مناقشة
ما دار في قناة المستقلة
من الحوار حول السلفية
- الحلقة الثانية -
(دحر أباطيل الظالمين وبيان حقيقة الغلاة التكفيريين والإرهابيين)
كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد: فبسبب ما واجه الناس من أحداث الإرهاب والتفجير وما سبقها من مقدمات الأحقاد والغلو والتهييج والتكفير كثرت الأحاديث في المجالس واللقاءات وفي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة .
1- فقليل من الناس من يعرف الحقيقة ومنابعها ويصدع بها.
2- وبعضهم يتكلم بغير علم ولا هدى ولا يعرف عن الحقيقة شيئاً.
3- وبعضهم يعرف الحقيقة ويعرف واقع الإرهاب ومنابعه ولكنه لا يتحدث عن ذلك بالصدق ولا يصدع بالحق ولا يحاول أن يدفع الباطل ويفتعل للناس أسباباً وهمية لا رصيد لها من الواقع لأمر ما ولكنه يبتعد عن إلصاقها بمنهج معين .
4- وصنف آخر يشارك هؤلاء في معرفة الحقيقة والواقع ولكنه يتسم بالجرأة فيقذف منهجاً بريئاً بالغلو والتكفير ويخفي الحقيقة عمداً ويسدل الحجب الكثيفة على مناهج معروفة بذلك يشهد عليها التاريخ الماضي والواقع الحاضر.
ومن هذا الصنف حسن بن فرحان المالكي المعروف بالمغالطات وبالحقد والافتراء على المنهج السلفي وأهله في كتاباته وفي حواراته في القنوات مثل ( المستقلة) و(طوى) وهذه التصرفات منه تقدم باسم الإسلام وباسم العدل والاعتدال والإنصاف ومحاربة الغلو. وسوف يرى القاريء زيف هذه الادعاءات ويشاركه في هذا الأسلوب الظالم آخرون من روافض وعقلانيين وعلمانيين وغيرهم.
وقبل الخوض في مناقشة المالكي أرى أنه من المتعين عليّ إعطاء القراء لمحة عن المنهج السلفي الذي يتجنى عليه المالكي وعن المناهج التي يدافع عنها ويسدل الستار على عقائدها ومناهجها وأفاعيلها .
فأقول ينبغي أولاً أن يدرك العقلاء الفروق بين أهل السنة وبين الفرق الضالة.
فأصل أهل السنة والجماعة الاعتصام بالكتاب والسنة واتباع سبيل المؤمنين المعبر عنه بالإجماع فدينهم مبني على هذه الأصول: عقائدهم وعباداتهم وأحكامهم الحلال والحرام والمعاملات وسائر شئون الحياة .
ولذا يجد المطلع على التاريخ :
1- أنهم هم الذين اعتنوا بالقرآن وعلومه وألفوا في ذلك كتب التفسير وأصوله .
2-وأنهم هم الذين اشتدت عنايتهم بالسنة وألفوا فيها أنواع العلوم حتى يقال إنها بلغت مائة نوع فمنها :
أنهم ألفوا المصنفات كمصنف ابن أبي سينه ومصنف عبد الرزاق.
والمسانيد وهي كثيرة منها مسند أحمد وإسحاق .
والصحاح ومنها الصحيحان للبخاري ومسلم.
والسنن ومنها السنن الأربع.
والمعاجم منها معاجم الطبراني.
والجوامع والفوائد والأجزاء .
ومنها عنايتهم بعلوم الرجال، ومنها كتب الجرح والتعديل وهي كثيرة جداً، كما ألفوا كتباً في بيان العلل، وكتباً في الأحاديث الضعيفة والموضوعة، كل ذلك عناية بدينهم وحماية له، والكلام يطول في تفاصيل هذه الأمور لايتسع لها المقام.
ولشدة تمسكهم بالكتاب والسنة وحرصهم على اجتماع الأمة عليهما وعلى ما كان عليه الصحابة سموا بأهل السنة والجماعة .
أما الفرق الأخرى وأخص منهم الروافض والخوارج فأصل دينهم الفرقة والشقاق والبعد عن العناية بالكتاب والسنة، وسوء الظن بالصحابة والطعن فيهم وكيل التهم الظالمة لهم بل وتفسيقهم وتكفيرهم في دين الروافض وتكفير بعضهم عند الخوارج .
ويجمع هاتين الطائفتين الاهتمام الزائد بالسياسة ومنها ينطلقون إلى التكفير .
فالروافض يكفرون الصحابة ومن بعدهم من أمة الإسلام ولاسيما أهل السنة لأنهم دفعوا علياً عن الإمامة والخلافة - حسب زعمهم- .
والخوارج انطلقوا إلى تكفير علي وعثمان من الحاكمية - أي السياسة-.
وبهذا السبب وبسبب بعدهم عن الاهتداء بالكتاب والسنة والعناية بهما وما يتبعهما نجد عندهم من الضلال العقائدي والشركيات والخرافات والسحر والكهانة ما الله به عليم .
ونجدهم يبنون عقائدهم على المنطق والفلسفة والكلام والعقل كما يزعمون ، لأن هذه العلوم اليونانية يرون أنها ضرورية وأنها أصول الهداية عندهم ويشاركهم في كثير من أصولهم بل ويسبقهم المعتزلة وإن كانوا أقل حدة في موضوع الصحابة وفي التكفير إلا أنهم يشاركونهم في القول بتخليد أهل الكبائر في النار.
وكان أهل السنة في كل عصر ومصر يتصدون لرد ضلالات هذه الفرق وغيرها ومنها التكفير.
ثم جاءت الأحزاب السياسية في هذا العصر متأثرة إلى حد ما بعقائد ومناهج هذه الفرق ومن ثم فلا هم لها إلا السياسة ولا اهتمام لها بإصلاح أحوال الأمة عقائدياً وعلمياً ولا يفكرون في العودة بالأمة إلى الكتاب والسنة وإلى ما كان عليه السلف الصالح من الاستقامة والصلاح في كل أبواب الدين، بل زادوا الأمة فساداً على فساد عقائدياً وأخلاقياً فتراهم يتولون أهل البدع والضلال ويحاربون أهل الكتاب والسنة وعلماءهم ويكيلون لهم ولكتبهم ومناهجهم التهم الكاذبة والإشاعات الباطلة ومن هؤلاء سيد قطب وأتباعه.
سيد قطب الذي انطلق من منطلق الخوارج والروافض والمعتزلة والجهمية عقائدياً ومنهجياً وسياسياً ولا سيما في باب التكفير بالظلم والجهل فالمجتمعات عنده كلها جاهلية وأشدها ردة وجاهلية عنده أمة الإسلام فهو يكفر حتى بالجزئية، وزاد على هذا التربية على طريقة الباطنية من الاغتيالات والتفجيرات والقول بالتقية المسمى بالعزلة الشعورية.
ومن هنا يلصق أتباعه أنفسهم بالمنهج السلفي مكراً كبَّاراً من قياداتهم ، إذا عرفت كل هذا عرفت براءة المنهج السلفي من التكفير والتفجير والتدمير وعرفت من هم أهل هذه البوائق نعم قد تجد بعض الاجتهادات النادرة – ولا حكم للنادر- عند بعض المنتمين إلى المنهج السلفي فيكفرون في باب واحد فقط باب الشرك الأكبر دون اشتراط إقامة الحجة وما عدا ذلك من أبواب الدين والإيمان بما فيها الحاكمية فلا يكفرون إلا بعد إقامة الحجة.
إذا عرفت هذا فمن الظلم العريض أن يأتي أحلاس الرفض وأحلاس العلمانية والعقلانية فيلصقوا ما يجري اليوم من تفجير وتكفير وتدمير بالمنهج السلفي، متعاونين في حرب الإسلام الحق مع أعدائه الغربيين وتحت حمايتهم فما تراه منهم من شجاعة وجرأة فليس ذلك نابعاً من شجاعة أصلية فيهم وإنما هم يستندون إلى حماية الغرب ويسعون لتحقيق أهدافهم في إبعاد الأمة عن عقيدتها ومنهجها الصحيح .
