(حوار هادئ مع الشيخ الوصابي)
افتراء الوصابي على الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله
كتبه
أبو الربيع محسن بن عوض القليصي
بسم الله الرحمن الرحيم
ويليها السلسلة الثانية إن شاء الله تعالى
كتبه:
محسن بن عوض القليصي
الاثنين (19/3/1430هـ)
افتراء الوصابي على الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله
كتبه
أبو الربيع محسن بن عوض القليصي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين ، وبعد...
فإن من الأمور التي لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها عنزان :
أن الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله - كان من الثلة الباقية من سلفنا -رضوان الله عليهم- في هذا العصر، وحسبك به من إمام جمع بين العلم والعمل، والدعوة إلى الله على بصيرة، بالحكمة والموعظة الحسنة، وهو أشهر من علم في هذا الباب، بل حسبك به من إمام نصر السنة أيما نصر، وعظم السنة أيما تعظيم، حتى أصبح ذلك ظاهراً جلياً ظهور الشمس في رابعة النهار ، ظهر ذلك ظهوراً جلياً في أقواله وأعماله واعتقاده، وهذا أمر يعرفه كل من عرف ذلك الإمام أو رآه أو سمع عنه، بل حتى أعداء الإسلام يعرفون عنه ذلك لأجل ذلك هابوه .
والإمام ابن باز -رحمه الله- لم يكن إماماً في العلم فحسب، بل والله كان إماما في الكرم والجود وإماماً في الزهد والورع، وإماماً في العفو والصفح، وإماماً في الخشية، وإماماً في كل ما عرف من السجايا الحسنة والمعالي الرفيعة والخصال النبيلة أسر الأُمة بأجمعها في مشارق الأرض ومغاربها بحبه وحلمه وتواضعه وصفاء سريرته ونقائها, وحسن معاملته، فأحبه الراعي، والرعية، والكبير، والصغير، والغني، والفقير، والعزيز، والذليل، والأبيض، والأسود، وما يبغضه إلا من كان شاذاً في دينه، متهم فيه، منكوس الفطرة، متبلد العقل، لم يكن طعانا (1)ولا مغتاباً ولا نماما ولا حساداً(2) ولم يعرف عنه أنه انتصر لنفسه يوما من الدهر، بل كان عطوفا رحيما أرحم من بعض الناس بنفسه، بل كان ديدنه في كل زمان ومكان (اتقوا الله) فاصطفاه الله وجعله من المتقين :
يا رائد العلم في هذا الزمان ويا *** مجدد العصر في علم وأعمال
وحاتم في عطاياه وجوده *** في بحركم لا يساوي عشر مثقال
في الجود مدرسة في البذل مملكة *** في العلم نابغة أستاذ أجيال
الحق مذهبه والنصح يعجبه *** والذكر يطربه يَحيْىَ به سال
لم ينتقص أحداً لم يمتلئ حسداً *** لم يفتتن أبداً بالمنصب العالي
يا درة العصر يا بحر العلوم فما *** رأت لك العين من ند وأمثال
وحاتم في عطاياه وجوده *** في بحركم لا يساوي عشر مثقال
في الجود مدرسة في البذل مملكة *** في العلم نابغة أستاذ أجيال
الحق مذهبه والنصح يعجبه *** والذكر يطربه يَحيْىَ به سال
لم ينتقص أحداً لم يمتلئ حسداً *** لم يفتتن أبداً بالمنصب العالي
يا درة العصر يا بحر العلوم فما *** رأت لك العين من ند وأمثال
شاهد المقال: أن الواجب على كل مسلم محبة هذا الإمام وإجلاله وتقديره لماله من فضل وحسنات على الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، ولما له من جهود جبارة في خدمة دينه وأمته، ألا وإن من علامات محبته وإجلاله وتقديره: نشر علمه بين الناس وبيان منهجه الذي سار عليه في مسيرة حياته في الدعوة إلى الله، ومن أعظم علامات محبته: التصدي لكل من أراد أن يعبث بعقيدته أو يحرفها أو يشوهها أو يشوبها بأي شائبة، لأن العبث بعقيدة هذا الإمام وإبرازها بغير صورتها الحقيقية ليست كالعبث بأي عقيدة رجل آخر، لأن الإمام ابن باز كان أمة بحد ذاته، ولأن عقيدته كانت تمثل عقيدة السلف الصالح، ولأن عقيدته كانت تمثل الإسلام بصورته الحقيقية، وهذا أمر بالإجماع يعرفه الصغير قبل الكبير.
وان من أعجب العجائب أن يتجرأ شخص ويحاول أن يعبث بعقيدة هذا الإمام ويبرزها بغير صورتها الحقيقية.
ومن الأمور التي لا تخفى ما لمثل هذا الفعل من مفاسد عظيمة وعواقب وخيمة ليس على مستوى الفرد فحسب، بل على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع، وعلى مستوى الأمة والعالم بأسره.
ألا وان من أعظم هذه المفاسد المترتبة على الإقدام بمثل هذه الجرأة:
1) فتح باب الطعن في عقيدته ومنهجه سواء كان من أعداء الإسلام أو من أعداء العقيدة كالروافض والصوفية والحزبيين بأسرهم.
2) فتح باب الطعن في علمه واتهامه بالجهل.
3) حشره بين أهل الباطل من أهل البدع والأهواء.
4) إلزامه بنشر البدع والمحدثات وغير هذه من المفاسد التي لا تحمد عقباها.
2) فتح باب الطعن في علمه واتهامه بالجهل.
3) حشره بين أهل الباطل من أهل البدع والأهواء.
4) إلزامه بنشر البدع والمحدثات وغير هذه من المفاسد التي لا تحمد عقباها.
ألا وان من هؤلاء الذين تجرؤوا على الإقدام بمثل هذه الجرأة العظيمة هو: الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي -هداه الله- ، حيث حاول أن يحرف عقيدة هذا الإمام وحاول أن يغير منهجه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً بحسب ما تشتهيه نفسه!! وذلك بأن نسب إليه بأنه يقر بتوحيد الحاكمية كنوع مستقل بذاته !!! وبأنه كان يحاضر عند الحزبيين بل ويأمر طلابه بالذهاب إليهم،
وقد يقول قائل:
إنك افتريت على الشيخ الوصابي وألصقت به هذه التهمة ظلماً وبهتاناً فما دليلك على ذلك؟
أقول لله درُّ الأسدي حين قال:
فهذا الحق ليس به خفاء *** فدعني من بنيات الطريق
وقال الآخر:
ألم تر أن الحق تلقاه أبلجا *** وأنك ترى باطل القول لجلجا
وسأقوم إن شاء الله ببيان ذلك على وجه التفصيل حتى لا يُقال أننا نتقوّل عليه، ودونك التفصيل:
نسبة القول له بإقراره (بتوحيد الحاكمية) !!:
قال الشيخ الوصابي في كتابه: (القول المفيد:ص 72):
((تعريف التوحيد: التوحيد لغة:مصدر وحد يوحد، أي جعل الشيء واحداً. وشرعاً هو:افراد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته وحكمه. انظر مجموع فتاوى الشيخ ابن باز:(1/34) )) انتهى كلام الشيخ الوصابي.
