بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحةٌ إلى إبراهيم بويران
الرّامي لمخالفه بتكفير غيره
من غير دليل ولا برهان
نصيحةٌ إلى إبراهيم بويران
الرّامي لمخالفه بتكفير غيره
من غير دليل ولا برهان
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، أرسله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا؛ فهدى به مِن الضلالة وبصّر به من العمى، وأرشد به من الغي، وفتح أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا، وفرق بين الحق والباطل والهدى والضلال، صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
قال -تبارك وتعالى-: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
وعن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة»(١).
وجاء في كتاب «الاعتصام» للشاطبي (١/٧٦): «وكان ملك رحمه الله كثيرا ما ينشد:
قال -تبارك وتعالى-: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
وعن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة»(١).
وجاء في كتاب «الاعتصام» للشاطبي (١/٧٦): «وكان ملك رحمه الله كثيرا ما ينشد:
وخير أمور الدين ما كان سنة ** وشر الأمور المحدثات البدائع»
فكل هذه النصوص من كتاب الله وسنة رسوله وأقوال السلف التي تأمرنا على أن نكون متّبعين غير مبتدعين، كما قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: «اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم»، وهذه الخاصية يتميز بها أهل الحق في كل زمان ومكان إلى قيام الساعة؛ فهم الجماعة وهم الطائفة المنصورة؛ فقد عُرِفوا بالوسطية في الاعتقاد والأحكام والمعاملات من غير غلو ولا جفاء، حتى مع من خالفهم فلا يقولون فيه إلا ما كان فيه من ضلال وباطل واضح بيِّنٍ وإلاّ فالإمساك وعدم التّعدي فسجيتهم وهي أسلم؛ متمسكين بكتاب الله وسنة نبيهم وفهم صحابتهم الذي هو الفارق بين المتّبع والمبتدع.
بوب الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- في «كتاب التوحيد» (باب: ما جاء في كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين، قال تعالى: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم}، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إياكم والغلو في الدِّين فإنما أهلك من كان قبلكم بالغلو في الدين»(٢).
قلت: وجه الاستدلال من هذه النصوص تحريم الغلو في شتى أبواب الدين سواء في أقوالك أو أعمالك أو اعتقاداتك أو معاملاتك أو أحكامك؛ فمن ترك العمل بهذه النصوص فغلا كانت عاقبة أمره الانحراف عن الحق والزيغ والعياذ بالله.
فلا تُحَكِّم الهوى والعقل المجرد عن الشرع -يا عبد الله!- خاصة وأنت تتكلم في باب عظيم، ألا وهو الرد على المخالف -سواء في مسألة ما مع سُنّيٍّ، أو مع أهل الأهواء والبدع الأصليين-؛ فلابد أن تكون متجردا من الهوى والانتصار للنفس؛ بل «كن سلفيا على الجادة» في نقدك على بيّنة لا على إحتمالات وهمية وحجج ضعيفة؛ لأنه عِرْضٌ وإن كان مخالفا للحق، فقل ما فيه ولا تتعدى حتى وإن كان المخالف صاحب باطل؛ فلا تُقَوِّله ما لم يَقُلْهُ ولا تُحَمِّل كلامه ما لا يحتمله -ليـًّا لكلامه كي يوافق نقدك!-؛ بل عوّد نفسك على الواضح مِم الكلام والبيّن مِن القول وترك الاحتمالات البعيدة غير الواضحة التي قد تكون وهمية بالنسبة لنظرتك الخاصة، ولكن لو عرضت على العلماء أصحاب هذا الفن ممن قد تبحّر في علوم الشريعة لعرف من كلامك الحق من الباطل الذي هو نصرة لدين الله مما هو نصرة للباطل، فأحفظ هذا رعاك الله بمنه وكرمه.
قال الشيخ عبد السلام البر جس -رحمه الله- في رسالته المانعة «الرد العلمي على منكري التصنيف» (ص ٢٣-٢٧):
«فتصنيف الناس بحق وبصيرة حراسة لدين الله وهو جند من جنود الله -سبحانه وتعالى-؛ ينفي عن دين الله -جل وعلا- تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وزيغ المبتدعين، ومكر الخوارج المارقين، وسائر الفرق المنشقة عن صفوف أمة الصادق الأمين -صلى الله عليه وسلم-».
وقال -أيضا-ناصحا: «فالواجب الإنصاف والتخلي عن الإغراض والأهواء والمطامع والنزعات الحزبية العرقية في مثل هذا الباب فالمسلم الصادق العالم هو الذي يمشي على وتيرة واحدة ولا يتلون في دين الله».
وقال أيضا: «علم الجرح والتعديل يجب الرجوع فيه إلى أهله السالمين من الهوى المتجردين في أحكامهم، أهل الغيرة على دين الله -سبحانه وتعالى-، لا يُرجع فيه إلى أصحاب الحظوظ النفسية والتّقلبات والتَّلوُن في دين الله» ا هـ.
قلت: وليعلم إخواني أني ما كتبتُ هذه الكلمات نصرة لزيد من الناس ولا لعمرو، ولكن ردا للباطل الذي سُطّر باسم الدين؛ بحيث ترى المنكر في كلام العبد سواء كان ممن اتفقت عقيدته ومنهجه معك أو العكس من المخالفين.
فالواجب بيان الباطل من الحق على حسب القدرة والاستطاعة خاصة الرد الذي يكون فيه تعدٍّ من غير حجة ولا برهان، أو دخول أمراض القلوب المهلكة للإخوان فيه؛ من حسد، وكبر، وحب للمناصب والجاه في قلوب الناس، والعجب... وغيرها من أمراض القلوب!
فأقول مرة ثانية -معيدا ومُكرّرا-:
فليعلم أني بنيت ردي لبيان الحق وليس نصرة لفلان وعلان من الناس، حتى يكون البحث مبنيا على قواعد علمية لا حظوظ نفسية؛ فجعلتُ أنقل الكلام المراد ثم نرى بميزان أهل العلم ليتميز الحق من الباطل بإذن الله.
بوب الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- في «كتاب التوحيد» (باب: ما جاء في كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين، قال تعالى: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم}، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إياكم والغلو في الدِّين فإنما أهلك من كان قبلكم بالغلو في الدين»(٢).
قلت: وجه الاستدلال من هذه النصوص تحريم الغلو في شتى أبواب الدين سواء في أقوالك أو أعمالك أو اعتقاداتك أو معاملاتك أو أحكامك؛ فمن ترك العمل بهذه النصوص فغلا كانت عاقبة أمره الانحراف عن الحق والزيغ والعياذ بالله.
