فهذا رد بعنوان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
الحمد لله القائل في كتابه الكريم: { فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ }[سورة الصف:5].
والقائل سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: { وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا } [المائدة:41] والقائل سبحانه وتعالى:{ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ } [المائدة: 49].
والقائل سبحانه وتعالى: { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } [الأنعام: 110]، وغير ذلك من الآيات التي تدل وتبين أن من أراد الله عزو جل فتنته وإزاغاته إنما هو بسب ذنوبه ومعاصيه وإعراضه، واتباعه لهواه عياذا بالله من ذلك.
ولهذا قال تعالى آمرا لعباده المؤمنين أن يقولوا: { رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } سورة آل عمران .
وروى ابن ماجه (204) وأحمد (4/182) من حديث النَّوَّاسُ بْنُ سَمْعَانَ الْكِلاَبِىُّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: « مَا مِنْ قَلْبٍ إِلاَّ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ إِنْ شَاءَ أَقَامَهُ وَإِنْ شَاءَ أَزَاغَهُ ». وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: « يَا مُثَبِّتَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ ». قَالَ « وَالْمِيزَانُ بِيَدِ الرَّحْمَنِ يَرْفَعُ أَقْوَامًا وَيَخْفِضُ آخَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ». الحديث صححه الألباني رحمه الله وشيخنا الوادعي رحمه الله في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين، مسند النواس بن سمعان رضي الله عنه.
وغير ذلك من الأدلة التي تبين وتدل على أن المسلم يخاف على نفسه من الفتن، ومن إزاغة قلبه، ولكن لله الأمر من قبل ومن بعد.
هذا وقد ابتلى الله عزوجل أهل السنة والجماعة بفتن كثيرة، من أعظمها وأشدها: فتنة الرافضة الحوثيين قبحهم الله وأخزاهم وخيب آمالهم وسعيهم ونكس رايتهم، وجعل تدبيرهم تدميرا عليهم، فقاموا بحصار تلك الدار العامرة بتعليم الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح دار الحديث السلفية بدماج حرسها الله، والقائمين عليها، واجتمعوا أي الرافضة الأرجاس الأنجاس بقضهم وقضيضهم من كل حدب وصوب، من أجل القضاء عليها وعلى طلابها وشيخها وعالمها شيخنا العلامة المحدث المجاهد يحيى بن علي الحجوري حفظه الله، ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا، و يأبى الله إلا أن يتم نوره ويعلي كلمته ويخزي أعدائه، وكان مكرهم عائدا عليهم بالضرر كما قال الله عزوجل: (اسْتِكْبَارًا فِي الأرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِه) فرطر (43)، وقال الله تعالى: { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } الأنفال(30)، وقال تعالى:( وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُون) النمل (50) وقال تعالى في مؤمن آل فرعون: (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ) غافر (45).
فنصر أهل السنة والإيمان أهل العقيدة الصحيحة، على الرافضة الزنادقة البغاة الأشرار، والفضل في ذلك أولا وأخرا ودائما وأبدا لله وحده لا شريك له، فله الحمد والمنة، ونسأله الثبات على الكتاب والسنة، ثم لشيخنا المجاهد العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله، والناظر في حاله وسياسته أيام حصار الرافضة وكيف تعامل معهم يعلم ما عليه شيخنا من الحنكة وأن الله وفقه لذلك بما لم تستطع أن تقف فيه دول بعددها وعدتها والفضل لله وحده أولا وآخرا ودائما وأبدا.
ثم ابتلى الله أهل السنة عموما ، وأهل دماج خصوصا بتلك الفتن العظيمة فتنة عبدالرحمن العدني عامله الله بما يستحق ففرق صف أهل السنة وحزب وفرق وكتل وعصب، وخذل فقام شيخنا يحيى سلمه الله وطلابه الأبرار بالرد عليه بما فيه بما فيه الكفاية لمن أراد الله له الهداية.
وكان ممن أراد الله فتنته بهذه الفتنة العظيمة المدعو رشاد بن أمين الحبيشي زميلنا في دماج قديما، وهو من أبناء قريتنا تماما.
وكان رشاد في بداية أمره يُظهر الأدب، وأنه لم يتبين له شيء ويظهر الإجلال والاحترام لشيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري، ولعل ذلك من باب التقية، ولكن كما قال الله عزوجل:{ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } البقرة (72).
وكما قيل:
فصلٌ إحسان شيخنا يحيى لرشاد
واعلم أن العلماء رحم الله أمواتهم وحفظ أحيائهم، من أرحم الناس بالخلق بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (3/271) : وأهل السنة والجماعة يتبعون الكتاب والسنة، ويطيعون الله ورسوله، فيتبعون الحق ويرحمون الخلق.
ويقول أيضاً في الرد على البكري: وأئمة السنة والجماعة و أهل العلم والإيمان فيهم العلم و العدل و الرحمة فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة و يعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم كما قال تعالى:( كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) المائدة (9) و يرحمون الخلق فيريدون لهم الخير و الهدى و العلم لا يقصدون الشر لهم ابتداء بل إذا عاقبوهم و بينوا خطأهم و جهلهم و ظلمهم كان قصدهم بذلك بيان الحق و رحمة الخلق و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا. انتهى
وقال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله في منهاج السنة النبوية (5/158): وأهل السنة: نقاوة المسلمين، وهم خير الناس للناس. انتهى
قلت: ومن ذلك العلماء الربانيين، فإنهم خير الناس للناس نصحا وتعليما وتوجيها وإرشادا، ومن هؤلاء العلماء الربانيين شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري سلمه الله، وجعله ذخرا للإسلام والمسلمين، ومن جالس شيخنا يحيى أيده الله علم يقينا أنه حريص غاية الحرص على طلابه سواء في أمر طلب العلم أو الدعوة أو المنهج أو أمر الطعام أو غير ذلك حتى إنه قال ذات مرة: والله إني لأتألم إذا نقص الطعام على الطالب حتى تكاد عيناي تدمع.
وقد أحسن شيخنا يحيى سلمه الله لأعداد من طلاب العلم فجازوه بعد ذلك جزاء سنمار، وقلبوا عليه ظهر المجن.
فمن الطلاب من شجعه شيخنا يحيى وكتب له لبعض رسائله، ومنهم من شجعه في باب الخطابة ومنهم ومنهم، وهم أعداد كثر كالرزاحي عامله الله بما يستحق ، والشحري وهكذا سعيد الخولاني وغيرهم ممن أنكر المعروف والجميل، وكان من بين أولئك الذين أحسن إليهم شيخنا يحيى حفظه الله المدعو رشاد الحبيشي هداه الله،ومن إحسان شيخنا له أن أقامه بين يديه وبين طلاب العلم والعلماء ومشايخ دار الحديث خطيبا وواعظا، كل هذا تشجيعا له من أجل أن يقبل على هذا الخير وعلى العلم ولعل الله أن ينفع به ولكن لم ينفع فيه هذا المعروف وهذا الإحسان وهذا الجميل، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول :« مَنْ لاَ يَشْكُرِ النَّاسَ لاَ يَشْكُرِ اللَّهَ ». رواه الترمذي وغيره من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، وصححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب (1/235) وشيخنا مقبل الوادعي رحمه الله في الجامع الصحيح.
وبوب عليه شيخنا الوادعي رحمه الله : باب: شكر التلميذ معلمه، وبوب عليه الترمذي: ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك وبوب عليه المنذري رحمه الله: باب الترغيب في شكر المعروف ومكافأة فاعله والدعاء له وما جاء فيمن لم يشكر ما أولي إليه
قَالَ الْقَاضِي رحمه الله قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ لَا يَشْكُرْ النَّاسَ لَا يَشْكُرْ اللَّهَ ): وَهَذَا إِمَّا لِأَنَّ شُكْرَهُ تَعَالَى إِنَّمَا يَتِمُّ بِمُطَاوَعَتِهِ وَامْتِثَالِ أَمْرِهِ وَأَنَّ مِمَّا أُمِرَ بِهِ شُكْرُ النَّاسِ الَّذِينَ هُمْ وَسَائِطُ فِي إِيصَالِ نِعَمِ اللَّهِ إِلَيْهِ ، فَمَنْ لَمْ يُطَاوِعْهُ فِيهِ لَمْ يَكُنْ مُؤَدِّيًا شُكْرَ نِعَمِهِ ، أَوْ لِأَنَّ مَنْ أَخَلَّ بِشُكْرِ مَنْ أَسْدَى نِعْمَةً مِنْ النَّاسِ مَعَ مَا يَرَى مِنْ حِرْصِهِ عَلَى حُبِّ الثَّنَاءِ وَالشُّكْرِ عَلَى النَّعْمَاءِ وَتَأَذِّيهِ بِالْإِعْرَاضِ وَالْكُفْرَانِ كَانَ أَوْلَى بِأَنْ يَتَهَاوَنَ فِي شُكْرِ مَنْ يَسْتَوِي عِنْدَهُ الشُّكْرُ وَالْكُفْرَانُ اِنْتَهَى المراد من تحفة الأحوذي( 6/75).
فأين شكر هذا المعروف من هذا المخذول وأمثاله، ولكنه عدم التوفيق له من الله وقد قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم : وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ ». أخرجه أحمد وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وصححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب (1/208) وشيخنا العلامة الوادعي رحمه الله،
ورحمة الله على الإمام الشوكاني إذ يقول وهو يشكو طلابه:
فصل رشاد وتعذره من الذهاب إلى دماج أنه لا يحصل طلب علم وحراسة
كنت من قبل أناصح رشادا أن يذهب إلى دماج فكان يقول: يا أخانا ردمان كيف نتسطيع نطلب العلم وهناك الحراسات تمر الثلاثة الأيام أو الأسبوع أو كما قال.
والجواب عن هذه الشبهة أولا: أن طالب العلم يحتسب الأجر من الله عزوجل إذا حرس مع إخوانه في سبيل الله، والرباط منزلته في الاسلام عظيم.:
ولهذا فقد شرع الله تعالى الرباط في سبيله وحراسة الثغور حتى لا يؤتى المسلمون وهم على غفلة من أمرهم وحتى يتم ردع كل من تسول له نفسه قتال المسلمين فيعلم أنهم متيقظون له وليسوا بغافلين عنه وأنهم يعلمون ما يدور حولهم, فما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا.
قال تعالى: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد} التوبة(5).
وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون } آل عمران(200).
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال:فرض الله الجهاد لسفك دماء المشركين وفرض الرباط لحقن دماء المسلمين, وحقن دماء المسلمين أحب إلي من سفك دماء المشركين .
وللرباط في سبيل الله فضائل عظيمة لا توجد في غيره من القربات إذ إنه أحد شُعب الإيمان ومن موجبات الغفران ومن هذه الفضائل :-
أولا: رباط يوم خير من الدنيا وما عليها.
روى البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها }.
ثانيا: رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ورباط شهر خير من صيام الدهر.
وذلك لما روى مسلم عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن الفتان }
وروى الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : {رباط شهر خير من صيام دهر ومن مات مرابطا في سبيل الله أمن الفزع الأكبر وغدي عليه وريح برزقه من الجنة ويجري عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله عز وجل}
ثالثا: ينقطع عمل الميت إذا مات إلا المرابط فإذا مات في رباطه يجري عليه أجر عمله الصالح من الرباط وغيره إلى يوم القيامة.
روى أبو داود والترمذي والحاكم عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتنة القبر }.
وروى أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : {أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت : مرابط في سبيل الله ومن عمل عملا أجري له مثل ما عمل ورجل تصدق بصدقة فأجرها له ما جرت ورجل ترك ولدا صالحا يدعو فهو له}.
رابعا: إذا مات المرابط في سبيل الله في رباطه بعثه الله آمنا من الفزع الأكبر يوم القيامة .
روى ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{ من مات مرابطا في سبيل الله أجري عليه أجر عمله الصالح الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع الأكبر}.
خامسا: إذا مات المرابط في رباطه بعثه الله يوم القيامة شهيدا.
روى ابن ماجة وعبد الرزاق عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{من مات مرابطا مات شهيدا ووقي فتان القبر وغدي عليه وريح برزقه من الجنة و جرى له عمله }.
سادسا: للمرابط في سبيل الله أجر من خلفه من ورائه.
روى الطبراني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:{ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أجر الرباط؟ فقال من رابط ليلة حارسا من وراء المسلمين فإن له أجر من خلفه ممن صام وصلى}.
وقال عثمان بن أبي سودة كنا مع أبي هريرة رضي الله عنه مرابطين في (يافا) – وهي مدينة معروفة في فلسطين المباركة – على ساحل البحر فقال أبو هريرة رباط هذه الليلة أحب إلي من قيام ليلة القدر في بيت المقدس .
سابعا: رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل.
روى الترمذي والنسائي وابن أبي شيبة عن عثمان بن عثمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل}.
وهذا يشمل كل المنازل حتى لو كانت مكة المكرمة أو المدينة المنورة أو بيت المقدس على فضلها جميعا.
ومن هنا أعلم رشاد أن شعار أهل السنة هو الجهاد والرباط في سبيل الله، ولهذا كان ابن المبارك وأحمد ابن حنبل وغيرهم يقولون : إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ما عليه أهل الثغور. [49]فإن الحق معهم؛ لأن الله يقول {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69
وقد نقل الإمام ابن تيمية رحمه الله إجماع العلماء على أن إقامة الرجل بأرض الرباط مرابطا أفضل من إقامته بمكة والمدينة وبيت المقدس .
واعلم أن الرباط هو شعارسلفنا الصالح رحمهم الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وما زال خيار المسلمين من الصحابة والتابعين وتابعيهم من بعدهم من الأمراء والمشايخ يتناوبون الثغور لأجل الرباط.
وكان هذا على عهد أبي بكر وعثمان أكثر ، وكان عمر من يسأله عن أفضل الأعمال إنما يدله على الرباط والجهاد كما سأله الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية وسهيل بن عمرو وأمثالهم، ثم كان بعد هؤلاء خلافة بني أمية وبني العباس ولهذا يذكر من فضائلهم وأخبارهم في الرباط أمور كثيرة.[48]
وإليك نماذج من رباط سلفنا الصالح رضي الله عنهم ورحمهم الله: أبو الدرداء الإمام القدوة قاضي دمشق صاحب رسول عويمر بن زيد بن قيس، حكيم هذه الأمة وسيد القراء. كان الصحابة يقولون : أتبعنا للعلم والعمل أبو الدرداء قال يزيد بن معاوية : إن أبا الدرداء من العلماء والفقهاء الذين يشفون من الداء.
