• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نُموذج من حال عبدالرحمن العدني وشؤم فتنته /كتبه/ أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نُموذج من حال عبدالرحمن العدني وشؤم فتنته /كتبه/ أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي



    نُموذج من حال عَبْدَالرَّحْمَن العَدَنِي
    وشؤم فتنته



    كتبه /
    أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي
    عفا الله عنه


    ***********************

    (كلمة أويس المشهورة)

    قال أويس بن عامر القرني سيد التابعين وسيد العباد بعد الصحابة رحمه الله : "
    إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يدع للمؤمن صديقا : نأمرهم بالمعروف فيشتمون أعراضنا ويجدون على ذلك أعوانا من الفاسقين حتى والله لقد رموني بالعظائم وأيم الله لا أدع أن أقوم فيهم بحقه "الاعتصام للشاطبي (1/ 39).


    ***********************

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدن محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

    فقد ثبت في الصحيحين من حديث عوف بن مالك الأنصاري رضي الله عنه – وفيه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( فَوَ اللَّهِ لَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ ) .

    وثبت أيضاً عند مسلم من حديث جابر رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ ثُمَّ قَالَ أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ فَقَالُوا مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ وَمَا نَصْنَعُ بِهِ قَالَ أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ قَالُوا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لِأَنَّهُ أَسَكُّ فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ فَقَالَ فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ) ، قوله أسك أي: صغير الأذنين .

    وليعلم الأخ عبد الرحمن العدني هدانا الله وإياه أني والله ناصح له وقد تقدم نصحي له في أثناء ردي على المدعو الداخلي ولا بأس أن أُعيدها علّها تجد منه قلباً واعياً وآذاناً صاغية تسمع ما يقال فتبادر للتطبيق والاستجابة

    حيث قلتُ هناك :" فما كل هذا التجلّد يا أخانا عبد الرحمن للمحاماة عن هذه الفتنة ؟!!!! ، أفما يكفيك أن تلبي ذلكم الطلب من خليفة الشيخ مقبل رحمه الله بأن تتوب إلى الله من فتنتك، فهذا الحسن بن علي رضي الله عنه ترك الخلافة من أجل حقن دماء المسلمين ، وأنت لا تستطيع أن تترك مما أنت عليه من المكابرة وتتوب عما جنته يداك ونطق به لسانك ، وتجعل الأمر إلى أهلة ، وتُقْبِل على شأنك ، بدل الطلعات والرحلات من هنا إلى هناك ، والتحريش بين أهل العلم وطلبته ، والزج بأولئك الضعفاء الذين قد ألجأتهم الحاجة إليكم ، أما تذكر الموت والبلى وقد قال الله تعالى { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } ، أما تذكر القبر وأهواله ، أما تذكر الوقوف بين يدي المولى تبارك وتعالى وأنت محمل من أوزار الذين أضللتهم , والله تعالى يقول :{ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ } تذكر الحشر والنشر وتطاير الكتب والميزان والصراط والجنة والنار ، فوالله يا أخ عبد الرحمن أني لك ناصح ومشدد لك في النصح ، فأفق قبل الندم ،فلن ينفعك الدينار ولا الدرهم ، قال تعالى : {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا }.

    وأحذر من الدنيا الدنيئة ، فقد قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} وقال عليه الصلاة والسلام :( فَو َاللَّهِ لَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ ) متفق عليه من حديث عمرو بن عوف الأنصاري .

    وأحذر أن تبيع دينك بدنياك فقد قال عليه الصلاة والسلام :( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا) رواه مسلم من حديث أبي هريرة ،وصن أخي العلمَ الذي تحمله ، ولقد أحسن من قال:

    آه من دهر خؤن أهله*** لا يرون العلم للدين شعارا

    طلبوا العلم بماضي أمرهم*** حالهم أحسن إذ كانوا صغارا

    فإذا الشيب على أذقانهم*** ملئوا الدنيا ظلما وبوارا


    فإن أبيت إلا المكابرة والعناد ، فلا حيلة لنا إلا أن نذكرك بقول المولى تبارك وتعالى :{ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } ،

    وبحديث النبي عليه الصلاة والسلام القائل : (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال: إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس) رواه مسلم من حديث ابن مسعود ،ومعنى ( بطر الحق ) هو دفعه وإنكاره ترفعا وتجبرا ( غمط الناس ) معناه احتقارهم يقال في الفعل , ألا وإن من أؤلئك الضحايا الذي يصدق عليه وعليك قول القائل :

    ألقاه في اليم مكتوفا وقال له **** إياك إياك أن تبتل بالماء) اهـ


    وبعد هذه النصيحة قد يقول قائل : إن الشيخ مقبل رحمه الله ذكره في الوصية من ضمن المشايخ الذين يرجع إليهم عند حصول اختلاف أو أمر يهم الدعوة .

    فالجواب أن يقال : ثبت عند الترمذي من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت :" كان أكثر دعائه أي رسول الله صلى اله عليه وسلم - : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقيل له في ذلك ؟ قال : إنه ليس آدمي إلا و قلبه بين إصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام و من شاء أزاغ)صححه شيخنا الألباني رحمه اله في صحيح الجامع .

