• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بعض فتاوى وأقوال أهل العلم عن السلفية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بعض فتاوى وأقوال أهل العلم عن السلفية

    بعض فتاوى وأقوال أهل العلم عن السلفية

    قالت اللجنة الدائمة:" السلفية: نسبة إلى السلف، والسلف: هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى رضي الله عنهم الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالخير في قوله: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته »[1]رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم والسلفيون : جمع سلفي نسبة إلى السلف، وقد تقدم معناه، وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما، فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة . وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم[2].اهـ . وقال العلامة ابن عثيمين:"يخطئ من يقول : إن أهل السنة والجماعة ثلاثة : سلفيون ، وأشعريون ، وماتريديون ، فهذا خطأ نقول : كيف يكون الجميع أهل سنة وهم مختلفون !! فماذا بعد الحق إلا الضلال ، وكيف يكونون أهل سنة وكل واحد يرد على الآخر ؟! هذا لا يمكن إلا إذا أمكن الجمع بين الضدين . فنعم وإلا فلا شك أن أحدهم وحده هو صاحب السنة . فمن هو ؟! الأشعرية ؟ أم الماتريدية ؟ أم السلفية ؟ نقول : من وافق السنة فهو صاحب السنة ، ومن خالف السنة فليس صاحب سنة ، فنحن نقول : السلف هم أهل السنة والجماعة ولا يصدق الوصف على غيرهم أبداً ، والكلمات تعتبر بمعانيها . لننظر كيف نسمي من خالف السنة أهل السنة لا يمكن ، وكيف يمكن أن نقول : عن ثلاث طوائف مختلفة إنهم مجتمعون فأين الاجتماع ؟ فأهل السنة والجماعة هم السلف معتقداً حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه فإنه سلفي.[3] اهـ . وسئل المحدث الألباني رحمه الله بالسؤال التالي : لماذا التسمي بالسلفية ؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية ؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام ؟ فأجاب : إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع ؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية : فقد صح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها :"فاتقي الله واصبري ، ونعم السلف أنا لك[4]" ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف ، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى ، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع
    وكل خير في اتباع من سلف***وكل شر في ابتداع من خلف
    ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها! فيقول :لا يجوز للمسلم أن يقول : أنا سلفي وكأنه يقول :"لا يجوز أن يقول مسلم : أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك" . لا شك أن مثل هذا الإنكار ـلو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح ، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم :"خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " . فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح ، بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق . والذي ينكر هذه التسمية نفسه ، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب ؟! سواء أكان هذا المذهب متعلقاً بالعقيدة أو بالفقه ؟ فهو إما أن يكون أشعرياً أو ما تريدياً ، وإما أن يكون من أهل الحديث أو حنفياً أو شافعياً أو مالكياً أو حنبلياً ؛ مما يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة ، مع أن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة ، فهو ينتسب إلى أشخاص غير معصومين بلا شك ، وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون ، فليت شعري هلا أنكر مثل هذه الانتسابات إلى الأفراد غير المعصومين ؟ وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح ، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ وقد ذكر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وما كان عليه أصحابه فمن تمسك به كان يقيناً على هدى من ربه...ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن نقول : أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح ، وهي أن تقول باختصار أنا سلفي" [5]. اهـ . وقال الشيخ صالح الفوزان في كتابه البيان ص.13:"...والسلف ومن سار على نهجهم مازالوا يميزون أتباع السنة عن غيرهم من المبتدعة والفرق الضالة ، ويسمونهم أهل السنة والجماعة ، وأتباع السلف الصالح ، ومؤلفاتهم مملوءة بذلك ، حيث يردون على الفرق المخالفة لفرقة أهل السنة وأتباع السلف. وقال أيضاً في ص 156:كيف يكون التمذهب بالسلفية بدعة، والبدعة ضلالة ؟!وكيف يكون بدعة وهو اتباع لمذهب السلف ، واتباع مذهبهم واجب بالكتاب والسنة ،وحق وهدى ؟! قال تعالى :{والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم...} . وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين...