(بعض التنبيهات على تفّريق رسلان بين الأحزاب والجمعيات
وطعنه في العلماء الثقات)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله على رسوله الأمين
ثم أما بعد :
وطعنه في العلماء الثقات)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله على رسوله الأمين
ثم أما بعد :
فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"الدين النصيحة ،قلنا :لمن يارسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم "
فعملاً بهذا الحديث وغيره من الأدلة المتوافرة التي توجب النصح والتناصح بين المسليمن أقدم لكم كلاماً لمحمد بن سعيد رسلان حول الجمعيات ،وفقني الله تعالى في الوقوف عليه ،وقد حشاه هذا الرجل بالتأصيلات الرسلانية والقواعد الخلفية، والتفريق بين الحزب والجمعية،بل وسب فيه أهل العلم الذين لم يفرقوا بين الجمعيات والأحزاب ،وهذا الكلام معي من أيام الحصار الغاشم على دمَّاج ولكني أخرته لانشغال القلوب بأخبار إخواننا هناك .
ودونكم الكلام مع بعض التعقيبات والفتاوى لأهل العلم في حكم الجمعيات ،وأنا لست بصدد بيان حكم الجمعيات وإنما هي تنبيهات وتعقيبات ،وكلام العلماء مشهور معروف في تحريم الجمعيات فينظر في موطنه.
وهذا الكلام من شرح الأدب المفرد للإمام البخاري عام 1433هــ وهو موجود على موقعه .
قال رسلان _هداه الله_:
(وهذا الحديث الذي يستدلون به وهو حلف الفضول أو حلف المطيّبين لم يكن التعاقد فيه إلا على نصرة المظلوم وإرجاع حق ذي الحق إذا سُلب أو نُهب أو غير ذلك من تلك الأمور يدور في ذلك الفلك ولايخرج عنه.
قد يمثل هذا في بعض المجتمعات الإسلامية الجمعيات الخيرية، فهي في أصل تكوينها لا علاقة لها بالسياسة ولايُسمح لها أن تشتغل بالسياسة ،وجمعية الإخوان المسلمين عندما أنشأت بدأ إنما هي جمعية خيرية كأي جمعية خيرية فاشتغلوا بالسياسة ووقع منهم كثير من الأمور المخالفة فاغتالوا ووقعوا في الإرهاب والتفجير وما أشبه وكانوا طامحين إلى السلطة عن طريق جمعية خيرية فحلّت .
وكذلك كل جمعية خيرية إنما يكون التعاقد على العمل فيها من أجل خدمة المجتمع وتوصيل تلك الخدمة إلى المجتمع لا من أجل الاشتغال بالسياسة ،هذا مرفوض في قانون تأسيس وتشكيل وتكوين الجمعيات الخيرية فلا يقاس هذا على هذا
فالذي يقيس الأحزاب على الجمعيات الخيرية هو لايدري ما يخرج من رأسه
يقول : لماذا تقولون إن الأحزاب لاتجوز مع أنكم لاتتكلمون على الجمعيات الخيرية ؟
هذه ليست كهذه بالمرة ،هذا أمر
الأمر الثاني : أن الأحزاب تزيد المجتمع فرقة وتمزق أواصر الصلة بين المسلمين لأن كل حزب فرح بما عنده مقتنع ببرنامجه يريد أن يأتي بالناس إلى ذلك الحزب كي يعطوا ألأصوات في الانتخابات .
الجمعيات الخيرية ليس لها دخل في هذا الأمر مطلقا ولاتصارع عليه ولاتدخل فيه ،وأما هذه الأحزاب فمتناحرة ليست بمتنافسة وإنما متسابقة من أجل الوصول إلى الحكم ،كل حزب يريد هذا الأمر ،ويحكمها في المنتهى قانون لايحكم الجمعيات الخيرية ،فالقانون الذي يحكم الجمعيات الخيرية ليس فيه مخالفات لشريعة الله تبارك وتعالى ،وإنما هؤلاء الناس يؤذن لهم أن يخدموا في الإطار الذي يحدد لهم أو في الإطار الذي يحددونه هم ،بخدمة معلومة مع المراقبة من جهات بعينها ، أما الأحزاب فتخضع لقانون الأحزاب ،وقانون الأحزاب يمنع منعاً باتاً إدخال الدين فيما يتعلق بالأحزاب ،وأي حزب استخدم الدين وسيلة أو رفع شعارات دينية فإنه يُشطب من قبل لجنة الأحزاب من الأحزاب.
