• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

::: وقفات استنكارية على تجويز شيخنا عبيد للأعمال الاختلاطية :::

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ::: وقفات استنكارية على تجويز شيخنا عبيد للأعمال الاختلاطية :::



    وقفات استنكارية
    على تجويز شيخنا عبيد للأعمال الاختلاطية


    كتبه /
    أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي
    عفا الله عنه


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

    فإن المولى تبارك وتعالى حذّر في كتابه الكريم من التقول عليه بغير علم فقال تعالى :{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُون }

    قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين(1/ 296-297 ):" وأما القول على الله بلا علم فهو أشد هذه المحرمات تحريماً وأعظمها إثما ولهذا ذكر في المرتبة الرابعة من المحرمات التي اتفقت عليها الشرائع والأديان ولا تباح بحال بل لا تكون إلا محرمة وليست كالميتة والدم ولحم الخنزير الذي يباح في حال دون حال ، .......... ولهذا اشتد نكير السلف والأئمة لها وصاحوا بأهلها من أقطار الأرض وحذروا فتنتهم أشد التحذير وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا مثله في إنكار الفواحش والظلم والعدوان إذ مضرة البدع وهدمها للدين ومنافاتها له أشد وقد أنكر تعالى على من نسب إلى دينه تحليل شيء أو تحريمه من عنده بلا برهان من الله فقال:{ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ... الآية ".اهـ

    وقد أمر المولى تبارك وتعالى سؤال أهل العلم الراسخين فيه فإنهم المبلغون عن رب العالمين ، وللأسف الشديد ظهر في هذه الآونة الأخيرة ممن ينتسب إلى العلم ظهرت منه أمور غريبة وعجيبة وفتاوى مخالفة أصلاً للكتاب والسنة وما عليه علماء الأمة السلفيون ،وفي حقيقة الأمر ما ضر إلا نفسه والله المستعان ،

    ولقد أحسن ابن رجب رحمه الله حيث قال :" خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس " جامع العلوم والحكم (6/30) ، والله أعلم ماذا ينطوي عليه من أمور سببت ظهور مثل هذه الفتاوى التي قد تكون سبباً في سقوطه على أم رأسه والله المستعان.
    ومن هذه الفتاوى السيئة فتوى صدرت ممن نصب نفسه مناوئ ومتصدياً لدعوة الله الحقّة في اليمن التي أسس دعائمها ذلكم الجبل الأشم شيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله وخلفه عليها وعلى كرسيه الناصح الأمين الذي جعله الله شوكة في حلوق المبطلين والمميعين العلامة الشيخ يحيى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى ؛ فتوى لم يلتفت إليها إلا ضعاف الناس والمرضى منهم، إنها فتوى جواز الاختلاط بين الرجال والنساء في مقر العمل من الشيخ عبيد الجابري المدرّس بالقسم الثانوي بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سابقاً ،

    فقد أدهشني والله مثل هذه الفتيا وغيرها من الفتاوى الباطلة التي صدرت منه في الآونة الأخيرة مما هي على منوالها والتي هي في حقيقة الأمر عوناً لأهل الباطل من الشهوانيين وأصحاب الأغراض المادية ومن المتحزبة والمبتدعين ، فقد أطربتهم هذه الفتيا طرباً وأفرحتهم فرحاً ، والله المستعان ،

    وقد يسر الله أن قمت بمناقشته فيما يتعلق بالجامعة الإسلامية التي نصب نفسه منافحاً لمن فيها من المبطلين في رسالة أسميتها (حقائق واقعية عن الجامعة الإسلامية ) وقد رفقت به كثيراً وكثراً جداً ، ثم وقفت مؤخراً على فتيا له بجواز المشاركة في الانتخابات من باب الضرورة ونحو ذلك ، فاستعنت بالله على الرد عليها ومناقشتها أيضاً برفق وهدوء كونه أولاً يُعد من مشايخي ثم هو فيما يظهر من مشايخ أهل السنة ، ولكن لما رأيت أن الرجل أصبح مضاداً لدعوة أهل السنة باليمن وجاء من مكانه لمناصرة الباطل وأهله من أصحاب الحزبية الجديدة ، رأيت أنه لابد من قوة في الرد عليه في هذه الرسالة وهذه المناقشة علّ ذلك يكون نافعاً له فيستيقظ مما أصابه مؤخراً من غفلته ويصلح ما أفسده قبل أن يفجأه هادم اللذات الموت ، عند ذلك لا ينفع الندم ،قال تعالى :" {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون } ، وأسميت الرسالة ( وقفات استنكارية على تجويز شيخنا عبيد للأعمال الاختلاطية ) والله أسأل أن ينفع بها كاتبها والناظر فيها ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، والحمد لله رب العالمين

    وكتب / أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي
    27/صفر /1430هـ


    *********************

    نص فتوى الشيخ عبيد الجابري هداه الله

    قال الشيخ عبيد في أجوبة اللقاء المفتوح الذي عقد في مسجد التقوى (الإيمان) باليمن في مدينة عدن في يوم الأحد 10 رجب 1429هـ في السؤال العشرين :

    أحسن الله إليكم – يقول: رجل اُبتلي في عمله بوجود بعض النساء معه في العمل وهو أصلح أهل قريته من حيث العلم وحفظ القرآن، وهو الخطيب، وهو الذي يدرس ، فهل يمكّن من ذلك؟
    الإجابة:
    نعم، هذا لا يجرحه ولا يخدش في دينه ما دام أنه لم يُعلم عنه سوء، ويُنصح - وأظنه إن شاء الله فاعلاً ذلك – بالغض من بصره وتقليل الكلام مع هؤلاء النسوة المخالطات له في العمل، وأن يبتعد عن الخلوة بهن ، وأن لا يتحدث معهن إلا حسب حاجة العمل فقط، وإن وَجد عملاً آخر ليس فيه اختلاط فإنا ننصحه بالانتقال إليه ، حفاظاً على دينه .

