الحزبية الجديدة وليدة السرورية الخارجية
ومجددوا ما اندثر من فتنة الأفكار الإخوانية
تأليف
أبي حمزة محمد بن حسين بن عمر العمودي الحضرمي
نسبًا العدني منزلاً
قرأها وأذن
بنشرها
فضيلة شيخنا الكريم المكرَّم والدنا الناصح الأمين العلامة المحدث الفقيه أبي عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري أعزّه الله تعالى وأعزّ به دينه
دار الحديث العامرة بدماج
حرسها الله
بسم الله الرحمن الرحيم
كتبه:
محمد العمودي كان الله له في الدارين
قبيل غروب شمس يوم السبت الموافق/26/صفر/1430هـ
دماج دار الحديث والسنة العامرة رحم الله مؤسسها رحمة واسعة وحفظ خليفته القائم عليها من بعده ومتع به، ودفع عنه كيد الكائدين وشر الحاقدين ، إنه ولي ذلك والقادر عليه
ومجددوا ما اندثر من فتنة الأفكار الإخوانية
تأليف
أبي حمزة محمد بن حسين بن عمر العمودي الحضرمي
نسبًا العدني منزلاً
قرأها وأذن
بنشرها
فضيلة شيخنا الكريم المكرَّم والدنا الناصح الأمين العلامة المحدث الفقيه أبي عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري أعزّه الله تعالى وأعزّ به دينه
دار الحديث العامرة بدماج
حرسها الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
إن القلوب إذا أشربت الفتن كانت سببًا لزيغها وزيغ أربابها، فإذا حصل الزيغ في القلوب والانحراف حصلت الفتنة، واتباع المتشابه والعياذ بالله تعالى.
قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)_.
وهذا الصنف قد حذرنا منه النبي -صلى الله عليه وسلم-، ففي الصحيحين من حديث عائشة ك قالت: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ_، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ).
وإذا حصل الزيغ زاغت القلوب وانحرفت وانتكست وارتكست وطمست البصيرة والعياذ بالله تعالى، يقول تعالى: (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ).
قال العلامة السعدي -رحمه الله تعالى- (ص821): (فَلَمَّا زَاغُوا) أي: انصرفوا عن الحق بقصدهم، (أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ) عقوبة لهم على زيغهم الذي اختاروه لأنفسهم ورضوه لها، ولم يوفقهم الله للهدى؛ لأنهم لا يليق بهم الخير ولا يصلحون إلا للشر. اهـ
قلت: وكم صرف الله تعالى عن هذه الدعوة من أناس كان أحدهم يشار إليه بالبنان، والآخر كان يؤمّل فيه خيرًا، وغير ذلك، لكنَّ علَّام الغيوب الذي يعلم السرَّ وأخفى، علم أن هذه القلوب لا تصلح لحمل هذه الدعوة المباركة، ولا يليق بها هذا الأمر العظيم ..... فصرفها الله تعالى عن الدعوة وأراح أهل السنة منها ومن شرّها، وصارت عبرة لمن اعتبر وموعظة لمن اتعظ.
وإذا حصل زيغان القلوب تنكرت للحق الذي كانت عليه قبل، وصار المعروف عندها منكرًا والمنكر معروفًا والعياذ بالله تعالى.
أخرج مسلم في (صحيحه) من حديث حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ).
بل إن الله تعالى يطمس بصيرة صاحبها فلا يوفق لرؤية الحق والعياذ بالله تعالى، وما ذلك إلا بسبب شرب هذه القلوب للفتن وحبها إياها نسأل الله السلامة.
يقول تعالى:(كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)).
أي صارت القلوب محجوبة عن رؤية الحق بسبب توالي الفتن عليها وكذا الشبهات.
قال العلامة ابن الأثير -رحمه الله تعالى- في (النهاية): وأصل الرين: الطبع والتغطية، ومنه قوله تعالى: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)) أي: طبع وختم.
