصح الشيخ عبيد وفقه الله الذي هو عند سديد ومفيد.
وقولك: (وقد حاول الحجوري في جوابه الأول محاولة فاشلة أن ينفي بعض ما نسب إليه من عباراته الشنيعة).
فأقول :أولاً: لا تفرح وتحسب أنك عثرت على خطأٍ للشيخ يحيى حفظه الله وتغطي به على حزبيتك التي بينّها جزاه الله خيرًا؛ فإن هذا الأسلوب الذي استخدمته من أساليب أهل الأهواء والمتحزبين.
يقول الإمام الشوكاني في (أدب الطلب) ص(43): (وقد جرت عادة أهل البدع في سابق الدهر ولاحقه بأنهم يفرحون بصدور الكلمة الواحدة من عالم من العلماء ويبالغون في إشهارها وإذاعتها فيما بينهم ويجعلونها حجة على بدعتهم ويضربون بها وجه من أنكر عليهم). اهـ
ويقول الشيخ صالح آل الشيخ كما في (الانتقادات العلية) ص(158-159): (ومن مظاهر الجماعة وأصولها...أنهم يغلقون عقول أتباعهم عن سماع القول الذي يخالف منهجهم ولهم في هذا الإغلاق طرق شتى متنوعة...منها: أنهم يحذرون ممن ينتقدهم فإذا رأوا واحدًا من الناس يعرف منهجهم وطريقتهم وبدأ في نقدهم وفي تحذير الشباب من الانخراط في الحزبية البغيظة أخذوا يحذرون منهم بطرق شتى, تارة باتهامٍ وتارة بالكذب عليه, وتارة بقذفه في أمور هو منها براء, ويعلمون أن ذلك كذبًا, وتارة يقفون منه على غلط فيشنعون به عليه ويضخمون ذلك حتى يصدوا الناس عن اتباع الحق والهدى وهم في ذلك شبيهون بالمشركين يعني: في خصلة من خصالهم حيث كانوا ينادون على رسول الله صلى الله عليه وعلى وآله وسلم في المجامع بأن هذا صابئ وأن هذا فيه كذا وفيه كذا حتى يصدوا الناس عن اتِّباعهم). اهـ
وثانيًا: رد الشيخ يحيى حفظه الله في التوضيح لما جاء في (التقريرات العلمية والنقد الصحيح) كان ردًا موفقًا سديدًا مفيدًا بين فيه عواركم وتلفيقاتكم, وقد استحسنه جميع من قرأه بتأمل وإنصاف وتجرد للحق, فإن الشيخ يحيى حفظه الله عندما قال في (التنبيه السديد) الوجه الأول: (هو كما يقول ولكنه خلاف ما نقوله عن الجامعة الإسلامية تمامًا وهذا نص كلامي الذي قلته عن الجامعة الإسلامية وفقها الله المسجل بصوتي جوابًا على سؤال بعض إخواننا طلبة العلم حفظهم الله بتاريخ ليلة الجمعة/ 22/صفر/1429هـ وهو قبل صدور كلام الشيخ عبيد وفقه الله الذي يقول أنه وصله (ملفقًا عليَّ).اهـ
وبين أن له كلامًا واضحًا ليس فيه من هذا الكلام الملفق عليه ولما سمع كلامه تأكد وهو والناس أنه فعلاً لُفق عليه ولو فُرض أنه نسي شيئًا فليس عيبًا أن ينسى العالم شيئًا من فتاواه فهذا عمر بن الخطاب ينسى مسألة ويذكره بها عمارٌ ولا يذكر، جاء في (صحيح مسلم) برقم (367): (أن رجلاً أتى عمر فقال إني أجنبت فلم أجد ماءً فقال لا تصل فقال عمار أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماءً فأما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت في التراب وصليت فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثم تضرب ثم تمسح بهما وجهك وكفيك، فقال عمر اتق الله يا عمار قال إن شئت لم أحدِّث به)، وهذا الشيخ الألباني رحمه الله كما في كتاب (مسائل نسائية) ص(32): (السائل: ثم بلغنا عنك أنك أفتيت النساء في مكة من العام الماضي أن صلاة القيام في الفندق أفضل من صلاة القيام في الحرم، فهل هذه الفتوى خاصة بالحرم أم أنك تراجعت؟!!
الشيخ الألباني: ما أظن لا هذا ولا هذا, فهل عندك الشريط حتى اسمع صوتي بنفسي حتى أقول أني تراجعت لأنني لا أذكر شيئًا من هذا الكلام؟!!
السائل: فأنت ما أفتيت النساء بمثل هذا؟
الشيخ رحمه الله: أنا لا أذكر هذا, ولذلك أقول إذا كان شريط وتسمعينني فحينئذٍ أقول لا حول ولا قوة إلا بالله , وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون). اهـ المراد
وهذا هو الذي فعله الشيخ يحيى حفظه الله إذ قال للشيخ عبيد وفقه الله: (فلينظر فيه الشيخ عبيد إن رأى فيه خلاف الصواب فليـبـين وجه الخطأ فيه بالبرهان وصدري رحب لما يقوله الشيخ عبيد وفقه الله عن الجامعة الإسلامية واعتبر ذلك فائدة منه مشكورًا بما لا يحتاج إلى نشر على شبكة أو غيرها). اهـ
فلما أنزل الشريط في الشبكة ووقف الشيخ يحيى حفظه الله على الشريط رأى عجبًا, بترًا وتلفيقًا, كما ذكره في قوله الأول، قال الشيخ يحيى حفظه الله: (ومن ثم أخرج منشورًا آخر بعنوان (النقد الصحيح لما تضمنه التنبيه السديد من مخالفة الجواب الصحيح) فنظرت فيه فإذا فيه حملة شرسة مبناها على التقاط بعض الكلام عن الجامعة الإسلامية وحذف أو عدم اعتبار ما قد يكون قبله أو بعده في سياقه مما يوضحه...ولكن لعله التبس عليكم الكلام بسبب الحذف والتقطيع الذي حصل لكلامي المفصل في مقالي الذي قلت في سياقه –فيها سلفيون غرباء- فنُقل الكلام في أول (التقريرات العلمية) وحذفت عباراتي الموضحة المتظافرة مع غيرها من أن الجامعة فيها سلفيون وحزبيون ومن ذلك جوابي على السؤال الأخير من أسئلة بعض إخواننا من أهل جده على قوله: (ما نصيحتكم لمن يريد الالتحاق بالجامعة الإسلامية؟ قلت: الجامعة الإسلامية فيها سلفيون وحزبيون وقلنا بعده بأسطر من أسئلة أهل جدة الذي نقل منه الشيخ عبيد أو نقل إليه فعلى هذا إذا درست في الجامعة الإسلامية فكن على حذر جدًا من أولئك المجالسين للحزبيين والحمد لله يوجد مدرسون سلفيون ويوجد طلاب سلفيون تجلس معهم إن شاء الله وما لا يدرك كله لا يترك جله، ودراستك في الجامعة الإسلامية مع الحذر الشديد من الحزبيين خير من الجهل (ودراستك في الجامعة الإسلامية مع الوقوع في الحزبية والبدع والخرافات الجهل خير من ذلك) الجهل التي أنت فيه ببراءتك من الحزبية، الحزبية بدعة وأنت على سنة) فجاء الكلام مبتورًا التقط منه في التقريرات من كلمة: دراستك في الجامعة الإسلامية مع الوقوع في الحزبية والخرافات الجهل خير منها) وحذف الموضح له قبله من أثبات وجود السلفيين فيها من المدرسين والطلاب ونصيحتي للسائل المذكور أنه إذا درس في الجامعة الإسلامية يكون على حذر من المجالسين للحزبيين ويجلس مع السلفيين هذا الحذف مما جعلني أستغرب ما صدر من البيان الأول المسمى (بالتقريرات العلمية) وكان هذا الجواب قبل مدة نحو سنتين أو أكثر ولم يختلف عنه جوابي قبل صدور تقريرات الشيخ عبيد بنحو أسبوع كما ذكرت التفصيل فيه في (التنبيه السديد)!! فهذا كلام كافٍي شافي فعليك يا عبدالرحمن أن تتوب من هذه الاتهامات التي قلتها بغير حق وإلا كنت من أهل هذه الآية (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا)).