    ******************

    المؤاخذات على هذه الفتوى:

    الوقفة الأولى : هذا لا يجرحه ولا يخدش في دينه ما دام أنه لم يُعلم عنه سوء.

    الوقفة الثانية : ويُنصح - وأظنه إن شاء الله فاعلاً ذلك – بالغض من بصره وتقليل الكلام مع هؤلاء النسوة المخالطات له في العمل.

    الوقفة الثالثة : وأن يبتعد عن الخلوة بهن ، وأن لا يتحدث معهن إلا حسب حاجة العمل فقط.

    الوقفة الرابعة : وإن وَجد عملاً آخر ليس فيه اختلاط فإنا ننصحه بالانتقال إليه ، حفاظاً على دينه.

    *********************

    الوقفة الأولى :هذا لا يجرحه ولا يخدش في دينه ما دام أنه لم يُعلم عنه سوء.


    [
    COLOR="Blue"]قلت :
    ثبت في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :(الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَه..) الحديث متفق عليه واللفظ للبخاري .

    فكيف يستقيم قولك هذا مع هذا الحديث الذي بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن الحلال بين وكذا الحرام وبينهما أمور مشتبهات ، ومسألة الاختلاط من الأمور البينة تحريمها من الكتاب والسنة كما هو معلوم ، وليست من الأمور المشتبه التي إن ارتكبت وقع الشخص في الحرام ،

    ثم أين أنت من قول رسول الهدى عليه الصلاة والسلام حيث قال : (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) متفق عليه من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه ،

    قال أهل العلم في معنى الحديث : "( فتنة ) سببا للفتنة وذلك بتكليف الرجال من النفقة ما لا يطيق أحيانا وبإغرائهن وإمالتهن عن الحق إذا خرجن واختلطن بالرجال لاسيما إذ كن سافرات متبرجات .

    ( أضر ) أكثر ضررا وأشد فسادا لدينهم ودنياهم.

    وكيف غاب عنك قول الرسول عليه الصلاة والسلام :( فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) رواه مسلم من حديث أبي سعيد رضي الله عنه .

    وقوله عليه الصلاة والسلام :( المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ) رواه الترمذي من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وصححه العلامة الألباني رحمه الله .

    قال أهل العلم في معنى الحديث :" والمعنى أن المرأة يستقبح بروزها وظهورها فإذا خرجت أمعن النظر إليها ليغويها بغيرها ويغوي غيرها بها ليوقعهما أو أحدهما في الفتنة، أو يريد بالشيطان شيطان الإنس من أهل الفسق سماه به على التشبيه " تحفة الأحوذي (3/253)

    ألم تعلم أن الله تعالى أمر المرأة بالقرار بالبيت ولا يكون خروجها إلا للضرورة فقال تعالى : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}.

    وإن اضطرت للخروج للعمل فلا يجوز لها ذلك إلا إذا كان في محيط النساء أخذاً بما تقدم من الأدلة.

    , يقول العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :"وإخراج المرأة من بيتها الذي هو مملكتها ومنطلقها الحيوي في هذه الحياة إخراج لها عما تقتضيه فطرتها وطبيعتها التي جبلها الله عليها ، فالدعوة إلى إنزال المرأة في الميادين التي تخص الرجال أمر خطير على المجتمع الإسلامي ،ومن أعظم آثاره الاختلاط الذي يعتبر من أعظم وسائل الزنى الذي يفتك بالمجتمع ويهدم قيمه وأخلاقه ، ومعلوم أن الله تبارك وتعالى جعل للمرأة تركيباً خاصاً يختلف تماماً عن تركيب الرجل ، هيأها به للقيام بالأعمال التي في داخل بيتها والأعمال التي بين بنات جنسها ، ومعنى هذا : أن اقتحام المرأة لميدان الرجال الخاص بهم يعتبر إخراجاً لها عن تركيبها وطبيعتها ، وفي هذا جناية كبيرة على المرأة وقضاء على معنويتها وطبيعتها ، وتحطيم لشخصيتها ويتعدى ذلك إلى أولاد الجيل من ذكور وإناث ...." رسالة بعنوان " خطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله صـ4.

    فتأمل معي أصلحك الله إلى قول هذا العالم الناصح في آخر كلامه حيث قال : " ويتعدى ذلك إلى أولاد الجيل من ذكور وإناث" يظهر جلياً خطورة تلكم المشاركة الاختلاطية حتى على الأجيال سواء أبناء المرأة أم أبناء المجتمع ،

    أضف إلى ذلك أن المرأة ناقصة عقل ودين فإذا كان الحال ذلك فالفتنة بها أشد وأشد ،جاء في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ...).