((تعريف التوحيد: التوحيد لغة:مصدر وحد يوحد، أي جعل الشيء واحداً. وشرعاً هو:افراد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته وحكمه. انظر مجموع فتاوى الشيخ ابن باز:(1/34) )) انتهى كلام الشيخ الوصابي.
فعندما صدر هذا الكتاب بعد تنقيح الشيخ له مع الزياده فيه في عام (1422هـ) قمت بتصفح هذ الكتاب، لأن الشيخ أمر بذلك حيث قال في درس من دروسه:(إذا رأيتم أي خطأ في الكتاب فنبهوني به فستجدون الدعاء مني) وكرر ذلك أكثر من مرة.
فشجعت نفسي على ذلك وقمت بتصفح الكتاب، وكأن الشيخ كان يلمح بأن في الكتاب بعض الأشياء التي اجتهد فيها من عند نفسه، فوقع بصري على عدة أمور مخالفة لما عليه علماؤنا في تصنيفهم لكتب العقيدة والتوحيد، ومن أهم هذه الأمور نسبة هذه المقالة الزائدة: (وحكمه) للإمام ابن باز – رحمه الله – حتى أنني ظننت أن هذا القول يقول به الإمام ابن باز – رحمه الله – حتى أنه داخلني الشك والريب مع أننا على يقين من عقيدة الإمام -رحمه الله – فما كان مني إلا أن قمت في الحال ومددت يدي إلى كتب الإمام ابن باز رحمه الله وأخذت المجلد المشار إليه في كتابه وهو(1/34)من مجموع الفتاوى، ثم فتحت على الصفحة المشار إليها وأخذت أقرأها فلم أجد نسبة هذه المقالة للإمام ابن باز - رحمه الله - ،فتعجبت غاية التعجب من هذه التصرفات ومن هذه الجرأة، إذ كيف يحق له أن يقوم بتلك التصرفات من تلقاء نفسه.
وإليك كلام الإمام ابن باز -رحمه الله- برمّته: قال رحمه الله(1/34)
(والتوحيد : مصدر وحد يوحد توحيدا, يعني: وحد الله أي اعتقده واحدا لا شريك له في ربوبيته, ولا في أسمائه وصفاته, ولا في ألوهيته وعبادته, سبحانه وتعالى .......وعند التفصيل تكون أنواع التوحيد ثلاثة: توحيد الربوبية , وتوحيد الألوهية, وتوحيد الأسماء الصفات , فتوحيد الربوبية أقرّ به المشركون ولم ينكروه, لكنهم لم يدخلوا به في الإسلام..... ) .
فلما تأكدت من أن هذه النسبة مدرجة من قبل الشيخ الوصابي : اجتمعت أنا وبعض الإخوة من طلاب العلم ، والشيخ الوصابي يعرفهم ، وقلت لهم نذهب إلى الشيخ ونتبين ونتثبت ماذا يريد بنسبة هذه المقالة للإمام ابن باز - رحمه الله - .
وقلت لإخواني الطلاب ربما حصل منه ذلك سبق قلم ، أو حصل منه نتيجة اجتهاد ، مع أن الاجتهاد في مثل هذه الحالات لا يجوز شرعاً، لاسيما نسبة مقالات محدثة إلى أئمة أجلاء لهم قدم صدق في العلم .
فاجتمعنا بالشيخ في الغرفة التي بجوار المحراب بعد صلاة العصر في شهر ربيع ثاني عام 1422هـ
وقلنا له: يا شيخ أنت طلبت من طلابك الوقوف على هذا الكتاب وتصفحه، ومن له أي تنبيه فلينبهك عليه ،
فقال : هل وجدتم شيئا ؟
فقلت له : نعم يا شيخ وجدنا أشياء كثيرة .
فقال: ما هي هذه الأشياء ؟ .
فقلت له : هناك أمور مخالفة لما عليه العلماء، فبينت له بعض هذه المخالفات،حتى وصلنا إلى تعريفه للتوحيد،وإلى نسبة هذه المقالة الزائدة للشيخ ابن باز - رحمه الله - ،فقلت له: إن الشيخ ابن باز - رحمه الله - لم يقل هذه المقالة المشار إليها آنفاً.
فقال لي: ومن الذي أخبرك بذلك؟.
فقلت له: أنا وقفت بنفسي على كلام الشيخ ابن باز - رحمه الله - ولم أجد ذلك!!
فقال لي:وهل تأكدت من ذلك؟ .
فقلت له: نعم،وهذا الكتاب في يدي وسأقرأ عليك كلام الشيخ ابن باز ، ثم قرأت عليه كلام الشيخ ابن باز حتى انتهيت من الصفحة المشار إليها ،فقلت له : أين يا شيخ موضع هذه الكلمة من كلام الشيخ ابن باز رحمه الله ؟
فسكت !!!،
ثم قلت له من باب التأكيد : هل أنت يا شيخ تقول بتوحيد الحاكمية ؟
فقال : نعم.
فقلت له : من قال به من العلماء يا شيخ ؟ .
فسكت !!!.
وقلنا له: يا شيخ أنت طلبت من طلابك الوقوف على هذا الكتاب وتصفحه، ومن له أي تنبيه فلينبهك عليه ،
فقال : هل وجدتم شيئا ؟
فقلت له : نعم يا شيخ وجدنا أشياء كثيرة .
فقال: ما هي هذه الأشياء ؟ .
فقلت له : هناك أمور مخالفة لما عليه العلماء، فبينت له بعض هذه المخالفات،حتى وصلنا إلى تعريفه للتوحيد،وإلى نسبة هذه المقالة الزائدة للشيخ ابن باز - رحمه الله - ،فقلت له: إن الشيخ ابن باز - رحمه الله - لم يقل هذه المقالة المشار إليها آنفاً.
فقال لي: ومن الذي أخبرك بذلك؟.
فقلت له: أنا وقفت بنفسي على كلام الشيخ ابن باز - رحمه الله - ولم أجد ذلك!!
فقال لي:وهل تأكدت من ذلك؟ .