سلمان الفارسي عاش في الجاهلية والإسلام وعمر طويلاً وكان من فضلاء الصحابة وخيارهم، يُضرب به المثل في البحث عن الحق، قال عنه رسول الله r : «لو كان الدين بالثرياء لناله رجال من فارس».
أبو أيوب الأنصاري t الخزرجي النجَّاريُّ البدري، اسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عوف، السيد الكبير الذي خصه النبي r بالنزول عليه في بني النجار إلى أن بنيت حجرة أم المؤمنين سودة، وبنى المسجد الشريف، وشهد المشاهد كلها، وكان يرابط بالقسطنطينية وكان يقول في قوله تعالى : {انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }التوبة41: لا أجدني إلا خفيفًا أو ثقيلاً، وشهد حرب الخوارج مع علي.
الحارث بن هشام.
عكرمة بن أبي جهل.
صفوان بن أمية.
سهيل بن عمرو.
عطاء بن أبي رباح، مفتي الحرم أبو محمد القرشي، حج سبعين حجة وكان مفتي الحج، قال محمد بن عبد الله الديباج: ما رأيت مفتيًا خيرًا من عطاء إنما كان مجلسه ذكر الله لا يفتر وهم يخوضون فإن تكلم أو سئل عن شيء أحسن الجواب.
أبو القاسم صاحب الإمام مالك، كان يرابط بالشام.
عبد الله بن المبارك بن واضح، الإمام شيخ الإسلام، عالم زمانه، ورأس الأتقياء في وقته، من أقواله الجميلة: لا أعلم بعد النبوة أفضل من بث العلم، قال محمد بن الفضيل بن عياض: رأيت ابن المبارك في النوم، فقلت: أي العلم أفضل. قال: الأمر الذي كنت فيه، قلت: الرباط، والجهاد. قال: نعم. قلت: فما صنع بك ربك. قال: غفر لي مغفرة، ما بعدها مغفرة!. وكان رحمه الله يحج عامًا، ويجاهد عامًا ويتاجر عامًا.
الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد، شيخ الإسلام وعالم أهل الشام، كان يسكن بمحله الأوزاع وهي العقبة الصغيرة ظاهر باب الفراديس بدمشق، ثم تحول إلى بيروت مرابطًا بها إلى أن مات، من أقواله الجميلة: من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام، وقال : ما ابتدع رجل بدعة إلا سلب الورع، وقال: إن المسلم يقول قليلاً ويعمل كثيرًا، وإن المنافق يقول كثيرًا ويعمل قليلاً . قال محمد بن عبيد الطنافسي كنت عند سفيان الثوري فجاء رجل فقال: رأيت كأن ريحانة من المغرب رفعت، فقال إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي، فكتبوا ذلك فوجدوا كذلك في ذلك اليوم.. حذيفة المدغشي في زمن الأوزاعي يرابط بالشام.
يوسف بن أسباط.
أبو إسحاق الفزاري.
مخلد بن الحسن.
عبد الغني المقدسي: الإمام المحدث، كان يحدث وهو في الثغر.
أبو الخير النيتاتي كان رجلاً فاضلاً، سكن تينات من أعمال حلب، يقال اسمه حماد له آيات وكرامات، تأوي إليه السباع وتأنس به، سكن ثغرطرسوس.
الحافظ المجود أبو سعيد أحمد بن أبي بكر محمد بن القدوة الكبير أبي عثمان بن سعيد بن إسماعيل الحيدي النيسابوري أحد أئمة الحديث.
أبو محمد بن حزم الإمام الأوحد، البحر، ذو الفنون والمعارف أبو محمد علي بن أحمد بن حزم الفقيه الحافظ صاحب التصانيف ورأس في علوم الإسلام، متبحر في النقل، زهد في الرياسه ولزم منزله متكئًا على العلم، قال عنه أبو القاسم صاعد بن أحمد: كان ابن حزم أعلم أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام ا.ﻫ وكان شاعرًا بليغًا، ويتمنى الرباط والجهاد فمما قال في ذلك . انتهى مستفادا من رسالة إتحاف المتقين بفضلية المرابطين لأخينا الفاضل أحمد بن عبدالله الحبيشي وفقه الله.
وفي الأخير فإني ناصح للأخ رشاد ومن تعصب لعبدالرحمن العدني من الطلاب والمشايخ أن يتركوا العناد والكبر، وأن يعاودوا إلى الصواب، فإن فعلوا نفعوا أنفسهم وإلا والله لن يضرونا ولن يضروا دعوتنا بسوء، { وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } [محمد: 38]. وإذا الفتى عرف الرشاد لنفسه هانت عليه ملامة العاذل.
كما إني أنصحه بعدم مجالسة المحدثين والمفتونين، الذين أحدثوا قلقلة في أوساط هذه الدعوة المباركة، وأنصح نفسي وإياك بملازمة الحق واجتناب الباطل،
قال العلامة الفوزان حفظه الله في مقال منشور له بصوته في شبكة العلوم السلفية: فلا يُغتر بالكثرة إذا كانت على الباطل ولا يُزهد بالقلة إذا كانت على الحق،وقال: المدار على الحق سواءً كان عليه الكثير أو القليل المدار عليه
وقال : الرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال
وقال: يحتجون بالكثرة إذا جِئتهم بالأدلة من الكتاب والسنة على بطلان ماهم عليه قالو لكن هذا عليه أكثر الناس ترد الناس ؟، فسبحان الله ؟ أنت متعبد بما عليه الناس ولا متعبد بما في الكتاب والسنة
وقال : الواجب الرجوع إلى الحق وإن كان عليه القليل والإعتراف بالحق وإن كان عليه القليل هذا هو الواجب على المسلم الذي يخاف الله ويريد النجاة لنفسه
وقال : أما الإحتجاج بما عليه الناس بدون دليل هذا هو قول الكفرة
وقال : هي حجة داحضة يُكررها المشركون وأهل الباطل في كل زمان ومكان يحتجون بالكثرة
وقال : إذا كانت الكثرة على دليل هذا خير أما إذا كانت على باطل فلا عبرة فيها ا.هـ من التعليق على كتاب قرة عيون الموحدين الشريط السابع
قال شيخ الإسلام: صلاحُ العبد في أن يعلمِ الحقَّ ويَعمَلَ به، فمن لم يَعلمِ الحقَّ فهو ضالٌّ عنه، ومَن عَلِمَه فخالفَه واتبَعَ هَواه فهو غاوٍ، ومَن علمه وعَمِل به كان من أولي الأيدي عملاً ومن أولي الأبصار علمًا. وهو الصراط المستقيم الذي أمرنا الله سبحانه في كلِ صلاة أن نقول: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ) فالمغضوب عليهم: الذين يعرفون الحق ولا يتبعونه كاليهود، والضالّون: الذين يعملون أعمالَ القلوب والجوارح بلا علمٍ كالنصارى))[جامع 3/85].
وقال شيخ الإسلام: ((وَلِهَذَا تَجِدُ الْيَهُودَ يُصَمِّمُونَ وَيُصِرُّونَ عَلَى بَاطِلِهِمْ لِمَا فِي نُفُوسِهِمْ مِنْ الْكِبْرِ وَالْحَسَدِ وَالْقَسْوَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَهْوَاءِ. وَأَمَّا النَّصَارَى فَأَعْظَمُ ضَلَالًا مِنْهُمْ وَإِنْ كَانُوا فِي الْعَادَةِ وَالْأَخْلَاقِ أَقَلَّ مِنْهُمْ شَرًّا فَلَيْسُوا جَازِمِينَ بِغَالِبِ ضَلَالِهِمْ بَلْ عِنْدَ الِاعْتِبَارِ تَجِدُ مَنْ تَرَكَ الْهَوَى مِنْ الطَّائِفَتَيْنِ وَنَظَرَ نَوْعَ نَظَرٍ تَبَيَّنَ لَهُ الْإِسْلَامُ حَقًّا)).
وقال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي العتمي اليماني في التنكيل( 3/228-229) من وجوه عدم الرجوع للحق والإقرار به:
الوجه الثاني: أن يكون قد صار في الباطل جاه وشهرة ومعيشة، فيشق عليه أن يعترف بأنه باطل فتذهب تلك الفوائد.
الوجه الثالث: الكبر، يكون الإنسان على جهالة أو باطل، فيجيء آخر فيبين له الحجة، فيرى أنه إن اعترف كان معنى ذلك اعترافه بأنه ناقص، وأن ذلك الرجل هو الذي هداه، ولهذا ترى من المنتسبين إلى العلم من لا يشق عليه الإعتراف بالخطأ إذا كان الحق تبين له ببحثه ونظره، ويشق عليه ذلك إذا كان غيره هو الذي بين له.
الوجه الرابع : الحسد و ذلك إذا كان غيره هو الذي بين الحق فيرى أن اعترافه بذلك الحق يكون اعترافاً لذلك المبين بالفضل و العلم و الإصابة ، فيعظم ذلك في عيون الناس ، و لعله يتبعه كثير منهم ، و إنك لتجد من المنتسبين إلى العلم من يحرص على تخطئه غيره من العلماء و لو بالباطل ، حسداً منه لهم ، و محاولة لحط منزلتهم عند الناس . انتهى
وقال أيضا في التنكيل(3/252-253): فمسالك الهوى أكثر من أن تحصى وقد جربت نفسي أنني ربما أنظر في القضية زاعماً أنه لا هوى لي فيلوح لي فيها معنى، فأقرره تقريراً يعجبني، ثم يلوح لي ما يخدش في ذاك المعنى، فأجدني أتبرم بذاك الخادش وتنازعني نفسي إلى تكلف الجواب عنه وغض النظر عن مناقشة ذاك الجواب، وإنما هذا لأني لما قررت ذاك المعنى أولاً تقريراً أعجبني صرت أهوى صحته، هذا مع أنه لا يعلم بذلك أحد من الناس، فكيف إذا كنت قد أذعته في الناس ثم لاح لي الخدش؟ فكيف لولم يلح لي الخدش ولكن رجلاً آخر أعترض علي به؟ فكيف كان المعترض ممن أكرهه؟ إلى قوله: و إنما الواجب على العالم أن يفتش نفسه عن هواها حتى يعرفه ثم يحترز منه و يمعن النظر في الحق من حيث هو حق ، فإن بان له أنه مخالف لهواه آثر الحق على هواه . انتهى.
فهذا ما أردت بيان في هذه الرسالة نصحية لرشاد لعله أن يعود إلى جادة الصواب واعلم أن لله يرفع الرجل على قدر تمسكه بالسنة، ويذله على قدر وقوعه في البدعة والمخالفة ومن يهن الله فما له من مكرم.
وقد رد عليه ردا طيبا ونصحه نصحا سديدا بعد مناصحة أخونا الفاضل بسام الغراسي الحبيشي جزاه الله خيرا، فدونك به والله المسئول أن يصلح أحوال المسلمين ، وأن يرد ضالهم إلى الحق المبين إنه جواد كريم.
هذا وسبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
وكتبه: أبوعبدالرحمن ردمان بن أحمد بن علي الحبيشي
دار الحديث السلفية بالبيضاء/ مسجد علي بن أبي طالب
الموافق/21/ من شهر شعبان/1434هـ ليلة الإثنين
تأكيد الخبر
بما عليه رشاد الحبيشي من التلبيس والتدليس والتخذيل
عائد عليه بالضرر
بما عليه رشاد الحبيشي من التلبيس والتدليس والتخذيل
عائد عليه بالضرر
وكتبه: أبو عبدالرحمن ردمان بن أحمد الحبيشي
صادرة من دار الحديث السلفية بالبيضاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
الحمد لله القائل في كتابه الكريم: { فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ }[سورة الصف:5].
والقائل سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: { وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا } [المائدة:41] والقائل سبحانه وتعالى:{ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ } [المائدة: 49].
والقائل سبحانه وتعالى: { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } [الأنعام: 110]، وغير ذلك من الآيات التي تدل وتبين أن من أراد الله عزو جل فتنته وإزاغاته إنما هو بسب ذنوبه ومعاصيه وإعراضه، واتباعه لهواه عياذا بالله من ذلك.
ولهذا قال تعالى آمرا لعباده المؤمنين أن يقولوا: { رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } سورة آل عمران .
وروى ابن ماجه (204) وأحمد (4/182) من حديث النَّوَّاسُ بْنُ سَمْعَانَ الْكِلاَبِىُّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: « مَا مِنْ قَلْبٍ إِلاَّ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ إِنْ شَاءَ أَقَامَهُ وَإِنْ شَاءَ أَزَاغَهُ ». وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: « يَا مُثَبِّتَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ ». قَالَ « وَالْمِيزَانُ بِيَدِ الرَّحْمَنِ يَرْفَعُ أَقْوَامًا وَيَخْفِضُ آخَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ». الحديث صححه الألباني رحمه الله وشيخنا الوادعي رحمه الله في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين، مسند النواس بن سمعان رضي الله عنه.
وغير ذلك من الأدلة التي تبين وتدل على أن المسلم يخاف على نفسه من الفتن، ومن إزاغة قلبه، ولكن لله الأمر من قبل ومن بعد.
هذا وقد ابتلى الله عزوجل أهل السنة والجماعة بفتن كثيرة، من أعظمها وأشدها: فتنة الرافضة الحوثيين قبحهم الله وأخزاهم وخيب آمالهم وسعيهم ونكس رايتهم، وجعل تدبيرهم تدميرا عليهم، فقاموا بحصار تلك الدار العامرة بتعليم الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح دار الحديث السلفية بدماج حرسها الله، والقائمين عليها، واجتمعوا أي الرافضة الأرجاس الأنجاس بقضهم وقضيضهم من كل حدب وصوب، من أجل القضاء عليها وعلى طلابها وشيخها وعالمها شيخنا العلامة المحدث المجاهد يحيى بن علي الحجوري حفظه الله، ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا، و يأبى الله إلا أن يتم نوره ويعلي كلمته ويخزي أعدائه، وكان مكرهم عائدا عليهم بالضرر كما قال الله عزوجل: (اسْتِكْبَارًا فِي الأرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِه) فرطر (43)، وقال الله تعالى: { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } الأنفال(30)، وقال تعالى:( وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُون) النمل (50) وقال تعالى في مؤمن آل فرعون: (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ) غافر (45).
