نصح و نداء لعقلاء الجنوب و مَن يهمه الأمر
أبي حمزة محمد بن حسين بن عمر بن حسن العمودي
الحمد لله العلي الأعلى ، القادر القدير المقتدر ، القاهر القهار ،له الحكم وإليه الحكم ، الأول فليس قبله شيء ،والأخر فليس بعده شيء ، والظاهر فليس فوقه شيء ، والباطن فليس دونه شيء ، وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له ، واحدٌ في ربوبيته ، لا شريك له ولا وزير له ولا معاون له ، واحدٌ في ألوهيته لا شريك له فيها ، واحدٌ في أسمائه وصفاته لا مثيل له ولا نظير ولا كفء ولا سمي له (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحابته وأتباعه الأخيار الأطهار الأبرار
فهذا نداء ونصح لعقلاء الجنوب ومَن يهمه الأمر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عليكم معاشر العقلاء وفقكم الله تعالى أن تتقوا الله في رعاياكم ، وأن تقوموا بما أوجب الله عليكم من النصح والتوجيه والإرشاد ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك بالطرق الشرعية المرضية
فإن هذا يعتبر واجباً عليكم وعلى كل مسؤلٍ وراعٍ عنده غيرة على دين الله رب العالمين
يقول الله تعالى (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ)
ويقول الله تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : علِّموهم الخير رواه الحاكم وصححه العلامة الألباني رحمه الله تعالى .
يا معشر العقلاء ومَن يهمه الأمر إن مسؤوليتكم عند الله عظيمة فإن الله تعالى سائلكم عما استرعاكم .
روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أَنَّهُ قَالَ « أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالأَمِيرُ الَّذِى عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِىَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ».
وعليكم بنصح رعاياكم وإرشادهم إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم روى الشيخان عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يَقُولُ « مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ».
ولمسلم سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يَقُولُ « مَا مِنْ أَمِيرٍ يَلِى أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ لاَ يَجْهَدُ لَهُمْ وَيَنْصَحُ إِلاَّ لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ ».
فإن إقامة العدل في الرعايا أمر لا بد منه
روى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- « إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ الَّذِينَ يَعْدِلُونَ في حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا ».
وروى الدارمي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وعلى آله و سلم قال : ما من أمير عشرة الا يؤتى به يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه أطلقه الحق أو أوبقه . الحديث صححه شيخنا الأمام الوادعي رحمه الله تعالى .
والإحسان الى الرعايا والرفق بهم أمر محمود ومعروف جميل .
روى أبو داود والترمذي عن أبي مريم الأزدي رضي الله عنه قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يَقُولُ « مَنْ وَلاَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجَتِهِمْ وَخَلَّتِهِمْ وَفَقْرِهِمُ احْتَجَبَ اللَّهُ عَنْهُ دُونَ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَفَقْرِهِ ». الحديث صححه شيخنا الأمام الوادعي رحمه الله تعالى .
وروى مسلم في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق الطاهرة المطهرة رضي الله عنها قالت سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يَقُولُ في بيتي هَذَا « اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ ».
وروى مسلم عن عائذ بن عمرو رضي الله عنه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يَقُولُ « إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ .
قال ابن الأثير رحمه الله في النهاية : هو العنيف برعايَة الإبل في السَّوْق والإيراد والإصْدار ويُلْقِي بعضها على بعض ويَعْسِفُها . ضَرَبه مَثَلا لِوَالي السُّوء . انتهى
هذا وإن أعظم سبيلٍ للأمن والأمان والاستقرار والتمكين في الأرض لهو بإقامة توحيد الله تعالى وتحقيق عبوديته في الأرض والتحذير من الشرك وأهله وهدم مظاهره وقطع وسائله يقول تعالى : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) .
ويقول تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) والمراد بالظلم في هذه الآية الشرك كما جاء مفسراً في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .
ويقول تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ).
ويقول تعالى : (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ).
ويقول تعالى : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
وإن تحقيق عبودية الله في أرضه سبب عظيم لرغد العيش
يقول الله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) .
ويقول تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ).
ويقول تعالى : (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا).
قوله على (الطريقة) أي المثلى وذلك بإقامة ما أمروا به وقوله (غدقا) أي هنيئاً مريئاً انظر فتح القدير (5 : ص 415) وتفسير السعدي (ص852) .
فهذا أعظم سبيل لسعادة الدارين معشر العقلاء ومَن يهمه الأمر.
وإن إلحاق الضرر بالمسلمين ولو بشيء يسير لأمر عظيم عند الله رب العالمين .
روى الإمام أحمد عن الحسن البصري رحمه الله قال :ثقل معقل بن يسار فدخل إليه عبيد الله بن زياد يعوده فقال هل تعلم يا معقل أني سفكت دما قال ما علمت قال هل تعلم أني دخلت في شيء من أسعار المسلمين قال ما علمت قال أجلسوني ثم قال اسمع يا عبيد الله حتى أحدثك شيئا لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله و سلم مرة ولا مرتين سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله و سلم يقول : من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغليه عليهم فإن حقاً على الله تبارك وتعالى أن يقعده بِعُظْم من النار يوم القيامة قال آنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله و سلم قال نعم غير مرة ولا مرتين . الحديث صححه شيخنا الأمام الوادعي رحمه الله تعالى .
قوله (بعظم من النار) عُظم الشيءٍ أكبره والمعنى على جانب عظيم من النار .
إذا كان هذا الوعيد في من تسبب في إغلاء أسعار المسلمين فما بالك في من تسبب في إفساد عقائد المسلمين ومسخ فطرهم وأخلاقهم لا شك أن الوعيد فيه أشد وأشد .
وإن مما نراه اليوم ونشاهده من تسلط السفهاء والمفسدين والتمكين لهم لهو عين الفساد والإفساد في الأرض
إن التمكين للسفهاء و المفسدين معناه فساد الدين والأخلاق وإهلاك الحرث والنسل وفساد المعايش بذهاب بركاتها وتخريب الديار .
يقول تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) .
ويقول تعالى : (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ).
ويقول تعالى : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
أي : فساد في المعايش وذلك بذهاب البركات وقلة الخيرات كل ذلك بسبب إفساد المفسدين و إجرام المجرمين .
وإن صلاح الأرض إنما يكون بطاعة الله وإخلاص العبودية له سبحانه وتعالى وخلاف ذلك هو خراب الدنيا والدين
يقول تعالى : (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ).
قال العلامة الشوكاني رحمه الله في تفسيره (2 : ص301) : قوله : { ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها } نهاهم الله سبحانه عن الفساد في الأرض بوجه من الوجوه قليلا كان أو كثيرا ومنه قتل الناس وتخريب منازلهم وقطع أشجارهم وتغوير أنهارهم ومن الفساد في الأرض الكفر بالله والوقوع في معاصيه ومعنى { بعد إصلاحها } : بعد أن أصلحها الله بإرسال الرسل وإنزال الكتب وتقرير الشرائع . انتهى
هذا وإن الفساد في الأرض إنما هو ناشئ عن طاعة المفسدين ولهذا نهى الله تعالى عباده أن يطيعوا المفسدين فلا تجوز طاعتهم يقول تعالى : (وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ).