وقولك: (...بل غالط وراوغ...وهو أن حاول أن يذكر عددًا ممن أوهم أنهم يقولون مثل قوله).
أقول: رمتني بدائها وانسلت وهذا هو دأبك في هذه الفتنة أنك تقع في الخطأ وترمي به الآخرين فقولك: (أوهم أنهم...) اتهام للشيخ يحيى بالإيهام على القارئ فاعلم أن الإيهام كما قال الجرجاني في (تعريفاته) ص(141) ط/دار الكتب العلمية: (الإيهام ويقال له التخييل, هو أن يذكر لفظ له معنيان قريبٌ وغريب, فإذا سمعه الإنسان سبق إلى فهمه القريب, ومراد المتكلم الغريب, وأكثر المتشابهات من هذا الجنس). اهـ
فعلى ذلك أين الإيهام من ذكر محمد بن ظافر حفظه الله لقصته التي وقعت له في الجامعة الإسلامية مع دكتور من الدكاترة الذين قلت أنت فيهم: (لكن في الآونة الأخيرة تسلط عليها كثير من الحزبيين من مدراء ومدرسين ودكاترة)؟، بل فيها تأييد لفتواك السابقة ولفتوى الشيح يحيى حفظه الله، وأين الإيهام من قول الأخ عبدالباسط السوفي الجزائري ونقله عن الدكتور عبدالله المطرفي الذي فُصل: (اللجنة الآن كلها حزبية إلا واحد غير متعصب ولكنه منهم) وكذلك أين الإيهام من نقله لكلام الشيخ ربيع حفظه الله (إن الجامعة الإسلامية تحتوي على مدرسين حزبيين لكن المناهج سلفية ونصح بالدراسة فيها وقال: (خذوا المناهج واحذروا الحزبيين)؟ أليس ذلك موافقًا لقول الشيخ يحيى حفظه الله, (فعلى هذا إذا درست في الجامعة الإسلامية فكن على حذرٍ جدًا من أولئك المجالسين للحزبيين), ومخالف لكلامك بعدم النصح للدراسة فيها, وأين الإيهام من كلام الشاب اليمني؟، وأين الإيهام من كلام الشيخ محمد بن هادي المدخلي الذي نقله للشيخ مقبل رحمه الله عبر الأخ حسن بن قاسم الريمي (أخبر الشيخ مقبل بأن الجامعة الإسلامية ليست بأيدي السلفيين)؟ وأين الإيهام من نقله لكلام الشيخ محمد الإمام: (الجامعة مرت بمرحلتين المرحلة الأولى أقيمت وصيرت على منهج سلفي نقي واستمرت على هذه مدة ثم حصل التمكين للحزبيين في بعض أمور الجامعة فصارت المرحلة هذه تختلف عن المرحلة الأولى من الصفاء والنقاء وعدمه)؟، فالشيخ لا يريد من إيراده لهذه النقولات أن أصحاب هذه النقولات يوافقونه على أنها حزبية بحتة وأن الدراسة فيها حرام كما أوهمت بكلامك السابق الذي قلت فيه (ممن أوهم أنهم يقولون مثل قوله)، لا، لا يريد ذلك وإنما يريد كما قال في التوضيح: (فهذا كله مما لا أظن فضيلة الشيخ عبيد ينكره يثبت ما قاله كثير من السلفيين من أن الجامعة الإسلامية وفقها الله صارت الأغلبية فيها لهذه الأصناف ومن والاهم وبلا شك أن مثل هذا الصرح العظيم لا يهدأ للحزبيين بال حتى يتمكنوا فيه وقد فعلوا وليس كما يشير إليه الشيخ عبيد وفقه الله في أواخر (التقريرات العلمية) من أن وجودهم فيها شاذًا أو نادرًا, فمن المموه والمراوغ الآن يا عبدالرحمن أنت أم الشيخ يحيى حفظه الله ﴿فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين﴾ وهذا الذي أثبته الشيخ يحيى حفظه الله بهذه النقولات موافق لفتواك في هذه القضية ولله الحمد.
وقولك (وأما قولي لم نر من وفق من طلاب الجامعة في هذه السنوات الأخيرة فهذا قلته بناء على ما علمته في محيط مجتمعنا ممن حولنا من طلاب الجامعة آنذاك ).أقول: أولاً: هذا الإطلاق الذي قلته بأنك لم ترَ من وفِّق من خريجي الجامعة في هذه السنوات الأخيرة كذب وإجحاف بمحيطك الذي بنيت عليه هذه الفتوى, وذلك أنك رأيت بل وعايشت مجموعةً ممن تخرجوا من الجامعة الإسلامية ووفقوا في دينهم ودعوتهم وثباتهم منهم :
1_ عبده بن حسين اليافعي بلدياتك فهو أحد خريجي الجامعة وعنده شهادة وهو على خير ويثني عليه إخوانه خيراً وأنت تعرفه تماماً.
2_ أبو حاتم عبد الله بن حسن الأشموري _حفظه الله –وهو من خريجي عام 1423هـ
وقد سألته هل يعرفك عبد الرحمن ؟ فقال: نعم تماماً وهو الآن في دماج على خير وإخوانه يحبونه والشيخ يحيى _حفظه الله_ يثنى عليه خيراً.
3_ أبو عبد السلام حسن بن قاسم الريمي أحد خريجي عام 1412هـ_1413هـ
وهو على خير وقائم على مركز في مدينة تعز وعنده دعوة طيبة ومؤلفات وبحوث نافعة وأنت أيضا تعرفه نحسبهم كذلك والله حسيبهم .فهؤلاء إخوة قد ظلمتهم بإطلاقك هذا فانتبه يا من يقول عنك المتعصبة فقيه مركز دماج من هذه الإطلاقات التي تؤدى إلى الظلم ولها نظائر .
ثانياً: نرى أنك تعتمد كثيرا ًفي فتاويك على المحيطات فانتبه من هذه المحيطات فاليوم قد أوقعتك هذه المحيطات في فتاوى ضد الجامعة الإسلامية كلفتك العناء الكثيـــر وأوقعتك في الإجحاف بحق إخوانك السلفيين خريجي الجامعة الإسلامية اليمنيين وأوقعتك في التنكر لما كنت فيه من الخير وأوقعتك في التزلف والتلون لبعض الناس على حساب دينك فانتبه من محيط عبد الله بن مرعى وانتبه من محيط هاني بن بريك وانتبه من محيط عبد الغفور ...و..و..و.
وقولك (وقد يسر الله سبحانه وتعالى في هذه السنوات الثلاث الأخيرة بالتعرف على مجموعة طيبة ...الخ) أقول أولاً ما يدريك لعل هؤلاء من الحزبيين الذين تخرجوا من الجامعة الإسلامية فإنك لا تستطيع أن تميز المحيطات إلا بعد الانتقال إلى محيط أخر
ثانيًا: ما هي النتيجة من هذه التعرفات واللقاءات ما الذي تغير عند؟ لاشيء، غاية ما في الأمر قولك: (ولهذا فإن الذي ينبغي اعتماده من حيث النصح في دخولها أو عدم ذلك هو ما يقرره علماء السنة على ضوء أدلة الكتاب والسنة لاسيما ممن له صلة بالجامعة الإسلامية من المدرسين والمتخرجين...فنحيل ذلك عليهم (ومن أحيل على مليء فليتبع)).