ولذا نراهم يدعون إلى الإصلاح وهو عين الإفساد، (( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ))، (( إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقا)) .
ينادون اليوم بإصلاح مناهج التعليم إي إخضاع الإسلام لإرادة الغرب ومناهجهم .
إن التعليم في المملكة قائم على الدين الحق وعلى السداد والصلاح وعلى محاربة التكفير الخارجي والرافضي بل اليهودي والنصراني، وقد وضع هذه المناهج عباقرة الإسلام وفحوله وليس منهم أحد من أحلاس الروافض والخوارج التكفيريين، والناس يعلمون أن مناهج الجامعة الإسلامية رسمه فحول العلماء وخلاصتهم من عرب وعجم من المملكة والشام والعراق ومصر باسم المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية .
ومناهج سائر الجامعات الأخرى في المملكة لا تختلف عن منهج هذه الجامعة .
ويذكر طلاب العلم المقررات العقائدية في المتوسطات والثانويات، وأن الدراسة العقائدية والمنهجية محاورها كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وما يتبعها مثل الواسطية والحموية والتدمرية ثم الطحاوية المستمدة من كتبه وكتب تلاميذه .
وكلها تبين عقائد الحق ومناهجه وتبعد الطلاب عن مناهج الضلال والانحراف وتدعو إلى الاعتدال والتوسط .
فإلى العلماء والمسئولين والعقلاء في هذه البلاد أوجه ندائي هذا، وأقول:
هذه حقيقة الضلال والتكفير التي تحاربها مناهجكم .
وهذه حقيقة ما أنتم عليه من حق وهدى فتمسكوا بما أنتم عليه من الهدى ودين الحق وعضوا عليه بالنواجذ.
ولا تسمعوا لنعرات العلمانيين والمرجفين الذين ينادون بتغيير مناهجكم فإنهم والله دعاة الضلال والفتن ليغيروا ما تنعمون به من نعمة وليبدلوا نعمة الله التي أنعم بها عليكم "ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب " .
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
فالحذر الحذر من مكايد الأعداء الذين يظهرون بمظهر الأصدقاء الناصحين وهم الأعداء الحاقدون الذين يصدق عليهم قول الله تعالى (( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض)) .
"أمثلة تاريخية وواقعية لبعض أفاعيل الرافضة "
1- استخرجوا الحسين من مكة إلى الكوفة ثم غدروا به وقتلوه وأهل بيته.
2- ثاروا على دولة بني أمية باسم أهل البيت ، وارتكبوا من المذابح في أهل السنة ما لم يخطر على بال إذ قاموا بعملية إبادة لهم لاسيما العرب على يدي أبي مسلم الخرساني وحزبه الرافضي كما قاموا بعملية إبادة بقيادة عبد الله بن علي العباسي ومعه أبو مسلم .
3- قاموا بثورة في المغرب وارتكبوا من المذابح المذهلة في أهل السنة ما تقشعر منه الجلود.
4- ثورات القرامطة ومذابحهم الكثيرة في اليمن والأحساء والكوفة وغيرها ومنها المذابح التي ارتكبوها في الحجيج واقتلاع الحجر الأسود والافتخار بتحدي رب العالمين وسب القرآن وباعثهم على كل هذا تكفيرهم للصحابة ولأهل السنة وكفرهم بما عند أهل السنة من دين وعقائد.
5- ثورتهم بقيادة الصفويين وإجبار أهل السنة على الترفّض وقتل وإذلال من يرفض الدخول في الرفض.
6- تآمرهم مع التتار ومعاونتهم لاجتياح العالم الإسلامي والتمهيد والاحتيال لقتل الخليفة المنتصر العباسي والمذابح الرهيبة وإبادة أهل بغداد وإتلاف تراثهم العلمي الكبير وتعاونهم مع كل عدو ضد الإسلام والمسلمين من اليهود والنصارى وغيرهم .
7- ثورتهم الأخيرة في إيران بالتعاون مع دول الغرب بقيادة الخميني ثم غدرهم بمن تعاون معهم من أهل السنة وقتلهم وسحنهم وتشريدهم وحرمانهم من الحرية في دينهم وحرمانهم من كل شيء.
8- تشجيعهم للإرهاب بل هم أشد وأهم مصادر الإرهاب والقلاقل والفتن ومن ذلك تعاونهم مع الإرهاب القطبي الذي تمثله القاعدة.
9- حرب صدام ضدهم ما كان إلا صداً لعدوان الخميني وحرسه الثوري وكبحاً لمطامعه في البلاد العربية وبترولها بل من أهدافهم الاستيلاء على الحرمين وهدم المسجدين وتحويل القبلة إلى نجفهم الأشرف كما يزعمون وإن كان صدام وجيشه البعثي يشاركونهم في الإجرام.
ومن أقوى الشواهد على رسوخ الإرهاب عند الروافض وامتداده من ماضيهم إلى حاضرهم ما أدلى به الكاتب الشهير " أمين طاهري" في جريدة الشرق الأوسط في عددها 9158(ص9) الصادر يوم الخميس الموافق 2من شهر ذي القعدة عام 1424هـ تحت عنوان " مبارك في طهران عين على الشوارع وأخرى على التشدد بعض الخمينيين يشعرون بالحرج تجاه (20) شارعاً بالعاصمة تحمل أسماء إرهابيين .
يتحدث هذا المقال عن زيارة الرئيس المصري حسني مبارك لطهران ويتحدث عن ضعف سلطة خاتمي تجاه الخمينيين الغلاة وعن أمور أخرى من أراد معرفتها فليرجع للمقال في العدد المذكور والذي يهمنا منه قوله : " وطبقاً لأحدث الإحصائيات يوجد في طهران حوالي عشرين شارعاً تحمل أسماء إرهابييين إيرانيين وأجانب وغيرهم من القتلة والشارع الذي تقع فيه السفارة البريطانية يحمل اسم بوبي ساندر وهو إرهابي من الجيش الجمهوري الايرلندي .
والشارع الذي كان يعيش فيه علي منصور وهو رئيس وزراء سابق يحمل اسم الرجل الذي قتله ".
وذكر أن الشارع الذي تقع فيه السفارة المصرية يحمل اسم خالد الإسلامبولي أحد الإرهابيين الذين شاركوا في اغتيال الرئيس أنور السادات ويواجه المدخل الرئيسي السفارة المصرية لوحة حائطية ضخمة للإسلامبولي يريد مبارك إزالتها وينصحه بالتنازل عن ذلك لتتم له زيارة إيران .
وقبل أيام قرأت أن في إيران حوالي مائة وعشرين إرهابياً من أعضاء القاعدة الإرهابية لابن لادن والظواهري القطبيين .
والحرس الثوري عبارة عن جيش إرهابي ،ومن هنا يحتفى بالإرهابيين في العالم مهما كان دينهم ومهما كانت جنسياتهم.
فهذه المعلومات هدية ثمينة للمالكي وأمثاله من المرجفين على الدعوة السلفية وللمنادين بالحرية من الروافض والعلمانيين والعقلانيين ومن وراءهم من أعداء الإسلام.
ونقول لهم : هذه مصادر الإرهاب والتعطش لسفك الدماء والإبادة والتخريب والتدمير.
فلماذا تذهبون بالناس بعيداً عنها أيها الغشاشون المتلاعبون بالعواطف والعقول ثم توجهون سهام افترائكم إلى دعوة إسلامية صادقة قامت عليها دولة الإيمان والأمان الذي لا نظير له ويشهد له بذلك الخاص والعام والأصدقاء والأعداء؟!!.
أتريديون أن تعيدوا بلاد التوحيد والأمن والأمان إلى الجاهلية والفوضى والقبورية والخرافات؟!!.
والآن إلى مناقشة الحوار الذي جرى بين حسن المالكي والهاشمي في قناة المستقلة تحت عنوان:" برنامج الحوار الصريح الحلقة السادسة موضوعها :" الخطاب السلفي وتحديات العصر"، وأرجو الله أن يوفقني لبيان ما فيها من زيف ومغالطات وظلم للسلفية والسلفيين.