فقلت له: نعم،وهذا الكتاب في يدي وسأقرأ عليك كلام الشيخ ابن باز ، ثم قرأت عليه كلام الشيخ ابن باز حتى انتهيت من الصفحة المشار إليها ،فقلت له : أين يا شيخ موضع هذه الكلمة من كلام الشيخ ابن باز رحمه الله ؟
فسكت !!!،
ثم قلت له من باب التأكيد : هل أنت يا شيخ تقول بتوحيد الحاكمية ؟
فقال : نعم.
فقلت له : من قال به من العلماء يا شيخ ؟ .
فسكت !!!.
وكنت أعلم أن الشيخ يقول به من قبل خروج كتابه، فقد كان يدندن مرة في أحد دروسه بعد المغرب حول (الحاكمية) ثم عرج حول (توحيد الحاكمية) وكأنه يقول به على حسب ما فهمت من كلامه ثم بعد أن انتهى من كلامه،سألته: هل (توحيد الحاكمية) يعد توحيداً مستقلاً بذاته.؟!
فقال لي: نعم يستحق أن يتفرد بذاته.
وكان هذا في ليلة الأربعاء:6/11/1421 هـ .
فقال لي: نعم يستحق أن يتفرد بذاته.
وكان هذا في ليلة الأربعاء:6/11/1421 هـ .
ثم في نهاية الجلسة مع الشيخ قلت له: أنا يا شيخ سألت شيخنا صالح السحيمي - حفظه الله - في أحد دروسه في الحرم عن توحيد الحاكمية ،
فقال لي:توحيد الحاكمية: توحيد محدث، وأول من جاء به الإخوان المسلمون، وما جاءوا به إلا لأجل تكفير الحكام والخروج عليهم.
فقال لي:توحيد الحاكمية: توحيد محدث، وأول من جاء به الإخوان المسلمون، وما جاءوا به إلا لأجل تكفير الحكام والخروج عليهم.
ونقلت له كلام اللجنة الدائمة - حفظهم الله - في توحيد الحاكمية، ونقل له أيضاً الإخوة بعض كلام العلماء في توحيد الحاكمية.
ثم بينت له أيضاً بعض الملاحظات الموجودة في ثنايا الكتاب، ثم انتهت الجلسة بعد ذلك قبيل المغرب،على أن أكتب هذه الملاحظات في ورقة وأعطيه إياها.
ومن المؤسف!! أنه في درس تلك الليلة ظننت أنه سيثني على طلابه الذين أعانوه على الخير، ولكن أخذ يتكلم على الخوارج في الدرس، وأخذ يبين أوصافهم وكيف يخرجون على العلماء وأخذ يشبهنا بهم، بل لقد جعل درس تلك الليلة كله حول الخوارج وهذا هو الدعاء الذي وعدنا به!!! ولا حول ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}.
حتى أن أحد أصدقائي كان ينظر في وجهي ويبتسم ويشير برأسه تأسفا من تصرف الشيخ وبعد أن انتهى الدرس أخذت أهدئ صديقي وأمتص غضبه رويداً رويداً ، وقلت له : لعل الشيخ اجتهد في حكمه علينا، وتواصينا بالصبر فيما بيننا، مع أنني على علم بأنه رجل متكبر لا يحب الحق(3).
ثم كتبت الملاحظات التي طلبها مني وأعطيته إياها بعد أربعة أيام وفيها الأخطاء الموجودة في الكتاب.
وبعد أسبوع جاءت للشيخ أسئلة من بريطانيا، وكان من ضمن هذه الأسئلة : سؤال يتعلق بتوحيد الحاكمية ، فأجاب الشيخ بأن توحيد الحاكمية يعد نوعاً مستقلاً بذاته، والأدهى من ذلك: أنه نسب هذا القول إلى العلامة محمد بن أمان الجامي - رحمه الله - وأنه يقول به أيضاً .
فأخبرت في اليوم الثاني بهذا الأمر، وأن الشيخ أفتى بأن (توحيد الحاكمية يعد نوعاً مستقلاً بذاته) فتعجبت غاية التعجب من هذا الرجل إذ كيف يفتي على رؤوس الملأ، وقد بينا له أن هذا القول هو قول أهل البدع من إخوانية وسرورية وقطبية، وكانت إجابته على الأسئلة البريطانية في درس الظهر، حيث كان في غالب الأوقات يجيب على الأسئلة في ذلك الوقت، فحضرت اليوم الثاني درس الظهر وكأن الشيخ شعر بسبب حضوري، لأنني لم أكن مواظباً على درس الظهر،
ثم في نهاية الدرس سأل طالبًا من الطلاب وقال له : هل توحيد الحاكمية يعد توحيداً مستقلا بذاته ؟ وما سأله - والله - إلا لأجلي وأنا أعلم ذلك ،
فقال الطالب: نعم .
ثم في نهاية الدرس سأل طالبًا من الطلاب وقال له : هل توحيد الحاكمية يعد توحيداً مستقلا بذاته ؟ وما سأله - والله - إلا لأجلي وأنا أعلم ذلك ،
فقال الطالب: نعم .
فقال له الشيخ : مَن مِن العلماء قال بذلك ؟ .
فقال الطالب : الشيخ محمد بن أمان الجامي(4) .
فقال الطالب : الشيخ محمد بن أمان الجامي(4) .
فغضبت من هذا الأمر كثيراً، وكأن الشيخ أصبح يجاهر بهذه البدعة مجاهرة بل ويدعو إليها، بل ويلقنها طلابه ويتقول على العلماء ، تارة على الإمام ابن باز بالكتابة ، وتارة على العلامة محمد الجامي بالتلقين الشفهي، ولم أستطع أن أتمالك نفسي من الغضب،
فما كان مني إلا أن رفعت يدي وقلت للشيخ : إن توحيد الحاكمية لا يعد توحيداً مستقلاً بذاته،
فقال لي: إن الشيخ محمد أمان الجامي يقول بذلك .
فقلت له: أين قال ذلك ؟.
فقال لي : في كتاب (حقيقة الشورى في الإسلام صـ 11) .
فقلت : يا شيخ إن الشيخ محمد أمان الجامي - رحمه الله - يرد في هذا الكتاب على الحركيين الذين يدندنون حول توحيد الحاكمية، ويبين لهم أن الحاكمية لا بد أن تكون في جميع مجالات الحياة الدينية والدنيوية .
فقال لي : بل هو يقول بذلك وراجع الكتاب .
فقال لي: إن الشيخ محمد أمان الجامي يقول بذلك .
فقلت له: أين قال ذلك ؟.
فقال لي : في كتاب (حقيقة الشورى في الإسلام صـ 11) .
فقلت : يا شيخ إن الشيخ محمد أمان الجامي - رحمه الله - يرد في هذا الكتاب على الحركيين الذين يدندنون حول توحيد الحاكمية، ويبين لهم أن الحاكمية لا بد أن تكون في جميع مجالات الحياة الدينية والدنيوية .