    جاء في تحفة الأحوذي (5/428): قوله " (ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِك ): أَيْ اِجْعَلْهُ ثَابِتًا عَلَى دِينِك غَيْرَ مَائِلٍ عَنْ الدِّينِ الْقَوِيمِ وَالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ.

    فكم من أُناس كانوا على الجادة فانحرفوا عنها إلى بنيات الطريق ، ولقد أحسن من قال :

    فهذا الحق ليس به خفاء * * * فدعني من بنيات الطريق

    وقول الآخر :

    ويأبى الفتى إلا اتباع الهوى * * * ومنهج الحق له واضح

    فهذا أبو الحسن المأربي قد ذكره العلامة الوادعي في الوصية وجعله من الذين يرجع إليهم عند حصول اختلاف أو أمر يهم الدعوة ومع ذلك لما أن انحرف بيّن من بيّن من علماء السنة جزاهم الله خيراً ما عنده من زيغ وانحراف فما نفعه أن ذُكر في تلكم الوصية ، وكان في مقدمة من تكلّم فيه الشيخ العلامة يحي بن علي الحجوري حفظه الله تعالى وشيخنا العلامة المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ثم حصل التتابع من قِبل أهل السنة بالطعن فيه لما أن أظهر عامله الله من الكيد والعداء بهذه الدعوة المباركة ، أما عبد الرحمن العدني فأخذ يتلوى تلوي الأفعى ويتشكل تشكل الحرباء حتى شكل له ترساً يحامي عنه ، والله المستعان ، ولكن الله تعالى مطلع على خائنة الأعين وما تُخفي الصدور ، فانبرى له علامة اليمن الفذ الناصح الأمين الشيخ يحي بن علي الحجوري فكشف أباطيله وفضح ما انطوى عليه من مكر وخداع بأدلة ظاهرة وحجج باهرة فجزاه الله خيراً ،

    ولقد أحسن الإمام الحسن البصري حين أن قال :" إن هذه الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم ، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل "

    فقول القائل هذا لا يفيده شيئاً عند الله تعالى إذا انحرف الشخص وزاغ إلا أن يبادر بالتوبة والإنابة له تعالى ويصلح ما أفسده من تأليب الناس على مركز الشيخ مقبل رحمه الله والقائم عليه الشيخ الحجوري حفظه الله ، قال تعالى :{ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيم }،هذا أمر .

    وأمر آخر نحب أن نذكر هذا القائل ألا وهو حديث النبي صلى اله عليه وسلم :( وَإِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُصَيْحَابِي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } فَيُقَالُ إِنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ ) متفق عليه .

    وحديث سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :) أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ فَمَنْ وَرَدَهُ شَرِبَ مِنْهُ وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا لَيَرِدُ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ) قَالَ أَبُو حَازِمٍ فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَنَا أُحَدِّثُهُمْ هَذَا فَقَالَ هَكَذَا سَمِعْتَ سَهْلًا فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يَزِيدُ فِيهِ قَالَ إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي ) متفق عليه .

    وأمر ثالث لعله قد غاب عن صاحبنا هذا ألا وهو حال أصحاب الردة الذين قاتلهم الخليفة الراشد أبو بكر رضي الله عنه ، المهم أن هذا القول لا يستقيم البتة مع النصوص والقواعد الشرعية فظهر بطلانه ، والحمد لله .

    فإن قال قائل : عبد الرحمن لا يزال على خير في أموره ومستمر بالتعليم.

    فأقول : نعم إنه لا يزال مستمراً في التحذير من الناصح الأمين ومن الرحلة إلى أرض العلم بدماج ،وأدل دليل على ذلك تلك الأيمان الفاجرة التي أطلق للسانه العنان بها حيث قال وبئس ما قال :"وما أكثر الكذبات وأنواع المكر والمراوغات التي ثبت عن الحجوري مع تظاهره بالصلاح والتقى وتحري الصدق والأمانة ومن هنا فإني أسجل شهادة تديناً أعلم أن الله سبحانه سيسألني عنها يوم القيامة { ستكتب شهادتهم ويسألون } فأقول : "أقسم باله العظيم أنني لا أعرف منذ طلبت العلم إلى الآن أحداً ممن ينسب إلى العلم والصلاح أشدَّ فجوراً في الخصومة وحقداً ، وأعظم كذبا ً ومراوغةً ومكرا ً من يحيى ابن علي الحجوري , وهو مع أوصافه تلك شديد الحذر من أن تظهر عليه هذه الأمور , ولكن يأبى الله سبحانه وتعالى إلا فضيحة المبطلين , وصدق الله إذ يقول] وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ[ وما أحسن قول من قال:

    ومهما تكن عند امرئ من خليقةٍ *** وإن خالها تخفى على الناس تعلم) اهـ

    والرد على هذا الفجور ما يلي :

    قال شيخنا ربيع المدخلي رعاه الله :" في الشيخ يحيى :رجل مسك الدعوة السلفية في اليمن بيد من حديد" .

    وقال الشيخ الفاضل محمد بن عبدالله الريمي الملقب بالإمام سدد الله :" لا يطعن في الشيخ العلامة يحيى الحجوري إلا جاهل، أو صاحب هوى."

    وقال الشيخ عبد العزيز البرعي وفقه الله :" الشيخ يحيى شامـة في وجـوه أهـل السنـة، وتاج على رؤوسهـم ".

