بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
كتب عائض القرني على صفحته في شبكة التواصل المسماة (تويتر) مقالا مانصه:
( ودخل معه السجن فتيان ) أحدهم جمال والآخر علاء ؟ فأحدهما يحمل على رأسه خبز الشعب والآخر يعصر خمر اللذات؟.انتهى كلامه بنصه ورسمه.
وقال في رسالة أخرى:
نادى حسني مبارك: أليس لي ملك مصر وهذه اﻷنهار تجري من تحتي فوكزه (مرسي) فقضى عليه. أنتهى كلامه بنصه ورسمه .
وكتب عبدالعزيز الزهراني على موقعه بنفس الشبكة مانصه:
ستندمون ياخونة مصر بل ظننتم أن لن ينقلب مرسي والمؤمنون إلى أهليهم أبداً وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوماً بورا
مصر تنتصر. أنتهى كلامه بنصه ورسمه.
ومن باب الدفاع والذود عن كتاب الله تعالى والدعوة إلى صيانته عما لايليق به كتبت هذه السطور مستعيناً بالله:
القرآن الكريم كلام الله تعالى نزل على مراد الله؛ فلايجوز لأحد إنزال نصوص القرآن على مراده أو مراد حزبه أو مراد شيخه أو لمايتناسب مع مصلحته وقد سئل ابن عثيمين رحمه الله : ما رأيك فيمن ينتزع جزء من آية لمعنى يريده هو يختلف عن معنى الآية الأصلي ، لقد رأيت مكتبةً مكتوبا عند بابها : (( فيها كتب قيمة )) ، ورأيت بابَ دار مكتوبا عليه : (( ادخلوها بسلام آمين )) ؟الجواب :*[ أقول : إنّ هذا حرام ، لأنه نزل القرآن على غير ما أراد الله ، والثاني : " ادخلوها بسلام آمين " ، نعم حتى الأولى أيضا :
(( فيها كتب قيمة )) ، قد تكون الكتب غير قيمة ! ، لكن ممكن يجيب أن يقول : أنا لم أقل : " فيها الكتب القيمة " ، (( فيها كتب قيمة )) ، يعني بعضَها ، لكنْ كونُهُ يُنزِّل الآية على غير ما أراد الله ، فهذا لا يجوز .
أما الثانية : ففيه محظوران : أولا : أنه نزلها على غير مراد الله .
والثانية : أنه قال : " آمنين! " ، ومن هو آمن في هذه الدنيا ؟!!!لا أحد ] .
من تتمة " لقاء الباب المفتوح " شريط (115)
وقول القرني :(ودخل معه السجن فتيان) هذا قرآن؛ أنزله القرني على غير مراد الله لأن الله تعالى يتكلم عن شيء حقيقي حدث ووقع وهو أعلم به سبحانه وتعالى بخلاف هذه الحالة التي أرادها حائض القرني أقصد عائض القرني ففي كلامه كذب وافتراء وهذا من الاقتباس المحرم لأنه لا مصلحة من ورائه، جاء في*"الموسوعة الفقهية" ( 6 / 17 ، 18 ) : " يرى جمهور الفقهاء جواز الاقتباس في الجملة ، إذا كان لمقاصد لا تخرج عن المقاصد الشرعية ، تحسيناً للكلام ، أما إن كان كلاماً فاسداً : فلا يجوز الاقتباس فيه من القرآن ، وذلك ككلام المبتدعة ، وأهل المجون ، والفحش ).
قلت وكلام القرني من جملة الكلام الفاسد وفيه طعن في بعض أفراد المسلمين ولكنه لايرى إسلامهم فهو معروف من دعاة التكفير والخروج محترق في ذلك؛ وإن كان من الاقتباس والاقتباس هو إدخال آية أو جزء من آية أو حديثاً أو جزء منه في كلام المتكلم دون عزو ، وقد أجازه بعض أهل العلم لكن بضوابطه الشرعية وتركه أولى صونا لكتاب الله وقد سئلت اللجنة الدائمة سؤالاً نصه :
السؤال الأول من الفتوى رقم (3114):س1: ما حكم تأول القرآن عندما يعرض لأحد منا شيء من أمور الدنيا، كقول أحدنا عندما يحصل عليه شدة أو ضيق: { تَؤُزُّهُمْ أَزًّا }. عندما يلاقي صاحبه: { جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى }. عندما يحضر طعام: { كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ }. إلى آخر ما هنالك مما يستعمله بعض الناس اليوم؟
ج: الخير في ترك استعمال هذه الكلمات وأمثالها فيما ذكر؛ تنزيهًا للقرآن، وصيانة له عما لا يليق.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو/ عبد الله بن غديان
عضو /عبد الله بن قعود
نائب الرئيس / عبد الرزاق عفيفي
الرئيس / عبد العزيز بن عبد الله بن باز
وللفائدة فإن الاقتباس منه مايكون كفراً وهو ماكان مقتبسا للسخرية والمزح وصاحبه يكون مرتدا عليه أن يتوب إلى الله من ردته ويجدد إسلامه ( راجع لقاءات الباب المفتوح لابن عثيمين).