    ألم تعلم بصّرك الله بالحق أن هناك شروطاً لخروجها للمسجد فضلاً عن غيره ، فقد ثبت عند أبي داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ وَلَكِنْ لِيَخْرُجْنَ وَهُنَّ تَفِلَات ) وفي لفظ (وبيوتهن خير لهن ) .

    ومعنى تفلات أي غير متطيبات ، ومعلوم أن غالب النساء إذا خرجن إلى الأعمال الاختلاطية تكون متطيبة مما يثير شهوة الرجال ، والله المستعان ،

    قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى :" وفي بعض ألفاظ هذا الحديث لكن في الصحيحين قال:((وبيوتهن خير لهن))فيستفاد من هذا أن المرأة كلما كانت في بيتها فهو أفضل,حتى لو قالت أنا أريد أن أخرج إلى المسجد لأصلي مع الجماعة,قلنا لها إن صلاتك في بيتك أفضل وأحسن؛لأنه كلما بعدت المرأة عن الاختلاط بالرجال كان ذلك أبعد عن الفتنة".مجموع فتاوى ورسائل الشيخ العثيمين (15/27).

    ثم أين أنت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( العينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطو ) متفق عليه واللفظ لمسلم،

    وإنما كان زنا لأنه تمتع بالنظر إلى محاسن المرأة ومؤد إلى دخولها في قلب ناظرها فتعلق في قلبه فيسعى إلى إيقاع الفاحشة بها، فإذا نهى الشارع عن النظر إليها لما يؤدي إليه من المفسدة وهو حاصل في الاختلاط فكذلك الاختلاط ينهي عنه لأنه وسيلة إلى ما لا تحمد عقباه من التمتع بالنظر والسعي إلى ما هو أسوأ منه .

    المهم أن الأدلة أكثر من أن تُحصر التي تبين وتوضح تحريم ظاهرة الاختلاط ، فكيف يستقيم هذا القول منك مع كل هذه الأدلة ، ثم يقال إذا لم يُعلم منه سوء ، فمن الذي يُقدّر هذا السوء وما ضابطه ؟ ومن الذي يطلع على قلوب العباد إلا رب العالمين ، فهذا القول منك ظاهر البطلان ، فوجب الرجوع عن ذلك .

    ********************

    الوقفة الثانية : ويُنصح - وأظنه إن شاء الله فاعلاً ذلك – بالغض من بصره وتقليل الكلام مع هؤلاء النسوة المخالطات له في العمل .

    أقول : مناقشة هذا القول من وجهين :

    الوجه الأول : قولك : ويُنصح - وأظنه إن شاء الله فاعلاً ذلك – بالغض من بصره.
    أقول : قال تعالى : {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون }

    ومن لازم غض البصر الابتعاد عن مواطن وأسباب ذلك من اختلاط الرجال بالنساء في مقر العمل ، الذي يجر إلى الوقوع فيما لا ُيحمد عقباه ، ولذلك قال تعالى : ويحفظوا فروجهم ، لأن النظر سهم من سهام إبليس وهو داع إلى فساد القلب

    قال ابن كثير رحمه الله في تسيره (6/42) :" ولما كان النظر داعية إلى فساد القلب، كما قال بعض السلف: "النظر سهام سم إلى القلب"؛ ولذلك أمر الله بحفظ الفروج كما أمر بحفظ الأبصار التي هي بواعث إلى ذلك، فقال: { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ } . وحفظُ الفَرج تارةً يكون بمنعه من الزنى، كما قال { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } [المعارج:29، 30] وتارة يكون بحفظه من النظر إليه، كما جاء في الحديث في مسند أحمد والسنن: احفظ عورتك، إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك" .

    فقل لي بربك هل يأمن الإنسان على نفسه من استدامة وتطويل النظر مع العلم أن النظرة الأولى لنا وهي نظرة الفجأة والثانية علينا،

    فقد جاء في مسلم من حديث جرير بن عبد الله البجلي، رضي الله عنه، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم، عن نظرة الفجأة، فأمرني أن أصرفَ بَصَري" فهل بالله عليك ياشيخ عبيد يستطيع الإنسان أن يصرف بصرة مرة بعد مرة مع العلم أن هذه المرأة تعتبر زميلة لهذا الرجل في مقر العمل ، والله المستعان .

    الوجه الثاني : قولك عفا الله عنك : وتقليل الكلام مع هؤلاء النسوة المخالطات له في العمل.

    أقول : يلزمك أن توضح لنا ما مقدار تقليل الكلام مع النسوة ، فإن كل شخص سيفهم على ما يرغب ويقول هذا قليل ، ثم هل يأمن الشخص أن يقع في قلبه شيء من المرض من هذا الكلام خصوصاً أن أكثر النساء غير مستقيمات بل قد تجد التكسر والليونة في الكلام والله تعالى يقول :{ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}، هذا أمر ،

    وأمر آخر أن يقال: هذا القليل من الكلام قد يتكرر في اليوم أكثر من مرة وهكذا الأيام والشهور القادمة بل حتى في السنوات ، فكم ياشيخ عبيد سيضيع ويميع كثير من الناس بسبب هذه الفتيا المظلمة التي تجر معها الويلات والنكبات ، والله المستعان .ِ

    *******************

    الوقفة الثالثة :
    وأن يبتعد عن الخلوة بهن ، وأن لا يتحدث معهن إلا حسب حاجة العمل فقط .