فسمى الله المفسد مسرفاً ذلك لأن المفسد أسرف أي تجاوز الحد في أفعاله الإجرامية فهذه الآية فيها أن المفسد لا يرجى منه صلاح إلا ان يشاء الله (الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ).
بل ولا يصلح الله عمله فهو خرابٌ في خراب مادام مقيماً على فساده يقول الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) .
إن شأن المفسدين هو الإضرار بالمسلمين وإشعال نار الفتنة في أوساطهم يقول تعالى : (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).
فالله لا يحب الفساد كما في الآية المتقدمة ولا يحب المفسدين كما في هذه الآية .
إن المفسد مبغوضٌ عند الله مبغوض عند خلقه ضرره متعدٍ وموته راحة للبلاد والعباد والشجر والدواب .
روى الشيخان عن أبي قتاده الأنصاري رضي الله عنه أنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- مُرَّ عَلَيْهِ بِجَنَازَةٍ فَقَالَ « مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ.
فَقَالَ « الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلاَدُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ».
ومن أجل ذلك كانت عقوبة المفسدين شديدة يقول تعالى : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) .
وما أظن عاقلاً ومن له مسكة عقل يعرف الخير لنفسه و لبلاده ومجتمعه أن يرضى بفساد المفسدين وإجرام المجرمين إذ لا يرضى بذلك ولا يقره إلا من كان ممسوخ الفطرة أما ذوو الفطر السليمة والاخلاق النبيلة وذوو الشهامة والمروة فإنهم لا يرضون بذلك ولا يحبونه وينكرون ذلك أشد الإنكار .
وإن الذي حدا بي وألجأني إلي كتابة هذا النداء وهذه النصيحة هو ما رأيته من الانجرار والتهافت وراء أمور في ظاهرها الخير للبلاد والعباد كما يزعمون وهي في الحقيقة فساد في الدين وفساد في الدنيا وبهذا التغرير اغتر كثير من الناس وغفلوا إن لم يكونوا تغافلوا عن حقيقة هذا الأمر وما يؤول إليه في المستقبل حتى صار كثير من الناس حطباً للفتن ويدفعون إليه دفعاً فمن الذي ألجأهم إلى هذا الأمر و إلى هذا المنعطف الخطير ؟
إنها الغفلة معشر العقلاء ومَن يهمه الأمر والبعد عن دين الله وعدم الأخذ بنصح الناصحين أهل الهدى والنهى .
بالأمس القريب الحزب الاشتراكي الشيوعي الملحد يسلب دين بعض الناس ويسفك الدماء ويمتص خيرات البلاد وثرواتها ويغتصب أموال الناس وحقوقهم إلحاد في أرض الجنوب لا نظير له (لا صوت يعلو فوق صوت الحزب)
وإنكار لوجود الرب عز وجل وحرب لدين الله تعالى كم قتلوا من الدعاة إلى الله وعذبوا آخرين حكموا الناس بالنار والحديد خوفٌ مزعج وفقرٌ مدقع وكم من شريف كريم اهانوه وكم من وضيع حقيرٍ رفعوه أين أنتم من التصفيات الجسدية وإزهاق الأنفس البريئة اسألوا السبعينيات وما بعدها تنبيكم عن جرائم الحزب وأنهار الدماء التي سالت وجرت بغير حقٍ . أين أنتم من خيرات البلاد وثرواتها وما أظنه يخفى عليكم اللحم المكفن والصيد أبو تمرة المجمد وأجود أنواع الأسماك تصدر إلى الخارج حتى أن الخضروات ما كانت تصرف إلا بالتحديد ولا أنسى التكعيف تأخذ شيئاً من الخضروات ويضاف إليك شيء آخر غصباً وأنت لا تريده وهكذا بعض المواد الغذائية كالزيت والدقيق وغيرها تصرف بالبطاقة على حسب أفراد الأسرة كما هو الشأن في التعاونيات ولعلكم تذكرون يوم أن عدم البطاط في فترة من الفترات فأتوا لنا ببطاط معلب فإين محاصيل البلاد الزراعية إنها فرعونية الحزب التي امتصت خيرات البلاد وثرواتها وجهود الفلاحين وحقوقهم .
أين أنتم من الطوابير وما أدراك ما الطوابير أذكر أني كنت أخرج قبيل صلاة الفجر إلى سوق اللحم وأمسك طابوراً ثم أخذ حاجتي المحددة لي وأصلي الفجر ثم أتجه إلى سوق الخضرة وأمسك طابوراً وهكذا من طابور إلى طابور وفي رمضان ما يكاد الشخص يتم إفطاره إلا ويتجه إلى المؤسسة والمجمعات الغذائية كان الشخص إذا مرض يتمنى علبة عصير أو حبة تفاح أو برتقال وكانت الفاكهة تباع بالعملة الصعبة وتؤخذ من شركة النصر بخور مكسر والتي وضعت في الأصل للغرباء وإذا رأوا معك دولاراً ما تسلم من الأسئلة والتحقيق من أين حصلت عليه ومن أين ؟
ولربما جاءت بعض الفواكه قبيل العصر فتجد الناس يتداعون كل واحد يدعو الآخر تفاح .. تفاح .. تفاح ويتجهون بعد ذلك إلى السوق وإلى معاناة الطابور وتأخذ شيئاً محدداً .
وكانت هذه الفواكه من النوادر والتحف الغريبة حتى إن بعض الناس أتى من بلاد أخرى بسلة فيها فاكهة متنوعة ولغرابة أولاده عن الفاكهة وبعدهم عنها صاروا يلعبون بها يظنونها كرة قدم
هكذا أموال وممتلكات التجار التي أخذت بغير حق وكم كنتَ تسمع من صدمات قلبية لمن سلب ماله وأخذ حقه قتلوا الناس قهراً وكمداً وصار بعضهم يرى ماله يتصرف فيه ويؤخذ وهو ينظر إليه مغلوبٌ على أمره وهو لا حول له ولا قوة وكان بعض الناس يسجل ممتلكاته بأسماء أناس آخرين حتى لا يسطو الحزب على أمواله وممتلكاته والبطالة حاصلة والثروات المعدنية والسمكية يمتصها الشيوعيون ويتمتعون بها ومع هذا الظلم الغاشم ما كان أحد يستطيع أن يرفع رأسه ولا ينطق ببنت شفة بل وجرأوا المرأة على وليها والكل مكممٌ فاه ويداه مغلولة إلى عنقه .
أأدركتم هذا يا عقلاء الجنوب ومن يهمه الأمر وها أنتم اليوم تدعون لإعادة الحزب الاشتراكي الشيوعي ولكن بثوب جديد وبصورة جديدة باسم تحرير الجنوب وإن كنا في الأصل من قبل محتلين من قبل الشيوعية وباسم المطالبة بالحقوق وغير ذلك من الشعارات البراقة وفي حقيقة الواقع أنتم تدعون إلى سلب دينكم وإهانة كرامتكم شعرتم بهذا أم لم تشعروا لأن هذه هي حقيقة الحزب ولا ينكر ذلك إلا مكابر .