فنصر أهل السنة والإيمان أهل العقيدة الصحيحة، على الرافضة الزنادقة البغاة الأشرار، والفضل في ذلك أولا وأخرا ودائما وأبدا لله وحده لا شريك له، فله الحمد والمنة، ونسأله الثبات على الكتاب والسنة، ثم لشيخنا المجاهد العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله، والناظر في حاله وسياسته أيام حصار الرافضة وكيف تعامل معهم يعلم ما عليه شيخنا من الحنكة وأن الله وفقه لذلك بما لم تستطع أن تقف فيه دول بعددها وعدتها والفضل لله وحده أولا وآخرا ودائما وأبدا.
ثم ابتلى الله أهل السنة عموما ، وأهل دماج خصوصا بتلك الفتن العظيمة فتنة عبدالرحمن العدني عامله الله بما يستحق ففرق صف أهل السنة وحزب وفرق وكتل وعصب، وخذل فقام شيخنا يحيى سلمه الله وطلابه الأبرار بالرد عليه بما فيه بما فيه الكفاية لمن أراد الله له الهداية.
وكان ممن أراد الله فتنته بهذه الفتنة العظيمة المدعو رشاد بن أمين الحبيشي زميلنا في دماج قديما، وهو من أبناء قريتنا تماما.
وكان رشاد في بداية أمره يُظهر الأدب، وأنه لم يتبين له شيء ويظهر الإجلال والاحترام لشيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري، ولعل ذلك من باب التقية، ولكن كما قال الله عزوجل:{ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } البقرة (72).
وكما قيل:
من تزيا بغير ما هو فيه ... فضحته شواهد الامتحان
وقال آخر:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم
وقال آخر:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم
فصلٌ إحسان شيخنا يحيى لرشاد
واعلم أن العلماء رحم الله أمواتهم وحفظ أحيائهم، من أرحم الناس بالخلق بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (3/271) : وأهل السنة والجماعة يتبعون الكتاب والسنة، ويطيعون الله ورسوله، فيتبعون الحق ويرحمون الخلق.
ويقول أيضاً في الرد على البكري: وأئمة السنة والجماعة و أهل العلم والإيمان فيهم العلم و العدل و الرحمة فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة و يعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم كما قال تعالى:( كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) المائدة (9) و يرحمون الخلق فيريدون لهم الخير و الهدى و العلم لا يقصدون الشر لهم ابتداء بل إذا عاقبوهم و بينوا خطأهم و جهلهم و ظلمهم كان قصدهم بذلك بيان الحق و رحمة الخلق و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا. انتهى
وقال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله في منهاج السنة النبوية (5/158): وأهل السنة: نقاوة المسلمين، وهم خير الناس للناس. انتهى
قلت: ومن ذلك العلماء الربانيين، فإنهم خير الناس للناس نصحا وتعليما وتوجيها وإرشادا، ومن هؤلاء العلماء الربانيين شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري سلمه الله، وجعله ذخرا للإسلام والمسلمين، ومن جالس شيخنا يحيى أيده الله علم يقينا أنه حريص غاية الحرص على طلابه سواء في أمر طلب العلم أو الدعوة أو المنهج أو أمر الطعام أو غير ذلك حتى إنه قال ذات مرة: والله إني لأتألم إذا نقص الطعام على الطالب حتى تكاد عيناي تدمع.
وقد أحسن شيخنا يحيى سلمه الله لأعداد من طلاب العلم فجازوه بعد ذلك جزاء سنمار، وقلبوا عليه ظهر المجن.
فمن الطلاب من شجعه شيخنا يحيى وكتب له لبعض رسائله، ومنهم من شجعه في باب الخطابة ومنهم ومنهم، وهم أعداد كثر كالرزاحي عامله الله بما يستحق ، والشحري وهكذا سعيد الخولاني وغيرهم ممن أنكر المعروف والجميل، وكان من بين أولئك الذين أحسن إليهم شيخنا يحيى حفظه الله المدعو رشاد الحبيشي هداه الله،ومن إحسان شيخنا له أن أقامه بين يديه وبين طلاب العلم والعلماء ومشايخ دار الحديث خطيبا وواعظا، كل هذا تشجيعا له من أجل أن يقبل على هذا الخير وعلى العلم ولعل الله أن ينفع به ولكن لم ينفع فيه هذا المعروف وهذا الإحسان وهذا الجميل، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول :« مَنْ لاَ يَشْكُرِ النَّاسَ لاَ يَشْكُرِ اللَّهَ ». رواه الترمذي وغيره من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، وصححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب (1/235) وشيخنا مقبل الوادعي رحمه الله في الجامع الصحيح.
وبوب عليه شيخنا الوادعي رحمه الله : باب: شكر التلميذ معلمه، وبوب عليه الترمذي: ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك وبوب عليه المنذري رحمه الله: باب الترغيب في شكر المعروف ومكافأة فاعله والدعاء له وما جاء فيمن لم يشكر ما أولي إليه
قَالَ الْقَاضِي رحمه الله قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ لَا يَشْكُرْ النَّاسَ لَا يَشْكُرْ اللَّهَ ): وَهَذَا إِمَّا لِأَنَّ شُكْرَهُ تَعَالَى إِنَّمَا يَتِمُّ بِمُطَاوَعَتِهِ وَامْتِثَالِ أَمْرِهِ وَأَنَّ مِمَّا أُمِرَ بِهِ شُكْرُ النَّاسِ الَّذِينَ هُمْ وَسَائِطُ فِي إِيصَالِ نِعَمِ اللَّهِ إِلَيْهِ ، فَمَنْ لَمْ يُطَاوِعْهُ فِيهِ لَمْ يَكُنْ مُؤَدِّيًا شُكْرَ نِعَمِهِ ، أَوْ لِأَنَّ مَنْ أَخَلَّ بِشُكْرِ مَنْ أَسْدَى نِعْمَةً مِنْ النَّاسِ مَعَ مَا يَرَى مِنْ حِرْصِهِ عَلَى حُبِّ الثَّنَاءِ وَالشُّكْرِ عَلَى النَّعْمَاءِ وَتَأَذِّيهِ بِالْإِعْرَاضِ وَالْكُفْرَانِ كَانَ أَوْلَى بِأَنْ يَتَهَاوَنَ فِي شُكْرِ مَنْ يَسْتَوِي عِنْدَهُ الشُّكْرُ وَالْكُفْرَانُ اِنْتَهَى المراد من تحفة الأحوذي( 6/75).
فأين شكر هذا المعروف من هذا المخذول وأمثاله، ولكنه عدم التوفيق له من الله وقد قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم : وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ ». أخرجه أحمد وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وصححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب (1/208) وشيخنا العلامة الوادعي رحمه الله،
ورحمة الله على الإمام الشوكاني إذ يقول وهو يشكو طلابه:
هم أخذوا عنِّي العلوم بذلَّةٍ ... فلمَّا حووها عاملوني بشدَّةِ
هم أظهروا عند اللقاء ليونة ... فلما تولوا عاملوني بغلظةِ
هم أظهروا عند اللقاء ليونة ... فلما تولوا عاملوني بغلظةِ
هم الخرس إن قلت الصواب وإن أقل ... خطأ يطيروا في الملأ بغلطتي
هم نقلوا عني ما لم أقـــل هم ... وأوحشوا بيني و بين أحبتــــي
فإذا عُرف السبب بطل العجب وأهل الشكر قليلون والله عز وجل يقول: {وقليل من عبادي الشكور }.
فهذا المخذول لم يوفق لشكر شيخه الذي أقامه بين يديه يوم أن كان نكرة لا يعرف.
فكان الواجب على هذا المخذول أن يشكر شيخنا يحيى حفظه الله، على جهوده الطيبة وعلى تعليمه لإخوانه وحرصه عليهم، ولكن الحال كما قيل:
ومن يصنع المعروف في غير أهله ... يـلاقي مـا لاقى مجير أم عامر
أدام لـها حين استجـارت بقربه ... قـراها مـن البان اللقاح الغزائر
وأشبعهــا حتى إذا ما تملأت ... فرته بـــأنياب لهــا وأظافر
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من ... غداً يصنع المعروف مع غير شاكر
وقال آخر:
أعلمه الرماية كل يوم ... فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي ... فلما قال قافية هجاني
فكان هذا هو جزاء شيخنا يحيى حفظه الله ورعاه، بعد أن علم وربى ونصح ووجه كان جزاؤه الإنكار لمعروفه وجهوده وقلة الأدب معه ووصفه بالغلو والشدة كما سيأتي بيان ذلك إن شاء الله، وأنا عند أن أذكر هذا لنعرف جميعا مدى خيانة هؤلاء القوم الذين أحسن إليهم شيخنا سلمه كرشاد والرازحي والشحري وأضرابهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
بداية فتنة رشاد
وكان بداية فتنة رشاد المخذول، عند أن كان معنا في دار الحديث بدماج أنه كان يظهرالتوقف، وقد قال شيخنا حفظه الله: التوقف يضر وهو كما قال حفظه الله.
وقد كنت أناصحه بيني وبينه أن يصدع بالحق الذي عرفناه، من فتنة العدني ومن تعصب له، وكان الكثير من الإخوة يسألون عن حاله فكنا نظن أنه مؤدب هادئ باقٍ على الأصل، والأصل هو: أن شيخنا يحيى حفظه الله مصيب وهذا الرجل أعني عبدالرحمن العدني في بداية الأمر من باب المشتبهات، ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، وقد قال النبي اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ. أخرجه الترمذي وغيره من حديث الحسن بن علي رضي الله عنه، وصححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب (2/151) وشيخنا الوادعي رحمه الله في الصحيح المسند مسند الحسن.
فكنا نجيب على قدر ما نعرف أو بحسب ما نعرف من حالة رشاد المخذول في تلك الأيام، وهو أنه كان يظهر عليه الأدب والهدوء، ولكن كما قال الله عزوجل: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا) سورة النساء (108)
فصل من أسباب انحراف رشاد
وكما قيل: إذا ظهر السبب بطل العجب، ويقولون: لكل شر سببا.
فمن أسباب انحراف رشاد أمور:
1- جلساء السوء: فكان له جلساء لا يؤمن عليهم أن يدلوه على ما ينفعه، لأن الذي ما نفع نفسه كيف ينفع غيره، ومن لم ينتفع بعينه لم ينتفع بأذنه، قال تعالى: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } [الكهف: 28]. قال العلامة السعدي رحمه الله: ففيها الأمر بصحبة الأخيار، ومجاهدة النفس على صحبتهم، ومخالطتهم وإن كانوا فقراء فإن في صحبتهم من الفوائد، ما لا يحصى.
وقال تعالى: {ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم} الأنفال (23).
وفي الصحيحين من حديث ْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً.
قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم: وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الاخلاق والورع والعلم والأدب والنهي عن مجالسة أهل الشر واهل البدع ومن يغتاب الناس او يكثر فجره وبطالته ونحو ذلك من الانواع المذمومة.
قال الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيدرحمه الله في كتابه حلية طالب العلم: احذر قرين السوء:كما أن العرق دساس فإن "أدب السوء دساس" ، إذ الطبيعة نقالة، والطباع سراقة،
والناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض، فاحذر معاشرة من كان كذلك، فإنه العطب والدفع أسهل من الرفع".وعليه، فتخير للزمالة والصداقة من يعينك على مطلبك،ويقربك إلى ربك ويوافقك على شريف غرضك ومقصدك وخذ تقسيم الصديق في أدق المعايير :
صديق منفعة.
صديق لذة.
صديق فضيلة.
فالأولان منقطعان بانقطاع موجبهما، المنفعة في الأول واللذة في الثاني.
وأما الثالث فالتعويل عليه، وهو الذي باعث صداقته تبادل الاعتقاد في رسوخ الفضائل لدى كل منهما.
وصديق الفضيلة هذا "عمله صعبه" يعز الحصول عليها. انتهى كلام الشيخ بكر رحمه الله
ومن هؤلاء الجلساء:
1- عبدالرقيب العلابي الذي كان يسخر من أصحاب فتح الباري ويقول: إنه هؤلاء ما عندهم إلا الحبر على الأوراق، يعني يستهزئ بهم ويسخر منهم ، وغير ذلك من أقواله الجائرة وفتنته الظاهرة
2- ومن جلسائه عبدالله بن ماطر العويري أصلحه الله الذي قد وجّه هذا السؤال إلى شيخنا الوادعي رحمه الله وهو في حالة مرضه (قبل أكثر من ثلاثة عشر عاما) وقد كان مرافقاً للشيخ في مرضه ،والأخ عبد الله ماطر معروفٌ عند جميع مشايخ اليمن وكثير من طلبة العلم وهو مصدقٌ عندهم،وهذه الشهادة نُشرت في حينه وقَبِلها الجميع لما يعلمون من فضل شيخنا يحيى خليفة الإمام الوادعي وانظر تسجيل المادة في ليلة الإثنين/ 11 رمضان 1422 هـ) وهي منشورة على هذا الموقع المبارك
قال عبدالله بن ماطر أصلحه الله ما نصه:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن ولاه .