قال العلامة السعدي -رحمه الله تعالى- في (تفسيره) (ص875): في هذه الآيات التحذير من الذنوب، فإنها ترين على القلب وتغطيه شيئًا فشيئًا حتى ينطمس نوره وتموت بصيرته، فتنقلب عليه الحقائق، فيرى الباطل حقًا والحق باطلاً، وهذا من بعض عقوبات الذنوب. اهـ
وفي (جامع الترمذي) و(سنن ابن ماجه) عن أبي هريرة ط عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) الحديث حسنه شيخنا الإمام المجدد الوادعي رحمه الله تعالى.
وترجمان هذه القلوب هو اللسان، فهو المعبر عنها وهو الكاشف لحقيقتها، إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر، يقول تعالى: (وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72))، ويقول تعالى:(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29) وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (30)).
هذا وإن رمي علماء السنة ودعاة الحق، نجوم السماء ومصابيح الدجى، بأعظم الفرى، لهو دليل واضح على زيغان هذه القلوب وانحرافها عن جادة الحق.
ولما كانت هذه القلوب الزائغة يتفاوت زيغها وانحرافها من قلب إلى آخر، وصار كل ينضح بما فيه، فمستقل ومستكثر، وصار كل قلب له روّاده ومن يحملون عنه أفكاره، كان اشدّ هذه القلوب زيغانًا وأخبثها انحرافًا وأعظمها جرمًا: قلوب الخوارج، تلكم الفرقة المارقة الذي أصبح شعارها التكفير ودثارها الجهل والبغي.
هذه الفرقة الغالية لا علم عندها ولا حلم، أربابها أضل من حُمُر أهليهم، فرقة حمقاء عمياء بكماء صماء، استحوذ عليهم الشيطان وغرّر بهم ونفخ في منخريهم؛ ذلك لأنه ليس فيهم رجل رشيد، فهم سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان، كما أخبر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وكان من شرّ هذه الفرقة المارقة وشؤمها على الأمة الإسلامية: أن عمدوا إلى آيات نزلت في الكفار فأنزلوا أحكامها على المؤمنين، فنتج عن الفكر الوخيم والفقه السقيم، أن كفّروا المسلمين واستباحوا أعراضهم وأموالهم، بل لم يسلم منهم خيار هذه الأمة بعد نبيها -صلى الله عليه وسلم-، وهم الصحابة الكرام رضي الله عنهم فبغوا على أعراضهم واستطالوا عليها، حتى بلغ بهم الأمر إلى أن كفروهم، كما هو مشهور في كتب السنة والسير ومنثور، بل إن نبينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- لم يسلم منهم قاتلهم الله تعالى.
فهذا ذو الخويصرة التميمي رئيس هذه الفرقة المارقة، يطعن في أمانة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويتهمه بالخيانة وعدم العدل، قاتله الله تعالى، والأحاديث في ذلك معلومة مشهورة.
شاهدنا من هذا: بغي هذه المارقة وشدة طيشها وسفه عقلها، وعدم تعظيم شعائر الله تعالى وحرماته، فصاروا شرّ إسوة لمن بعدهم، وتسرّب هذا الفكر المشين، أعني تكفير علماء الأمة وصفوة المجتمع إلى أفراخهم الذين أشرب قلبهم هذه البلية والفتنة الرزية.
وكان رأس الممثل لفكرة هذه الفرقة المارقة في عصرنا هذا: هي فرقة السرورية، أتباع محمد سرور زين العابدين، حيث أنها تولّت عظم هذه الفرية، ورموا علماء الأمة بالكفر تارة وبالخروج عن شرع الله تعالى وموالاة أعدائه تارة أخرى وغير ذلك، فصارت هذه الفرقة السرورية فرقة خارجية، شابهت الخوارج بهذه الفرية العظيمة وبغيرها.