    فأين يا بن مرعي يمينك الفاجرة من هذه الأقوال العادلة ؟!!!! ، قال تعالى :{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.

    ولقد أحسن من قال :

    أضحى الحجوري محنة مرضية ** ** وبحب يحي يعرف المتنسكُ

    وإذا رأيت لشأنه متنقصاً **** فاعلم بأن ستوره ستهتّكُ

    وهكذا العدني مستمر بالتحريش بين مشايخ أهل السنة وللأسف الشديد استطاع أن يُنجز لأعداء الدعوة ما لم يستطعه أبو الفتن المصري .

    وقد يقول قائل: إن الشيخ يحيى قد ذكر عبد الرحمن في كتابه الطبقات حيث قال عنه :" آتاه الله من العلم خيرا كثيرا".

    فأقول: إن الشيخ يحيى عند أن ذكر عبد الرحمن بالخير في الطبقات كان على حسب الظاهر له من القول والفعل؛ فلما أن بدرت منه تلكم البوادر التي كان يُكنها في صدره ضد الشيخ يحيى والدعوة تصدّى له ولشلته البائرة الشيخ يحيى بالردود السديدة ، وأيده على ذلك المشايخ الفضلاء من ذوي الحكمة والنجابة في دار الحديث وغيرها من الدعاة وطلبة العلم الأفذاذ ، بل إن المشايخ الفضلاء الذين جعلهم الإمام الوادعي رحمه الله في الوصية قد شكروا الشيخ يحي على ما يقوم به من خدمته ودفاعه عن الدعوة السلفية ، إذ أنه لا يتكلم بدافع الحسد ولا بدافع الحقد ولا بدافع الرغبة في إسقاط أحد من أهل السنة ، وإنما بدافع الغيرة على السنة وأهلها .

    وما دام الأمر كذلك فنحن وهم يجب علينا أن نعين الشيخ يحيى على ما يقوم به من خدمة هذه الدعوة والدفاع عنها، ومن لم يخدم الدعوة، ولم يعنها، أو قام ضد الذي علم بهذه الأوصاف عند الخاص والعام، نرى علينا القيام ضده.

    أما من لم يتبين له الأمر فإن شاء الله تعالى يتبين له ذلك خصوصاً إذا كان مراده الحق والصواب ، فالفهم لمثل هذه الأمور يُعدّ من الرزق الذي يُعطيه الله من يشاء من عباده ،لكن الذي يُنكر ما جرى من العدني هذا هو التعصب بالباطل كما هو الحاصل من شلة عبد الرحمن البائرة .

    وعودًا على بدء فإنني أقول :عجيب هذا القول الصادر من صاحبه ، ذلك أن الشيخ يحيى بحّ صوته من التحذير من عبد الرحمن وبين حزبيته ، أما كتاب الطبقات فإن شاء الله إذا لم يتراجع العدني عما هو فيه من الانحراف فستكون ترجمته كترجمة أبي الحسن المصري إن لم تكن أشد ، وها هو شيخا ربيع كان يطلق على أبي الحسن بأنه نابغة الجرح والتعديل قبل ظهور انحرافه ، فلما أن انحرف وأظهر معاداته لأصحاب المنهج القويم شن عليه غارة من التحذير وقال عنه بأنه من شر أهل البدع والضلال في هذا الزمن وأتباعه من شر الأتباع ، وهكذا صنيع العلامة الوداعي رحمه الله مع بعض طلابه الذين ضاعوا وما عوا فقد كان يثني عليهم خيراً كما هو معلوم فلما أن تنكبوا الطريق وفَتنوا وفُتنوا حذّر منهم أشد التحذير ، وانظر في ذلك رسالتي المسماة" السهام الوادعية في نحور أقطاب الجمعيات الحزبية " وعلى ما تقدم منهج السلف الصالح ، وبذلك يبطل هذا القول من أساسه .

    فإن قال قائل: إن بعضهم يعتبر عبد الرحمن العدني من علماء أهل السنة والجماعة بلا شك ولا ريب عنده.

    أقول : قال الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله : " إن من يستحق أن يطلق عليه لفظ "العالم " قليل جداً ولا نبالغ إن قلنا نادر وذلك لأن للعالم صفات قد لا ينطبق أكثرها على أكثر من ينتسب إلى العلم اليوم ,فليس العالم من كان فصيحاً بليغاً ,وليس العالم من ألف كتابا أو نشر مؤلفا أو حقق مخطوطة أو أخرجها إن وزن العالم بهذه الأمور فحسب وللأسف هو المترسب في أذهان كثير من العالم ولذلك انخدع كثير من العامة بالفصحاء والكتاب غير العلماء فأصبحوا محل إعجابهم ، فالعالم حقاً من تضلع بالعلم الشرعي وألم بمجمل أحكام الكتاب والسنة عارفاً بالناسخ والمنسوخ بالمطلق والمقيد بالمجمل والمفسر واطلع أيضاً على أقاويل السلف فيما اختلفوا فيه "- شريط "من هم العلماء " .

    ومن علامات من يستحق أن يطلق علية عالم , ما قاله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه "ليس العلم عن كثرة الحديث إنما العلم خشية الله " جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر صـ 25 .

