بعض فتاوى وأقوال أهل العلم عن السلفية
قالت اللجنة الدائمة:" السلفية: نسبة إلى السلف، والسلف: هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى رضي الله عنهم الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالخير في قوله: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته »[1]رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم والسلفيون : جمع سلفي نسبة إلى السلف، وقد تقدم معناه، وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما، فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة . وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم[2].اهـ . وقال العلامة ابن عثيمين:"يخطئ من يقول : إن أهل السنة والجماعة ثلاثة : سلفيون ، وأشعريون ، وماتريديون ، فهذا خطأ نقول : كيف يكون الجميع أهل سنة وهم مختلفون !! فماذا بعد الحق إلا الضلال ، وكيف يكونون أهل سنة وكل واحد يرد على الآخر ؟! هذا لا يمكن إلا إذا أمكن الجمع بين الضدين . فنعم وإلا فلا شك أن أحدهم وحده هو صاحب السنة . فمن هو ؟! الأشعرية ؟ أم الماتريدية ؟ أم السلفية ؟ نقول : من وافق السنة فهو صاحب السنة ، ومن خالف السنة فليس صاحب سنة ، فنحن نقول : السلف هم أهل السنة والجماعة ولا يصدق الوصف على غيرهم أبداً ، والكلمات تعتبر بمعانيها . لننظر كيف نسمي من خالف السنة أهل السنة لا يمكن ، وكيف يمكن أن نقول : عن ثلاث طوائف مختلفة إنهم مجتمعون فأين الاجتماع ؟ فأهل السنة والجماعة هم السلف معتقداً حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه فإنه سلفي.[3] اهـ . وسئل المحدث الألباني رحمه الله بالسؤال التالي : لماذا التسمي بالسلفية ؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية ؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام ؟ فأجاب : إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع ؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية : فقد صح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها :"فاتقي الله واصبري ، ونعم السلف أنا لك[4]" ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف ، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى ، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها! فيقول :لا يجوز للمسلم أن يقول : أنا سلفي وكأنه يقول :"لا يجوز أن يقول مسلم : أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك" . لا شك أن مثل هذا الإنكار ـلو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح ، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم :"خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " . فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح ، بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق . والذي ينكر هذه التسمية نفسه ، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب ؟! سواء أكان هذا المذهب متعلقاً بالعقيدة أو بالفقه ؟ فهو إما أن يكون أشعرياً أو ما تريدياً ، وإما أن يكون من أهل الحديث أو حنفياً أو شافعياً أو مالكياً أو حنبلياً ؛ مما يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة ، مع أن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة ، فهو ينتسب إلى أشخاص غير معصومين بلا شك ، وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون ، فليت شعري هلا أنكر مثل هذه الانتسابات إلى الأفراد غير المعصومين ؟ وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح ، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ وقد ذكر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وما كان عليه أصحابه فمن تمسك به كان يقيناً على هدى من ربه...ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن نقول : أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح ، وهي أن تقول باختصار أنا سلفي" [5]. اهـ . وقال الشيخ صالح الفوزان في كتابه البيان ص.13:"...والسلف ومن سار على نهجهم مازالوا يميزون أتباع السنة عن غيرهم من المبتدعة والفرق الضالة ، ويسمونهم أهل السنة والجماعة ، وأتباع السلف الصالح ، ومؤلفاتهم مملوءة بذلك ، حيث يردون على الفرق المخالفة لفرقة أهل السنة وأتباع السلف. وقال أيضاً في ص 156:كيف يكون التمذهب بالسلفية بدعة، والبدعة ضلالة ؟!وكيف يكون بدعة وهو اتباع لمذهب السلف ، واتباع مذهبهم واجب بالكتاب والسنة ،وحق وهدى ؟! قال تعالى :{والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم...} . وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين...[6]". فالتمذهب بمذهب السلف سنة وليس بدعة ، وإنما البدعة التمذهب بغير مذهبهم". وقال في المصدر السابق ص133في رده على قول البوطي :إن السلفية لا تعني إلا مرحلة زمنية . قال :"ونقول : هذا التفسير للسلفية بأنها مرحلة زمنية وليست جماعة تفسير غريب وباطل ، فهل يقال للمرحلة الزمنية بأنها سلفية ؟! هذا لم يقل به أحد من البشر ، وإنما تطلق السلفية على الجماعة المؤمنة الذين عاشوا في العصر الأول من عصور الإسلام والتزموا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ووصفهم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله:"خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم[7]"الحديث ، فهذا وصف لجماعة وليس لمرحلة زمنية ، ولما ذكر -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - افتراق الأمة فيما بعد قال عن الفرق كلها "إنها في النار إلا واحدة [8]" ووصف هذه الواحدة بأنها هي التي تتبع منهج السلف ، وتسير عليه ، فقال"هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي..."فدل على أن هناك جماعة سلفية سابقة ، وجماعة متأخرة تتبعها في نهجها ، وهناك جماعات مخالفة لها متوعدة بالنار..." . وقال في محاضرة ألقاها في حوطة سدير عام 1416هـ بعنوان(التحذير من البدع ) الشريط الثاني:"السلفية هي الفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة ، ليست حزباً من الأحزاب التي تسمى الآن أحزاباً ، وإنما هم جماعة ، جماعة على السنة وعلى الدين ، هم أهل السنة والجماعة ، قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم "لاتزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم"وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم "وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال :من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي"0000. فالسلفية طائفة على مذهب السلف على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه وهي ليست حزباً من الأحزاب العصرية الآن وإنما هي جماعة قديمة من عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم متوارثة مستمرة لا تزال على الحق ظاهرة إلى قيام الساعة كما أخبر صلى الله عليه وعلى آله وسلم "أهـ. وقال الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله في الصفات الإلهية ص 64 ـ65:"ويتضح مما تقدم أن مدلول السلفية أصبح اصطلاحاً معروفاً يطلق على طريقة الرعيل الأول ومن يقتدون بهم في تلقي العلم ، وطريقة فهمه وبطبيعة الدعوة إليه.فلم يعد إذاً محصوراً في دور تاريخي معين. بل يجب أن يفهم على أنه مدلول مستمر استمرار الحياة وضرورة انحصار الفرقة الناجية في علماء الحديث والسنة وهم أصحاب هذا المنهج وهي لا تزال باقية إلى يوم القيامة من قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"لا تزال طائفة من أمتي منصورين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم". وقال الشيخ صالح بن عبد الله العبود في كتابه عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية ص1/254ـ255 : "إن المراد من التعبير بالسلفية هو اتباع طريقة السلف الصالح من هذه الأمة المسلمة الذين هم أهل السنة والجماعة ومعنى ذلك هو الإجماع والاجتماع على اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وآثاره باطناً وظاهراً واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان..."الخ أهـ. وقال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في حكم الانتماء ص90:"وإذا قيل السلف أو السلفيون أو لجادتهم السلفية، فهي هنا نسبة إلى السلف الصالح جميع الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فمن تبعهم بإحسان ، دون من مالت بهم الأهواء بعد الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ من الخلوف الذين انشقوا عن السلف الصالح باسم أو رسم ، ومن هنا قيل لهم الخلف والنسبة خلفي والثابتون على منهاج النبوة نسبوا إلى سلفهم الصالح في ذلك فقيل لهم السلف، والسلفيون والنسبة إليهم سلفي". وقال أيضا في حلية طالب العلم ص12 :"كن سلفياً على الجادة ، على طريق السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم ، فمن بعدهم ممن قفا أثرهم في جميع أبواب الدين ؛ من التوحيد ، والعبادات ، ونحوها ، متميزاً بالتزام آثار رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وتوظيف السنن على نفسك ، وترك الجدال ، والمراء ، والخوض في علم الكلام، وما يجلب الآثام ، ويصد عن الشرع" أهـ. وقال صلاح الدين مقبول في كتابه دعوة شيخ الإسلام1/57 :"إن السلفية هي العودة بالأمة إلى الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ، في العقيدة والعمل ، والسياسة والاجتماع ، والمعيشة والاقتصاد، وغيرها من نواحي الحياة . وهي تمثل تعاليم الإسلام النقية من أكدار الجمود والركود ، والشرك والوثنية ، والبدع والأهواء ، والخرافات والأوهام ، والعادات والتقاليد. وهي تعبير دقيق عن الإسلام الخالص ، الخالي من الشوائب كلها.ولم يخل أي عصر من عصور التاريخ من القرون المشهود لها بالخير حتى الآن من حملة المذهب السلفي ، الذي هو التعبير الأدق عن الاعتصام بالكتاب والسنة عقيدة وعملاً ، ومنهجاً وسلوكاً ". أهـ
[1] - (1) الإمام أحمد (4 / 426، 427، 479)، والبخاري [فتح الباري] برقم (2651، 3650، 6428، 6695)، ومسلم برقم (2535)، وأبو داود برقم (4657)، والترمذي برقم (2222، 2223).