فهذا محمد سرور زين العابدين يقول في مجلته (السنة( )) في عددها الثالث والعشرين (ص29-30): [وصنف آخر يأخذون ولا يخجلون ويربطون مواقفهم بمواقف ساداتهم ..... فإذا استعان السادة بالأمريكان انبرى العبيد إلى حشد الأدلة التي تجيز هذا العمل ..... وإذا اختلف السادة مع إيران تذكر العبيد خبث الرافضة ..... ]
ثم قال عنهم في عدد مجلته السادس والعشرين بعد ذكره للكلام السابق: [ولقد كان الرق في القديم بسيطًا؛ لأن للرقيق سيدًا مباشرًا، أما اليوم فالرق معقّد، ولا ينقضي عجبي [انتبه] من الذين يتحدثون عن التوحيد وهم عبيد عبيد عبيد عبيد العبيد وسيدهم الأخير نصراني]. اهـ
هل سمعت أو قرأت أقل أدبًا من هذا الكلام وأخبث؟!!!
ألم تسمع لقوله: [يتحدثون عن التوحيد] أي: أنهم ليسوا من أهله، وإنما هم متحدثون عنه، يوضح ذلك قوله: [وهم عبيد عبيد عبيد عبيد العبيد وسيدهم نصراني] فلو كانوا موحدين في نظره لم يكن سيدهم الأخير نصراني!!! اهـ من (القطبية هي الفتنة فاعرفوها) (ص89).
وقال سفر الحوالي في كتابه (وعد كيسنجر) (138): إن ما أصابنا لم يكن إلا بما كسبت أيدينا واقترفنا من ذنوب وعصيان وخروج عن شرع الله ومجاهرة بما حرم الله وموالاة أعداء الله وتهاون في حقه وتقصير في دعوة الله، اشترك في ذلك الحاكم والمحكوم والعالم والجاهل والصغير والكبير والذكر والأنثى على تفاوت فيما بينهم، لقد ظهر الكفر والإلحاد في صحفنا وفشا المنكر في نوادينا ودعي إلى الزنا في إذاعتنا وتلفزيوننا واستبحنا الربا، حتى أن بنوك دول الكفر لا تبعد عن بيت الله الحرام إلا خطوات معدودات، وأما التحاكم إلى الشرع تلك الدعوى القديمة، فالحق أنه لم يبق للشريعة عندنا إلا ما يسميه أصحاب الطاغوت الوضعي بـ (الأحوال الشخصية) وبعض الحدود التي غرضها ضبط الأمن. اهـ من المصدر السابق (ص90).
قلت: فإذا كان الأمر كما يزعمه هذا التكفيري كما يلاحظ من كلامه هذا وغيره، فالتحاكم إلى من هذا حاله كفر؛ لأنه تحاكم إلى طاغوت، وعلى رأسهم العلماء، قاتل الهوى.
وقال سلمان العودة في شريطه (وقفات مع إمام دار الهجرة): ..... في بلاد العالم الإسلامي اليوم جهات كثيرة جدًا، لم يبق لها من أمر الدين، وقد تكون مسؤولة عن الفتيا أحيانًا أو عن الشؤون الدينية، لم يبق لها إلا أن تعلن عن دخول شهر رمضان أو خروجه. اهـ من المصدر السابق (98).
وقال محمد بن عبدالله المسعري أخزاه الله في نشرة له بعنوان (إيضاح من الناطق الرسمي للجنة الدفاع عن حقوق الشريعة( )) والصادرة في لندن يوم الخميس/22/10/1415هـ/ الموافق/ 23/3/1995م/ حيث جاء فيها:
أولاً: لم أتهم الشيخ عبدالعزيز بن باز بالكفر، وإنما قلت بالحرف الواحد: [إن كثيرًا من العلماء والمشايخ يرون أنه بعد فتواه بجواز الصلح مع إسرائيل، قد وصل إلى مرحلة تقارب الكفر، ولقد نقلت رأي هؤلاء العلماء والمشايخ، أما رأي الشخصي فهو: أن الشيخ ابن باز قد وصل إلى مرحلة من الخرف والسفه والضعف التام، ولكني لم أرى منه كفرًا بواحًا لدي عليه برهان من الله سبحانه وتعالى.
ثانيًا: لم أتعرض لعقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله تعالى-، وإنما ذكرت الحقيقة، وهي: أنه كان رجلاً ساذجًا وليس عالمًا، وتبنى قضايا ومواقف ساذجة تتناسب مع سذاجة القوم في نجد( ) في تلك الأيام، ولم أهاجمه شخصيًا وحسابه على الله( ) وإنما هاجمت موقفه من إعطاء السلطة الدينية للمشايخ والسلطة الدنيوية لآل سعود، وقلت: إن هذا لا يتمشى مع الإسلام، بل مع المسيحية التي تعطي لقيصر ما لقيصر ولله ما لله، والحق أحق أن يتبع] اهـ من المصدر السابق (15).