[6]". فالتمذهب بمذهب السلف سنة وليس بدعة ، وإنما البدعة التمذهب بغير مذهبهم". وقال في المصدر السابق ص133في رده على قول البوطي :إن السلفية لا تعني إلا مرحلة زمنية . قال :"ونقول : هذا التفسير للسلفية بأنها مرحلة زمنية وليست جماعة تفسير غريب وباطل ، فهل يقال للمرحلة الزمنية بأنها سلفية ؟! هذا لم يقل به أحد من البشر ، وإنما تطلق السلفية على الجماعة المؤمنة الذين عاشوا في العصر الأول من عصور الإسلام والتزموا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ووصفهم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله:"خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم[7]"الحديث ، فهذا وصف لجماعة وليس لمرحلة زمنية ، ولما ذكر -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - افتراق الأمة فيما بعد قال عن الفرق كلها "إنها في النار إلا واحدة [8]" ووصف هذه الواحدة بأنها هي التي تتبع منهج السلف ، وتسير عليه ، فقال"هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي..."فدل على أن هناك جماعة سلفية سابقة ، وجماعة متأخرة تتبعها في نهجها ، وهناك جماعات مخالفة لها متوعدة بالنار..." . وقال في محاضرة ألقاها في حوطة سدير عام 1416هـ بعنوان(التحذير من البدع ) الشريط الثاني:"السلفية هي الفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة ، ليست حزباً من الأحزاب التي تسمى الآن أحزاباً ، وإنما هم جماعة ، جماعة على السنة وعلى الدين ، هم أهل السنة والجماعة ، قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم "لاتزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم"وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم "وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال :من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي"0000. فالسلفية طائفة على مذهب السلف على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه وهي ليست حزباً من الأحزاب العصرية الآن وإنما هي جماعة قديمة من عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم متوارثة مستمرة لا تزال على الحق ظاهرة إلى قيام الساعة كما أخبر صلى الله عليه وعلى آله وسلم "أهـ. وقال الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله في الصفات الإلهية ص 64 ـ65:"ويتضح مما تقدم أن مدلول السلفية أصبح اصطلاحاً معروفاً يطلق على طريقة الرعيل الأول ومن يقتدون بهم في تلقي العلم ، وطريقة فهمه وبطبيعة الدعوة إليه.فلم يعد إذاً محصوراً في دور تاريخي معين. بل يجب أن يفهم على أنه مدلول مستمر استمرار الحياة وضرورة انحصار الفرقة الناجية في علماء الحديث والسنة وهم أصحاب هذا المنهج وهي لا تزال باقية إلى يوم القيامة من قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"لا تزال طائفة من أمتي منصورين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم". وقال الشيخ صالح بن عبد الله العبود في كتابه عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية ص1/254ـ255 : "إن المراد من التعبير بالسلفية هو اتباع طريقة السلف الصالح من هذه الأمة المسلمة الذين هم أهل السنة والجماعة ومعنى ذلك هو الإجماع والاجتماع على اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وآثاره باطناً وظاهراً واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان..."الخ أهـ. وقال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في حكم الانتماء ص90:"وإذا قيل السلف أو السلفيون أو لجادتهم السلفية، فهي هنا نسبة إلى السلف الصالح جميع الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فمن تبعهم بإحسان ، دون من مالت بهم الأهواء بعد الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ من الخلوف الذين انشقوا عن السلف الصالح باسم أو رسم ، ومن هنا قيل لهم الخلف والنسبة خلفي والثابتون على منهاج النبوة نسبوا إلى سلفهم الصالح في ذلك فقيل لهم السلف، والسلفيون والنسبة إليهم سلفي". وقال أيضا في حلية طالب العلم ص12 :"كن سلفياً على الجادة ، على طريق السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم ، فمن بعدهم ممن قفا أثرهم في جميع أبواب الدين ؛ من التوحيد ، والعبادات ، ونحوها ، متميزاً بالتزام آثار رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وتوظيف السنن على نفسك ، وترك الجدال ، والمراء ، والخوض في علم الكلام، وما يجلب الآثام ، ويصد عن الشرع" أهـ. وقال صلاح الدين مقبول في كتابه دعوة شيخ الإسلام1/57 :"إن السلفية هي العودة بالأمة إلى الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ، في العقيدة والعمل ، والسياسة والاجتماع ، والمعيشة والاقتصاد، وغيرها من نواحي الحياة . وهي تمثل تعاليم الإسلام النقية من أكدار الجمود والركود ، والشرك والوثنية ، والبدع والأهواء ، والخرافات والأوهام ، والعادات والتقاليد. وهي تعبير دقيق عن الإسلام الخالص ، الخالي من الشوائب كلها.ولم يخل أي عصر من عصور التاريخ من القرون المشهود لها بالخير حتى الآن من حملة المذهب السلفي ، الذي هو التعبير الأدق عن الاعتصام بالكتاب والسنة عقيدة وعملاً ، ومنهجاً وسلوكاً ". أهـ


    [1] - (1) الإمام أحمد (4 / 426، 427، 479)، والبخاري [فتح الباري] برقم (2651، 3650، 6428، 6695)، ومسلم برقم (2535)، وأبو داود برقم (4657)، والترمذي برقم (2222، 2223).

