هذا بيان للناس
بسم الله الرحمن الرحيم
اعلموا -أيها المسلمون- رحمني الله وإياكم- أنَّ مِن أصول أهل السنة والجماعة التي يجب على كلِّ مكلَّفٍ اعتقادُها والعملُ بها، والتي مَن خالفها وخرج عنها كان ضالًّا زائغًا وعن الحق خارجًا، وكان مبتدعًا هوويًّا، لا سنيًّا سلفيًّا ولو انتسب إلى السنة ومنهج السلف ألف مرة يوميًّا، أقول:
اعلموا أن مِن أصول أهل السنة والجماعة الأصيلة، وجوبَ السمع والطاعة للحاكم المسلم في المعروف ولو كان هذا الحاكم ظالمـًا أو مبتدعًا -فضلًا عن كونه مقسطًا عدلًا- وأن البغي على مِثْل هذا الحاكم والخروجَ عليه، هو منهج البغاة والخوارج الضُّلَّال.
هذا، ولَمَّا كان حاكمُ بلادنا مصرَ في هذه الأيام هو الحاكمَ الجديد الحاليَّ بدلًا من الحاكم المعزول، وجب السمع له والطاعة -أي للحاكم الجديد- في المعروف، ولم يجُزْ -شرعًا- اتخاذ المعزول حاكمًا؛ لأنه صار -كغيره- فردًا من آحاد الرعية يجب له ما يجب لهم، ويجب عليه ما يجب عليهم، كالسمع والطاعة للحاكم الجديد في المعروف -لا الخروج عليه- إلى غير ذلك من الواجبات.
واعلموا -أيها المسلمون -وفقكم الله- أن جهاد وصد بغي وعدوان البغاة والخوارج مقدَّمٌ على جهاد العدو الكافر الخارجي؛ لأن صدَّ بغيِ وعدوانِ البغاة والخوارج وجهادَهم هو من باب الحفاظ على رأس المال، أمَّا جهاد العدو الكافر الخارجي هو من باب طلب الربح، والحفاظ على رأس المال مقدَّمٌ على طلب الربح.
ومن هنا تعلمون -علمني الله وإياكم- أن جهاد البغاة والخوارج من أعظم القربات ومن أَجَلِّ الطاعات، دلَّ على ذلك الأدلة الكثيرة الصحيحة من سنة النبي عليه الصلاة والسلام.
واعلموا -سددكم الله- أنه لا يجوز التمكين لأهل البدع؛ لأن أهل البدع لا للإسلام ينصرون ولا لعدوه يكسرون، فأهل البدع يَفتحون باب الحصن للكفار، ويُضْعِفون أو يُذهِبون دولة الإسلام، هذا خلاصة كلام أهل العلم في هذا.
فلا تغتروا -أعاذكم الله من الغِرَّة والغفلة- بأهل البدع ولو كانوا طويلي اللحية أو كثيري الصلاة والصيام وقراءة القرآن، فإنَّ شأن الخوارج الذين ذمَّهم رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان كذلك، وأمْر أهل البدع هو كما قيل في المثل:"أسمَعُ جَعْجَعَةً ولا أرى طِحْنَا"
اللهم إلَّا طِحن الباطل والإفساد، فلا مكَّن الله لأهل البدع، ولا عادوا إلى حُكْم أهل الإسلام كما لا يعود اللبن إلى الضَّرع.
اللهم اكسر الخوارج كسرًا لا جبر لهم بعده.اللهم انصر دولة الإسلام والسنة، واخذل أهل البدعة والفُرقة، واقطع -اللهم- قرن الخوارج كلَّما خرجوا، وأطفئ نار أهل الفتنة ونار مَن يَؤُزُّهم إلى الشر أزًّا، آمين.
هذا وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا.
وكتب
أبو بكر بن ماهر بن عطية بن جمعة المصري
أبو عبدالله
في عشية يوم الخميس، الموافق الثاني من شهر رمضان، لسنة
أربعٍ وثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية،
على صاحبها الصلاة والسلام.