أما بعد:أيها الإخوة في الله: نحن نعلم أنا هناك من يزهد عن طلب العلم في هذا المكان , وكذلك عن دروس الشيخ يحيى حفظه الله تعالى، وقد شعر شيخنا مقبل رحمه الله تعالى بهذا الخبر ونحن في جُدة، وعلم أن هناك من يزهد عن دروس الشيخ يحيى وينفر عنها وكذلك كانت تصله مثل ما في هذه الرسالة من هذه الأشياء التي سمعتموها فكان رحمه الله تعالى لا يبالي بها، فلذلك ثَبَّت الشيخ مقبل رحمه الله تعالى شيخنا الشيخ يحيى في الوصية فقال رحمه الله: وأوصيكم بالشيخ يحيى خيرا ولا ترضوا بنزوله عن الكرسي فهو ناصح أمين فلا ينبغي لنا أن ننسى مثل هذه العبارات ,نعم أيها الإخوة, وقد سألت الشيخ أنا والله ليس بني وبينه إلا الله عز وجل , وأنا في غرفته على سريره الذي ينام عليه ,فقلت يا شيخ: إلى من يرجع إليه الإخوة في اليمن , ومن هو أعلم واحد في اليمن بهذا المعنى قلت له؛ وسكت الشيخ قليلا ثم قال :الشيخ يحيى. نعم أيها الإخوة هذه الكلمة التي قلت لكم أني سأوفرها يوم أن رجعنا إلى جدة وتكلمنا معكم في تلك الليلة , هذا هو الذي سمعته من الشيخ وليس معنى أننا نتنقص من علماء أهل اليمن ,فنحن والله نجلهم ونحبهم في الله , هذا ما أردت أن أقوله وأنبه عليه ,فلا نسمح لمن ينفّر عن هذا المكان المبارك, وعن دروس الشيخ يحيى,وعن جهود شيخنا مقبل رحمه الله تعالى , هذا وبارك الله فيكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين . ثم علق شيخنا يحيى حفظه الله على كلام ابن ماطر بكلام جميل يدل على تواضعه، انظره على هذا الرابط من هذه الشبكة العلمية المباركة:
tp://www.aloloom.net/vb/attachment.php?attachmentid=4420&stc=1&d=127416582 4)
فلماذا لا ينتفع رشاد بفتوى الشيخ رحمه الله أن الشيخ يحيى أعلم أهل اليمن بشهادته رفيقه وصاحبه ابن ماطر، ولكن كما قال الله عزوجل: { فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } [الحج: 46].
2- ومن أسباب انحراف رشاد أنه قد جاء الوصابي ذات مرة إلى دماج وسأل عن رشاد وليس بينه وبين الوصابي أدنى معرفة فاصطاده من ذلك الأيام في فخاخه، ثم بعد ذلك بدأ الانحراف عن هذا الخير شيئا فشيئا.
3- ومن أسباب انحرافه الميول إلى الدنيا وأهلها، ولا يخفى على كثير من الدعاة وطلاب العلم أنه كان كثير النزول عند تجار صعدة أمثال آل جرمان آل جميدة ومن أتى بباب التجار افتتن عياذا بالله من ذلك وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول: إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال رواه الترمذي من حديث كعب بن عياض رضي الله عنه وصححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب (3/145) وشيخنا الوادعي رحمه الله في الجامع الصحيح.
4- ومن أسباب انحراف رشاد عدم الاهتمام بالعلم النافع، وهذا ظاهر بين عند كل من عرفه وجالسه فهو كثير الخروج دعوة ولم يتقن أصول العلم، قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيدرحمه الله: من لم يتقن الأصول، حرم الوصول"
وعليه، فلا بد من التأصيل والتأسيس لكل فن تطلبه، بضبط أصله ومختصره على شيخ متقن،لا بالتحصيل الذاتي وحده، وخذاً الطلب بالتدرج.قال الله تعالى:(وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً) .وقال تعالى:(وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً) .
وقال تعالى:(الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته) انتهى ومن ثبت نبت.
ومن الأشياء الواضحة التي تدل على عدم اهتمام رشاد بالعلم وأهله أنه لما حصل على فيزة للمملكة العربية السعودية، قلت له: كيف لو علم الشيخ يحيى بذلك ستسقط من عينه؟
فقال رشاد: ما سقطت من الجنة.
والمعنى أنه غير مبال لو علم شيخنا يحيى حفظه الله بتلك الفيزة التي أشغلته عن التزود من طلب العلم النافع، والثبات عليه ولكن الحال كما قيل:
قـد هيئوك لأمـرٍ لو فـطنت لـه **** فـأربـأ بـنـفـسـك أن تَـرعـى مـع الهَمَلِ
وبالمناسبة فإننا نذكر في هذا الموضع قصة عبدالله بن المبارك عالم خراسان ومفتيها مع تلميذه إسماعيل بن علية رحمة الله عليهما فقد ذكر الإمام الذهبي رحمة الله عليه في سير أعلام النبلاء (17/121) عن أَنَّ ابْنَ المُبَارَكِ أنه كَانَ يَتَّجِرُ، وَيَقُوْلُ: لَوْلاَ خَمْسَةٌ مَا تَجِرْتُ: السُّفْيَانَانِ، وَفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ، وَابْنُ السَّمَّاكِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، فَيَصِلُهُم.
فَقَدِمَ ابْنُ المُبَارَكِ سَنَةً، فَقِيْلَ لَهُ: قَدْ وَلِيَ ابْنُ عُلَيَّةَ القَضَاءَ، فَلَمْ يَأْتِهِ، وَلَمْ يَصِلْهُ، فَرَكِبَ إِلَيْهِ ابْنُ عُلَيَّةَ، فَلَمْ يَرْفَعْ بِهِ رَأْساً، فَانْصَرَفَ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ، كَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللهِ رُقعَةً يَقُوْلُ: قَدْ كُنْتُ مُنْتَظِراً لِبِرِّكَ، وَجِئْتُكَ فَلَمْ تُكَلِّمْنِي، فَمَا رَأَيْتَ مِنِّي؟
فَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: يَأْبَى هَذَا الرَّجُلُ إِلاَّ أَنْ نُقَشِّرَ لَهُ العَصَا.
ثُمَّ كتب إِلَيْهِ:
يَا جَاعِلَ العِلْمِ لَهُ بَازِياً * يَصْطَادُ أَمْوَالَ المَسَاكِيْنِ
احْتَلْتَ لِلدُّنْيَا وَلَذَّاتِهَا * بِحِيْلَةٍ تَذْهَبُ بِالدِّيْنِ
فِصِرتَ مَجْنُوْناً بِهَا بَعْد مَا * كُنْتَ دَوَاءً لِلمَجَانِيْنِ
أَيْنَ رِوَايَاتُكَ فِي سَرْدِهَا * عَنِ ابْنِ عَوْنٍ وَابْنِ سِيْرِيْنِ
أَيْنَ رِوَايَاتُكَ فِيْمَا مَضَى * فِي تَرْكِ أَبْوَابِ السَّلاَطِيْنِ
إِنْ قُلْتَ: أُكْرِهْتُ، فَمَا ذَا كَذَا * زَلَّ حِمَارُ العِلْمِ فِي الطِّيْنِ
فَلَمَّا قَرَأَهَا، قَامَ مِنْ مَجْلِسِ القَضَاءِ، فَوَطِئَ بِسَاطَ هَارُوْنَ الرَّشِيْدِ، وَقَالَ: الله الله، ارْحَمْ شَيْبَتِي، فَإِنِّي لاَ أَصْبِرُ عَلَى الخَطَأِ.
الشاهد من هذه القصة أدب ابن علية مع عبدالله بن المبارك رحمه الله، ولم يقل له ما سقطت من عينك، أو قال عند غلو أو أنت متشدد إلخ بخلاف هؤلاء المتعالمين ومنهم المدعو رشاد وبعد أن خرج رشاد المخذول من دماج كنا نظن أو نتوقع أنه ما زال على السير الأول وقدر الله في ذلك الأيام أن خرجت أنا من دماج وأجريت عملية الفتق، وتمت بحمد الله بنجاح ولم أتمكن من الرجوع إلى دماج، فحصلت الحرب السادسة من الرافضة البغاة على إخواننا، وحصل بيني وبينه اتصال، وذكرت له ما حصل على إخواننا أهل السنة في دماج من اعتداء الرافضة وكان في أثناء كلامه أن قال لي: يا أخانا ردمان إن الشيخ يحيى يدفع بالطلاب على الرافضة وصدق بعض المسئولين في ذلك أو كما قال، فاستغربت من هذا الكلام الصادر منه تلك الأيام وتعجبت وقلت له: يا رشاد: إن شيخنا يحيى حفظه الله قال للطلاب: لا يرد أحد على الرافضة ولا يعتدى عليهم، فالشيخ أمر الطلاب بإيقاف الضرب أو الرد على الحوثيين لمدة ثلاثة أيام، والرافضة يضربون على إخواننا إلى المزرعة ثلاثة أيام وإخوننا صابرون على ذلك ، ثم بعد ذلك قاموا بالرد عليهم والدفاع عن أنفسهم، ثم بعد مضي ثلاثة أيام، عملا بقول الله عزوجل: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ } الآية من سورة [البقرة: 194].
وقال الله عزوجل: { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ } [النحل: 126].
وقال الله عزوجل: { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِين) البقرة :190).
وقال الله عزوجل:( وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) الشورى:41-43)
قال ربنا في كتابه الكريم: { أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) التوبة: (13).
وفي الترمذي وغيره من حديث عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: « مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ». قَالَ الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب (2/75) وشيخنا الوادعي رحمهما الله.
الشاهد من هذا الكلام قول رشاد عن شيخنا يحيى حفظه الله ذلك العالم المجاهد المحنك: إن بعض المسؤولين يدفع بشيخنا من أجل قتال الرافضة، وهم كما سمعت وعلمت هم الذين اعتدوا وبغوا على إخواننا طلاب العلم، وكأن شيخنا سلمه الله طفل لا يعقل الأمور وربنا سبحانه يقول: { وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ } [العنكبوت: 43]. وكان بعض السلف إذا مر بمثل لا يفهمه يبكي ويقول لست من العالمين،
فأنت وأمثالك لا يدركون الأمور ولا يعقلون معناها
وكأن هذا المدبر لا يحفظ شيئا من كلام الله عزوجل، وهكذا الفتن تعمي وتصم.
ثم بعد ذلك انتقل هذا المخذول إلى قاع القيضي بصنعاء عن طريق الشيخ الصوملي أصلحه الله إلى بعض مساجده التي هي تحت إشرافه فازدادت حدته وخرج عن هدوئه وصمته الذي كنا نعرفه عليه من قبل أيام الطلب، وصار هذا المخذول يهاجم شيخنا يحيى حفظه الله في بعض الاتصالات مع شيخنا أيده الله، والشيخ كما هو شأنه وعادته أنه يرفق بطلابه ويشفق عليهم ولا يحب أن يتكلم عليهم ويقول مرارا وتكرار: يُنصح، من باب الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شأنه، فهذا الرفق من شيخنا من باب أن يرجع الطالب، عن غيه أو يتوب من زغيه، حتى زاد هذا المخذول وإعجابه بنفسه، وبهذه المناسبة أحب أن أنقل كلاما جيدا للعلامة الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله في كتابه العظيم حلية طالب العلم (ص95) تحت فصل آدب الطالب مع شيخه :
ومنها :
رعاية حرمة الشيخ قال فيه: فعليك إذا بالتحلي برعاية حرمته، فإن ذلك عنوان النجاح والفلاح والتحصيل والتوفيق، فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف، فخذ بمجامع الآداب مع شيخك في جلوسك معه، والتحدث إليه، وحسن السؤال والاستماع، وحسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه ومع الكتاب، وترك التطاول والمماراة أمامه، وعدم التقدم عليه بكلام أو مسير أو إكثار الكلام عنده، أو مداخلته في حديثه ودرسه بكلام منك، أو الإلحاح عليه في جواب، متجنباً الإكثار من السؤال، ولا سيما مع شهود الملأ، فإن هذا يوجب لك الغرور وله الملل.ولا تناديه باسمه مجرداً، أو مع لقبه كقولك: يا شيخ فلان! بل قل: يا شيخى! أو يا شيخنا! فلا تسمه، فإنه أرفع في الأدب، ولا تخاطبه بتاء الخطاب، أو تناديه من بعد من غير اضطرار.وكما لا يليق أن تقول لوالدك ذي الأبوة الطينية: "يا فلان" أو: "يا والدي فلان" فلا يجمل بك مع شيخك.والتزم توقير المجلس، وإظهار السرور من الدرس والإفادة به انتهى كلامه رحمه الله
فما أحوج رشاد إلى هذه الآداب العظيمة مع شيخه ومعلمه، وهكذا غيره من المفتونين من أصحاب عبدالرحمن العدني الذين أساؤا الأدب مع شيخنا يحيى حفظه الله كما هو مبين في مختصر البيان الموضحة لحزبية عبدالرحمن، فراجعه غير مأمور فأنصحهم هؤلاء المخذولين أن يقرؤا كتاب الحلية للشيخ بكر رحمه الله مع شرحها للشيخ ابن عثيمين،
وبعد صبر طويل من شيخنا يحيى -سلمه الله- على رشاد والجفاء منه ضد شيخنا يحيى سلمه الله.
قال شيخنا عن رشاد المخذول: إنه من المهزوزين آنذاك فكان كما قال في ذلك الوقت، (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيل) النساء (143).
وأما الآن فهو من المفتونين المغروين المخذولين،
فصل والله مخرج ما كنتم تكتمون
لقد حصلت من رشاد المخذول بعض الجلسات للمناصحة لتظهر ما عنده وكما يقال: حرك ترى، وكما يقال: تأمل تدرك.
فذات مرة يسر الله لي الذهاب إلى صنعاء قبل ثلاث سنوات فاتصل علي وألح على تناول وجبة العشاء، فأجبت دعوته وأنا غير مطمئن لذلك، ولكن قلت في نفسي اليوم يكون له شيء من النصيحة لعله يتذكر أو يخشى فتناولنا وجبة العشاء، ثم بعد ذلك حصل بيني وبينه نقاش بما يقارب ثلاث ساعات إلى بعد منتصف الليل ولم نخرج معه فيها إلى طريق لأنه قد تغير عما كنا نعهده عليه من الأدب من قبل، والسبب في ذلك البعد عن إخوانه الثابتين وفي الحديث: فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية . رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب (1/102).
الجلسة الأولى: التي أظهر فيها رشاد الطعن في شيخنا يحيى حفظه الله
وفي أثناء الجلسة والنقاش معه في بيته في صنعاء أظهر هذا المخذول أمورا تدل على انحرافه عن الجادة فكان مما سمعته منه في تلك الجلسة:
1- دفاعه عن الوصابي بشدة، مع علمه بما حصل منه من الفتنة ضد شيخنا يحيى حفظه الله وضد دماج، وهنا مقال جيدا منشور على هذه الشبكة المباركة لأخينا الفاضل محمد ابن حسن السوري بعنوان: الـبـراهـيـن الـواضـحـة على أن الـوصـابـي رأس الـفـتـنة في الدعوة، قال فيه: وإني ذاكر بعون الله وتوفيقه ما يثبت أن الرجل رأس الفتنة ومدبرها وحامل لواءها.
