نُصْحٌ وَعِتَابٌ لشيخنا محمد بن عبد الوهاب
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً}
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}
أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
قال تعالى :{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم}التوبة 71.
وقال تعالى :{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}الحجرات 10.
وجاء في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) واللفظ لمسلم.
وجاء في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم :( لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ).
وفي الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا)،
من هذه النصوص وغيرها في معناها كثير يتضح بجلاء ما لذي ينبغي أن يكون عليه المسلم تجاه أخيه المسلم ، إنها الأخوة الدينية التي هي أعظم من إخوة النسب ، إخوة تجمع المسلمين وإن تباعدت ديارهم ونأت بهم أقطارهم إخوة توجب التناصر والتناصح والتواصي بالحق والصبر عليه ، إخوة تمنع المسلم من أذية أخيه المسلم في دينه أو ماله أو عرضه ، قال تعالى :{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} الأحزاب 58.
وقال عليه الصلاة والسلام :( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ههنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
وإن من الأخوة الدينية كما أسلفنا إسداء النصح لمن أخطأ في أي أمر من أمور الدين أو الدنيا ، ولو كان ممن يحسب على العلم وأهله ، ويشتد ذلك تأكيداً إن كانت بينك وبين المنصوح علاقة حميمة ووطيدة على مدى سنين عديدة وتتعين تلكم النصيحة إذا كان المنصوح شيخاً لك ، كل ذلك عملاً بما جاء في مسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ)
وجاء في الصحيحين من حديث جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال :( بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ).
وهذا التناصح من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله }،
وقال تعالى:{ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر …}.
وبناء على ما تقدّم من هذه الأدلة فإنني أوجه نصيحة وعتاب لشيخنا محمد بن عبد الوهاب علّها تجد بإذن الله تعالى منه أُذناً صاغية وقلباً واعياً كما كنا نعهد ذلك منه ، وأحب أن أُجمل ذلك في ثلاث مسائل :
المسألة الأولى : نصيحة وعتاب حول ما أكثرت منه مؤخراً وفقك الله من إلقاء المحاضرات والكلمات في كثير من مساجد الحزبين وبشكل مرتب.
المسألة الثانية : نصيحة وعتاب سددك الله حول بعض البطانة التي تجالسك .
المسألة الثالثة : نصيحة وعتاب حول كلامك سددك الله على التلفاز وأنه من النعم .
وهذه إن شاء الله هي الحلقة الأولى من النصيحة والعتاب وتتلوها الثانية والثالثة وقد ترتقي إلى الرابعة ، والله المستعان ، وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ابنكم المحب / أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي
28/صفر /1430هـ
يقول الله تبارك وتعالى :{ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}
ويقول تعالى :{ َقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}النساء140
وقال تعالى :{ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين} الأنعام 68.
وعن عائشة – رضي الله عنها – قالـت: (( تـلا رسول الله – - هذه الآية{ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغـاء تأويلـه وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنـا به كل من عنـد ربنا وما يذكر إلا أولو الألبـاب} ، آل عمران : 7.
قالت: قال رسول الله – -:(( فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منـه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم )) متفق عليه .
قال ابن عون: كان محمد بن سيرين - رحمه الله تعالى – يرى أن أسرع الناس ردة أهل الأهـواء، وكان يرى أن هذه الآية أنزلـت فيهم:{وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم} الإبانة لابن بطة (2/431).
وقال الإمام محمد بن جرير الطبري في تفسيره( 5/330): (( وفي هذه الآية الدلالة الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع من المبتدعة والفسقة عند خوضهم في باطلهم )).
ومن ذلك ما جاء عن أبي هريرة - - قال: قال رسول الله – -:(( سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم )) مقدمة مسلم ,
وقد أطبق السلف على هجر أهل البدع والأهواء ، ومن ذلك هجر مساجدهم وعدم إنعاشهم،وفي ذلك يقول :
وقال ابن قدامة - رحمه الله – في لمعة الاعتقاد ص33: " ومـن السنة هجران أهل البدع ومباينتهم وترك الجدال والخصومات في الدين، وترك النظر في كتب المبتدعة، والإصغاء إلى كلامهم،وكل محدثة في الدين بدعة " .
وقال أبو عثمان الصابوني رحمه الله :"واتفقـوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم، وإخزائهم، وإبعادهم، وإقصائهم، والتباعد منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم."
عقيدة السلف وأصحاب الحديث ( ص : 123
قلت : فتأمل شيخنا وفقك الله إلى هذه النصوص من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما أجمع عليه السلف الصالح من ترك أهل الباطل ، وإلا فكيف تحصل المباينة لهم والتباعد عنه وأنت وفقك الله تلقي المحاضرة تلو الأخرى ، فما تنتهي محاضرة وإلا وقد سبق عقد موعد آخر لمحاضرة أخرى في مسجد آخر عند الحزبيين ، فمن مسجد أسامة بشارع زايد والذي يُعتبر كما هو معلوم وكراً من أوكار الإخوان المسلمين ، إلى مسجد علي بن أبي طالب بالسلخانة والذي قد أخرجوا إخواننا السلفيين منه ، إلى مسجد الرويشان ، والنية كانت عازمة على عقد محاضرة بمسجد العيسي ، ولكن لأمر لم تحصل ،
أما عقدكم للدروس في مساجد الحزبيين بعد الفجر فهي بلا حساب ، والله المستعان فمن ذلك :
مسجد الشريف بالمطراق الذي إمامه صوفي وهو عضو في مجلس النواب ، ومسجد الرضوان بشارع زايد وإمامه من أصحاب جمعية الحكمة وهو أخو عيسى معافى ، وكذلك مسجد الحق بشارع زايد الذي إمامه إخواني وخطيبه صوفي ، ومسجد باحاج بشارع زايد الذي يعتبر أيضاً من أوكار الإخوانيين ، وهكذا مسجد البينة بالصبالية وإمامه حسني ، ومسجد العاقل بشارع الحكيمي وإمامه إخواني صوفي ، ومسجد زوبل بشارع النجدة وإمامه مجيب وهو حسني ، ومسجد الأخوة بجوار إدارة المعاهد سابقاً ، ومسجد الخير بشارع النجدة ومسجد بحلس في الحي التجاري وإمامه صوفي ومسجد الصديق بشارع شمسان وإمامه من رؤوس الإخوان ومسجد التوبة بمدينة العمال ومسجد الذوقي والسلام بالدهمية ومسجد السكينة بشارع زايد ومسجد عمر بن الخطاب بالسلخانة ومسجد الكويت ، والله اعلم ما نهاية هذه السلسلة ،
فالمهم ياشيخنا وفقكم الله ُيخشى مع الأيام والتكرار أن تقع محبة لأصحاب هذه المساجد ، إن لم ..... .
قال عبد الله بن داود سنديلة :" من علامات الحق البغض لمن يدين بالهوى، ومن أحب الحق فقد وجب عليه البغض لأصحاب الهوى، يعني: أهل البدعة"سير السلف والصالحين للتيمي( 3/1154).
واعلم شيخنا وفقكم الله أن مثل هذه المحاضرات والدروس المرتب لها تعتبر من مجالسة أهل الباطل ، ولا يخفى على مثلكم تحذير السلف من مخالطة ومجالسة أهل البدع والأهواء ، ومعلوم ما يحصل مع اللقاء بأصحاب وأئمة هذه المساجد ,
فعن أبي قلابة قال: (( لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم؛ فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما تعرفون )) ( )
وعـن عمرو بن قيس الملائي قال: (( لا تجالس صاحب زيغ فيزيغ قلبك)) ( )
وقال إبراهيم النخعي: (( لا تجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم تذهب بنور الإيمان من القلوب، وتسلب محاسن الوجوه، وتورث البغضة في قلوب المؤمنين )) ( )
وقـال مجاهـد: (( لا تجالـس أهل الأهواء فإن لهم عرّة كعرة الجرب))( )
وقال إسماعيل بن عبيد الله: (( لا تجالس ذا بدعة فيمرض قلبك، ولا تجالس مفتوناً فإنه ملقّن حجته )) ( )
وقال مفضل بن مهلهل: (( لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذرته وفررت منه، ولكنه يحدثك بأحاديث السنّة في بدو مجلسه ثم يدخل عليـك بدعته فلعلها تلزم قلبك فمتى تخرج من قلبك))( )
وعن هشام بن حسان قال: (( كان الحسن ومحمد بن سيرين يقولان: لا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم )) ( ).
وقال حنبل بن إسحاق: سمعت أبا عبد الله يقول: (( أهل البدع ما ينبغي لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم )) ( ).
وعن ثابت بن عجلان قال : (( أدركت أنس بن مالك وابن المسيب والحسن البصري وسعيد بن جبير والشعبي وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وطاووس ومجاهد وعبد الله بن أبي مليكة والزهري ومكحول والقاسم أبا عبد الرحمن وعطاء الخراساني وثابت البناني والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني وحماد ومحمد بن سيرين وأبا عامر - وكان قد أدرك أبا بكر الصديق - ويزيد الرقاشي وسليمان بن موسى، كلهم يأمروني بالجماعة وينهوني عن أصحاب الأهواء )) ( ).انظر في ذلك كتاب "إجماع العلماء على هجر كتب أهل البدع والأهواء للأخ الضحوي .
أقول : قد يقول قائل : إن ذهابنا إلى هذه المساجد ليس لإنعاش أصحابها وإنما هو لعامة الناس وأيضاً إقامة الحجة عليهم .
فأقول : الجواب على ذلك من وجوه :
أولاً : هذا قد يقال إذا لم تكن الدعوة مميزة ، أمَا وإنه بحمد لله قد تميزت الدعوة وانتشر صيتها وأقبل الله بقلوب كثير من العباد إليها فما يُحتاج والحال ما ذُكر إلى ذلك ، ولقد أحسن العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله حين أن قال : ما انتصرت دعوتنا إلا بالتميز .
ثانياً : لن يُستطاع البتة أن يتكلّم المحاضر بحرية تامة ؛ بمعنى لن يستطيع أن ينقُد القوم ، لأن ذلك في نظره يُسبب فتنة ، ولقد أحسن أبو علي الدقَّاق حين أن قال : الساكت عن الحق شيطان أخرس .شرح النووي لمسلم(1/128).
ثالثاً : أن هذا الفعل مخالفاً لما عليه السلف الكرام رضوان الله عليهم أجمعين من تلكم النصوص المتقدمة عنهم ، والله تبارك وتعالى يقول :{ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} ، النساء 115.
ويقول تعالى :{فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم } البقرة 137.
ولقد أحسن الإمام الأوزاعي حين أن قال :"اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للآلكائي.
ولقد أحسن من قال :
وقول الآخر :
أقول : أما قضية إقامة الحجة ، فأين هي من ذي قبل ؟!!!
ألم تك تحذر من الذهاب إلى تلكم المساجد ؟
فما الذي حصل ؟!
يقول حذيفة رضي الله عنه :" إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر ، وتنكر ما كنت تعرف ، وإياك والتلون في الدين فإن دين الله واحد " الإبانة لابن بطة .
بل يا شيخنا كما قد أخبرتك أن كثيراً من عامة الناس قد استغرب هذا الصنيع منك وفقك الله ،وقالوا : إن الشيخ محمداً قد لبس ثوباً غير ثوبه، لأنهم لم يعهدوا ذلك من ذي قبل ؛ فالدعوة بحمد لله مميزة ولا تحتاج إلى زيد أو عمرو ، والله المستعان .
فإذا كان هذا نظر العامة فكيف بطلبة العلم !!!!! وبذلك يبطل هذا القول ويظهر مجانبة هذا الفعل للحق والصواب ، والله اعلم .
وها أنا ذا ناقل لك نصيحة أخينا في الله أبي بلال مرتضى التوي العدني لكم وهو من طلبة العلم الأفذاذ ومعروف لديكم , حينما رأى منكم مثل هذه الأمور الجديدة وكانت النصيحة كتابية لكم بتاريخ / نهاية شوال /1428هـ لتعلم أنه لستُ أنا فقط من أنكر ذلك عليك :"
المسألة الثانية :
نصيحة وعتاب سددك الله حول البطانة التي تجالسك. .
لا يخفاكم وفقكم الله أن البطانة لها تأثير وأيما تأثير في الشخص ، قال تعالى :{ياأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}آل عمران 118.
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره (4/178):" وبطانة الرجل خاصته الذين يستبطنون أمره، وأصله من البطن الذي هو خلاف الظهر".
قلت : والآية وإن كانت في أهل الشرك لا يُتخذون بطانة للأهل الإيمان فهي أيضاً شاملة لغيرهم من أصحاب الفتن والتحريش ، لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، ويوضح ذلك الحديث الآتي.
وجاء في البخاري من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :( مَا اسْتُخْلِفَ خَلِيفَةٌ إِلَّا لَهُ بِطَانَتَانِ بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْخَيْرِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ وَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللَّهُ ) .
قال ابن بطال رحمه الله في شرحه للحديث (15/295):" ينبغى لمن سمع هذا الحديث أن يتأدب به، ويسأل الله العصمة من بطانة الشر وأهله، ويحرض على بطانة الخير وأهله. قال سفيان الثورى: ليكن أهل مشورتك أهل التقوى وأهل الأمانة ومن يخشى الله. قال سفيان: وبلغنى أن المشورة نصف العقل.
وقال الحسن فى قوله تعالى: {وشاورهم فى الأمر} [آل عمران: 159] قال: وقد علم أنه ليس به إليهم حاجة ولكن أراد أن يستن به بعده" .
وجاء في الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال قال رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْمِسْكِ وَكِيرِ الْحَدَّادِ لَا يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ الْمِسْكِ إِمَّا تَشْتَرِيهِ أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ وَكِيرُ الْحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ أَوْ ثَوْبَكَ أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً).
فمن خلال ما تقدم ذكره وبيانه أنصح شيخنا محمداً بأن ينظر حقيقة فيمن حوله من أهل خاصته ، هل هم نصحة له ، يحاولون أن يقللوا من الفتن والقلاقل أم أن بعضهم يؤجج ويوغر الصدور من فوق المنابر كحال محمد بن عزي هداه الله وأصلحه مما هو معلوم ، كيف يستشار من قام بمعانقة أحد قادة أهل البدع وهو خالد الغزالي بل قدم الأخ محمد العزي ذات مرة لصلاة الظهر كما قال ذلك الأخ عدنان البرعي،
بل للأسف الشديد فقد ألقى عنده قدر خطبتين أو أكثر في مسجد هائل لذهاب الغزالي إلى الحج ، ولا يخفاكم وفقكم الله قول النبي صلى الله عليه وسلم القائل :( الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ ) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ،
ولقد أحسن ابن بطة رحمه الله إذ يقول :" واعرفوا كل إنسان بخدنه ، وكل أحد بصاحبه ، أعاذنا الله وإياكم من صحبة المفتونين "الإبانة الكبرى (1/49).،
وقال الإمام الأوزاعي رحمه الله : "من ستر عنا بدعته لم تخف عنا ألفته" الإبانة لابن بطة ( 2/479) .