فقال لي : بل هو يقول بذلك وراجع الكتاب .
فلما عدت إلى البيت وكان الكتاب معي - ولله الحمد والمنة - فقد حصلت عليه هدية من علي بن الشيخ محمد أمان الجامي - رحمه الله - ، ثم تصفحت الكتاب والصفحة المشار إليها بلسانه ووجدت الكلام خلاف ما ادعاه الشيخ الوصابي حيث قال الشيخ العلامة الجامي- رحمه الله - :
((إن الحاكمية في الإسلام لله وحده ، وهذا ما يؤمن به كل مسلم واع لم تتغير فطرته بالأفكار الغربية والشرقية ، لأن توحيد الحاكمية هو توحيد التشريع نفسه ، وهو نوع من توحيد العبادة ، فلا عبادة إلا لله ، إذن فلا حاكمية إلا لله وحده ، لا لفرد أو حزب ، أو شعب)).
((إن الحاكمية في الإسلام لله وحده ، وهذا ما يؤمن به كل مسلم واع لم تتغير فطرته بالأفكار الغربية والشرقية ، لأن توحيد الحاكمية هو توحيد التشريع نفسه ، وهو نوع من توحيد العبادة ، فلا عبادة إلا لله ، إذن فلا حاكمية إلا لله وحده ، لا لفرد أو حزب ، أو شعب)).
فهذا العلامة محمد أمان الجامي - رحمه الله - يرد على الحركيين الذين يدندنون حول الحاكمية ويبين لهم أن توحيد الحاكمية الذي أحدثوه إنما يدخل تحت توحيد الألوهية وهو جزء منه وليس مستقلاً بذاته، وهذا هو الحق وهو كلام جميع علمائنا بالإجماع .
فأين فهم الشيخ الوصابي لكلام العلامة محمد الجامي - رحمه الله - حتى ينسب له هذا القول المحدث، بل وينشره بين الطلاب!!! بل وعلى مستوى العالم كما في شريط الأسئلة البريطانية!!! فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
سارت مشرقة وسرت مغربا *** شتان ما بين مشرق ومغرب
ثم مكثت ما يقارب من سنة ونصف وأنا مكمم الفاه، ومنتظر أن الشيخ سيصرح في يوم من الأيام برجوعه وعدوله عن هذا القول الذي ليس عليه أهل السنة ، ثم شاء الله تعالى وأنا في المدينة النبوية أن أذهب إلى مكتبة ابن رجب ، فوقعت عيني على كتاب يعالج هذه القضية، وعلم الله أني فرحت بذلك غاية الفرح لأجل أن أبين للشيخ أقوال علمائنا في هذه المسألة، وأن هذا القول هو قول أهل البدع، أصحاب المناهج السياسية التكفيرية المنحرفة.
ثم بعد ذلك بفترة وجيزة نزلت اليمن في شهر ربيع الأول في عام 1424هـ فجئت بالكتاب إلى الشيخ الوصابي، وقلت له وبكل أدب وحشمة واحترام - وكان هذا الكلام بيني وبينه - : هل قرأت هذا الكتاب يا شيخ ؟ .
فنظر في الكتاب وقال لي: لا .
فقلت له :إذن اقرأ هذا الكتاب فستجد فيه أقوال العلماء في مسألة توحيد الحاكمية واسم هذا الكتاب : ((العلماء يتولون تفنيد الدعاوي السياسية المنحرفة لعبد الرحمن عبد الخالق خاصة تقسيمه التوحيد إلى أربعة أقسام )) .
فنظر في الكتاب وقال لي: لا .
فقلت له :إذن اقرأ هذا الكتاب فستجد فيه أقوال العلماء في مسألة توحيد الحاكمية واسم هذا الكتاب : ((العلماء يتولون تفنيد الدعاوي السياسية المنحرفة لعبد الرحمن عبد الخالق خاصة تقسيمه التوحيد إلى أربعة أقسام )) .
وكم كنت متفائلا بأن الشيخ سيصرح بتراجعه عندما يقف على كلام علمائنا الكبار، ولكن للأسف مكث الكتاب معه ما يقارب من أسبوعين ، ثم أعطى صديقي يعطيني إياه ، ولم يتفوه بكلمة واحدة حول هذا الموضوع.
بل الأدهى والأمر من ذلك: أن الكتاب طبع طبعة بعد هذه الطبعة و لا يزال مصراً على نسبة هذه المقالة (وحكمه) للإمام ابن باز - رحمه الله – ولا يخفى ما في التقول على العلماء ونسبة أقوال لهم محدثة من المفاسد العظيمة ، فإن التقول عليهم مطية للمهالك، فلربما زاغت أمة بسبب هذا التقول، ولربما فتح الباب لأهل البدع بأن يروجوا لباطلهم وخرافاتهم، ولو لم يكن من ذلك كله إلا أن أهل البدع يستدلون على ذلك بأن المسألة اجتهادية، ولا تسل عما سيقع من التلبيس على الجهال ، بل وحتى على بعض أهل العلم بسبب ذلك.
فانظروا إلى هذا الرجل الذي أراد أن يكحل عقيدة أهل السنة بعمى أهل البدع.
فإذا كان الشيخ الوصابي يتجرأ هذه الجرأة التي ما سبق إليها فأين ادعاؤه لاتباع منهج السلف؟
وإذا كان متبعا للسنة فلماذا لم يمنعه اتباعه من التقول على أمثال هؤلاء العلماء الجبال الذين وقفوا كالطود الشامخ أمام فتن كادت أن تعصف بالأمة؟.
فكم جرت من مقالات كاذبة بكثير من أهل العلم إلى الانحراف ولاسيما إذا كانت هذه المقالة المفتراة والمختلقة لمن له قدم صدق بين الأمة كالإمام ابن باز - رحمه الله - .
ألا فليتق الله الشيخ الوصابي وليجعل نصب عينيه قول الله تعالى : ((ستكتب شهادتهم ويسألون)) ويتذكر أيضا قوله تعالى : (( ألم يعلم بأن الله يرى )) .