    قلت :وقد بوب الإمام ابن عبد البر رحمه الله باباً في كتابه "جامع بيان العلم وفضله "
    باب من يستحق أن يسمى فقيها أو عالماً حقيقة لا مجازاً أو من يجوز لـه الفتيا من العلماء ,(1) ثم ذكر رحمه الله آثارا منها :

    قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه "كفى بخشية الله علماً وكفى بالاغترار بالله جهلاً "
    قلت : قال تعالى :( إنما يخشى الله من عباده العلماء )

    قال ابن جريج عن عطاء "من عرف الله فهو عالم جامع بيان العلم وفضله ـ ابن عبد البر (2/ 49).

    وقال ابن القيم رحمه الله :"وهذا حصر في خشيته تعالى في أولى العلم " مفتاح دار السعادة ( 1/51).

    قلت : فهل من خشية الله إثارة الفتن في دار العلم بدماج بل في اليمن بأسره ؟!!!

    وهل من خشية الله تسليط السفهاء بإطلاق العنان لأسنتهم في عرض الشيخ يحيى ؟!!!

    وهل من خشية الله تلك الإيمان الفاجرة التي أطلقها عبد الرحمن في الشيخ يحيى ؟!!!

    وهل من خشية الله الانفتاح الغريب في أمور الدنيا من ومن ومن ؟!!!!


    وهلم جرا، إن الخشية حقيقة تمنع صاحبها من إحداث القلاقل والفتن ، وتوجب لصاحبها المحافظة على هذا الخير العظيم الذي خلّفه لنا ذلكم الجبل الأشم الإمام الوادعي رحمه الله من تلكم القلعة العامرة بالعلم والحلم ، فهل يقال مع هذا أن عبد الرحمن من علماء السنة والجماعة بلا شك ولا ارتياب !!!! اللهم سلم سلم .

    ثم ذكر ابن رجب كما في الفرق بين النصيحة والتعيير ص55 : من علامات العلم النافع أنه يدل صاحبه على الهرب من الدنيا وعظمها والرياسة والشهرة والمدح ،فالتباعد عن ذلك والاجتهاد في مجانبته من علامات العلم النافع ،فإذا وقع شيئ من ذلك من غير قصد واختيار كان صاحبه في خوف شديد من عاقبته بحيث أنه يخشى أن يكون مكرا واستدراجا كما كان الإمام أحمد يخاف ذلك على نفسه عند اشتهار اسمه وبعد صيته .

    قلت : ثبت عند الترمذي من حديث كعب بن عياض رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال " وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 1/430 ).

    نعم إن المال فتنة عظيمة كيف لا وقد انحرف وانخرط بسببه من أمثال عبد الرحمن وشلته البائرة في التحزبات البدعية ، فهل بالله عليكم تلكم الملايين المملينة التي أُغدِقت على ابن مرعي من تلكم الآراضي الأفيوشية والتي كان من نتاجها ذلكم المنزل الذي بُني له بعشرات الملايين جاء وجاءت من فراغ ؟!!!

    فإلى متى سنبقى نضع الغشاوة على الأعين بحجة وبأخرى ؟ فاتقوا الله في هذه الدعوة المباركة التي ورثها لنا الإمام الوادعي رحمه الله بكل وضوح وصفاء

    أليس عبد الرحمن بأفعاله تلك سعى في تكتيل الشباب في بداية الفتنة بشراء تلكم الأراضي ، وداس على نصحكم في منع التوقف والبناء فيها، ثم استمر في السعي الحثيث الجاد في تفرقة الصف السلفي ؟، فعلى ماذا يدل ذلك ؟ أليس يدل على حب الاستقلالية والشهرة ولو بأنه مفتون.

    أفمع هذا كله وغيره ما هو معلوم يستقيم أن يُطلق عليه لفظة عالم عند من يزن الأمور بموازينها الصحيحة؟ !!!.

    فإن قال قائل : ها هو ذا الشيخ عبد الرحمن قبل مدة قصيرة تكلم في بعض محاضراته ودعا إلى التمسك بالكتاب والسنة مع البعد عن الدعوات المشبوهة والدعوات الحزبية بالجمعيات وبغيرها ، وكذلك من الإخوان المسلمين .

    أقول : لا غضاضة البتة في أن يرد المبطل على المبطل ، فأصحاب الأهواء يرد بعضهم على بعض ، فما يستقيم أن يُثبت الحق وأهل الحق بذلك، فسواء رد أو لم يرد نحن نطالبه كما نطالب غيره من الحزبيين بالتوبة من حزبيتهم، وسواء رد بعضهم على بعض أم لم يردوا.

    فإن قال قائل : إن ما حصل من الخلاف بين عبد الرحمن والشيخ يحيى ما أثر في عبد الرحمن من ناحية الصفاء والنقاء في الدعوة وما يُعلم عنه إلا خيراً من سابق ومن لا حق .

    فالجواب أن يقال : أولاً : لا بد من تحديد نوع الخلاف بوضوح؛ فالخلاف عند أهل العلم على نوعين :خلاف تنوع وخلاف تضاد .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (ص33-34 ":( أما أنواعه : فهو في الأصل قسمان : اختلاف تنوع واختلاف تضاد.