وممايكون محرماً من الاقتباس ما أضافه الله لنفسه وتكلم به سبحانه وتعالى عن نفسه فهذا لايجوز اقتباسه أبداً، ومن الاقتباس المحرم أيضاً مايتبادر إلى ذهن السامع أنه قرآن مع تغيير بعض الكلمات و الاقتباس في الشعر حرمه المالكية وقالوا لايقرب القرآن من الشعر لأن الله تعالى يقول: ((وماعلمناه الشعر وماينبغي له)) وأجازه بعضهم على ألا يكون من أضراب الاقتباس المحرم ومما يحرم اقتباسه ما أقسم الله به من مخلوقاته لأنه إذا اقتبسه المقتبس صار من كلامه فيكون حلف بغير الله وهذا شرك وإذا ذكر الآية كاملة أو كلاماً من القرآن بدون إضافة شيء من كلامه فهذا اسشتهاد والاستشهاد إذا كان على واقعة حدثت وجرت كاستشهاد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى:( إنما أموالكم وأولادكم فتنة). حينما جاء الحسن والحسين يتعثران في ثوبيهما فنزل من على المنبر وقرأ الآية الآنفة فلابأس أما تنزيل الآيات على مالم يرد الله به فلايجوز وإذا قرن الاستشهاد سخرية ومزح فقد يصل بصاحبه إلى الكفر عياذا بالله .
وأما قول القرني :
نادى حسني مبارك. .. إلى آخر ما قال .
أولاً هذا كذب فإن حسني مبارك لم يقله لا حالاً ولا مقالا فلايجوز له أن يفتري عليه ولا على غيره بل يجب لزوم العدل في القول وإن كان المتكلم فيه خصماً وقوله فوكزه مرسي فقضى عليه : وهذا أولاً من الخلط الذي يشكل على القارئ الجاهل بالقرآن فيظن أنه من القرآن خصوصاً أنه سمعه من رجل يزعم أنه من علماء المسلمين ولكنه في الحقيقة من علماء الضلال والردى الذي يجب حذرهم والتحذير منهم ؛ ثانياً : هذا من الاقتباس الذي لا فائدة فيه بل فيه ظلم وتعد بأن شبه نبي الله موسى عليه السلام برجل حزبي ديمقراطي مجانب لمنهج السلف وجعله كموسى عليه السلام كما شبه مرسي بيوسف سابقاً فقال -القرني-:
*هو الله ذو التدبير والأمر يا مرسي**من السجن والتعذيب للقصر والكرسي
وفي يوسفِ في مصرَ للناس عبرة**من القيد أضحى مالك الأرض والنفس
ِِفكم من سجين صار يرأس شعبه ** وكم من رئيس صار في العالم المنسي.