وقال عبدالمجيد الريمي عن هيئة كبار العلماء: [دسيسة ماسونية] نقله عنه سماعًا الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي هو الآن غلام الحزبي عبدالرحمن العدني، في شريط له بعنوان: (الذب عن أهل العلم ) وانظر شريط(عشرون مأخذًا على السرورية).
والأخبار عن هذه الفرقة التكفيرية المنحرفة كثيرة جدًا، اقتصرنا على ذكر بعض منها، تنبيهاً وإعلامًا إن القوم على منهج الخوارج في الغلو في الأحكام إلى أن يصل الأمر إلى التكفير والعياذ بالله تعالى.
هذا وإن هذه الحزبية الجديدة سائرة على هذا المنهج المنحرف، بل إن عباراتهم أكثر وضوحًا وأوضح بيانًا من أسلافهم، مما يدل على اتحاد المنهج الغالي المنحرف، إذ أن الكل التقوا على هدف واحد، واستقوا من مستنقع واحد، إلا وهو تكفير علماء الحق ودعاة التوحيد، ورميهم بالعظائم والطوام، مما يؤيد ذلك ويوضحه ويجليه ما يلي:
أولاً: تصميم عبدالرحمن الحية الرقطاء لإقامة مركز الضرار في الفيوش دون غيره، حيث أنه قد عرض عليه أماكن أخرى أحسن منه وأرخص ثمنًا، فأبى إلا أن يكون هذا المركز الضراري في الفيوش، ولما سئل عن هذا الأمر؟ أجاب قائلاً: أرجوا أن يكون بذرة لجيش عدن أبين أو بهذا المعنى.
حدثني بذلك الأخ أبو أمامة عبدالله الجحدري، وكذا الأخ أبو عبدالله عبدالرحمن النخعي عن عصام اللودري كلاهما عن عبدالله شاهر عن عبدالرحمن العدني الحية الرقطاء، وكذلك الأخ عبدالغني القعشمي اليريمي رعاه الله أخبرني أنه سمع عبدالله القادري الوصابي يقول في بداية التسجيل في دماج: ها ياقشعمي ستكون إنشاء الله من ذلك الجيش، فقلت: أي جيش؟ فذكر لي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ( )، فقلت ما هذا ياقادري؟ فأخذ يضحك، فضحكت معه على أنه يمزح معي، والله أعلم إن كان قد سمع مثل هذا الكلام من عبدالرحمن العدني أو أحد مقربيه؟
وأخبرني الأخ حسين البيحاني أن أحمد الوحيشي -وهو أحد المتعصبين لعبدالرحمن العدني- قال لي: ما يدريك لعل مركز الفيوش يكون جيش عدن أبين.
فانظر كيف غرروا على الناس بهذه التغريرات كما صنع أهل حروراء، وبيان بطلان من وجوه:
الوجه الأول: أنه لا يُعلم وقت خروج هذا الجيش، وإنما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بخروجه فقال: (يَخْرُجُ مِنْ عَدَنِ أَبْيَنَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا يَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ هُمْ خَيْرُ مَنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ) أخرجه الإمام أحمد عن ابن عباس م، وصححه شيخنا الإمام المجدد الوادعي رحمه الله تعالى، وهو في (المعجم الكبير للطبراني) و (مسند) أبي يعلى.
الوجه الثاني: قوله في الحديث: (يَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ هُمْ خَيْرُ مَنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ) كيف يكون هذا المركز الضراري الحزبي الفاسق أهله أول بذرة لهذا الجيش، وهو قائم على الصدّ عن سبيل الله تعالى والتحزب والانحراف.