فإن قلتم مالنا وللحزب ما نريد الحزب ؟
قلنا لكم : ممثل قضيتكم علي سالم البيض وهو شيوعيٌ ملحد .
قال شيخنا الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمة الله عليه : وأما عندنا – يعني علي سالم البيض – فهو شيوعي من قبل ومن بعد وقال رحمه الله أيضاً : وهو عندي كافرٌ من قبل ومن بعد ، وقال أيضاً : علي سالم البيض بيض الله عيونه ، وقال رحمه الله : الوحدة على الإسلام كل مسلم يجب أن يطالب بها لكنها لا تتحقق كيف ذاكم ؟ لا تتحقق وحدة على الإسلام مع الشيوعيين يؤتى بعلي سالم البيض ويقال له أسلم تسلم رقبتك وإلا فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : ( من بدل دينة فاقتلوه ).
فإن قلتم إنما هو ممثل فقط ؟
قلنا لكم : ليس لكافر على مسلم ولاية ولو كان الكافر أباً يقول الله تعالى:(وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) ويقول تعالى : (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ).
ثم نقول لكم اسمحوا لي معشر العقلاء من الدكاترة و الأطباء والمهندسين والأساتذة والساسة والقياديين أن أقول لكم إن مستواكم الذي أنتم فيه يأبى مثل هذه التعليلات العليلة إذ لو كان الأمر كذلك لكنتم لقمة مستساغة وكرة قدم يلعب بكم أعداء الإسلام كيفما يشاؤون بحيث من جاء يمنّيكم ويعدكم ويحقق أحلامكم انقدتم إليه كما تنقاد الشاة إلى مسلخها وهذه غفلة سحيقة وهفوة عظيمة فاتقوا الله معشر العقلاء ومَن يهمه الأمر ولا تعرضوا دينكم للمخاطرة فإن دينكم يعتبر رأس مالكم وكل شيء يهون أمام دين الله عز وجل فواجب علينا جميعاً أن نحيى ونموت لأجل هذا الدين العظيم القيم الذي فيه صلاح ديننا ودنيانا يقول الله تعالى : (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ).
والواجب علينا أن نلزم الصبر فنحن مسلمون وبلادنا بلاد مسلمة وحكامنا مسلمون وعلينا أن نعالج قضايانا معالجة شرعية في حدود الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين .
وأما الفوضى والقتل والقتال ونهب أموال الناس وقطع الطرقات وتخريبها وتعطيل مصالح العباد والمظاهرات والديمقراطية و الانتخابات و الاعتصامات و الانقلابات والثورات و الإضرابات والحوار الوطني والنعرات الجاهلية وغير ذلك مما يخدش في عقيدتنا فإن عقيدتنا الصحيحة السلفية توجب علينا البراءة من هذه المخالفات الشرعية ونبذها بل و دوسها تحت الأقدام فلا خير يعود للإسلام والمسلمين من ورائها البتة ذلك لأنها من مخلفات وفضلات وسنن وطرق اليهود والنصارى عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ومن تشبه بقوم فهو منهم . رواه أحمد وأبو داود وجود إسناده شيخ الإسلام اين تيمية رحمه الله .
وكم من ضحايا تحصل بسبب هذه المخالفات وأكثر الناس ضرراً بها هم المساكين المغرر بهم من أبناء الشعب وبعد ذلك يأتي المناضلون ذوات الخدور ويتولون المناصب العليا في الدولة
واسمحوا لي يا أهل عدن وفقكم الله أن أقول لكم إن حالكم هذه يصدق عليها قول الشاعر :
فكم صعد من أناس على أكتافكم وصرتم بعد ذلك أدراج الرياح فتنبهوا رعاكم الله وكونوا فطنيين يقظيين محكمين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على منهج سلفكم الصالح رضوان الله عليهم أجمعين في جميع شؤونكم وقد قال النبيصلى الله عليه وعلى آله وسلم ( لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ) رواه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
وهذا البيض أخزاه الله وقد فعل والله لا يريد لكم خيراً فأي خير يرجى من شيوعيٍ ملحد وها هو الآن يريد أن يرميكم بين أحضان الرافضة الحوثيين أحفاد فارس المجوسية ، والحوثيون زنادقة متسترون بالإسلام صدورهم ممتلئة غيظاً وحنقاً وحقداً على الإسلام والمسلمين ومن عرف عقائدهم عرف حقيقة زندقتهم ومروقهم عن الإسلام فهم زنادقة وإن تظاهروا بالإسلام وبمحبة بيت آل النبوة فهم ليسوا على منهاج النبوة أصلاً وفصلاً و لا على منهاج بيت آل النبوة .
فلا تغتروا بما ترونه من صلاتهم وإظهارهم بعض شعائر الإسلام فإن المنافقين كانوا يصلون مع النبيصلى الله عليه وعلى آله وسلم ويخرجون معه في بعض الغزوات وهم في حقيقة الأمر زنادقة متسترون بالإسلام وهكذا الرافضة الحوثية المجوسية :
1. فإن دينهم مبني على التِقية وهي إظهار خلاف ما يبطنون وهذا هو النفاق بعينه .
2. يعتقدون أن القرآن الكريم محرَّف .
3. ينكرون السنة جملة وتفصيلاً .
4. يقولون بخلق القرآن .
5. ينكرون أن الله قدر الشر كما قدر الخير .
6. يسبون صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ورضي الله عنهم بل وكفروهم إلا نزرٌ يسير.
7. يطعنون بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ويرمونها بما برأها الله منه .
8. ينكرون عذاب القبر .
9. ينكرون رؤية الله يوم القيامة .
10. يستخدمون السحر والشعوذة .
11. يعتقدون في كبرائهم الهلكى أنهم ينفعون ويضرون من دون الله بل وأنزلوهم منازل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
12. يستحلون الزنى باسم المتعة وقد قام الإجماع على تحريم المتعة وبطلان نكاحه .
13. يكفرون كلاً من لم يكن على مذهبهم ومعتقدهم ويستحلون ماله ودمه وعرضه وليس شعارهم بخافٍ عليكم فقد أنزلوه على المسلمين .
وغير ذلك من سوء معتقد هؤلاء الانجاس الارجاس وانظروا إلى شعارهم الذي يضحكون به على البله من الناس
فأين امريكا واليهود والنصارى من أسلحتهم فو الله ما قتلوا يهودياً ولا إسرائيلياً ولا نصرانياً ولا نصروا الإسلام وكيف ينصرون الإسلام وهم يريدون أن يستأصلوا الإسلام وأهله فهذا هو مقصود شعارهم فكل من لم يكن على مبدأهم فهو أمريكي يستحلون ماله ودمه وعرضه فافهموا هذا فالحوثية بذرة يهودية مؤسس دينها عبد الله بن سبأ ابن السوداء الصنعاني اليهودي لعنه الله ولذلك هم على مبدأ اليهود لا يرضون على أحد حتى يكون على ملتهم .
يقول تعالى : (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) .