وقال محمد بن عبيد الله الفلابي : " يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة "المصدرالسابق.
فكيف يستشار رعاك الله من يذهب بأحد إخواننا وهو محمد بن عثمان الحكمي إلى جمعية الأقصى يبحث له عن عمل ، وحصل اللقاء ببعض أعضاء الجمعية وأخذ معهم بأطراف الحديث والمصافحة ، وقال لهم : انظروا له عمل عندكم ولو حارساً ،قال الأخ محمد الحكمي : فرفضت ، أي العمل ، وكل هذا وذاك مما انتشر وذاع ،ناهيك شيخنا عما بدر منه مما هو معلوم من طعنات في الشيخ العلامة يحيى الحجوري مما يشهد بذلك عدد من الإخوة الأفاضل ،
قال الأخ وليد جياح : إن محمد بن عزي قال :إن الشيخ يحيى يطعن في العلماء ، فقلت له : هل الشيخ يحيى تكلم عن هوى ؟ فقال محمد العزي : الجلساء الذين حوله هم الذين يتكلمون عن هوى .
وقال الأخ خالد الظرافي : سمعت محمد عزي مرة يقول : الشيخ يحيى عنده أخطاء كثيرة ، وبعض طلاب الشيخ يحيى عندهم دسك أو اسطوانة من أخطاء الشيخ يحيى ..
وقال أيضاً الأخ خالد الظرافي بعد أن خرج شريط ( نصيحة الأحباب ) أوشريط شباب عدن للشيخ يحيى _ الشك من الأخ خالد _ فقال أي العزي : في درسه بعد العشاء في مسجد السنة : إن الشيخ يحيى يقول عن الشيخ محمد فاسقاً.
وقال أيضاً الأخ الظرافي عن العزي قوله أن الشيخ يحيى معيون أو مسحور ، وأعطاني ملزمة فيها الرد على حسين الحجوري للمدعو / البرمكي في مسجد السنة بعد الصلاة .
وقال الأخ عبد الله بن عثمان الحكمي : سمعت محمد عزي يقول : إن الشيخ يحيى مثله مثل سيارة بلا بريك هرولت من أعلى جبل فسقطت .
وهكذا قال لبعض الإخوة في الدرس في بداية المناوشة بينكم وفقكم الله وبين الشيخ يحيى : هناك يا إخوة قنبلة ، فقال : الشيخ يحيى يطعن في العلماء ، والأفعال المشينة على نحو ما ذكر أكثر من أن تحصر ، فبدل أن يقوم بتهدئة الأمور ومحاولة الهدوء وإذ به على العكس من ذلك تماماً ،
فالمهم أن الأخ محمداً العزي أصلحه الله قد كشّر أنيابه في هذه الفتنة ، وأخذ يجوب يمنة ويسرة في إشعالها والله المستعان ، واسألوا عنه شيخنا الفاضل محمد المحمدي حفظه الله ، فكما يقال " عند جهينة الخبر " ناهيك عن الإخوة الأفاضل الذين يعلمون حاله في هذه الفتنة ،
والبعض الآخر بما يقوم به من جمع الملازم والجد والاجتهاد في إشعال الفتنة وهو المدعو شادي دهمش المستوطن بالحديدة وحقيقة لا يستحق البتة الذكر لأنه أصلاً غير معروف بالعلم لا من قريب ولا من بعيد ، بل حتى صلاة الفجر ما أكثر ما يضيعها كما أفادنا بذلك الأخ محسن القليصي حفظه الله تعالى ،لأن إذا ذكر تعاظم وانتفخ ولقد صدق نبينا صلى الله عليه وسلم إذ يقول :( لا تقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت ويقول بقوتي ولكن قل بسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب )،
فكيف ياشيخنا رعاك المولى يكون من أمثال هؤلاء الرعاء من مستشاريك ومجالسيك ، والله المستعان .
ولا بأس بأن أذكر لكم شيئاً مما قام به من إيقاد نار الفتنة ، والله حسيبه في ذلك .
قال أخونا الفاضل يحيى بن صالح الصياد حفظه الله ما نصه:
أقول : هذا شيء مما قد ظهر به الأخ شادي أصلحه الله ،وما خفي كان أعظم ، والله المستعان .
وهناك من البعض لا يستحق أصلاً أن يُستشار كبعض العامة الذين يعجبهم الظهور ، فنصيحتي لك شيخنا وفقك الله أن تُبعد هؤلاء وأمثالهم من الفرغ عن مجالسك ، ولقد أحسن من قال :
وعليك وفقك الله أن تقرّب المشايخ الأجلاء وطلبة العلم الناصحين عندكم حتى يشيروا بما هو مناسب وقويم، فهناك أُناس مفاتيح للخير مغاليق للشر ينبغي أن يُقدّم هؤلاء وهناك أناس مفاتيح للشر مغاليق للخير ، ينبغي أن يُبعدوا ويُنحوا ، فقد ثبت من حديث أنس أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( إن من الناس ناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر و إن من الناس ناسا مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه و ويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه )وحسنه شيخنا الألباني رحمه الله في صحيح الجامع .
ومن أولئك الذين هم حقيقة مفاتيح للخير مغاليق للشر نحسبهم كذلك والله حسيبهم شيخنا المفضال ووالدنا الفقيه محمد المحمدي حفظه الله وأعلى شأنه ،وكذا الشيخ الفاضل أحمد البغدادي حفظه الله والأخ الفاضل الأستاذ فاضل الوصابي حفظه الله ورعاه والأخ الفاضل أحمد بن شلفان إمام وخطيب مسجد أبي ذر ونحو هؤلاء النصحة ،
وفي مقامي هذا أحب أن أوجه نصيحة للأخ محمد بن عزي والأخ شادي دهمش المقيمَين بالحديدة أن يتقيا الله ربهما وليتذكرا الموقف العظيم بين يدي الجبار تبارك وتعالى ، فقد والله كثُرت الشكاوى عليكما في هذه الفتنة وأخشى عليكما من كثرت الدعوات في جوف الليل ، ولقد أحسن من قال :
واحذرا من الوقيعة في العلماء من أمثال الناصح الأمين العلامة يحيى بن علي الحجوري وليكن نصب أعينكما حديث :( إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق) رواه أبو داود من حديث سعيد بن زيد، وانظر صحيح الجامع لشيخنا الألباني رحمه الله رقم 2203 .
وحديث :( ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال ( الوحل الشديد ) حتى يخرج مما قال ) رواه أبو داود وصححه شيخنا الألباني رحمه الله كما في صحيح الجامع برقم 6196 .
ولتتأملا قول الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى :" اعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يغشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب" {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} انظر المجموع للنووي ( 1/24).
واعلما أصلحنا الله وإياكما أن هذه النصيحة سواء لكما أو للشيخ بما تقدم ذكره فيما يتعلق بكما ما هي إلا شفقة ومحبة الخير لكما ، فصديقك من صدَقك لا من صدَّقك ،فاحذرا الاستكبار عن قبول الحق ، والله أسال أن يوفق الجميع للحق والصواب .
المسألة الثالثة :
نصيحة وعتاب حول كلامك سددك الله على التلفاز وأنه من النعم .
قال شيخنا محمد وفقه الله في معرض كلامه عن التلفاز في شريط له بعنوان (نصيحة إلى المسئولين ) :
"اتق الله يا مسلم في نفسك فلا بد من الوازع الديني في قلوب المسلمين ولابد أبضاً من المراقبة فأين الاستقامة ثم أيضاً هذه الأجهزة التلفاز هل استخدمت استخداماً سليما??
أليس من العيب أن نجهل شعباً كذا كذا مليون بالطنطنة والأغاني والأفلام الخليعة والمسرحيات??
شعب مسلم يجب أن يعرف عدوه من صديقه ويجب أن يعرف ما يكاد به وما يحاك حوله وهذه الأجهزة تضيّع في الطنطنة وفي فيلم كرتون وكأننا مع الشرق والغرب حبائب ،من أين حبائب لو استطاعوا أن يبلعونا بلعونا في لقمة فمتى نوعّي المسلمين ليكونوا حريصين على دينهم وعلى بلادهم فحفظ بلاد المسلمين من الدين وحفظ الإسلام من الدين يجب أن نكون أذكياء ،
قد من الله بهذه النعم
تصرفها في أغاني تبقى المغنية كذا كذا من الزمن والبقية يتفرجون عليها ويطبلون....."
أقول : شيخنا وفقكم الله لي مع كلامك هذا وقفتان :
الوقفة الأولى: قولك : هل استخدمت استخداماً سليما .
الجواب : نريد من شيخنا أن يبين لنا ما الاستخدام الصحيح لجهاز التلفاز ؟!!!
فإن قلتَ : يستخدم في الخير ،
فأقول : يحتاج أن توضح لنا ما هذا الخير الذي يكون فيه ؟
فإن قلت : الخير يكون في نشر المحاضرات والدروس ونحو ذلك .
أقول : حسناً ، وهذا أمر طيب ، لكن يا ترى من هؤلاء المحاضرون ،؟ هل هم من أهل السنة السلفيين أم من أهل البدع والتحزبات ؟
فإن قلت : هم من أهل السنة .
أقول لك : ما أظن سلفياً يرضى أن يظهر على شاشة التلفاز ،
فإن قلت : قد ظهر فيه بعض العلماء .
أقول : فعلهم هذا لا يدل على صحته حقيقة ، فقد يكون هذا منهم إما بدون قصد أو عن اجتهاد خاطئ .
فإن قلت : ما السبب في عدم اقتناء التلفاز إن خلا من وسائل الفساد .
أقول لك : تبقى معنا مفسدة قلّ من يتنبه لها .
فإن قلت : وما هي ؟
أقول : مفسدة التصوير والصور .
فإن قلت : مَن هم العلماء الذين حرموا التلفاز لمفسدة الصور ,
أقول : منهم علامة اليمن شيخنا النحرير مقبل بن هادي الوادي رحمه الله .
فإن قلت : وأين ذلك ؟
أقول : قاله في تحفة المجيب ص202، عند أن سُئل السؤال التالي :
ما حكم اقتناء التلفاز والنظر إليه لأجل معرفة الأخبار؟
فقال الجواب:
لا يجوز، من أجل الصورة، ومن أجل ما يحصل فيه من الفجور والفسوق، وتعليم السرقة، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة))( ). وأراد أن يدخل حجرة عائشة فوجدها قد سترت سهوةً لها بقرام فيه تصاوير فقال: ((إنّ من أشدّ النّاس عذابًا يوم القيامة، الّذين يصوّرون هذه الصّور))( ). وشققها. وفي "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنَّه قال: يقول الله سبحانه وتعالى: ((ومن أظلم ممّن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرّةً، أو ليخلقوا حبّةً، أو شعيرةً))( ).
وكذا نظر الرجل إلى المرأة، إذا كانت هي التي تلقي الأخبار، والله -عز وجل- يقول: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [سورة النور، الآية:30].
أو إذا كان المذيع رجلاً وكانت المرأة تنظر إليه، يقول الله عز وجل: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ } [سورة النور، من الآية:31].
ومن الممكن أن يشتري الشخص مذياعًا ويسمع منه الأخبار، والحمد لله.
وقد سُئل قال شيخنا العلامة الألباني رحمه الله السؤل التالي :
هل يجوز استخدام التلفاز لنشر الدعوة في بلاد الكفر، ليس في دولة إسلامية، في بلاد الكفر،
الذين نرى أنَّ الطوائف أو الفرق الضالة قد استغلت هذه الآلات ونشروا عقائدهم، هذا الشيء أصبح -يعني- من الضرورة الردُّ عليهم وتبيان عقيدة أهل السنة والجماعة، فلو أننا قصرنا الدعوة في المسجد؛ فالذين يرتادون المسجد قليل، ثم التلفزيون أنت تعلم أنَّ البيت -خاصةً في بلاد الكفر- في البيت الواحد أكثر من جهاز؛ فهؤلاء -وخاصةً الشيعة- ينشرون عقائدهم -يعني- عندنا في المنطقة حوالي في الأسبوع الواحد لهم -يعني- كل يوم بعد يوم، في حين أنَّ الحكومة الأمريكية تسمح -لمن أراد- أن يستغل الجهاز بلاش -بدون فلوس- فهل يجوز للمنتسب أن يُصور نفسه أو يوجد من يصوره يتكلم أو يشرح العقيدة السليمة أم لا؟
الجواب: لا! ولكنك لماذا قفزت قفزة الغزلان في غير ما ينبغي القفز فيه؟ لقد قفزت من التلفاز إلى المسجد، أليس هناك واسطة أخرى تستغني بها عن التلفاز ألا وهو الراديو؟
فكما يدخل التلفاز إلى كل دارٍ، كذلك يدخل صوت الراديو أو (الراد) -كما يقول بعضهم- إلى كل دار؛ فإذن أين الضرورة المُدَّعاة في سؤالك بأن يبرز المُحاضر أو الواعظ أو المعلم أو الفقيه أو المُحدِّث بشخصه فقط؟
أنا لا أنكر أنَّ لبروز الشخص بصوته و ذاته تأثيراً للناس، ولكن ليس من ضرب الضرورات، وإنما هو من ضرب الكماليات.
فإذا كنا متفقين على تحريم استعمال التلفاز كأصلٍ، لما فيه أولاً من صور، ولأنه آلةٌ يغلب عليها أن تستعمل في غير مرضاة الله -عزَّ وجل-، إذا كنا مُتفقين على هذا؛ فحينذاك لا يوجد لدينا ما يُسوغ لنا أن نتخذ هذه الوسيلة وسيلة دعوةٍ وتعليمٍ وإرشاد والبديل عندنا موجودٌ دون تعرضٍ لأي مخالفةٍ للشرع ألا وهو (الراد)، هذا جوابي على السؤال.
وسئل العلامة ابن باز رحمه الله تعالى فقال السائل :
هل جهاز التلفزيون يدخل ضمن التصوير؟ حيث أننا سمعنا فتوى في الأسبوع الماضي أنَّ التصوير الفوتوغرافي ما لم يكن لضرورة فهو حرام, أم أن ما يعرض في هذا الجهاز من برامج سيئة هو الحرام فقط؟
الجواب: كل التصوير مٌحرم ,كل التصوير محرم بالضرورة, كل التصوير محرم إلا ما دعت إليه الضرورة ، تصوير ذوات الأرواح . اهـ واستدر ك من الشيخ فقال :أي أنَّ الحكم السابق ينطبق على تصوير ذوات الأرواح.
وسئل أيضاً فقال السائل : ما حكم تعليم التغسيل والتكفين عن طريق الفيديو ؟
الجواب : التعليم يكون بغير الفيديو؛ لما في الأحاديث الكثيرة الصحيحة من النهي عن التصوير ولعن المصورين. اهـ ،هذا السؤال من ضمن أسئلة مقدمة لسماحته من الجمعية الخيرية بشقراء، وهو منشور في موقع الشيخ وأيضاً في مجموع فتاواه و مقالاته.