فهل هذا المركز الضراري وشرذمته البغيضة يستحقون هذه الأوصاف المذكورة في الحديث: (يَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ .....) وليس لهم همٌّ في بيان حال النصارى الوافدين على عدن ولا حال أي منكر، وإنما غاية همهم إشباع بطونهم بما تيسر من الكفالات من بعض الجهات المدسوسة من جمعية التراث أو غيرها، هل من نصرة الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- ومن الخيرية السكوت عن المنكرات الصادرة ممن هو في صفهم، سواء في الانتخابات أو الاختلاط الذي كانوا ينكرونه، ثم لما صدر من أنصارهم مثل عبيد الجابري الدعوة إلى الانتخابات وإباحة الاختلاط لم تهمس لهم بطن شفة بإنكار ذلك، وهل من نصرة الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- إنشقاقهم عن أهل السنة من أجل الدنيا التي يمدونهم بها، والله ما يعتقد إن هذه الحزبية إمداد لجيش عدن أبين إلا مغفل أو ملبس، فأي دعوة تكون دعوة عبدالرحمن الحزبية المصلحية بجانب دعوات أخرى سلفية صافية تنبثق من مساجد كثيرة من عدن أبين، من أشهرها دعوة الشيخ أحمد عثمان في البريقة وغيرها، وسائر إخوانه كسامي ذيبان حفظهم الله تعالى جميعًا وغيرهم كثير، لماذا ما سمعنا هذه النغمة إلا الآن، إنه إعلام وهيلمان الحزبية، فأعلموا هذا يا أهل البصيرة، وصدق ربنا تعالى إذ يقول: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109)).
الوجه الثالث: يدلك على أن عبدالرحمن العدني الحية الرقطاء ما سعى في إنشاء هذا المركز الضراري؛ إلا لأجل أن يخرج منه ثورة خارجية ضد أهل السنة، برهان ذلك ما قام به من فتنة وقلاقل بين أوساط اهل السنة، وهو لا يزال كذلك، فخروجه هو وعصابته أشبه ما يكون بخروج الثائرين على الحق وأهله من الخوارج البغاة.
الوجه الرابع: أن هذا الكلام وهذا الفكر كثيرًا ما يدندن به الخوارج الثوريون الهمجيون، وربنا يقول: ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)).
وفي (المسند) وغيره عن ابن عمر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ).
الوجه الخامس: أن الناس في أمس الحاجة إلى أن يتفقهوا في دين الله تعالى، ويعبدون الله تعالى على بصيرة، وماذا استفاد الإسلام من حماقة وسخافة هذه الفرقة الخارجية المارقة؟
فدعوة أهل السنة أيها الحية الرقطاء دعوة تدعوا الناس إلى السلم والسلامة، ثم هل يرى عبدالرحمن الخروج الآن، أم أن الدعوة تسير في أمن وأمان، ولا يعني هذا أننا ننكر الجهاد الشرعي، كلا والله، ولكن نقول: إن نظرية هذا الحزبي نظرية حزبيين، قبله وأفكاره وأمله أملهم.
ثانيًا: عباراتهم الدائرة بين التكفير والنفاق والردّة والزندقة وغير ذلك، وهاك نبذًا من أقوالهم الظالم أهلها:
1- قول عبدالرحمن العدني قطع الله دابره في يمينه الفاجرة الغموس: [أقسم بالله العظيم أنني لا أعرف منذ طلبت العلم إلى الآن أحدًا ممن ينسب إلى العلم والصلاح أشدّ فجورًا في الخصومة وحقدًا وأعظم كذبًا ومراوغة من يحيى بن علي الحجوري .....الخ]!!!
قلت: وهذا كاف في طعنه بدين شيخنا أعزّه الله تعالى وأعزّ به دينه، وصلاحه ورميه بالنفاق، تأمل قوله: [ممن ينسب إلى العلم والصلاح] فهل نسبة العلم إلى شيخنا رعاه الله نسبة حقيقية أم نفاقية؟ وهل نسبة الصلاح إلى شيخنا رعاه الله نسبة حقيقية أم نفاقية؟ ويلزم من يمين هذا الفاجر الأثيم رمي شيخنا رحمة الله عليه الذي خبر شيخنا وسبره وهو أعرف به من هذا الفاجر اللئيم الأثيم أخزاه الله تعالى وأخمد فتنته الحرورية وأخزى من تحزب له، ويلزم من ذلك رمي شيخنا رحمة الله عليه بالغش والخيانة، إذ أنه كيف يولي شخصًا على أعظم قلعة علمية سلفية في العالم وحاله كما قال هذا الكذاب الأشر، ويلزم من ذلك الطعن في مشايخ السنة وعلمائها، إذ أنهم كيف يرضون برجل هذه أوصافه.