فلا تُحَكِّم الهوى والعقل المجرد عن الشرع -يا عبد الله!- خاصة وأنت تتكلم في باب عظيم، ألا وهو الرد على المخالف -سواء في مسألة ما مع سُنّيٍّ، أو مع أهل الأهواء والبدع الأصليين-؛ فلابد أن تكون متجردا من الهوى والانتصار للنفس؛ بل «كن سلفيا على الجادة» في نقدك على بيّنة لا على إحتمالات وهمية وحجج ضعيفة؛ لأنه عِرْضٌ وإن كان مخالفا للحق، فقل ما فيه ولا تتعدى حتى وإن كان المخالف صاحب باطل؛ فلا تُقَوِّله ما لم يَقُلْهُ ولا تُحَمِّل كلامه ما لا يحتمله -ليـًّا لكلامه كي يوافق نقدك!-؛ بل عوّد نفسك على الواضح مِم الكلام والبيّن مِن القول وترك الاحتمالات البعيدة غير الواضحة التي قد تكون وهمية بالنسبة لنظرتك الخاصة، ولكن لو عرضت على العلماء أصحاب هذا الفن ممن قد تبحّر في علوم الشريعة لعرف من كلامك الحق من الباطل الذي هو نصرة لدين الله مما هو نصرة للباطل، فأحفظ هذا رعاك الله بمنه وكرمه.
قال الشيخ عبد السلام البر جس -رحمه الله- في رسالته المانعة «الرد العلمي على منكري التصنيف» (ص ٢٣-٢٧):
«فتصنيف الناس بحق وبصيرة حراسة لدين الله وهو جند من جنود الله -سبحانه وتعالى-؛ ينفي عن دين الله -جل وعلا- تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وزيغ المبتدعين، ومكر الخوارج المارقين، وسائر الفرق المنشقة عن صفوف أمة الصادق الأمين -صلى الله عليه وسلم-».
وقال -أيضا-ناصحا: «فالواجب الإنصاف والتخلي عن الإغراض والأهواء والمطامع والنزعات الحزبية العرقية في مثل هذا الباب فالمسلم الصادق العالم هو الذي يمشي على وتيرة واحدة ولا يتلون في دين الله».
وقال أيضا: «علم الجرح والتعديل يجب الرجوع فيه إلى أهله السالمين من الهوى المتجردين في أحكامهم، أهل الغيرة على دين الله -سبحانه وتعالى-، لا يُرجع فيه إلى أصحاب الحظوظ النفسية والتّقلبات والتَّلوُن في دين الله» ا هـ.
قلت: وليعلم إخواني أني ما كتبتُ هذه الكلمات نصرة لزيد من الناس ولا لعمرو، ولكن ردا للباطل الذي سُطّر باسم الدين؛ بحيث ترى المنكر في كلام العبد سواء كان ممن اتفقت عقيدته ومنهجه معك أو العكس من المخالفين.
فالواجب بيان الباطل من الحق على حسب القدرة والاستطاعة خاصة الرد الذي يكون فيه تعدٍّ من غير حجة ولا برهان، أو دخول أمراض القلوب المهلكة للإخوان فيه؛ من حسد، وكبر، وحب للمناصب والجاه في قلوب الناس، والعجب... وغيرها من أمراض القلوب!
فأقول مرة ثانية -معيدا ومُكرّرا-:
فليعلم أني بنيت ردي لبيان الحق وليس نصرة لفلان وعلان من الناس، حتى يكون البحث مبنيا على قواعد علمية لا حظوظ نفسية؛ فجعلتُ أنقل الكلام المراد ثم نرى بميزان أهل العلم ليتميز الحق من الباطل بإذن الله.
نظرةٌ في غلاف الكتاب:
١/ من المعروف عند علماء السنة ومَن نحا نحوهم، العزو والتوثيق لكل ما له علاقة بالمكتوب من رسالة أو بحث أو منشور، وهذا ما يزيد ارتياح الباحث أو القارئ ثقة بك وبعلمك -يا أخذري-! وإنّ من النقاط التي يلاحظها القارئ على غلاف كتاب «الكواشف الجليّة» لكاتبه إبراهيم الأخذري الجزائري، حيث ذُكِرت الدار التي قامت بالنشر لهذا الكتاب وهي: (الجليس الصالح)! ولكن أُبهم عنوان صاحب المطبعة والناشر، ومعروف أن أي كتاب يصدر من مؤلف فإنه يذكر على طرّته وما بعده من صفحاته الأولى الدار التي تبنَّت طبعه مع توثيق عنوانها وما به يوصل إليها مباشرة أو من بُعد.
والحقيقة -مع الأسف الشديد- كما أفاد بعض من لهم اشتغال بالعَمَل المكتبي: أن من تولّى كبر هذه الفتنة (أعني: الكتاب) -طباعةً ونشراً- هي: (دار الميراث النبوي) ببرج الكيفان! وقد اعترف بعد ذلك مستقبل الزبائن المكلف بالبيع في الدار، ثم أنكر، ثم نظر ثم نفى العلم عن نفسه بأنه لا يعلم، ووعد بإخبار صاحب الدار (السيّد!)، ولكن لمّا خشِيَت أن توسمَ برأس الفتنة وخافت أن تتلطّخ بالعار؛ قدّمت كبش الفداء وليدها (الجليس الصالح) وهي دارٌ مجهولة الهويّة أو وهمية، لا حقيقة لها على أرض الواقع -كما يبدو لحدّ الساعة-، فرحمَ اللهُ (الجليس الصالح)، وأعظمَ الله أجرَ (دار الميراث) وأحسن عزاءها في ولدها اللّقيط؛ إذ: «الولد للفِراش وللعاهر الحَجَر» كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.
وهذا التلبيس طريقةٌ يُتقِنُها -مع المخدوعين والمغفّلين، وفقط!- مَن أراد نصرَ نخاع الباطل بنشره مستوراً بلحاء الحق في العادةِ، ودليل ذلك: تغييب رقم هاتف الكبشَ! عفوا؛ أقصد الولدَ (الجليس الصالح)، ورقم الفاكس، والبريد الإلكتروني، والعنوان (الدولة-المحافظة-الحي-الشارع)، ورقم الإيداع!!
تنبيه:
لقد بلغنا -مؤخراً- صدور كتاب آخَرٍ لعرفات المحمدي «البيان الفوري»! بنفس طريقة الكتاب المذكور أعلاه!
إذن؛ فلتهنأ الأم الحنون (دار الميراث) بوليد ثانٍ يُضافُ في دفترها العائلي المزَوّر! والعجيب أن هذه الدار لم تُنتِج إلاّ «الكواشف» وقد كُشِفت حالها، و«البيان» لعرفاتٍ وقد بُيّن أمرها فصارت معروفة لأهل السنة إن شاء الله!
ننتظر وليدا ثالثا من نفس النوع... أم أنّ الأم ستُنجِبُ لنا بنتاً هذه المرة على خلاف السابق، لإبعاد العار عنها وهو الآن نازلٌ بها، والله المستعان.
٢/ عنوان الكتاب: «الكواشف الجليّة»، وهذا يذكّر بعنوان كتاب «الكواشف الجليّة»! للخارجي المعاصر أبي محمد المقدسي (عصام برقاوي)! إشتراك في العنوان، وفي عموم الخيانة العلمية.
٣/ تقديمالخطيبين: لزهر سنيقرة وعز الدين رمضاني، وقرأ الكتاب وأذن بنشره: الداعية عبد الغني عوسات والدكتور عبد المجيد جمعة!