وما من كاتب إلا سيلقى *** غداة الحشر ما كتبت يداهُ
فلا تكتب بكفك غير شيءٍ***يسرُّك في القيامة أن تراهُ
فلا تكتب بكفك غير شيءٍ***يسرُّك في القيامة أن تراهُ
*والأمر العجيب بحق وحقيقة: أنني قبل سنتين وذلك في عام (1428هـ) عندما حصل بيني وبينه بعض الخلافات ،واتهمني بأنني أزهد في الدورات العلمية (زعم)
قلت لبعض طلابه: إذا كان الشيخ يتهمني بأني منافق وأنني أزهد في الدورات العلمية فإن الذي عند الشيخ هو أعظم مما عندي حيث اتهم العلماء بالجوسسة وتقوّل على الشيخ ابن باز، وأصبح يذهب عند الحزبيين يحاضر ويأمر طلابه بذلك...،
فذهب وأخبر الشيخ بذلك، فما كان من الشيخ إلا أن أنكر، وقال له: أنا متى قلت بتوحيد الحاكمية!!،
فقال له: يقول أنت قلت ذلك في كتابك ونسبت ذلك للشيخ ابن باز،
قلت لبعض طلابه: إذا كان الشيخ يتهمني بأني منافق وأنني أزهد في الدورات العلمية فإن الذي عند الشيخ هو أعظم مما عندي حيث اتهم العلماء بالجوسسة وتقوّل على الشيخ ابن باز، وأصبح يذهب عند الحزبيين يحاضر ويأمر طلابه بذلك...،
فذهب وأخبر الشيخ بذلك، فما كان من الشيخ إلا أن أنكر، وقال له: أنا متى قلت بتوحيد الحاكمية!!،
فقال له: يقول أنت قلت ذلك في كتابك ونسبت ذلك للشيخ ابن باز،
فما كان منه إلا أن أخذ الكتاب ونظر فيه، وإذا به أمام الحقيقة (5) فماذا يفعل كي يخلص نفسه؟! نظر في الكتاب فقال للأخ: أنا قلت:(انظر) ولم أقل :(كما في المجلد!!!!)
فلما جاءني الأخ وقال لي هذا الكلام ضحكت كثيراً وقلت للأخ قل له: يا شيخ محمد أنت تخاطب إنساناً من العرب عاش في المدينة أنت لا تخاطب أعجمياً عاش في باكستان أو في بعض الدول الأفريقية، فانظروا يا أمة الإسلام إلى هذه التصرفات العجيبة بحق وحقيقة، فهل هذه تليق به كمفتي!!!.
..................................كلام العلماء في توحيد الحاكمية :
(1) لإمام المحدث الألباني –رحمه الله-:
سئل –رحمه الله-: شيخنا - بارك الله فيك - ذكر علماء السلف - رحمة الله عليهم - أن التوحيد أنواع ثلاثة :
1) توحيد الألوهية . 2) توحيد الربوبية .3) توحيد الأسماء والصفات .
فهل يصح أن نقول بأن هناك توحيداً رابعاً هو توحيد الحاكمية أو توحيد الحكم ؟ .
فأجاب - رحمه الله - :
الحاكمية فرع من فروع توحيد الألوهية، والذين يدندنون بهذه (الكلمة المحدثة) في العصر الحاضر يتخذون سلاحاً ليس لتعليم المسلمين التوحيد الذي جاء به الأنبياء والرسل كلهم، وإنما هو ((سلاح سياسي)) وأنا من أجل هذا إن شئت أن أثبت لكم ما قلت آنفاً مع أن هذا سؤال تكرر مني الجواب مراراً وتكراراً عنه، وإن شئت مضينا في ما نحن فيه . أنا قلت في مثل هذه المناسبة تأييدا لما قلت آنفاً: (إن استعمال كلمة الحاكمية هو من تمام الدعوة السياسية التي يختص بها بعض الأحزاب القائمة اليوم ). وأذكر بهذه المناسبة قصة وقعت بيني وبين أحد الخطباء في مسجد من مساجد دمشق يوم الجمعة ، خطب خطبة كلها حول الحاكمية لله - عز وجل - أخطأ هذا الإنسان في مسألة فقهية، لما انتهى من صلاة الجمعة تقدمت إليه وسلمت عليه وقلت له : يا أخي أنت فعلت كذا وكذا وهذا خلاف السنة . قال لي : أنا حنفي والمذهب الحنفي يقول بما فعلته . قلت : سبحان الله أنت خطبت أن الحاكمية لله - عز وجل - (فأنتم تستعملون هذه الكلمة فقط لمحاربة من تظنون من الحكام أنهم كفار لأنهم لا يحكمون بالشريعة الإسلامية ونسيتم أنفسكم أن هذه الحاكمية تشمل كل مسلم ) . فلماذا أنت الآن أنا أذكر لك أن الرسول فعل كذا وأنت تقول : أنا مذهبي كذا، خالفت ما تدعو الناس إليه !! . فنحن لولا أنهم اتخذوا هذه الكلمة وسيلة للدعاية السياسية عندهم كنا قلنا : (هذه بضاعتنا ردت إلينا).
فالدعوة التي ندعو الناس إليها: فيها الحاكمية، وفيها غير الحاكمية ، توحيد الإلوهية وتوحيد العبادة يدخل فيها ما تدندنون حوله ،ونحن الذين نشرنا ما تذكرونه حينما تدندنون حول الحاكمية حديث حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تلا على الصحابة الكرام هذه الآية : ((اتخذوا احبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)) قال عدي بن حاتم الطائي : والله يا رسول الله ما اتخذناهم أرباباً من دون الله . قال: ((ألستم كنتم إذا حرموا لكم حلالاً حرمتموه، وإذا حللوا لكم حراماً حللتموه؟ )) قال : أما هذا فقد كان ، قال : ((فذاك اتخاذكم إياهم أربابا من دون الله)) نحن الذين نشرنا هذا الحديث ووصل هذا إلى الآخرين ثم طوروا جزءاً من توحيد الإلوهية أو العبادة (بهذا العنوان المبتدع لغرض سياسي) فأنا لا أرى شيئاً في اصطلاح كهذا لولا أنهم وقفوا عنده دعاية ولم يعلموا بمقتضاه وهو كما ذكرت آنفاً جزء من توحيد العبادة ، فتراهم يعبدون الله كيف ما اتفق لأحدهم، وإذا قيل له ، هذا العمل خلاف السنة ، هذا خلاف قول الرسول صلى الله عليه وسلم قال : أنا مذهبي كذا ، الحاكمية لله ليست فقط ضد الكفار، والمشركين، وضد المعتدين، أيضا الذين يتعبدون لله بخلاف ما جاء عن الله في كتابه وعن نبيه عليه الصلاة والسلام في سنته .
سئل –رحمه الله-: شيخنا - بارك الله فيك - ذكر علماء السلف - رحمة الله عليهم - أن التوحيد أنواع ثلاثة :
1) توحيد الألوهية . 2) توحيد الربوبية .3) توحيد الأسماء والصفات .
فهل يصح أن نقول بأن هناك توحيداً رابعاً هو توحيد الحاكمية أو توحيد الحكم ؟ .