قول الوصابي عندما سأله أبو رواحة: هل وقع في نفسك عندما أوصى الشيخ مقبل ليحيى فقال: نعم. وقد أخبر أبو رواحة شيخَنا يحيى بهذا في زيارته الأخيرة »اهـ.
والوصابي لما رأى هذه الوصية ما استطاع أن يظهر ما في قلبه من حسد وحنق ،فلجأ إلى الثناء والمدح، والقصد من هذا هو: أن يركن إليه أهل السنة وخاصة من في دماج، وحاول بعدها أن يمسك بزمام الأمور في دماج من مكانه، ويسيطر على الشيخ يحيى سلمه الله!! ويظهر المناصرة والتأييد، وأنه يدافع عن الشيخ يحيى وعن دماج، والقصد من ذلك أن يسير الشيخ يحيى وأهل دماج بعده وتحت أمره، ولقد قال الشيخ يحيى حفظه الله:« كنا نعتبر الشيخ محمدًا أنه يريد لنا الخير وإذا جاء نمكنه من الكرسي حتى يذهب» اهــ
فالرجل لما وصل إلى هذا الحال وركن إليه أهل السنة ، بدأ يريد أن يتحكم في دماج وفي الشيخ يحيى، ويسير الأمور من الحديدة على أنه أبو الدعوة وكبيرها!!!، وأراد من الشيخ يحيى أنه يمشي بعده وبعد أمره ولا يطرد مفتونًا إلا بعد مشاورته ولا يعمل شيئًا إلا بعد أن يرجع الشيخ يحيى إليه وينصاع لأمره ورأيه!!
ولكن الشيخ يحيى عالم من العلماء يعرف مصلحة الدعوة وما ينفعها وما يضرها لأنه يعايش أحوالها، وتمر به من الأمور والمصاعب ما الله به عليم، فقاد الدعوة مستعينًا بالله، ويأخذ بمشورة إخوانه وأبناءه الأفاضل الناصحين، ولا يحب من أحد أن يغير سير الدعوة أو يتحكم فيها برأيه، أو أن يجعلها مسيرة تحت فلان أو علان أو أن يُفتن فيها، ومن أراد الخير فليأتي من أبوابه، ومن أراد الإعانة فالطريق أمامه مفتوحة.
فتفطن الشيخ يحيى لمقاصد الوصابي ومآربه الخبيثة، فاستمر على ما هو عليه من الخير متوكلًا على الله ، فلما رأى الوصابي أنه فشل فيما أراده من أن الشيخ يحيى أن يسير بعده وتحت لوائه وطريقته؛ قلب ظهر المجن، وبدأ في المكر!!فعمل ما يأتي:
أولًا: سعى بفتنةٍ عريضةٍ بين الشيخ ربيع وبين الشيخ يحيى حفظهما الله، حتى كاد يحصل ما لا تحمد عقباه و لطف الله من ذلك السعي الخبيث، وكان الوصابي يسعى عند الشيخ ربيع بكلام، ويأتي عند الشيخ يحيى بكلام، ويظهر عند هذا الغيرة على الدعوة!! وعند ذاك كذلك!! وكل واحد يحسن الظن بالوصابي، حتى شحن القلوب بالغيض والنفرة، ومن خبثة أراد أن يقرر في نفس الشيخ يحيى أن الشيخ ربيع جاسوس، وفلان جاسوس، وفلان عميل....كما قد عُلم وذكره الشيخ يحيى حفظه الله في غير ما موضع، فأراد الوقيعة من أجل أن يصل إلى مراده من الفتنة!!!
وهكذا سعى بفتنة عريضة بين المشايخ في المملكة وغيرها وبين الشيخ يحيى وتعلمون كلامه التحريشي: انصحوا يحيى وسيتكلم فلان وفلان وجزاك الله خيرًا يا فلان، مزيدًا مزيدًا من هذه النصائح!!.
ثانيًا: سعى بفتنة عريضة بين المشايخ في اليمن وبين الشيخ يحيى، واستطاع لهم لأنهم ضعفاء أمام شبهاته وتلبيساته، وبدأ في التعبئة لهم بأساليب خبيثة.
فأوغر صدورهم على الشيخ يحيى وعلى دماج وعلى طلاب دار الحديث بدماج فأصبحوا يرون طلاب الحديث بدماج أعداءً ووحوشًا!! يحذرون منهم، ويسعون لإخراجهم من المساجد، والتنفير من محاضراتهم، ومن الذهاب إلى دماج، ويرون التوقف في الرحلة إلى دماج!!
و الوصابي كلما رأى أن المشايخ يريدون الرجوع والتقارب مع الشيخ يحيى عمل طامة كبيرة، من أجل أن لا يقرب المشايخ، وأن يزدادوا نفرةً وبعدًا عن الشيخ يحيى حفظه الله، والمشايخ هداهم الله قد ربطوا أنفسهم وكتفوا أذرعتم مع الوصابي، فأصبحوا لا يعملون شيئًا إلا مع الحبيب الوصابي لا إرادة لهم ولا تصرفًا يكون صحيحًا إلا بعد الوصابي، أصبحوا مقلدة للوصابي يلعب بعقولهم وبأفكارهم حتى أرداهم، وكل يوم يقذف به في فخ من فخاخه!!.
ثالثًا: حاول الوصابي تحريض بعض الدعاة في اليمن على دماج وعلى الشيخ يحيى، ومن ذاك تحريض صالح البكري على الشيخ يحيى، وقد أخبرني أحد الإخوة، قال: دخلت أنا وصالح البكري على الشيخ محمد نعرض عليه بعض الأمور على الشيخ يحيى لمناصحة الشيخ يحيى فأثنى الوصابي على البكري!! وقال: جزاك الله خيرًا، وهذه أمور عظيمة!!! وجاء الوصابي إلى الشيخ يحيى بعدها، وقال :انظر كيف ندافع عنك!!!وقال لبعض الإخوة ردوا على البكري!!
أراد أن يظهر للشيخ يحيى أنه معه مناصر له؛ حتى يركن إليه الشيخ ويقوم الوصابي بما يريد ومن جانب آخر يحرض الناس على الشيخ يحيى.
وحاول مع كثير من طلاب دماج ودعاتها أن يقلبهم على الشيخ يحيى ويوغر صدورهم ويزرع الفتنة في نفوسهم فمن الذي أفسد رشادًا الحبيشي والرازحي وووووو، وكم وكم ممن جلس الوصابي معهم وأوغر صدورهم
رابعًا: سعى جاهدًا لما أن فشل بالسيطرة على دماج وعلى الشيخ يحيى وعلى أهل السنة سعى لبناء مركز جديد يضاهي مركز دماج، وهو أول المفتين لهم بذلك المركز وذلك التسجيل، كما شهد بذلك عبد الرحمن العدني في أول اجتماع في دماج، وقال: أنا قد استفتيت بعض المشايخ، فقالوا: من؟ فقال :الوصابي!!فتلعثم الوصابي في المجلس!!.
ومما يؤيد هذا: أن الوصابي قاتله الله قال لأخينا علي جعدان قبل الفتنة: سيبنى مركز جديد يضاهي دماج فلا تخبرن أحدًا!!!.
فلماذا هذا التكتم؟؟ وهذه الفتاوى من التحت؟
ومما يؤيد أنه رأس الفتنة: ما قاله الشيخ يحيى: «لما جاء الوصابي والمشايخ في أول مرة في أول الفتنة جلسنا وتناقشنا وخرجنا أن يقوم الإمام ويشرح القضية ويلزم العدني بترك التسجيل ويتراجع عما صدر منه؛ فما دريت إلا و الوصابي قام من قبل نفسه ويأتي بكلام بارد خلاف المقصود »اهــ
ومما يؤيد هذا: أن العدني لما طُرد من دماج مكث أشهرًا في عدن وما حولها ليس له ذكر وينفر عنه الناس، فلما رأي الوصابي هذا وأن الخطة ستفشل، قام مدافعًا عن العدني، وأنه، وأنه، وأظهر نفسه أنه مصلح يريد الخير والتوفيق والسداد للطرفين!! والقصد من ذلك نعش العدني بعد أن كادت تموت فتنته؛ فرأى الوصابي هذه الطريقة لنعش العدني ليستمر في المؤامرة الكبيرة، وكلما فضح العدني وأتباعه عند الناس حاول الوصابي تلميعهم من جديد ، وهكذا من أول الفتنة إلى يومنا هذا كلما تدهور الحزب الجديد وازداد فضيحة قام برحلة جديدة وأسلوب جديد لنعش الفتنة، المهم أنه ينصبهم ليحيى أعداءً ليشفي غليله ويريح باله إذا رأى اختلافًا في الدعوة السلفية، وقد أعلن المضادة للشيخ يحيى بكل وضوح في بداية فتنة ابني مرعي حيث قال للشيخ يحيى: أنا ضدك والمشايخ!!.
خامسًا: سعى جاهدًا لإدخال الحزبيين المفتونين بين أهل السنة بشتى الوسائل من أجل أن يتكثر بهم في حربه ضد أهل السنة في دماج، وفتح مسجده لهم، بل وأراد أن يدخلهم مساجد السنة كما عمل في الجامع الكبير في البريقة عند الشيخ أحمد بن عثمان حفظه الله، بل ذهب بنفسه وتحمل المشاق والإهانات من الحزبيين في مساجدهم، وكان الحزبيون يتكلمون قبله وبعده ويهينون أهل السنة ولا يحرك ساكنا، فحاول الكر بالحزبيين على أهل السنة في كل مكان من أجل الوقوف في وجه الشيخ يحيى وفي وجه أهل السنة.
سادسًا: سعى جاهدًا لإدخال قواعد وتأصيلات الحزبيين من الإخوان والسروريين والقطبيين والحسنيين وغيرهم وسعى بشتى الوسائل من أجل خلخلة الصفوف ، وبث الباطل وتمييع أهل السنة مع الحزبيين، وسعى جاهدًا لكتاب يخرج في ذلك حتى خرج كتاب الإبانة وفرح به الوصابي وقدم له وأشاد به جدًا، كل ذلك ليشفي غليله من أهل السنة في دماج، لأن أهل السنة لم يمكنوه مما يريده من السيطرة على دار الحديث بدماج حرسها الله وعلى أهل السنة.
سابعًا: سعى جاهدًا للتحريش بين أهل دماج وبين الشيخ يحيى بشتى الوسائل بأن يقوموا عليه ويأخذوا على يديه ولا يمكنوه من الدار!!، وكل هذا يدل أن الرجل يريد السيطرة على دماج بأي وسيلة كانت ولو أدت إلى القتل والقتال، ولما جاء هذا المدبر الخبيث في أول الفتنة إلى دماج عمل فتنة عظيمة بين أهل دماج كادت الرؤوس تتطاير لولا لطف أرحم الراحمين، فقام على الكرسي يغمز في الشيخ يحيى ويحرض عليه بأسلوبه الماكر الخبيث.
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ» رواه مسلم
فهذا الضال الخبيث تارة يأتي من الداخل، وتارة من الخارج، وتارة وتارة، لا يهدأ له بال ولا يقر له قرار، حاله كحال المنافقين الذين قال الله فيهم( لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَالله عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) [التوبة: 47]
وقال تعالى: (لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ الله وَهُمْ كَارِهُونَ_)[التوبة: 48]
وقال تعالى: ( إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ * قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ الله لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ * قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ الله بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ ) [التوبة: 50 - 52]
ثامنًا : من شدة حقده وحسده سعى جاهدًا للتخذيل عن قتال الرافضة بل والتخذيل عن الدعاء لهم قال أخونا عبدالله بن عثمان الحكمي: « كان كثير من الطلاب متحمسون بالدعاء لدماج، فلما رجع الوصابي من السعودية بعد الحج في وقت الحصار؛ إذا به يهون من الأمر ويأمرهم بترك تخصيص الدعاء لدماج وجعله عامًا وما هي إلا أيام ثم ترك الدعاء وجاء إليّ بعضهم يريد الذهاب للجهاد إلى كتاف، وكان الذين يريدون الذهاب خمسة عشر أخًا فذهب بعضهم يستشيره، وفي يوم السفر لم أجد أحدًا منهم إلا الأخ الفاضل علاء بن حسن الحديدي ذهب يستفتيه فقال له: اذهب إلى فاضل. فذهب إلى فاضل، فقال له: فاضل: اتصل بالإمام واستفته في ذلك فجاء ليخبرني فقلت له اذهب وابنت له أن ممن أفتى بالجهاد الشيخ ربيع حفظه الله والشيخ الفوزان والعباد ومحمد بن هادي والشيخ يحيى فذهب ولم يحضر من أولئك المسجلين الثمانية إلا هو والبقية ثبطهم الوصابي وشلته، وإذا جاءه أحد ثبطوه وخذّلوه بحجج واهية حتى فضحه عبد الرحمن العدني في تلك الكلمة وأنه قال: لا تسمح لأحد يذهب من طلابك إلى كتاف »اهــ
أخيرًا لما فشل الخبيث -قاتله الله- من التستر في التحريش والكيد وغيره ظهر الآن للناس كلهم أن الخبيث قائد الفتنة من أولها ورأس حربتها وأنه المدبر لها من أول يوم
وأصبح الآن يصرح ويصرخ بعدما فشل الفشل الذريع بفضل من الله تعالى:
1-أنه كان صابرًا سنيين طويلة!!
2-أنه نصح المشايخ بعدم السكوت ولماذا الخوف!!
3-أنه نصح أهل دماج قديما وحذرهم من الحجوري!! ويحث على البراءة منه وأن الله سلط الرافضة عليهم لأنهم لم يأخذوا بنصحه العدواني الشيطاني مع أنهم وجميع الناس يعلمون أن الله عز وجل صان دماج ورجالها من إذلال الحوثيين لأهل صعدة ورفع منزلتهم بخير هذه الدعوة والفضل لله وحده وكل هذه النعم والمناقب عند الفاجر الباغي محمد الوصابي انقلبت نقمًا ومثالبًا فما هو الدين الصحيح وما هو النفع وماهي النعم وما هو الخير والشر عند هذا الرجل؟، إن لم يكن يميز بين تلك الأمور إلا بما أشرب من هواه؟ وتالله لا يزيده ذلك إلا مقتًا فإن شاء أقل وإن شاء أكثر وما الله بغافل عما يعملون
3-أنه يبرأ إلى الله من سكوت الشيخ ربيع والمشايخ وأنها مغمغة!!