فهذه الإحالة منك خروج من موطن الخلاف وهروب من ساحة المعركة ومراوغة مكشوفة للخروج من المأزق الذي يحاول عبدالرحمن إقامة مناورة حوله تلهي الناس عما صنعه من الفتنة والحزبية في الدعوة, وهيهات, ونذكر للفائدة قول الشيخ محمد بن عبدالله الإمام: في كتاب (بداية الانحراف ونهايته) ص(444): (لا تغتر بظاهر رجوع أهل البدع أن أهل البدع إذا رأوا نفرة الناس عنهم وشعروا بسقوط مكانتهم أو لحقتهم المؤاذاة لهم بالسجن أو بالطرد أو ما أشبه ذلك تظاهر بعضهم بالرجوع عن بدعته وهم غير صادقين...فأهل البدع محتالون مخادعون ماكرون فإذا قام أحدهم يتوب فالمطلوب اعتبار الضوابط المعتبرة عند أهل العلم المتعلقة بتوبته...) اهـ.
وقولك: (وعلى العبد أن يحذر من أن يعجب بنفسه أو يستبدَّ برأيه أو يشذ عن مشايخه وإخوانه).
أقول: لا نزال معك اليوم في مزيد من الإطلاقات يا فقيه دماج عند متعصبتك لما لا تضبط أقوالك بالضوابط الشرعية فإنه يلزمك في هذه الإطلاقات لوازم:
1- يلزم من هذه الإطلاقات تقليد المشايخ والإخوان وإن كانوا على خطأ.
2- ويلزم منها المداهنة والمصانعة والسكوت عن الخطأ تحت ستار عدم الشذوذ.
3- ويلزم منه ألاّ يقول الحق إلا ومشايخه وإخوانه يوافقونه عليه فإن خالفوه صار شاذًا مذمومًا، ولو أثبت ما يقول بكل وضوح.
4- يلزم منه ألا يُقبل الجرح المفسر إذا كان مشايخه وإخوانه عندهم تعديل مبهم لأنهم يخالفونه وهو شاذ، وهذا خلاف القواعد العلمية.
5- يلزم منه أن كلام المشايخ والإخوان حجة ومن خالفه صار شاذًا، ومن المعلوم أن الحجة البرهان.
فيا عبدالرحمن اضبط ألفاظك ولا تقل كأبي الحسن المصري: (كنت أقصد كذا كنت أريد كذا)، فانضباط العبارة وصوابها أن تقول: (أو يستبدَّ برأيه إذا كان مخالفًا للحق أو يشذ عن مشايخه وإخوانه إذا كانوا على الحق وإليك كلام السلف في ذلك:
قال الشاطبي في (الاعتصام) (3/464-465): (وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول اغد عالمًا أو متعلمًا ولا تغد إمعة فيما بين ذلك).
قال ابن وهب: (فسألت سفيان عن الإمعة فحدثني عن أبي الزعراء عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال كنا ندعوا الإمعة في الجاهلية الذي يدعي إلى طعام فيذهب معه غيره وهو فيكم اليوم المحقِّب دينه الرجال)، والمحقب: المتَّبع.
وقال (3/462): (وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ألا لا يقلدنّ أحدكم دينه رجلاً إن آمن آمن وإن كفر كفر فإنه لا أسوة في الشرع).
وهذا الكلام من ابن مسعود رضي الله عنه بيَّن مراد ما تقدم ذكره من كلام السلف وهو النهي عن اتباع الرجال من غير التفات...إلى غير ذلك). اهـ
وفي (3/472): (وترجم البخاري في هذه المعنى لهذا المعنى ترجمة تقتضي أن حكم الشارع إذا وقع وظهر فلا خيرة للرجال ولا اعتبار بهم وأن المشاورة إنما تكون قبل التبين. باب قول الله تعالى: ﴿ وأمرهم شورى بنيهم ﴾ ﴿وشاورهم في الأمر﴾ وأن المشاورة قبل العزم والتبين لقوله: (( فإذا عزمت فتوكل على الله ))
وقال: (3/472): (وكانت الأئمة بعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها فإذا وضح الكتاب والسنة لم يتعدوه إلى غيره اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, هذه جملة ما قال في تلك الترجمة مما يليق في هذا الموضع مما يدل على أن الصحابة رضي الله عنهم لم يأخذوا أقوال الرجال في طريق الحق إلا من حيث هم وسائل للتوصل إلى شرع الله لا من حيث هم أصحاب رتب رتب أو كذا كذا وهو ما تقدم).اهـ
وقال في (3/473): (وذكر ابن مزين عن عيسى بن دينار عن ابن القاسم عن ابن مالك أنه قال ليس كل ما قال رجلٌ قولاً وإن كان له ثقل يتبع عليه لقول الله عز وجل: ﴿الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه﴾.
فصل:
إذا ثبت أن الحق هو المعتبر دون الرجال فالحق أيضًا لا يعرف دون وساطتهم بل بهم يتوصل إليه وهم الأدلة على طريقه. اهـ كلامه
وقولك في الحاشية: (وأحب أن ألفت انتباه الجميع إلى أن من خلق يحيى الحجوري الذي عرف به أنه جريء في نفي...الخ.
أقول: يا عبدالرحمن العدني منذ كم وهذه المعرفة عندك أفي هذه الثلاث السنوات الأخيرة التي تغيرت فيها أمور كنت تعتقدها، منها تغير معلوماتك حول الجامعة الإسلامية وغير ذلك من المعلومات أم قبل ذلك؟ وهل هذه المعرفة والمعلومة جاءت إليك من المحيط الأول أو من الذي بعده؟ والذي يظهر أن هذه المعرفة جاءت إليك في هذه السنوات الأخيرة ومن أصحاب المحيط الآخر، فوالله ما علمنا شيخنا يحيى حفظه الله إلا وقافًا عند كتاب الله رجاعًا إلى الحق وقد شهد له بذلك أهل الفضل منهم الشيخ ربيع حفظه الله، قال في كتاب (التنكيل لما في لجاج أبي الحسن من الأباطيل) ص(34): (ومن المناسب أن أذكر هنا جوابًا صدر مني على اشتباه حصل لبعض الأفاضل في قول بعض الناس (إن الله مستوٍ على العرش من غير مماسة) فقلت رادًا لهذا الاشتباه وموضحًا وجه الحق فيه على حسب ما ظهر لي وفقًا لمنهج السلف وسيرًا على أصولهم...وأرجوا من فضيلتكم العدول عن هذه المسألة و ألاّ تقولوا إن لأهل السنة من المتقدمين والمتأخرين قولين...كما أرجوا الاجتهاد في إزاحة هذه الشبهة من أذهان تلاميذكم ومحبيكم والبعد منكم ومن إخوانكم عن إثارة مثل هذه المسألة التي تؤدي إلى القيل والقال وتؤدي إلى الفتن...فما كان من هذا الأخ الفاضل المذكور إلا الاستجابة وإعلان تراجعه على رؤوس الأشهاد في مدرسته وبلغني عن طريق الثقات أنه نشر ذلك في بلده وفقني الله وإياه لما يحبه ويرضي وثبتنا جميعًا على الحق والسنة). اهـ
وقال الأخ ياسر الشريف حفظه الله: (سمعت شريطًا لفضيلة العلامة ربيع بن هادي بن عمير المدخلي في محاضرته لأهل الإمارات وكان مما قيل في ذلك الشريط أنه سئل عن الشيخ يحيى الحجوري, قال الشيخ حفظه الله بلغتني عنه بعض الأمور فاتصلت به فقلت له يا أبا عبدالرحمن أأنت قلت كذا وكذا قال نعم فقال تتراجع عنها قال أتراجع رجلٌ عنده صدق ما عنده كذب نريد سلفية من هذه الطراز). اهـ
قلت: وقد أخبرنا الشيخ يحيى حفظه الله بهذه الاتصال وبهذا التراجع في الدرس أمام الآف من طلاب العلم ولم يمنعه شي عن قبول النصح والحق والاعتراف بالخطأ والرجوع عنه.