الجمعيات الخيرية ليست كذلك ، فإنما من أنشطتها أنها تنشر الوعي الديني في الإطار الشرعي في المجال الذي تعمل فيه ،لاتتخذ الدين شعاراً وإنما الأحزاب السياسية الدينية تتخذ الدين شعاراً وهي تعمل تحت مظلة الدين الشعار ، الذي يوهم العوام والمساكين ،تعمل بالقانون الذي ليس له صلة بشرع رب العالمين فإنه يعود في النهاية،فهذه الأحزاب لابد أن تكون ديمقراطية ) .
وهذه بعض التعقيبات على كلام هذا الرجل :
1_ قوله: (قد يمثل هذا في بعض المجتمعات الإسلامية الجمعيات الخيرية)
ذكر هذا الكلام بعد حديث حلف الفضول ،فمن أين لك التسوية بين حلف الفضول والجمعيات ؟؟
الفرق واسع شاسع بين حلف الفضول والجمعيات ،وهو كلام الحزبيين في الاستدلال بجواز الأحزاب بحلف الفضول
سيتضح هذا أكثر من كلام أهل العلم الآتي .
2_ قوله : (فهي في أصل تكوينها لا علاقة لها بالسياسة ولايُسمح لها أن تشتغل بالسياسة)
ثم أردفه بكلام عن جمعية الإخوان المسلمين وأنها تركت العمل الخيري واشتغلت بالسياسية ،وهذا هو ما حذر منه العلماء أنه لاتوجد جمعية تقوم على أرض صلبة من الاحتكام إلى الشريعة ،وحتى لو وجد فإنها سرعان ما تتحول وتتبدل كما ذكرت أنت بنفسك عن الإخوان
قال الشيخ الألباني في سلسلة الهدى والنور (792):
(,ونحن نسأل الآن وأرجوا أن يكون الجواب واضحاً ,
هل كل جمعية خيرية في العالم الإسلامي تعتقدون أنها قائمة على الأحكام الشرعية ؟. السائل : يمكن يكون بعضها قائم على الأحكام الشرعية , وبعضها غير قائم !!.
الشيخ : طيب , إذا الجواب أسهل قل : لا وانتهى الأمر , ليس كل .. وإنما هكذا وهكذا ..)
ثم ذُكر أمام الشيخ الألباني كلاماً فأقره وهو (لا تكاد هذه الجمعية أو تلك تنشأ حتى يدب الخلاف).
3_قوله: (فالذي يقيس الأحزاب على الجمعيات الخيرية هو لايدري ما يخرج من رأسه )
وهذا الكلام طعن صريح في أهل العلم ،فأين السلفية يابن رسلان ،وأين تأصيلك للمنهج ؟ وهذا الكلام من سنتين فقط ليس من ثلاثين سنة ،فتب يابن رسلان من هذا الطعن في العلماء وعلى رأسهم العلَّامة مقبل الوادعي الذي أنكر على من فرق بين الأحزاب والجمعيات .
حيث قال رحمه الله في ذم المسألة :
(دع عنك أنها جمعيات تكون سببا للحزبية ، ومن كان معنا ساعدناه ومن لم يكن معنا لم نساعده)
وسُئل رحمه الله في تحفة المجيب فأجاب :
هناك من يقول إن الجمعيات كجمعية الحكمة والإحسان شبهة وليست حزبية فما تقولون؟
الجواب: هذا إما أن يكون صاحب هوى، وإما أن يكون جاهلاً، فإن كان جاهلاً فننصحه أن يتعلم، وإن كان صاحب هوى فليعتبر بغيره الذين ضاعوا وماعوا بعد هذه الجمعيات، وأنصحه باستماع شريط "التحذير من الحزبية"، والحمد لله فالعجائز عندنا يعرفن أن جمعية الحكمة حزبية وكذلك أصحاب جمعية الإحسان.)