وماذاك إلا الهوى والطيش دفعك لهذا ياقرني فتب وأنب ؛ فإن قال استشهدت بآية والاستشهاد جائز؟ قلنا الاستشهاد لابد أن يكون بحادثة وقعت مطابقة لنص الآية وتفسيرها لا مخالفة تمام المخالفة لأن موسى وكز الرجل وكزا حقيقياً ومرسي ما وكز مباركا ولم يسقطه ولم يقض عليه فكلاهما في الحال سواء أعني مرسي وحسني- وقد سئل ابن عثيمين- رحمه الله - في الشريط الخامس من " شرح دروس البلاغة " :
ما هو الدليل على عدم جواز الاقتباس بشيء من القرآن أو الحديث ؟ مع أن الصحابة كانوا يقتبسون بشيء من القرآن ، فها هو طلحة – رضي الله عنه – لَمّا وصله الخبر أن قتلة عثمان نادمون على ما فعلوا ، قال :" تبا لهم ، فلا يستطيعون توصية ، ولا إلى أهلهم يرجعون "؟
فقال – رحمه الله تعالى - :[*الجواب عن ذلك أن يقال :أولا : لابد أن يثبت هذا عن طلحة .ثانيا : انظر هل هذا في الاقتباس أو لا ؟ لأن هذا واضح أنه قرآن مستقل ، لكن استُشْهد به على نظيره ، فهو ليس من الاقتباس ، وإنما هو من الاستشهاد ؛ ومثال ذلك أيضا : قول الرسول – صلى الله عليه وسلم – مع الحسن والحسين : " صدق الله ، إنما أموالكم وأولادكم فتنة " ]اهـ. ثم ماهي الفائدة أصلاً من إيراد القرني لهذا الكلام سوى أنه يريد أن تزداد شهرته عند العوام وعند من يجهل ما يسير عليه من النهج الفاسد المنحرف والله المستعان.
وفي كلامه شبه حسني مبارك ومن معه بفرعون قومه وشبه محمد مرسي ومن معه بموسى ومن ءامن معه وهذا من الظلم والتعدي والاقتباس المحرم الذي لاتحصل بسببه فائدة .
وكلام الزهراني مثله اقتباس محرم وفيه طعن لملايين من البشر وفيه تكفير لمن خالف مرسي وقوله كنتم قوماً بورا :أيضاً فيه ظلم عظيم لمن خالف محمد مرسي من أبناء مصر ثم من الذي أنبأه أنهم قوماً بورا ، فهذا رب العزة والجلال علام الغيوب يقول وكنتم قوماً بورا لعلمه بحالهم سبحانه وتعالى ، وأنت أيها المسكين ما أدراك لعلهم خير منك ، أثم بعد هذا الطعن والرجم بالتهم لأمة من الناس تسمون هذا اقتباسا جائزا؟! والله المستعان .
كتبه صبري بن علي اليافعي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
كتب عائض القرني على صفحته في شبكة التواصل المسماة (تويتر) مقالا مانصه:
( ودخل معه السجن فتيان ) أحدهم جمال والآخر علاء ؟ فأحدهما يحمل على رأسه خبز الشعب والآخر يعصر خمر اللذات؟.انتهى كلامه بنصه ورسمه.
وقال في رسالة أخرى:
نادى حسني مبارك: أليس لي ملك مصر وهذه اﻷنهار تجري من تحتي فوكزه (مرسي) فقضى عليه. أنتهى كلامه بنصه ورسمه .
وكتب عبدالعزيز الزهراني على موقعه بنفس الشبكة مانصه:
ستندمون ياخونة مصر بل ظننتم أن لن ينقلب مرسي والمؤمنون إلى أهليهم أبداً وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوماً بورا
مصر تنتصر. أنتهى كلامه بنصه ورسمه.
ومن باب الدفاع والذود عن كتاب الله تعالى والدعوة إلى صيانته عما لايليق به كتبت هذه السطور مستعيناً بالله:
القرآن الكريم كلام الله تعالى نزل على مراد الله؛ فلايجوز لأحد إنزال نصوص القرآن على مراده أو مراد حزبه أو مراد شيخه أو لمايتناسب مع مصلحته وقد سئل ابن عثيمين رحمه الله : ما رأيك فيمن ينتزع جزء من آية لمعنى يريده هو يختلف عن معنى الآية الأصلي ، لقد رأيت مكتبةً مكتوبا عند بابها : (( فيها كتب قيمة )) ، ورأيت بابَ دار مكتوبا عليه : (( ادخلوها بسلام آمين )) ؟الجواب :*[ أقول : إنّ هذا حرام ، لأنه نزل القرآن على غير ما أراد الله ، والثاني : " ادخلوها بسلام آمين " ، نعم حتى الأولى أيضا :
(( فيها كتب قيمة )) ، قد تكون الكتب غير قيمة ! ، لكن ممكن يجيب أن يقول : أنا لم أقل : " فيها الكتب القيمة " ، (( فيها كتب قيمة )) ، يعني بعضَها ، لكنْ كونُهُ يُنزِّل الآية على غير ما أراد الله ، فهذا لا يجوز .