إلى هنا نكون بحمد الله أتينا على تبيين بعض عجائب وتخبطات عبدالرحمن العدني هداه الله في عدة أسطر له وما ذلك إلا مصداق ما قيل الحق أبلج والباطل لجلج،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
عما في تعليقات عبدالرحمن العدني المَرَضِيَّة وتجليته<o:p></o:p>
من المراوغة والمكر والخداع
كتبه/ أبو زيد معافى بن علي المغلافي
دار الحديث/ بدماج/ حرسها الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم أما بعد:فقد اطلعت على ما كتبه عبد الرحمن العدني الذي طمس الله بصيرته عن رؤية الحق في وريقاته التي أسماها التعليقات الرضية, وكرر الكلام نفسه بمزيد من اللف والدوران في منشور آخر بعنوان (التجلية)، فألفيتها غير رضية وعن الصواب نائية, لما وجدت فيها من المراوغة والمكر والخداع فأحببت أن أكتب عليها هذا التعليقات لكشف قناع الزيف وهتك ستار المكر والخداع, راجيًا من الله سبحانه أن يجعلها تعليقات نافعة لمن أراد الحق وطلبه, أنه ولي ذلك والقادر عليه, والحمد لله رب العالمين. وكتبه أبو زيد معافى بن علي المغلافي.
ليلة الثلاثاء/ 9/4/1429هـ صعدة/ دار الحديث/ بدماج حرسها الله.
قولك : (فألفيت الانتقاد سديداً والنصح مفيداً).أقول: أنت لم تعمل بهذا النصح السديد المفيد بزعمك, بل أخذت تلف وتدور وتراوغ وتحيد, وذلك أن الشيخ عبيد وفقه الله قال فيما أسماه بالنقد الصحيح: (ولا يكون الرجوع منك صراحة حتى يتضمن ما يأتي: أولاً: الثناء على الجامعة الإسلامية بالمدينة, وأنها سلفية مؤسسة على السنة منذ نشأت حتى اليوم.
ثانيًا: اعترافك بالخطأ فيما وصمت به الجامعة من الحزبية وتحريم الدراسة فيها.ثالثًا: تبرئة الجامعة من الحزبية والبدع والخرافة). اهـ.
فأقول :أولاً: أنك ممن تكلم في الجامعة الإسلامية وأنها مظنة الانحراف عن السنة إلى الحزبية, ونصحت بعدم الدراسة فيها خوفًا على الدارس فيها من الوقوع في شباك الحزبيين الموجودين بالجامعة, حيث قلت في ذلك الشريط: (لكن في الآونة الأخيرة تسلط عليها كثير من الحزبيين من مدراء ومدرسيين ودكاترة, والإنسان لا يأمن على نفسه أن يحضر محاضرة الحزبي أو يحضر دورة صيفية يشارك فيها جماعة من المدرسين الحزبيين, فكيف بدراسة تستمر على أقل تقدير أربع سنوات, هذا الدكتور حزبي, وهذا سروري, وهذا قطبي, وهذا عنده ميل إلى التصوف, فحقيقة ما يأمن على نفسه...فالذي ننصح به الأخوة هو عدم الذهاب إلى هنالك...الخ ما ذكرت هناك).
فليس هنالك تراجع لك عن قولك في الجامعة الإسلامية, وإنما أخذت تراوغ وتحيد عن ذلك بذكر مجموعة ممن تخرجوا من الجامعة, وتبين شيئًا من جهودهم في نشر الدعوة والتوحيد, وهذا مما لا يختلف فيه أحد لا الشيخ يحيى حفظه الله ولا الشيخ عبيد وفقه الله ولا غيره ممن يعرف حال الجامعة, أن هناك أناسًا ممن تخرجوا من الجامعة الإسلامية ولهم نفع ودعوة وجهود طيبة ومشاركة في العلم, حتى في هذه الفترة الأخيرة, فهذا ليس محل النزاع ولا يعتبر تبرئة لك من الأمور التي ذكرتها وأنها مظنة الوقوع في الحزبية ولا تراجعًا مطلقًا كما أراده الشيخ عبيد وفقه الله.ثانيًا: أين اعترافك بالخطأ الذي وقعت فيها حيث أنك لا تنصح بالدراسة في الجامعة الإسلامية وهذا مما لا يرضاه الشيخ عبيد الذي جعلت نصحه مسددًا مفيدًا, وإنما راوغت وحدت عن الاعتراف بالخطأ على حد زعمكما وذلك برمي المسؤولية على غيرك من أصحاب محيطك الذين ما نصحوا لك ولا صَدَقوك القول, وإنما أخبروك بخلاف الواقع فلماذا لم تعترف بخطئك وتقول إنني رميت الجامعة بالبهتان وأنها جامعة لا ينصح بالدراسة فيها وإن فيها مدراء ومدرسين ودكاترة حزبيين وسروريين وصوفيين وإنني أٌخْبرت من مجموعة إما أنهم غير عدول أو أنهم غير ضابطين لما ينقلونه مع أنهم ممن عايشوا واقع الجامعة, ومن الخلط والخبط أنك في تعميتك الذي سميته (التجلية) قلت أنك نفيت رؤيتك بنفسك مع أنك قلت في كلامك المسجل بصوتك (ما رأينا فيهم من يوفق)، فأنت بهذا تثبت أنك ما رأيت فيهم من يوفق ثم قلت في (التجلية): (حسب علمي، فكيف هذا التناقض السريع، (ما رأينا فيهم) ثم تحيل إلى أنك إنما علمت ولم ترَ فهل كذَّبت عينيك الآن أم ماذا؟فإذن أنت أحرى من الشيخ يحيى بقول الله عز وجل: ﴿ومن يكسب خطيئة أو إثمًا ثم يرمي به بريئًا فقد احتمل بهتانًا وإثمًا مبينًا﴾ لأنك تنصلت عن مسؤولية الخطأ بزعمك ورميت به على أولئك الذين ما نقلوا لك إلا الحق الذي أنت تعرف أنه حق ولكنك تراوغ بمشقة وضعف لم يمكنك من طرح ثقل ما تريد طرحه ولو أعدت مثل هذه الكلام وكررته مائة مرة, وكونك قد تقول: (أنا لم أقل أني تلقيت هذه المعرفة والمعلومة بواسطة وإنما رأيته بنفسي من دون واسطة).أقول: هذا محتمل من كلامه وغير واضح, فإنك قلت في تعليقاتك: (فهذا قلته بناءً على ما علمته في محيط مجتمعنا ممن حولنا من طلاب الجامعة)، أليس هذا تناقض مفضوح .وعلى كلٍ فإن كان هذا الأخير هو مرادك فأقول لك: هذا الانحراف وعدم التوفيق لهذه المجموعة من الطلاب الذين في محيطك من أين جاءهم هل من نفس الجامعة الإسلامية أو جاءهم بعد أن تخرجوا من الجامعة؟
فإن قلت بالأول فأقول لك: من أين لك هذا الجزم بأنهم إنما انحرفوا من الجامعة فإن قلت أخبروني هم أو أخبرني بعض من أثق أقول عدنا إلى مسألة النقل لأنك لا تستطيع أن تجزم بمجرد التفرس ومجرد دلالة قرينة الحال على أن سبب انحرافهم الجامعة وإن قلت لا، بل انحرفوا بعد أن تخرجوا من الجامعة الإسلامية أقول: فعلى هذا فما ذنب الجامعة تحملها المسؤولية وتنصح بعدم الدراسة فيها.