وسئل الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله فقال السائل :
ما هو رأيكم في ظهور الدعاة في التلفاز وعبر القنوات الفضائية؟
الجواب: هذا أصبح في هذا الزمن من الأمور يعني .. بل يقال أنّها من ضرورات العصر, ولكن ينظر في هذا الداعية وينظر فيما يدعو إليه .. أما يعني ظهوره على الشاشة هذا لا شك أنه منكر .. ولكن, بل يكون, أخف من الدعوة التي يدعو إليها" اهـ مفرغ من شريط "لقاء مفتوح" نهاية الشريط.
وسئل العلامة الفوزان حفظه الله تعالى : فقال السائل :
ما حكم استخدام الوسائل التعليمية من فيديو وسينما وغيرهما في تدريس المواد الشرعية كالفقه والتفسير وغيرها من المواد الشرعية؟ وهل في ذلك محذور شرعي؟ أفتونا مأجورين.
الجواب:الذي أراه أنَّ ذلك لا يجوز؛ لأنه لابدّ أن يكون مصحوبًا بالتصوير، والتصوير حرام، وليس هناك ضرورة تدعو إليه. والله أعلم .اهـ "المنتقى"، فتوى513.
وقد سئلت اللجنة الدائمة حول التلفاز فتوى رقم 16259:
س : قرأت كتابكم في تحريم الصور وأريد أن أسأل بهذا الصدد : فطالما أنكم أفتيتم بتحريم التصوير فإنه يوجد نوع آخر حديث من التصوير وهو ما نشاهده في التلفزيون والفيديو وغيرهما من الأشرطة السينمائية ، حيث تكون صورة الشخص كما يقولون حسية ، ويحتفظ بها لزمن طويل، فما هو حكم هذا النوع من التصوير؟.
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد:
حكم التصوير يعم ما ذكرت .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء :
الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله تعالى- نائب الرئيس : عبدا لرزاق عفيفي -رحمه الله تعالى عضو : عبد الله بن غديان. عضو : عبد الله بن قعود.
فإن قلت : وهل هناك من أسباب أخرى من عدم استخدامه في الدعوة إلى الله ؟
أقول لك : نعم ، خصوصاً عندنا باليمن كما تعلمون أن السني لا يمكن أن يظهر ويقول الديمقراطية كفر والانتخابات طاغوتية وكذا وكذا ،
قال شيخنا العلامة الوادعي رحمه الله عند أن عُرض عليه سؤال هذا نصه : ما الضابط في ظهور العلماء على التلفاز؟ أم هو محرم مطلقاً؟
الجواب:
هل يستطيع الشخص أن يقول ما يريد في التلفزيون ؟ أم لو قلت كلامًا يخالف أهواء أصحاب السياسة لما أذاعوا به، ولا نشروه، فالمسألة ليست مسألة استحسان ولا رأي؛ فالتلفزيون فيه الصور والنبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة))( ).
والتلفزيون فيه النظر إلى النساء، والنساء إلى الرجال، والنبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((كتب على ابن آدم نصيبه من الزّنا، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النّظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللّسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرّجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنّى، ويصدّق ذلك الفرج ويكذّبه))( ).
والبركة من الله عز وجل، فرب كلمة تقال في مجلس صغير ينفع الله بها العباد والبلاد، فما تنتشر حتى تصل إلى أمريكا، وإلى بريطانيا وغيرها، ورب كلمة ترددها وسائل الإعلام مرارًا، وفي النهاية تصبح (فسوة سوق) ليس لها ثمرة، ولا يستفاد منها.
فنحن مأمورون بالاستقامة، وألا نرتكب المعاصي من أجل إصلاح غيرنا.
{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104].
فلماذا لا يمكنونه من الإذاعة، ويتكلم بالذي يتكلم به في التلفزيون؟
وآسف على بعض العلماء الذين يجارون المجتمع ويجرون بعده، فالحلال ما أحله المجتمع، والحرام ما حرمه المجتمع، فيجب على العلماء ألا يتركوا العلم للجهل، والسنة للبدعة " المصدر السابق .
وسئل شيخنا الألباني يرحمه الله أيضاً فقال السائل :
س: ما الفرق بين التصوير الفوتوغرافي وتصوير التلفاز؟
الجواب: لا فرق إلا عند أذناب الظاهريين.( )
قلت : شيخنا هذه فتاوى أئمة الهدى في هذا العصر ، فما قولكم بعد هذا البيان ، فليس لكم إلا التسليم ،
خصوصاً وأن لكم فتوى موافقة لمل تقدم من كلام أهل العلم ، حيث قلت في شريط ":( عز المسلمين في تمسكهم في الدين) السؤال الحادي عشر :" عند أن قال السائل: هل يجوز لأهل السنة الظهور في التلفاز في البرامج الدينية؟
قلت :الجواب: لقد عوض الله عزوجل عن التلفاز بالكتب وبالأشرطة والإذاعات والمؤلفات والمحاضرات في المساجد .
والدعوة إلى الله في السيارة في الطائرة وفي الانترنت هناك مواقع كثيرة لكثير من أهل العلم .
ولأن التلفاز يحتاج إلى صورة والحمد لله الدعوة مبلغة من غير الصورة في الإذاعة مثلا وفي المجلات الإسلامية وغيرها من المجلات مجلات التوحيد فإذا صار التلفاز بعيد عن الشر وصار بأيدي أهل السنة وقدّر الله وكان باقي في زمن المهدي وزمن عيسى عليه السلام ستكون برامجه على الكتاب والسنة هذا اذا كان باقي له أثر في زمن المهدي وزمن عيسي اهـ
قلت : تأمل كلامك هذا تجد أن الشطر الأول جيد ومتين ، ولكن الشطر الأخير ينقضه ، ذلك أن التلفاز لا يسمى بذلك إلا إذا كان مشتملاً على صور ذات الأرواح ،وهذا بحد ذاته شراً، و قد تقدم الكلام على ذلك .
فإن قلت : كلامي ليس فيه تناقض ، ذلك أنه يمكن أن يصبح التلفاز كاالراديو بأن تسوّد الشاشة ، وبذلك نخرج من المحذور .
أقول لك : ولماذا كل هذه الاستماتة في اقتناء التلفاز مع أنه يمكننا أن نستغني عنه بالمذياع ، والحمد لله هذا أمر،
وأمر آخر وهو أن يقال : قال تعالى :{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ }النور 168.
فلعل الخطوة الأولى للشيطان هو اقتناء مثل هذا الجهاز الخبيث بحجة استماع المحاضرات ونحو ذلك ثم ما ندري إلا وقد اقتنى من اقتنى الداش وبعد ذلك لا تسل عن العاقبة ، والله المستعان .
وأمر ثالث أن يقال :إن زمن الدجال تُملى الأرض عدلاً ونوراً كما ملئت ظلماً وجوراً ، فقد ثبت عند الحارث في مسنده من حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عله وسلم قال :( لتملأن الأرض ظلما و عدوانا ثم ليخرجن رجل من أهل بيتي حتى يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و عدوانا) وصححه شيخنا الألباني كما في صحيح الجامع .
فإذا كان ذلك الوقت فإن شاء الله تمنحي مثل هذه المنكرات ( التلفاز ) لأنها من العدوان والظلم .
ثم إنني أختم هذه الوقفة بكلام طيب جميل للناصح الأمين الشيخ يحيى بن علي الحجوري حفظه الله وأعلى قدره قال بعد أن عُرض له السؤال التالي : السؤال: هذا أبو سفيان عدنان الريمي يقول: لقد سمعت في يوم الجمعة (4/رجب)، من إذاعة صنعاء، هذا السؤال: ما حكم التلفاز؟ فأجاب: حسنه حسن، وقبيحه قبيح؟
الجواب :ما هو الحسن في تلفزيونك هذا؟!، ما في التلفزيون حسن.
(*) فيه تصوير ذوات الأرواح .
(*) فيه إدخال الصور في البيوت، والنبي -صلى الله عليه وسلَّم- يقول: ((لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة)). والحديث في الصحيح من حديث طلحة بن عبيد الله.
(*) أيضاً فيه الكذب؛ وما يجوز نشر الكذب بين الناس .
(*) وفيه التلبيس والخداع .
(*) فيه: الشماتة بأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-، من حيث ذكرهم على غير الوجه اللائق، ومن حيث إتيان بعض الصحابة على صورة امرأة تغازل فلانًا أو علانًا.
(*) فيه: تعليم الأبناء لسوء الأخلاق، والسرقة، والدجل، وما إلى ذلك.
(*) فيه: إسراف وتبذير في صرف كهرباء وإضاعة وقت، والنبي -صلى الله عليه وسلَّم- يقول:
((نعمتان مغبون فيها كثير من الناس الصحة والفراغ(
(*) فيه: نظر الرجل إلى المرأة، والمرأة إلى الرجل، وقد سبق من حديث سعيد، في الصحيحين في النهي عن النظر إلى ما حرم الله، ومما حرمه الله: النظر إلى النساء، قال الله عز وجل: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ}[النور:30-31]، من هنا: من بعض ما ينظرون، المقصود أنها تنظر إلى القرآن، وتنظر إلى الطريق، وتنظر إلى ما أحل الله، ليست تغمض عينيها عن جميع ما يرى، إنما من المحرمات، قال الله تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور:31].
(*) رأينا بعض العامة، أنهم إذا أتوا يصورون الناس في المسجد من أجل نشره في الفيديو، يقوم يستشرف بعنقه هكذا، وكلما وجه المصور من جانب، لوى بعنقه إليه، يريد أن يتصور من هنا، ويتصور من هنا، وهو مستقبل للـ(كاميرا)، وهو كذلك مصعِّر بخديه.
( هؤلاء المفتون الذين يشجعون الناس على تصوير ذوات الأرواح، يشجعونهم على سبب لعنة الله)، والنبي -صلى الله عليه وسلَّم- يقول: كما في حديث أبي جحيفة قال: رأيت أبي اشترى عبداً حجاماً فسألته فقال: ((نهى النبي -صلى الله عليه وسلَّم- . . . ولعن المصور )
وفي البخاري: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- قال: ((إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم ).
ويقول -صلى الله عليه وسلَّم- : (( يخرج عنق من النار له لسان ينطق، وعينان يبصر بهما، يقول: وكلت بكل جبار عنيد، ومن جعل مع إله آخر، وبالمصورين)). حديث صحيح.
فعلى هذا المفتن، (مميز وعلى أولئك الذين يظهرون في قناة اقرأ، أو قناة المجد، أو قناة الجزيرة أن يتقوا الله، ويتقيدوا بهذه الأدلة العظيمة، ولا تجرفهم الاستحسانات المخالفة للأدلة، فيغتر بفعلهم هذا عوام الناس، ويروجونه على ما فيه من الأضرار المذكورة هنا)، بعضها .
مميز والعوام بحاجة إلى الفتوى، والعلم النافع، وليسوا بحاجة إلى النظر إلى صورة المتكلم أو المفتي .
وفي الحسبان بإذن الله عزوجل إخراج رسالة بعنوان: «النصائح الجميلة للعلماء والدعاة الذين تظهر صورهم على قناة اقرأ والمجد والجزيرة" وإن لم يتيسر ذلك، فأكتفي بهذا التنبيه، وأقول: (اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء( اهـ ،حاشية من كتاب جلسة ساعة في الرد على المفتين في الإذاعة
وفي الأخير انتظر الإجابة الصريحة منك شيخنا وإن شاء الله تقف في صف من تقدم ذكرهم من أهل العلم السلفيين ، في هذه المسألة والله ولي التوفيق .س
الوقفة الثانية :قولك سددك الله : قد من الله بهذه النعم
أقول : هذه شيخنا تُعدّ من النقم ، وليست من النعم ؛ ذلك أن النعم ما تشتمل على محرم ،
وقد تقول : إن من النعم ما قد يستخدمها العبد في معصية الله .
أقول: نعم ، وتستخدم أيضاً في طاعة الله لذا قال تعالى :{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} أما التلفاز فكله معصية ونقم على ما تقدم ذكره وتسطيره ، بما لا حاجة لإعادته .
اللهم بصرنا بعيوبنا وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه اللهم آمين ، انتهت إلحلقة الأولى ، وإلى الثانية بمشيئة الله .
والحمد لله رب العالمين ،
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً}
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}
أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
قال تعالى :{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم}التوبة 71.
وقال تعالى :{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}الحجرات 10.
وجاء في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) واللفظ لمسلم.
وجاء في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم :( لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ).
وفي الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا)،
من هذه النصوص وغيرها في معناها كثير يتضح بجلاء ما لذي ينبغي أن يكون عليه المسلم تجاه أخيه المسلم ، إنها الأخوة الدينية التي هي أعظم من إخوة النسب ، إخوة تجمع المسلمين وإن تباعدت ديارهم ونأت بهم أقطارهم إخوة توجب التناصر والتناصح والتواصي بالحق والصبر عليه ، إخوة تمنع المسلم من أذية أخيه المسلم في دينه أو ماله أو عرضه ، قال تعالى :{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} الأحزاب 58.
وقال عليه الصلاة والسلام :( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ههنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
وإن من الأخوة الدينية كما أسلفنا إسداء النصح لمن أخطأ في أي أمر من أمور الدين أو الدنيا ، ولو كان ممن يحسب على العلم وأهله ، ويشتد ذلك تأكيداً إن كانت بينك وبين المنصوح علاقة حميمة ووطيدة على مدى سنين عديدة وتتعين تلكم النصيحة إذا كان المنصوح شيخاً لك ، كل ذلك عملاً بما جاء في مسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ)
وجاء في الصحيحين من حديث جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال :( بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ).
وهذا التناصح من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله }،
وقال تعالى:{ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر …}.
وبناء على ما تقدّم من هذه الأدلة فإنني أوجه نصيحة وعتاب لشيخنا محمد بن عبد الوهاب علّها تجد بإذن الله تعالى منه أُذناً صاغية وقلباً واعياً كما كنا نعهد ذلك منه ، وأحب أن أُجمل ذلك في ثلاث مسائل :
المسألة الأولى : نصيحة وعتاب حول ما أكثرت منه مؤخراً وفقك الله من إلقاء المحاضرات والكلمات في كثير من مساجد الحزبين وبشكل مرتب.
المسألة الثانية : نصيحة وعتاب سددك الله حول بعض البطانة التي تجالسك .
المسألة الثالثة : نصيحة وعتاب حول كلامك سددك الله على التلفاز وأنه من النعم .