والنظر إلى شعارهم والتأمل فيه كافٍ في فضيحة هذه الفرقة المارقة الشاذة انظروا ماذا يفعلون عندنا في اليمن
وبالأخص في صعدة شردوا الناس وقتلوا من قتلوا منهم وأخرجوهم من ديارهم وأموالهم وحاصروا أهل السنة في دماج ورموهم بجميع ما يملكونه من الأسلحة الثقيلة الفتاكة ولم يبق معهم إلا الطيران كم قتلوا من النساء والصبيان والشيوخ وطلبة العلم صفوة المجتمع وخيرته حفظة القرآن والسنة حتى آل بهم الأمر إلى أن أخرجوهم من ديارهم وكل ذلك تحت شعار الموت لأمريكا ......فعليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة .
وانظروا ماذا يفعلون بالمسلمين في لبنان و العراق وسوريا .
إن البيض رجل لا ديانة عنده و لا يهمه أمر الشعب الجنوبي ولهذا يريد أن يبث الفكر الإيراني المجوسي في جنوب اليمن ويزج بأبناء الجنوب إلى هذا الفكر الغالي الشاذ المنحرف فإلى أين يا رويبضة أمِن إلحاد إلى زندقة أم ماذا ؟
أأدركتم هذا معشر العقلاء ومَن يهمه الأمر إن هذا أمر خطير إن لم ينتبه له فإنه يؤثر في دين الناس ويفسد عقائدهم وأخلاقهم ولقد سمعنا بعضهم يصرح ويتمنى أن ينتصر الحوثي على فرقة الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) وهذا أمر عظيم إذ أن مظاهرة المشركين ومعاونتهم يعتبر ناقضاً من نواقض الإسلام و ردة عن دين الله والعياذ بالله
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه نواقض الإسلام - الثامن : مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله : الثامن من أنواع الردة : مظاهرة المشركين على المسلمين ، أي : معاونتهم ، فالمظاهرة معناها المعاونة ، بأن تعين الكفار على قتال المسلمين وأذية المسلمين .
وكذلك من أحب الكفار فإنه يكفر ، وهذا هو التولّي (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) يتولاهم بالمناصرة والمظاهرة ، أو يتولاهم بالمحبة ، فإنه يكفر ، لأنه أحب الكفر وأحب الكفار فيكفر بذلك ، إذا أحبهم معناه : أنه لم ينكر الكفر ، ومن لم ينكر الكفر فهو كافر أول الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ) أي : لاتتولوهم لا بمظاهرة و لا بمحبة و لا بمعاونة (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ) يعني : من المسلمين (فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) أي : يكون من اليهود والنصارى وهذا دليل على ردته ثم قال : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) فسماهم ظالمين . انتهى من كتاب شرح نواقض الإسلام .
إن فرقة الإخوان المسلمين فرقة ضالة لا للإسلام نصروا ولا للكفر كسروا فهي فرقة سياسية لكنها فاشلة لأنها غير شرعية تتقيد بمبادئ الحزب وعفونة أفكار منظريها أكثر من تقيدها بأحكام الدين ولهذا ما مكّن الله لهم يوماً من الدهر ، هذا ومع ما في هذه الفرقة الضالة المبتدعة من البلاء فإنها لاتزال في دائرة الإسلام ماسكة بذيله.
وأما الحوثيون فهم زنادقة في الأصل متسترون بالإسلام فلا يجوز مودتهم ولا موالاتهم ولا محبتهم ولا مظاهرتهم على المسلمين يقول الله تعالى : (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) .
ويقول تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ) وقال تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) وقال تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ) .
وقال تعالى : (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). وغير ذلك من الآيات.
والصحابة رضي الله عنهم في زمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرحوا بغلبة الروم على الفرس لأن الروم أهل كتاب والفرس مجوس لا ديانة عندهم يقول تعالى : (الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) .
فهذه هي من ثمار ممثلكم علي سالم البيض أراح الله البلاد والعباد من شره و إلحاده وزندقته وهذا أمرٌ معشر العقلاء ومَن يهمه الامر لا يجوز الاستهانة به ولا الغفلة عنه فإن بلغ الأمر إلى هذا الحد فإنه يخشى أن يتطور شيئاً فشيئاً وما يدري الناس بعد ذلك إلا وعقيدة الرفض المجوسية قد تسربت إلى قلوبهم وتمكنت من عقولهم عياذاً بالله تعالى .
وهذا نداء خاص لأهل حضرموت أصحاب الهبة الشعبية أصلحهم الله عليهم أن يتقوا الله تعالى ويعودوا إلى رشدهم ويفيقوا من غفلتهم وعليهم أن يتركوا التعصب المقيت والعنصرية الجاهلية وأن يتذكروا تأريخهم العتيق المنيف وما حصل من نشر للإسلام على يدي أسلافكم وأجدادكم أعني أسلافكم ممن كانوا على السنة والتوحيد لا الصوفية القبورية ولا كرامة ، فأسلافكم وأجدادكم منهم الصحابي ومنهم التابعي وتابع تابعيهم وهكذا من المآثر الحميدة المجيدة ولقد أحسن من قال :
هذا وإن شر داء دخل عليكم معشر الحضارمة أكرمنا الله جميعاً لهو داء التصوف عن طريق السادة القبوريين واحذروا رعاكم الله أن يتسرب إليكم ويتسلط عليكم داء الرفض فيفسد دينكم ودنياكم واعلموا أن الصوفية والرافضة وجهان لعملة واحدة .
وفي الأخير أقول لكم جميعاً معاشر العقلاء ومَن يهمه الأمر إننا والله في عافية من ديننا و الحمد لله وإن نعم الله علينا كثيرة فواجب علينا جميعاً المحافظة على هذه النعم بأداء شكرها لله تعالى وذلك بالإعتراف بالنعم والثناء الحسن والقيام بعبودية الله محبة وتعظيماً .
ومن شكر الله على نعمه وعده الكريم المنان بالمزيد من فضله يقول تعالى : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) .
وإن تغير النعم سببه تغير أحوال الناس يقول تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ويقول تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) .
وإن المحافظة على النعم أمر مهم للغاية وإلا سلبت منا النعم وحلت علينا النقم وبعد ذلك نعض على أصابع الندم يقول تعالى: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17) وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آَمِنِينَ (18) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)و يقول تعالى: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58) وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) ويقول تعالى : (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
ويقول تعالى : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34)وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا).
واحذروا أماني وأحلام علي البيض أخزاه الله وقد فعل (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا) .
وقال تعالى : (ولَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).
وأختم هذا النداء وهذه النصيحة بقول الله تعالى : (وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) .
وإلى هنا والحمد لله رب العالمين وسبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
محافظة عدن حرسها الله من إلحاد الشيوعية الكافرة وزندقة الحوثية الرافضية المجوسية مديرية المعلا
تأليف :
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد ،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عليكم معاشر العقلاء وفقكم الله تعالى أن تتقوا الله في رعاياكم ، وأن تقوموا بما أوجب الله عليكم من النصح والتوجيه والإرشاد ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك بالطرق الشرعية المرضية
فإن هذا يعتبر واجباً عليكم وعلى كل مسؤلٍ وراعٍ عنده غيرة على دين الله رب العالمين
يقول الله تعالى (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ)
ويقول الله تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : علِّموهم الخير رواه الحاكم وصححه العلامة الألباني رحمه الله تعالى .