قد تقول: هناك فرق بين فتواي وبين فتوى الشيخ يحيى وذلك أن الشيخ يحيى يفتي بتحريم الدراسة في الجامعة وأنا إنما نصحت بعدم الدراسة فيها.فأقول وبالله التوفيق: هذا الاعتراض عليل, وذلك إما لعدم معرفة مدلولات الألفاظ وإما لإرادة الكذب على الشيخ يحيى حفظه الله, وذلك لأن عبارات الشيخ التي قالها في فتاواه هي: (ولهذا توقفنا وتركنا أن نزكي إليها, حرام إعانة الطلاب على المنكر وعلى الحزبية).فالشيخ حفظه الله تعالى ووفقه إنما حرّم في هذه العبارة الإعانة على المنكر وعلى الحزبية ولم يحرم الدراسة في الجامعة الإسلامية, ففرق بين قول القائل حرام الإعانة على المنكر وعلى الحزبية وبين قول القائل حرام الدراسة في كذا, وهذا واضح فإن الشيخ حفظه الله حرم الإعانة على الدراسة عند الحزبيين الذين هم في الجامعة وفي غيرها, ولم يحرم الإعانة على الدراسة عند السلفيين في الجامعة ولا في غيرها مع العلم أن الجامعة الإسلامية فيها السلفيون وفيها الحزبيون, ويتضح عدم تحريم الشيخ للدراسة في الجامعة جليًا بقوله حفظه الله في شريط (أسئلة أهل جده) حيث قال: (فعلى هذا إذا درست في الجامعة الإسلامية فكن على حذر جدًا من أولئك المجالسين للحزبيين, والحمد لله يوجد مدرسون سلفيون ويوجد طلاب سلفيون تجلس معهم إن شاء الله, وما لا يدرك كله لا يترك جله, ودراستك في الجامعة الإسلامية مع الحذر الشديد من الحزبيين خير من الجهل, ودراستك في الجامعة الإسلامية مع الوقوع في والحزبية والبدع والخرافات الجهل خير من ذلك, الجهل الذي أنت فيه ببراءتك من الحزبية, الحزبية بدعة وأنت على سنة...).فاتضح بذلك أن الشيخ لا يحرم الدراسة في الجامعة وإنما لا يرى التزكية إليها لما يخاف من الوقوع في المنكر والحزبية, وأما أنت فإنك تنصح بعدم الدراسة فيها لماذا؟ للأمور التالية من قولك: (لكن في الآونة الآخرة تسلط عليها كثير من الحزبيين من مدراء ومدرسين ودكاترة, والإنسان لا يأمن على نفسه أن يحضر محاضرة الحزبي أو يحضر دروة صيفية يشارك فيها جماعة من المدرسين الحزبيين, فكيف بدراسة تستمر على أقل تقدير أربع سنوات, وهذا الدكتور حزبي, وهذا سروري, وهذا قطبي, وهذا عنده ميل إلى التصوف, فحقيقة ما يأمن على نفسه...وهكذا الجامعة الإسلامية يسلم فيها من يسلم, ويسقط فيها من يسقط, بسبب وجود المدرسين, يا أخي أربع سنوات وهذا مدرس دكتور, وأنت طالب, يعطيك ما يعطيك, فالذي ننصح الإخوة هو عدم الذهاب إلى هناك...أما أن يمشي إلى الجامعة لأجل الشهادة فما ستستفيد, الأخوة الذين يلتحفون في الجامعات خاصة في هذه السنوات الأخيرة ما رأينا فيهم من يوفق, لأنه يبقى سنوات عديدة في الجامعة ويتخرج بشهادة، هل تظنون بعد التخرج سيأتي إلى دماج مثلاً, أو مستعد أن يتولى إمامة مسجد حارة من الحارات في مدينة من المدن في قرية من القرى أو سيحاول أن يبحث عن وظيفة لهذه الشهادة التي أخرجها؟الجواب: وهذا الذي نلاحظه ونشاهده أنه يسعى جادًا في إيجاد وظيفة...).
فهذه عدة أمور أدت عندك إلى النصح بعدم الدراسة في الجامعة وهي كالتالي:
1- تسلط كثير من المدراء والمدرسين والدكاترة عليها، ومعناه على الأقل أن الأغلبية صارت لهم لا لأهل السنة.2- عدم الأمن على معتقده السلفي فيها وخشية الانحراف.
3- عدم الإخلاص عند الطلاب لوجود نية الشهادة وليس لله.4- عدم وجود التوفيق للمتخرجين منها، كما رأيت ذلك بنفسك لا مجرد أنَّ أحدًا أخبرك بذلك، وانظر في نص كلامك للتأكد مما ذكرت لك.
5- قد يكون المتخرج سلفيًا ولكن يذهب وراء الوظيفة والدنيا. فهذه الأمور التي جعلتك تنصح بعدم الدراسة فيها وبعد ذكر هذه الأمور الخطيرة الموجودة في الجامعة, فهل يحملك الخوف من الله على التزكية إليها أم يمنعك من التزكية؟ وهل إعانة الطالب على مثل هذه الأمور التي ذكرتها منكر وحرام أم جائز؟ ألم يقل الله عز وجل: (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)) فهل هذه الأمور التي ذكرتها من التعاون على البر والتقوى أم على الإثم والعدوان؟ وهل فتواك هذه أعظم أم فتوى الشيخ يحيى حفظه الله الذي أثبت أن في الجامعة سلفيين بينما أنت لم تثبت ذلك ولا بحرف, وهو لم يتعرض لنيات الطلاب فيها في بداية طلبهم ولا بعد التخرج .ثالثاً: قول الشيخ عبيد وفقه الله: ( ثالثًا تبرئة الجامعة من الحزبية والبدع والخرافة)، فهذا عندك نصح سديد مفيد فعليك أن تعمل به حيث أنك قلت في فتواك: (فكيف بدراسة تستمر على أقل تقدير أربع سنوات, وهذا الدكتور حزبي, وهذا سروري, وهذا قطبي, وهذا عنده ميل إلى التصوف...).
قارن به قول الشيخ يحيى حفظه الله في شريط (أسئلة أهل جده): (ودراستك في الجامعة الإسلامية مع الحذر الشديد من الحزبيين خير من الجهل ودراستك في الجامعة الإسلامية مع الوقوع في الحزبية والبدع والخرافات الجهل خير من ذلك).تجد أن كلا الكلامين يخرج من مشكاة واحدة يشبه بعضه بعضًا، فقول الشيح يحيى: (الحزبية والبدع) كقول عبدالرحمن: (هذا الدكتور حزبي وهذا سروري وهذا قطبي)، وهذه الأصناف الثلاثة هي حزبية مبتدعة، وقول الشيخ يحيى: (والخرافات) كقول عبدالرحمن: (وهذا عنده ميل إلى التصوف)، والتصوف فيه خرافات كما هو معلوم فعلى هذا يا عبدالرحمن أأتني بحرف في ورقتك هذه تبرئ فيها الجامعة من هذه الأوصاف فاتقِ الله يا عبدالرحمن وتذكر قول الله عز وجل: ﴿يا أيها الذين آمنوا لما تقولوا ما لاتفعلون﴾، وثبت من حديث زيد بن حارثة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: <يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان مالك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فيقول بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه) متفق عليه.
فأين تراجعك صريحًا واضحًا وضوح الشمس في رابعة النهار عن هذا كله غير كلمة (نصحي السابق) كما في (تعميتك), ما رأينا منك إلا المراوغة بالإحالة على العلماء والمشايخ في تلك البلاد تارة, وبرمي خطئك على محيطك تارة أخرى, بل ما زلت على قولك في عدم النصح بالدراسة في الجامعة الإسلامية, وذلك من قولك: (وأما نصحي السابق بعدم الدارسة فيها لما ذُكر في الجواب فلا شك في نظري أن التفرغ بالدراسة عند علماء السنة في غير الجامعات أنفع وأبرك وأسلم لطالب العلم ولكن قد لا يتسنى ذلك لكل أحدٍ). وهذا النظر عندك أظنه لم يتغير ولن يتغير إلا أن يشاء الله أمرًا؛ لأن الدراسة في غير الجامعات لا يزال أنفع وأبرك وأسلم لطالب العلم فإذًا لا زلت على قولك بعدم النصح بالدراسة في الجامعة الإسلامية وهذا ليس بتراجع ولا اعتراف بالخطأ وليس امتثالاً لنصح الشيخ عبيد وفقه الله الذي هو عند سديد ومفيد.