فعاد السهم على الحية الرقطاء في يمينه هذه الفاجرة، وتبين حقده وغيظه على شيخنا رعاه الله، بل وظهر مكره وخيانته لهذه الدعوة المباركة بسبب غيظ قلبه وحنقه، (قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119)).
2- قول عبدالله مرعي أبي حسنّا: [يخشى على الدعوة من الشيخ يحيى]!!! وقال وبئس ما قال: [أنا لا أثق بعلمه أو فتواه]!!! يعني شيخنا رعاه الله.
قلت: قوله هذا يدل على رقة دين شيخنا رعاه الله وضعفه، وليس بمؤتمن على دين الله تعالى ولا موثوق به، ومن أجل هذا يخشى على الدعوة منه، وهذا كاف في رمي شيخنا رعاه الله بالخيانة والمكر، ويلزمه ما تقدم.
3- قول الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي، غلام عبدالرحمن العدني الحية الرقطاء، فهذا الرجل تفوّه بكلام عظيم، فرمى علماء السنة وأشياخها بالعظائم، رمى العلامة ربيع بن هادي المدخلي والعلامة صالح بن صالح الفوزان والشيخ حسن بن قاسم أبو عبدالسلام الريمي بالجوسسة، وغمز العلامة النجمي وزيدًا المدخلي بالعمالة، ورمى العلامة يحيى الحجوري بالكذب، بقوله: يكذب الكذبة تبلغ الآفاق!!!
فهؤلاء من علماء السنة ومشايخ السنة في هذا العصر، وجهودهم في السنة معروفة، ولهم صولات وجولات مع أهل البدع والفتن والأهواء، فقول الشيخ محمد هذا كاف في رميهم بالنفاق والمكر والخيانة؛ لأن جهادهم ليس من أجل دين الله تعالى، وإنما على حساب جهات أخرى، فصاروا يتكلمون في السنة ويدافعون عن السنة من أجل أن يعرفوا ما عند أهل السنة، فهم في حقيقة الأمر مندسون بين صفوف أهل السنة، وكفى بهذا فرية ومرية، ويلزمه ما تقدم.
4- هاني بن علي بن بريك شيطان الحزبية الجديدة، تكلم بكلام يعرّض فيه بردّة الشيخ يحيى رعاه الله!!! انظر (مختصر البيان) (ص38)، ورسالة أخينا أبي حاتم سعيد بن دعاس رعاه الله، وكذا انظر (الكريك) وثَمّ رسالة أخرى للأخ سلطان النمري المحويتي رعاه الله.
5- قول محمد بن جعفر العدني: لو كان عند الشيخ يحيى ديانة لما تعجّل بالكلام على فركوس!!!
قلت: بدون تعليق.
6- قول أبي الخطاب طارق الليبي: الشيخ يحيى عنده مائة خطأ في العقيدة!!!
قلت: فأي عقيدة صحيحة بقيت مع شيخنا رعاه الله، إن كان عنده مائة خطأ في العقيدة فربما ما عند عمرو بن عبيد المعتزلي إلا نحو هذا القدر من الأخطاء في العقيدة. انظر (مختصر البيان) (ص42).
7- قول علاء بن حسين: الحجوري يخشى أن يكون شيعيًا مدسوسًا بين أهل السنة والجماعة!!!
قلت: وهذا رمي لشيخنا رعاه الله بالنفاق، وهو أصل مذهب الشيعة.
8- قول علي عسعوس: الشيخ يحيى عنده أمور ردّة!!!
قلت: وهذا واضح بدون تعليق عليه، أنه يصرّح بما ترى.
9- قول باسل العدني العاطل: الشيخ يحيى منافق!!!