    واختلاف التنوع على وجوه : منه : ما يكون كل واحد من القولين أو الفعلين حقا مشروعا ، كما في القراءات التي اختلف فيها الصحابة ، حتى زجرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : « كلاكما محسن ".ومثله اختلاف الأنواع في صفة الأذان ، والإقامة ، والاستفتاح ، والتشهدات ، وصلاة الخوف ، وتكبيرات العيد ، وتكبيرات الجنازة ، إلى غير ذلك مما قد شرع جميعه ، وإن كان قد يقال إن بعض أنواعه أفضل ..... وأما اختلاف التضاد: فهو القولان المتنافيان".

    وبناء على ما تقدم ذكره يتبين أن الخلاف الحاصل بين الشيخ يحيى وعبد الرحمن من قبيل
    خلاف التضاد كما هو معلوم ، ولذلك حصل التأثير كما هو واضح بيِّن من تسليط اللسان بالوقيعة في الشيخ يحيى وطلابه الفضلاء النجباء وكفى بها من قابعة ، فإن الوقيعة في أهل السنة والأثر من علامة أهل البدع .

    فيجب التفطن لما يقال من الكلام

    أما قول من قال : وما يُعلم عنه إلا خيراً من سابق ومن لا حق .

    فأقول : هذا بحسب علمه والقاعدة : أن من علم حجة على من لم يعلم ، وصاحب الدار أدرى بمن فيها ، قال بطال كما في شرحه للبخاري(18/104) :"من علم حجه على من لم يعلم؛ لأنه زاد عليه فوجب قبول الزيادة".

    فالشيخ يحيى أعلم من غيره بحال عبد الرحمن العدني ؛ كون الفتنة بدأت من دماج ،وإن شاء سيعلم الذي ما علم تغير الرجل اليوم أو غداً أو بعد غد ، فقد كانت فتنة أصحاب الجمعيات تدوك على أشدها في عهد الشيخ مقبل رحمه الله وبعض الفضلاء ما زالوا يُحسنون بهم الظن عدد سنين ، وهكذا فتنة أبي الحسن المصري أول من تصدى لها بقوة في اليمن الشيخ العلامة يحيى الحجوري حفظه الله ، وكان بعض الفضلاء يطلق عليه لفظ (إمام ) بل استمر هذا الإطلاق إلى وقت ، وقد تكلم في أبي الحسن الشيخ ربيع والشيخ والنجمي وغيرهم من أهل العلم ، المهم ليس بحجة لك عبد الله عند الله أن فلاناً من أهل العلم قال ذلك ، لأنه إن شاء الله قد يُعذر لأمر وللآخر ،

    أما أنت أيها العبد الكريم فقد تكلّم علماً من أعلام الهدى فيه - عبد الرحمن - ألا وهو علامة اليمن خليفة الإمام الوادعي يحيى بن علي الحجوري فماذا بقي من عذر ،والله تعالى يقول في محكم التنزيل :{ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون} ،

    وما يقوم به الشيخ الحجوري هو من تمام مدلول قول الله تعالى :{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}

    قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :" ما ابتدع أحد بدعة إلا قيض الله له بمنه وكرمه من يبين هذه البدعة ويدحضها بالحق وهذا من تمام مدلول قول اله تبارك وتعالى :{ نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} شرح الواسطية (1/34).

    مع العلم أن الشيخ يحيى قد أتى بالأدلة والبراهين على كلامه فأصح حينئذ الجرح مفسراً ، والقاعدة عند علماء الحديث أن الجرح المفسر مقدم على التعديل المجمل؛ لاسيما وهم في داره، وغيره إنما تكلم في القضية بحسب ما يلمعه له هؤلاء المفتونون بهذه الحزبية

    قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :" أما كلام هؤلاء الأئمة المنتصبين لهذا الشأن فينبغي أن يؤخذ مسلماً من ذكر أسباب ، وذلك للعلم بمعرفتهم وإطلاعهم واضطلاعهم في هذا الشأن واتصافهم بالإنصاف والديانة والخبرة والنصح لاسيما إذا أطبقوا على تضعيف الرجل أو كونه متروكاً أو نحو ذلك … أما إذا تعارض جرح وتعديل فينبغي أن يكون الجرح حينئذ مفسراً " - الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث صـ(90-91) .

    قال الشيخ أحمد شاكر : "إذا أجتمع جرح بيّن السبب وتعديل فالجرح مقدم وإن كثر عدد المعدلين لأن مع الجارح زيادة علم لم يطلع عليه المعدل ولأنه مصدق للمعدل فيما أخبر به عن ظاهر حاله … " – المصدر السابق صـ 91.

    وقال شيخنا ربيع :" علماء الجرح والتعديل وعلماء الشريعة الإسلامية فصلوا في هذا الأمر ، منهم الحافظ ابن كثير في مختصر مقدمه ابن الصلاح ، إذا جرح عالم معتبر يعلم أسباب الجرح والتعديل والخلاف في هذه الأمور ولم يعارضه أحد في هذا الجرح فأنه يقبل – بارك الله فيكم – أما إذا عارضه عالم معتبر مثله بتزكية فحينئذ يطلب من المجرح أن يقدم الأدلة على ثبوت جرحه وأسبابه ،فإذا قدم الأدلة فلو عارضه مائة عالم من كبار العلماء وأبرزهم لا قيمة لمعارضتهم لأنهم يعارضون الحجة والبرهان ، وهم يعارضون بغير حجة ولابرهان، والله يقول :(قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) فالبرهان يسكت الألوف من الذين خلت أيديهم من الحجج ولو كانوا علماء ، فهذه قواعد يجب أن تعرف وعليكم بمراجعة كتب علوم الحديث ولا سيما الموسعة منها مثل تدريب الراوي ومثل فتح المغيث للسخاوي شرح ألفية العراقي ، فهذه أمور بديهية عند أهل العلم فالمنازعة فيها والكلام فيها بالباطل لا يجوز لأنه يفسد العلوم الإسلامية ويخرب القواعد و…….إلى آخره بمثل هذه الأساليب ، فلا يجوز للمسلم أن يطرح للناس إلا الحق ويبتعد عن التلبيس والتحيل " شريط " التحذير الحسن من فتنة أبي الحسن " الوجه الأول .