1- قال حسن المالكي خلال هذا الحوار :" وذكر أيضاً (يعني بعض المشاركين في الحوار) أن القرضاوي وأمثاله فهو من باب أولى فالسلفية لا تقر بسلفية القرضاوي والغزالي والكوثري وهم عندهم ، وأتباعهم ومن يقلدونهم من الفرق الهالكة وثم الفرق الهالكة هذه طبعاً . طبعاً تعرفون أن النار هي مصيرهم على رأيهم".
أقول: إن القرضاوي والغزالي والكوثري لا يدعون أنهم سلفيون بل هم يحاربون السلفية لفظاً ومعنى وعقائدهم ومناهجهم وأفكارهم وحربهم للسلفية وأهلها من أكبر الشواهد على أنهم ليسوا منهم والفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة فرق ضلالة يشهد بذلك واقعهم وعقائدهم ومناهجهم .
ثم إن أهل السنة يؤمنون بنصوص الوعيد في أهل الكبائر مثل آكلي الربا وقاتلي النفوس بغير حق .
أما الفرق الضالة فموقف أهل السنة منهم معروف مشهور مبثوث في كتبهم العقائدية وشروح كتب السنة ، وأنهم لا يكفرون الاثنتين وسبعين فرقة الوارد ذكرها في حديث الافتراق إلا ما ورد عن بعضهم من إخراج الروافض والجهمية من الاثنتين والسبعين فرقة ، ومعروف عنهم أنهم لا يحكمون عليهم بالخلود في النار وأن أحاديث الشفاعة تشملهم هم وأهل الكبائر وأنه يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وعنده أدنى مثقال ذرة من إيمان وكلامك عنهم يوحي بغير هذا .
ولست أدري هل أنت ممن يعرف مذهب أهل السنة على هذا التفصيل ثم يلبس على الناس ويوهمهم أن السلفيين يكفرون مخالفيهم ويحكمون عليهم بأن مصيرهم كلهم النار وماداموا يكفرونهم فهم يحكمون عليهم بالخلود في النار .
ونقول برأ الله السلفيين من هذه العقيدة وإنما هذه عقيدة الروافض الذين يكفرون الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر وعمر ويحكمون عليهم بالنار هذه عقيدتهم في الصحابة فغيرهم من باب أولى .
فلماذا يلصق المالكي هذه العقيدة بأهل السنة ولا ينسبها إلى أهلها ؟ نريد الإجابة على هذا السؤال.
2- قال حسن المالكي : نستطيع أيضاً نسأل بعد سؤال الأخوين هناك إشكال آخر : وهو إذا أردنا تصحيح المشكلة أرى أن القناة ليست القناة .
أرى أن المسألة فيها تفضيح كشفه الأستاذ أحمد الكاتب .
لا بد أولاً موقف سلفي واضح من المخالفات السلفية في التراث العقدي الضخم وهي الأصل . نفي الآخر وتكفيره والحكم عليه بالزندقة والردة والأمر ببغضه وهجره والأمر بضرب عنقه إن لم يتب هذا هو الأصل في التراث السلفي" .
أقول: طالب أولاً الروافض والخوارج وصوفية الحلول ووحدة الوجود وصوفية القبور بموقف واضح من تراثهم العقدي والعملي .
ثم إن السلفيين لا يحكمون بالكفر أو الردة أو الزندقة إلا على من اتصف بشيء منها ثم أقاموا عليه الحجة.
ولكن الروافض يكفرون الصحابة ومن سار على نهجهم من أجل توحيدهم وإيمانهم. والخوارج يكفرون عثمان وعلياًّ ومن شايعهما ويكفرون أهل الكبائر إذا ماتوا مصرين عليها ويحكمون عليهم بالخلود في النار، والمعتزلة يخرجون أهل الكبائر من دائرة الإسلام ويحكمون عليهم بالخلود في النار.
وأهل السنة يحاربون هذا الظلم الصادر من هذه الفرق على أمة الإسلام ويأتي المالكي فيلصق بهم ذنوب غيرهم ويحاربهم ظلماً وزوراً.
ثم إن هذا من أعظم الافتراء على أهل السنة السلفيين ومن الأدلة على عدوانك وبغيك عليهم.
فهم أيها اللدود كتبهم واضحة ناضحة في محاربة التكفير وفي أحكامهم وأقوالهم بأن الفرق المخالفة لهم من فرق الأمة وأهل القبلة.
3- ثم قال المالكي :" وهذا الأصل لا أقوله أنا ولا يقوله المخالفون وإنما نستطيع أن نقيم جرد الكتب السلفية جميعاً . أستطيع أن أنقل العناوين فقط والعناوين التي تقف ضد الآخر إن لم يكن لجميعنا موقف من الخطأ وفق الشرع فقط ( ). إن لم يكن لنا موقف فمعنى هذا أننا نأتي ونجمل كلاماً في القنوات وأما الواقع فهو غير هذا" .
أقول: قم أنت وأمثالك من أدعياء الحرية بجرد تراث الروافض وما تضمنته من كفريات من جهة وما تضمنته من تكفير ظالم باطل للصحابة وخيار أمة الإسلام وغيرهم ممن يخالف أباطيلهم وترهاتهم .
ثم قوموا بجرد كتب سائر المذاهب الإسلامية فإن عندهم أحكاماً على المرتدين والزنادقة والمنافقين وأشدهم توسعاً في ذلك الأحناف المرجئة ، وهذا معروف لدى أهل العلم .
والواقع أنك لست بصادق ولا ناصح في محاربة التكفير ولو كنت صادقاً ناصحاً لحاربت أهله من الروافض والخوارج السابقين واللاحقين ولن تجد الأحكام العادلة والمنصفة المستندة إلى نصوص الكتاب والسنة إلا عند أهل السنة السلفيين ، وإياك وغيرك الاستسلام للأهواء والأحقاد والسير في ركاب أوروبا وأمريكا والروافض في وضع الأمور في غير نصابها وإعطاء صكوك الغفران لمن تلطخ بدماء التكفير الباطل ونسبة التكفير الباطل إلى غير أهله .
4- قال حسن المالكي:" أنا كذلك استغربت من استغرابكم أمس من بعض الجهاديين الذين يرون ضرب المدنيين كما قاله ذلك الجهادي في حق المدنيين غير المسلمين موجود في التراث السلفي ضد المسلمين أصلاً ضد علماء مسلمين يجب أن نكون صراح وإلا ، مصارحة هي الأصل .
عندما أقول التراث السلفي لا أدخل فيه كتب الحديث لأنها مشتركة بين الأشاعرة والظاهرية والسلفية والصوفية .
وإنما أقصد ما جمع من رسائل منسوبة إلى الإمام أحمد وكذلك عبد الله بن أحمد وابن بطة والبربهاري واللالكائي وأبي يعلى والدارمي والآجري وابن – وغيرها من الكتب التي – ابن تيمية وأقرنها مع ابن القيم فوصلت إلى السلفية المعاصرة الذين لم يدرسوا المنطق ولم يعرفوا شيئاً اسمه المقارنة العقدية بدراسة كل المذاهب والنظر فيما أصابت فيه وماذا أخطأت فيه هذه الكتب – السلفية المعاصرة بهذا ونشروا هذا الفكر على أنه الإسلام الحق الوحيد وهذا الفكر هو عناوين الرسائل الجامعية وهو ميلاد الكتب العقدية وهو الخطب المنبرية وهو المواعظ والكتيبات والنزاعات والخصومات والملصوقات والنشرات يجب أن نكون في مستوى من الصراحة حتى نكشف هذا الغلو الكبير الموجود" .
أقول: أولاً – هلا ذكرت كتب الروافض مثل "الكافي" للكلني و "الإرشاد للمفيد" و "الأنوار النعمانية" للجزائري ورجال الكشي و "عيون الأخبار" و "الفصول المهمة" وغيرها التي تتضمن الطعن واللعن والتكفير لأصحاب محمد .