    [2] - فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 3 / 349

    [3] - في شرح العقيدة الواسطية {1/53ـ54}

    [4] - رواه البخاري 6285 ومسلم 2450. .

    [5] - مجلة الأصالة العدد التاسع ص 86 ـ87.

    [6] - سبق تخريجه .

    [7] - رواه البخاري ومسلم .

    [8] -رواه ابن ماجة وأحمد ومالك وقال شعيب أسناده حسن وصححه بشواهده.



  • #2
    الجرح والتعديل عند أهل السنة والرافضة

    الجرح والتعديل عند أهل السنة والرافضة

    لقد جعلت الشيعة أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - الذين نص الله على عدالتهم، كغيرهم من الناس يعرضونهم للجرح والتعديل وهذا الفعل فيه كيد للإسلام ؛لأن التشكيك في عدالة الصحابة تشكيك في الإسلام فقد اتفق الجمهور من الأئمة على عدالة الصحابة الكرام رضي الله عنهم ؛ لأنَّ الصحابةَ كلَّهم عدولٌ مرضيُّون ثقاتٌ أثباتٌ. بنصوص الكتاب والسنَّة وإجماع مَن يُعتدُّ به في الإجماع من الأمَّة.
    قال النووي في شرحه على مسلم (15/149):"ولهذا اتَّفق أهلُ الحقِّ ومن يُعتدُّ به في الإجماع على قبول شهاداتهم ورواياتهم وكمال عدالتهم، رضي الله عنهم أجمعين"اهـ.
    أما جرح الشيعة لأهل السنة فباب مفتوح على مصراعين بسبب محبتهم لأصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - وتمسكهم بسنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - ومحاربتهم للبدع وأهلها . وصدق الله إذ يقول:{وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً}(فاطر: من الآية43) بخلاف أهل السنة فإنهم وقافون عند الحق كما قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة:8)
    قال الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله فأهل السنة في القديم والحديث يتحرون غاية التحري فلا يقدحون إلا فيمن يستحق القدح، ولا يعدلون إلا لمن يستحق التعديل، من أجل هذا أمنهم الناس واعتد الناس بأقوالهم، فمن جرحوه فهو المجروح، ومن عدلوه فهو المعدل، لأنّهم ليس لهم أغراض[1].اهـ.



    [1] - تحفة المجيب ص31.