ويمكن تحميل الملف من المرفقات
بسم الله الرحمن الرحيم
اعلموا -أيها المسلمون- رحمني الله وإياكم- أنَّ مِن أصول أهل السنة والجماعة التي يجب على كلِّ مكلَّفٍ اعتقادُها والعملُ بها، والتي مَن خالفها وخرج عنها كان ضالًّا زائغًا وعن الحق خارجًا، وكان مبتدعًا هوويًّا، لا سنيًّا سلفيًّا ولو انتسب إلى السنة ومنهج السلف ألف مرة يوميًّا، أقول:
اعلموا أن مِن أصول أهل السنة والجماعة الأصيلة، وجوبَ السمع والطاعة للحاكم المسلم في المعروف ولو كان هذا الحاكم ظالمـًا أو مبتدعًا -فضلًا عن كونه مقسطًا عدلًا- وأن البغي على مِثْل هذا الحاكم والخروجَ عليه، هو منهج البغاة والخوارج الضُّلَّال.
هذا، ولَمَّا كان حاكمُ بلادنا مصرَ في هذه الأيام هو الحاكمَ الجديد الحاليَّ بدلًا من الحاكم المعزول، وجب السمع له والطاعة -أي للحاكم الجديد- في المعروف، ولم يجُزْ -شرعًا- اتخاذ المعزول حاكمًا؛ لأنه صار -كغيره- فردًا من آحاد الرعية يجب له ما يجب لهم، ويجب عليه ما يجب عليهم، كالسمع والطاعة للحاكم الجديد في المعروف -لا الخروج عليه- إلى غير ذلك من الواجبات.
واعلموا -أيها المسلمون -وفقكم الله- أن جهاد وصد بغي وعدوان البغاة والخوارج مقدَّمٌ على جهاد العدو الكافر الخارجي؛ لأن صدَّ بغيِ وعدوانِ البغاة والخوارج وجهادَهم هو من باب الحفاظ على رأس المال، أمَّا جهاد العدو الكافر الخارجي هو من باب طلب الربح، والحفاظ على رأس المال مقدَّمٌ على طلب الربح.
ومن هنا تعلمون -علمني الله وإياكم- أن جهاد البغاة والخوارج من أعظم القربات ومن أَجَلِّ الطاعات، دلَّ على ذلك الأدلة الكثيرة الصحيحة من سنة النبي عليه الصلاة والسلام.
واعلموا -سددكم الله- أنه لا يجوز التمكين لأهل البدع؛ لأن أهل البدع لا للإسلام ينصرون ولا لعدوه يكسرون، فأهل البدع يَفتحون باب الحصن للكفار، ويُضْعِفون أو يُذهِبون دولة الإسلام، هذا خلاصة كلام أهل العلم في هذا.
فلا تغتروا -أعاذكم الله من الغِرَّة والغفلة- بأهل البدع ولو كانوا طويلي اللحية أو كثيري الصلاة والصيام وقراءة القرآن، فإنَّ شأن الخوارج الذين ذمَّهم رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان كذلك، وأمْر أهل البدع هو كما قيل في المثل:"أسمَعُ جَعْجَعَةً ولا أرى طِحْنَا"
اللهم إلَّا طِحن الباطل والإفساد، فلا مكَّن الله لأهل البدع، ولا عادوا إلى حُكْم أهل الإسلام كما لا يعود اللبن إلى الضَّرع.
اللهم اكسر الخوارج كسرًا لا جبر لهم بعده.اللهم انصر دولة الإسلام والسنة، واخذل أهل البدعة والفُرقة، واقطع -اللهم- قرن الخوارج كلَّما خرجوا، وأطفئ نار أهل الفتنة ونار مَن يَؤُزُّهم إلى الشر أزًّا، آمين.
هذا وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا.
وكتب
أبو بكر بن ماهر بن عطية بن جمعة المصري
أبو عبدالله
في عشية يوم الخميس، الموافق الثاني من شهر رمضان، لسنة
أربعٍ وثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية،
على صاحبها الصلاة والسلام.
ويمكن تحميل الملف من المرفقات
تعليق