ثانياً- هذه الكتب التي أقضت مضجعك هي كتب السنة الوضاءة التي حافظت على تراث النبوة وتراث خيار هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان من أئمة الهدى عقيدة ومنهجاً ودحضت ضلالات وأباطيل الجهمية والمعتزلة والخوارج والروافض والمرجئة والقدرية وصوفية الحلول ووحدة الوجود .
وأضاف إليها ابن تيمية دحض أباطيل صوفية القبور والحلول ووحدة الوجود ودحض ضلالات الباطنية وسائر الفرق التي نشأت في القرون المتأخرة ولم يشرق بهذه الكتب والتراث العظيم الذي حوته إلا أحلاس الروافض والجهمية والفرق الضالة ومنهم المالكي الذي يدعي الحرية وإنما يريد التحرر من الحق ويريد اتباع الهوى والسير في ركاب الفرق الضالة، ثم إن هذه الكتب لا تخص الحنابلة كما يوهمه كلامك بل هي مشتركة بين الشافعية والحنابلة ويشاركهم بعض كبار المالكية في نظيرها ومنهج الجميع واحد وهو الحق وإن شرق بذلك الروافض والجهمية ومن سار على نهجهم .
ثالثاً – كأن الرجل درس المنطق على أئمة الرفض أو التصوف فذهب يتباهى به وما عرف المسكين أن المنطق لا يحتاج إليه الذكي ولا يستفيد منه الغبي ولو كان فيه هدى ونور لجاء به الأنبياء ولو كان فيه أدنى نفع لاهتدى به فلاسفة اليونان الوثنيين ولأخرجهم من ظلمات الوثنية ولا اهتدى به فلاسفة الروافض والهنادك وصوفية الحلول وحدة الوجود .
رابعاً – أهل السنة والحمد لله يدرسون كتب أئمة السنة وكتب الفرق الأخرى مثل كتب الروافض والخوارج والمعتزلة ويدرسون كتب الملل والنحل مثل مؤلفات الأشعري وابن حزم والشهرستاني والبغدادي ويجرون خلال دراستها المقارنات العقدية فيدركون ما أنعم الله عليهم به من الحق وما وقع فيه أهل الضلال من الانحرافات العقدية والمنهجية فيشكرون الله على ما أنعم به عليهم وأهل الباطل بسبب خذلان الله لهم لا يدركون ولا يميزون بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال وما أراك وأمثالك إلا من هذا الصنف .
5- وقال المالكي :"ما قرأت رسالة عقدية جامعية ولا سمعت خطبة ولا قرأت منشوراً إلا وجدت فيه آثاراً من هذا الغلو القديم في تضخيم الخطأ الصغير وكما قلت هذا يحتاج إلى جرد ودراسة نعرف بها النسبة . أن نعرف نسبة الاعتدال لا تتجاوز الواحد بالمئة من التكفير الموجود في الكتب السلفية والتراث السلفي القديم الذي أوصله أيضاً ابن تيمية وفي التراث المعاصر في كتب الوهابية أيضا هذا موجود .هذا الذي نريد الموقف منها موقفاً صادقاً .
ثم سؤال : لو أن رجلاً من الإباضية أو الشيعة أو الصوفية كان صالحاً ومصلياً ومجتنباً للظلم فهو عند السلفيين الموجودين أفضل من سني ظالم مرتش سارق إلى آخره هذا هو الأصل إذا أحببت أن أعلق على البيان على الفتاوى التي ذكرها الأستاذ أحمد الكاتب".
أقول: هذه الكتب والرسائل والخطب إلى آخره .
منها ما هو حق واعتدال وحرب للتكفير الباطل فهذا النوع منشؤه المنهج السلفي .
ومنها ما نشأ من فكر غال وحاقد ومدمر ومعاد للمنهج السلفي ومحارب له ولكن المبشرين به والمروجين له ألبسوه مكراً وكيداً لباس المنهج السلفي ليروج لدى الجهلة وضعاف الدين والعقول ولا أستبعد أنك ممن يعرف هذا الكيد ويؤيده .
ومن الأدلة على ذلك دفاعك عن دهاقنته القدامى والمحدثين جماعات وأفراداً في كتاباتك المظلمة وفي حوارك هذا وحربك الظالمة على السلفية والسلفيين ومنهجهم ومصادرهم
6- وقال خلال حواره : "هناك مشكلة أيضاً وهي أن السلفية قد تجد فيها الشيء وضده . القليل جداً هو الاعتدال والأغلب السائد هو الغلو والتكفير والتبديع".
أقول: إن تهم المالكي ومجازفاته من جنس تهم الروافض للصحابة وأهل السنة ومنهم ورث هذا الحقد وهذا المنهج الذي يسير عليه في محاربة المنهج السلفي .
تأمل هذه المجازفات والمغالات في أحكامه وإحصائياته التي توصل فيها إلى هذه النسبة "نسبة الاعتدال لا تجاوز الواحد في المائة" وهذا عين الكذب الذي لم يسبق إليه المالكي .
أيها الرجل إن المنهج السلفي قائم على الكتاب والسنة والعدل والإنصاف والاعتدال والتوسط فيه في كل أبواب الدين.
والظلم والانحراف والضلال والجور في الأحكام إنما عند خصومهم ولا سيما الخوارج والمعتزلة والروافض وأسوأهم وأشدهم ظلماً وكذباً الروافض فهم لا يعرفون الإنصاف والاعتدال والعدل لا في عقائدهم ولا في أحكامهم ولا في أصولهم ولا في فروعهم ، ولو كان عندك أدنى حد من الاعتدال والصدق والإنصاف لما وجهت سهام حقدك لأهل الحق والإنصاف والاعتدال أهل السنة والحديث السلفيين .
ولوجهت سهامك إلى خصومهم المكفرين بالجهل والظلم إلى آخر ما عندهم من المخازي ولكن فاقد الشيء لا يعطيه .
وأخيراً إن التكفير المنصف القائم على الحق والعدل موجود في الكتاب والسنة وعند الصحابة وأئمة الإسلام ، والظاهر أنك تحارب هذا التكفير.
أما تكفير الروافض للصحابة وأهل السنة فالظاهر أن هذا لا يهز وجدانك ولا يثير غيرتك والشيء من معدنه لا يستغرب .
7- قال حسن المالكي : "خاصةً فتوى الطاعة جداً جميلة لكن المشكلة يا أخي كما قلت أنك تجد عند السلفية ومنهم العلماء تجد الشيء وضده . إذا طلب منهم نقد التكفير . نقدوا التكفير واستخرجوا الآيات والنصوص في ذم التكفير والأحاديث . وإذا غفلت عنهم الدولة وعن بعضهم أخرج فتاوى مضادة تماماً فيها كل السلبيات التي ذكرتها ولذلك أرجو أن البيان القادم لا يترك هناك مجالاً للشك خاصة العبارات الفضفاضة التي تأتي وتقول حسب عقيدة السلف الصالح ".
أقول: نقول سبحانك هذا بهتان عظيم هات برهانك على هذا البهت العظيم وأن علماء السلفية هذا حالهم أنهم يحاربون التكفير إذا طلبت الدولة منهم ذلك فإذا غفلت عنهم الدولة وعن بعضهم أخرج فتاوى مضادة .
ثم إن التقية والتلاعب في دين الله لا تجدهما إلا عند الروافض فهم الذين يمدحون الحكام والمسلمين بالكذب إنطلاقاً من أصلهم الفاسد التقية وفي الوقت نفسه يضمرون خلاف ما يتظاهرون به من الاعتراف بإسلام من ينطوون على عدائهم وتكفيرهم وتحين الفرص لإهلاكهم وإبادتهم أما أهل السنة فالحمد لله هذه فتاواهم مدونة في مجلدات كثيرة يبينون فيها العقائد الصحيحة والأحكام السديدة في العبادات والحلال والحرام وسائر شئون الحياة وهي ولله الحمد مشرفة لأهل السنة ويرفعون بها رؤوسهم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه:
ربيع بن هادي المدخلي
غرة ذي القعدة لسنة 1424 من الهجرة النبوية
مكة المكرمة
ما دار في قناة المستقلة
من الحوار حول السلفية
- الحلقة الثانية -
(دحر أباطيل الظالمين وبيان حقيقة الغلاة التكفيريين والإرهابيين)
كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد: فبسبب ما واجه الناس من أحداث الإرهاب والتفجير وما سبقها من مقدمات الأحقاد والغلو والتهييج والتكفير كثرت الأحاديث في المجالس واللقاءات وفي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة .
1- فقليل من الناس من يعرف الحقيقة ومنابعها ويصدع بها.
2- وبعضهم يتكلم بغير علم ولا هدى ولا يعرف عن الحقيقة شيئاً.
3- وبعضهم يعرف الحقيقة ويعرف واقع الإرهاب ومنابعه ولكنه لا يتحدث عن ذلك بالصدق ولا يصدع بالحق ولا يحاول أن يدفع الباطل ويفتعل للناس أسباباً وهمية لا رصيد لها من الواقع لأمر ما ولكنه يبتعد عن إلصاقها بمنهج معين .
4- وصنف آخر يشارك هؤلاء في معرفة الحقيقة والواقع ولكنه يتسم بالجرأة فيقذف منهجاً بريئاً بالغلو والتكفير ويخفي الحقيقة عمداً ويسدل الحجب الكثيفة على مناهج معروفة بذلك يشهد عليها التاريخ الماضي والواقع الحاضر.
ومن هذا الصنف حسن بن فرحان المالكي المعروف بالمغالطات وبالحقد والافتراء على المنهج السلفي وأهله في كتاباته وفي حواراته في القنوات مثل ( المستقلة) و(طوى) وهذه التصرفات منه تقدم باسم الإسلام وباسم العدل والاعتدال والإنصاف ومحاربة الغلو. وسوف يرى القاريء زيف هذه الادعاءات ويشاركه في هذا الأسلوب الظالم آخرون من روافض وعقلانيين وعلمانيين وغيرهم.
وقبل الخوض في مناقشة المالكي أرى أنه من المتعين عليّ إعطاء القراء لمحة عن المنهج السلفي الذي يتجنى عليه المالكي وعن المناهج التي يدافع عنها ويسدل الستار على عقائدها ومناهجها وأفاعيلها .
فأقول ينبغي أولاً أن يدرك العقلاء الفروق بين أهل السنة وبين الفرق الضالة.
فأصل أهل السنة والجماعة الاعتصام بالكتاب والسنة واتباع سبيل المؤمنين المعبر عنه بالإجماع فدينهم مبني على هذه الأصول: عقائدهم وعباداتهم وأحكامهم الحلال والحرام والمعاملات وسائر شئون الحياة .
ولذا يجد المطلع على التاريخ :
1- أنهم هم الذين اعتنوا بالقرآن وعلومه وألفوا في ذلك كتب التفسير وأصوله .
2-وأنهم هم الذين اشتدت عنايتهم بالسنة وألفوا فيها أنواع العلوم حتى يقال إنها بلغت مائة نوع فمنها :
أنهم ألفوا المصنفات كمصنف ابن أبي سينه ومصنف عبد الرزاق.
والمسانيد وهي كثيرة منها مسند أحمد وإسحاق .
والصحاح ومنها الصحيحان للبخاري ومسلم.
والسنن ومنها السنن الأربع.
والمعاجم منها معاجم الطبراني.
والجوامع والفوائد والأجزاء .
ومنها عنايتهم بعلوم الرجال، ومنها كتب الجرح والتعديل وهي كثيرة جداً، كما ألفوا كتباً في بيان العلل، وكتباً في الأحاديث الضعيفة والموضوعة، كل ذلك عناية بدينهم وحماية له، والكلام يطول في تفاصيل هذه الأمور لايتسع لها المقام.
ولشدة تمسكهم بالكتاب والسنة وحرصهم على اجتماع الأمة عليهما وعلى ما كان عليه الصحابة سموا بأهل السنة والجماعة .
أما الفرق الأخرى وأخص منهم الروافض والخوارج فأصل دينهم الفرقة والشقاق والبعد عن العناية بالكتاب والسنة، وسوء الظن بالصحابة والطعن فيهم وكيل التهم الظالمة لهم بل وتفسيقهم وتكفيرهم في دين الروافض وتكفير بعضهم عند الخوارج .
ويجمع هاتين الطائفتين الاهتمام الزائد بالسياسة ومنها ينطلقون إلى التكفير .
فالروافض يكفرون الصحابة ومن بعدهم من أمة الإسلام ولاسيما أهل السنة لأنهم دفعوا علياً عن الإمامة والخلافة - حسب زعمهم- .
والخوارج انطلقوا إلى تكفير علي وعثمان من الحاكمية - أي السياسة-.
وبهذا السبب وبسبب بعدهم عن الاهتداء بالكتاب والسنة والعناية بهما وما يتبعهما نجد عندهم من الضلال العقائدي والشركيات والخرافات والسحر والكهانة ما الله به عليم .
ونجدهم يبنون عقائدهم على المنطق والفلسفة والكلام والعقل كما يزعمون ، لأن هذه العلوم اليونانية يرون أنها ضرورية وأنها أصول الهداية عندهم ويشاركهم في كثير من أصولهم بل ويسبقهم المعتزلة وإن كانوا أقل حدة في موضوع الصحابة وفي التكفير إلا أنهم يشاركونهم في القول بتخليد أهل الكبائر في النار.
وكان أهل السنة في كل عصر ومصر يتصدون لرد ضلالات هذه الفرق وغيرها ومنها التكفير.
ثم جاءت الأحزاب السياسية في هذا العصر متأثرة إلى حد ما بعقائد ومناهج هذه الفرق ومن ثم فلا هم لها إلا السياسة ولا اهتمام لها بإصلاح أحوال الأمة عقائدياً وعلمياً ولا يفكرون في العودة بالأمة إلى الكتاب والسنة وإلى ما كان عليه السلف الصالح من الاستقامة والصلاح في كل أبواب الدين، بل زادوا الأمة فساداً على فساد عقائدياً وأخلاقياً فتراهم يتولون أهل البدع والضلال ويحاربون أهل الكتاب والسنة وعلماءهم ويكيلون لهم ولكتبهم ومناهجهم التهم الكاذبة والإشاعات الباطلة ومن هؤلاء سيد قطب وأتباعه.
سيد قطب الذي انطلق من منطلق الخوارج والروافض والمعتزلة والجهمية عقائدياً ومنهجياً وسياسياً ولا سيما في باب التكفير بالظلم والجهل فالمجتمعات عنده كلها جاهلية وأشدها ردة وجاهلية عنده أمة الإسلام فهو يكفر حتى بالجزئية، وزاد على هذا التربية على طريقة الباطنية من الاغتيالات والتفجيرات والقول بالتقية المسمى بالعزلة الشعورية.
ومن هنا يلصق أتباعه أنفسهم بالمنهج السلفي مكراً كبَّاراً من قياداتهم ، إذا عرفت كل هذا عرفت براءة المنهج السلفي من التكفير والتفجير والتدمير وعرفت من هم أهل هذه البوائق نعم قد تجد بعض الاجتهادات النادرة – ولا حكم للنادر- عند بعض المنتمين إلى المنهج السلفي فيكفرون في باب واحد فقط باب الشرك الأكبر دون اشتراط إقامة الحجة وما عدا ذلك من أبواب الدين والإيمان بما فيها الحاكمية فلا يكفرون إلا بعد إقامة الحجة.
إذا عرفت هذا فمن الظلم العريض أن يأتي أحلاس الرفض وأحلاس العلمانية والعقلانية فيلصقوا ما يجري اليوم من تفجير وتكفير وتدمير بالمنهج السلفي، متعاونين في حرب الإسلام الحق مع أعدائه الغربيين وتحت حمايتهم فما تراه منهم من شجاعة وجرأة فليس ذلك نابعاً من شجاعة أصلية فيهم وإنما هم يستندون إلى حماية الغرب ويسعون لتحقيق أهدافهم في إبعاد الأمة عن عقيدتها ومنهجها الصحيح .