ولمن قرأ بعض محتويات الكتاب يتكشَّف له الضعف العلمي عند هؤلاء أو الضعف المنهجي، أو كلاهما معا، لما اعترى صفحاته من خيانات علمية تقدح في الكاتب وتليّن -على الأقل- من رضي بالمكتوب، إذ كيف يُقرُّ على التهوّر باسم العلم؟
والسؤال: هل من هؤلاء الدعاة مَن يعلم بشأن الولد مجهول النّسب مِن جهة الأب (الجليس الصالح)؟!
٤/ كنيةُ الكاتب: (أبو بسطام)، تذكّرُ بشعبة بن الحجاج، من أساطين الحديث، ولكن من نظر وراء الغلاف بصفحات انقلب الذهن بذكر صنيع الحجاج بن يوسف، المبير، فما أشبه تهور هذا الأخير حيث أفسد بإزهاق الأرواح، والبويران -كأنه مشتقٌّ من المُبير! وهو ليس كذلك- أفسد المنهج في من تَبِعهُ على كتابه وأشاه السلفية في الجزائر، فحسبنا الله!
والحقيقة -مع الأسف الشديد- كما أفاد بعض من لهم اشتغال بالعَمَل المكتبي: أن من تولّى كبر هذه الفتنة (أعني: الكتاب) -طباعةً ونشراً- هي: (دار الميراث النبوي) ببرج الكيفان! وقد اعترف بعد ذلك مستقبل الزبائن المكلف بالبيع في الدار، ثم أنكر، ثم نظر ثم نفى العلم عن نفسه بأنه لا يعلم، ووعد بإخبار صاحب الدار (السيّد!)، ولكن لمّا خشِيَت أن توسمَ برأس الفتنة وخافت أن تتلطّخ بالعار؛ قدّمت كبش الفداء وليدها (الجليس الصالح) وهي دارٌ مجهولة الهويّة أو وهمية، لا حقيقة لها على أرض الواقع -كما يبدو لحدّ الساعة-، فرحمَ اللهُ (الجليس الصالح)، وأعظمَ الله أجرَ (دار الميراث) وأحسن عزاءها في ولدها اللّقيط؛ إذ: «الولد للفِراش وللعاهر الحَجَر» كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.
وهذا التلبيس طريقةٌ يُتقِنُها -مع المخدوعين والمغفّلين، وفقط!- مَن أراد نصرَ نخاع الباطل بنشره مستوراً بلحاء الحق في العادةِ، ودليل ذلك: تغييب رقم هاتف الكبشَ! عفوا؛ أقصد الولدَ (الجليس الصالح)، ورقم الفاكس، والبريد الإلكتروني، والعنوان (الدولة-المحافظة-الحي-الشارع)، ورقم الإيداع!!
تنبيه:
لقد بلغنا -مؤخراً- صدور كتاب آخَرٍ لعرفات المحمدي «البيان الفوري»! بنفس طريقة الكتاب المذكور أعلاه!
إذن؛ فلتهنأ الأم الحنون (دار الميراث) بوليد ثانٍ يُضافُ في دفترها العائلي المزَوّر! والعجيب أن هذه الدار لم تُنتِج إلاّ «الكواشف» وقد كُشِفت حالها، و«البيان» لعرفاتٍ وقد بُيّن أمرها فصارت معروفة لأهل السنة إن شاء الله!
ننتظر وليدا ثالثا من نفس النوع... أم أنّ الأم ستُنجِبُ لنا بنتاً هذه المرة على خلاف السابق، لإبعاد العار عنها وهو الآن نازلٌ بها، والله المستعان.
٢/ عنوان الكتاب: «الكواشف الجليّة»، وهذا يذكّر بعنوان كتاب «الكواشف الجليّة»! للخارجي المعاصر أبي محمد المقدسي (عصام برقاوي)! إشتراك في العنوان، وفي عموم الخيانة العلمية.
٣/ تقديمالخطيبين: لزهر سنيقرة وعز الدين رمضاني، وقرأ الكتاب وأذن بنشره: الداعية عبد الغني عوسات والدكتور عبد المجيد جمعة!
ولمن قرأ بعض محتويات الكتاب يتكشَّف له الضعف العلمي عند هؤلاء أو الضعف المنهجي، أو كلاهما معا، لما اعترى صفحاته من خيانات علمية تقدح في الكاتب وتليّن -على الأقل- من رضي بالمكتوب، إذ كيف يُقرُّ على التهوّر باسم العلم؟
والسؤال: هل من هؤلاء الدعاة مَن يعلم بشأن الولد مجهول النّسب مِن جهة الأب (الجليس الصالح)؟!
٤/ كنيةُ الكاتب: (أبو بسطام)، تذكّرُ بشعبة بن الحجاج، من أساطين الحديث، ولكن من نظر وراء الغلاف بصفحات انقلب الذهن بذكر صنيع الحجاج بن يوسف، المبير، فما أشبه تهور هذا الأخير حيث أفسد بإزهاق الأرواح، والبويران -كأنه مشتقٌّ من المُبير! وهو ليس كذلك- أفسد المنهج في من تَبِعهُ على كتابه وأشاه السلفية في الجزائر، فحسبنا الله!
الموضـــوع:
وباختصار أقول:
أولا:
قولك (ص ٦): «وبحكم معرفتي الجيدة بهذا المتحزب الحدادي باعتباري أحد طلبة العلم المتخرجين من دار الحديث بدماج وقد جلست فيها قرابة الأربع سنوات».
طيب، بمقتضى أنك درست أربع سنوات، فهل هذه المدة تُأَهّلك للرد على أيّ كان -لا نقول فلان ولا علان-؟ اسأل نفسك وغيرك: هل أربع سنوات كافية ليصبح الرجل متصدرا للرد، خاصة وقد أثنيت على نفسك بأنك مشتغل انشغالا كليا بالدعوة والعلم والتعليم، هل هي كافية للتّصدر؟ والجواب لك فتدبر وتأمل وتجرد من الهوى فتنصف وتدرك الحق. قال الإمام مالك -رحمه الله-: «لم أتكلم و أفتي حتى شهد لي أربعين رجلا»، وهؤلاء هم الرجال حقا، علماء كبار جهابذة، فانتبه لهذا المسلك الخطير، كيف تعيب على المخالف ما تعيب وأنت مبتلى بالتصدر قبل الأوان؟ كان عليك أن تترك هذا للطلاب الكبار الذين لهم سنوات في الطلب ولهم من الخبرة ما تأهلهم للرد على خصمك وعلى غيره -وهذا على مذهبك طبعا-!
جاء في الحديث: «من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عن الأصاغر».
ومن المعلوم لكل طالب حق أن هذا الذي تقوم به علم لا شك فيه، فَلِمَ لم تتركه لطلاب العلم الكبار أنفسهم يردون أسلم لك وأنفع لغيرك.