فهذا من أكبر الأدلة أن الرجل رأس الفتنة و المدبر لها والمشعل فتيل نارها بغيًا وعدوًا وحسدًا وحقدًا من أول يوم باعترافه بلسانه السيء ويريد منهم أن لا يسكتوا وأن سكوتهم هذا ضرر عليه!!! وأنه نصحهم من أول يوم بعدم السكوت!! ولم يرضه ما حصل من الفتنة لأنها في نظره لم تؤدي المقصود من الحجوري ولا زال مجتهدًا لتوسيع دائرة الخلاف والفتنة بكل جهده خيب الله سعيه وسعي من يريد الفتنة بين أهل السنة.
ويريد أيضًا منهم جميعًا أن يقلدوه سواء المشايخ في المملكة أو في اليمن أو أهل دماج أو طلاب العلم لا بد أن يتابعوه وأن يتركوا المغمغة والسكوت!! فهو أصبح داعية التقليد ويلزم الناس بقوله الباطل، ومن خالف قوله الباطل هو جبان عابث بالدعوة السلفية راضٍ بالظلم (سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)[النور: 16(كتبه أبو حمزة: محمد بن حسن السِّوَري
صباح يوم الأربعاء20/صفر/1434هجرية.
فصل رشاد ودفاعه عن نعمان الوتر
ومما سمعته في نفس المجلس المتقدم دفاعه الشديد عن نعمان الوتر، والوتر معروف إلى ساعتنا هذه أنه ما زال من أصحاب أبي الحسن المأربي نزيل اليمن، وقد لقبه شيخنا يحيى حفظه الله بحية بعدان، وهو كما قال، فأخبرته أن نعمان الوتر أنه هو هو ولم يتحسن عندنا حاله ولأنه في طعنه في شيخنا يحيى وفي دماج بكذا وكذا من الأشرطة ولم يصلح ما أفسد.
وربنا سبحانه وتعالى يقول: { إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا } قال ابن كثير رحمه الله: أي: رجعوا عما كانوا فيه وأصلحوا أعمالهم وأحوالهم وبينوا للناس ما كانوا كتموه { فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }.
قال ابن كثير رحمه الله أيضا: وفي هذا دلالة على أن الداعية إلى كفر، أو بدعة إذا تاب إلى الله تاب الله عليه،
قال العلامة الفوزان حفظه الله في شرحه لمسائل الجاهلية: تحت شرح كتمان الحق مع العلم به، قال: فلا تكفي التوبة المجملة،ولكن لا بد من البيان فيجب على من علم الحق أن يبينه للناس انتهى.
فهذا الرجل أعني الوتر لم يصلح حاله وتوبته الصادقة إلى السلفية.
والخلاصة أن الوتر لما رأى خلاف المشايخ ماختلفوا مع شيخنا يحيى سلمه الله رجع معهم لأن الهدف هو رمي دماج بسهم واحدة.
قال شيخنا حفظه الله نعمان الوتر كما في شرعية النصح والزجر والتحذير من دعاة الجهل والتحزب والتلبيس والتغرير: هذا من أردى الحزبيين ، يلقب بالحية الرقطاء ، كذّاب ، ومن الحزبيين المتصنعين ، وانظر لبيان كذبه وتصنعه للحزبيين ردود أخينا الفاضل عبدالله الإرياني فقد رد عليه في عدة ملازم ، ونعمان عبارة عن ذنب لأبي الحسن. انتهى
فصل رشاد وقوله عن شيخنا يحيى حفظه الله إن عنده غلو
وكان مما سمعته من رشاد في ذلك المجلس المتقدم في صنعاء طعنه في شيخنا يحيى حفظه الله بأن عنده غلو.
والجواب عن هذه الشبهة التي يدندن بها رشاد وأصحاب هذا الحزب الجديد: ما قال شيخنا يحيى أيده الله عن نفسه وقد سئل كما في أسئلة إخواننا من إب وهي مفرغة وموجودة على الشبكة يُقول السائل يقولون: إنكم تفرحون بالمدح، وتفرحون بمن قال فيكم (إمام الثقلين) ؟
قال شيخنا وفقه الله:
الجواب: والله يا أخي ما أفرح بالمدح والإطراء لا من قبل ولا من بعد، والله شاهد ومطَّلعٌ على القلوب، يأتي بعض الشعراء ببعض القصائد أنظر فيها أحذف منها ما هو يستحق الحذف، وبعض الشعراء أستحيي أن أقول له تعالى انظُر القصيدة، ربَّما يكون شاعراً قديماً ن وشاعراً له منافحة إلى غير ذلك، قد تكون الزلقة والخطأ: (وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا)[الأنعام:164]، وعلينا النصح، وعلينا البعد عن الإطراء، نحن نؤمن بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُطْرُونِى كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ»، فإذا كان هذا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: «أنا سيِّدُ الناس يوم القيامة ولا فخر»، صاحب اللواء المحمود والحوض المورود، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: «يَا سَيِّدَنَا، وَابْنَ سَيِّدِنَا، وَيَا خَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا بِقَوْلِكُمْ وَلَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولُ اللَّهِ». وأمثال ذلك كثير وقال: «بمثل هؤلاء فارموا، ثم قال: يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين»، قال الله: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ)[النساء:171].«ومن أوسع أودية الأباطل الغلوّ في الأفاضل».كما هو معروف من كلام المعلمي رحمه الله، هذا ديننا واعتقادنا، بغض الغلوّ، بغض الإطراء، بغض المخالفات، بغض الكلمات الشاردة عن الحقّ، وأننا ننصح أنفسنا بملازمة الحقّ قولاً وفعلاً، ونعتب على من يقول: الشعر أعذبه أكذبه، وهذا ما هو صحيح، بل أعذبه أصوبه، ويجب تحرّي الحقّ فيه والعدل فيه والإنصاف فيه، يجب تحرّي الحقّ في الشعر والنثر.الشعر حسنه حسن وقبيحه قبيح، والله عزّ وجلّ يقول: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً)[الإسراء:53]، فأنا أبغض الغلوّ فِيَّ ولستُ أهلاً لأن يُغْلَى فِيِّ، ما والله أرضى بذلك، وأبغض الغلوّ في الصالحين وأبغض الغلو حيث كان،هذا من عقيدة أهل السنة ودعوتهم، وكم لنا ولله الحمد من أشرطة في التحذير من الغلوّ وأهله ن والباطل وأهله، كل ذلك تدينا والله، فلا أقرّ المبالغة، ولست إمام الثقلين، أنا أدرّس إخواني وأقوم بمجهود وأسأل الله أن يكتب الأجر والمثوبة وأن يغفر الزلل والخطل، وتلك المقولة أنكرناها وننكرها على غيره ممّن زلّ.وإخواننا يرون كم أحذف من بعض الكلمات، بعضها ما فيها غلوّ ومع ذلك أقول احذف هذه ؛ دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، لا يحتاج إلى هذا.والشعراء -بعضهم له نزوة كما يقال- ربما تطفح عليه بعض الكلمات، ثم إن الذين قالوا هذه الكلمة قد تراجعوا عنها، هم أهل سنة، وتراجعوا عنها وتركوها، وأنا ما أنا إمام الثقلين، أنا مدرس طلابي، استخلفني الشيخ رحمه الله على هذا الدار للدعوة إلى الله عز وجلّ، نسأل الله البركة وكلٌ يشرحه عمله في الدنيا والآخرة، كلٌ سيقدم على ما قدم (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ)[الزلزلة:7-8] والحمد لله البركة حاصلة، لست بحاجة إلى الإطراء ولله الحمد البركة حاصلة في التعليم، والبركة حاصلة في الدعوة والبركة حاصلة في السنة، والبركة حاصلة في الدفاع عن الخير ودرع الشرّ عنا، والبركة حاصلة في وجوه كثيرة، ولكن ما أدري ما مقاصدهم بهذا أننا نقر هذا في أنفسنا عياذا بالله، وبعض الكلمات قد تٌقرأ أنا أكون مشغولا بالأوراق مشغول بالمستأذنين مشغول بأشياء؛ والله بعضهم ما ننتبه لهم، كم من قصيدة أشغل عن قراءتها إن انتبهت لها أو نُبّهت عليها نبهت عليها.
وقال شيخنا سلمه الله في إجابته على أسئلة طلاب معبر المنهجية
يقول السائل وفقه الله : الشبهة الخامسة: قولهم: (عندكم غلو وتعصُّب)!!.
قال شيخنا يحيى أيده الله: حسبنا الله ونعم الوكيل ، والله إننا نبغض الغلو و التعصب من قلوبنا ، ومعي رسالة في التعصُّب ، وما زلت أقول بمضمونها التعصب يا أخي من أعمال الشيطان ،تعصَّب لجنسه﴿خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾[الأعراف:الآية12].و هي منشورة ومطبوعة ولله الحمد ،ذم التعصب وفي الحزبية ، وهكذا الغلو ،عندنا عدَّة رسائل فيها ونعتقد ذلك ، ونحذر من الغلو واهله ، نحذر من الخوارج ، وغلاة القدرية و من سائر أهل البدع ، وأنا أعتقد أن الغالي هو الذي يغلو في شخص ويترك الدعوة من أجله ، يوالي من أجله ويعادي من أجله بغير حجة ، هات برهانك يا أخي ، لماذا تستنفِر من الدعوة ؟!! ، لماذا تفرق المسلمين؟!! قال : يا أخي هذا الرجل ، هذا العدني إما أن تتركوا الكلام فيه وإلا نحن معه ، إما أن تصصلحوا معه و إلا ما نصطلح معكم ،
هذا المبدأ من ؟!!هذا المبدأ ذاك البيت الشعري :
و هل أنا إلا من غُزَيَّة إن غوت ... غويت وإن ترشد غزيَّة أرشدِ
قل هاتوا العلم .إخواني في الله : أنتم درستم أين ثمرة العلم والدراسة و الدعوة سنين ، أين تعظيم الحق والإنصاف فيه والقيام به ، دعوكم من التلمس للشبهات و التماس من هناك وهناك ، فهذا ما هو صحيح ما الحجة؟ ما البرهان؟ عندنا وعند الله ، الناس الآن يريدون شيئاً واضحاً ، ما الحجَّة ؟ ما البرهان؟ خالف العلماء !! يا أخي معي الحجَّة ، انا أعظَّم دين الله أعظم دين الحق ، فإذا خالف فلان ، وعلان، اثنان.. ثلاث.. عشرة.. غيري من العلماء خالف الجمهور، و أبان الحق ، تجد شيخ الإسلام رحمه الله ،ربما خالف مئات الناس من الشافعية والمالكية و حرر أقواله ، وصار قوله هو الحق لأن الحق هو الميزان به قامت السماوات والأرض ، وتعظيمه تعظيم للنفس ، هذا هو بارك الله فيكم ، نتواصى بتقوى الله و بالسنَّة ، وبالعلم و ما إلى ذلك من الخير . هذه عبارة عن إكرام لأخواننا الزائرين بالرد على ماطلبوا من بيان هذه الشبهات التي ذكروا ، وإلا فنحن مقبلون على ما نحن عليه ، نعلم والله أن من جنى باطلاً أنه يضره في الدنياو الآخرة ، وأن من التزم بالحق ينفعه في الدنيا والآخرة كما دل عليه ذاك الحديث الذي تذاكرناه قبل أيام ، وإنما هذه مذاكرة .
ونسأل الله التوفيق وأن يدفع عنَّا وعن هذه الدعوة الفتن ما ظهر منها وما بطن وعن سائر المسلمين ، إلى هنا و الحمد لله .
وقال شيخنا يحيى سلمه الله في النصح الرفيع للشيخ ربيع وفقه الله الجزء الثاني مفرغ وهو منشور على هذه الشبكة المباركة : نحن نبرأ على الله من الغلو ثم نرمى به، وقد كان الشيخ نفسه لما رمانا أبو الحسن المصري بالغلو والحدادية، قال: هات برهانك هؤلاء قوم كذا وهؤلاء قوم كذا، وأثنى بالحق، فلما نقل له هؤلاء المحرشون علينا ما يريدونه انقلب يقول ما كان يدافع به عنا من أبي الحسن المصري...
وقال شيخنا سلمه الله في المصدر السابق: ولا أحب الغلو في ولا في غيري، أعوذ بالله نحن نعتقد قول النبي صلى الله عليه وسلم: لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ. انتهى كلامه.