فاختر لنفسك يابن رسلان الهوى أم الجهل ؟؟
فإن قال إننا نقر بحزبية جمعية الإحسان والحكمة مثلاً
نقول له فيجب عليك أن تعترف أن كل الجمعيات تكون سبباً من أسباب التحزب فوجب عليكم التبرء منها جميعاً.
4_قوله :( يقول : لماذا تقولون إن الأحزاب لاتجوز مع أنكم لاتتكلمون على الجمعيات الخيرية ؟
هذه ليست كهذه بالمرة)
هذا أكبر دليل على أنك لاتحذر من الجمعيات فتأمل ذلك أيها القارئ المنصف ،ولايهولنّك ما تراه من الرجل من لبس لبوس السلفية ،والتحذير من بعض الجماعات البدعية .
ثانيا :من قال أن العلماء لايتكلمون على الجمعيات ،أم إنك تحسب نفسك منهم ؟؟ لذلك تزيد في تأصيلك الفاسد في التفريق بين الحزب والجمعية .
ثالثا: بسببك وبسبب أمثالك من المتسلطين على المنهج السلفي ظن الناس أن السلفيين متناقضون حينما يحذرون من الأحزاب ولا يحذرون من الجمعيات ،وألا فليعرف العالم أن رسلان ليس محسوباً على العلماء ولا حتى طلاب العلماء السلفيين .
5_قوله:( فالقانون الذي يحكم الجمعيات الخيرية ليس فيه مخالفات لشريعة الله تبارك وتعالى)
هذا من الكذب البيّن ،إذ أنه من المعلوم أن الجمعيات تلتزم بما تفرضه الدولة عليها من :
أ_وضع الأموال في البنوك.
ب_تصوير ذوات الأرواح.
ج_الانتخابات داخل الجمعية.
د_جمع التبرعات والتسولات.
هـ_التحزب والتنظيم .
وغير ذلك من المخالفات ،نسأل الله النجاة من الفتن .
6_قوله:( فإنما من أنشطتها أنها تنشر الوعي الديني في الإطار الشرعي في المجال الذي تعمل فيه)
أي وعي تنشره الجمعيات؟؟
وأين هم العلماء القائمون على الجمعيات حتي ينشروا وعيك المزعوم؟؟.
وأخيراً هذه بعض فتاوى العلماء في حكم إنشاء الجمعيات .
أولاً:الشيخ الألباني رحمه الله :
سُئل_ رحمه الله_ عند خروجه من المسجد إلى سيارته
قال السائل : ما قولكم في الجمعيات ؟!.
قال الشيخ : أين تضع أموالها ؟؟.
السائل : في البنك !!.
فقال – عليه رحمة الله - : ما بني على باطل فهو باطل .
(شريط أسئلة السيارة ).
ثانياً: الشيخ مقبل الوادعي _رحمه الله_
(وتلكم الجمعيات التي لا يؤذن لها إلا بشروط أن تكون تحت رقابة الشئون الاجتماعية، وأن يكون فيها انتخابات، وأن يوضع مالها في البنوك الربوية، ثم يلبّس أصحابها على الناس ويقولون: هل بناء المساجد، وحفر الآبار، وكفالة اليتامى حرام؟ فيقال لهم: يا أيها الملبّسون: من قال لكم: إن هذه حرام؟ فالحرام هي الحزبية، وفرقة المسلمين، وضياع أوقاتكم في الشحاذة، ولقد انقلبت العمرة في رمضان إلى شحاذة:
يا مشعر القراء ويا ملح البلد.... ما يصلح الملح إذا الملح فسد).