طيب، بمقتضى أنك درست أربع سنوات، فهل هذه المدة تُأَهّلك للرد على أيّ كان -لا نقول فلان ولا علان-؟ اسأل نفسك وغيرك: هل أربع سنوات كافية ليصبح الرجل متصدرا للرد، خاصة وقد أثنيت على نفسك بأنك مشتغل انشغالا كليا بالدعوة والعلم والتعليم، هل هي كافية للتّصدر؟ والجواب لك فتدبر وتأمل وتجرد من الهوى فتنصف وتدرك الحق. قال الإمام مالك -رحمه الله-: «لم أتكلم و أفتي حتى شهد لي أربعين رجلا»، وهؤلاء هم الرجال حقا، علماء كبار جهابذة، فانتبه لهذا المسلك الخطير، كيف تعيب على المخالف ما تعيب وأنت مبتلى بالتصدر قبل الأوان؟ كان عليك أن تترك هذا للطلاب الكبار الذين لهم سنوات في الطلب ولهم من الخبرة ما تأهلهم للرد على خصمك وعلى غيره -وهذا على مذهبك طبعا-!
جاء في الحديث: «من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عن الأصاغر».
ومن المعلوم لكل طالب حق أن هذا الذي تقوم به علم لا شك فيه، فَلِمَ لم تتركه لطلاب العلم الكبار أنفسهم يردون أسلم لك وأنفع لغيرك.
ثانـــيا:
اعلم أرشدك الله لطاعته، أن كلامك الموجه للمخالف -في الأصل! الرابع- فيه تكلف وتحميل لكلامه ما لا يحتمله بدون النظر للمخالف، فالعبرة بالقول لا بالقائل، قال -تبارك وتعالى-: {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه}.
فالواجب علينا هو اتباع القول الحق وترك الباطل ولا يلتفت للقائل كائنا من كان، فاتهامك لخصمكَ بالتكفير يحتاج إلا برهان ودليل قوي لا مجرد الظن والوهم المذموم كما قال الشيخ النجمي -رحمه الله- في «الفتاوى الجلية»:«التهم على قسمين: تهمة مستندة إلى دليل، وتهمة مستندة إلى غير دليل» ا هـ، وخاصة في هذا الباب -باب: الحكم بالتكفير والتبديع- سواء كان منه أو منك أو من غيركما، فالواجب التثبت والتأكد أولا وإلا فالصمت وسكوت خير، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليسكت»(٣).
وبعد: فلننقل كلامه ثم كلامك وننظر نظرة إنصاف من غير ميل لهذا المخالف لك أو لك أنت أيّها بويران.
كلامه، قال:
«والمتأمل أيضا في أحوال الناس وتقلباتهم بين الخير والتردي - يجدهم على أصناف:
-فمنهم المتغير من الخير إلى خير مثله أو أحسن منه، وهذا الصنف أسماها وأفضلها.
-ومنهم متغير من الشر إلى الخير.
-ومنهم المتغير من الشر إلى شر مثله أو أسوأ منه.
-ومنهم متغير من الخير إلى الشر، وهذا شر هذه الأصناف وأرداها.
والناظر في التغيرات الحاصلة بعد موت الإمام الوادعي -رحمه الله- في قلعة العلم الشامخة بدماج - يجدها في ذروة التغير وأحسنه....
أما قطاع الطرق، فقد نالوا من التغير شر أقسامه، وانقلبوا شر منقلب.
{ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار}، {ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}. فاللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك» ا هـ.
قولك -معلقا على قوله-:
«إنهم نالوا من التغير شر أقسامه وهو القسم الرابع عنده، وهم المتغيرون من الخير إلى الشر.
يحتمل التكفير، لا سيما وأن الخير والشر ألفاظ عامة، فيدخل في الخير التوحيد، والسنة، وما دون ذلك، ويدخل في الشر الكفر والشرك والبدعة، وما دون ذلك» ا هـ.
فأقول لك:
لماذا حملت هذه اللفظة على التكفير مع تصريحك أنها عامة؟! فما دليلك على التخصيص بواحدة من هذه الأقسام -أي: الكفر والبدعة والمعاصي- من كلامه؟
فكان جوابك على هذا هو أن هذا التقسيم الذي ذكره إنما هو لجميع الناس وليس خاصا بأهل السنة؟
طيّب! ولو قلنا بأنه عام لجميع الناس، هل يقتضي هذا التكفير؟
ألا تعلم أنّ كل مَن انقلب من الخير إلى الشر عام، يشمل كل خير وكل شر وليس خاص بالكُفر والكافر. فقد يكون الرجل على منزلة من العلم والعمل والدعوة على وفق السنة ثم يصير من الدعاة إلى الباطل من جماعة التبليغ مثلا؛ فنقول هذا الرجل انقلب من الصراط السوي إلى الضلال والهوى ولا يقتضي ذلك التكفير مع أنه ترك الخير واستبدله بالضلال، ولكن لا يحمل وصفي له بالشر في تغيره أنه كفر.
بل إن هذا فهمك السقيم ولي الكلام ليس إلاّ! بل بسياق الكلام يُفهم المراد ومن ذلك وصفه بأنهم قطاع طريق، والمعروف أن قطاع الطريق قد يطلق على المثبط على العلم ولم يكفر بهذا التثبيط كما قال ذلك العلامة الشيخ ربيع المدخلي -حفظه الله- في هذا الخصوص بالذات وعن الدار بعينها.
فهو سمى هذا الصنف بقطاع الطريق وهذه قرينة تدفع الاحتمال الذي تذهب إليه في رميه بالنزعة التكفيرية وهذا خطر عظيم ووبال عليك حقيقة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما...»(٤)، وإن هذا هو التسرع في إصدار الأحكام، فكان عليك أن تترك ما تعيبه عنه من التسرع وغيرها من الصفات؛ ألا تعلم أنه إذا لم يكن هذا الوصف فيه فإنه حريٌّ أن يرجع عليك ولابد؟
وكان دليلك المؤكد لهذا الحكم هو أنه قال: ««والمتأمل أيضا في أحوال الناس وتقلباتهم بين الخير والتردي -يجدهم على أصناف...» ثم ذكرها، وذكر أن شرها هو الصنف الرابع الذي يمثله قطاع الطريق إلى دماج!».
فاستدللتَ على تقوية ما تذهب إليه وهو أن لفظة الناس لفظة عامة تشمل جميع العباد: مؤمنهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، كما أن لفظ الشر عام يشمل الكفر والشرك وما دون ذلك.
فأقول لك:
لماذا حملت كلامه على أنه يقصد الكافر؟
ولماذا لم تحملها على التضليل والتفسيق للمخالف خاصة وأن القرينة قوية على عدم حمل كلامه وأنه يكفر وذلك بقوله قطاع الطريق؟ ومعروف أن المثبط على العلم وصفه العلماء بأنه قاطع طريق، بل وصفهم ابن القيم -رحمه الله- بأنهم نواب إبليس في الأرض، وهل يقتضي المشابهة في عمل إبليس بأنهم مثل إبليس في الحكم عليهم؟!
فهذا بهتان عظيم! فكن على حذر ولا يجرك المخالف لك أن تقع أنت في مخالفة الكتاب والسنة من طعن ورمي من غير دليل قوي؛ قال ابن تيميّة -رحمه الله، كما في رده على البكري-: «... فليس للإنسان أن يعاقب بمثله، كمن كذب عليك وزنى بأهلك ليس لك أن تكذب عليه وتزني بأهله؛ لأن الكذب والزنا حرام لحق الله تعالى».