وقولك: (وقد حاول الحجوري في جوابه الأول محاولة فاشلة أن ينفي بعض ما نسب إليه من عباراته الشنيعة).
فأقول :أولاً: لا تفرح وتحسب أنك عثرت على خطأٍ للشيخ يحيى حفظه الله وتغطي به على حزبيتك التي بينّها جزاه الله خيرًا؛ فإن هذا الأسلوب الذي استخدمته من أساليب أهل الأهواء والمتحزبين.
يقول الإمام الشوكاني في (أدب الطلب) ص(43): (وقد جرت عادة أهل البدع في سابق الدهر ولاحقه بأنهم يفرحون بصدور الكلمة الواحدة من عالم من العلماء ويبالغون في إشهارها وإذاعتها فيما بينهم ويجعلونها حجة على بدعتهم ويضربون بها وجه من أنكر عليهم). اهـ
ويقول الشيخ صالح آل الشيخ كما في (الانتقادات العلية) ص(158-159): (ومن مظاهر الجماعة وأصولها...أنهم يغلقون عقول أتباعهم عن سماع القول الذي يخالف منهجهم ولهم في هذا الإغلاق طرق شتى متنوعة...منها: أنهم يحذرون ممن ينتقدهم فإذا رأوا واحدًا من الناس يعرف منهجهم وطريقتهم وبدأ في نقدهم وفي تحذير الشباب من الانخراط في الحزبية البغيظة أخذوا يحذرون منهم بطرق شتى, تارة باتهامٍ وتارة بالكذب عليه, وتارة بقذفه في أمور هو منها براء, ويعلمون أن ذلك كذبًا, وتارة يقفون منه على غلط فيشنعون به عليه ويضخمون ذلك حتى يصدوا الناس عن اتباع الحق والهدى وهم في ذلك شبيهون بالمشركين يعني: في خصلة من خصالهم حيث كانوا ينادون على رسول الله صلى الله عليه وعلى وآله وسلم في المجامع بأن هذا صابئ وأن هذا فيه كذا وفيه كذا حتى يصدوا الناس عن اتِّباعهم). اهـ
وثانيًا: رد الشيخ يحيى حفظه الله في التوضيح لما جاء في (التقريرات العلمية والنقد الصحيح) كان ردًا موفقًا سديدًا مفيدًا بين فيه عواركم وتلفيقاتكم, وقد استحسنه جميع من قرأه بتأمل وإنصاف وتجرد للحق, فإن الشيخ يحيى حفظه الله عندما قال في (التنبيه السديد) الوجه الأول: (هو كما يقول ولكنه خلاف ما نقوله عن الجامعة الإسلامية تمامًا وهذا نص كلامي الذي قلته عن الجامعة الإسلامية وفقها الله المسجل بصوتي جوابًا على سؤال بعض إخواننا طلبة العلم حفظهم الله بتاريخ ليلة الجمعة/ 22/صفر/1429هـ وهو قبل صدور كلام الشيخ عبيد وفقه الله الذي يقول أنه وصله (ملفقًا عليَّ).اهـ
وبين أن له كلامًا واضحًا ليس فيه من هذا الكلام الملفق عليه ولما سمع كلامه تأكد وهو والناس أنه فعلاً لُفق عليه ولو فُرض أنه نسي شيئًا فليس عيبًا أن ينسى العالم شيئًا من فتاواه فهذا عمر بن الخطاب ينسى مسألة ويذكره بها عمارٌ ولا يذكر، جاء في (صحيح مسلم) برقم (367): (أن رجلاً أتى عمر فقال إني أجنبت فلم أجد ماءً فقال لا تصل فقال عمار أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماءً فأما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت في التراب وصليت فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثم تضرب ثم تمسح بهما وجهك وكفيك، فقال عمر اتق الله يا عمار قال إن شئت لم أحدِّث به)، وهذا الشيخ الألباني رحمه الله كما في كتاب (مسائل نسائية) ص(32): (السائل: ثم بلغنا عنك أنك أفتيت النساء في مكة من العام الماضي أن صلاة القيام في الفندق أفضل من صلاة القيام في الحرم، فهل هذه الفتوى خاصة بالحرم أم أنك تراجعت؟!!
الشيخ الألباني: ما أظن لا هذا ولا هذا, فهل عندك الشريط حتى اسمع صوتي بنفسي حتى أقول أني تراجعت لأنني لا أذكر شيئًا من هذا الكلام؟!!
السائل: فأنت ما أفتيت النساء بمثل هذا؟
الشيخ رحمه الله: أنا لا أذكر هذا, ولذلك أقول إذا كان شريط وتسمعينني فحينئذٍ أقول لا حول ولا قوة إلا بالله , وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون). اهـ المراد
وهذا هو الذي فعله الشيخ يحيى حفظه الله إذ قال للشيخ عبيد وفقه الله: (فلينظر فيه الشيخ عبيد إن رأى فيه خلاف الصواب فليـبـين وجه الخطأ فيه بالبرهان وصدري رحب لما يقوله الشيخ عبيد وفقه الله عن الجامعة الإسلامية واعتبر ذلك فائدة منه مشكورًا بما لا يحتاج إلى نشر على شبكة أو غيرها). اهـ
فلما أنزل الشريط في الشبكة ووقف الشيخ يحيى حفظه الله على الشريط رأى عجبًا, بترًا وتلفيقًا, كما ذكره في قوله الأول، قال الشيخ يحيى حفظه الله: (ومن ثم أخرج منشورًا آخر بعنوان (النقد الصحيح لما تضمنه التنبيه السديد من مخالفة الجواب الصحيح) فنظرت فيه فإذا فيه حملة شرسة مبناها على التقاط بعض الكلام عن الجامعة الإسلامية وحذف أو عدم اعتبار ما قد يكون قبله أو بعده في سياقه مما يوضحه...ولكن لعله التبس عليكم الكلام بسبب الحذف والتقطيع الذي حصل لكلامي المفصل في مقالي الذي قلت في سياقه –فيها سلفيون غرباء- فنُقل الكلام في أول (التقريرات العلمية) وحذفت عباراتي الموضحة المتظافرة مع غيرها من أن الجامعة فيها سلفيون وحزبيون ومن ذلك جوابي على السؤال الأخير من أسئلة بعض إخواننا من أهل جده على قوله: (ما نصيحتكم لمن يريد الالتحاق بالجامعة الإسلامية؟ قلت: الجامعة الإسلامية فيها سلفيون وحزبيون وقلنا بعده بأسطر من أسئلة أهل جدة الذي نقل منه الشيخ عبيد أو نقل إليه فعلى هذا إذا درست في الجامعة الإسلامية فكن على حذر جدًا من أولئك المجالسين للحزبيين والحمد لله يوجد مدرسون سلفيون ويوجد طلاب سلفيون تجلس معهم إن شاء الله وما لا يدرك كله لا يترك جله، ودراستك في الجامعة الإسلامية مع الحذر الشديد من الحزبيين خير من الجهل (ودراستك في الجامعة الإسلامية مع الوقوع في الحزبية والبدع والخرافات الجهل خير من ذلك) الجهل التي أنت فيه ببراءتك من الحزبية، الحزبية بدعة وأنت على سنة) فجاء الكلام مبتورًا التقط منه في التقريرات من كلمة: دراستك في الجامعة الإسلامية مع الوقوع في الحزبية والخرافات الجهل خير منها) وحذف الموضح له قبله من أثبات وجود السلفيين فيها من المدرسين والطلاب ونصيحتي للسائل المذكور أنه إذا درس في الجامعة الإسلامية يكون على حذر من المجالسين للحزبيين ويجلس مع السلفيين هذا الحذف مما جعلني أستغرب ما صدر من البيان الأول المسمى (بالتقريرات العلمية) وكان هذا الجواب قبل مدة نحو سنتين أو أكثر ولم يختلف عنه جوابي قبل صدور تقريرات الشيخ عبيد بنحو أسبوع كما ذكرت التفصيل فيه في (التنبيه السديد)!! فهذا كلام كافٍي شافي فعليك يا عبدالرحمن أن تتوب من هذه الاتهامات التي قلتها بغير حق وإلا كنت من أهل هذه الآية (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا)).