وهذه إن شاء الله هي الحلقة الأولى من النصيحة والعتاب وتتلوها الثانية والثالثة وقد ترتقي إلى الرابعة ، والله المستعان ، وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ابنكم المحب / أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي
28/صفر /1430هـ
**************************
المسألة الأولى : نصيحة وعتاب حول ما أكثرت منه مؤخراً وفقك الله من إلقاء المحاضرات والكلمات في بعض مساجد الحزبيين. .وبشكل مرتب.
يقول الله تبارك وتعالى :{ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}
ويقول تعالى :{ َقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}النساء140
وقال تعالى :{ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين} الأنعام 68.
وعن عائشة – رضي الله عنها – قالـت: (( تـلا رسول الله – - هذه الآية{ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغـاء تأويلـه وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنـا به كل من عنـد ربنا وما يذكر إلا أولو الألبـاب} ، آل عمران : 7.
قالت: قال رسول الله – -:(( فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منـه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم )) متفق عليه .
قال ابن عون: كان محمد بن سيرين - رحمه الله تعالى – يرى أن أسرع الناس ردة أهل الأهـواء، وكان يرى أن هذه الآية أنزلـت فيهم:{وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم} الإبانة لابن بطة (2/431).
وقال الإمام محمد بن جرير الطبري في تفسيره( 5/330): (( وفي هذه الآية الدلالة الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع من المبتدعة والفسقة عند خوضهم في باطلهم )).
ومن ذلك ما جاء عن أبي هريرة - - قال: قال رسول الله – -:(( سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم )) مقدمة مسلم ,
وقد أطبق السلف على هجر أهل البدع والأهواء ، ومن ذلك هجر مساجدهم وعدم إنعاشهم،وفي ذلك يقول :
وقال ابن قدامة - رحمه الله – في لمعة الاعتقاد ص33: " ومـن السنة هجران أهل البدع ومباينتهم وترك الجدال والخصومات في الدين، وترك النظر في كتب المبتدعة، والإصغاء إلى كلامهم،وكل محدثة في الدين بدعة " .
وقال أبو عثمان الصابوني رحمه الله :"واتفقـوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم، وإخزائهم، وإبعادهم، وإقصائهم، والتباعد منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم."
عقيدة السلف وأصحاب الحديث ( ص : 123
قلت : فتأمل شيخنا وفقك الله إلى هذه النصوص من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما أجمع عليه السلف الصالح من ترك أهل الباطل ، وإلا فكيف تحصل المباينة لهم والتباعد عنه وأنت وفقك الله تلقي المحاضرة تلو الأخرى ، فما تنتهي محاضرة وإلا وقد سبق عقد موعد آخر لمحاضرة أخرى في مسجد آخر عند الحزبيين ، فمن مسجد أسامة بشارع زايد والذي يُعتبر كما هو معلوم وكراً من أوكار الإخوان المسلمين ، إلى مسجد علي بن أبي طالب بالسلخانة والذي قد أخرجوا إخواننا السلفيين منه ، إلى مسجد الرويشان ، والنية كانت عازمة على عقد محاضرة بمسجد العيسي ، ولكن لأمر لم تحصل ،
أما عقدكم للدروس في مساجد الحزبيين بعد الفجر فهي بلا حساب ، والله المستعان فمن ذلك :
مسجد الشريف بالمطراق الذي إمامه صوفي وهو عضو في مجلس النواب ، ومسجد الرضوان بشارع زايد وإمامه من أصحاب جمعية الحكمة وهو أخو عيسى معافى ، وكذلك مسجد الحق بشارع زايد الذي إمامه إخواني وخطيبه صوفي ، ومسجد باحاج بشارع زايد الذي يعتبر أيضاً من أوكار الإخوانيين ، وهكذا مسجد البينة بالصبالية وإمامه حسني ، ومسجد العاقل بشارع الحكيمي وإمامه إخواني صوفي ، ومسجد زوبل بشارع النجدة وإمامه مجيب وهو حسني ، ومسجد الأخوة بجوار إدارة المعاهد سابقاً ، ومسجد الخير بشارع النجدة ومسجد بحلس في الحي التجاري وإمامه صوفي ومسجد الصديق بشارع شمسان وإمامه من رؤوس الإخوان ومسجد التوبة بمدينة العمال ومسجد الذوقي والسلام بالدهمية ومسجد السكينة بشارع زايد ومسجد عمر بن الخطاب بالسلخانة ومسجد الكويت ، والله اعلم ما نهاية هذه السلسلة ،
فالمهم ياشيخنا وفقكم الله ُيخشى مع الأيام والتكرار أن تقع محبة لأصحاب هذه المساجد ، إن لم ..... .
قال عبد الله بن داود سنديلة :" من علامات الحق البغض لمن يدين بالهوى، ومن أحب الحق فقد وجب عليه البغض لأصحاب الهوى، يعني: أهل البدعة"سير السلف والصالحين للتيمي( 3/1154).
واعلم شيخنا وفقكم الله أن مثل هذه المحاضرات والدروس المرتب لها تعتبر من مجالسة أهل الباطل ، ولا يخفى على مثلكم تحذير السلف من مخالطة ومجالسة أهل البدع والأهواء ، ومعلوم ما يحصل مع اللقاء بأصحاب وأئمة هذه المساجد ,
فعن أبي قلابة قال: (( لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم؛ فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما تعرفون )) ( )
وعـن عمرو بن قيس الملائي قال: (( لا تجالس صاحب زيغ فيزيغ قلبك)) ( )
وقال إبراهيم النخعي: (( لا تجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم تذهب بنور الإيمان من القلوب، وتسلب محاسن الوجوه، وتورث البغضة في قلوب المؤمنين )) ( )
وقـال مجاهـد: (( لا تجالـس أهل الأهواء فإن لهم عرّة كعرة الجرب))( )
وقال إسماعيل بن عبيد الله: (( لا تجالس ذا بدعة فيمرض قلبك، ولا تجالس مفتوناً فإنه ملقّن حجته )) ( )
وقال مفضل بن مهلهل: (( لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذرته وفررت منه، ولكنه يحدثك بأحاديث السنّة في بدو مجلسه ثم يدخل عليـك بدعته فلعلها تلزم قلبك فمتى تخرج من قلبك))( )
وعن هشام بن حسان قال: (( كان الحسن ومحمد بن سيرين يقولان: لا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم )) ( ).
وقال حنبل بن إسحاق: سمعت أبا عبد الله يقول: (( أهل البدع ما ينبغي لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم )) ( ).
وعن ثابت بن عجلان قال : (( أدركت أنس بن مالك وابن المسيب والحسن البصري وسعيد بن جبير والشعبي وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وطاووس ومجاهد وعبد الله بن أبي مليكة والزهري ومكحول والقاسم أبا عبد الرحمن وعطاء الخراساني وثابت البناني والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني وحماد ومحمد بن سيرين وأبا عامر - وكان قد أدرك أبا بكر الصديق - ويزيد الرقاشي وسليمان بن موسى، كلهم يأمروني بالجماعة وينهوني عن أصحاب الأهواء )) ( ).انظر في ذلك كتاب "إجماع العلماء على هجر كتب أهل البدع والأهواء للأخ الضحوي .
أقول : قد يقول قائل : إن ذهابنا إلى هذه المساجد ليس لإنعاش أصحابها وإنما هو لعامة الناس وأيضاً إقامة الحجة عليهم .
فأقول : الجواب على ذلك من وجوه :
أولاً : هذا قد يقال إذا لم تكن الدعوة مميزة ، أمَا وإنه بحمد لله قد تميزت الدعوة وانتشر صيتها وأقبل الله بقلوب كثير من العباد إليها فما يُحتاج والحال ما ذُكر إلى ذلك ، ولقد أحسن العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله حين أن قال : ما انتصرت دعوتنا إلا بالتميز .
ثانياً : لن يُستطاع البتة أن يتكلّم المحاضر بحرية تامة ؛ بمعنى لن يستطيع أن ينقُد القوم ، لأن ذلك في نظره يُسبب فتنة ، ولقد أحسن أبو علي الدقَّاق حين أن قال : الساكت عن الحق شيطان أخرس .شرح النووي لمسلم(1/128).
ثالثاً : أن هذا الفعل مخالفاً لما عليه السلف الكرام رضوان الله عليهم أجمعين من تلكم النصوص المتقدمة عنهم ، والله تبارك وتعالى يقول :{ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} ، النساء 115.
ويقول تعالى :{فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم } البقرة 137.
ولقد أحسن الإمام الأوزاعي حين أن قال :"اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للآلكائي.
ولقد أحسن من قال :
وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف
وقول الآخر :
وخير الأمور السالفات على الهدى *** وشر الأمور المحدثات البدائع
أقول : أما قضية إقامة الحجة ، فأين هي من ذي قبل ؟!!!
ألم تك تحذر من الذهاب إلى تلكم المساجد ؟
فما الذي حصل ؟!
يقول حذيفة رضي الله عنه :" إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر ، وتنكر ما كنت تعرف ، وإياك والتلون في الدين فإن دين الله واحد " الإبانة لابن بطة .
بل يا شيخنا كما قد أخبرتك أن كثيراً من عامة الناس قد استغرب هذا الصنيع منك وفقك الله ،وقالوا : إن الشيخ محمداً قد لبس ثوباً غير ثوبه، لأنهم لم يعهدوا ذلك من ذي قبل ؛ فالدعوة بحمد لله مميزة ولا تحتاج إلى زيد أو عمرو ، والله المستعان .
فإذا كان هذا نظر العامة فكيف بطلبة العلم !!!!! وبذلك يبطل هذا القول ويظهر مجانبة هذا الفعل للحق والصواب ، والله اعلم .
وها أنا ذا ناقل لك نصيحة أخينا في الله أبي بلال مرتضى التوي العدني لكم وهو من طلبة العلم الأفذاذ ومعروف لديكم , حينما رأى منكم مثل هذه الأمور الجديدة وكانت النصيحة كتابية لكم بتاريخ / نهاية شوال /1428هـ لتعلم أنه لستُ أنا فقط من أنكر ذلك عليك :"
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الوالد الشيخ المكرم محمد بن عبد الوهاب الوصابي العبدلي حفظك الله ورعاك وسدد على الخير خطاك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
يقول الله سبحانه: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )[التوبة71]
وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي رقية تميم بن أوس الداري, : الدين النصيحة قلنا لمن ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعاماهم.
فإن النصيحة للمسلمين لزام عليهم أجمعين , كما أن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتم متعلق باستطاعة المكلف ورسمٌ لأهل الأيمان كما في الآية والحديث المذكورين.
فالعباد بمختلف مستوياتهم محتاجون لهذا الأمر العظيم حتى يصلح الدين في أنفسهم وذرياتهم ومجتمعاتهم فتستقيم الحياة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبالنصح لكل مسلم.
وما حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما - بغائب عنك - : عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً. رواه البخاري
فهلاك الأفراد والمجتمعات بترك هذا الواجب العظيم ألا وهو واجب النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لذا جعل الله عز وجل طائفة من عباده الصالحين ينصرون هذا الدين العظيم ولا يضرهم من خذلهم ممن هو معهم ولا من خالفهم من أهل الملل أو من أهل الأهواء والبدع كما قال نبينا محمد ^ من حديث معاوية رضي الله عنه: لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك.
فيا أيها الشيخ الكريم:
الضلالة كل الضلالة أن تنكر ما كنت تعرف وتعرف ما كنت تنكر.
قال ابن الجعد في مسنده (3083):حدثنا شيبان نا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال نا مولى لأبي مسعود قال : دخل أبو مسعود على حذيفة فقال: اعهد إلي فقال: ألم يأتك اليقين فقال: بلى وعزة ربي قال: فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر وأن تنكر ما كنت تعرف وإياك والتلون فإن دين الله تعالى واحد.إسناده حسن , ومولى أبي مسعود هو خالد بن سعد الكوفي وثقة ابن معين. انظر زوائد مسند الحارث للهيثمي(470).
أيها الشيخ المكرم إني لاحظت من مواقفك تغيراً فأحزنني ذلك فأحببت أن أبين لك ذلك رجاء أن تتنبه رعاك الله:
التنبيه الأول:
قلتَ حفظك الله في شريط لك من الأشرطة الأخيرة: ".. مسألة التجريح هذا أذكرهم بأن هذه مداخل شيطانية ..".اهـ ثم ذهبت تقرر من قبلُ ومن بعد مسألة المصالح والمفاسد.
كيف يكون مدخلٌ شيطاني: (والله عز وجل يقولâتَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث عائشة رضي الله عنها عند البخاري وغيره: "بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة" الحديث وكم من آية فيها جرح مجمل ومفصل وكم من حديث فيه جرح مجمل ومفصل.
وكم من فتوى لك أيها الشيخ المكرم فيها جرح مجمل ومفصل وما جرحك بأبي الحسن المأربي وأتباعه ببعيد ؛ فما هذا القول الذي صدر منك ؟ !!! حفظك الله ورعاك .
فالجرح والتعديل شُرِعَ لحماية الشريعة المطهرة ففيه: ثبوت الرواية وعدمها, وفيه معرفة الحق من الباطل, وفيه التصفية والتربية, وفيه إقامة حدود الله في أرضه, وفيه الأخذ بيد الظالم , وفيه نصرة المظلوم, وفيه نصرة أهل الحق وخذلان أهل الباطل, وفيه نفي الغش عن المسلمين, وفيه وفيه وفيه مما يجعل الناظر يقول هو مدخل رباني بل دعامةٌ أو سدٌ لحماية هذا الدين الحنيف.
والله يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)
[الحجرات6] قوله سبحانه(بِنَبَأٍ ): أي: خبر؛ وحكمه إن كان من فاسق رد وهذا جانب من جواب الجرح. وقوله (فَتَبَيَّنُوا ) أي تثبتوا؛ وهذا جانب من جوانب التعديل.
ويفهم من الآية قبول خبر غير الفاسق ولا يلزم فيه التبين, وليس على من اعتمده لوم من ربِّ العالمين.
التنبيه الثاني:
قلتَ وفّقك الله في جلست معبر الجلسة التي بعد الشروق: .. هل تحاضروا في مساجد الإصلاح؟
فكان الجواب من بعض الإخوة: لا.
فقلتَ لنا: حاضروا بمساجدهم فإنهم قد ضعفوا .. !!!!
فما المراد من وراء هذا وقد تميزت الدعوة وقد بح صوت شيخنا مقبل رحمه الله وهو ينصح ويحذر وقال: نجحت دعوتنا بسبب التميز.
بل والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا أيمُا تحذير كما جاء في آية ال عمران من حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين فقال: "فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم"
أليس في قوله صلى الله عليه وسلم ".. فاحذروهم .." أبلغ من فاهجروهم
وهل من عاقل لا يحذر الكلْبُ الكلِب وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من ذلك بقوله -صلى الله عليه وسلم- وإنه سيخرج من أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله. كما جاء من حديث معاوية رضي الله عنه وصححه الألباني كما في "الظلال"
وهذا شيخنا مقبل رحمه الله ذكرك بصفات امتزت بها منها:
- البغض الشديد للحزبية المقيته التي فرقت شمل المسلمين.