يا معشر العقلاء ومَن يهمه الأمر إن مسؤوليتكم عند الله عظيمة فإن الله تعالى سائلكم عما استرعاكم .
روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أَنَّهُ قَالَ « أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالأَمِيرُ الَّذِى عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِىَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ».
وعليكم بنصح رعاياكم وإرشادهم إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم روى الشيخان عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يَقُولُ « مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ».
ولمسلم سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يَقُولُ « مَا مِنْ أَمِيرٍ يَلِى أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ لاَ يَجْهَدُ لَهُمْ وَيَنْصَحُ إِلاَّ لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ ».
فإن إقامة العدل في الرعايا أمر لا بد منه
روى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- « إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ الَّذِينَ يَعْدِلُونَ في حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا ».
وروى الدارمي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وعلى آله و سلم قال : ما من أمير عشرة الا يؤتى به يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه أطلقه الحق أو أوبقه . الحديث صححه شيخنا الأمام الوادعي رحمه الله تعالى .
والإحسان الى الرعايا والرفق بهم أمر محمود ومعروف جميل .
روى أبو داود والترمذي عن أبي مريم الأزدي رضي الله عنه قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يَقُولُ « مَنْ وَلاَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجَتِهِمْ وَخَلَّتِهِمْ وَفَقْرِهِمُ احْتَجَبَ اللَّهُ عَنْهُ دُونَ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَفَقْرِهِ ». الحديث صححه شيخنا الأمام الوادعي رحمه الله تعالى .
وروى مسلم في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق الطاهرة المطهرة رضي الله عنها قالت سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يَقُولُ في بيتي هَذَا « اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ ».
وروى مسلم عن عائذ بن عمرو رضي الله عنه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يَقُولُ « إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ .
قال ابن الأثير رحمه الله في النهاية : هو العنيف برعايَة الإبل في السَّوْق والإيراد والإصْدار ويُلْقِي بعضها على بعض ويَعْسِفُها . ضَرَبه مَثَلا لِوَالي السُّوء . انتهى
هذا وإن أعظم سبيلٍ للأمن والأمان والاستقرار والتمكين في الأرض لهو بإقامة توحيد الله تعالى وتحقيق عبوديته في الأرض والتحذير من الشرك وأهله وهدم مظاهره وقطع وسائله يقول تعالى : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) .
ويقول تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) والمراد بالظلم في هذه الآية الشرك كما جاء مفسراً في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .
ويقول تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ).
ويقول تعالى : (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ).
ويقول تعالى : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
وإن تحقيق عبودية الله في أرضه سبب عظيم لرغد العيش
يقول الله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) .
ويقول تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ).
ويقول تعالى : (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا).
قوله على (الطريقة) أي المثلى وذلك بإقامة ما أمروا به وقوله (غدقا) أي هنيئاً مريئاً انظر فتح القدير (5 : ص 415) وتفسير السعدي (ص852) .
فهذا أعظم سبيل لسعادة الدارين معشر العقلاء ومَن يهمه الأمر.
وإن إلحاق الضرر بالمسلمين ولو بشيء يسير لأمر عظيم عند الله رب العالمين .
روى الإمام أحمد عن الحسن البصري رحمه الله قال :ثقل معقل بن يسار فدخل إليه عبيد الله بن زياد يعوده فقال هل تعلم يا معقل أني سفكت دما قال ما علمت قال هل تعلم أني دخلت في شيء من أسعار المسلمين قال ما علمت قال أجلسوني ثم قال اسمع يا عبيد الله حتى أحدثك شيئا لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله و سلم مرة ولا مرتين سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله و سلم يقول : من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغليه عليهم فإن حقاً على الله تبارك وتعالى أن يقعده بِعُظْم من النار يوم القيامة قال آنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله و سلم قال نعم غير مرة ولا مرتين . الحديث صححه شيخنا الأمام الوادعي رحمه الله تعالى .
قوله (بعظم من النار) عُظم الشيءٍ أكبره والمعنى على جانب عظيم من النار .
إذا كان هذا الوعيد في من تسبب في إغلاء أسعار المسلمين فما بالك في من تسبب في إفساد عقائد المسلمين ومسخ فطرهم وأخلاقهم لا شك أن الوعيد فيه أشد وأشد .
وإن مما نراه اليوم ونشاهده من تسلط السفهاء والمفسدين والتمكين لهم لهو عين الفساد والإفساد في الأرض
إن التمكين للسفهاء و المفسدين معناه فساد الدين والأخلاق وإهلاك الحرث والنسل وفساد المعايش بذهاب بركاتها وتخريب الديار .
يقول تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) .
ويقول تعالى : (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ).
ويقول تعالى : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
أي : فساد في المعايش وذلك بذهاب البركات وقلة الخيرات كل ذلك بسبب إفساد المفسدين و إجرام المجرمين .
وإن صلاح الأرض إنما يكون بطاعة الله وإخلاص العبودية له سبحانه وتعالى وخلاف ذلك هو خراب الدنيا والدين
يقول تعالى : (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ).
قال العلامة الشوكاني رحمه الله في تفسيره (2 : ص301) : قوله : { ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها } نهاهم الله سبحانه عن الفساد في الأرض بوجه من الوجوه قليلا كان أو كثيرا ومنه قتل الناس وتخريب منازلهم وقطع أشجارهم وتغوير أنهارهم ومن الفساد في الأرض الكفر بالله والوقوع في معاصيه ومعنى { بعد إصلاحها } : بعد أن أصلحها الله بإرسال الرسل وإنزال الكتب وتقرير الشرائع . انتهى
هذا وإن الفساد في الأرض إنما هو ناشئ عن طاعة المفسدين ولهذا نهى الله تعالى عباده أن يطيعوا المفسدين فلا تجوز طاعتهم يقول تعالى : (وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ).
فسمى الله المفسد مسرفاً ذلك لأن المفسد أسرف أي تجاوز الحد في أفعاله الإجرامية فهذه الآية فيها أن المفسد لا يرجى منه صلاح إلا ان يشاء الله (الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ).
بل ولا يصلح الله عمله فهو خرابٌ في خراب مادام مقيماً على فساده يقول الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) .
إن شأن المفسدين هو الإضرار بالمسلمين وإشعال نار الفتنة في أوساطهم يقول تعالى : (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).
فالله لا يحب الفساد كما في الآية المتقدمة ولا يحب المفسدين كما في هذه الآية .
إن المفسد مبغوضٌ عند الله مبغوض عند خلقه ضرره متعدٍ وموته راحة للبلاد والعباد والشجر والدواب .
روى الشيخان عن أبي قتاده الأنصاري رضي الله عنه أنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- مُرَّ عَلَيْهِ بِجَنَازَةٍ فَقَالَ « مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ.
فَقَالَ « الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلاَدُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ».
ومن أجل ذلك كانت عقوبة المفسدين شديدة يقول تعالى : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) .