فأجاب - رحمه الله - :
الحاكمية فرع من فروع توحيد الألوهية، والذين يدندنون بهذه (الكلمة المحدثة) في العصر الحاضر يتخذون سلاحاً ليس لتعليم المسلمين التوحيد الذي جاء به الأنبياء والرسل كلهم، وإنما هو ((سلاح سياسي)) وأنا من أجل هذا إن شئت أن أثبت لكم ما قلت آنفاً مع أن هذا سؤال تكرر مني الجواب مراراً وتكراراً عنه، وإن شئت مضينا في ما نحن فيه . أنا قلت في مثل هذه المناسبة تأييدا لما قلت آنفاً: (إن استعمال كلمة الحاكمية هو من تمام الدعوة السياسية التي يختص بها بعض الأحزاب القائمة اليوم ). وأذكر بهذه المناسبة قصة وقعت بيني وبين أحد الخطباء في مسجد من مساجد دمشق يوم الجمعة ، خطب خطبة كلها حول الحاكمية لله - عز وجل - أخطأ هذا الإنسان في مسألة فقهية، لما انتهى من صلاة الجمعة تقدمت إليه وسلمت عليه وقلت له : يا أخي أنت فعلت كذا وكذا وهذا خلاف السنة . قال لي : أنا حنفي والمذهب الحنفي يقول بما فعلته . قلت : سبحان الله أنت خطبت أن الحاكمية لله - عز وجل - (فأنتم تستعملون هذه الكلمة فقط لمحاربة من تظنون من الحكام أنهم كفار لأنهم لا يحكمون بالشريعة الإسلامية ونسيتم أنفسكم أن هذه الحاكمية تشمل كل مسلم ) . فلماذا أنت الآن أنا أذكر لك أن الرسول فعل كذا وأنت تقول : أنا مذهبي كذا، خالفت ما تدعو الناس إليه !! . فنحن لولا أنهم اتخذوا هذه الكلمة وسيلة للدعاية السياسية عندهم كنا قلنا : (هذه بضاعتنا ردت إلينا).
فالدعوة التي ندعو الناس إليها: فيها الحاكمية، وفيها غير الحاكمية ، توحيد الإلوهية وتوحيد العبادة يدخل فيها ما تدندنون حوله ،ونحن الذين نشرنا ما تذكرونه حينما تدندنون حول الحاكمية حديث حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تلا على الصحابة الكرام هذه الآية : ((اتخذوا احبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)) قال عدي بن حاتم الطائي : والله يا رسول الله ما اتخذناهم أرباباً من دون الله . قال: ((ألستم كنتم إذا حرموا لكم حلالاً حرمتموه، وإذا حللوا لكم حراماً حللتموه؟ )) قال : أما هذا فقد كان ، قال : ((فذاك اتخاذكم إياهم أربابا من دون الله)) نحن الذين نشرنا هذا الحديث ووصل هذا إلى الآخرين ثم طوروا جزءاً من توحيد الإلوهية أو العبادة (بهذا العنوان المبتدع لغرض سياسي) فأنا لا أرى شيئاً في اصطلاح كهذا لولا أنهم وقفوا عنده دعاية ولم يعلموا بمقتضاه وهو كما ذكرت آنفاً جزء من توحيد العبادة ، فتراهم يعبدون الله كيف ما اتفق لأحدهم، وإذا قيل له ، هذا العمل خلاف السنة ، هذا خلاف قول الرسول صلى الله عليه وسلم قال : أنا مذهبي كذا ، الحاكمية لله ليست فقط ضد الكفار، والمشركين، وضد المعتدين، أيضا الذين يتعبدون لله بخلاف ما جاء عن الله في كتابه وعن نبيه عليه الصلاة والسلام في سنته .
(2) الإمام الفقيه : محمد بن عثيمين :
قال - رحمه الله تعالى- : من يدعي أن هناك قسماً رابعاً للتوحيد تحت مسمى (توحيد الحاكمية) يعد مبتدعاً، فهذا تقسيم مبتدع صادر من جاهل لا يفقه من أمر العقيدة والدين شيئاً، وذلك لأن الحاكمية تدخل في توحيد الربوبية من جهة: أن الله يحكم بما شاء، وتدخل في توحيد الإلوهية : أن العبد عليه أن يتعبد الله بما حكم ، فهو ليس خارجاً عن أنواع التوحيد الثلاثة :توحيد الربوبية والإلوهية والأسماء والصفات .
قال - رحمه الله تعالى- : من يدعي أن هناك قسماً رابعاً للتوحيد تحت مسمى (توحيد الحاكمية) يعد مبتدعاً، فهذا تقسيم مبتدع صادر من جاهل لا يفقه من أمر العقيدة والدين شيئاً، وذلك لأن الحاكمية تدخل في توحيد الربوبية من جهة: أن الله يحكم بما شاء، وتدخل في توحيد الإلوهية : أن العبد عليه أن يتعبد الله بما حكم ، فهو ليس خارجاً عن أنواع التوحيد الثلاثة :توحيد الربوبية والإلوهية والأسماء والصفات .
(3) العلامة المفتي : عبد العزيز آل الشيخ:
قال - حفظه الله - :
عندما يتأمل المسلم كتاب الله -سبحانه وتعالى-، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يجد أن التوحيد ثلاثة أقسام:
عندما يتأمل المسلم كتاب الله -سبحانه وتعالى-، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يجد أن التوحيد ثلاثة أقسام:
(1)توحيد الربوبية.
(2)توحيد الأسماء والصفات.
(3)توحيد الألوهيه.
(2)توحيد الأسماء والصفات.
(3)توحيد الألوهيه.
أما الحاكمية: فإن أريد بها تحكيم شريعة الله: فإن من لازم توحيد العبد لله وإخلاص العبادة لله أن يحكم شرع الله -عز وجل-، فمن اعتقد أن الله واحد أحد، فرد صمد، وأنه المعبود بحق دونما سواه، وجب عليه أن يحكم شرعه، وأن يقبل دينه، وألا يرد شيئاً من ذلك، فمن لازم الإيمان بالله تحكيم شريعته، وقبول أوامره بالامتثال، وقبول نواهيه بالترك، والبعد عنها، وأن يحكم شرع الله في كل قليل وكثير،
إذًا فالحاكمية متضمنة توحيد الإلوهية، ولا يجوز أن نجعلها قسماً خاصاً يخصها، لأنها مندرجة تحت توحيد العبادة.
(4)العلامة:صالح السدلان.
قال - حفظه الله - ::
لا يجوز أن تفسر (الحاكمية) بمعنى الإلهية، فالإلهية معناها مستقل، وهو أنه لا معبود بحق إلا الله، وبهذا التبيين: (أن جعل الحاكمية قسماً رابعاً من أقسام التوحيد خطأ)!!