- محبتك الشديدة لأهل السنة وكراهيتك للمبتدعة. كما في مقدمته لكتابك "القول المفيد".
وزاد الأمر بلية أن قد سمعنا من بعض الأفاضل أنك حاضرت في بعض مساجد الإخوان المسلمين, فهل تريد أن تغير أو تهدم ما بناه شيخنا مقبل رحمه الله تعالى بتميز أهل السنة عن غيرهم, عافاك ربي من هذا وتذكر أن زلت العالم زلت عالم فإنك ستسأل عن فعلك وفعل من تبعك كما جاء في الصحيح: "ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء". فتنبه يرحمك الله.
التنبيه الثالث:
جئت - حماك الله- إلى عدن فقلت لي: هذا الذي سيكون في دماج !
بعد قولي لك: كان ينبغي أن يعتذر عبد الرحمن عما صدر منه وتنتهي الفتنة ؟
فما الذي حملك أن تقول لي هذا وأنت كنت جالساً مع عبد الرحمن وعبدالله المرعيان وهاني بن بريك وغير واحد قبل جلوسك معي, فقلت: لهم استمروا فأنا راضي عن دعوتكم فإني طالع إلى دماج لمناصحة الشيخ يحيي الحجوري. ؟؟؟!!!
وأنت الذي قلتَ لأم بلال: .. لا وإنما ادعي عليهم بالاسم فقولي: أللهم عليك بفلان وفلان و فلان و فلان .. .وقد سمّت لك أم بلال عبدالله مرعي , وهاني بن بريك , ومحمد بن غالب , وعرفات البصيري.
فما الذي غير الحال إلى الحال وأنت تعرف من هم وما صنعوا بالدعوة, وجميعهم ومعهم عبدالرحمن مرعي ............ الذين دندنوا حولك ما أشيع عنك في حق بعض علماء أهل السنة في المملكة العربية السعودية و تكلمهم في الشيخ محمد الإمام وغيره و التحريش بينكم وبين بعض علماء المملكة ؟؟ !!! بل ورميكم أي علماء اليمن بالكذب كما قال ذلك هاني بن بريك بعد أن أوقفته على كلامك وكلام البرعي والإمام في قضية معينة. والله المستعان
فنصيحتي أن تبقى على ما كنت تعرفه من معروف فتناصره, وتنكر ما كنت تنكره من منكر وتخذله وأن تجعل قول حذيفة المذكور سابقاً نصب عينيك.
التنبيه الرابع:
تعرفت في هذه الأيام على شاب أعجمي اسمه عبدالله الهندي وعرفت أنه يذهب ويسأل جلال بن ناصر العدني فحذرته منه، فقال لي: إن علامة اليمن محمد بن عبدالوهاب الوصابي أوصاني به.
أليس ياأيها الشيخ الكريم هذا غش لهذا الرجل الأعجمي أينصح بجلال بن ناصر العدني وأنت تعلم من هو جلال بن ناصر وإذا ادعيت أنك لا تعلم عنه شيئاً أو تدعي له التوبة فهذا جلال العدني:
هو القائل:
- بقراءة القرآن بالمعنى وقد قراء القرآن بالمعنى في صلاة العيد أكثر من مرة.
- والقائل بقتل المبتدع وإن لم يقع بالبدعة الكفرية.
- .......,.......................................... ..... .......,.......................................... .....
- .... . .......,.......................................... ..... .......,.......................................... .....
- وهو المتسبب برحيل مجموعة من جيرانه من بيوتهم بسبب أذيتهم.
- وهو الذي لا يجعل إخوانه يقرأون القرآن في المسجد بل يختلق لهم المشاكل ويذهب بهم إلى السجون.
- وهو الذي يتخلف كثيراً عن صلاة العصر والظهر بحجة أنه أكل بصلاً أو ثوماً وهو إمامً للمسجد.
- وهو القائل بعدم قبول رواية أبي بكرة رضي الله عنه لكون عمر رضي الله عنه رد شهادته.
[وهو مهجور من فتوى شيخنا مقبل رحمه الله وما فتنة أبي الحسن إلا زادت الطين بِلة]
أفمثل هذا يًنصح بالأخذ عنه ؟؟!! - والله المستعان- فجلال العدني لا يؤمَن على دين ولا دنيا.
ويقول الله في مثل هؤلاءِ ( وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً) [النساء107] فاتقي الله يا أيها الشيخ بمثل هؤلاءِ .
وكم من تنبيهات أحب أن أذكرها ولكن المقام يقتضي الاختصار وقول حذيفة كافٍ لمن تدبره ووعاه و انظر إلى أقوالك والأحكام التي سطرتها على أبي الحسن المفتون وفتنته وما أفتيت الناس فيها, وإلى ما يتلفظه لسانك في هذه الفتنة (فتنة عبدالرحمن مرعي وأتباعه) تجد البون الشاسع والفرق الكبير حتى استنكره: العالم والطالب والعامي ؛ لكون الفتن تقاربت فصار الناس أجمعون يقارنون بين فتوى أمسِ بفتوى اليوم. فتنبه حفظك الله وجنبك كل سوء فإنك عزيز في نفوسنا.
ومن حق محبتنا لك أيها الشيخ الكريم وتذكر معروفك ونصرتك لنا في يوم من الأيام؛ دفعني إلى تسطير هذه الكلمات صدقاً في محبتك في الله وحجزك عما تحمل هذه العبارات الصادرة منك من معنى باطل لا يوافقك عليها إلا من يغشك و يبغضك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنكم أبو بلال العدني
مرتضى بن محمد بن سالم التوي
نهاية شوال 1428هـ
**************************
إلى الوالد الشيخ المكرم محمد بن عبد الوهاب الوصابي العبدلي حفظك الله ورعاك وسدد على الخير خطاك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
يقول الله سبحانه: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )[التوبة71]
وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي رقية تميم بن أوس الداري, : الدين النصيحة قلنا لمن ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعاماهم.
فإن النصيحة للمسلمين لزام عليهم أجمعين , كما أن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتم متعلق باستطاعة المكلف ورسمٌ لأهل الأيمان كما في الآية والحديث المذكورين.
فالعباد بمختلف مستوياتهم محتاجون لهذا الأمر العظيم حتى يصلح الدين في أنفسهم وذرياتهم ومجتمعاتهم فتستقيم الحياة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبالنصح لكل مسلم.
وما حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما - بغائب عنك - : عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً. رواه البخاري
فهلاك الأفراد والمجتمعات بترك هذا الواجب العظيم ألا وهو واجب النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لذا جعل الله عز وجل طائفة من عباده الصالحين ينصرون هذا الدين العظيم ولا يضرهم من خذلهم ممن هو معهم ولا من خالفهم من أهل الملل أو من أهل الأهواء والبدع كما قال نبينا محمد ^ من حديث معاوية رضي الله عنه: لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك.
فيا أيها الشيخ الكريم:
الضلالة كل الضلالة أن تنكر ما كنت تعرف وتعرف ما كنت تنكر.
قال ابن الجعد في مسنده (3083):حدثنا شيبان نا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال نا مولى لأبي مسعود قال : دخل أبو مسعود على حذيفة فقال: اعهد إلي فقال: ألم يأتك اليقين فقال: بلى وعزة ربي قال: فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر وأن تنكر ما كنت تعرف وإياك والتلون فإن دين الله تعالى واحد.إسناده حسن , ومولى أبي مسعود هو خالد بن سعد الكوفي وثقة ابن معين. انظر زوائد مسند الحارث للهيثمي(470).
أيها الشيخ المكرم إني لاحظت من مواقفك تغيراً فأحزنني ذلك فأحببت أن أبين لك ذلك رجاء أن تتنبه رعاك الله:
التنبيه الأول:
قلتَ حفظك الله في شريط لك من الأشرطة الأخيرة: ".. مسألة التجريح هذا أذكرهم بأن هذه مداخل شيطانية ..".اهـ ثم ذهبت تقرر من قبلُ ومن بعد مسألة المصالح والمفاسد.
كيف يكون مدخلٌ شيطاني: (والله عز وجل يقولâتَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث عائشة رضي الله عنها عند البخاري وغيره: "بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة" الحديث وكم من آية فيها جرح مجمل ومفصل وكم من حديث فيه جرح مجمل ومفصل.
وكم من فتوى لك أيها الشيخ المكرم فيها جرح مجمل ومفصل وما جرحك بأبي الحسن المأربي وأتباعه ببعيد ؛ فما هذا القول الذي صدر منك ؟ !!! حفظك الله ورعاك .
فالجرح والتعديل شُرِعَ لحماية الشريعة المطهرة ففيه: ثبوت الرواية وعدمها, وفيه معرفة الحق من الباطل, وفيه التصفية والتربية, وفيه إقامة حدود الله في أرضه, وفيه الأخذ بيد الظالم , وفيه نصرة المظلوم, وفيه نصرة أهل الحق وخذلان أهل الباطل, وفيه نفي الغش عن المسلمين, وفيه وفيه وفيه مما يجعل الناظر يقول هو مدخل رباني بل دعامةٌ أو سدٌ لحماية هذا الدين الحنيف.
والله يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)
[الحجرات6] قوله سبحانه(بِنَبَأٍ ): أي: خبر؛ وحكمه إن كان من فاسق رد وهذا جانب من جواب الجرح. وقوله (فَتَبَيَّنُوا ) أي تثبتوا؛ وهذا جانب من جوانب التعديل.
ويفهم من الآية قبول خبر غير الفاسق ولا يلزم فيه التبين, وليس على من اعتمده لوم من ربِّ العالمين.
التنبيه الثاني:
قلتَ وفّقك الله في جلست معبر الجلسة التي بعد الشروق: .. هل تحاضروا في مساجد الإصلاح؟
فكان الجواب من بعض الإخوة: لا.
فقلتَ لنا: حاضروا بمساجدهم فإنهم قد ضعفوا .. !!!!
فما المراد من وراء هذا وقد تميزت الدعوة وقد بح صوت شيخنا مقبل رحمه الله وهو ينصح ويحذر وقال: نجحت دعوتنا بسبب التميز.
بل والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا أيمُا تحذير كما جاء في آية ال عمران من حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين فقال: "فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم"
أليس في قوله صلى الله عليه وسلم ".. فاحذروهم .." أبلغ من فاهجروهم
وهل من عاقل لا يحذر الكلْبُ الكلِب وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من ذلك بقوله -صلى الله عليه وسلم- وإنه سيخرج من أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله. كما جاء من حديث معاوية رضي الله عنه وصححه الألباني كما في "الظلال"
وهذا شيخنا مقبل رحمه الله ذكرك بصفات امتزت بها منها:
- البغض الشديد للحزبية المقيته التي فرقت شمل المسلمين.
- محبتك الشديدة لأهل السنة وكراهيتك للمبتدعة. كما في مقدمته لكتابك "القول المفيد".
وزاد الأمر بلية أن قد سمعنا من بعض الأفاضل أنك حاضرت في بعض مساجد الإخوان المسلمين, فهل تريد أن تغير أو تهدم ما بناه شيخنا مقبل رحمه الله تعالى بتميز أهل السنة عن غيرهم, عافاك ربي من هذا وتذكر أن زلت العالم زلت عالم فإنك ستسأل عن فعلك وفعل من تبعك كما جاء في الصحيح: "ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء". فتنبه يرحمك الله.
التنبيه الثالث:
جئت - حماك الله- إلى عدن فقلت لي: هذا الذي سيكون في دماج !
بعد قولي لك: كان ينبغي أن يعتذر عبد الرحمن عما صدر منه وتنتهي الفتنة ؟
فما الذي حملك أن تقول لي هذا وأنت كنت جالساً مع عبد الرحمن وعبدالله المرعيان وهاني بن بريك وغير واحد قبل جلوسك معي, فقلت: لهم استمروا فأنا راضي عن دعوتكم فإني طالع إلى دماج لمناصحة الشيخ يحيي الحجوري. ؟؟؟!!!
وأنت الذي قلتَ لأم بلال: .. لا وإنما ادعي عليهم بالاسم فقولي: أللهم عليك بفلان وفلان و فلان و فلان .. .وقد سمّت لك أم بلال عبدالله مرعي , وهاني بن بريك , ومحمد بن غالب , وعرفات البصيري.
فما الذي غير الحال إلى الحال وأنت تعرف من هم وما صنعوا بالدعوة, وجميعهم ومعهم عبدالرحمن مرعي ............ الذين دندنوا حولك ما أشيع عنك في حق بعض علماء أهل السنة في المملكة العربية السعودية و تكلمهم في الشيخ محمد الإمام وغيره و التحريش بينكم وبين بعض علماء المملكة ؟؟ !!! بل ورميكم أي علماء اليمن بالكذب كما قال ذلك هاني بن بريك بعد أن أوقفته على كلامك وكلام البرعي والإمام في قضية معينة. والله المستعان
فنصيحتي أن تبقى على ما كنت تعرفه من معروف فتناصره, وتنكر ما كنت تنكره من منكر وتخذله وأن تجعل قول حذيفة المذكور سابقاً نصب عينيك.
التنبيه الرابع:
تعرفت في هذه الأيام على شاب أعجمي اسمه عبدالله الهندي وعرفت أنه يذهب ويسأل جلال بن ناصر العدني فحذرته منه، فقال لي: إن علامة اليمن محمد بن عبدالوهاب الوصابي أوصاني به.
أليس ياأيها الشيخ الكريم هذا غش لهذا الرجل الأعجمي أينصح بجلال بن ناصر العدني وأنت تعلم من هو جلال بن ناصر وإذا ادعيت أنك لا تعلم عنه شيئاً أو تدعي له التوبة فهذا جلال العدني:
هو القائل:
- بقراءة القرآن بالمعنى وقد قراء القرآن بالمعنى في صلاة العيد أكثر من مرة.
- والقائل بقتل المبتدع وإن لم يقع بالبدعة الكفرية.
- .......,.......................................... ..... .......,.......................................... .....
- .... . .......,.......................................... ..... .......,.......................................... .....
- وهو المتسبب برحيل مجموعة من جيرانه من بيوتهم بسبب أذيتهم.
- وهو الذي لا يجعل إخوانه يقرأون القرآن في المسجد بل يختلق لهم المشاكل ويذهب بهم إلى السجون.
- وهو الذي يتخلف كثيراً عن صلاة العصر والظهر بحجة أنه أكل بصلاً أو ثوماً وهو إمامً للمسجد.
- وهو القائل بعدم قبول رواية أبي بكرة رضي الله عنه لكون عمر رضي الله عنه رد شهادته.
[وهو مهجور من فتوى شيخنا مقبل رحمه الله وما فتنة أبي الحسن إلا زادت الطين بِلة]
أفمثل هذا يًنصح بالأخذ عنه ؟؟!! - والله المستعان- فجلال العدني لا يؤمَن على دين ولا دنيا.