واعلم أن الظن غير المبني على دليل سيؤول إلى التعدي والظلم للغير، ويزيد وضوحا ضعف حجتكَ وأنها غير مرضية استدلالك على أن له نزعة تكفيرية بقوله: «وانقلبوا شر منقلب»!
وهذا سؤال لك موجه: هل الوصفُ لشخص ما بأنه انقلب شر منقلب يعني التكفير له؟! كبعض من جالس العلامة الألباني -رحمه الله- ومنهم علي الحلبي -هداه الله-. وانظر إلى الشر الذي يبثه في الأرض من بدع وتأصيلات فَوَصْفُنَا إياه بأنه انقلب شر المنقلب أو كما قال عنه العلامة ربيع: «من أحط أهل البدع»؛ لا يقتضي أنه كافر أو أحط مِن الروافض، فانتبه لهذا.
فإن فهمك السقيم -للأسف- وتحكيمك للعواطف جعلتك تلصق بمخالفكَ الوصف ولو بالتلفيق وليِّ كلامه! فكان الأَولى عليك أن تعتمد على الواضحات البيّنات في ردك على هذا الذي تراه خالف الحق، ثم ختمت ردك عليه في هذا الأصل قائلا: «ومعلوم أن شر المنقلب ينقلب إليه الناس في الدنيا هو الكفر والشرك وكل منقلب دون هذا بكثير وكثير، ومعلوم أن كلام الرويبضة ليس في فرعون وهامان وقارون ولا في أبي جهل وكفار قريش بل في جماعة من المسلمين، فإذا لم يكن هذا التكفير فما هو التكفير؟»!!
أقول:
فالعجب من استدلالك على تحميل كلامه على التكفير وحصر الانقلاب إلى شر منقلب في ذلك، مع تصريحك على أن هذا عام في كل منقلب، فما هو الداعي على حملك لكلامه على هذا المحمل (التكفير)... وأنه ليس يقصد هامان وفرعون بل يقصد جماعة المسلمين!
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «البينة على المدّعي».
فالواجب علينا هو اتباع القول الحق وترك الباطل ولا يلتفت للقائل كائنا من كان، فاتهامك لخصمكَ بالتكفير يحتاج إلا برهان ودليل قوي لا مجرد الظن والوهم المذموم كما قال الشيخ النجمي -رحمه الله- في «الفتاوى الجلية»:«التهم على قسمين: تهمة مستندة إلى دليل، وتهمة مستندة إلى غير دليل» ا هـ، وخاصة في هذا الباب -باب: الحكم بالتكفير والتبديع- سواء كان منه أو منك أو من غيركما، فالواجب التثبت والتأكد أولا وإلا فالصمت وسكوت خير، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليسكت»(٣).
وبعد: فلننقل كلامه ثم كلامك وننظر نظرة إنصاف من غير ميل لهذا المخالف لك أو لك أنت أيّها بويران.
كلامه، قال:
«والمتأمل أيضا في أحوال الناس وتقلباتهم بين الخير والتردي - يجدهم على أصناف:
-فمنهم المتغير من الخير إلى خير مثله أو أحسن منه، وهذا الصنف أسماها وأفضلها.
-ومنهم متغير من الشر إلى الخير.
-ومنهم المتغير من الشر إلى شر مثله أو أسوأ منه.
-ومنهم متغير من الخير إلى الشر، وهذا شر هذه الأصناف وأرداها.
والناظر في التغيرات الحاصلة بعد موت الإمام الوادعي -رحمه الله- في قلعة العلم الشامخة بدماج - يجدها في ذروة التغير وأحسنه....
أما قطاع الطرق، فقد نالوا من التغير شر أقسامه، وانقلبوا شر منقلب.
{ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار}، {ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}. فاللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك» ا هـ.
قولك -معلقا على قوله-:
«إنهم نالوا من التغير شر أقسامه وهو القسم الرابع عنده، وهم المتغيرون من الخير إلى الشر.
يحتمل التكفير، لا سيما وأن الخير والشر ألفاظ عامة، فيدخل في الخير التوحيد، والسنة، وما دون ذلك، ويدخل في الشر الكفر والشرك والبدعة، وما دون ذلك» ا هـ.
فأقول لك:
لماذا حملت هذه اللفظة على التكفير مع تصريحك أنها عامة؟! فما دليلك على التخصيص بواحدة من هذه الأقسام -أي: الكفر والبدعة والمعاصي- من كلامه؟
فكان جوابك على هذا هو أن هذا التقسيم الذي ذكره إنما هو لجميع الناس وليس خاصا بأهل السنة؟
طيّب! ولو قلنا بأنه عام لجميع الناس، هل يقتضي هذا التكفير؟
ألا تعلم أنّ كل مَن انقلب من الخير إلى الشر عام، يشمل كل خير وكل شر وليس خاص بالكُفر والكافر. فقد يكون الرجل على منزلة من العلم والعمل والدعوة على وفق السنة ثم يصير من الدعاة إلى الباطل من جماعة التبليغ مثلا؛ فنقول هذا الرجل انقلب من الصراط السوي إلى الضلال والهوى ولا يقتضي ذلك التكفير مع أنه ترك الخير واستبدله بالضلال، ولكن لا يحمل وصفي له بالشر في تغيره أنه كفر.
بل إن هذا فهمك السقيم ولي الكلام ليس إلاّ! بل بسياق الكلام يُفهم المراد ومن ذلك وصفه بأنهم قطاع طريق، والمعروف أن قطاع الطريق قد يطلق على المثبط على العلم ولم يكفر بهذا التثبيط كما قال ذلك العلامة الشيخ ربيع المدخلي -حفظه الله- في هذا الخصوص بالذات وعن الدار بعينها.
فهو سمى هذا الصنف بقطاع الطريق وهذه قرينة تدفع الاحتمال الذي تذهب إليه في رميه بالنزعة التكفيرية وهذا خطر عظيم ووبال عليك حقيقة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما...»(٤)، وإن هذا هو التسرع في إصدار الأحكام، فكان عليك أن تترك ما تعيبه عنه من التسرع وغيرها من الصفات؛ ألا تعلم أنه إذا لم يكن هذا الوصف فيه فإنه حريٌّ أن يرجع عليك ولابد؟
وكان دليلك المؤكد لهذا الحكم هو أنه قال: ««والمتأمل أيضا في أحوال الناس وتقلباتهم بين الخير والتردي -يجدهم على أصناف...» ثم ذكرها، وذكر أن شرها هو الصنف الرابع الذي يمثله قطاع الطريق إلى دماج!».
فاستدللتَ على تقوية ما تذهب إليه وهو أن لفظة الناس لفظة عامة تشمل جميع العباد: مؤمنهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، كما أن لفظ الشر عام يشمل الكفر والشرك وما دون ذلك.
فأقول لك:
لماذا حملت كلامه على أنه يقصد الكافر؟
ولماذا لم تحملها على التضليل والتفسيق للمخالف خاصة وأن القرينة قوية على عدم حمل كلامه وأنه يكفر وذلك بقوله قطاع الطريق؟ ومعروف أن المثبط على العلم وصفه العلماء بأنه قاطع طريق، بل وصفهم ابن القيم -رحمه الله- بأنهم نواب إبليس في الأرض، وهل يقتضي المشابهة في عمل إبليس بأنهم مثل إبليس في الحكم عليهم؟!