    تعليق


    • #3
      وجوب طاعة الحاكم المسلم في غير معصية الله

      وجوب طاعة الحاكم المسلم في غير معصية الله
      لقد أجمع العلماء على وجوب طاعة الحاكم المسلم وإن جار ؛لأن في ذلك مصالح عظيمة منها: حقن دماء المسلمين وسد أبواب الفتن وحفظ الأموال ... ويكفينا في ذلك قولهI:)يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم(سورة النساء آية :59 . قال ابن كثير رحمه الله:"والظاهر والله أعلم أنها عامة في كل أولي الأمر والعلماء) . وقوله:I)واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا( سورة آل عمران آية: 103 . فالخروج عن طاعة الحاكم المسلم مخالف للشرع كما دلت على ذلك الأدلة منها :حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاش من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه[1]" . وقال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- :"اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة[2]" وعن حذيفة بن اليمان t قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- :"يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيكون فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال:قلت:كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال : تسمع وتطيع للأمير وإن ضُرب ظهرك وأُخذ مالك فاسمع وأطع[3]" . والطاعة مقيدة في غير معصية الله ، لقوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- :"إنما الطاعة بالمعروف[4]"وقال - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- :"السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة[5]".
      قال الكرماني في شرحه صحيح البخاري:"وفي الحديث أن السلطان لا ينعزل بالفسق إذ في عزله سبب للفتنة وإراقة الدماء وتفريق ذات البين فالمفسدة في عزله أكثر منها في بقائه "اهـ.
      وقال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- :"من كره من أميره شيئاً فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبراً مات ميتة جاهلية[6]"
      قال العيني في عمدة القاري 24/178:"يعني فليصبر على ذلك المكروه ولا يخرج من طاعته ؛لأن في ذلك حقن الدماء وتسكين الفتنة إلا أن يكفر الإمام ويظهر خلاف دعوة الإسلام فلا طاعة لمخلوق عليه".اهـ.
      وقال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- : "إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض[7]" أما دليل الاستطاعة فقول الله عز وجل : ) فاتقوا الله ما استطعتم [8]( وقول رسول الله--صلى الله عليه وعلى آله وسلم- :"إذا أمرتكم بأمر فأتوا منهم ما استطعتم[9]".
      قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :"...وأمر بالصبر على استئثارهم ونهى عن مقاتلتهم ومنازعتهم الأمر مع ظلمهم لأن الفساد الناشئ من القتال في الفتنة أعظم من فساد ظلم ولاة الأمر فلا يزال أخف الفساد ين بأعظمهما ومن تدبر الكتاب والسنة الثابتة عن رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أو اعتبر ذلك ما يجده في نفسه[10]"إهـ
      ولا يجوز أن تذكر عيوب الحاكم المسلم بالتعيين علناً بقصد التشهير به .فقد قيل: لأسامة بن زيد-y -: "ألا تدخل على عثمان فتكلمه ؟فقال ألا ترون أني سكت لا أكلمه ألا أسمعكم والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما دون أن أفتح أمراً لا أحب أن أكون أول من فتحه[11]"وقال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- : "من أراد أن ينصح السلطان بأمر فلا يبذله علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى حقه الذي عليه له[12]" وقال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- : "من أهان سلطان الله تبارك وتعالى في الدنيا أهانه الله يوم القيامة[13]".
      وليس معنى طاعتهم وعدم الخروج عليهم إقرارهم على المنكرات فإننا لا نرضى بذلك ولا نقرهم عليها والواجب هو النصح بقدر المستطاع .وعلينا أن نعلم علم اليقين أن الله ما سلط الظلمة علينا إلا لكثرة ذنوبنا ومعاصينا.
      قال العلامة الكبير محمد بن إبراهيم الوزير رحمه الله :"لا شك أن أكثر الأقطار الإسلامية قد غلب عليها أئمة الجور من بعد انقراض عصر الصحابة فإن الشام ومصر والمغرب والهند والسند والحجاز والجزيرة والعراقين واليمن وأمثالها ما استدامت فيها دولة حق في قرون عديدة ودهور طويلة ولا شك أن في هذه الأقاليم من عامة أهل الإسلام عوالم لا يحصون وخلائق لا ينحصرون ولاشك أنهم في هذه القرون العديدة وفي هذه الأقطار الكبيرة لو تُركوا هملا لا يقام فيهم حد ولا يقضي فيهم بحق ولا يجاهد فيهم كافر ولا يؤدب فيهم عاص لفشا فيهم الفساد وتظالم العباد ومرج أمر المسلمين وتعطلت أحكام رب العالمين[14] "أهـ .
      فالذين يخرجون في زمننا هذا على الحكام المسلمين لم يراعوا مقاصد الشريعة بتحصيل المصالح وتعطيل المفاسد لأنهم لا يلتفتون إلى أدلة تحريم الخروج ولم يرجحوا المصلحة على المفسدة .
      فقد يسكت المسلم عن منكر أحيانا جلبا لمصلحة ,والقاعدة تقول جلب المصالح مقدم على درء المفاسد .وقد سكت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن المنافقين وهو يعرفهم حشية أن ينفر الناس من الدين إذا علموا أن محمدا يقتل أصحابه فقدم المصلحة على المفسدة .
      قال الإمام النووي في شرحه على مسلم12/432:وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين، وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته، وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق.اهـ.
      وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري" 13/40: (واجب لزوم جماعة المسلمين وسلاطينهم ولو عصوا). وقال العلامة ابن القيم رحمه الله:"ومن تأمل ما جرى على الإسلام في الفتن الكبار والصغار رآها من إضاعة هذا الأصل[15]" أهـ
      وقال أيضا: إذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله فإنه لا يسوغ إنكاره وإن كان الله يبغضه ويمقت أهله وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم فإنه أساس كل شر وفتنة إلى آخر الدهر[16].اهـ المراد .
      وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:كان من العلم والعدل المأمور به الصبر على ظلم الأئمة وجورهم كما هو من أصول أهل السنة والجماعة وكما أمر به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - في الأحاديث المشهورة عنه[17]".
      وقال أيضا:وأما أهل العلم والدين والفضل فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه من معصية ولاة الأمور وغشهم والخروج عليهم بوجه من الوجوه[18]".
      وقال الإمام ابن أبي العز الحنفي رحمه الله في "شرح العقيدة الطحاوية" (ص381): (وأما لزوم طاعتهم وإن جاروا فلأنه يترتب على الخروج من طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات ومضاعفة الأجور فإن الله تعالى ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا والجزاء من جنس العمل، فعلينا الاجتهاد في الاستغفار والتوبة وإصلاح العمل قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} وقال تعالى: {أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم} وقال تعالى: {ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك} وقال تعالى: {وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون} فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير الظالم فليتركوا الظلم)ا.هـ
      وقال ذهبي العصر العلامة المعلمي:وقد جرب المسلمون الخروج فلم يروا منه إلا الشر :
      1- خرج الناس على عثمان يرون أنهم إنما يريدون الحق. 2- ثم خرج أهل الجمل يرى رؤساؤهم ومعظمهم أنهم إنما يطلبون الحق فكانت ثمرة ذلك بعد اللتيا والتي أن انقطعت خلافة النبوة وتأسست دولة بني أمية. 3- ثم اضطر الحسين بن علي إلى ما اضطر إليه فكانت تلك المأساة. 4- ثم خرج أهل المدينة فكانت وقعة الحرة. 5- ثم خرج القراء مع ابن الأشعث فماذا كان؟ . 6- ثم كانت قضية زيد بن علي وعرض عليه الروافض أن ينصروه على أن يتبرأ من أبي بكر وعمر فأبى، فخذلوه فكان ما كان"[19].