ولذا نراهم يدعون إلى الإصلاح وهو عين الإفساد، (( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ))، (( إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقا)) .
ينادون اليوم بإصلاح مناهج التعليم إي إخضاع الإسلام لإرادة الغرب ومناهجهم .
إن التعليم في المملكة قائم على الدين الحق وعلى السداد والصلاح وعلى محاربة التكفير الخارجي والرافضي بل اليهودي والنصراني، وقد وضع هذه المناهج عباقرة الإسلام وفحوله وليس منهم أحد من أحلاس الروافض والخوارج التكفيريين، والناس يعلمون أن مناهج الجامعة الإسلامية رسمه فحول العلماء وخلاصتهم من عرب وعجم من المملكة والشام والعراق ومصر باسم المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية .
ومناهج سائر الجامعات الأخرى في المملكة لا تختلف عن منهج هذه الجامعة .
ويذكر طلاب العلم المقررات العقائدية في المتوسطات والثانويات، وأن الدراسة العقائدية والمنهجية محاورها كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وما يتبعها مثل الواسطية والحموية والتدمرية ثم الطحاوية المستمدة من كتبه وكتب تلاميذه .
وكلها تبين عقائد الحق ومناهجه وتبعد الطلاب عن مناهج الضلال والانحراف وتدعو إلى الاعتدال والتوسط .
فإلى العلماء والمسئولين والعقلاء في هذه البلاد أوجه ندائي هذا، وأقول:
هذه حقيقة الضلال والتكفير التي تحاربها مناهجكم .
وهذه حقيقة ما أنتم عليه من حق وهدى فتمسكوا بما أنتم عليه من الهدى ودين الحق وعضوا عليه بالنواجذ.
ولا تسمعوا لنعرات العلمانيين والمرجفين الذين ينادون بتغيير مناهجكم فإنهم والله دعاة الضلال والفتن ليغيروا ما تنعمون به من نعمة وليبدلوا نعمة الله التي أنعم بها عليكم "ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب " .
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
فالحذر الحذر من مكايد الأعداء الذين يظهرون بمظهر الأصدقاء الناصحين وهم الأعداء الحاقدون الذين يصدق عليهم قول الله تعالى (( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض)) .
"أمثلة تاريخية وواقعية لبعض أفاعيل الرافضة "
1- استخرجوا الحسين من مكة إلى الكوفة ثم غدروا به وقتلوه وأهل بيته.
2- ثاروا على دولة بني أمية باسم أهل البيت ، وارتكبوا من المذابح في أهل السنة ما لم يخطر على بال إذ قاموا بعملية إبادة لهم لاسيما العرب على يدي أبي مسلم الخرساني وحزبه الرافضي كما قاموا بعملية إبادة بقيادة عبد الله بن علي العباسي ومعه أبو مسلم .
3- قاموا بثورة في المغرب وارتكبوا من المذابح المذهلة في أهل السنة ما تقشعر منه الجلود.
4- ثورات القرامطة ومذابحهم الكثيرة في اليمن والأحساء والكوفة وغيرها ومنها المذابح التي ارتكبوها في الحجيج واقتلاع الحجر الأسود والافتخار بتحدي رب العالمين وسب القرآن وباعثهم على كل هذا تكفيرهم للصحابة ولأهل السنة وكفرهم بما عند أهل السنة من دين وعقائد.
5- ثورتهم بقيادة الصفويين وإجبار أهل السنة على الترفّض وقتل وإذلال من يرفض الدخول في الرفض.
6- تآمرهم مع التتار ومعاونتهم لاجتياح العالم الإسلامي والتمهيد والاحتيال لقتل الخليفة المنتصر العباسي والمذابح الرهيبة وإبادة أهل بغداد وإتلاف تراثهم العلمي الكبير وتعاونهم مع كل عدو ضد الإسلام والمسلمين من اليهود والنصارى وغيرهم .
7- ثورتهم الأخيرة في إيران بالتعاون مع دول الغرب بقيادة الخميني ثم غدرهم بمن تعاون معهم من أهل السنة وقتلهم وسحنهم وتشريدهم وحرمانهم من الحرية في دينهم وحرمانهم من كل شيء.
8- تشجيعهم للإرهاب بل هم أشد وأهم مصادر الإرهاب والقلاقل والفتن ومن ذلك تعاونهم مع الإرهاب القطبي الذي تمثله القاعدة.
9- حرب صدام ضدهم ما كان إلا صداً لعدوان الخميني وحرسه الثوري وكبحاً لمطامعه في البلاد العربية وبترولها بل من أهدافهم الاستيلاء على الحرمين وهدم المسجدين وتحويل القبلة إلى نجفهم الأشرف كما يزعمون وإن كان صدام وجيشه البعثي يشاركونهم في الإجرام.
ومن أقوى الشواهد على رسوخ الإرهاب عند الروافض وامتداده من ماضيهم إلى حاضرهم ما أدلى به الكاتب الشهير " أمين طاهري" في جريدة الشرق الأوسط في عددها 9158(ص9) الصادر يوم الخميس الموافق 2من شهر ذي القعدة عام 1424هـ تحت عنوان " مبارك في طهران عين على الشوارع وأخرى على التشدد بعض الخمينيين يشعرون بالحرج تجاه (20) شارعاً بالعاصمة تحمل أسماء إرهابيين .
يتحدث هذا المقال عن زيارة الرئيس المصري حسني مبارك لطهران ويتحدث عن ضعف سلطة خاتمي تجاه الخمينيين الغلاة وعن أمور أخرى من أراد معرفتها فليرجع للمقال في العدد المذكور والذي يهمنا منه قوله : " وطبقاً لأحدث الإحصائيات يوجد في طهران حوالي عشرين شارعاً تحمل أسماء إرهابييين إيرانيين وأجانب وغيرهم من القتلة والشارع الذي تقع فيه السفارة البريطانية يحمل اسم بوبي ساندر وهو إرهابي من الجيش الجمهوري الايرلندي .
والشارع الذي كان يعيش فيه علي منصور وهو رئيس وزراء سابق يحمل اسم الرجل الذي قتله ".
وذكر أن الشارع الذي تقع فيه السفارة المصرية يحمل اسم خالد الإسلامبولي أحد الإرهابيين الذين شاركوا في اغتيال الرئيس أنور السادات ويواجه المدخل الرئيسي السفارة المصرية لوحة حائطية ضخمة للإسلامبولي يريد مبارك إزالتها وينصحه بالتنازل عن ذلك لتتم له زيارة إيران .
وقبل أيام قرأت أن في إيران حوالي مائة وعشرين إرهابياً من أعضاء القاعدة الإرهابية لابن لادن والظواهري القطبيين .
والحرس الثوري عبارة عن جيش إرهابي ،ومن هنا يحتفى بالإرهابيين في العالم مهما كان دينهم ومهما كانت جنسياتهم.
فهذه المعلومات هدية ثمينة للمالكي وأمثاله من المرجفين على الدعوة السلفية وللمنادين بالحرية من الروافض والعلمانيين والعقلانيين ومن وراءهم من أعداء الإسلام.
ونقول لهم : هذه مصادر الإرهاب والتعطش لسفك الدماء والإبادة والتخريب والتدمير.
فلماذا تذهبون بالناس بعيداً عنها أيها الغشاشون المتلاعبون بالعواطف والعقول ثم توجهون سهام افترائكم إلى دعوة إسلامية صادقة قامت عليها دولة الإيمان والأمان الذي لا نظير له ويشهد له بذلك الخاص والعام والأصدقاء والأعداء؟!!.
أتريديون أن تعيدوا بلاد التوحيد والأمن والأمان إلى الجاهلية والفوضى والقبورية والخرافات؟!!.
والآن إلى مناقشة الحوار الذي جرى بين حسن المالكي والهاشمي في قناة المستقلة تحت عنوان:" برنامج الحوار الصريح الحلقة السادسة موضوعها :" الخطاب السلفي وتحديات العصر"، وأرجو الله أن يوفقني لبيان ما فيها من زيف ومغالطات وظلم للسلفية والسلفيين.