فإن الحاكمية : هي التصرف والحكم، وهذا مثال من أمثلة توحيد الربوبية، فكما تقول: لا خالق إلا الله، ولا رازق الا الله، ولا مقدر لما يحصل في هذا الكون إلا الله،ولا متصرف في هذا الكون إلا الله، تقول: (لا حاكم إلا الله ولا مشرع إلا الله هكذا).
أما أن تقول: لا إله إلا الله بمعنى: لا حاكم إلا الله، أو لا متصرف إلا الله أو لا مقدر إلا الله: فهذا تفسير منحرف وتفسير إن اعتقد معناه قائله، فإن ذلك يعني:إنكار توحيد العبادة (توحيد الإلوهية).
ومن جعل(الحاكمية) قسماً رابعاً من أقسام التوحيد فهذا: إما جاهل!!، وإما مبتدع!!، أخذ آراءه من آراء الفلاسفة وآراء الذين لا علم لهم بالعقيدة ولا بالشريعة, أو انه إنسان ينقل ولا يعرف ماذا ينقل(6).
ومن جعل(الحاكمية) قسماً رابعاً من أقسام التوحيد فهذا: إما جاهل!!، وإما مبتدع!!، أخذ آراءه من آراء الفلاسفة وآراء الذين لا علم لهم بالعقيدة ولا بالشريعة, أو انه إنسان ينقل ولا يعرف ماذا ينقل(6).
فالتوحيد ثلاثة أقسام ولا رابع لها، والحاكمية داخلة في توحيد الربوبية.
(وأول من قال هذه المقولة هم الخوارج) الذين خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بعد قضية التحكيم،حيث حكم أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص رضي الله عنهما في قضية التحكيم المعروفة، فخرجت فرقة من جيش علي وقالوا:(لا حاكم إلا الله، لا حاكم إلا الله) فقال علي:(كلمة حق أريد بها باطل) .
فما أعظم الفتن التي جرت بعد هذه المقولة، وما أكثر الدماء التي سفكت بعد ذلك.
فالقول بأنه.(لا حاكم إلا الله) هذا صحيح، لكن إذا أريد بها غير معناها، أو كان غلواً في تطبيقاتها فإن هذا يكون مجانبًا للحق والهدى، ولمدلول قوله سبحانه وتعالى ((أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون)) .
(5)اللجنة الدائمة للإفتاء.
قالت هيئة كبار العلماء - حفظهم الله - :
أنوع التوحيد ثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وليس هناك قسم رابع، والحكم بما أنزل الله يدخل في توحيد الألوهية، لأنه من أنوع العبادة لله، وكل أنوع العبادة داخلة في توحيد الألوهية. (وجعل الحاكمية نوعاً مستقلاً من أنوع التوحيد عمل محدث لم يقل به أحد من الأئمة فيما نعلم)
قالت هيئة كبار العلماء - حفظهم الله - :
أنوع التوحيد ثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وليس هناك قسم رابع، والحكم بما أنزل الله يدخل في توحيد الألوهية، لأنه من أنوع العبادة لله، وكل أنوع العبادة داخلة في توحيد الألوهية. (وجعل الحاكمية نوعاً مستقلاً من أنوع التوحيد عمل محدث لم يقل به أحد من الأئمة فيما نعلم)
لكن منهم من أجمل وجعل التوحيد نوعين:
(1)توحيد في المعرفة والإثبات: وهو توحيد الربوبية والأسماء والصفات.
(2)توحيد الطلب والقصد: وهو توحيد الألوهية.
ومنهم من فصل فجعل التوحيد ثلاثة أنوع كما سبق،والله أعلم (7)
(1)توحيد في المعرفة والإثبات: وهو توحيد الربوبية والأسماء والصفات.
(2)توحيد الطلب والقصد: وهو توحيد الألوهية.
ومنهم من فصل فجعل التوحيد ثلاثة أنوع كما سبق،والله أعلم (7)
قلت: وبهذه الفتاوى المرصعة بأقوال علمائنا الأئمة الأعلام، أئمة الهدى ومصابيح الدجى، يتبين ما يلي:
أولاً : أن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
(1)توحيد الإلوهية.
(2)توحيد الربوبية
(3)توحيد الأسماء والصفات
أو تقول ينقسم التوحيد إلى قسمين :
(أ) توحيد المعرفة والإثبات: وهو توحيد الربوبية،وتوحيد الأسماء والصفات.
والمقصود (بالمعرفة): أي: معرفة الله عز وجل بأفعاله،وهوتوحيد الربوبية.
والمقصود (بالإثبات):
أي: إثبات ماأثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات.
(ب) توحيد الطلب والقصد: وهو توحيد الأولوهيه.
والمقصود (بالطلب): أي: لتضمنه الطلب والدعاء من العبد لربه سبحانه
والمقصود (بالقصد) : أي قصد العبد في عبادته لا يكون إلا لربه سبحانه وتعالى وهو الإخلاص وهو محض توحيد الألوهية .
وهذان القولان هما قول أهل السنة والجماعة .
(1)توحيد الإلوهية.
(2)توحيد الربوبية
(3)توحيد الأسماء والصفات
أو تقول ينقسم التوحيد إلى قسمين :
(أ) توحيد المعرفة والإثبات: وهو توحيد الربوبية،وتوحيد الأسماء والصفات.
والمقصود (بالمعرفة): أي: معرفة الله عز وجل بأفعاله،وهوتوحيد الربوبية.
والمقصود (بالإثبات):
أي: إثبات ماأثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات.
(ب) توحيد الطلب والقصد: وهو توحيد الأولوهيه.
والمقصود (بالطلب): أي: لتضمنه الطلب والدعاء من العبد لربه سبحانه
والمقصود (بالقصد) : أي قصد العبد في عبادته لا يكون إلا لربه سبحانه وتعالى وهو الإخلاص وهو محض توحيد الألوهية .
وهذان القولان هما قول أهل السنة والجماعة .
ثانيا : أن تقسيم التوحيد إلى أربعة أقسام وإدراج توحيد الحاكمية كنوع رابع مستقل بذاته: هو قول محدث مبتدع .
ثالثا : أن جعل (توحيد الحاكمية) قسماً رابعاً من أقسام التوحيد، لا يقول به إلا رجل جاهل لا يفقه من أمر العقيدة شيئاً، أو أنه يحتمل أنه لم يكن درس العقيدة الصافية عند العلماء .
رابعاً : أن هذا التقسيم المحدث يقتضي تجهيل سلفنا الصالح والاستدراك عليهم بأمر جهلوه !!!
خامساً : أن هذا التقسيم المحدث لم يعرف إلا من أهل البدع أصحاب المناهج التكفيرية وما أحدثوه إلا لأجل تكفير الحكام والخروج عليهم، ولكن بطريقة خفية ماكرة باسم (التوحيد)!!!.