أما الثانية : ففيه محظوران : أولا : أنه نزلها على غير مراد الله .
والثانية : أنه قال : " آمنين! " ، ومن هو آمن في هذه الدنيا ؟!!!لا أحد ] .
من تتمة " لقاء الباب المفتوح " شريط (115)
وقول القرني :(ودخل معه السجن فتيان) هذا قرآن؛ أنزله القرني على غير مراد الله لأن الله تعالى يتكلم عن شيء حقيقي حدث ووقع وهو أعلم به سبحانه وتعالى بخلاف هذه الحالة التي أرادها حائض القرني أقصد عائض القرني ففي كلامه كذب وافتراء وهذا من الاقتباس المحرم لأنه لا مصلحة من ورائه، جاء في*"الموسوعة الفقهية" ( 6 / 17 ، 18 ) : " يرى جمهور الفقهاء جواز الاقتباس في الجملة ، إذا كان لمقاصد لا تخرج عن المقاصد الشرعية ، تحسيناً للكلام ، أما إن كان كلاماً فاسداً : فلا يجوز الاقتباس فيه من القرآن ، وذلك ككلام المبتدعة ، وأهل المجون ، والفحش ).
قلت وكلام القرني من جملة الكلام الفاسد وفيه طعن في بعض أفراد المسلمين ولكنه لايرى إسلامهم فهو معروف من دعاة التكفير والخروج محترق في ذلك؛ وإن كان من الاقتباس والاقتباس هو إدخال آية أو جزء من آية أو حديثاً أو جزء منه في كلام المتكلم دون عزو ، وقد أجازه بعض أهل العلم لكن بضوابطه الشرعية وتركه أولى صونا لكتاب الله وقد سئلت اللجنة الدائمة سؤالاً نصه :
السؤال الأول من الفتوى رقم (3114):س1: ما حكم تأول القرآن عندما يعرض لأحد منا شيء من أمور الدنيا، كقول أحدنا عندما يحصل عليه شدة أو ضيق: { تَؤُزُّهُمْ أَزًّا }. عندما يلاقي صاحبه: { جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى }. عندما يحضر طعام: { كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ }. إلى آخر ما هنالك مما يستعمله بعض الناس اليوم؟
ج: الخير في ترك استعمال هذه الكلمات وأمثالها فيما ذكر؛ تنزيهًا للقرآن، وصيانة له عما لا يليق.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو/ عبد الله بن غديان
عضو /عبد الله بن قعود
نائب الرئيس / عبد الرزاق عفيفي
الرئيس / عبد العزيز بن عبد الله بن باز
وللفائدة فإن الاقتباس منه مايكون كفراً وهو ماكان مقتبسا للسخرية والمزح وصاحبه يكون مرتدا عليه أن يتوب إلى الله من ردته ويجدد إسلامه ( راجع لقاءات الباب المفتوح لابن عثيمين).
وممايكون محرماً من الاقتباس ما أضافه الله لنفسه وتكلم به سبحانه وتعالى عن نفسه فهذا لايجوز اقتباسه أبداً، ومن الاقتباس المحرم أيضاً مايتبادر إلى ذهن السامع أنه قرآن مع تغيير بعض الكلمات و الاقتباس في الشعر حرمه المالكية وقالوا لايقرب القرآن من الشعر لأن الله تعالى يقول: ((وماعلمناه الشعر وماينبغي له)) وأجازه بعضهم على ألا يكون من أضراب الاقتباس المحرم ومما يحرم اقتباسه ما أقسم الله به من مخلوقاته لأنه إذا اقتبسه المقتبس صار من كلامه فيكون حلف بغير الله وهذا شرك وإذا ذكر الآية كاملة أو كلاماً من القرآن بدون إضافة شيء من كلامه فهذا اسشتهاد والاستشهاد إذا كان على واقعة حدثت وجرت كاستشهاد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى:( إنما أموالكم وأولادكم فتنة). حينما جاء الحسن والحسين يتعثران في ثوبيهما فنزل من على المنبر وقرأ الآية الآنفة فلابأس أما تنزيل الآيات على مالم يرد الله به فلايجوز وإذا قرن الاستشهاد سخرية ومزح فقد يصل بصاحبه إلى الكفر عياذا بالله .