ولشيخنا الناصح الامين كلمة منشورة ومفرغة في شبكة العلوم حول المبالغه في المدح في القصائد وغيرها وفيها رد على المفتونين الذين يرمون شيخنا بأنه يحب ذلك المدح والإطراء أو يرضى به
أخ يسأل عن المبالغة في المدح في القصائد وغيرها ؟؟
قال الشيخ _أعزه الله في الدارين _:ليست محموده المبالغه والإطراء منهي عنه , قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى إبن مريم إنما عبدالله ورسوله فقولوا عبدالله ورسوله )وهلك كثير من الناس بسبب الغلو والمبالغه والإطراء ولا تجد إنسانا عنده غلو وإطراء ومبالغه الاوهو عنده حيف عن الصواب , فنحن نبغض المبالغه والإطراء والغلو فينا أو في غيرنا وهذا ديننا وإعتقادنا ونرى أنه يجب ملازمة الحق شعرا ونثرا وقولا وفعلا لقول الله سبحانه وتعالى (ياأيها الذين أمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولوعلى أنفسكم أو الوالدين والاقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا و أن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا )ولقوله (وإذا قلتم فإعدلوا ولو كان ذا قربى )ولنا برسول الله صلى الله عليه وسلم إسوة حسنه لما قال رجل : يا سيدنا وأبن سيدنا ويا خيرنا وأبن خيرنا , قال : أيها قولوا بقولكم الاول ولا يستجرينكم الشيطان ) وفي لفظ (ولا يستهوينكم الشيطان ), محبة الغلو والإطراء والمبالغه خطيرة لا يرضاها مستقيم والله عزوجل يقول (ولا تكسب كل نفس الا عليها )ويقول (فذكر إنما أنت مذكر ""لست عليهم بمصيطر )ما ذنب علي بن أبي طالب لما ألهوهه ماذنبه ؟؟؟؟؟؟
لما قال بعضهم : أنت الله حقا , رضي الله عنه أنكر عليهم إنكارا شديدا وتابعهم حين ألهوهه وأنكر على المفضله والسبابه وأكر عليهم منهم من بلغ حد الشرك والكفر وهذا أدرك منهم من أدرك وقتلهم ومنهم من دون ذلك أنكر عليهم إنكارا (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان )فالواجب على المسلمين الواجب على المسلمين لزوم الحق وفي أهاليهم وفي إخوانهم وفي علمائهم وفي سائر الناس , إحترام العالم أمر مطلوب شرعا وإطرائه والمبالغة فيه أمر محذرو شرعا , وماأحسن قول إبن حزم قول ماذا المعلمي رحمة الله عليه : من أوسع أودية الباطل الغلو في الافاضل )ومامنا من أحد ونحن لسنا معصومين الا وهو ذلك المقصر فهو بحاجة الى عفو الله سبحانه وتعالى ورحمته وفضله ومنه وكرمه ونسأل الله عزوجل أن يسترنا بستره حتى نلقاه إنه عفو كريم فإن المغفرة هي ستر الذنب في اللغة , الغفر هو الستر والله التقصير حاصل والاعتراف بالقصور أيضا ماثل وسيد الاستغفار حديث شداد بن أوس رضي الله عنه عند الامام البخاري رحمه الله سيد الاستغفار أن تقول (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ،أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك على و أبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفرالذنوب إلا أنت)ففيه الاعتراف بالذنب وطلب المغفرة وهو حديث عظيم , السفاريني وغير السفاريني شرحوه له شروح مستقله ,إشتمل على فوائد عظيمه والحمد لله نلحظ ولله الحمد سكينه وتواضعا من إخواننا أهل السنة حفظهم الله ونحث ونحث على السكينه والتواضع (ماتواضع أحد لله الا رفعه الله )قارن نفسك بأئمة الحديث من أنت بجانب عبدالله بن مبارك ؟؟من أنت بجانب سفيان الثوري ؟؟من أنت بجانب الاوزاعي ؟؟من أنت بجانب حماد بن زيد في الحديث وأيضا في السنه مثل حماد بن سلمه والامام أحمد والامام الشافعي ومالك وأمثال هئولاء الائمه رحمهم الله فاذن نحن الحقيقه أننا بجانبهم لا شئ الا أن يقتح الله بفضله سبحانه ويعين وييسر (وماكان عطاء ربك محظورا )أي والله لا شئ وتأمل قول الله عزوجل (ياأيها الناس أنتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد *إن يشاء يذهبكم ويأت بخلق جديد *وما ذلك على الله بعزيز)وقول الله عزوجل ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) فالبركة كلها والخير كله في سلوك هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسائر السلف الصالحوالضرر والخطر والشر كله في الحيف والمشاقه مشاقة رسول الله(ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)ومن المشاقه ومن الحيف ومن الزلل والخطل والسوء , التفلت عن الحق أ و الغلو والافراط أوالتفريط والتوفيق كله بإذن الله عزوجل في السداد (سددوا وقاربوا وأبشروا وأستعينوا بالغدوة والروحه وشيئ من الدلجه القصد القصد تبلغوا )والله لا في صلاة ولا في رمي ولا كذلك في محبة الصالحين وغير ذلك كلها المبالغه فيها حتى وإن كانت فيها هو ظاهره العباده , الغلو والمبالغة والتشدد مذموم (مه عليكم بما تطيقون والله لا يمل الله حتى تملوا)ورأى حبلا ممدودا بين ساريتين قال : خلوه ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد )وقالوا يارسول الله قالوا : من نحن ؟؟ رسول الله غفر الله له ماتقدم من ذنبه وما تأخر فأتاهم فقال : أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما أني أتقاكم لله وأخشاكم له لكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني )أحاديث في الصحيح.الصحيحين وغيرها ولما واصلوا وخشي عليهم وأشتد عليهم الحال شرب أخذ الماء وشرب وهم ينظرون ورأى بعضهملا يزال مستمرا في صومه بعض الناس قال :أولئك العصاة أولئك العصاه )وأبيح الفطر في السفر والقصر في السفر كل لك للتخفيف (يرير الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر )(يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا )وقال : فمبثل هذا فأرموا وإياكم والغلو أخذ حصيات مثل حصى الخذف وكان ينفضهن ويقول : بمثل هذا فأرموا وإياكم والغلو .أعتبر مازاد على ذلك المقدار من الغلو .والله أعلم لو ترك الناس يعني لهم المجال في هذا الجانب بدون ذلك التحديد الشرعي كيق سيكون من المبالغات ومن الحجار الكبيره ؟ ربما الذي يريد أن يكثر الاحسان منهم منهم ويبالغ في الاحسان يأتي بحجر أكبر والاخر سيأتي بحجر بحجر أكبر واذا بالناس يبالغون في ذلك واذا بها صخور عند الجمره صخور . الجيد فيهم من يأتي له بصخره ويرجم بها فوق الجمره ويظن أن يقتل الشيطان نعم ولكن شوف كيف الشرع ماأعظمه عباره عن شريعه عباده حصيات مثل حصى الخذف يقول النبي صلى لله عليه وسلم (بمثل هذا فأرموا وإياكم والغلو )فما زاد على ذلك المقدار غلو وتأمل حال عوام الناس مساكين عند الجمار كيف يأخذ له حجر ووجهه يتقلب مغضب وأنت الذي فعلت كذا وجعلتني أفعل كذا وجعلتني ,خصام معركه عند الجمار يصيح ويصرخ ويرجم واذا بها خالفت شردت في ذلك الجانب ووقعت في رأس واحد من أين هذا ؟من الشيطان من الغلو جاء هذا من الغلو ذاك دمه يسيل وذاك مرجوم في جنبه وذاك كذا هذا يعني من الغلو الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسألة كيف في مسائل أخرى في العقيده وفي مسائل أخرى ؟ التجد مبتدعا الا وقد فتن بالغلو وماأوتي أهل البدع الا من قبيل الغلو هذا في الإطراء وهذا في المبالغه في بدعته وهذا وهذا الى أخره ولهذا يقول الله عزوجل (وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) قال في الحديث : عدلا خيارا فما خالف العدل والخيار وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه شطط وغلط وبين إفراط وتفريط (أمة وسطا )(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالعروف وتنهون عن المنكر ) فما كانت هذه الامه أخرجت الا بفضل الله ثم بمناقبها الطيبه المذكوره في هذه الايه وغيرها ومن تلك المناقب ماهو مذكور من سماتها وتأسيها برسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في تفسير قول الله عزوجل (ياأيها الني أنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ) قال أنا لنقراء هذه الايه _أي في الكتب المتقدمه _أنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين لست بفض ولا غليظ ولا سخاب في الاسواق ولا تجزئ بالسيئة السيئه ولكن تعفو وتصفح وأنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل .......) الحديث هذه صفات عظيمه الواجب علينا التأسي بها في مكارم الاخلاق وغيرها هذا هو الواجب ونعوذ بالله مما خالف الصواب ولا يعني ذلك الجفاء .أنزلوا الناس منازلهم وأهل الحقد والحسد لا يحبون أن يذكر السلفي بخير مجرد ذكر يؤلمهم ويقلقلهم مع أنهم يصبون الغلو والإطراء على من هو في صفهم وان كان دون ما يقولون بالالاف المرات فلا هذا ولا هذا الحق ينبغي أن يضبط ويفهم ويسلك وذلك المسلك الطيب قال النبي عليه الصلاة والسلام لحسان رضي الله عنه : أهجوهم وروح القدس معك قال : لهو أشد عليهم من وقع النل . أي الهجاء وبيان ما رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه من ما مكنه الله عزوجل وأتاه من فضله انتهى
فصل رشاد وطعنه في شيخنا يحيى سلمه الله بقوله إن النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ
وكان مما سمعته من رشاد أصلحه الله في نفس المجلس المتقدم، تكراره أن شيخنا يحيى حفظه الله لم يتراجع التراجع التام عن قوله: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ،
وهذه الشبهة التي يدندن بها أصحاب الحزب الجديد، أن شيخنا يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ لم يقل هذا شيخنا قط فهاهي كتبه وأشرطته نتحداهم أن يثبتوا ذلك، وقد رد شيخنا يحيى سلمه الله كما في الإجابة عن أسئلة أصحاب إب المنهجية عن ما دار في هذه المسألة بخصوصها.
يقول السائل :
السؤال الثالث: هل تقرون قول من قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقبل كلامه إلا بدليلٍ وحجَّة ؟
قال شيخنا يحيى أيده الله:
الجواب: هذا لا يقرُّه من يعظِّم ويوقِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الله عزَّ وجلَّ: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)[الأحزاب:21] وقال الله عزَّ وجلَّ: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)[الأحزاب:36]. وقال الله: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)[الحشر: 7]. وقال الله عزَّ وجلَّ: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)[النساء:165].
وقال الله عزَّ وجلَّ: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[النور:63]. كل هذه الأدلة تدلُّ على وجوب قبول ما أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنَّ ما أبانه، وقوله حجَّةٌ، (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ)مبلغين عن الله تعالى.قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)[المائدة:67].
يقول السائل:
السؤال الرابع: وهل السنَّة معظمها وحيٌ ؟ أو كلُّها وحيٌ ؟
الجواب:السنَّة كلُّها وحيٌ، قال الله عزَّ وجلَّ: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)[النجم:1-4].وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو: «اكْتُبْ فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلاَّ حَقٌّ».وعلى ذلك قال بعض المفسرين:ومنهم ابن كثير في أوَّل ”تفسيره“:«إن السنة كلها وحيٌ» اهـ، كلام جيِّد.ولشيخ الإسلام في ”مقدمة أصول التفسير“ كلام جيِّد:حول السنَّة وما كان من هذا الباب، وعلى ذلك أهل العلم، إلاَّ أن منها ما هو توقيفي:قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)[الإسراء:85].من نظير هذا الدليل: لمَّا جاء ذلك الرجل فقال يا رسول اللَّه كيف ترى في رجل أحْرَمَ بِعُمْرَةٍ، وَهْوَ مُتَضَمِّخٌ بِطِيبٍ فَسَكَتَ النَّبِىُّصلى الله عليه وسلم سَاعَةً فَجَاءَهُ الْوَحْيُ، فَأَشَارَ عُمَرُ رضي الله عنه إِلَى يَعْلَى، فَجَاءَ يَعْلَى، وَعَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَوْبٌ قَدْ أُظِلَّ بِهِ فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُحْمَرُّ الْوَجْهِ، وَهُوَ يَغِطُّ ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ: «أَيْنَ الَّذِى سَأَلَ عَنِ الْعُمْرَةِ» فَأُتِىَ بِرَجُلٍ فَقَالَ: «اغْسِلِ الطِّيبَ الَّذِى بِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَانْزِعْ عَنْكَ الْجُبَّةَ، وَاصْنَعْ فِى عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجَّتِكَ»، فهذا ما أجابه حتى جاء التوقيف والبيان عن الله سبحانه وتعالى بهذه السنَّة التي هي وحيٌ وأخبر به ذلك الرجل المحرم فيما أحرمَ به.ومنها توفيقية: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم القولَ فيأتي الدليل يؤيِّدُ قولهُ، وكان القرآن من دفاع الله عن نبيه وتأييد قوله، وهكذا في السنَّة والأدلة كثير لو أراد الإنسان أن يبرزها في شريط أبرزها، وإنما القصد الإلماح إليها، هذه يسمونها توفيقية ؛ قال هذا القول فوفق فيه، وأيَّده الدليل، بل إن القرآن والتوفيق حصل لعمررضي الله عنه قال أقوالاً فوفِّقَ فيها وأيَّده الوحي سواءً في الأسرى أو في قوله: «حجِّب نساءك يا رسول الله» أو غيرها مواضع معروفة، وجمعت في رسالة.ولكن قد يكون أكثر ما يكون منها ما كان بالتوقيف لأن: الإمام الشافعي قال:
كما نقله شيخ الإسلام في ”مقدمة أصول التفسير“(ص39) في فصل ”تفسير القرآن وتفسيره بالسنة وأقوال الصحابة“ قال:«فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له».بل قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي:«كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ما فهمه من القرآن». اهـ هذا على أنه السنة معظمها توقيف، لا سيما القوليّة.
وقال أخونا الفاضل الجيجلي في رسالته الناصح الأمين وكشف شبهات المرجفين ومن هؤلاء المرجفين رشاد الحبيشي وعبدالعزيز البرعي.
قال أخونا الفاضل أبو العباس ياسر بن مسعود الجيجلي حفظه الله: الشبهة الأولى: نسبة الخطأ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم!!
قبل مناقشة زيف هذه الدعوى- أقديم بمقدّمتين مهمّتين:
المقدّمة الأولى: جواز وقوع صغائر الذنوب من الأنبياء عند أهل السنّة إلاّ ما كان من صغائر الخسّة ، ومخالفة الروافض وغيرهم لهذه العقيدة السلفيّة:
قال الله عز وجل: ﴿وعصى آدم ربه فغوى﴾
وقال العلامة الشنقيطي -رحمه الله-: ((وقوله تعالى في هذه الآية ﴿وعصى آدم﴾ يدل على أن معنى غوى: ضل عن طريق الصواب -كما ذكرنا- وقد قدمنا أن هذه الآية الكريمة وأمثالها في القرآن هي حجة من قال بأن الأنبياء غير معصومين من الصغائر؛ وعصمة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم مبحث أصولي لعلماء الأصول ، فيه كلام كثير واختلاف معروف ، وسنذكر هنا طرفاً من كلام أهل الأصول في ذلك؛ قال ابن الحاجب في "مختصر الأصول": مسألة: الأكثر على أنه لا يمتنع عقلا على الأنبياء معصية ، وخالف الروافض وخالف المعتزلة إلا في الصغائر ، ومعتمدهم التقبيح العقلي ، والإجماع على عصمتهم بعد الرسالة من تعمد الكذب في الأحكام لدلالة المعجزة على الصدق؛ وجوزه القاضي غلطاً وقال: دلت على الصدق اعتقاداً ، وأما غيره من المعاصي فالإجماع على عصمتهم من الكبائر والصغائر الخسيسة ، والأكثر على جواز غيرهما.أهـ منه بلفظه.