    قلت : مناقشة هذا القول من وجهين :

    الوجه الأول : قولك : "وأن يبتعد عن الخلوة بهن" .

    أقول : أين يذهب وأنت قد أجزت له ذلك بقولك " هذا لا يجرحه ولا يخدش في دينه ما دام أنه لم يُعلم عنه سوء " ، وإلا أصبح ذلك من التناقض البيّن .

    ثم كيف يبتعد عن الخلوة وهي مشاركة له في العمل وقد يحتاجا إلى التحدّث فيما بينهما فيما يتعلّق بالعمل كما قلت ذلك "وأن لا يتحدث معهن إلا حسب حاجة العمل فقط "

    فما هذا التخبط والتناقض ، فأول الكلام يبطل آخره ، وكل هذا وذاك لأن الفتيا من أساسها مبنية على باطل قال تعالى :{ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.

    الوجه الثاني : قولك :" وأن لا يتحدث معهن إلا حسب حاجة العمل فقط" .

    أقول : هذا القول منك يجر إلى الخلوة التي أنت لا تراها ، ذلك أن الحديث بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بالعمل غالباً ما يكون فيه خلوة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :( لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَم) متفق عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .

    فإن كابرت وأبيت أن لا خلوة فقد حصل الاختلاط والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :( إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ الْحَمْوُ الْمَوْتُ) متفق عليه من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه ، هذا أمر .

    وأمر آخر ألا وهو أن يقال : إن تجويزك لما ذكرتَ فتحُ باب للزيغ والانحراف وبيان ذلك أن الله يقول :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}

    فقد فتحت بفتوتك هذه خطوة من خطوات الشيطان لهذا الرجل ولتلك المرأة ثم بعد ذلك تنخرط حبات المسبحة واحدة تلو الأخرى والله المستعان
    .

    *************

    الملاحظة الرابعة :
    وإن وَجد عملاً آخر ليس فيه اختلاط فإنا ننصحه بالانتقال إليه ، حفاظاً على دينه


    هذا القول منك ينقض ما أبنته من ذي قبل بقولك : هذا لا يجرحه ولا يخدش في دينه ما دام أنه لم يُعلم عنه سوء".
    فكيف تقرر أن هذا الاختلاط لا يجرح ولا يخدش في دين الرجل ثم تردف في نهاية الفتوى وتنصح بالانتقال من هذا العمل المختلط حفاظاً على دين ذلك الرجل ،

    فلا أعلم ما سبب الاضطراب في الفتوى ؟ !!!،

    ألكونك علمت منه سوء؟

    أم لأن الفتوى أصلاً غير منضبطة بالضوابط الشرعية؟ !!! هذا أمر ،

    وأمر آخر أن يقال : لعلك ترى له أن ذلك من باب الضرورة وليس هناك من بديل ، وهذا الذي يدل عليه كلامك السابق .

    فأقول : البديل هو قوله تعالى : { َومَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ....}،
    قال شيخنا العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :" وأنا أقول أنها شنشنة في هذا الزمان يقال ما هو البديل ، كلمة سهلة جداً ولسهولتها يلجأ إليها الضعفاء ، ضعفاء الناس والذين ابتلوا بالابتعاد عن هدي القرآن وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام فهم يريدون البديل أن يحققوه ما بين عشية وضحاها ،

    وهنا أقول البديل هو قوله تبارك وتعالى :{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} البديل تقوى الله عز وجل ولا شك أن تقوى الله تتطلب قبل كل شيء علماً نافعاً ، وثانياً: عملاً صالحاً مقروناً بالعلم النافع فلا يغني عمل صالح عن العلم النافع ، ولا العلم النافع بالذي يغني عن العمل الصالح ،بل لا بد من الجمع بينهما ، ولكي يستطيع المسلمون أن يقوموا بهذه التقوى التي تتضمن العلم النافع والعمل الصالح هذا يحتاج إلى جهود جبارة متكافئة بين أهل العلم الذين يقومون بواجب التعليم والتبليغ للإسلام وبين واجب العمل بهذا الإسلام لجماهير المسلمين ، فحينما يتفاعل عامة المسلمين علماؤهم هؤلاء العلماء بنشرهم للعلم وأولئك بعملهم بالعلم فَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ تبارك وتعالى ، فالبديل إذن هو العودة إلى الإسلام فهماً وعملاً" اهـ من شريط (خطر المشاركة في الانتخابات ).

    أما قضية دعوى الضرورة ، فقد قال العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله :" وأما ما هو ضابط الدخول للضرورة في هذه الجامعات المختلطة؟ فليست هناك ضرورة، فهل السيف على رقبة الشخص، أو أنه إذا لم يدخل الجامعات، زجّ به في السجن حتى يخاف على نفسه، أو ماله، أو عرضه، أن يحل به ما لا يتحمله "

    قلت : وهذا يقال أيضاً في مواطن العمل ، ..