    وقال – سدده الله أيضا في أثناء انتقاده لأبي الحسن :" أؤكد أنه لو زكى أبا الحسن أحد من الناس فإننا نتعامل مع هذه التزكيات بمنهج الله الحق ليتبين للناس الصواب من الخطأ ، والله لو زكاه مثل أحمد بن حنبل وليس معه حجة فإن تزكيته لا يجوز قبولها أبداً لأن الجروح موجودة التي نادى بها أسلافنا الكرام وتعاملوا بها في دينهم وفي سنة نبيهم وفي رواة حديثهم وفي شهاداتهم وفي غيرها من أبواب دين الله وستردها الأدلة والبراهين ، فلا يفرح أبو الحسن ولا يفرح غيره ……فإنا رأينا القطبيين وعدنان عرعور والمغراوي يلجئون إلى هذه الوسائل التي لا تغني في دين الله وعند الله وعند أهل السنة لا تغني شيئاً " المصدر السابق _ الوجه الثاني.

    قلت : وبما تقدم ذكره يظهر بجلاء بطلان ذاك القول ، والحمد لله .

    فإن قال قائل : إن ما يحصل بين عالم وعالم من أهل السنة من خلاف لا يجوز أن يكون ذريعة ولا باباً ولا مفتاحاً لطعن في علماء أهل السنة .

    فالجواب أن يقال : هذا كلام متين وطيب ولا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح في عنزان ، إن ثبت حقيقة أن الخلاف بين عالمين كليهما من أهل السنة ، أما والحال أن الخلاف بين سني وحزبي صاحب فتن وقلاقل فلا يقال ذلك البتة ، وعليه فإن الخلاف بين الشيخ يحيى حفظه الله وعبد الرحمن هداه الله من قبيل خلاف التضاد ّ كما تم بيانه ، فمن الظلم أن يُسوى بين الشيخ يحيى حامل لواء السنة باليمن وبين عبد الرحمن العدني الساعي سعياً حيثاً بالتفرقة ، والله حسيبه في ذلك .

    فإن قال قائل : إن من ثبت سنيته فهو باق على ذلك حتى يثبت خلافها من قبل من يرجع إليهم من أهل العلم .

    أقول: هذا كلام طيب مؤيد بالأدلة والواعد واللازم على مبتغي الحق تطبيقه لا مجرد نقله وهو مؤيد بما جاء عن الإمام أحمد رحمه الله : " وكل رجل ثبتت عدالته لم يقبل فيه تجريح أحد حتى يبين ذلك عليه بأمر لا يحتمل غير جرحه" تهذيب التهذيب لابن حجر (7/273) .

    وقال السيوطي رحمه الله :"...واختار شيخ الإسلام (ابن حجر ) تفصيلاً حسناً ، فإن كان من جرح مجملاً قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن لم يقبل الجرح فيه من أحد كائنا من كان إلا مفسرا لأنه قد ثبتت له رتبة الثقة فلا يزحزح عنها إلا بأمر جلي....... وإن خلا عن التعديل قبل الجرح فيه غير مفسر إذا صدر من عارف لأنه إذا لم يعدل فهو حيز المجهول وإعمال قول المجرح فيه أولى من إهماله" تدريب الراوي (1/308) .

    وما تقدم ذكره عن أهل العلم هو المتبع إن شاء الله ممن انتقد عبد الرحمن وحزبه ذلك أن الرجل كان على سنة فلما أحدث ما أحدث تكلم فيه الشيخ يحيى بأدلة وبرهان تكون بإذن الله أسباباً لجرحه ، ولا يلزم في جرج عبد الرحمن أن يُجمع عليه من قِبل جميع المشايخ لما تقدم بيانه ،