ويقول الله في مثل هؤلاءِ ( وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً) [النساء107] فاتقي الله يا أيها الشيخ بمثل هؤلاءِ .
وكم من تنبيهات أحب أن أذكرها ولكن المقام يقتضي الاختصار وقول حذيفة كافٍ لمن تدبره ووعاه و انظر إلى أقوالك والأحكام التي سطرتها على أبي الحسن المفتون وفتنته وما أفتيت الناس فيها, وإلى ما يتلفظه لسانك في هذه الفتنة (فتنة عبدالرحمن مرعي وأتباعه) تجد البون الشاسع والفرق الكبير حتى استنكره: العالم والطالب والعامي ؛ لكون الفتن تقاربت فصار الناس أجمعون يقارنون بين فتوى أمسِ بفتوى اليوم. فتنبه حفظك الله وجنبك كل سوء فإنك عزيز في نفوسنا.
ومن حق محبتنا لك أيها الشيخ الكريم وتذكر معروفك ونصرتك لنا في يوم من الأيام؛ دفعني إلى تسطير هذه الكلمات صدقاً في محبتك في الله وحجزك عما تحمل هذه العبارات الصادرة منك من معنى باطل لا يوافقك عليها إلا من يغشك و يبغضك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنكم أبو بلال العدني
مرتضى بن محمد بن سالم التوي
نهاية شوال 1428هـ
**************************
المسألة الثانية :
نصيحة وعتاب سددك الله حول البطانة التي تجالسك. .
لا يخفاكم وفقكم الله أن البطانة لها تأثير وأيما تأثير في الشخص ، قال تعالى :{ياأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}آل عمران 118.
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره (4/178):" وبطانة الرجل خاصته الذين يستبطنون أمره، وأصله من البطن الذي هو خلاف الظهر".
قلت : والآية وإن كانت في أهل الشرك لا يُتخذون بطانة للأهل الإيمان فهي أيضاً شاملة لغيرهم من أصحاب الفتن والتحريش ، لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، ويوضح ذلك الحديث الآتي.
وجاء في البخاري من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :( مَا اسْتُخْلِفَ خَلِيفَةٌ إِلَّا لَهُ بِطَانَتَانِ بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْخَيْرِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ وَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللَّهُ ) .
قال ابن بطال رحمه الله في شرحه للحديث (15/295):" ينبغى لمن سمع هذا الحديث أن يتأدب به، ويسأل الله العصمة من بطانة الشر وأهله، ويحرض على بطانة الخير وأهله. قال سفيان الثورى: ليكن أهل مشورتك أهل التقوى وأهل الأمانة ومن يخشى الله. قال سفيان: وبلغنى أن المشورة نصف العقل.
وقال الحسن فى قوله تعالى: {وشاورهم فى الأمر} [آل عمران: 159] قال: وقد علم أنه ليس به إليهم حاجة ولكن أراد أن يستن به بعده" .
وجاء في الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال قال رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْمِسْكِ وَكِيرِ الْحَدَّادِ لَا يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ الْمِسْكِ إِمَّا تَشْتَرِيهِ أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ وَكِيرُ الْحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ أَوْ ثَوْبَكَ أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً).
فمن خلال ما تقدم ذكره وبيانه أنصح شيخنا محمداً بأن ينظر حقيقة فيمن حوله من أهل خاصته ، هل هم نصحة له ، يحاولون أن يقللوا من الفتن والقلاقل أم أن بعضهم يؤجج ويوغر الصدور من فوق المنابر كحال محمد بن عزي هداه الله وأصلحه مما هو معلوم ، كيف يستشار من قام بمعانقة أحد قادة أهل البدع وهو خالد الغزالي بل قدم الأخ محمد العزي ذات مرة لصلاة الظهر كما قال ذلك الأخ عدنان البرعي،
بل للأسف الشديد فقد ألقى عنده قدر خطبتين أو أكثر في مسجد هائل لذهاب الغزالي إلى الحج ، ولا يخفاكم وفقكم الله قول النبي صلى الله عليه وسلم القائل :( الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ ) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ،
ولقد أحسن ابن بطة رحمه الله إذ يقول :" واعرفوا كل إنسان بخدنه ، وكل أحد بصاحبه ، أعاذنا الله وإياكم من صحبة المفتونين "الإبانة الكبرى (1/49).،
وقال الإمام الأوزاعي رحمه الله : "من ستر عنا بدعته لم تخف عنا ألفته" الإبانة لابن بطة ( 2/479) .
وقال محمد بن عبيد الله الفلابي : " يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة "المصدرالسابق.
فكيف يستشار رعاك الله من يذهب بأحد إخواننا وهو محمد بن عثمان الحكمي إلى جمعية الأقصى يبحث له عن عمل ، وحصل اللقاء ببعض أعضاء الجمعية وأخذ معهم بأطراف الحديث والمصافحة ، وقال لهم : انظروا له عمل عندكم ولو حارساً ،قال الأخ محمد الحكمي : فرفضت ، أي العمل ، وكل هذا وذاك مما انتشر وذاع ،ناهيك شيخنا عما بدر منه مما هو معلوم من طعنات في الشيخ العلامة يحيى الحجوري مما يشهد بذلك عدد من الإخوة الأفاضل ،
قال الأخ وليد جياح : إن محمد بن عزي قال :إن الشيخ يحيى يطعن في العلماء ، فقلت له : هل الشيخ يحيى تكلم عن هوى ؟ فقال محمد العزي : الجلساء الذين حوله هم الذين يتكلمون عن هوى .
وقال الأخ خالد الظرافي : سمعت محمد عزي مرة يقول : الشيخ يحيى عنده أخطاء كثيرة ، وبعض طلاب الشيخ يحيى عندهم دسك أو اسطوانة من أخطاء الشيخ يحيى ..
وقال أيضاً الأخ خالد الظرافي بعد أن خرج شريط ( نصيحة الأحباب ) أوشريط شباب عدن للشيخ يحيى _ الشك من الأخ خالد _ فقال أي العزي : في درسه بعد العشاء في مسجد السنة : إن الشيخ يحيى يقول عن الشيخ محمد فاسقاً.
وقال أيضاً الأخ الظرافي عن العزي قوله أن الشيخ يحيى معيون أو مسحور ، وأعطاني ملزمة فيها الرد على حسين الحجوري للمدعو / البرمكي في مسجد السنة بعد الصلاة .
وقال الأخ عبد الله بن عثمان الحكمي : سمعت محمد عزي يقول : إن الشيخ يحيى مثله مثل سيارة بلا بريك هرولت من أعلى جبل فسقطت .
وهكذا قال لبعض الإخوة في الدرس في بداية المناوشة بينكم وفقكم الله وبين الشيخ يحيى : هناك يا إخوة قنبلة ، فقال : الشيخ يحيى يطعن في العلماء ، والأفعال المشينة على نحو ما ذكر أكثر من أن تحصر ، فبدل أن يقوم بتهدئة الأمور ومحاولة الهدوء وإذ به على العكس من ذلك تماماً ،
فالمهم أن الأخ محمداً العزي أصلحه الله قد كشّر أنيابه في هذه الفتنة ، وأخذ يجوب يمنة ويسرة في إشعالها والله المستعان ، واسألوا عنه شيخنا الفاضل محمد المحمدي حفظه الله ، فكما يقال " عند جهينة الخبر " ناهيك عن الإخوة الأفاضل الذين يعلمون حاله في هذه الفتنة ،
والبعض الآخر بما يقوم به من جمع الملازم والجد والاجتهاد في إشعال الفتنة وهو المدعو شادي دهمش المستوطن بالحديدة وحقيقة لا يستحق البتة الذكر لأنه أصلاً غير معروف بالعلم لا من قريب ولا من بعيد ، بل حتى صلاة الفجر ما أكثر ما يضيعها كما أفادنا بذلك الأخ محسن القليصي حفظه الله تعالى ،لأن إذا ذكر تعاظم وانتفخ ولقد صدق نبينا صلى الله عليه وسلم إذ يقول :( لا تقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت ويقول بقوتي ولكن قل بسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب )،
فكيف ياشيخنا رعاك المولى يكون من أمثال هؤلاء الرعاء من مستشاريك ومجالسيك ، والله المستعان .
ولا بأس بأن أذكر لكم شيئاً مما قام به من إيقاد نار الفتنة ، والله حسيبه في ذلك .
قال أخونا الفاضل يحيى بن صالح الصياد حفظه الله ما نصه:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فيقول الله في كتابه الكريم :{ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا }
فلا يخفى على كثير منا ما تمر به الدعوة السلفية من مصاعب ومحن وما يحاك لها من المؤتمرات والهجوم ، وذلك كله من أجل إخمادها والقضاء عليها ، ولكن الله سبحانه وتعالى يأبى إلا أن يتم نوره ، وهو سبحانه بالمرصاد لكل من كاد لهذه الدعوة المباركة حرسها الله من كل سوء ومكروه ، فما من فترة من الفترات إلا وتجد من يحاول القلقلة ويسعى في شق صفوف أهل السنة ، والعجيب أن هذا يصدر ممن قد تربى في أحضان هذه الدعوة المباركة !!!ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فلما علم أعداء السنة أنهم لا قوام في مواجهة هذه الدعوة المباركة لما تتميز به من قوة الحق والصدع به ومواجهة الباطل بالحجج والبراهين النيرة ، لجئوا إلى إيجاد مقلقلين فيها سواء كان ذلك من المندسين فيها أو ممن كان على خير واستقامة فأغروه بالأموال أو ممن انطلت عليهم بعض الشبهات بسبب جهله فصار مدافعاً عن أهل الباطل عياذاً بالله ، وكما قيل :
ما يبلغ الأعداء من جاهل *** ما يبلغ الجاهل من نفسه ،
والأمر لله من قبل ومن بعد ، ولا يخفى عليكم معاشر أهل السنة هذه الفتنة الأخيرة والتي تزعمها عبد الرحمن العدني جازاه الله بما ستحق وسعى في زعزعة صفوف أهل السنة بفتنته التي قام بها ومن لم يعرف هذه الفتنة فليراجع " مختصر البيان الموضح لحزبية العدني عبد الرحمن ومن تبعه على الفتنة والعدوان " بإشراف شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله ، وللأسف الشديد أنه وجد من ينخدع به من أهل السنة ، ووجد كذلك من ينعش من هنا ومن هنا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،
وإن كلامنا في هذه الأسطر حول رجل ممن اغتر في هذه الفتنة فجعل يسعى جاهداً في الدفاع عن عبد الرحمن العدني جازاه الله بما ستحق ظناً منه أنه يُحسن صنعاً، وهو شادي دهمش ،
فأقول وبالله التوفيق :إن هذا الرجل أنزل من أن يُذكر في هذا المقام ولكن لما سعى في التلبيس على إخوانه أحببنا أن نبين بعض ما هو عليه : فمن ذلك :
1- سعيه في نشر ملازم المجهولين كالبرمكي وعبد الله بن ربيع السلفي وغيرهم من المجاهيل .
2-دفاعه عن عبد الرحمن العدني أخزاه الله ، وفي نفس الوقت اتهامه للشيخ يحيى الحجوري حفظه الله بأنه يحذو حذو أبي الحسن الماربي !!! وهذا سمعته منه بأذني.
3-القيام بالتلبيس على كثير من إخوانه والتغرير بهم لدرجة أنهم أصبحوا يتعاونون معه على نشر تلك الملازم تلك الملازم المجهول أصحابها
4-ادعاؤه بأن الشيخ يحيى حفظه الله قد خالف بعض أصول أهل السنة !!!وهذا الكلام قاله لي .
5-محاولة إيذاء إخوانه من أهل السنة ممن وفقه الله تعالى للتجرد للحق وأخذ الحجة والدليل,وذلك إما بأقواله أو بأفعاله وتعبئة الناس عليهم.
6-دفاعه عن المجاهيل الذين ينشر لهم تلك الملازم فإنني لما حاولت نصحه بالتوقف عن توزيعها وكان من كلامي إن قلت من هؤلاء المجاهيل الذين تنشرعنهم ؟
قال : إيش رأيك أني أعرف عبد الله بن ربيع السلفي شخصياً ! وقد جلست معه !! وهو لم يظهر اسمه لشيء في نفسه .
7-مع العلم أن الرجل مشغول عن طلب العلم بالدنيا ولكنه صاحب جدل وهو يعترف بنفسه ،حتى كان من كلامه لي : من أنا حتى يذكرني ياسر شريف في قصيدته ، وهو لا يحفظ من كتاب الله إلا حوالي جزئين وتحتاج إلى مراجعة .
8-ومن كلامه أن الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله ما عنده برهان على حزبيتهم ! فقلت له : والذي حصل منهم من تكتيل وتعصب وشق الصف وقلقلة وتسجيل ......، فقال : كل ما حصل من أؤلئك الطلاب قل إنما هو قلّة أدب ، عدم احترام !!!، فقلت له إن كان الأمر كذلك فما بقي على الأرض حزبية ونعتبر أن الذي عند الحزبيين وأصحاب الجمعيات قلة أدب !!!.
9-ومع أنه على ذلك الحال الذي ذكرت إلا أننا نتعجب من تقريب الشيخ محمد بن عبد الوهاب له في مجالسه الخاصة خصوصاً في هذه الفتنة حتى أُخبرنا أنه يجلس معه إلى ساعة متأخرة من الليل .
10- أنه استطاع بتلبيسه التأثير على إخوانه أهل السنة في قريته (الدمينة ) حتى لا تجد أحداً منهم يرحل إلى دماج ، وهذا من تنفيره .
11- السعي في تنفير طلاب العلم عن دماج كما أخبرني بذلك الأخ أنور كريمي ، أنه لما كان معه في رحلته مع الشيخ محمد بن عند الوهاب الأخيرة ، قال شادي _عندما وصلوا إلى مركز الشيخ عبد العزيز البرعي :إيش رأيك تبقى هنا تطلب العلم ، فقال له الأخ أنور :لا أنا ذاهب إن شاء الله إلى دماج ، فقال له شادي : طيب إن طالب العلم يدرس عند عدد من المشايخ ، وأنا مستعد أن أعطيك مصاريف ، فأبى الأخ أنور أن يقعد .
