يا شيخ ربيع هل أثر ابن عمر - رضي الله عنهما - :
(الصَّلَاة فِي السَّفَرِ رَكْعَتَانِ مَنْ خَالَفَ السُّنَّةَ كَفَرَ )
فيه تكفير لعثمان رضي الله عنه؟.
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن وأشرح صدر شيخي ربيع للحق
(الصَّلَاة فِي السَّفَرِ رَكْعَتَانِ مَنْ خَالَفَ السُّنَّةَ كَفَرَ )
فيه تكفير لعثمان رضي الله عنه؟.
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن وأشرح صدر شيخي ربيع للحق
قال الشيخ ربيع – وفقه الله – في رسالته (مميزات الحدادية) :
((قولهم بتبديع كل من وقع في بدعة....))
أقول :
ما أجمل هذا الكلام الذي نطق به الشيخ – وفقه الله – في (20/2/1423هـ) بعد خروجه من المدينة النبوية، بعد أن حارب الفرقة الضالة التي وسمها بـ (الحدادية) التي لم تستطع دخول دماج بفضل الله تعالى ولن تسطيع بإذن الله تعالى.
هذا بالأمس،،،،
بعد أن طارد تلك الشبهة التي زرعتها الحدادية في بيته في المدينة حتى حاربها وطردها من باب بيته لتعود اليوم من نافذة بيته في مكة شعر بذلك أم لم يشعر.
فربيع اليوم ليس ربيع الأمس!
للأسف!
لقد انطلت الشبهة على الشيخ ربيع، ثم لم يجد له نصيرا من طلابه الذين اكتفوا بالمشاهدة للمعركة التي يخوضها (للوصول) إلى دماج، في جعله من يحارب الرافضة طعانا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبديعه أمة من الناس لم يراع فيها صغيرا ولا كبيرا.
(بل اتهم طلاب دماج صغيرهم وكبيرهم بأنهم غلو في الحجوري غلوا لا نظير له!!!).
رجع اليوم الشيخ المدخلي متأثرا بما انتقد به الحدادية عند أن قال فيهم : ((قولهم بتبديع كل من وقع في بدعة....)) وانطلت عليه الشبهة حتى وقع فيها.
فالشيخ ربيع يرى! أن تصحيح أثر ابن عمر - رضي الله عنهما - الذي قال فيه ببدعية الأذان العثماني أن معناه تبديع لعثمان - رضي الله عنه - .
فقام بالطعن في رواة هذا الأثر بشتى أنواع الطعونات الجائرة لماذا ؟!!
لأن معناه الطعن في عثمان!!
واليوم نقدم سؤالا للشيخ ربيع - وفقه الله - :
ما هو رأيك في أثر ابن عمر – رضي الله عنه - : (الصَّلَاة فِي السَّفَرِ رَكْعَتَانِ , مَنْ خَالَفَ السُّنَّةَ كَفَرَ )
هل معناه أن عثمان رضي الله عنه كافر – معاذ الله - ؟.
أم أنك ستبحث عن سند الأثر حتى تطيح به!! ولو كان رجاله في أعلى مراتب الثقات!!.
وقبل إجابة الشيخ ربيع – وفقه الله – أضع له إجابة عالم رباني له كلام علمي نفيس لعل الله أن ينفع به من انطلت عليه شبهة الحدادية الخبيثة الظالمة في ((تبديع كل من وقع في بدعة....)) ومقتضاها تكفير كل من وقع الكفر.
إنه العالم النحرير الناقد البصير فضيلة العلامة المحدث الشيخ محمد بن ناصر الألباني – رحمه الله – في كتابه القيم صلاة التراويح صـ35ـــ39ــــ حيث ساق لنا حلا للمشكلة والشبهة التي حذر منها الشيخ ربيع سابقا ثم حلت بقلبه فقال – رحمه الله - :
(موقفنا من المخالفين لنا في هذه المسألة وغيرها :
إذا عرفت ذلك فلا يتوهمن أحد أننا حين اخترنا الاقتصار على السنة في عدد ركعات التراويح وعدم جواز الزيادة عليها أننا نضلل أو نبدع من لا يرى ذلك من العلماء السابقين واللاحقين كما قد ظن ذلك بعض الناس واتخذوه حجة للطعن علينا توهما منهم أنه يلزم من قولنا : بأن الأمر الفلاني لا يجوز أو أنه بدعة أن كل من قال بجوازه واستحبابه فهو ضال مبتدع كلا فإنه وهم باطل وجهل بالغ لأن البدعة التي يذم صاحبها وتحمل عليه الأحاديث الزاجرة عن البدعة إنما هي "طريقة في الدين مخترعة تضاه الشيعة يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه " .
فمن ابتدع بدعة يقصد بها المبالغة في التعبد وهو يعلم أنها ليست من الشرع فهو الذي تنصب عليه تلك الأحاديث وأما من وقع فيها دون أن يعلم بها ولم يقصد بها المبالغة في التعبد فلا تشمله تلك الأحاديث مطلقا ولا تعنيه البتة وإنما تعني أولئك المبتدعة الذي يقفون في طريق انتشار السنة ويستحسنون كل بدعة بدون علم ولا هدى ولا كتاب منير بل ولا تقليدا لأهل العلم والذكر بل اتباعا للهوى وإرضاء للعوام وحاشا أن يكون من هؤلاء أحد من العلماء المعروفين بعلمهم وصدقهم وصلاحهم وإخلاصهم ولا سيما الأئمة الأربعة المجتهدين رضي الله عنهم أجمعين فإننا نقطع بتنزههم أن يستحسنوا بدعة مبالغة منهم في التعبد كيف وهم قد نهوا عن ذلك كما سنذكر نصوصهم في ذلك في الرسالة الخاصة بالبدعة إن شاء الله تعالى .
نعم قد يقع أحدهم فيما هو خطأ شرعا ولكنه لا يؤاخذ على ذلك بل هو مغفور له ومأجور عليه كما سبق مرارا وقد يتبين للباحث أن هذا الخطأ من نوع البدعة فلا يختلف الحكم في كونه مغفورا له ومأجورا عليه لأنه وقع عن اجتهاد منه ولا يشك عالم أنه لا فرق من حيث كونه خطأ بين وقوع العالم في البدعة ظنا منه أنها سنة وبين وقوعه في المحرم وهو يظن أنه حلال فهذا كل خطأ ومغفور كما علمت ولهذا نرى العلماء مع اختلافهم الشديد في بعض المسائل لا يضلل بعضهم بعضا ولا يبدع بعضهم بعضا.
ولنضرب على ذلك مثالا واحدا :
لقد اختلفوا منذ عهد الصحابة في إتمام الفريضة في السفر فمنهم من أجازه ومنهم من منعه ورآه بدعة مخالفة للسنة ومع ذلك فلم يبدعوا مخالفيهم فهذا ابن عمر رضي الله عنه يقول :
(صلاة المسافر ركعتان من خالف السنة كفر) رواه السراج في مسنده [21/ 122 – 123] بإسنادين صحيحين عنه.
ومع هذا فلم يكفر ولم يضلل من خالف هذه السنة اجتهادا بل لما صلى وراء من يرى الإتمام أتم معه.
فروى السراج بسند صحيح عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بمنى ركعتين وأبو بكر وعمر وعثمان صدرا من أمارته ركعتين ثم أن عثمان صلى بمنى أربعا فكان ابن عمر اذا صلى معهم صلى أربعا واذا صلى وحده صلى ركعتين وروى البخاري (2/451-452) نحوه عن ابن مسعود وفيه أنه لما بلغه إتمام عثمان استرجع!.
فتأمل كيف أن ابن عمر لم يحمله اعتقاده بخطأ من يخالف السنة الثابتة بالإتمام في السفر على أن يضلله أو يبدعه بل إنه صلى وراءه لأنه يعلم أن عثمان رضي الله عنه لم يتم اتباعا للهوى - معاذ الله بل ذلك يجب عن اجتهاد منه .
وهذا هو السبيل الوسط الذي نرى من الواجب على المسلمين أن يتخذوه لهم طريقا لحل الخلافات القائمة بينهم أن يجهر كل منهم بما يراه هو الصواب الموافق للكتاب والسنة شريطة أن لا يضلل ولا يبدع من لم ير ذلك لشبهة عرضت له لأنه هو الطريق الوحيد الذي به تتحقق وحدة المسلمين وتتوحد كلمتهم ويبقى الحق فيه ظاهرا جليا غير منطمس المعالم ولهذا نرى أيضا أن تفرق المسلمين في صلاتهم وراء أئمة متعددين : هذا حنفي وهذا شافعي . . . . مما يخالف ما كان عليه سلفنا الصالح من الاجتماع في الصلاة وراء إمام واحد وعدم التفرق وراء أئمة متعددين .
هذا هو موقفنا في المسائل الخلافية بين المسلمين الجهر بالحق بالتي هي أحسن وعدم تضليل من يخالفنا لشبهة لا لهوى.
وهذا هو الذي جرينا عليه منذ أن هدانا الله لاتباع السنة ولك من نحو عشرين سنة ونتمنى مثل هذا الموقف لأولئك المتسرعين في تضليل المسلمين الذين من مذهبهم قولهم : "إذا سئل عن مذهبنا ؟. قلنا : صواب يحتمل الخطأ وإذا سئلنا عن مذهب غيرنا ؟ قلنا خطأ يحتمل الصواب" ومن مذهب القول بكراهة الصلاة وراء المخالف في المذهب أو بطلانها ولذلك تفرقوا في المسجد الواحد كما سبق وخاصة في جماعة الوتر في رمضان لظن بعضهم أن الوتر لا يصح إذا فصل الإمام بين شفعه ووتره مع أنه هو الأفضل الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في الفصل السابع
وذلك هو موقفنا وما أظن عاقلا ينازعنا فيه فمن نسب إلينا غير ذلك فقد بغى وتعدى وظلم والله حسيبه)ا.هـ.
تعليق