وما أظن عاقلاً ومن له مسكة عقل يعرف الخير لنفسه و لبلاده ومجتمعه أن يرضى بفساد المفسدين وإجرام المجرمين إذ لا يرضى بذلك ولا يقره إلا من كان ممسوخ الفطرة أما ذوو الفطر السليمة والاخلاق النبيلة وذوو الشهامة والمروة فإنهم لا يرضون بذلك ولا يحبونه وينكرون ذلك أشد الإنكار .
وإن الذي حدا بي وألجأني إلي كتابة هذا النداء وهذه النصيحة هو ما رأيته من الانجرار والتهافت وراء أمور في ظاهرها الخير للبلاد والعباد كما يزعمون وهي في الحقيقة فساد في الدين وفساد في الدنيا وبهذا التغرير اغتر كثير من الناس وغفلوا إن لم يكونوا تغافلوا عن حقيقة هذا الأمر وما يؤول إليه في المستقبل حتى صار كثير من الناس حطباً للفتن ويدفعون إليه دفعاً فمن الذي ألجأهم إلى هذا الأمر و إلى هذا المنعطف الخطير ؟
إنها الغفلة معشر العقلاء ومَن يهمه الأمر والبعد عن دين الله وعدم الأخذ بنصح الناصحين أهل الهدى والنهى .
بالأمس القريب الحزب الاشتراكي الشيوعي الملحد يسلب دين بعض الناس ويسفك الدماء ويمتص خيرات البلاد وثرواتها ويغتصب أموال الناس وحقوقهم إلحاد في أرض الجنوب لا نظير له (لا صوت يعلو فوق صوت الحزب)
وإنكار لوجود الرب عز وجل وحرب لدين الله تعالى كم قتلوا من الدعاة إلى الله وعذبوا آخرين حكموا الناس بالنار والحديد خوفٌ مزعج وفقرٌ مدقع وكم من شريف كريم اهانوه وكم من وضيع حقيرٍ رفعوه أين أنتم من التصفيات الجسدية وإزهاق الأنفس البريئة اسألوا السبعينيات وما بعدها تنبيكم عن جرائم الحزب وأنهار الدماء التي سالت وجرت بغير حقٍ . أين أنتم من خيرات البلاد وثرواتها وما أظنه يخفى عليكم اللحم المكفن والصيد أبو تمرة المجمد وأجود أنواع الأسماك تصدر إلى الخارج حتى أن الخضروات ما كانت تصرف إلا بالتحديد ولا أنسى التكعيف تأخذ شيئاً من الخضروات ويضاف إليك شيء آخر غصباً وأنت لا تريده وهكذا بعض المواد الغذائية كالزيت والدقيق وغيرها تصرف بالبطاقة على حسب أفراد الأسرة كما هو الشأن في التعاونيات ولعلكم تذكرون يوم أن عدم البطاط في فترة من الفترات فأتوا لنا ببطاط معلب فإين محاصيل البلاد الزراعية إنها فرعونية الحزب التي امتصت خيرات البلاد وثرواتها وجهود الفلاحين وحقوقهم .
أين أنتم من الطوابير وما أدراك ما الطوابير أذكر أني كنت أخرج قبيل صلاة الفجر إلى سوق اللحم وأمسك طابوراً ثم أخذ حاجتي المحددة لي وأصلي الفجر ثم أتجه إلى سوق الخضرة وأمسك طابوراً وهكذا من طابور إلى طابور وفي رمضان ما يكاد الشخص يتم إفطاره إلا ويتجه إلى المؤسسة والمجمعات الغذائية كان الشخص إذا مرض يتمنى علبة عصير أو حبة تفاح أو برتقال وكانت الفاكهة تباع بالعملة الصعبة وتؤخذ من شركة النصر بخور مكسر والتي وضعت في الأصل للغرباء وإذا رأوا معك دولاراً ما تسلم من الأسئلة والتحقيق من أين حصلت عليه ومن أين ؟
ولربما جاءت بعض الفواكه قبيل العصر فتجد الناس يتداعون كل واحد يدعو الآخر تفاح .. تفاح .. تفاح ويتجهون بعد ذلك إلى السوق وإلى معاناة الطابور وتأخذ شيئاً محدداً .
وكانت هذه الفواكه من النوادر والتحف الغريبة حتى إن بعض الناس أتى من بلاد أخرى بسلة فيها فاكهة متنوعة ولغرابة أولاده عن الفاكهة وبعدهم عنها صاروا يلعبون بها يظنونها كرة قدم
هكذا أموال وممتلكات التجار التي أخذت بغير حق وكم كنتَ تسمع من صدمات قلبية لمن سلب ماله وأخذ حقه قتلوا الناس قهراً وكمداً وصار بعضهم يرى ماله يتصرف فيه ويؤخذ وهو ينظر إليه مغلوبٌ على أمره وهو لا حول له ولا قوة وكان بعض الناس يسجل ممتلكاته بأسماء أناس آخرين حتى لا يسطو الحزب على أمواله وممتلكاته والبطالة حاصلة والثروات المعدنية والسمكية يمتصها الشيوعيون ويتمتعون بها ومع هذا الظلم الغاشم ما كان أحد يستطيع أن يرفع رأسه ولا ينطق ببنت شفة بل وجرأوا المرأة على وليها والكل مكممٌ فاه ويداه مغلولة إلى عنقه .
أأدركتم هذا يا عقلاء الجنوب ومن يهمه الأمر وها أنتم اليوم تدعون لإعادة الحزب الاشتراكي الشيوعي ولكن بثوب جديد وبصورة جديدة باسم تحرير الجنوب وإن كنا في الأصل من قبل محتلين من قبل الشيوعية وباسم المطالبة بالحقوق وغير ذلك من الشعارات البراقة وفي حقيقة الواقع أنتم تدعون إلى سلب دينكم وإهانة كرامتكم شعرتم بهذا أم لم تشعروا لأن هذه هي حقيقة الحزب ولا ينكر ذلك إلا مكابر .
فإن قلتم مالنا وللحزب ما نريد الحزب ؟
قلنا لكم : ممثل قضيتكم علي سالم البيض وهو شيوعيٌ ملحد .
قال شيخنا الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمة الله عليه : وأما عندنا – يعني علي سالم البيض – فهو شيوعي من قبل ومن بعد وقال رحمه الله أيضاً : وهو عندي كافرٌ من قبل ومن بعد ، وقال أيضاً : علي سالم البيض بيض الله عيونه ، وقال رحمه الله : الوحدة على الإسلام كل مسلم يجب أن يطالب بها لكنها لا تتحقق كيف ذاكم ؟ لا تتحقق وحدة على الإسلام مع الشيوعيين يؤتى بعلي سالم البيض ويقال له أسلم تسلم رقبتك وإلا فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : ( من بدل دينة فاقتلوه ).
فإن قلتم إنما هو ممثل فقط ؟
قلنا لكم : ليس لكافر على مسلم ولاية ولو كان الكافر أباً يقول الله تعالى:(وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) ويقول تعالى : (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ).