      [1] - رواه مسلم 1848.

      [2]- رواه البخاري في كتاب الأحكام باب: السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية (13/152) رقم (7142) .ومسلم....

      [3]- رواه مسلم في كتاب الإمارة باب: وجوب ملازمة جماعة المسلمين عندظهور الفتن وفي كل حال وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة (12/199) رقم (1847) .

      [4]- رواه البخاري في كتاب الأحكام باب: السمع والطاعة للإمام مالم تكن معصية (13/152) رقم (7145و7257) ومسلم في كتاب الإمارة باب: في وجوب الطاعة (11/191) رقم (1840) وأبو داود في الجهاد باب: في الطاعة رقم (2625) .

      [5]- رواه البخاري في كتاب الأحكام باب: السمع والطاعة للإمام مالم تكن معصية (13/152) رقم (7144) .

      [6]- رواه البخاري في كتاب الفتن باب: قوله r:"سترون بعدي أموراً تنكرونها" (13/5) رقم (7053) واللفظ له، ومسلم في كتاب الإمارة باب: وجوب ملازمة جماعة المسلمين (12/200) رقم (1849) .

      [7]- رواه البخاري في كتاب الفتن باب: قول النبي r:"سترون بعدي أموراً تنكرونها" (13/5) رقم (7052) ومسلم في كتاب الإمارة باب: الصبر عند ظلم الولاة واستئثارهم (12/197) رقم (1845) .

      [8]- سورة التغابن آية: 16 .

      [9]- رواه البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب: الاقتداء بسنة رسول الله r (13/312) رقم (7288) واللفظ له، ومسلم في كتاب الحج
      (9/85) رقم (1337) .

      [10]- "منهاج السنة" (4/527) .

      [11]- رواه مسلم في كتا ب الزهد باب: عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله وينهى عن المنكر ويفعله (18/92) رقم (2989) .

      [12]- رواه أحمد (3/404) وصححه شعيب برقم (15333) والبيهقي (8/164) ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (2/508) رقم (1097) وصححه الألباني في "رياض الجنة" .

      [13]- رواه أحمد (5/42) والترمذي رقم (2225) والبيهقي (8/164) وأورده الهيثمي في "المجمع" (5/215) .

      [14] - العواصم والقواصم 8/172.

      [15]- " أعلام الموقعين" (3/14) .

      [16] - إعلام الموقعين3/4.

      [17] - الفتاوى 28/179

      [18] - المصدر السابق(35/12)

      [19] - التنكيل 1/99

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك على هذه الدرر الفوائد العلمية

        تعليق

        يعمل...
        X