فهذا بهتان عظيم! فكن على حذر ولا يجرك المخالف لك أن تقع أنت في مخالفة الكتاب والسنة من طعن ورمي من غير دليل قوي؛ قال ابن تيميّة -رحمه الله، كما في رده على البكري-: «... فليس للإنسان أن يعاقب بمثله، كمن كذب عليك وزنى بأهلك ليس لك أن تكذب عليه وتزني بأهله؛ لأن الكذب والزنا حرام لحق الله تعالى».
واعلم أن الظن غير المبني على دليل سيؤول إلى التعدي والظلم للغير، ويزيد وضوحا ضعف حجتكَ وأنها غير مرضية استدلالك على أن له نزعة تكفيرية بقوله: «وانقلبوا شر منقلب»!
وهذا سؤال لك موجه: هل الوصفُ لشخص ما بأنه انقلب شر منقلب يعني التكفير له؟! كبعض من جالس العلامة الألباني -رحمه الله- ومنهم علي الحلبي -هداه الله-. وانظر إلى الشر الذي يبثه في الأرض من بدع وتأصيلات فَوَصْفُنَا إياه بأنه انقلب شر المنقلب أو كما قال عنه العلامة ربيع: «من أحط أهل البدع»؛ لا يقتضي أنه كافر أو أحط مِن الروافض، فانتبه لهذا.
فإن فهمك السقيم -للأسف- وتحكيمك للعواطف جعلتك تلصق بمخالفكَ الوصف ولو بالتلفيق وليِّ كلامه! فكان الأَولى عليك أن تعتمد على الواضحات البيّنات في ردك على هذا الذي تراه خالف الحق، ثم ختمت ردك عليه في هذا الأصل قائلا: «ومعلوم أن شر المنقلب ينقلب إليه الناس في الدنيا هو الكفر والشرك وكل منقلب دون هذا بكثير وكثير، ومعلوم أن كلام الرويبضة ليس في فرعون وهامان وقارون ولا في أبي جهل وكفار قريش بل في جماعة من المسلمين، فإذا لم يكن هذا التكفير فما هو التكفير؟»!!
أقول:
فالعجب من استدلالك على تحميل كلامه على التكفير وحصر الانقلاب إلى شر منقلب في ذلك، مع تصريحك على أن هذا عام في كل منقلب، فما هو الداعي على حملك لكلامه على هذا المحمل (التكفير)... وأنه ليس يقصد هامان وفرعون بل يقصد جماعة المسلمين!
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «البينة على المدّعي».
والدّعاوى ما لم تُقِيموا عليها *** بيّنـاتٌ أبنـاؤهـا أدعـياء!
وأيضا محاولتك إلصاق هذا الوصف بأن الأصل في الآية ٢٨ من سورة إبراهيم تدل على التكفير ولا غير! وهذا بعيد جدا؛ وذلك لما هو مقرر في علم الأصول والتفسير أن: «العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب».
فإذا أردت أن تمنع الاستدلال بالآية إلاّ كما فهمتَ فهذا ضعفٌ فيك وتضييق لواسع، لا بد لك من دليل يخصصها كما فهمت مِن أنها لا يُصرفُ معناها إلاّ بالكفار وفقط، ولا يجوز الاستدلال بها إلا على الكافر الأصلي، والله اعلم.
فإذا أردت أن تمنع الاستدلال بالآية إلاّ كما فهمتَ فهذا ضعفٌ فيك وتضييق لواسع، لا بد لك من دليل يخصصها كما فهمت مِن أنها لا يُصرفُ معناها إلاّ بالكفار وفقط، ولا يجوز الاستدلال بها إلا على الكافر الأصلي، والله اعلم.
ثالـــثا:
نقلك لكلام البغوي في (ص ٤٨)، وكان عليك التنبيه ولو في الهامش على لفظ: (علي كرم الله وجهه)؛ فهي على خلاف ما درج عليه سلفنا وعلماؤنا؛ فراجع ذلك بارك الله فيك(٥)!
رابـــعا:
نصيحة: كان عليك أن تكثر من ذكر الآيات، والأحاديث، وأقوال السلف، فالقارئ قد يمر على ٦ أو ٧ أوراق من الكتاب ولا يجد دليلا من القرآن أو السنة، وهذا أمر مشين لطالب العلم الذي تصدر للتأليف مثلُكَ!
وأخيرا أقول لإخواننا: والله ما قصدت بهذا الكلام الدفاع عن أحد ولا الطعن في أحد، بل نصحا لله ورسوله ومن باب التواصي بالحق والتواصي بالصبر، ولست أدافع عن شخص أبي حاتم يوسف بن عيد لأنه عنابي، ولا الطعن في بويران لأنه مِن الأخذريّة! ولكن الهدف هو نصرة الحق والرد بالحق لا بتحريف ولا بتأويل فاسد وتحميل الكلام ما لا يحتمله؛ لأنه عِرضُ مسلمٍ.
فالواجب التثبت -أخي المسلم- فلا تنساق للهوى وحظوظ النفس فتظلم غيرك في الحكم لأن الحكم مبناه الدليل والبرهان وإلا كان عليك وبالا، سواء كان المعنيّ أنت أو هو أو أنا شخصيا، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «وَإِنَّ العَبدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ الله لا يُلقِي لَهَا بَالا، يَهوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ»(٦).
وكما قيل كم من عواطف انقلبت على صاحبها عواصف، فالحذر الحذر من هذا المزلق الخطير! والله أعلم وعليه التكلان.
وأخيرا أقول لإخواننا: والله ما قصدت بهذا الكلام الدفاع عن أحد ولا الطعن في أحد، بل نصحا لله ورسوله ومن باب التواصي بالحق والتواصي بالصبر، ولست أدافع عن شخص أبي حاتم يوسف بن عيد لأنه عنابي، ولا الطعن في بويران لأنه مِن الأخذريّة! ولكن الهدف هو نصرة الحق والرد بالحق لا بتحريف ولا بتأويل فاسد وتحميل الكلام ما لا يحتمله؛ لأنه عِرضُ مسلمٍ.
فالواجب التثبت -أخي المسلم- فلا تنساق للهوى وحظوظ النفس فتظلم غيرك في الحكم لأن الحكم مبناه الدليل والبرهان وإلا كان عليك وبالا، سواء كان المعنيّ أنت أو هو أو أنا شخصيا، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «وَإِنَّ العَبدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ الله لا يُلقِي لَهَا بَالا، يَهوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ»(٦).
وكما قيل كم من عواطف انقلبت على صاحبها عواصف، فالحذر الحذر من هذا المزلق الخطير! والله أعلم وعليه التكلان.
كتبها أخوكم في الله
أبو عبد الرحمن مختار بن عيسى المسيلي
مع بعض الإضافات لأخيكم
عبد الغني الجزائري
أبو عبد الرحمن مختار بن عيسى المسيلي
مع بعض الإضافات لأخيكم
عبد الغني الجزائري
______________
(١) أخرجه أبو داود، والترمذي وقال: هذا حديث حسن.