    المهم أخشى ما خشاه من هذا التخبط والاضطراب في الفتيا أن يكون ناتجاً عن عقوبة من الله تعالى لك يا شيخ عبيد ذلك أن أخذت تتصدّى لدعوة الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله فطعنت في حاملها من بعده العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى بل جندت نفسك لنصرة الباطل الذي عرفه القاصي والداني من فتنة ابني مرعي عاملهم الله بما يستحقان , فلعل هذا التخبط والاضطراب ناتج عن ذلك ،

    فها هي فتواك بالانتخابات ما أفرحت إلا المبطلين واليوم تطالعنا بداهية وباقعة أخرى والله أعلم ماذا ستأتي به الأيام من ذلك ، فوالله ياشيخنا عبيد إني لك ناصح فارجع وفقك الله عن مثل هذه المخازي وأنت قد جاوزت السبعين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :( أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك) رواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وفي لفظ (معترك المنايا ما بين الستين إلى السبعين) ،

    فوالله إن التصدي لدماج معقل العلم وأهله ليعد من البوائق العظام التي تحتاج إلى توبة نصوح ، وفي حقيقة الأمر إن من يحذر في الدراسة بدار الحديث بدماج إنما يفضح نفسه ويعرضها للبطش والبوار شاء أم أبى ، وعند الله تلتقي الخصوم .

    وبعد عزيزي القارئ الكريم فإليك بعض فتاوى علماء السنة في الا ختلاط أختم بها هذه الوقفات علها تكون نبراساً لنا لكي نأخذ الفتيا من أهلها وليس من كل من هب ودبّ، :

    ****************

    فتوى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله :

    الواجب في مسألة الاختلاط

    وأما اختلاط النساء بالرجال وحصول المفاسد التي ذكرتها * فهذا من أكبر المنكرات التي يتعين إنكارها على الجميع ، كما يجب على كل فرد أن يمنع نساءه من هذا السفور والاختلاط ، فإن فتنة النساء فتنة عظيمة ، وفي الحديث ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)
    وهذه المسائل تحتاج إلى موالات النصائح ، وبذل الجد في تحذير الناس من مغبتها . وتبيين مفاسدها والاستمرار بذلك ، والاستعانة بذوي السلطة وأصحاب النفوذ لعل الله أن يهدي ضال المسلمين والسلام عليكم .

    (ص-ف 1278-1 في 13-5-1385)

    ________________________________________
    * في السؤال – وهو ما يحصل من النساء هناك من خروجهن سافرات ، واختلاطهن بالرجال في محافل الزواج ، وعند القدوم من السفر ، وعند حفل الولادة ، ونحو ذلك إلى آخر ما ذكرته (هذا نص السؤال).

    *********************

    فتوى العلامة ابن باز رحمه الله :

    قال رحمه الله في مقال له بعنوان (خطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله):

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
    فإن الدعوة إلى نزول المرأة للعمل في ميدان الرجال المؤدي إلى الاختلاط سواء كان ذلك على جهة التصريح أو التلويح بحجة أن ذلك من مقتضيات العصر ومتطلبات الحضارة أمر خطير جدا له تبعاته الخطيرة، وثمراته المرة، وعواقبه الوخيمة، رغم مصادمته للنصوص الشرعية التي تأمر المرأة بالقرار في بيتها والقيام بالأعمال التي تخصها في بيتها ونحوه.

    ومن أراد أن يعرف عن كثب ما جناه الاختلاط من المفاسد التي لا تحصى فلينظر إلى تلك المجتمعات التي وقعت في هذا البلاء العظيم اختيارا أو اضطرارا بإنصاف من نفسه وتجرد للحق عما عداه يجد التذمر على المستوى الفردي والجماعي، والتحسر على انفلات المرأة من بيتها وتفكك الأسر، ويجد ذلك واضحا على لسان الكثير من الكتاب بل في جميع وسائل الإعلام وما ذلك إلا لأن هذا هدم للمجتمع وتقويض لبنائه .

    والأدلة الصحيحة الصريحة الدالة على تحريم الخلوة بالأجنبية وتحريم النظر إليها، وتحريم الوسائل الموصلة إلى الوقوع فيما حرم الله أدلة كثيرة قاضية بتحريم الاختلاط؛ لأنه يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.

    وإخراج المرأة من بيتها الذي هو مملكتها ومنطلقها الحيوي في هذه الحياة إخراج لها عما تقتضيه فطرتها وطبيعتها التي جبلها الله عليها .

    فالدعوة إلى نزول المرأة في الميادين التي تخص الرجال أمر خطير على المجتمع الإسلامي، ومن أعظم آثاره الاختلاط الذي يعتبر من أعظم وسائل الزنا الذي يفتك بالمجتمع ويهدم قيمه وأخلاقه .
    ومعلوم أن الله تبارك وتعالى جعل للمرأة تركيبا خاصا يختلف تماما عن تركيب الرجال هيأها به للقيام بالأعمال التي في داخل بيتها والأعمال التي بين بنات جنسها.

    ومعنى هذا: أن اقتحام المرأة لميدان الرجال الخاص بهم يعتبر إخراجا لها عن تركيبها وطبيعتها، وفي هذا جناية كبيرة على المرأة وقضاء على معنوياتها وتحطيم لشخصيتها، ويتعدى ذلك إلى أولاد الجيل من ذكور وإناث؛ لأنهم يفقدون التربية والحنان والعطف، فالذي يقوم بهذا الدور هو الأم قد فصلت منه وعزلت تماما عن مملكتها التي لا يمكن أن تجد الراحة والاستقرار والطمأنينة إلا فيها وواقع المجتمعات التي تورطت في هذا أصدق شاهد على ما نقول.