1- قال حسن المالكي خلال هذا الحوار :" وذكر أيضاً (يعني بعض المشاركين في الحوار) أن القرضاوي وأمثاله فهو من باب أولى فالسلفية لا تقر بسلفية القرضاوي والغزالي والكوثري وهم عندهم ، وأتباعهم ومن يقلدونهم من الفرق الهالكة وثم الفرق الهالكة هذه طبعاً . طبعاً تعرفون أن النار هي مصيرهم على رأيهم".
أقول: إن القرضاوي والغزالي والكوثري لا يدعون أنهم سلفيون بل هم يحاربون السلفية لفظاً ومعنى وعقائدهم ومناهجهم وأفكارهم وحربهم للسلفية وأهلها من أكبر الشواهد على أنهم ليسوا منهم والفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة فرق ضلالة يشهد بذلك واقعهم وعقائدهم ومناهجهم .
ثم إن أهل السنة يؤمنون بنصوص الوعيد في أهل الكبائر مثل آكلي الربا وقاتلي النفوس بغير حق .
أما الفرق الضالة فموقف أهل السنة منهم معروف مشهور مبثوث في كتبهم العقائدية وشروح كتب السنة ، وأنهم لا يكفرون الاثنتين وسبعين فرقة الوارد ذكرها في حديث الافتراق إلا ما ورد عن بعضهم من إخراج الروافض والجهمية من الاثنتين والسبعين فرقة ، ومعروف عنهم أنهم لا يحكمون عليهم بالخلود في النار وأن أحاديث الشفاعة تشملهم هم وأهل الكبائر وأنه يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وعنده أدنى مثقال ذرة من إيمان وكلامك عنهم يوحي بغير هذا .
ولست أدري هل أنت ممن يعرف مذهب أهل السنة على هذا التفصيل ثم يلبس على الناس ويوهمهم أن السلفيين يكفرون مخالفيهم ويحكمون عليهم بأن مصيرهم كلهم النار وماداموا يكفرونهم فهم يحكمون عليهم بالخلود في النار .
ونقول برأ الله السلفيين من هذه العقيدة وإنما هذه عقيدة الروافض الذين يكفرون الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر وعمر ويحكمون عليهم بالنار هذه عقيدتهم في الصحابة فغيرهم من باب أولى .
فلماذا يلصق المالكي هذه العقيدة بأهل السنة ولا ينسبها إلى أهلها ؟ نريد الإجابة على هذا السؤال.
2- قال حسن المالكي : نستطيع أيضاً نسأل بعد سؤال الأخوين هناك إشكال آخر : وهو إذا أردنا تصحيح المشكلة أرى أن القناة ليست القناة .
أرى أن المسألة فيها تفضيح كشفه الأستاذ أحمد الكاتب .
لا بد أولاً موقف سلفي واضح من المخالفات السلفية في التراث العقدي الضخم وهي الأصل . نفي الآخر وتكفيره والحكم عليه بالزندقة والردة والأمر ببغضه وهجره والأمر بضرب عنقه إن لم يتب هذا هو الأصل في التراث السلفي" .
أقول: طالب أولاً الروافض والخوارج وصوفية الحلول ووحدة الوجود وصوفية القبور بموقف واضح من تراثهم العقدي والعملي .
ثم إن السلفيين لا يحكمون بالكفر أو الردة أو الزندقة إلا على من اتصف بشيء منها ثم أقاموا عليه الحجة.
ولكن الروافض يكفرون الصحابة ومن سار على نهجهم من أجل توحيدهم وإيمانهم. والخوارج يكفرون عثمان وعلياًّ ومن شايعهما ويكفرون أهل الكبائر إذا ماتوا مصرين عليها ويحكمون عليهم بالخلود في النار، والمعتزلة يخرجون أهل الكبائر من دائرة الإسلام ويحكمون عليهم بالخلود في النار.
وأهل السنة يحاربون هذا الظلم الصادر من هذه الفرق على أمة الإسلام ويأتي المالكي فيلصق بهم ذنوب غيرهم ويحاربهم ظلماً وزوراً.
ثم إن هذا من أعظم الافتراء على أهل السنة السلفيين ومن الأدلة على عدوانك وبغيك عليهم.
فهم أيها اللدود كتبهم واضحة ناضحة في محاربة التكفير وفي أحكامهم وأقوالهم بأن الفرق المخالفة لهم من فرق الأمة وأهل القبلة.
3- ثم قال المالكي :" وهذا الأصل لا أقوله أنا ولا يقوله المخالفون وإنما نستطيع أن نقيم جرد الكتب السلفية جميعاً . أستطيع أن أنقل العناوين فقط والعناوين التي تقف ضد الآخر إن لم يكن لجميعنا موقف من الخطأ وفق الشرع فقط ( ). إن لم يكن لنا موقف فمعنى هذا أننا نأتي ونجمل كلاماً في القنوات وأما الواقع فهو غير هذا" .
أقول: قم أنت وأمثالك من أدعياء الحرية بجرد تراث الروافض وما تضمنته من كفريات من جهة وما تضمنته من تكفير ظالم باطل للصحابة وخيار أمة الإسلام وغيرهم ممن يخالف أباطيلهم وترهاتهم .
ثم قوموا بجرد كتب سائر المذاهب الإسلامية فإن عندهم أحكاماً على المرتدين والزنادقة والمنافقين وأشدهم توسعاً في ذلك الأحناف المرجئة ، وهذا معروف لدى أهل العلم .
والواقع أنك لست بصادق ولا ناصح في محاربة التكفير ولو كنت صادقاً ناصحاً لحاربت أهله من الروافض والخوارج السابقين واللاحقين ولن تجد الأحكام العادلة والمنصفة المستندة إلى نصوص الكتاب والسنة إلا عند أهل السنة السلفيين ، وإياك وغيرك الاستسلام للأهواء والأحقاد والسير في ركاب أوروبا وأمريكا والروافض في وضع الأمور في غير نصابها وإعطاء صكوك الغفران لمن تلطخ بدماء التكفير الباطل ونسبة التكفير الباطل إلى غير أهله .
4- قال حسن المالكي:" أنا كذلك استغربت من استغرابكم أمس من بعض الجهاديين الذين يرون ضرب المدنيين كما قاله ذلك الجهادي في حق المدنيين غير المسلمين موجود في التراث السلفي ضد المسلمين أصلاً ضد علماء مسلمين يجب أن نكون صراح وإلا ، مصارحة هي الأصل .
عندما أقول التراث السلفي لا أدخل فيه كتب الحديث لأنها مشتركة بين الأشاعرة والظاهرية والسلفية والصوفية .
وإنما أقصد ما جمع من رسائل منسوبة إلى الإمام أحمد وكذلك عبد الله بن أحمد وابن بطة والبربهاري واللالكائي وأبي يعلى والدارمي والآجري وابن – وغيرها من الكتب التي – ابن تيمية وأقرنها مع ابن القيم فوصلت إلى السلفية المعاصرة الذين لم يدرسوا المنطق ولم يعرفوا شيئاً اسمه المقارنة العقدية بدراسة كل المذاهب والنظر فيما أصابت فيه وماذا أخطأت فيه هذه الكتب – السلفية المعاصرة بهذا ونشروا هذا الفكر على أنه الإسلام الحق الوحيد وهذا الفكر هو عناوين الرسائل الجامعية وهو ميلاد الكتب العقدية وهو الخطب المنبرية وهو المواعظ والكتيبات والنزاعات والخصومات والملصوقات والنشرات يجب أن نكون في مستوى من الصراحة حتى نكشف هذا الغلو الكبير الموجود" .
أقول: أولاً – هلا ذكرت كتب الروافض مثل "الكافي" للكلني و "الإرشاد للمفيد" و "الأنوار النعمانية" للجزائري ورجال الكشي و "عيون الأخبار" و "الفصول المهمة" وغيرها التي تتضمن الطعن واللعن والتكفير لأصحاب محمد .