    وقد سئل العلامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- في أحد أشرطته في الرد على فالح الحربي: (هل يشترط في جرح أهل الأهواء إجماع علماء العصر أم يكفي عالم واحد؟
    فأجاب: هذه من القواعد المميعة الخبيثة بارك الله فيكم أي عصر اشترط هذا الإجماع؟ وما الدليل على هذا الشرط؟ كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان هناك شرط فإذا جرح أحمد بن حنبل ويحيى بن معين جرح مبتدعًا أقول لا بد أن يجمع أئمة السنة في العالم كلهم على هذا المبتدع فإذا قال أحمد: هذا مبتدع انتهى كل شيء ولهذا كان إذا قال أحمد فلان مبتدع سلَّم الناس كلهم له ما ركبوا أهواءهم إذا قال ابن معين هذا مبتدع ما أحد ينازعه يشترط الإجماع هذا مستحيل في كل الأحكام الشرعية في كل الأحكام الشرعية مستحيل...(هؤلاء مميعون هؤلاء المميعون وأهل الباطل ودعاة الشر وأهل الصيد في الماء العكر كما يقال فلا تسمعوا لهذه الترَّاهات)، فإذا جرح عالم بصير شخصًا بارك الله فيكم يجب قبول هذا الجرح فإذا عارضه عالم عدل متقن حينئذٍ يدرس يعني ما قاله الطرفان وينظر هذا الجرح وهذا التعديل فإن كان الجرح مفسرًا مبينًا قدم على التعديل ولو كثر عدد المعدلين إذا جاء عالم بجرح مفسر وخالفه عشرون خمسون عالمًا ما عندهم أدلة ما عندهم إلا حسن الظن والأخذ بالظاهر وعنده الأدلة على جرح هذا الرجل عنده الأدلة على جرح هذا الرجل فإنه يقدم الجرح لأن الجارح معه حجة والحجة هي المقدمة وأحيانًا تُقَدَّم الحجة ولو خالفها أهل الأرض, ملئ الأرض خالفه والحجة معه والحق معه الجماعة من كان على الحق ولو كان وحده لو كان إنسان على السنة وخالفه أهل مدينتين ثلاث مبتدعة الحق معه ويقدم ما عنده من الحجة والحق على ما عند الآخرين من الأباطيل فيجب أن يحترم الحق أن تحترم الحجة والبرهان ﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ ﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ فالكثرة لا قيمة لها إذا كانت خالية عن الحجة).اهـ

    وقال أيضًا -حفظه الله- جوابًا على بعض أسئلة شباب عدن في فتنة أبي الحسن: (..فإذا قدَّم الأدلة لو عارضه مئة عالم من كبار العلماء وأبرزهم لا قيمة لمعارضتهم لأنهم يعارضون الحجة والبرهان، وهم يعارضون بغير حجة ولا برهان والله يقول: ﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ فالبرهان يسكت الألوف من الذين خلت أيديهم من الحجج ولو كانوا علماء فهذه قواعد يجب أن تعرف وعليكم بمراجعة كتب علوم الحديث، ولاسيما الموسعة منها مثل: تدريب الراوي ومثل: فتح المغيث للسخاوي شرح ألفية العراقي، وهذه أمور بدهية عند أهل العلم المنازعة فيها والكلام فيها بالباطل لا يجوز لأننا نفسد العلوم الإسلامية ونخرب القواعد و.. و.. إلى آخره بمثل هذه الأساليب، فلا يجوز لمسلم أن يطرح للناس إلا الحق إلا الحق ويبتعد عن التلبيس والحيل بارك الله فيكم).اهـ انظر (مختصر البيان) ص74-75). اهـ ، وبما تقدّم تسطيره يُنتفى هذا الإيراد ، والحمد لله .

    وعلى هذا فلنربأ بأنفسنا عن مخالفة الأصول على مقابل الدفاع عن باطل زيد أو عبيد.

    وإن قال قائل :ينبغي أن تكون عندنا غيرة على علمائنا وأن نصون ألسنتنا في الطعن فيهم .

    أقول : صدق والله ، ينبغي علينا أن نوقر علماءنا ونحترمهم ونجلهم وأن نعتقد أن الوقيعة فيهم علامة للزيغ والانحراف ،

    قال أبو حاتم رحمه الله : " علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر ".

    وأن لا نطلق لألسننا العنان في الطعن فيهم،

    قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله :" لحوم العلماء مسمومة وعادة اله في هتك أستار منتقصهم معلومة ، ومن أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب " فالحذر الحذر من رميهم بالعمالة والجسوسية والكذب كما قد تواترت الأخبار عن أحدهم أنه يرمي الشيخ النجمي وزيد المدخلي بالأولى وشيخنا ربيع والشيخ الفوزان بالثانية ، والشيخ يحيى بالثالثة ، والله المستعان ،قال تعالى :{ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} راجع في ذلك ملزمة أخينا الشيخ محمد بن حسين العمودي المسماة "طليعة الردود السديدة ....." وشبكة العلوم السلفية .

    فالواجب أن يُغار على أمثال هؤلاء الجهابذة حماة الدين وأن يُزجر كل من أراد أن يطعن فيهم أو في أمثالهم كالعلامة الألباني والعلامة ابن باز والعلامة العثيمين والعلامة الوادعي رحمهم الله والشيخ يحيى الحجوري ونحو هؤلاء من العلماء .

    أما من دافع عن باطل فإننا نضطر أن نبين له وللناس باطله حتى لا يغتر به، وهذا من النصيحة للدين، التي أرسل الله بها رسله، وأنزل لتأيدها كتبه.

    وفي الأخير فإني أنصح إخواني الكرام بالمحافظة على الدعوة التي أكرمنا الله بها ولا يكون ذلك إلا بيان الحق المدعم بالأدلة والبراهين والالتفاف حول العلماء الناصحين من أهل السنة والجماعة ، قال تعالى :{ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون}.