    والإسلام جعل لكل من الزوجين واجبات خاصة على كل واحد منهما أن يقوم بدوره ليكتمل بذلك بناء المجتمع في داخل البيت وفي خارجه .

    فالرجل يقوم بالنفقة والاكتساب، والمرأة تقوم بتربية الأولاد والعطف والحنان والرضاعة والحضانة والأعمال التي تناسبها لتعليم الصغار وإدارة مدارسهن والتطبيب والتمريض لهن ونحو ذلك من الأعمال المختصة بالنساء. فترك واجبات البيت من قبل المرأة يعتبر ضياعا للبيت بمن فيه، ويترتب عليه تفكك الأسرة حسيا ومعنويا وعند ذلك يصبح المجتمع شكلا وصورة لا حقيقة ومعنى.

    قال الله جل وعلا:{ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} فسنة الله في خلقه أن القوامة للرجل بفضله عليها كما دلت الآية الكريمة على ذلك، وأمر الله سبحانه للمرأة بقرارها في بيتها ونهيها عن التبرج معناه: النهي عن الاختلاط وهو: اجتماع الرجال بالنساء الأجنبيات في مكان واحد بحكم العمل أو البيع أو الشراء أو النزهة أو السفر أو نحو ذلك؛ لأن اقتحام المرأة في هذا الميدان يؤدي بها إلى الوقوع في المنهي عنه، وفي ذلك مخالفة لأمر الله وتضييع لحقوقه المطلوب شرعا من المسلمة أن تقوم بها.

    والكتاب والسنة دلا على تحريم الاختلاط وتحريم جميع الوسائل المؤدية إليه قال الله جل وعلا: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} فأمر الله أمهات المؤمنين- وجميع المسلمات والمؤمنات داخلات في ذلك- بالقرار في البيوت لما في ذلك من صيانتهن وإبعادهن عن وسائل الفساد؛ لأن الخروج لغير حاجة قد يفضي إلى التبرج كما يفضي إلى شرور أخرى، ثم أمرهن بالأعمال الصالحة التي تنهاهن عن الفحشاء والمنكر وذلك بإقامتهن الصلاة وإيتائهن الزكاة وطاعتهن لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم وجههن إلى ما يعود عليهن بالنفع في الدنيا والآخرة وذلك بأن يكن على اتصال دائم بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية المطهرة اللذين فيهما ما يجلو صدأ القلوب ويطهرها من الأرجاس والأنجاس ويرشد إلى الحق والصواب، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمً}ا فأمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام- وهو المبلغ عن ربه- أن يقول لأزواجه وبناته وعامة نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن وذلك يتضمن ستر باقي أجسامهن بالجلابيب وذلك إذا أردن الخروج لحاجة مثلا لئلا تحصل لهن الأذية من مرضى القلوب. فإذا كان الأمر بهذه المثابة فما بالك بنزولها إلى ميدان الرجال واختلاطها معهم، وإبداء حاجتها إليهم بحكم الوظيفة، والتنازل عن كثير من أنوثتها لتنزل في مستواهم وذهاب كثير من حيائها ليحصل بذلك الانسجام بين الجنسين المختلفين معنى وصورة.

    قال الله جل وعلا: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } الآيتان.

    يأمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام أن يبلغ المؤمنين والمؤمنات أن يلتزموا بغض النظر وحفظ الفرج عن الزنا ثم أوضح سبحانه أن هذا الأمر أزكى لهم. ومعلوم أن حفظ الفرج من الفاحشة إنما يكون باجتناب وسائلها ولا شك أن إطلاق البصر واختلاط النساء بالرجال والرجال بالنساء في ميادين العمل وغيرها من أعظم وسائل وقوع الفاحشة، وهذان الأمران المطلوبان من المؤمن يستحيل تحققهما منه وهو يعمل مع المرأة الأجنبية كزميلة أو مشاركة في العمل له. فاقتحامها هذا الميدان معه واقتحامه الميدان معها لا شك أنه من الأمور التي يستحيل معها غض البصر وإحصان الفرج والحصول على زكاة النفس وطهارتها.

    وهكذا أمر الله المؤمنات بغض البصر وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة إلا ما ظهر منها، وأمرهن الله بإسدال الخمار على الجيوب المتضمن ستر رأسها ووجهها؛ لأن الجيب محل الرأس والوجه، فكيف يحصل غض البصر وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة عند نزول المرأة ميدان الرجال واختلاطها معهم في الأعمال؟ والاختلاط كفيل بالوقوع في هذه المحاذير، كيف يحصل للمرأة المسلمة أن تغض بصرها وهي تسير مع الرجل الأجنبي جنبا إلى جنب بحجة أنها تشاركه في الأعمال أو تساويه في جميع ما تقوم به؟

    والإسلام حرم جميع الوسائل والذرائع الموصلة إلى الأمور المحرمة، وكذلك حرم الإسلام على النساء خضوعهن بالقول للرجال لكونه يفضي إلي الطمع فيهن كما في قوله عز وجل:{ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} يعني مرض الشهوة. فكيف يمكن التحفظ من ذلك مع الاختلاط؟