(٢) صحيح: أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه... وغيرهم.
ولمسلم عن ابن مسعود أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «هلك المتنطعون».
(٣) أخرجه البخاري ومسلم.
(٤) أخرجه البخاري ومسلم، من حَدِيث عبد الله بن عمر.
(٥) ومن ذلك؛
١): ما قاله العلامة المُحَدّث الألباني -رحمه الله-:
«... ولذلك الجفر المنسوب لعلي -رضي الله عنه-، و كدت أن أقع في خطأ مشهور يقع فيه غيري! كدت أن أقول: الجفر المنسوب إلى "الإمام علي"! فحبست نفسي، وحفظت لساني، فلم أقل: "الإمام" علي، لا لأنه ليس إماما، لا، هو من أئمة المسلمين بلا شك، ولكن العرف خصه بهذه اللفظة: "الإمام"، أي عرف؟! آلعرف السني أم العرف البدعي؟
نعم، هو العرف الشيعي! هم الذين سحبوا هذا اللقب، وخصوه بعلي -رضي الله عنه- تعصبا منهم له، وعلى الخلفاء الراشدين الأولين أبي بكر وعمر وعثمان، ولذلك فمن الخطأ أن نذكر عليا بلفظة "الإمام" دون بقية الخلفاء الراشدين، فإذا قلنا: "الإمام" أبو بكر، حينئذ جاز لنا أن نقول: "الإمام" علي.
لكن أنا أذكركم، هل سمعتم يوما ما عالما من أهل السنة -أما الشيعة فلا نسأل عنهم لأنهم أعداء الإمامين الشيخين أبي بكر وعمر، لكن هل سمعتم يوما عالما من علماء المسلمين أهل السنة والجماعة يقولون:
قال الإمام أبو بكر؟ الحواب: لا؛ و لكن سمعتم مثلي، وكدتم أن تسمعوا مني: "الإمام علي"! لماذا؟!
هذه الغفلة! التي تسيطر على الناس، والتقليد الذي ران على قلوب كثير من الناس المسلمين، فضلا عن غيرهم، يقولون: "قال الإمام علي" -رضي الله عنه-، على الرأس والعين، هو إمامنا بلا شك، و لكن لماذا خصصتم عليا بالإمامة؟ لأنه الإمام عند الشيعة، ولأنهم يزعمون -ضغثا على إبّالة- أن الخلافة كانت له!! بوصية رسول الله -زعموا!- له، ثم صادرها منه أبو بكر! وعمر! وعثمان! طيلة هذه القرون الفاضلة!! وهو لم يستطع أن يأتي ساكنا! لماذا؟! لأنهم زعموا أنه رأى المصلحة في ذلك! ما يطالب بحقه الذي أعطاه الرسول -عليه السلام-، وفي حجة الوداع زعموا!!
إذن هذا تعبير شيعي، فيجب أن تحفظوا ألسنتكم منه؛ ومثله أيضا قولهم: "علي كرم الله وجهه"! أيضا خصصوا عليا بهذا التكريم.
نحن نقول: "علي كرم الله وجهه" لا شك، لكن لماذا خصصنا عليا دون أبي بكر وعمر وعثمان؟!!
نقول لكم -كما قلنا آنفا-:
لقد سمعتم الشيعة يقولون:"الإمام علي كرم الله وجهه"، لكن ما سمعتم منهم من يقول في أبي بكر والبقية : "الإمام أبو بكر"، كذلك ما قالوا، ولن يقولوا!: "أبو بكر كرم الله وجهه" إلى آخره.
لكن ألم تسمعوا كثيرا من مشايخ المسلمين يقولون:
"قال علي كرم الله وجهه"؟!! نعم، الأخرى كالأولى تماما، والأخرى كالأولى تماما!! أعني:
الأخرى كالأولى تماما من حيث استعمالهم، و الأخرى كالأولى تماما من حيث عدم جواز تخصيص الأولى كالأخرى لعلي دون الأولين من الخلفاء الراشدين.
لذلك ينبغي لنا أن نحفظ ألسنتنا من أن نقول:
"قال عليٌّ كرم الله وجهه" وحده، أو " قال الإمام عليٌّ" وحده.
إن كان ولابد ، أعطينا لبقية الخلفاء ما نعطيه له من الوصف، وهو وصف يصدق عليهم جميعا، لكي لا نفرق بين أحد منهم، لا شك أنّ هذه آية جاءت في الأنبياء والمرسلين: {لا نفرق بين أحد من رسله}.
ولكنّ أتباع الرسل ينبغي أن نسلك فيهم السبيل الذي نسلكه مع الرسل ، فهؤلاء جمعهم الرسول –عليه السلام- في بوتقة واحدة -كما يقولون- في عبارة واحدة، في جملة واحدة، حيث قال:
(عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي)... فإذن لا نفرق بين أحد منهم» اهـ شريط (٣١٣) من "سلسلة الهدى و النور".
٢): وسئل سماحة العلامة عبد العزيز بن باز هذا السؤال:
أثناء اطلاعي على موضوعات كتاب: عقد الدرر في أخبار المنتظر، في بعض الروايات المنقولة عن علي بن أبي طالب أجدها على النحو التالي: عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يخرج رجل من أهل بيتي في تسع رايات ما حكم النطق بهذا اللفظ أعني عليه السلام، أو ما يشابهه لغير الرسول صلى الله عليه وسلم؟
فأجاب -رحمه الله-: «لا ينبغي تخصيص علي رضي الله عنه بهذا اللفظ بل المشروع أن يقال في حقه وحق غيره من الصحابة: رضي الله عنه أو رحمهم الله لعدم الدليل على تخصيصه بذلك، وهكذا قول بعضهم كرم الله وجهه فإن ذلك لا دليل عليه ولا وجه لتخصيصه بذلك، والأفضل أن يعامل كغيره من الخلفاء الراشدين ولا يخص بشيء دونهم من الألفاظ التي لا دليل عليها». «مجموع الفتاوى - الجزء السادس».
٣): سئل العلامة مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- هذا السؤال:
هل من السنة أن نقول: علي كرم الله وجهه؟
فأجاب -رحمه الله- : «لم يثبت أن نخصص عليا بـ (كرم الله وجهه) أو (-عليه السلام-) لكن لا يصل إلى حد البدعة، أما (-عليه السلام-) فقد وجد في «البخاري» وفي «مسند أحمد» والأحسن أن يجرى علي -رضي الله عنه- كإخوانه من الصحابة وأن نقول: علي -رضي الله عنه-». «تحفة المجيب - فضائل آل بيت النبوة».
٤):وقالت اللجنة الدائمة:
«تلقيب علي بن أبي طالب بتكريم الوجه وتخصيصه بذلك من غلو الشيعة فيه، ويقال أنه من أجل أنه لم يطلع على عورة أحد أصلا أو لأنه لم يسجد لصنم قط، وهذا ليس خاصا به بل يشاركه غيره من الصحابة الذين ولدوا في الإسلام» (٣/٢٨٩).
(٦)متفق عليه؛ واللفظ للبخاري.