وأما قول القرني :
نادى حسني مبارك. .. إلى آخر ما قال .
أولاً هذا كذب فإن حسني مبارك لم يقله لا حالاً ولا مقالا فلايجوز له أن يفتري عليه ولا على غيره بل يجب لزوم العدل في القول وإن كان المتكلم فيه خصماً وقوله فوكزه مرسي فقضى عليه : وهذا أولاً من الخلط الذي يشكل على القارئ الجاهل بالقرآن فيظن أنه من القرآن خصوصاً أنه سمعه من رجل يزعم أنه من علماء المسلمين ولكنه في الحقيقة من علماء الضلال والردى الذي يجب حذرهم والتحذير منهم ؛ ثانياً : هذا من الاقتباس الذي لا فائدة فيه بل فيه ظلم وتعد بأن شبه نبي الله موسى عليه السلام برجل حزبي ديمقراطي مجانب لمنهج السلف وجعله كموسى عليه السلام كما شبه مرسي بيوسف سابقاً فقال -القرني-:
*هو الله ذو التدبير والأمر يا مرسي**من السجن والتعذيب للقصر والكرسي
وفي يوسفِ في مصرَ للناس عبرة**من القيد أضحى مالك الأرض والنفس
ِِفكم من سجين صار يرأس شعبه ** وكم من رئيس صار في العالم المنسي.
وماذاك إلا الهوى والطيش دفعك لهذا ياقرني فتب وأنب ؛ فإن قال استشهدت بآية والاستشهاد جائز؟ قلنا الاستشهاد لابد أن يكون بحادثة وقعت مطابقة لنص الآية وتفسيرها لا مخالفة تمام المخالفة لأن موسى وكز الرجل وكزا حقيقياً ومرسي ما وكز مباركا ولم يسقطه ولم يقض عليه فكلاهما في الحال سواء أعني مرسي وحسني- وقد سئل ابن عثيمين- رحمه الله - في الشريط الخامس من " شرح دروس البلاغة " :
ما هو الدليل على عدم جواز الاقتباس بشيء من القرآن أو الحديث ؟ مع أن الصحابة كانوا يقتبسون بشيء من القرآن ، فها هو طلحة – رضي الله عنه – لَمّا وصله الخبر أن قتلة عثمان نادمون على ما فعلوا ، قال :" تبا لهم ، فلا يستطيعون توصية ، ولا إلى أهلهم يرجعون "؟
فقال – رحمه الله تعالى - :[*الجواب عن ذلك أن يقال :أولا : لابد أن يثبت هذا عن طلحة .ثانيا : انظر هل هذا في الاقتباس أو لا ؟ لأن هذا واضح أنه قرآن مستقل ، لكن استُشْهد به على نظيره ، فهو ليس من الاقتباس ، وإنما هو من الاستشهاد ؛ ومثال ذلك أيضا : قول الرسول – صلى الله عليه وسلم – مع الحسن والحسين : " صدق الله ، إنما أموالكم وأولادكم فتنة " ]اهـ. ثم ماهي الفائدة أصلاً من إيراد القرني لهذا الكلام سوى أنه يريد أن تزداد شهرته عند العوام وعند من يجهل ما يسير عليه من النهج الفاسد المنحرف والله المستعان.
وفي كلامه شبه حسني مبارك ومن معه بفرعون قومه وشبه محمد مرسي ومن معه بموسى ومن ءامن معه وهذا من الظلم والتعدي والاقتباس المحرم الذي لاتحصل بسببه فائدة .
وكلام الزهراني مثله اقتباس محرم وفيه طعن لملايين من البشر وفيه تكفير لمن خالف مرسي وقوله كنتم قوماً بورا :أيضاً فيه ظلم عظيم لمن خالف محمد مرسي من أبناء مصر ثم من الذي أنبأه أنهم قوماً بورا ، فهذا رب العزة والجلال علام الغيوب يقول وكنتم قوماً بورا لعلمه بحالهم سبحانه وتعالى ، وأنت أيها المسكين ما أدراك لعلهم خير منك ، أثم بعد هذا الطعن والرجم بالتهم لأمة من الناس تسمون هذا اقتباسا جائزا؟! والله المستعان .
كتبه صبري بن علي اليافعي
تعليق