وقولك: (...بل غالط وراوغ...وهو أن حاول أن يذكر عددًا ممن أوهم أنهم يقولون مثل قوله).
أقول: رمتني بدائها وانسلت وهذا هو دأبك في هذه الفتنة أنك تقع في الخطأ وترمي به الآخرين فقولك: (أوهم أنهم...) اتهام للشيخ يحيى بالإيهام على القارئ فاعلم أن الإيهام كما قال الجرجاني في (تعريفاته) ص(141) ط/دار الكتب العلمية: (الإيهام ويقال له التخييل, هو أن يذكر لفظ له معنيان قريبٌ وغريب, فإذا سمعه الإنسان سبق إلى فهمه القريب, ومراد المتكلم الغريب, وأكثر المتشابهات من هذا الجنس). اهـ
فعلى ذلك أين الإيهام من ذكر محمد بن ظافر حفظه الله لقصته التي وقعت له في الجامعة الإسلامية مع دكتور من الدكاترة الذين قلت أنت فيهم: (لكن في الآونة الأخيرة تسلط عليها كثير من الحزبيين من مدراء ومدرسين ودكاترة)؟، بل فيها تأييد لفتواك السابقة ولفتوى الشيح يحيى حفظه الله، وأين الإيهام من قول الأخ عبدالباسط السوفي الجزائري ونقله عن الدكتور عبدالله المطرفي الذي فُصل: (اللجنة الآن كلها حزبية إلا واحد غير متعصب ولكنه منهم) وكذلك أين الإيهام من نقله لكلام الشيخ ربيع حفظه الله (إن الجامعة الإسلامية تحتوي على مدرسين حزبيين لكن المناهج سلفية ونصح بالدراسة فيها وقال: (خذوا المناهج واحذروا الحزبيين)؟ أليس ذلك موافقًا لقول الشيخ يحيى حفظه الله, (فعلى هذا إذا درست في الجامعة الإسلامية فكن على حذرٍ جدًا من أولئك المجالسين للحزبيين), ومخالف لكلامك بعدم النصح للدراسة فيها, وأين الإيهام من كلام الشاب اليمني؟، وأين الإيهام من كلام الشيخ محمد بن هادي المدخلي الذي نقله للشيخ مقبل رحمه الله عبر الأخ حسن بن قاسم الريمي (أخبر الشيخ مقبل بأن الجامعة الإسلامية ليست بأيدي السلفيين)؟ وأين الإيهام من نقله لكلام الشيخ محمد الإمام: (الجامعة مرت بمرحلتين المرحلة الأولى أقيمت وصيرت على منهج سلفي نقي واستمرت على هذه مدة ثم حصل التمكين للحزبيين في بعض أمور الجامعة فصارت المرحلة هذه تختلف عن المرحلة الأولى من الصفاء والنقاء وعدمه)؟، فالشيخ لا يريد من إيراده لهذه النقولات أن أصحاب هذه النقولات يوافقونه على أنها حزبية بحتة وأن الدراسة فيها حرام كما أوهمت بكلامك السابق الذي قلت فيه (ممن أوهم أنهم يقولون مثل قوله)، لا، لا يريد ذلك وإنما يريد كما قال في التوضيح: (فهذا كله مما لا أظن فضيلة الشيخ عبيد ينكره يثبت ما قاله كثير من السلفيين من أن الجامعة الإسلامية وفقها الله صارت الأغلبية فيها لهذه الأصناف ومن والاهم وبلا شك أن مثل هذا الصرح العظيم لا يهدأ للحزبيين بال حتى يتمكنوا فيه وقد فعلوا وليس كما يشير إليه الشيخ عبيد وفقه الله في أواخر (التقريرات العلمية) من أن وجودهم فيها شاذًا أو نادرًا, فمن المموه والمراوغ الآن يا عبدالرحمن أنت أم الشيخ يحيى حفظه الله ﴿فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين﴾ وهذا الذي أثبته الشيخ يحيى حفظه الله بهذه النقولات موافق لفتواك في هذه القضية ولله الحمد.
وقولك (وأما قولي لم نر من وفق من طلاب الجامعة في هذه السنوات الأخيرة فهذا قلته بناء على ما علمته في محيط مجتمعنا ممن حولنا من طلاب الجامعة آنذاك ).أقول: أولاً: هذا الإطلاق الذي قلته بأنك لم ترَ من وفِّق من خريجي الجامعة في هذه السنوات الأخيرة كذب وإجحاف بمحيطك الذي بنيت عليه هذه الفتوى, وذلك أنك رأيت بل وعايشت مجموعةً ممن تخرجوا من الجامعة الإسلامية ووفقوا في دينهم ودعوتهم وثباتهم منهم :
1_ عبده بن حسين اليافعي بلدياتك فهو أحد خريجي الجامعة وعنده شهادة وهو على خير ويثني عليه إخوانه خيراً وأنت تعرفه تماماً.
2_ أبو حاتم عبد الله بن حسن الأشموري _حفظه الله –وهو من خريجي عام 1423هـ
وقد سألته هل يعرفك عبد الرحمن ؟ فقال: نعم تماماً وهو الآن في دماج على خير وإخوانه يحبونه والشيخ يحيى _حفظه الله_ يثنى عليه خيراً.
3_ أبو عبد السلام حسن بن قاسم الريمي أحد خريجي عام 1412هـ_1413هـ
وهو على خير وقائم على مركز في مدينة تعز وعنده دعوة طيبة ومؤلفات وبحوث نافعة وأنت أيضا تعرفه نحسبهم كذلك والله حسيبهم .فهؤلاء إخوة قد ظلمتهم بإطلاقك هذا فانتبه يا من يقول عنك المتعصبة فقيه مركز دماج من هذه الإطلاقات التي تؤدى إلى الظلم ولها نظائر .
ثانياً: نرى أنك تعتمد كثيرا ًفي فتاويك على المحيطات فانتبه من هذه المحيطات فاليوم قد أوقعتك هذه المحيطات في فتاوى ضد الجامعة الإسلامية كلفتك العناء الكثيـــر وأوقعتك في الإجحاف بحق إخوانك السلفيين خريجي الجامعة الإسلامية اليمنيين وأوقعتك في التنكر لما كنت فيه من الخير وأوقعتك في التزلف والتلون لبعض الناس على حساب دينك فانتبه من محيط عبد الله بن مرعى وانتبه من محيط هاني بن بريك وانتبه من محيط عبد الغفور ...و..و..و.
وقولك (وقد يسر الله سبحانه وتعالى في هذه السنوات الثلاث الأخيرة بالتعرف على مجموعة طيبة ...الخ) أقول أولاً ما يدريك لعل هؤلاء من الحزبيين الذين تخرجوا من الجامعة الإسلامية فإنك لا تستطيع أن تميز المحيطات إلا بعد الانتقال إلى محيط أخر
ثانيًا: ما هي النتيجة من هذه التعرفات واللقاءات ما الذي تغير عند؟ لاشيء، غاية ما في الأمر قولك: (ولهذا فإن الذي ينبغي اعتماده من حيث النصح في دخولها أو عدم ذلك هو ما يقرره علماء السنة على ضوء أدلة الكتاب والسنة لاسيما ممن له صلة بالجامعة الإسلامية من المدرسين والمتخرجين...فنحيل ذلك عليهم (ومن أحيل على مليء فليتبع)).