كتبه : أبو عبد الرحمن يحيى بن صالح الصياد4/محرم /1430هـ.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فيقول الله في كتابه الكريم :{ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا }
فلا يخفى على كثير منا ما تمر به الدعوة السلفية من مصاعب ومحن وما يحاك لها من المؤتمرات والهجوم ، وذلك كله من أجل إخمادها والقضاء عليها ، ولكن الله سبحانه وتعالى يأبى إلا أن يتم نوره ، وهو سبحانه بالمرصاد لكل من كاد لهذه الدعوة المباركة حرسها الله من كل سوء ومكروه ، فما من فترة من الفترات إلا وتجد من يحاول القلقلة ويسعى في شق صفوف أهل السنة ، والعجيب أن هذا يصدر ممن قد تربى في أحضان هذه الدعوة المباركة !!!ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فلما علم أعداء السنة أنهم لا قوام في مواجهة هذه الدعوة المباركة لما تتميز به من قوة الحق والصدع به ومواجهة الباطل بالحجج والبراهين النيرة ، لجئوا إلى إيجاد مقلقلين فيها سواء كان ذلك من المندسين فيها أو ممن كان على خير واستقامة فأغروه بالأموال أو ممن انطلت عليهم بعض الشبهات بسبب جهله فصار مدافعاً عن أهل الباطل عياذاً بالله ، وكما قيل :
ما يبلغ الأعداء من جاهل *** ما يبلغ الجاهل من نفسه ،
والأمر لله من قبل ومن بعد ، ولا يخفى عليكم معاشر أهل السنة هذه الفتنة الأخيرة والتي تزعمها عبد الرحمن العدني جازاه الله بما ستحق وسعى في زعزعة صفوف أهل السنة بفتنته التي قام بها ومن لم يعرف هذه الفتنة فليراجع " مختصر البيان الموضح لحزبية العدني عبد الرحمن ومن تبعه على الفتنة والعدوان " بإشراف شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله ، وللأسف الشديد أنه وجد من ينخدع به من أهل السنة ، ووجد كذلك من ينعش من هنا ومن هنا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،
وإن كلامنا في هذه الأسطر حول رجل ممن اغتر في هذه الفتنة فجعل يسعى جاهداً في الدفاع عن عبد الرحمن العدني جازاه الله بما ستحق ظناً منه أنه يُحسن صنعاً، وهو شادي دهمش ،
فأقول وبالله التوفيق :إن هذا الرجل أنزل من أن يُذكر في هذا المقام ولكن لما سعى في التلبيس على إخوانه أحببنا أن نبين بعض ما هو عليه : فمن ذلك :
1- سعيه في نشر ملازم المجهولين كالبرمكي وعبد الله بن ربيع السلفي وغيرهم من المجاهيل .
2-دفاعه عن عبد الرحمن العدني أخزاه الله ، وفي نفس الوقت اتهامه للشيخ يحيى الحجوري حفظه الله بأنه يحذو حذو أبي الحسن الماربي !!! وهذا سمعته منه بأذني.
3-القيام بالتلبيس على كثير من إخوانه والتغرير بهم لدرجة أنهم أصبحوا يتعاونون معه على نشر تلك الملازم تلك الملازم المجهول أصحابها
4-ادعاؤه بأن الشيخ يحيى حفظه الله قد خالف بعض أصول أهل السنة !!!وهذا الكلام قاله لي .
5-محاولة إيذاء إخوانه من أهل السنة ممن وفقه الله تعالى للتجرد للحق وأخذ الحجة والدليل,وذلك إما بأقواله أو بأفعاله وتعبئة الناس عليهم.
6-دفاعه عن المجاهيل الذين ينشر لهم تلك الملازم فإنني لما حاولت نصحه بالتوقف عن توزيعها وكان من كلامي إن قلت من هؤلاء المجاهيل الذين تنشرعنهم ؟
قال : إيش رأيك أني أعرف عبد الله بن ربيع السلفي شخصياً ! وقد جلست معه !! وهو لم يظهر اسمه لشيء في نفسه .
7-مع العلم أن الرجل مشغول عن طلب العلم بالدنيا ولكنه صاحب جدل وهو يعترف بنفسه ،حتى كان من كلامه لي : من أنا حتى يذكرني ياسر شريف في قصيدته ، وهو لا يحفظ من كتاب الله إلا حوالي جزئين وتحتاج إلى مراجعة .
8-ومن كلامه أن الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله ما عنده برهان على حزبيتهم ! فقلت له : والذي حصل منهم من تكتيل وتعصب وشق الصف وقلقلة وتسجيل ......، فقال : كل ما حصل من أؤلئك الطلاب قل إنما هو قلّة أدب ، عدم احترام !!!، فقلت له إن كان الأمر كذلك فما بقي على الأرض حزبية ونعتبر أن الذي عند الحزبيين وأصحاب الجمعيات قلة أدب !!!.
9-ومع أنه على ذلك الحال الذي ذكرت إلا أننا نتعجب من تقريب الشيخ محمد بن عبد الوهاب له في مجالسه الخاصة خصوصاً في هذه الفتنة حتى أُخبرنا أنه يجلس معه إلى ساعة متأخرة من الليل .
10- أنه استطاع بتلبيسه التأثير على إخوانه أهل السنة في قريته (الدمينة ) حتى لا تجد أحداً منهم يرحل إلى دماج ، وهذا من تنفيره .
11- السعي في تنفير طلاب العلم عن دماج كما أخبرني بذلك الأخ أنور كريمي ، أنه لما كان معه في رحلته مع الشيخ محمد بن عند الوهاب الأخيرة ، قال شادي _عندما وصلوا إلى مركز الشيخ عبد العزيز البرعي :إيش رأيك تبقى هنا تطلب العلم ، فقال له الأخ أنور :لا أنا ذاهب إن شاء الله إلى دماج ، فقال له شادي : طيب إن طالب العلم يدرس عند عدد من المشايخ ، وأنا مستعد أن أعطيك مصاريف ، فأبى الأخ أنور أن يقعد .
كتبه : أبو عبد الرحمن يحيى بن صالح الصياد4/محرم /1430هـ.
أقول : هذا شيء مما قد ظهر به الأخ شادي أصلحه الله ،وما خفي كان أعظم ، والله المستعان .
وهناك من البعض لا يستحق أصلاً أن يُستشار كبعض العامة الذين يعجبهم الظهور ، فنصيحتي لك شيخنا وفقك الله أن تُبعد هؤلاء وأمثالهم من الفرغ عن مجالسك ، ولقد أحسن من قال :
فلا تصحب أخا السَّوْء ... وإِيَّاكَ وإياه
فكم من جاهلٍ أردى ... حَكِيما حي آخاه
يُقاس المرْءُ بالمرْء ... إذا ما المرْءُ ماشاه
وفي الناس منٍ الناس ... مقاييسٌ وأشباه
وفي العيَن غِنى للعَين ... أن تَنطق أفواه
فكم من جاهلٍ أردى ... حَكِيما حي آخاه
يُقاس المرْءُ بالمرْء ... إذا ما المرْءُ ماشاه
وفي الناس منٍ الناس ... مقاييسٌ وأشباه
وفي العيَن غِنى للعَين ... أن تَنطق أفواه
وعليك وفقك الله أن تقرّب المشايخ الأجلاء وطلبة العلم الناصحين عندكم حتى يشيروا بما هو مناسب وقويم، فهناك أُناس مفاتيح للخير مغاليق للشر ينبغي أن يُقدّم هؤلاء وهناك أناس مفاتيح للشر مغاليق للخير ، ينبغي أن يُبعدوا ويُنحوا ، فقد ثبت من حديث أنس أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( إن من الناس ناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر و إن من الناس ناسا مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه و ويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه )وحسنه شيخنا الألباني رحمه الله في صحيح الجامع .
ومن أولئك الذين هم حقيقة مفاتيح للخير مغاليق للشر نحسبهم كذلك والله حسيبهم شيخنا المفضال ووالدنا الفقيه محمد المحمدي حفظه الله وأعلى شأنه ،وكذا الشيخ الفاضل أحمد البغدادي حفظه الله والأخ الفاضل الأستاذ فاضل الوصابي حفظه الله ورعاه والأخ الفاضل أحمد بن شلفان إمام وخطيب مسجد أبي ذر ونحو هؤلاء النصحة ،
وفي مقامي هذا أحب أن أوجه نصيحة للأخ محمد بن عزي والأخ شادي دهمش المقيمَين بالحديدة أن يتقيا الله ربهما وليتذكرا الموقف العظيم بين يدي الجبار تبارك وتعالى ، فقد والله كثُرت الشكاوى عليكما في هذه الفتنة وأخشى عليكما من كثرت الدعوات في جوف الليل ، ولقد أحسن من قال :
أتهزأ بالدعاء وتزدريه ... وماتدري بما صنع الدعاء
سهام الليل نافذة ولكن ... لها أمد وللأمد انقضاء
فيمسكها إذا ما شاء ربي ... ويرسلها إذا نفذ القضاء
سهام الليل نافذة ولكن ... لها أمد وللأمد انقضاء
فيمسكها إذا ما شاء ربي ... ويرسلها إذا نفذ القضاء
واحذرا من الوقيعة في العلماء من أمثال الناصح الأمين العلامة يحيى بن علي الحجوري وليكن نصب أعينكما حديث :( إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق) رواه أبو داود من حديث سعيد بن زيد، وانظر صحيح الجامع لشيخنا الألباني رحمه الله رقم 2203 .
وحديث :( ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال ( الوحل الشديد ) حتى يخرج مما قال ) رواه أبو داود وصححه شيخنا الألباني رحمه الله كما في صحيح الجامع برقم 6196 .
ولتتأملا قول الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى :" اعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يغشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب" {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} انظر المجموع للنووي ( 1/24).
واعلما أصلحنا الله وإياكما أن هذه النصيحة سواء لكما أو للشيخ بما تقدم ذكره فيما يتعلق بكما ما هي إلا شفقة ومحبة الخير لكما ، فصديقك من صدَقك لا من صدَّقك ،فاحذرا الاستكبار عن قبول الحق ، والله أسال أن يوفق الجميع للحق والصواب .
**************************
المسألة الثالثة :
نصيحة وعتاب حول كلامك سددك الله على التلفاز وأنه من النعم .
قال شيخنا محمد وفقه الله في معرض كلامه عن التلفاز في شريط له بعنوان (نصيحة إلى المسئولين ) :
"اتق الله يا مسلم في نفسك فلا بد من الوازع الديني في قلوب المسلمين ولابد أبضاً من المراقبة فأين الاستقامة ثم أيضاً هذه الأجهزة التلفاز هل استخدمت استخداماً سليما??
أليس من العيب أن نجهل شعباً كذا كذا مليون بالطنطنة والأغاني والأفلام الخليعة والمسرحيات??
شعب مسلم يجب أن يعرف عدوه من صديقه ويجب أن يعرف ما يكاد به وما يحاك حوله وهذه الأجهزة تضيّع في الطنطنة وفي فيلم كرتون وكأننا مع الشرق والغرب حبائب ،من أين حبائب لو استطاعوا أن يبلعونا بلعونا في لقمة فمتى نوعّي المسلمين ليكونوا حريصين على دينهم وعلى بلادهم فحفظ بلاد المسلمين من الدين وحفظ الإسلام من الدين يجب أن نكون أذكياء ،
قد من الله بهذه النعم
تصرفها في أغاني تبقى المغنية كذا كذا من الزمن والبقية يتفرجون عليها ويطبلون....."
أقول : شيخنا وفقكم الله لي مع كلامك هذا وقفتان :
الوقفة الأولى: قولك : هل استخدمت استخداماً سليما .
الجواب : نريد من شيخنا أن يبين لنا ما الاستخدام الصحيح لجهاز التلفاز ؟!!!
فإن قلتَ : يستخدم في الخير ،
فأقول : يحتاج أن توضح لنا ما هذا الخير الذي يكون فيه ؟
فإن قلت : الخير يكون في نشر المحاضرات والدروس ونحو ذلك .
أقول : حسناً ، وهذا أمر طيب ، لكن يا ترى من هؤلاء المحاضرون ،؟ هل هم من أهل السنة السلفيين أم من أهل البدع والتحزبات ؟
فإن قلت : هم من أهل السنة .
أقول لك : ما أظن سلفياً يرضى أن يظهر على شاشة التلفاز ،
فإن قلت : قد ظهر فيه بعض العلماء .
أقول : فعلهم هذا لا يدل على صحته حقيقة ، فقد يكون هذا منهم إما بدون قصد أو عن اجتهاد خاطئ .
فإن قلت : ما السبب في عدم اقتناء التلفاز إن خلا من وسائل الفساد .
أقول لك : تبقى معنا مفسدة قلّ من يتنبه لها .
فإن قلت : وما هي ؟
أقول : مفسدة التصوير والصور .
فإن قلت : مَن هم العلماء الذين حرموا التلفاز لمفسدة الصور ,
أقول : منهم علامة اليمن شيخنا النحرير مقبل بن هادي الوادي رحمه الله .
فإن قلت : وأين ذلك ؟
أقول : قاله في تحفة المجيب ص202، عند أن سُئل السؤال التالي :
ما حكم اقتناء التلفاز والنظر إليه لأجل معرفة الأخبار؟
فقال الجواب:
لا يجوز، من أجل الصورة، ومن أجل ما يحصل فيه من الفجور والفسوق، وتعليم السرقة، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة))( ). وأراد أن يدخل حجرة عائشة فوجدها قد سترت سهوةً لها بقرام فيه تصاوير فقال: ((إنّ من أشدّ النّاس عذابًا يوم القيامة، الّذين يصوّرون هذه الصّور))( ). وشققها. وفي "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنَّه قال: يقول الله سبحانه وتعالى: ((ومن أظلم ممّن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرّةً، أو ليخلقوا حبّةً، أو شعيرةً))( ).
وكذا نظر الرجل إلى المرأة، إذا كانت هي التي تلقي الأخبار، والله -عز وجل- يقول: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [سورة النور، الآية:30].
أو إذا كان المذيع رجلاً وكانت المرأة تنظر إليه، يقول الله عز وجل: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ } [سورة النور، من الآية:31].
ومن الممكن أن يشتري الشخص مذياعًا ويسمع منه الأخبار، والحمد لله.
وقد سُئل قال شيخنا العلامة الألباني رحمه الله السؤل التالي :
هل يجوز استخدام التلفاز لنشر الدعوة في بلاد الكفر، ليس في دولة إسلامية، في بلاد الكفر،
الذين نرى أنَّ الطوائف أو الفرق الضالة قد استغلت هذه الآلات ونشروا عقائدهم، هذا الشيء أصبح -يعني- من الضرورة الردُّ عليهم وتبيان عقيدة أهل السنة والجماعة، فلو أننا قصرنا الدعوة في المسجد؛ فالذين يرتادون المسجد قليل، ثم التلفزيون أنت تعلم أنَّ البيت -خاصةً في بلاد الكفر- في البيت الواحد أكثر من جهاز؛ فهؤلاء -وخاصةً الشيعة- ينشرون عقائدهم -يعني- عندنا في المنطقة حوالي في الأسبوع الواحد لهم -يعني- كل يوم بعد يوم، في حين أنَّ الحكومة الأمريكية تسمح -لمن أراد- أن يستغل الجهاز بلاش -بدون فلوس- فهل يجوز للمنتسب أن يُصور نفسه أو يوجد من يصوره يتكلم أو يشرح العقيدة السليمة أم لا؟
الجواب: لا! ولكنك لماذا قفزت قفزة الغزلان في غير ما ينبغي القفز فيه؟ لقد قفزت من التلفاز إلى المسجد، أليس هناك واسطة أخرى تستغني بها عن التلفاز ألا وهو الراديو؟
فكما يدخل التلفاز إلى كل دارٍ، كذلك يدخل صوت الراديو أو (الراد) -كما يقول بعضهم- إلى كل دار؛ فإذن أين الضرورة المُدَّعاة في سؤالك بأن يبرز المُحاضر أو الواعظ أو المعلم أو الفقيه أو المُحدِّث بشخصه فقط؟
أنا لا أنكر أنَّ لبروز الشخص بصوته و ذاته تأثيراً للناس، ولكن ليس من ضرب الضرورات، وإنما هو من ضرب الكماليات.