ثم نقول لكم اسمحوا لي معشر العقلاء من الدكاترة و الأطباء والمهندسين والأساتذة والساسة والقياديين أن أقول لكم إن مستواكم الذي أنتم فيه يأبى مثل هذه التعليلات العليلة إذ لو كان الأمر كذلك لكنتم لقمة مستساغة وكرة قدم يلعب بكم أعداء الإسلام كيفما يشاؤون بحيث من جاء يمنّيكم ويعدكم ويحقق أحلامكم انقدتم إليه كما تنقاد الشاة إلى مسلخها وهذه غفلة سحيقة وهفوة عظيمة فاتقوا الله معشر العقلاء ومَن يهمه الأمر ولا تعرضوا دينكم للمخاطرة فإن دينكم يعتبر رأس مالكم وكل شيء يهون أمام دين الله عز وجل فواجب علينا جميعاً أن نحيى ونموت لأجل هذا الدين العظيم القيم الذي فيه صلاح ديننا ودنيانا يقول الله تعالى : (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ).
والواجب علينا أن نلزم الصبر فنحن مسلمون وبلادنا بلاد مسلمة وحكامنا مسلمون وعلينا أن نعالج قضايانا معالجة شرعية في حدود الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين .
وأما الفوضى والقتل والقتال ونهب أموال الناس وقطع الطرقات وتخريبها وتعطيل مصالح العباد والمظاهرات والديمقراطية و الانتخابات و الاعتصامات و الانقلابات والثورات و الإضرابات والحوار الوطني والنعرات الجاهلية وغير ذلك مما يخدش في عقيدتنا فإن عقيدتنا الصحيحة السلفية توجب علينا البراءة من هذه المخالفات الشرعية ونبذها بل و دوسها تحت الأقدام فلا خير يعود للإسلام والمسلمين من ورائها البتة ذلك لأنها من مخلفات وفضلات وسنن وطرق اليهود والنصارى عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ومن تشبه بقوم فهو منهم . رواه أحمد وأبو داود وجود إسناده شيخ الإسلام اين تيمية رحمه الله .
وكم من ضحايا تحصل بسبب هذه المخالفات وأكثر الناس ضرراً بها هم المساكين المغرر بهم من أبناء الشعب وبعد ذلك يأتي المناضلون ذوات الخدور ويتولون المناصب العليا في الدولة
واسمحوا لي يا أهل عدن وفقكم الله أن أقول لكم إن حالكم هذه يصدق عليها قول الشاعر :
على كـــــتـفــــيـــــه يـــــصــعــــــــدُ المــــجــــدَ غـــــيــــــرُه | ****** |
وهـــــــــــل هـــــــــو إلا للــــــــتـــــــــــــســـــلــّق سُـــــــــلــــــــــمٌ |
فكم صعد من أناس على أكتافكم وصرتم بعد ذلك أدراج الرياح فتنبهوا رعاكم الله وكونوا فطنيين يقظيين محكمين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على منهج سلفكم الصالح رضوان الله عليهم أجمعين في جميع شؤونكم وقد قال النبيصلى الله عليه وعلى آله وسلم ( لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ) رواه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
وهذا البيض أخزاه الله وقد فعل والله لا يريد لكم خيراً فأي خير يرجى من شيوعيٍ ملحد وها هو الآن يريد أن يرميكم بين أحضان الرافضة الحوثيين أحفاد فارس المجوسية ، والحوثيون زنادقة متسترون بالإسلام صدورهم ممتلئة غيظاً وحنقاً وحقداً على الإسلام والمسلمين ومن عرف عقائدهم عرف حقيقة زندقتهم ومروقهم عن الإسلام فهم زنادقة وإن تظاهروا بالإسلام وبمحبة بيت آل النبوة فهم ليسوا على منهاج النبوة أصلاً وفصلاً و لا على منهاج بيت آل النبوة .
فلا تغتروا بما ترونه من صلاتهم وإظهارهم بعض شعائر الإسلام فإن المنافقين كانوا يصلون مع النبيصلى الله عليه وعلى آله وسلم ويخرجون معه في بعض الغزوات وهم في حقيقة الأمر زنادقة متسترون بالإسلام وهكذا الرافضة الحوثية المجوسية :
1. فإن دينهم مبني على التِقية وهي إظهار خلاف ما يبطنون وهذا هو النفاق بعينه .
2. يعتقدون أن القرآن الكريم محرَّف .
3. ينكرون السنة جملة وتفصيلاً .
4. يقولون بخلق القرآن .
5. ينكرون أن الله قدر الشر كما قدر الخير .
6. يسبون صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ورضي الله عنهم بل وكفروهم إلا نزرٌ يسير.
7. يطعنون بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ويرمونها بما برأها الله منه .
8. ينكرون عذاب القبر .
9. ينكرون رؤية الله يوم القيامة .
10. يستخدمون السحر والشعوذة .
11. يعتقدون في كبرائهم الهلكى أنهم ينفعون ويضرون من دون الله بل وأنزلوهم منازل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
12. يستحلون الزنى باسم المتعة وقد قام الإجماع على تحريم المتعة وبطلان نكاحه .
13. يكفرون كلاً من لم يكن على مذهبهم ومعتقدهم ويستحلون ماله ودمه وعرضه وليس شعارهم بخافٍ عليكم فقد أنزلوه على المسلمين .
وغير ذلك من سوء معتقد هؤلاء الانجاس الارجاس وانظروا إلى شعارهم الذي يضحكون به على البله من الناس
الله أكـــــــــــــــــــــــــــــــــبــــــر |
المــــــوت لأمــــــــــــــريــــــــــــكا |
المـــــــــــــــــوت لإســــــــــــــــــــرائيل |
اللعــــــــــنة على اليـــهــــــــــــــــود |
النـــــــــــصـــــر للإســــــــــــلام |
فأين امريكا واليهود والنصارى من أسلحتهم فو الله ما قتلوا يهودياً ولا إسرائيلياً ولا نصرانياً ولا نصروا الإسلام وكيف ينصرون الإسلام وهم يريدون أن يستأصلوا الإسلام وأهله فهذا هو مقصود شعارهم فكل من لم يكن على مبدأهم فهو أمريكي يستحلون ماله ودمه وعرضه فافهموا هذا فالحوثية بذرة يهودية مؤسس دينها عبد الله بن سبأ ابن السوداء الصنعاني اليهودي لعنه الله ولذلك هم على مبدأ اليهود لا يرضون على أحد حتى يكون على ملتهم .
يقول تعالى : (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) .
والنظر إلى شعارهم والتأمل فيه كافٍ في فضيحة هذه الفرقة المارقة الشاذة انظروا ماذا يفعلون عندنا في اليمن
وبالأخص في صعدة شردوا الناس وقتلوا من قتلوا منهم وأخرجوهم من ديارهم وأموالهم وحاصروا أهل السنة في دماج ورموهم بجميع ما يملكونه من الأسلحة الثقيلة الفتاكة ولم يبق معهم إلا الطيران كم قتلوا من النساء والصبيان والشيوخ وطلبة العلم صفوة المجتمع وخيرته حفظة القرآن والسنة حتى آل بهم الأمر إلى أن أخرجوهم من ديارهم وكل ذلك تحت شعار الموت لأمريكا ......فعليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة .
وانظروا ماذا يفعلون بالمسلمين في لبنان و العراق وسوريا .