    وقوله تعالى :{ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا }

    وعلينا أن نحفظ ألسنتنا من الوقيعة في العلماء والطعن فيهم ، وأن نصبر على بعضنا البعض ويكون بينا التناصح الصادق والهادف ، وأن ينصر بعضنا بعضاً بالحق فهذا وذاك من مدلول قوله تعالى : {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }

    وقوله تعالى :{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}

    ومن علم بحزبية أو فتنة لا يجوز لأحد الدفاع عن فتنته؛ فإن ميزان الرجال عند أهل السنة بقدر قربهم من الحق، وبعدهم عنه.

    اللهم اغفر لعلمائنا وأيدهم بتأيدك وسددهم في الأقوال والأعمال يارب العالمين ، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، وآخر دعوانا أن الحمد له رب العالمين ..

    وكتب / أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي
    23/صفر /1430هـ


    ***********************

    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة خالد بن محمد الغرباني; الساعة 19-09-2010, 05:26 PM.

  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى مشاهدة المشاركة

    فالحذر الحذر من رميهم بالعمالة والجاسوسية والكذب كما قد تواترت الأخبار عن أحدهم أنه يرمي الشيخ النجمي وزيد المدخلي بالأولى وشيخنا ربيع والشيخ الفوزان بالثانية ، والشيخ يحيى بالثالثة ، والله المستعان ،قال تعالى :{ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} راجع في ذلك ملزمة أخينا الشيخ محمد بن حسين العمودي المسماة "طليعة الردود السديدة ....." وشبكة العلوم السلفية .
    كلام جميل


    وجزى الله الشيخ الفاضل حسن بن قاسم خيرا

    تعليق


    • #3
      اللهم بارك اللهم بارك اللهم بارك . جزى الله خيرا الشيخ أبا عبدالسلام حسن الريمي وزاده من العلم والبصيرة
      والله رد قوي وكلام جميل وحجة واضحه ونصح صادق _نحسبه والله حسيبه _

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عبدالله بن ناصر المري مشاهدة المشاركة
        اللهم بارك اللهم بارك اللهم بارك . جزى الله خيرا الشيخ أبا عبدالسلام حسن الريمي وزاده من العلم والبصيرة
        والله رد قوي وكلام جميل وحجة واضحه ونصح صادق _نحسبه والله حسيبه _
        صدقت
        اللهم آمين

        تعليق


        • #5
          جز الله خير اخانا على نصيحته وان شاء الله تلقي قلوبا واعيه واذانا صاغيه

          تعليق


          • #6
            جزاكم الله خيرآ ياشيخ حسن وبارك الله فيكم ونفع الله بكم وسدد الله خطاكم


            "]
            فهذا الحق ليس به خفاء * * * فدعني من بنيات الطريق
            ]

            تعليق


            • #7
              ما شاء الله ! تبارك الله !
              جزى الله الشيخ الفاضل أبا عبد السلام خيرا على ماكتب و سطر .

              تعليق


              • #8
                اللهم أحفظ الدعوة السلفية في اليمن من كيد الكائدين

                جزاكم الله خيرآ ياشيخ حسن علي الإيضاح الشافي والكافي
                ومن كان سائلا فعليه
                (( بالعارفين بدار الحديث بدّماج ))
                دار الحديث بدماجٍ يتوق لها *** رجلٌ إلي دين الله قد رُشدَ
                دار تفوح بعلم الدين زاهرة *** نقاءً أحلي من اللبن أو العسلَ
                ما ضرها شوكٌ ولا كدر *** ولا حقدا توالي من حاقد أفَلَ
                دار الحديث تبقي كما كانت *** تاج علي رؤس الناس قد وضع

                نسأل الله ان يحفظ دار الحديث بدماج وباقي دور الحديث والقائمين عليها ...
                وحفظ الله علماء الدعوة السلفية في اليمن.
                صاح الشيوخ في وجوهٍ مُكَدّرةٌ *** لا تطعن بدار العلم يا كدراَ
                إذا طعنت بدماج فما بقيت *** لدور من غيرها أثرا
                فإن الدار علي طريق الحق سائرةً *** وشهدوا لها أعلاماً بها زمنا
                فإن العلم قد لاح بدماج *** من إمام* , أما رأيت طعناً به زمنا !
                ما ضرهم طعن الحقود ولا *** همز المخذل في الأوكار قد وُجد
                إذا طعن الجهول بشيخ بها طلبَ *** علوماً ما حازها ذاك الحقود وإن لها طلبَ
                ومن حرّك أوكار بها كدرا ** فأربع علي نفسك وكن للخير ذا طلبَ

                * الإمام مقبل ابن هادي الوادعي رحمه الله
                والسلام عليكم

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة فهمي بن داود العامري مشاهدة المشاركة
                  ما شاء الله ! تبارك الله !
                  جزى الله الشيخ الفاضل أبا عبد السلام خيرا على ماكتب و سطر .
                  آمين
                  آمين
                  آمين

                  تعليق


                  • #10
                    تم ترجمته بالفرنسية ولله الحمد

                    من هنا

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة أبو بكر بهاء الدين بن عبد الرزاق مشاهدة المشاركة
                      صدقت
                      اللهم آمين
                      جزاكم الله خيرًا وبارك الله في الشيخ حسن بن قاسم الريمي

                      يُرفع من جديد

                      تعليق


                      • #12
                        للرفع
                        رفع الله قدر أهل السنة

                        تعليق


                        • #13
                          وقد ترجمناها إلى اللغة الانجليزية وستخرج قريباً إن شاء الله

                          تعليق

                          يعمل...
                          X