ثانياً- هذه الكتب التي أقضت مضجعك هي كتب السنة الوضاءة التي حافظت على تراث النبوة وتراث خيار هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان من أئمة الهدى عقيدة ومنهجاً ودحضت ضلالات وأباطيل الجهمية والمعتزلة والخوارج والروافض والمرجئة والقدرية وصوفية الحلول ووحدة الوجود .
وأضاف إليها ابن تيمية دحض أباطيل صوفية القبور والحلول ووحدة الوجود ودحض ضلالات الباطنية وسائر الفرق التي نشأت في القرون المتأخرة ولم يشرق بهذه الكتب والتراث العظيم الذي حوته إلا أحلاس الروافض والجهمية والفرق الضالة ومنهم المالكي الذي يدعي الحرية وإنما يريد التحرر من الحق ويريد اتباع الهوى والسير في ركاب الفرق الضالة، ثم إن هذه الكتب لا تخص الحنابلة كما يوهمه كلامك بل هي مشتركة بين الشافعية والحنابلة ويشاركهم بعض كبار المالكية في نظيرها ومنهج الجميع واحد وهو الحق وإن شرق بذلك الروافض والجهمية ومن سار على نهجهم .
ثالثاً – كأن الرجل درس المنطق على أئمة الرفض أو التصوف فذهب يتباهى به وما عرف المسكين أن المنطق لا يحتاج إليه الذكي ولا يستفيد منه الغبي ولو كان فيه هدى ونور لجاء به الأنبياء ولو كان فيه أدنى نفع لاهتدى به فلاسفة اليونان الوثنيين ولأخرجهم من ظلمات الوثنية ولا اهتدى به فلاسفة الروافض والهنادك وصوفية الحلول وحدة الوجود .
رابعاً – أهل السنة والحمد لله يدرسون كتب أئمة السنة وكتب الفرق الأخرى مثل كتب الروافض والخوارج والمعتزلة ويدرسون كتب الملل والنحل مثل مؤلفات الأشعري وابن حزم والشهرستاني والبغدادي ويجرون خلال دراستها المقارنات العقدية فيدركون ما أنعم الله عليهم به من الحق وما وقع فيه أهل الضلال من الانحرافات العقدية والمنهجية فيشكرون الله على ما أنعم به عليهم وأهل الباطل بسبب خذلان الله لهم لا يدركون ولا يميزون بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال وما أراك وأمثالك إلا من هذا الصنف .
5- وقال المالكي :"ما قرأت رسالة عقدية جامعية ولا سمعت خطبة ولا قرأت منشوراً إلا وجدت فيه آثاراً من هذا الغلو القديم في تضخيم الخطأ الصغير وكما قلت هذا يحتاج إلى جرد ودراسة نعرف بها النسبة . أن نعرف نسبة الاعتدال لا تتجاوز الواحد بالمئة من التكفير الموجود في الكتب السلفية والتراث السلفي القديم الذي أوصله أيضاً ابن تيمية وفي التراث المعاصر في كتب الوهابية أيضا هذا موجود .هذا الذي نريد الموقف منها موقفاً صادقاً .
ثم سؤال : لو أن رجلاً من الإباضية أو الشيعة أو الصوفية كان صالحاً ومصلياً ومجتنباً للظلم فهو عند السلفيين الموجودين أفضل من سني ظالم مرتش سارق إلى آخره هذا هو الأصل إذا أحببت أن أعلق على البيان على الفتاوى التي ذكرها الأستاذ أحمد الكاتب".
أقول: هذه الكتب والرسائل والخطب إلى آخره .
منها ما هو حق واعتدال وحرب للتكفير الباطل فهذا النوع منشؤه المنهج السلفي .
ومنها ما نشأ من فكر غال وحاقد ومدمر ومعاد للمنهج السلفي ومحارب له ولكن المبشرين به والمروجين له ألبسوه مكراً وكيداً لباس المنهج السلفي ليروج لدى الجهلة وضعاف الدين والعقول ولا أستبعد أنك ممن يعرف هذا الكيد ويؤيده .
ومن الأدلة على ذلك دفاعك عن دهاقنته القدامى والمحدثين جماعات وأفراداً في كتاباتك المظلمة وفي حوارك هذا وحربك الظالمة على السلفية والسلفيين ومنهجهم ومصادرهم
6- وقال خلال حواره : "هناك مشكلة أيضاً وهي أن السلفية قد تجد فيها الشيء وضده . القليل جداً هو الاعتدال والأغلب السائد هو الغلو والتكفير والتبديع".
أقول: إن تهم المالكي ومجازفاته من جنس تهم الروافض للصحابة وأهل السنة ومنهم ورث هذا الحقد وهذا المنهج الذي يسير عليه في محاربة المنهج السلفي .
تأمل هذه المجازفات والمغالات في أحكامه وإحصائياته التي توصل فيها إلى هذه النسبة "نسبة الاعتدال لا تجاوز الواحد في المائة" وهذا عين الكذب الذي لم يسبق إليه المالكي .
أيها الرجل إن المنهج السلفي قائم على الكتاب والسنة والعدل والإنصاف والاعتدال والتوسط فيه في كل أبواب الدين.
والظلم والانحراف والضلال والجور في الأحكام إنما عند خصومهم ولا سيما الخوارج والمعتزلة والروافض وأسوأهم وأشدهم ظلماً وكذباً الروافض فهم لا يعرفون الإنصاف والاعتدال والعدل لا في عقائدهم ولا في أحكامهم ولا في أصولهم ولا في فروعهم ، ولو كان عندك أدنى حد من الاعتدال والصدق والإنصاف لما وجهت سهام حقدك لأهل الحق والإنصاف والاعتدال أهل السنة والحديث السلفيين .
ولوجهت سهامك إلى خصومهم المكفرين بالجهل والظلم إلى آخر ما عندهم من المخازي ولكن فاقد الشيء لا يعطيه .
وأخيراً إن التكفير المنصف القائم على الحق والعدل موجود في الكتاب والسنة وعند الصحابة وأئمة الإسلام ، والظاهر أنك تحارب هذا التكفير.
أما تكفير الروافض للصحابة وأهل السنة فالظاهر أن هذا لا يهز وجدانك ولا يثير غيرتك والشيء من معدنه لا يستغرب .
7- قال حسن المالكي : "خاصةً فتوى الطاعة جداً جميلة لكن المشكلة يا أخي كما قلت أنك تجد عند السلفية ومنهم العلماء تجد الشيء وضده . إذا طلب منهم نقد التكفير . نقدوا التكفير واستخرجوا الآيات والنصوص في ذم التكفير والأحاديث . وإذا غفلت عنهم الدولة وعن بعضهم أخرج فتاوى مضادة تماماً فيها كل السلبيات التي ذكرتها ولذلك أرجو أن البيان القادم لا يترك هناك مجالاً للشك خاصة العبارات الفضفاضة التي تأتي وتقول حسب عقيدة السلف الصالح ".
أقول: نقول سبحانك هذا بهتان عظيم هات برهانك على هذا البهت العظيم وأن علماء السلفية هذا حالهم أنهم يحاربون التكفير إذا طلبت الدولة منهم ذلك فإذا غفلت عنهم الدولة وعن بعضهم أخرج فتاوى مضادة .
ثم إن التقية والتلاعب في دين الله لا تجدهما إلا عند الروافض فهم الذين يمدحون الحكام والمسلمين بالكذب إنطلاقاً من أصلهم الفاسد التقية وفي الوقت نفسه يضمرون خلاف ما يتظاهرون به من الاعتراف بإسلام من ينطوون على عدائهم وتكفيرهم وتحين الفرص لإهلاكهم وإبادتهم أما أهل السنة فالحمد لله هذه فتاواهم مدونة في مجلدات كثيرة يبينون فيها العقائد الصحيحة والأحكام السديدة في العبادات والحلال والحرام وسائر شئون الحياة وهي ولله الحمد مشرفة لأهل السنة ويرفعون بها رؤوسهم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه:
ربيع بن هادي المدخلي
غرة ذي القعدة لسنة 1424 من الهجرة النبوية
مكة المكرمة
تعليق