إن البيض رجل لا ديانة عنده و لا يهمه أمر الشعب الجنوبي ولهذا يريد أن يبث الفكر الإيراني المجوسي في جنوب اليمن ويزج بأبناء الجنوب إلى هذا الفكر الغالي الشاذ المنحرف فإلى أين يا رويبضة أمِن إلحاد إلى زندقة أم ماذا ؟
أأدركتم هذا معشر العقلاء ومَن يهمه الأمر إن هذا أمر خطير إن لم ينتبه له فإنه يؤثر في دين الناس ويفسد عقائدهم وأخلاقهم ولقد سمعنا بعضهم يصرح ويتمنى أن ينتصر الحوثي على فرقة الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) وهذا أمر عظيم إذ أن مظاهرة المشركين ومعاونتهم يعتبر ناقضاً من نواقض الإسلام و ردة عن دين الله والعياذ بالله
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه نواقض الإسلام - الثامن : مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله : الثامن من أنواع الردة : مظاهرة المشركين على المسلمين ، أي : معاونتهم ، فالمظاهرة معناها المعاونة ، بأن تعين الكفار على قتال المسلمين وأذية المسلمين .
وكذلك من أحب الكفار فإنه يكفر ، وهذا هو التولّي (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) يتولاهم بالمناصرة والمظاهرة ، أو يتولاهم بالمحبة ، فإنه يكفر ، لأنه أحب الكفر وأحب الكفار فيكفر بذلك ، إذا أحبهم معناه : أنه لم ينكر الكفر ، ومن لم ينكر الكفر فهو كافر أول الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ) أي : لاتتولوهم لا بمظاهرة و لا بمحبة و لا بمعاونة (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ) يعني : من المسلمين (فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) أي : يكون من اليهود والنصارى وهذا دليل على ردته ثم قال : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) فسماهم ظالمين . انتهى من كتاب شرح نواقض الإسلام .
إن فرقة الإخوان المسلمين فرقة ضالة لا للإسلام نصروا ولا للكفر كسروا فهي فرقة سياسية لكنها فاشلة لأنها غير شرعية تتقيد بمبادئ الحزب وعفونة أفكار منظريها أكثر من تقيدها بأحكام الدين ولهذا ما مكّن الله لهم يوماً من الدهر ، هذا ومع ما في هذه الفرقة الضالة المبتدعة من البلاء فإنها لاتزال في دائرة الإسلام ماسكة بذيله.
وأما الحوثيون فهم زنادقة في الأصل متسترون بالإسلام فلا يجوز مودتهم ولا موالاتهم ولا محبتهم ولا مظاهرتهم على المسلمين يقول الله تعالى : (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) .
ويقول تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ) وقال تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) وقال تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ) .
وقال تعالى : (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). وغير ذلك من الآيات.
والصحابة رضي الله عنهم في زمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرحوا بغلبة الروم على الفرس لأن الروم أهل كتاب والفرس مجوس لا ديانة عندهم يقول تعالى : (الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) .
فهذه هي من ثمار ممثلكم علي سالم البيض أراح الله البلاد والعباد من شره و إلحاده وزندقته وهذا أمرٌ معشر العقلاء ومَن يهمه الامر لا يجوز الاستهانة به ولا الغفلة عنه فإن بلغ الأمر إلى هذا الحد فإنه يخشى أن يتطور شيئاً فشيئاً وما يدري الناس بعد ذلك إلا وعقيدة الرفض المجوسية قد تسربت إلى قلوبهم وتمكنت من عقولهم عياذاً بالله تعالى .
وهذا نداء خاص لأهل حضرموت أصحاب الهبة الشعبية أصلحهم الله عليهم أن يتقوا الله تعالى ويعودوا إلى رشدهم ويفيقوا من غفلتهم وعليهم أن يتركوا التعصب المقيت والعنصرية الجاهلية وأن يتذكروا تأريخهم العتيق المنيف وما حصل من نشر للإسلام على يدي أسلافكم وأجدادكم أعني أسلافكم ممن كانوا على السنة والتوحيد لا الصوفية القبورية ولا كرامة ، فأسلافكم وأجدادكم منهم الصحابي ومنهم التابعي وتابع تابعيهم وهكذا من المآثر الحميدة المجيدة ولقد أحسن من قال :
يا حــــضــــرمـــوت هنيئاً مــــــــا خُصِصْتِ بــــــــــــــه | ****** |
من الـــــحــــكــــــومـــــــــــــــة بيــــــن الـــــــعُجْم والـــــــــعــــــرب |
في الجــــــــــــــــــاهـــــــــــلــــــــــــية والإســــــــلام يـــعرفــــــه | ****** |
أهـــــــــــل الـــــروايــــــة و الــــتـــــــفتــيــش والــــــــــطـــــــلــــــــب |
ومـــــــــــــــــــــــــثــــــــــــــــــله : | ||
لــــــقــــــــد ولــــــــــــــــي الـــــــــــــــــقــــضــــاءَ بكـــــل أرض | ****** |
مـــــن الـــــغـــــــر الــــــــــــــحـــــــــــضــــــــــارمــــــــ ـــةُ الــــــــــكــــــرامُ |
رجــــــــال لـــــــــيـــــــس مثــــــــــــــــلــــــــــــــــــــــهم رجـــــــــال | ****** |
مـــــن الــــصــــــــيـد الــــــــجَحَا جِــــــــــــــــحَــــــــــة الضـــخــــام |
هذا وإن شر داء دخل عليكم معشر الحضارمة أكرمنا الله جميعاً لهو داء التصوف عن طريق السادة القبوريين واحذروا رعاكم الله أن يتسرب إليكم ويتسلط عليكم داء الرفض فيفسد دينكم ودنياكم واعلموا أن الصوفية والرافضة وجهان لعملة واحدة .
وفي الأخير أقول لكم جميعاً معاشر العقلاء ومَن يهمه الأمر إننا والله في عافية من ديننا و الحمد لله وإن نعم الله علينا كثيرة فواجب علينا جميعاً المحافظة على هذه النعم بأداء شكرها لله تعالى وذلك بالإعتراف بالنعم والثناء الحسن والقيام بعبودية الله محبة وتعظيماً .
ومن شكر الله على نعمه وعده الكريم المنان بالمزيد من فضله يقول تعالى : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) .
وإن تغير النعم سببه تغير أحوال الناس يقول تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ويقول تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) .
وإن المحافظة على النعم أمر مهم للغاية وإلا سلبت منا النعم وحلت علينا النقم وبعد ذلك نعض على أصابع الندم يقول تعالى: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17) وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آَمِنِينَ (18) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)و يقول تعالى: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58) وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) ويقول تعالى : (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
ويقول تعالى : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34)وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا).
واحذروا أماني وأحلام علي البيض أخزاه الله وقد فعل (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا) .
وقال تعالى : (ولَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).
وأختم هذا النداء وهذه النصيحة بقول الله تعالى : (وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) .
وإلى هنا والحمد لله رب العالمين وسبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
كتبه أخوكم :
محمد العمودي كان المولى له
ليلة الثلاثاء الموافق 12جمادي الأولى 1435 ه