فإذا كنا متفقين على تحريم استعمال التلفاز كأصلٍ، لما فيه أولاً من صور، ولأنه آلةٌ يغلب عليها أن تستعمل في غير مرضاة الله -عزَّ وجل-، إذا كنا مُتفقين على هذا؛ فحينذاك لا يوجد لدينا ما يُسوغ لنا أن نتخذ هذه الوسيلة وسيلة دعوةٍ وتعليمٍ وإرشاد والبديل عندنا موجودٌ دون تعرضٍ لأي مخالفةٍ للشرع ألا وهو (الراد)، هذا جوابي على السؤال.
وسئل العلامة ابن باز رحمه الله تعالى فقال السائل :
هل جهاز التلفزيون يدخل ضمن التصوير؟ حيث أننا سمعنا فتوى في الأسبوع الماضي أنَّ التصوير الفوتوغرافي ما لم يكن لضرورة فهو حرام, أم أن ما يعرض في هذا الجهاز من برامج سيئة هو الحرام فقط؟
الجواب: كل التصوير مٌحرم ,كل التصوير محرم بالضرورة, كل التصوير محرم إلا ما دعت إليه الضرورة ، تصوير ذوات الأرواح . اهـ واستدر ك من الشيخ فقال :أي أنَّ الحكم السابق ينطبق على تصوير ذوات الأرواح.
وسئل أيضاً فقال السائل : ما حكم تعليم التغسيل والتكفين عن طريق الفيديو ؟
الجواب : التعليم يكون بغير الفيديو؛ لما في الأحاديث الكثيرة الصحيحة من النهي عن التصوير ولعن المصورين. اهـ ،هذا السؤال من ضمن أسئلة مقدمة لسماحته من الجمعية الخيرية بشقراء، وهو منشور في موقع الشيخ وأيضاً في مجموع فتاواه و مقالاته.
وسئل الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله فقال السائل :
ما هو رأيكم في ظهور الدعاة في التلفاز وعبر القنوات الفضائية؟
الجواب: هذا أصبح في هذا الزمن من الأمور يعني .. بل يقال أنّها من ضرورات العصر, ولكن ينظر في هذا الداعية وينظر فيما يدعو إليه .. أما يعني ظهوره على الشاشة هذا لا شك أنه منكر .. ولكن, بل يكون, أخف من الدعوة التي يدعو إليها" اهـ مفرغ من شريط "لقاء مفتوح" نهاية الشريط.
وسئل العلامة الفوزان حفظه الله تعالى : فقال السائل :
ما حكم استخدام الوسائل التعليمية من فيديو وسينما وغيرهما في تدريس المواد الشرعية كالفقه والتفسير وغيرها من المواد الشرعية؟ وهل في ذلك محذور شرعي؟ أفتونا مأجورين.
الجواب:الذي أراه أنَّ ذلك لا يجوز؛ لأنه لابدّ أن يكون مصحوبًا بالتصوير، والتصوير حرام، وليس هناك ضرورة تدعو إليه. والله أعلم .اهـ "المنتقى"، فتوى513.
وقد سئلت اللجنة الدائمة حول التلفاز فتوى رقم 16259:
س : قرأت كتابكم في تحريم الصور وأريد أن أسأل بهذا الصدد : فطالما أنكم أفتيتم بتحريم التصوير فإنه يوجد نوع آخر حديث من التصوير وهو ما نشاهده في التلفزيون والفيديو وغيرهما من الأشرطة السينمائية ، حيث تكون صورة الشخص كما يقولون حسية ، ويحتفظ بها لزمن طويل، فما هو حكم هذا النوع من التصوير؟.
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد:
حكم التصوير يعم ما ذكرت .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء :
الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله تعالى- نائب الرئيس : عبدا لرزاق عفيفي -رحمه الله تعالى عضو : عبد الله بن غديان. عضو : عبد الله بن قعود.
فإن قلت : وهل هناك من أسباب أخرى من عدم استخدامه في الدعوة إلى الله ؟
أقول لك : نعم ، خصوصاً عندنا باليمن كما تعلمون أن السني لا يمكن أن يظهر ويقول الديمقراطية كفر والانتخابات طاغوتية وكذا وكذا ،
قال شيخنا العلامة الوادعي رحمه الله عند أن عُرض عليه سؤال هذا نصه : ما الضابط في ظهور العلماء على التلفاز؟ أم هو محرم مطلقاً؟
الجواب:
هل يستطيع الشخص أن يقول ما يريد في التلفزيون ؟ أم لو قلت كلامًا يخالف أهواء أصحاب السياسة لما أذاعوا به، ولا نشروه، فالمسألة ليست مسألة استحسان ولا رأي؛ فالتلفزيون فيه الصور والنبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة))( ).
والتلفزيون فيه النظر إلى النساء، والنساء إلى الرجال، والنبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((كتب على ابن آدم نصيبه من الزّنا، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النّظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللّسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرّجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنّى، ويصدّق ذلك الفرج ويكذّبه))( ).
والبركة من الله عز وجل، فرب كلمة تقال في مجلس صغير ينفع الله بها العباد والبلاد، فما تنتشر حتى تصل إلى أمريكا، وإلى بريطانيا وغيرها، ورب كلمة ترددها وسائل الإعلام مرارًا، وفي النهاية تصبح (فسوة سوق) ليس لها ثمرة، ولا يستفاد منها.
فنحن مأمورون بالاستقامة، وألا نرتكب المعاصي من أجل إصلاح غيرنا.
{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104].
فلماذا لا يمكنونه من الإذاعة، ويتكلم بالذي يتكلم به في التلفزيون؟
وآسف على بعض العلماء الذين يجارون المجتمع ويجرون بعده، فالحلال ما أحله المجتمع، والحرام ما حرمه المجتمع، فيجب على العلماء ألا يتركوا العلم للجهل، والسنة للبدعة " المصدر السابق .
وسئل شيخنا الألباني يرحمه الله أيضاً فقال السائل :
س: ما الفرق بين التصوير الفوتوغرافي وتصوير التلفاز؟
الجواب: لا فرق إلا عند أذناب الظاهريين.( )
قلت : شيخنا هذه فتاوى أئمة الهدى في هذا العصر ، فما قولكم بعد هذا البيان ، فليس لكم إلا التسليم ،
خصوصاً وأن لكم فتوى موافقة لمل تقدم من كلام أهل العلم ، حيث قلت في شريط ":( عز المسلمين في تمسكهم في الدين) السؤال الحادي عشر :" عند أن قال السائل: هل يجوز لأهل السنة الظهور في التلفاز في البرامج الدينية؟
قلت :الجواب: لقد عوض الله عزوجل عن التلفاز بالكتب وبالأشرطة والإذاعات والمؤلفات والمحاضرات في المساجد .
والدعوة إلى الله في السيارة في الطائرة وفي الانترنت هناك مواقع كثيرة لكثير من أهل العلم .
ولأن التلفاز يحتاج إلى صورة والحمد لله الدعوة مبلغة من غير الصورة في الإذاعة مثلا وفي المجلات الإسلامية وغيرها من المجلات مجلات التوحيد فإذا صار التلفاز بعيد عن الشر وصار بأيدي أهل السنة وقدّر الله وكان باقي في زمن المهدي وزمن عيسى عليه السلام ستكون برامجه على الكتاب والسنة هذا اذا كان باقي له أثر في زمن المهدي وزمن عيسي اهـ
قلت : تأمل كلامك هذا تجد أن الشطر الأول جيد ومتين ، ولكن الشطر الأخير ينقضه ، ذلك أن التلفاز لا يسمى بذلك إلا إذا كان مشتملاً على صور ذات الأرواح ،وهذا بحد ذاته شراً، و قد تقدم الكلام على ذلك .
فإن قلت : كلامي ليس فيه تناقض ، ذلك أنه يمكن أن يصبح التلفاز كاالراديو بأن تسوّد الشاشة ، وبذلك نخرج من المحذور .
أقول لك : ولماذا كل هذه الاستماتة في اقتناء التلفاز مع أنه يمكننا أن نستغني عنه بالمذياع ، والحمد لله هذا أمر،
وأمر آخر وهو أن يقال : قال تعالى :{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ }النور 168.
فلعل الخطوة الأولى للشيطان هو اقتناء مثل هذا الجهاز الخبيث بحجة استماع المحاضرات ونحو ذلك ثم ما ندري إلا وقد اقتنى من اقتنى الداش وبعد ذلك لا تسل عن العاقبة ، والله المستعان .
وأمر ثالث أن يقال :إن زمن الدجال تُملى الأرض عدلاً ونوراً كما ملئت ظلماً وجوراً ، فقد ثبت عند الحارث في مسنده من حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عله وسلم قال :( لتملأن الأرض ظلما و عدوانا ثم ليخرجن رجل من أهل بيتي حتى يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و عدوانا) وصححه شيخنا الألباني كما في صحيح الجامع .
فإذا كان ذلك الوقت فإن شاء الله تمنحي مثل هذه المنكرات ( التلفاز ) لأنها من العدوان والظلم .
ثم إنني أختم هذه الوقفة بكلام طيب جميل للناصح الأمين الشيخ يحيى بن علي الحجوري حفظه الله وأعلى قدره قال بعد أن عُرض له السؤال التالي : السؤال: هذا أبو سفيان عدنان الريمي يقول: لقد سمعت في يوم الجمعة (4/رجب)، من إذاعة صنعاء، هذا السؤال: ما حكم التلفاز؟ فأجاب: حسنه حسن، وقبيحه قبيح؟
الجواب :ما هو الحسن في تلفزيونك هذا؟!، ما في التلفزيون حسن.
(*) فيه تصوير ذوات الأرواح .
(*) فيه إدخال الصور في البيوت، والنبي -صلى الله عليه وسلَّم- يقول: ((لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة)). والحديث في الصحيح من حديث طلحة بن عبيد الله.
(*) أيضاً فيه الكذب؛ وما يجوز نشر الكذب بين الناس .
(*) وفيه التلبيس والخداع .
(*) فيه: الشماتة بأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-، من حيث ذكرهم على غير الوجه اللائق، ومن حيث إتيان بعض الصحابة على صورة امرأة تغازل فلانًا أو علانًا.
(*) فيه: تعليم الأبناء لسوء الأخلاق، والسرقة، والدجل، وما إلى ذلك.
(*) فيه: إسراف وتبذير في صرف كهرباء وإضاعة وقت، والنبي -صلى الله عليه وسلَّم- يقول:
((نعمتان مغبون فيها كثير من الناس الصحة والفراغ(
(*) فيه: نظر الرجل إلى المرأة، والمرأة إلى الرجل، وقد سبق من حديث سعيد، في الصحيحين في النهي عن النظر إلى ما حرم الله، ومما حرمه الله: النظر إلى النساء، قال الله عز وجل: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ}[النور:30-31]، من هنا: من بعض ما ينظرون، المقصود أنها تنظر إلى القرآن، وتنظر إلى الطريق، وتنظر إلى ما أحل الله، ليست تغمض عينيها عن جميع ما يرى، إنما من المحرمات، قال الله تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور:31].
(*) رأينا بعض العامة، أنهم إذا أتوا يصورون الناس في المسجد من أجل نشره في الفيديو، يقوم يستشرف بعنقه هكذا، وكلما وجه المصور من جانب، لوى بعنقه إليه، يريد أن يتصور من هنا، ويتصور من هنا، وهو مستقبل للـ(كاميرا)، وهو كذلك مصعِّر بخديه.
( هؤلاء المفتون الذين يشجعون الناس على تصوير ذوات الأرواح، يشجعونهم على سبب لعنة الله)، والنبي -صلى الله عليه وسلَّم- يقول: كما في حديث أبي جحيفة قال: رأيت أبي اشترى عبداً حجاماً فسألته فقال: ((نهى النبي -صلى الله عليه وسلَّم- . . . ولعن المصور )
وفي البخاري: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- قال: ((إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم ).
ويقول -صلى الله عليه وسلَّم- : (( يخرج عنق من النار له لسان ينطق، وعينان يبصر بهما، يقول: وكلت بكل جبار عنيد، ومن جعل مع إله آخر، وبالمصورين)). حديث صحيح.
فعلى هذا المفتن، (مميز وعلى أولئك الذين يظهرون في قناة اقرأ، أو قناة المجد، أو قناة الجزيرة أن يتقوا الله، ويتقيدوا بهذه الأدلة العظيمة، ولا تجرفهم الاستحسانات المخالفة للأدلة، فيغتر بفعلهم هذا عوام الناس، ويروجونه على ما فيه من الأضرار المذكورة هنا)، بعضها .
مميز والعوام بحاجة إلى الفتوى، والعلم النافع، وليسوا بحاجة إلى النظر إلى صورة المتكلم أو المفتي .
وفي الحسبان بإذن الله عزوجل إخراج رسالة بعنوان: «النصائح الجميلة للعلماء والدعاة الذين تظهر صورهم على قناة اقرأ والمجد والجزيرة" وإن لم يتيسر ذلك، فأكتفي بهذا التنبيه، وأقول: (اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء( اهـ ،حاشية من كتاب جلسة ساعة في الرد على المفتين في الإذاعة
وفي الأخير انتظر الإجابة الصريحة منك شيخنا وإن شاء الله تقف في صف من تقدم ذكرهم من أهل العلم السلفيين ، في هذه المسألة والله ولي التوفيق .س
الوقفة الثانية :قولك سددك الله : قد من الله بهذه النعم
أقول : هذه شيخنا تُعدّ من النقم ، وليست من النعم ؛ ذلك أن النعم ما تشتمل على محرم ،
وقد تقول : إن من النعم ما قد يستخدمها العبد في معصية الله .
أقول: نعم ، وتستخدم أيضاً في طاعة الله لذا قال تعالى :{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} أما التلفاز فكله معصية ونقم على ما تقدم ذكره وتسطيره ، بما لا حاجة لإعادته .
اللهم بصرنا بعيوبنا وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه اللهم آمين ، انتهت إلحلقة الأولى ، وإلى الثانية بمشيئة الله .
والحمد لله رب العالمين ،
وكتب /
أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي
29/صفر /1430هـ
أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي
29/صفر /1430هـ
تعليق