    ومن البد هي أنها إذا نزلت إلى ميدان الرجال لا بد أن تكلمهم وأن يكلموها، ولا بد أن ترقق لهم الكلام وأن يرققوا لها الكلام، والشيطان من وراء ذلك يزين ويحسن ويدعو إلى الفاحشة حتى يقعوا فريسة له، والله حكيم عليم حيث أمر المرأة بالحجاب، وما ذاك إلا لأن الناس فيهم البر والفاجر والطاهر والعاهر فالحجاب يمنع- بإذن الله- من الفتنة ويحجز دواعيها، وتحصل به طهارة قلوب الرجال والنساء، والبعد عن مظان التهمة قال الله عز وجل: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ }الآية.

    وخير حجاب المرأة بعد حجاب وجهها باللباس هو بيتها. وحرم عليها الإسلام مخالطة الرجال الأجانب؛ لئلا تعرض نفسها للفتنة بطريق مباشر أو غير مباشر، وأمرها بالقرار في البيت وعدم الخروج منه إلا لحاجة مباحة مع لزوم الأدب الشرعي، وقد سمى الله مكث المرأة في بيتها قرارا، وهذا المعنى من أسمى المعاني الرفيعة ففيه استقرار لنفسها وراحة لقلبها وانشراح لصدرها.

    فخروجها عن هذا القرار يفضي إلى اضطراب نفسها وقلق قلبها وضيق صدرها وتعريضها لما لا تحمد عقباه، ونهى الإسلام عن الخلوة بالمرأة الأجنبية على الإطلاق إلا مع ذي محرم وعن السفر إلا مع ذي محرم، سدا لذريعة الفساد وإغلاقا لباب الإثم وحسما لأسباب الشر، وحماية للنوعين من مكايد الشيطان، ولهذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء} وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء }

    نشر هذا الموضوع مركز الدعوة الإسلامية بلاهور.

    باكستان الطبعة الأولى في ربيع الثاني عام 1399 هـ الموافق مارس 1979

    ***********************

    مقال للشيخ ابن باز بعنوان:تحريم الدعوة إلى الاختلاط

    قال رحمه الله : اطلعت على ما كتبه الأستاذ سعد البواردي في جريدة الجزيرة بعددها رقم 3754 وتاريخ 15 / 4 / 1403 هـ الذي اقترح فيه اختلاط الذكور والإناث في الدراسة بالمرحلة الابتدائية ولما يترتب على اقتراحه من عواقب وخيمة رأيت التنبيه على ذلك .

    فأقول : إن الاختلاط وسيلة لشر كثير وفساد كبير لا يجوز فعله .

    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع) " وإنما أمر صلى الله عليه وسلم بالتفريق بينهم في المضاجع؛ لأن قرب أحدهما من الآخر في سن العاشرة وما بعدها وسيلة لوقوع الفاحشة بسبب اختلاط البنين والبنات . ولا شك أن اجتماعهم في المرحلة الابتدائية كل يوم وسيلة لذلك . كما أنه وسيلة للاختلاط فيما بعد ذلك من المراحل .

    وبكل حال فاختلاط البنين والبنات في المراحل الابتدائية منكر لا يجوز فعله لما يترتب عليه من أنواع الشرور وقد جاءت الشريعة الكاملة بوجوب سد الذرائع المفضية للشرك والمعاصي . وقد دل على ذلك دلائل كثيرة من الآيات والأحاديث . ن ولولا ما في ذلك من الإطالة لذكرت كثيرا منها .

    وقد ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه أعلام الموقعين منها تسعة وتسعين دليلا . .

    ونصيحتي للأستاذ سعد وغيره ألا يقترحوا ما يفتح على المسلمين أبواب شر قد أغلقت . نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق .

    ويكفي العاقل ما جرى في الدول المجاورة وغيرها من الفساد الكبير بسبب الاختلاط . وأما ما يتعلق بالحاجة إلى معرفة الخاطب مخطوبته فقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ما يشفي بقوله صلى الله عليه وسلم :( إذا خطب أحدكم امرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ) فيشرع له أن ينظر إليها بدون خلوة قبل عقد النكاح إذا تيسر ذلك فإن لم يتيسر بعث من يثق به من النساء للنظر إليها ثم إخباره بخلقها وخلقها ، وقد درج المسلمون على هذا في القرون الماضية وما ضرهم ذلك بل حصل لهم من النظر إلى المخطوبة أو وصف الخاطبة لها ما يكفي والنادر خلاف ذلك لا حكم له . والله المسئول أن يوفق المسلمين لما فيه صلاحهم وسعادتهم في العاجل والآجل ، وأن يحفظ عليهم دينهم ، وأن يغلق عنهم أبواب الشر ويكفيهم مكايد الأعداء إنه جواد كريم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
    الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد . المصدر : مجلة الدعوة

    *******************

    فتوى العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

    السؤال204: يقول بعض الناس: لا بأس بدخول المرء في الانتخابات لكي يكون قائدًا في مجتمعه، له سلطة وله أمر ونهي، وعليه أن يغض الطرف وأن يبتعد عن الجلوس مع المرأة، فما هو ضابط الضرورة في الدخول وما هي الأدلة من الكتاب والسنة، وأقوال العلماء في شأن الاختلاط، ومن هي المرأة التي يجوز لك أن تختلي بها، وما هي أضرار الاختلاط؟