فهذه الإحالة منك خروج من موطن الخلاف وهروب من ساحة المعركة ومراوغة مكشوفة للخروج من المأزق الذي يحاول عبدالرحمن إقامة مناورة حوله تلهي الناس عما صنعه من الفتنة والحزبية في الدعوة, وهيهات, ونذكر للفائدة قول الشيخ محمد بن عبدالله الإمام: في كتاب (بداية الانحراف ونهايته) ص(444): (لا تغتر بظاهر رجوع أهل البدع أن أهل البدع إذا رأوا نفرة الناس عنهم وشعروا بسقوط مكانتهم أو لحقتهم المؤاذاة لهم بالسجن أو بالطرد أو ما أشبه ذلك تظاهر بعضهم بالرجوع عن بدعته وهم غير صادقين...فأهل البدع محتالون مخادعون ماكرون فإذا قام أحدهم يتوب فالمطلوب اعتبار الضوابط المعتبرة عند أهل العلم المتعلقة بتوبته...) اهـ.
وقولك: (وعلى العبد أن يحذر من أن يعجب بنفسه أو يستبدَّ برأيه أو يشذ عن مشايخه وإخوانه).
أقول: لا نزال معك اليوم في مزيد من الإطلاقات يا فقيه دماج عند متعصبتك لما لا تضبط أقوالك بالضوابط الشرعية فإنه يلزمك في هذه الإطلاقات لوازم:
1- يلزم من هذه الإطلاقات تقليد المشايخ والإخوان وإن كانوا على خطأ.
2- ويلزم منها المداهنة والمصانعة والسكوت عن الخطأ تحت ستار عدم الشذوذ.
3- ويلزم منه ألاّ يقول الحق إلا ومشايخه وإخوانه يوافقونه عليه فإن خالفوه صار شاذًا مذمومًا، ولو أثبت ما يقول بكل وضوح.
4- يلزم منه ألا يُقبل الجرح المفسر إذا كان مشايخه وإخوانه عندهم تعديل مبهم لأنهم يخالفونه وهو شاذ، وهذا خلاف القواعد العلمية.
5- يلزم منه أن كلام المشايخ والإخوان حجة ومن خالفه صار شاذًا، ومن المعلوم أن الحجة البرهان.
فيا عبدالرحمن اضبط ألفاظك ولا تقل كأبي الحسن المصري: (كنت أقصد كذا كنت أريد كذا)، فانضباط العبارة وصوابها أن تقول: (أو يستبدَّ برأيه إذا كان مخالفًا للحق أو يشذ عن مشايخه وإخوانه إذا كانوا على الحق وإليك كلام السلف في ذلك:
قال الشاطبي في (الاعتصام) (3/464-465): (وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول اغد عالمًا أو متعلمًا ولا تغد إمعة فيما بين ذلك).
قال ابن وهب: (فسألت سفيان عن الإمعة فحدثني عن أبي الزعراء عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال كنا ندعوا الإمعة في الجاهلية الذي يدعي إلى طعام فيذهب معه غيره وهو فيكم اليوم المحقِّب دينه الرجال)، والمحقب: المتَّبع.
وقال (3/462): (وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ألا لا يقلدنّ أحدكم دينه رجلاً إن آمن آمن وإن كفر كفر فإنه لا أسوة في الشرع).
وهذا الكلام من ابن مسعود رضي الله عنه بيَّن مراد ما تقدم ذكره من كلام السلف وهو النهي عن اتباع الرجال من غير التفات...إلى غير ذلك). اهـ
وفي (3/472): (وترجم البخاري في هذه المعنى لهذا المعنى ترجمة تقتضي أن حكم الشارع إذا وقع وظهر فلا خيرة للرجال ولا اعتبار بهم وأن المشاورة إنما تكون قبل التبين. باب قول الله تعالى: ﴿ وأمرهم شورى بنيهم ﴾ ﴿وشاورهم في الأمر﴾ وأن المشاورة قبل العزم والتبين لقوله: (( فإذا عزمت فتوكل على الله ))
وقال: (3/472): (وكانت الأئمة بعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها فإذا وضح الكتاب والسنة لم يتعدوه إلى غيره اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, هذه جملة ما قال في تلك الترجمة مما يليق في هذا الموضع مما يدل على أن الصحابة رضي الله عنهم لم يأخذوا أقوال الرجال في طريق الحق إلا من حيث هم وسائل للتوصل إلى شرع الله لا من حيث هم أصحاب رتب رتب أو كذا كذا وهو ما تقدم).اهـ
وقال في (3/473): (وذكر ابن مزين عن عيسى بن دينار عن ابن القاسم عن ابن مالك أنه قال ليس كل ما قال رجلٌ قولاً وإن كان له ثقل يتبع عليه لقول الله عز وجل: ﴿الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه﴾.
فصل:
إذا ثبت أن الحق هو المعتبر دون الرجال فالحق أيضًا لا يعرف دون وساطتهم بل بهم يتوصل إليه وهم الأدلة على طريقه. اهـ كلامه
وقولك في الحاشية: (وأحب أن ألفت انتباه الجميع إلى أن من خلق يحيى الحجوري الذي عرف به أنه جريء في نفي...الخ.
أقول: يا عبدالرحمن العدني منذ كم وهذه المعرفة عندك أفي هذه الثلاث السنوات الأخيرة التي تغيرت فيها أمور كنت تعتقدها، منها تغير معلوماتك حول الجامعة الإسلامية وغير ذلك من المعلومات أم قبل ذلك؟ وهل هذه المعرفة والمعلومة جاءت إليك من المحيط الأول أو من الذي بعده؟ والذي يظهر أن هذه المعرفة جاءت إليك في هذه السنوات الأخيرة ومن أصحاب المحيط الآخر، فوالله ما علمنا شيخنا يحيى حفظه الله إلا وقافًا عند كتاب الله رجاعًا إلى الحق وقد شهد له بذلك أهل الفضل منهم الشيخ ربيع حفظه الله، قال في كتاب (التنكيل لما في لجاج أبي الحسن من الأباطيل) ص(34): (ومن المناسب أن أذكر هنا جوابًا صدر مني على اشتباه حصل لبعض الأفاضل في قول بعض الناس (إن الله مستوٍ على العرش من غير مماسة) فقلت رادًا لهذا الاشتباه وموضحًا وجه الحق فيه على حسب ما ظهر لي وفقًا لمنهج السلف وسيرًا على أصولهم...وأرجوا من فضيلتكم العدول عن هذه المسألة و ألاّ تقولوا إن لأهل السنة من المتقدمين والمتأخرين قولين...كما أرجوا الاجتهاد في إزاحة هذه الشبهة من أذهان تلاميذكم ومحبيكم والبعد منكم ومن إخوانكم عن إثارة مثل هذه المسألة التي تؤدي إلى القيل والقال وتؤدي إلى الفتن...فما كان من هذا الأخ الفاضل المذكور إلا الاستجابة وإعلان تراجعه على رؤوس الأشهاد في مدرسته وبلغني عن طريق الثقات أنه نشر ذلك في بلده وفقني الله وإياه لما يحبه ويرضي وثبتنا جميعًا على الحق والسنة). اهـ
وقال الأخ ياسر الشريف حفظه الله: (سمعت شريطًا لفضيلة العلامة ربيع بن هادي بن عمير المدخلي في محاضرته لأهل الإمارات وكان مما قيل في ذلك الشريط أنه سئل عن الشيخ يحيى الحجوري, قال الشيخ حفظه الله بلغتني عنه بعض الأمور فاتصلت به فقلت له يا أبا عبدالرحمن أأنت قلت كذا وكذا قال نعم فقال تتراجع عنها قال أتراجع رجلٌ عنده صدق ما عنده كذب نريد سلفية من هذه الطراز). اهـ
قلت: وقد أخبرنا الشيخ يحيى حفظه الله بهذه الاتصال وبهذا التراجع في الدرس أمام الآف من طلاب العلم ولم يمنعه شي عن قبول النصح والحق والاعتراف بالخطأ والرجوع عنه.
إلى هنا نكون بحمد الله أتينا على تبيين بعض عجائب وتخبطات عبدالرحمن العدني هداه الله في عدة أسطر له وما ذلك إلا مصداق ما قيل الحق أبلج والباطل لجلج،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تعليق