[2] - فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 3 / 349
[3] - في شرح العقيدة الواسطية {1/53ـ54}
[4] - رواه البخاري 6285 ومسلم 2450. .
[5] - مجلة الأصالة العدد التاسع ص 86 ـ87.
[6] - سبق تخريجه .
[7] - رواه البخاري ومسلم .
[8] -رواه ابن ماجة وأحمد ومالك وقال شعيب أسناده حسن وصححه بشواهده.
قالت اللجنة الدائمة:" السلفية: نسبة إلى السلف، والسلف: هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى رضي الله عنهم الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالخير في قوله: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته »[1]رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم والسلفيون : جمع سلفي نسبة إلى السلف، وقد تقدم معناه، وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما، فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة . وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم[2].اهـ . وقال العلامة ابن عثيمين:"يخطئ من يقول : إن أهل السنة والجماعة ثلاثة : سلفيون ، وأشعريون ، وماتريديون ، فهذا خطأ نقول : كيف يكون الجميع أهل سنة وهم مختلفون !! فماذا بعد الحق إلا الضلال ، وكيف يكونون أهل سنة وكل واحد يرد على الآخر ؟! هذا لا يمكن إلا إذا أمكن الجمع بين الضدين . فنعم وإلا فلا شك أن أحدهم وحده هو صاحب السنة . فمن هو ؟! الأشعرية ؟ أم الماتريدية ؟ أم السلفية ؟ نقول : من وافق السنة فهو صاحب السنة ، ومن خالف السنة فليس صاحب سنة ، فنحن نقول : السلف هم أهل السنة والجماعة ولا يصدق الوصف على غيرهم أبداً ، والكلمات تعتبر بمعانيها . لننظر كيف نسمي من خالف السنة أهل السنة لا يمكن ، وكيف يمكن أن نقول : عن ثلاث طوائف مختلفة إنهم مجتمعون فأين الاجتماع ؟ فأهل السنة والجماعة هم السلف معتقداً حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه فإنه سلفي.[3] اهـ . وسئل المحدث الألباني رحمه الله بالسؤال التالي : لماذا التسمي بالسلفية ؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية ؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام ؟ فأجاب : إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع ؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية : فقد صح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها :"فاتقي الله واصبري ، ونعم السلف أنا لك[4]" ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف ، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى ، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع
وكل خير في اتباع من سلف***وكل شر في ابتداع من خلف
[1] - (1) الإمام أحمد (4 / 426، 427، 479)، والبخاري [فتح الباري] برقم (2651، 3650، 6428، 6695)، ومسلم برقم (2535)، وأبو داود برقم (4657)، والترمذي برقم (2222، 2223).
[2] - فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 3 / 349
[3] - في شرح العقيدة الواسطية {1/53ـ54}
[4] - رواه البخاري 6285 ومسلم 2450. .
[5] - مجلة الأصالة العدد التاسع ص 86 ـ87.
[6] - سبق تخريجه .
[7] - رواه البخاري ومسلم .
[8] -رواه ابن ماجة وأحمد ومالك وقال شعيب أسناده حسن وصححه بشواهده.
تعليق