سادساً : أن هذا التقسيم المحدث فيه التهوين من شأن توحيد الألوهية والدعوة إليه ونشره بين الناس .
.................................................. ....
حكمة ذهبية للإمام ابن باز -رحمه الله-
حول ما نسب للإمام محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي-رحمه الله- خلاف ما يعتقده
حول ما نسب للإمام محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي-رحمه الله- خلاف ما يعتقده
قال الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله - وهو يبين حقيقة عقيدة الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي - رحمه الله -:
((وهذا هو الذي يعتقده الشيخ: محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى-, ويدين لله به, ويدعو إليه, ومن نسب إليه خلاف هذا فقد كذب وافترى إثماً مبيناً, وقال ما ليس له به علم. وسيجزيه الله ما وعد به أمثاله من المفترين, وأبدى رحمه الله تعالى من التقارير المفيدة, والأبحاث الفريدة, والمؤلفات الجليلة, على كلمة الإخلاص والتوحيد, وشهادة أن لا إله إلا الله, وما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع, من نفي استحقاق العبادة والإلهية عما سوى الله, وإثبات ذلك لله سبحانه وتعالى, على وجه الكمال المنافي للشرك دقيقه وجليله, ومن عرف مصنفاته وما ثبت عنه, وعرف واشتهر من دعوته وأمره وما عليه الفضلاء النبلاء من أصحابه وتلامذته, تبين له أنه على ما كان عليه السلف الصالح, وأئمة الدين والهدى, من إخلاص العبادة لله وحده, ونبذ البدع والخرافات, وهذا هو الذي قام عليه حكم السعودية , وعلماؤها يسيرون عليه والحمد لله))(8)
((وهذا هو الذي يعتقده الشيخ: محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى-, ويدين لله به, ويدعو إليه, ومن نسب إليه خلاف هذا فقد كذب وافترى إثماً مبيناً, وقال ما ليس له به علم. وسيجزيه الله ما وعد به أمثاله من المفترين, وأبدى رحمه الله تعالى من التقارير المفيدة, والأبحاث الفريدة, والمؤلفات الجليلة, على كلمة الإخلاص والتوحيد, وشهادة أن لا إله إلا الله, وما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع, من نفي استحقاق العبادة والإلهية عما سوى الله, وإثبات ذلك لله سبحانه وتعالى, على وجه الكمال المنافي للشرك دقيقه وجليله, ومن عرف مصنفاته وما ثبت عنه, وعرف واشتهر من دعوته وأمره وما عليه الفضلاء النبلاء من أصحابه وتلامذته, تبين له أنه على ما كان عليه السلف الصالح, وأئمة الدين والهدى, من إخلاص العبادة لله وحده, ونبذ البدع والخرافات, وهذا هو الذي قام عليه حكم السعودية , وعلماؤها يسيرون عليه والحمد لله))(8)
قلت: فعلى الشيخ الوصابي –هداه الله- أن يجعل هذا الكلام نصب عينيه، وليحذر كل الحذر أن يحدث أقوالاً محدثة، وينسبها لأئمة أجلاء لهم قدم صدق في العلم والذب عن دين الله –عز وجل- فإن هذا من الكذب، والافتراء الذي يؤول لصاحبه الإثم المبين.
وكما نتمنى أن يتراجع عما نسبه للإمام ابن باز، ويمحها من كتابه قبل أن يلقى الله بها، فوالله الذي لا إله إلا هو إن الموقف عظيم عند الله -عز وجل- وكيف لو جاء خصمه يوم القيامة الإمام عبد العزيز بن باز الذي يزعم بأنه يجله ويعظمه، فهل من الإجلال والتعظيم أن ينسب له ما يخدش في عقيدته؟!!
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فاللهم أهد شيخنا للحق وحبب إليه الحق واجعله من المستجيبين للحق.
( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر: من الآية 10)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ويليها السلسلة الثانية إن شاء الله تعالى
كتبه:
محسن بن عوض القليصي
الاثنين (19/3/1430هـ)
..................................
الحواشي:
(1) كحال بعض الناس ديدنه الطعن سواء في مجالسه الخاصة، أو في مجالسه العامة التي نصب نفسه فيها مرجعاً.
(2) كحال بعض من تشبه بابن باز ونصب نفسه ابن باز، فتراه إذا رأى أو شعر بأن الله فتح على بعض المشايخ أو طلاب العلم بالعلم، أخذ يحاربه حرباً شعواء حسداً من عند نفسه، ثم إنه يأتي بذلك الحسد في صورة ناصح!!.
(3) بل إن الشخص الذي يناصحه ويبين له خطأه يتخذه عدوا ًله، ويبدأ بإسقاطه من أعين الناس، سواء بالتلفيق عليه، أو باتهامه بأي أمر من الأمور التي يتخذها سلاحاً له لمحاربة من ناصحه، كما هو معروف عنه، ويأتي بها في صورة ناصح مشفق!{أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم}.
(4) انظروا كيف استفاد الطالب من فتوى شيخه العلامة!!!{وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آبائهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون}.
(5) مع أنه على علم بذلك، ولكن فعل ذلك وكأنه لا يعلم به، كي يوهم من حوله بأنه تفاجئ بذلك.
(6) قلت: الشيخ الوصابي –هداه الله- لم يدرس العقيدة عند العلماء كما هو معروف عنه، بل ودرس في المدينة مدة يسيرة ثم درس عند الشيخ مقبل أيضاً مدة يسيرة، وباقي دراساته درسها عند الصوفية، كعبد القادر مكرم، ومحمد بن علي الطسي، ولذلك كثيراً ما كان يذكر في دروسه شيخه عبد القادر مكرم، مع أن عبد القادر مكرم كان ممن يخزن القات ومن أصحاب الموالد البدعية، بل إنه جعل مبرزه وقفاً للصوفية يخزنون فيه القات ويشربون الشيشة ويحتفلون فيه بالموالد، بل إن الشيخ الوصابي عندما شرع في شرحه للقول المفيد في عام (1427هـ) أخذ يقرأ على الطلاب إجازته التي حازها من شيخه عبد القادر مكرم، وللأسف لم نعرف عنه أنه في يوم من الأيام قرأ إجازته التي حازها من علماء أهل السنة!!!!
(7) انظر كتاب (العلماء يتولون تفنيد الدعاوي السياسية المنحرفة لعبد الرحمن عبد الخالق:ص45) خاصة تقسيمه للتوحيد أربعة أقسام:(45-69).
(8) مجموع فتاوى ابن باز - (1 / 229)
..................................
تعليق