(١) أخرجه أبو داود، والترمذي وقال: هذا حديث حسن.
(٢) صحيح: أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه... وغيرهم.
ولمسلم عن ابن مسعود أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «هلك المتنطعون».
(٣) أخرجه البخاري ومسلم.
(٤) أخرجه البخاري ومسلم، من حَدِيث عبد الله بن عمر.
(٥) ومن ذلك؛
١): ما قاله العلامة المُحَدّث الألباني -رحمه الله-:
«... ولذلك الجفر المنسوب لعلي -رضي الله عنه-، و كدت أن أقع في خطأ مشهور يقع فيه غيري! كدت أن أقول: الجفر المنسوب إلى "الإمام علي"! فحبست نفسي، وحفظت لساني، فلم أقل: "الإمام" علي، لا لأنه ليس إماما، لا، هو من أئمة المسلمين بلا شك، ولكن العرف خصه بهذه اللفظة: "الإمام"، أي عرف؟! آلعرف السني أم العرف البدعي؟
نعم، هو العرف الشيعي! هم الذين سحبوا هذا اللقب، وخصوه بعلي -رضي الله عنه- تعصبا منهم له، وعلى الخلفاء الراشدين الأولين أبي بكر وعمر وعثمان، ولذلك فمن الخطأ أن نذكر عليا بلفظة "الإمام" دون بقية الخلفاء الراشدين، فإذا قلنا: "الإمام" أبو بكر، حينئذ جاز لنا أن نقول: "الإمام" علي.
لكن أنا أذكركم، هل سمعتم يوما ما عالما من أهل السنة -أما الشيعة فلا نسأل عنهم لأنهم أعداء الإمامين الشيخين أبي بكر وعمر، لكن هل سمعتم يوما عالما من علماء المسلمين أهل السنة والجماعة يقولون:
قال الإمام أبو بكر؟ الحواب: لا؛ و لكن سمعتم مثلي، وكدتم أن تسمعوا مني: "الإمام علي"! لماذا؟!
هذه الغفلة! التي تسيطر على الناس، والتقليد الذي ران على قلوب كثير من الناس المسلمين، فضلا عن غيرهم، يقولون: "قال الإمام علي" -رضي الله عنه-، على الرأس والعين، هو إمامنا بلا شك، و لكن لماذا خصصتم عليا بالإمامة؟ لأنه الإمام عند الشيعة، ولأنهم يزعمون -ضغثا على إبّالة- أن الخلافة كانت له!! بوصية رسول الله -زعموا!- له، ثم صادرها منه أبو بكر! وعمر! وعثمان! طيلة هذه القرون الفاضلة!! وهو لم يستطع أن يأتي ساكنا! لماذا؟! لأنهم زعموا أنه رأى المصلحة في ذلك! ما يطالب بحقه الذي أعطاه الرسول -عليه السلام-، وفي حجة الوداع زعموا!!
إذن هذا تعبير شيعي، فيجب أن تحفظوا ألسنتكم منه؛ ومثله أيضا قولهم: "علي كرم الله وجهه"! أيضا خصصوا عليا بهذا التكريم.
نحن نقول: "علي كرم الله وجهه" لا شك، لكن لماذا خصصنا عليا دون أبي بكر وعمر وعثمان؟!!
نقول لكم -كما قلنا آنفا-:
لقد سمعتم الشيعة يقولون:"الإمام علي كرم الله وجهه"، لكن ما سمعتم منهم من يقول في أبي بكر والبقية : "الإمام أبو بكر"، كذلك ما قالوا، ولن يقولوا!: "أبو بكر كرم الله وجهه" إلى آخره.
لكن ألم تسمعوا كثيرا من مشايخ المسلمين يقولون:
"قال علي كرم الله وجهه"؟!! نعم، الأخرى كالأولى تماما، والأخرى كالأولى تماما!! أعني:
الأخرى كالأولى تماما من حيث استعمالهم، و الأخرى كالأولى تماما من حيث عدم جواز تخصيص الأولى كالأخرى لعلي دون الأولين من الخلفاء الراشدين.
لذلك ينبغي لنا أن نحفظ ألسنتنا من أن نقول:
"قال عليٌّ كرم الله وجهه" وحده، أو " قال الإمام عليٌّ" وحده.
إن كان ولابد ، أعطينا لبقية الخلفاء ما نعطيه له من الوصف، وهو وصف يصدق عليهم جميعا، لكي لا نفرق بين أحد منهم، لا شك أنّ هذه آية جاءت في الأنبياء والمرسلين: {لا نفرق بين أحد من رسله}.
ولكنّ أتباع الرسل ينبغي أن نسلك فيهم السبيل الذي نسلكه مع الرسل ، فهؤلاء جمعهم الرسول –عليه السلام- في بوتقة واحدة -كما يقولون- في عبارة واحدة، في جملة واحدة، حيث قال:
(عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي)... فإذن لا نفرق بين أحد منهم» اهـ شريط (٣١٣) من "سلسلة الهدى و النور".
٢): وسئل سماحة العلامة عبد العزيز بن باز هذا السؤال:
أثناء اطلاعي على موضوعات كتاب: عقد الدرر في أخبار المنتظر، في بعض الروايات المنقولة عن علي بن أبي طالب أجدها على النحو التالي: عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يخرج رجل من أهل بيتي في تسع رايات ما حكم النطق بهذا اللفظ أعني عليه السلام، أو ما يشابهه لغير الرسول صلى الله عليه وسلم؟
فأجاب -رحمه الله-: «لا ينبغي تخصيص علي رضي الله عنه بهذا اللفظ بل المشروع أن يقال في حقه وحق غيره من الصحابة: رضي الله عنه أو رحمهم الله لعدم الدليل على تخصيصه بذلك، وهكذا قول بعضهم كرم الله وجهه فإن ذلك لا دليل عليه ولا وجه لتخصيصه بذلك، والأفضل أن يعامل كغيره من الخلفاء الراشدين ولا يخص بشيء دونهم من الألفاظ التي لا دليل عليها». «مجموع الفتاوى - الجزء السادس».
٣): سئل العلامة مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- هذا السؤال:
هل من السنة أن نقول: علي كرم الله وجهه؟
فأجاب -رحمه الله- : «لم يثبت أن نخصص عليا بـ (كرم الله وجهه) أو (-عليه السلام-) لكن لا يصل إلى حد البدعة، أما (-عليه السلام-) فقد وجد في «البخاري» وفي «مسند أحمد» والأحسن أن يجرى علي -رضي الله عنه- كإخوانه من الصحابة وأن نقول: علي -رضي الله عنه-». «تحفة المجيب - فضائل آل بيت النبوة».
٤):وقالت اللجنة الدائمة:
«تلقيب علي بن أبي طالب بتكريم الوجه وتخصيصه بذلك من غلو الشيعة فيه، ويقال أنه من أجل أنه لم يطلع على عورة أحد أصلا أو لأنه لم يسجد لصنم قط، وهذا ليس خاصا به بل يشاركه غيره من الصحابة الذين ولدوا في الإسلام» (٣/٢٨٩).
(٦)متفق عليه؛ واللفظ للبخاري.
تعليق