(ذم المسألة)
ثالثاً: الشيخ ربيع المدخلي _حفظه الله_
وهذه فتوى الشيخ ربيع الذي تتمسح فيه وتدعي أنك على منهجه !!
(السائل : شيخنا عندنا سؤال .
الشيخ : أيوه .
السائل : هل الجمعيات من المسائل التي يسوغ الخلاف فيها بحيث يعذر من يرى جوازها ؟ .
الشيخ : وهل يسوغ الخلاف في البدع والضلالات !؟
السائل : لا . الشيخ : خلاص ،هذه بـدعـة ومتابعة للكفار ولها مفاسد عظيمة لا يعلمها إلا الله عز وجل وإنها تفرق المسلمين ، بارك الله فيك
السائل : جزاك الله خير .).
رابعاً: الشيخ يحيى الحجوري _حفظه الله_
وهذه الفتوى ليست لك يارسلان ،فكلامك السيئ معروف في العلَّامة الحجوري ،حيث قال رسلان في تسجيل مسرب له (الحجوري تكلم فيه الكبار وانتهى الأمر ) ،هذا غيره رميه بالحدادية والضلال !!.
وهذا كلام العلامة الحجوري لأهل الحق المتمسكين بالدليل لا لأهل التخذيل .
( سُئل : أن بعض الجمعيات ليس على حد سواء ، أو أن الجمعيات في بعض البلدان ليست كالجمعيات في بلاد أخرى !!؟؟.
الجواب : هذه بوادر السوء , ما ذكر في هذا السؤال من تلك الجمعيات التي تربوا عليها جمعية موجودة عندنا في بعض البنود لا يبرر لإخواننا أولئك اللجوج بتلك الجمعيات باعتبار أنها تنقص عن هذه الجمعيات بشيء من الأعمال ولا ينبغي اتخاذ أنصاف الحلول , ولم يضيق الله على إخواننا السلفيين من أنه لا تقوم دعوتهم إلا بالجمعيات فيها إما التصوير أو وضع المال في البنوك أو كذلك أيضا ترتيبات الجمعيات من رئيس ومندوب وكذلك نحن نعرف ما الذي يتعلق بشؤون الجمعيات أنها خاضعة للقوانين الدولية سواء سموها جمعيات أو سموها مؤسسات أو سموها بما شاءوا لهذا سبق الجواب على هذه المسألة بالنص الجازم بما يسر الله تعالى لإخواننا السلفيين هنا وهناك بالبعد عن هذه الجمعيات فو الله رأينا أضرارها وشرورها وتفكيكها وتحزبها وما إلى ذلك من الأعمال التي بذرت منها وفرقت السلفيين، فيا إخوان الله بالبعد عن ذرائع الفتن الجمعيات وإن كانت هناك بنود تنقص عن هذه، وهذه ذرائع للفتن وما هذه الأسئلة التي سمعتموها إلا من الفتن المترتبة على الجمعية أعني أنها ينكرها السلفيون وأولئك يستمرون فيها على بعض الفتاوى ربما أخذوها من بعض من لم يتبين له أضرارها أو بعض من نعتبر هذا الفتاوى منه خطأ، فنعم بارك الله فيكم البعد عن هذه الجمعيات ولو كان هناك شيء مما يختلف فيه عن شيء، هذه الجمعيات هناك ولكنها جمعية. واستمروا بنودها وأفكارها وشيئا من ذلك يجتنب يجتنب.إهـ
وأخيراً أسأل الله أن أكون وُفقت في التنبيه على كلام هذا الرجل ،وإلا فكلامي لايعدو على كونه تنبيهاً وليس رداً،وإنما الرد يكون لأهل العلم الراسخين وطلبته المجتهدين .
والحمدلله رب العالمين .
خالد بن جلال المصري
والحمدلله رب العالمين .
خالد بن جلال المصري
ملاحظة:فتاوى العلماء منقولة من تفريغات إخواننا على الشبكة ،أما كلام رسلان فمن تفّريغ الكاتب .