    الجواب: أما شأن طلابنا المختلطين مع النساء فكما قيل:

    ألقاه في اليمّ مكتوفًا وقال له ***إياك إياك أن تبتلّ بالماء

    وقد سألني طالب من طلبة جامعة صنعاء: ماذا يعمل الشخص إذا أمنى؟ فظننت أنه لا يفرّق بين المني والمذي، فقلت: لعله إذا أمذى؟ قال: لا والله إذا أمنى، فقلت له: كيف ذاك؟ قال: يحصل اصطدام في الدرج مع النساء.

    والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((ما تركت بعدي فتنةً أضرّ على الرّجال من النّساء)).
    والله عز وجل يقول في شأن نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفي شأن الصحابة الذين هم أطهر قلوبًا من قلوبنا: {وإذا سألتموهنّ متاعًا فاسألوهنّ من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهنّ س}.

    ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرّجل الحازم من إحداكنّ)). ويقول أيضًا: ((فاتّقوا الدّنيا، واتّقوا النّساء، فإنّ أوّل فتنة بني إسرائيل كانت في النّساء)).

    أقول: من أوجب عليها أن تخرج إلى الجامعة, وإلى المدرسة، وسلامة القلب لا يعادلها شيء، يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ألا وإنّ في الجسد مضغةً، إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه ألا وهي القلب)).

    وأخبرت أن فتيات أنصار السنة في السودان، وينبغي أن يقال: أنصار الدنيا والمال، يذهبن إلى الشيوعي يدعينه إلى أن يدخل في حزب جماعة أنصار السنة، وإلى البعثي، وإلى غيرهما من الضائعين. والمرأة ليست معصومة فربما تفتن به أو يفتن بها، ولقد أحسن من قال:

    كل الحوادث مبدؤها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
    كم نظرة فعلت في قلب صاحبها *** فعل السهام بلا قوس ولا وتر
    يسر مقلته ما ضر مهجته *** لا مرحبًا بسرور جاء بالضرر

    أما أصحاب جماعة أنصار السنة فقد أصبحوا جماعة أنصار المال.

    فأنصح أخواني في الله أهل السنة بالسودان أن يبتعدوا عن المدارس والجامعات التي فيها اختلاط، فإنّها تعتبر فتنة، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((استفت قلبك وإن أفتاك المفتون)).
    وإذا كان سعيد بن المسيب يقول: لو ائتمنت على كذا وكذا من الذهب لوجدت نفسي عليه أمينًا ولو ائتمنت على جارية سوداء، لما وجدت نفسي عليها أمينًا.
    يقول بعض السلف: لا تخلون بامرأة ولو أن تعلمها القرآن.
    وقال الترابي –ترّب الله وجهه وقطع الله دابره- وبعض المتحذلقين: إن المتمسكين بالكتاب والسنة يحسّون هذا الإحساس لأنّهم لا يختلطون بالنساء، فإنّهم لو اختلطوا بالنساء فسيزول هذا الإحساس.
    فنقول: نعم لأنّها قد ماتت قلوبهم: ما لجرح بميت إيلام.
    والرجل يمكث مع امرأته قدر خمسين سنةً، فهل زال ذلك الإحساس؟ فأفّ لهذه التلبيسات.
    وأما ما هو ضابط الدخول للضرورة في هذه الجامعات المختلطة؟ فليست هناك ضرورة، فهل السيف على رقبة الشخص، أو أنه إذا لم يدخل الجامعات، زجّ به في السجن حتى يخاف على نفسه، أو ماله، أو عرضه، أن يحل به ما لا يتحمله.
    وأما من هي المرأة التي يجوز لك أن تختلي بها فهي المرأة التي تحرم عليك على التأبيد، ويستثنى الملاعنة فإنّها تحرم عليك على التأبيد، ولا يجوز لك أن تختلي بها.
    وأخيراً: أسأل المولى تعالى بأسمائه وصفاته أن يوفق شيخنا عبيد للتراجع عن كل ما ظهر لنا من باطل وما خفي مما بينه وبين ربه ، وأسأله تعالى أن يتوفانا وهو راض عنا إنه ولي ذلك والقادر عليه ،
    والحمد لله رب العالمين.,,,,

    وكتب /
    أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي

    حمل من الخزانة العلمية
    من هنا

    التعديل الأخير تم بواسطة خالد بن محمد الغرباني; الساعة 19-09-2010, 05:15 PM.

  • #2
    جزاك الله خيرا يا شيخ حسن و بارك فيك و في علمك و أجزل لك الثواب .

    تعليق


    • #3
      نسأل الله لكم التوفيق ياشيخ حسن نسأل الله أن يحفظك ويبارك فيك

      تعليق


      • #4
        نصرك الله أبا عبدالسلام كما نصرت الحق وبينته .فقد أتحفتنا والله بهذه الردود القويه المبينه للباطل بالدليل والبرهان

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خيرا ياأبا عبدالسلام

          تعليق


          • #6
            للرفع
            ......

            تعليق

            يعمل...
            X