قلت: وهذا نظير ما قبله.
10- قول بشير الحزمي إنه يعني شيخنا أكرمه الله تعالى : كاذب, فاجر, فاسق, سليط اللسان، زنديق، وكذلك يقول في طلبة العلم المناصرون للشيخ يحيى في هذه الفتنة: أنتم ستُكَفَّرون, أنتم سَتُبَدَّعُون, أنتم خوارج, أنتم رافضة, أنتم معتزلة. انظر (مختصر البيان) (ص43)!!!
11- قول محمد المحويتي قطع الله دابره، حيث أنه اتهم الشيخ يحيى رعاه الله بأنه مندس بين أهل السنة. انظر (صرخته) رقم (1)!!!
12- قول أبي قيس خيري الليبي أخزاه الله: والله إن الحجوري أضر من أبليس على الدعوة السلفية، وقال: مسلك الحجوري مسلك ماسوني خطير!!!.
13- قول أمين مشبح في رسالة أرسل بها إلى بعض أصحابه وكان قد قرأها الأخ سعيد بن دعاس رعاه الله، وفيها لا تُسلّم على الشيخ يحيى فإنك تأثم!!! انظر (مختصر البيان) (ص50).
قلت: وأي إثم يلحق المرء إذا سلّم على أخيه المسلم، وإنما النهي جاء عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ).
فهل الشيخ يحيى -رفع الله قدره وأعزه وأعز به دينه- كافر حتى يأثم من ابتدأه بالسلام.
قال الأمير الصنعاني-رحمه الله- في(سبل السلام) (4/1524): ذهب الأكثر إلى أنه لا يجوز ابتداء اليهود والنصارى بالسلام وهو الذي دلّ عليه الحديث، إذ أصل النهي التحريم. اهـ
فهذه العبارة لا تخلوا من تكفير، والله المستعان.
14- قول ماجد بن علي بن محمد الردفاني، حيث قال: إن دماج علمتنا غير الإسلام، شهد على ذلك الأخ أبو حمزة ماجد بن فضل الأعمش حفظه الله!!!
قلت: وبيان هذا نظير ما قبله.
علمًا أن هذا المفتون نسب هذا الكلام إلى أبي مالك الرياشي.
15- أخبرني الأخ حسين البيحاني رعاه الله، قال أخبرني الأخ عوض بن صالح الضريبي رعاه الله: أنه كان جالسًا وقت الإفطار في رمضان من عام 1429هـ، فقال أحد طلبة حسن عليوه ومن أهل بيحان ومن المقربين لحسن عليوه: دماج أصبحت مخابرات تبع أمريكا!!! فأنكر عليه الأخ عوض وقال له: أسكت كيف تتكلم على دماج وفيها علماء، قال فسكت القوم ولم يرد منهم أحد، وكان ذلك في مسجد حسن عليوه، والله المستعان.
والأخبار عنهم في ذلك كثيرة، ونكتفي بهذا القدر وبه تعلم أن منهج هذا الحزب الجديد الذي يندس تحت الحزبي الفاجر اللئيم عبدالرحمن العدني قطع الله دابره منهج باغي غالي، ينهج منهج المسعر ي وأمثاله ممن تقدم ذكرهم ممن حاموا حول تكفير الإمام ابن باز وغيره من علماء السنة، إذ لم يوافقوهم على حزبيتهم، فصبوا عليهم من اللوم والثلب والشناعة والتعريض، وربما التصريح بتكفيرهم، فأخمدهم الله تعالى ببغيهم ورفع قدر أهل العلم بعلمهم ونفاحهم عن الحق وله الحمد والمنة
وإلى هنا والحمد لله رب العالمين، سبحانك وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
كتبه:
محمد العمودي كان الله له في الدارين
قبيل غروب شمس يوم السبت الموافق/26/صفر/1430هـ
دماج دار الحديث والسنة العامرة رحم الله مؤسسها رحمة واسعة وحفظ خليفته القائم عليها من بعده ومتع به، ودفع عنه كيد الكائدين وشر الحاقدين ، إنه ولي ذلك والقادر عليه
تعليق