وحاصل كلامه: عصمتهم من الكبائر ومن صغائر الخسة دون غيرها من الصغائر)).[26]
قال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ -رحمه الله-: ((وأما قولهم في عصمة الأنبياء ، فالذي عليه المحققون: أنه قد تقع منهم الصغائر، لكن لا يقرون عليها، وأما الكبائر فلا تقع منهم)).
قال شيخ الإسلام رحمه الله: ((فإن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر: هو قول أكثر علماء الإسلام وجميع الطوائف ، حتى إنه قول أكثر أهل الكلام!! كما ذكر أبو الحسن الآمدي: أن هذا قول أكثر الأشعرية ، وهو أيضا قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء ، بل هو لم ينقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول ولم ينقل عنهم ما يوافق القول[. . .]
وإنما نقل ذلك القول في العصر المتقدم: عن الرافضة ثم عن بعض المعتزلة ، ثم وافقهم عليه طائفة من المتأخرين؛ وعامة ما ينقل عن جمهور العلماء: أنهم غير معصومين عن الإقرار على الصغائر ولا يقَرون عليها ولا يقولون إنها لا تقع بحال.
وأول من نقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقا وأعظمهم قولا لذلك: الرافضة))[29]
المقدمة الثانية: وقوع الاجتهاد من الأنبياء ، وقد يكون صوابا فيقرّهم الوحي ، أو خطأ فيصوّبهم الوحي:
جاء في "مجلّة البحوث الإسلامية" الصادرة عن الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلميّة والافتاء ، بإشراف الإمام العلامة عبد العزيز ابن باز -رحمه الله-: ((وقد كان باب الاجتهاد مفتوحا زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- واتفق العلماء على وقوع الاجتهاد منه -صلى الله عليه وسلم- في الأقضية وفصل الخصومات ، وفي أمور الحرب وفي شئون الدنيا؛ واختلفوا في وقوع الاجتهاد منه فيما عدا ذلك؛ والراجح أنه وقع الاجتهاد منه مطلقا حتى في العبادات[30] وهو ما عليه جمهور العلماء ومنهم الأئمة الأربعة . . . . . . .
. . ومثال اجتهاده -صلى الله عليه وسلم- في العبادات: أنه ساق الهدي في حجه ونوى القران بدليل أنه قال للصحابة: لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي.
ولو كان سوق الهدي بالوحي لما قال: ((لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت)).
ومثال اجتهاده -صلى الله عليه وسلم- في العبادات أيضا: استغفاره لبعض المنافقين وصلاته على بعضهم ، كما ثبت أنه صلى على عبد الله بن أبيّ ، واستغفر لعمه أبي طالب ، فنزل قول الله سبحانه في شأن استغفاره للمنافقين: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ ونزل قوله تعالى في شأن صلاته -عليه الصلاة والسلام- على عبد الله بن أبي : ﴿وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ﴾[32].
ونزل قوله تعالى في شأن استغفاره -صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب : ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾[33].
وإذا أخطأ النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يقر على ذلك ، ونزل عليه الوحي لبيان الصواب ، كما حصل منه -عليه الصلاة والسلام- في أخذ الفداء من أسرى بدر ، وفي استغفاره لعمه أبي طالب[34] ولبعض المنافقين وصلاته على بعضهم)).[35]
جاء في فتوى (6290) للجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز -رحمه الله-: ((نعم الأنبياء والرسل يخطئون ، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم))
وقالت اللّجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز -رحمه الله-: ((والراجح وقوع الخطأ من النبي -صلى الله عليه وسلم- لكنه لا يقر عليه)).[36]
قال العلاّمة الإمام محمّد ناصر الدين الألباني: ((هنا يأتي سؤال ، هل للنبي -صلى الله عليه وسلّم- تصرفات في الشرع -في الأحكام الشرعية- يمكن أن يصيب فيها و أن يخطأ لأنه اجتهد ولم يوح إليه في شيء من الاجتهادت ، هل هذا وقع أو كلّ ما جاء من كلام الرسول -صلى الله عليه وسلّم- فيما يتعلّق بالأحكام الشرعيّة: كلّ ذلك وحي ؟؟! أقول في الجواب عن هذا السؤال ، وإنّما أطرحه للانتباه إلى نكتة الجواب -أوّلا- ولأنّ كثيرا من النّاس اليوم ممن ينتمون إلى حزب من الأحزاب الإسلامية . . . .[37] يوجد هناك حزب إسلامي في هذه البلاد وفي غيرها ، يقول: إنّه لا يجوز للرسول -عليه السلام- أن يجتهد !! الرسول لا يجتهد !! هكذا زعموا !! لكن: هذا الزعم مرفوض بكثير من النّصوص ، الذين ادّعوا هذا الادعاء نيّتهم -الله أعلم- أنها حسنة ، لكنّها من حيث الثمرة: هي سيّئة! لأنّها تشبه نيّة كثير من الفرق القديمة ، التي أنكرت نصوصا في الكتاب والسنّة صريحة ، لتوهّمهم أنّ التمسك بهذه النصوص على ظاهرها -كما يزعمون- تؤدّي إلى تعطيل الشّريعة أو الطّعن في جانب من جوانبها ، فالذين يقولون: إن الرسول عليه السلام لا يجتهد !! سيقولون -إذن- نحن ما يدرينا إذا أخذنا برأي من آراء الرسول [صلى الله عليه وعلى آله وسلّم] التي اجتهد فيها أن يكون قد أخطأ ؟!!
هنا يأتي الجواب: إن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلّم- إذا كان يقول: ((إذا اجتهد الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، فإن أخطأ فله أجر واحد))[38] فرسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أولى بالاجتهاد ، وأقرب إلى إصابة الصواب[39] ، وأن يأجر ذلك الأجر المضاعف ، فلماذا نقول إن الرسول [صلى الله عليه وعلى آله وسلّم] لا يجتهد !! وقد اجتهد فعلاً.
لكنّنا نقول: إن اجتهد فأخطأ: فسرعان ما يصوّبه الوحيُ ، هذا الذي قلته آنفا ﴿يوحى إليّ﴾ أي: يوحى إليّ بحكم شرعيٍّ ، أو بتصويب لاجتهادٍ نبويًّ ، فحينئذٍ نحن نكون في مأمن من أن نكون متّبعين للرّسول [صلى الله عليه وعلى آله وسلّم] في شيء اجتهد فأخطأ -حاشاه من ذلك- لذلك: هذا يُأَدّي بنا إلى أن نتّخذ هذا الجواب قاعدة ، للردّ على بعض الدكاترة -وهنا بصورة خاصة- في الجامعة الأردنيّة . . .[40] إذن: إذا جاء مثل قوله تعالى: ﴿عبس وتولّى﴾ إذن: هذا مثال واقعي ، كيف نقول أن الرسول -صلى الله عليه وسلّم- لا يجتهد ؟؟! ها هو قد اجتهد لكنّه لم يقرّ ﴿وما يدريك لعلّه يزّكى * أو يذّكر فتنفعه الذّكرى﴾ وكثير من الأحكام التي صدرت عن الرسول عليه السلام توحي إلينا -من كلامه عليه السّلام- لا من كلام ربّ العالمين ، أنّها اجتهاد منه . . .[41] فهو إذا اجتهد فأخطأ لا يقرُّ ، ينبّه بماذا؟ بطريقة الوحي . . .[42] أمّا الرسول عليه السلام فهو معصوم من أن يقرّ على خطأ))[43]
موافقة كلام الشيخ العلامة يحيى الحجوري للحق والصواب ، وكلام العلماء
من خلال هذا العرض يتبيّن -بحمد الله- أنّه قد يكون النبي صلى الله عليه وسلم اجتهد في بعض المسائل ينزل الوحي ببيان أنه خطأ فينبّههم الله عزّ وجلّ على هذا ، ويتبيّن -أيضا- أنّ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد يقعون في صغائر الذّنوب غير الذميمة ، ولا شكّ أنّ هذه الذنوب أخطاء لا صواب ، وليس في هذا أي انتقاص لهم ، أو حطّ عليهم ، أو إنزال لمكانتهم ، بل هذا هو الحقّ الدّال على بشريّتهم ، ومن هنا تعلم صواب كلام الشيخ العلاّمة الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله- لمّا قال: ((..نعم إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في بعض المسائل.
لكن! اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم يكون توفيقاً ، فالسنة توقيفية وتوفيقية ، أما على التوقيف على دليل يأمره الله بذلك ، أما على التوفيق يقره الوحي على ذلك.
وما كان مخطئا في ذلك ينزل الوحي في أسرع وقت في بيان ذلك الغلط.
ومن ذلك ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى *﴾ من وسائل الدعوة هذا ، أقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- على بعض أشراف قريش يعظهم ويطمع في إسلامهم عليه الصلاة والسلام ، وأتى ابن أم مكتوم أعمى ويسأل النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أمور دينه ، والنبي صلى الله عليه وسلم كره هذا منه ، كره أن يتكلم وهو يتكلم مع أولئك الأشراف يدعوهم إلى الله وابن أم مكتوم يسأل في ذلك الوقت رضي الله عنه .
فبعد ذلك نزل التأديب من الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى﴾ كره ذلك وعبس وجهه من ابن مكتوم ، أنزل الله ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى * كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ﴾ إنها تذكرة عليك التذكرة أنت.
هذا من وسائل الدعوة التي أخطأ فيها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ أدبه ربه بالوحي أدبه ربه بالوحي ، أدبه ربه وأنزل قرآنا يتلى في بيان تصويب هذا الخطأ.
همّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرد أناسا من أصحابه لقصد إقبال بعض أشراف قريش قالوا: اطرد هؤلاء لا يجترؤون علينا؛ فوقع في نفس النبي صلى الله عليه وسلم شيء من ذلك فأنزل الله تعالى تعديل هذا الخطأ ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ هذا من وسائل الدعوة.
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا دعا على أناس اللهم عليك بفلان وبفلان وبفلان ، نزل الوحي في تعديل هذا الخطأ ، نزل الوحي ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ نعم والذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأوقات اسلموا وذكرهم الحافظ ابن حجر في الإصابة جملة من الذين و نقلناه عن الحافظ أيضا في الصبح الشارق بأسمائهم.
الشاهد أن كثيرا من الناس أتوا من هذا الباب أن مسألة الدعوة للإنسان أن يخوض للإنسان فيها أن يخوض ويصول ويجول وبرأيه وبحكمته فيما يزعم هو ، بحكمته فيما يزعم وبحذلقته وببرمجته إلى آخر ما يقولون.. اهـ
وقد ذكرت في أصل هذا المختصر كلام عدد من العلماء يوافق ما قرّرت هنا ، فليرجع إله من أراد مزيد بيان.
الشبهة الثانية: هل كلّ السنّة وحي ؟!
وهذه المسألة تخرّج على ما قبلها ، فالقول الذي يقوله الرسول -صلى الله عليه وسلّم- باجتهاد فليس من الوحي ، بل الوحي قد يقرّه أو يخطئه ، ومع هذا شغّب الحزبيّون على الناصح الأمين في هذه المسألة ، لما قال: ((السنة معظمها وحي)) ثم ذكر تفصيلا طيّباً في هذه المسألة، قال في آخره: (فالسنة توقيفية وتوفيقية)) مرد ذلك إلى أنه كله وحي إما توقيفاً أو توفيقاً. وجعلها بعضهم من (الأصول التي خالف فيها الحجوري)[47]!! ولو أنّ هؤلاء تجرّدوا عن الهوى ، وراجعوا كلام أهل العلم: لعلموا أنّهم قد أبعدوا ، وأخطأوا ، وغلطوا ، وتعدّوا ، وجارُوا وظلموا . . .إلخ.
وقد أشار الإمام الألباني -رحمه الله- إلى هذه المسألة في شريطه المشهور "هذه دعوتنا" فقال: ((الحديث إذا لم يكن وحيا مباشرا على قلب نبيّه -صلى الله عليه وسلم- وإلاّ فهو اقتباس من الآية السابقة))أهـ
وقد يتمسّك من ينكر هذا ببعض النّصوص[48] التي لا تسعفه فيما يذهب إليه ، منها: قوله تعالى: ﴿قل إنما أتّبع ما يوحى إليّ من ربّي﴾ [الأعراف:203] ولا حجّة لهم في هذه الآية ، لأنّ الله تعالى لم يقل: (قل إنما أتكلّم بما يوحى إلي) !! بل قال: ﴿ أتّبع ﴾ والرسول -صلى الله عليه وسلّم- إذا اجتهد فيما ليس فيه نصّ وحي: كان متّبعا للوحي ، قال ابن النّجار -رحمه الله-: ((ولا حجة للمانع في قوله تعالى: ﴿إن أتبع إلا ما يوحى إلي﴾ فإن القياس على المنصوص بالوحي اتباع للوحي.))[49]
وقد يستدلّون بقوله تعالى: ﴿إن هو إلاّ وحي يوحى﴾ ولا حجّة لهم في هذا ، فإنّ الله يتكلّم في هذه الآية عن القرآن لا عن السنّة ، ويأكّد أنّه وحي من الله ، وأنّ الرّسول -صلى الله عليه وسلّم- لم يأت به من الهوى !! –وحاشاه- قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: ((﴿إن هو إلا وحي يوحى﴾ يعني ما القرآن ﴿إلا وحي يوحى﴾ أي: وحي من الله -عز وجل
قال ابن الجوزي -رحمه الله- عند هذه الآية: ((﴿إن هو﴾ أي: ما القرآن ﴿إلا وحي﴾ من الله ﴿يوحى﴾ وهذا مما يحتج به من لا يجيز للنبي أن يجتهد!! وليس كما ظنوا. انتهى من رسالة الناصح الأمين وكشف شبهات المرجفين.
فتبين من هذا أن شيخنا لم يقل إن النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ، كما يزعم هذا المرجف رشاد الحبيشي، ولعله تلقف هذه الفرية من الشيخ عبدالعزيز البرعي فإنه كان كثير المجالسة له.
وقد سئل شيخنا الشيخ جميل الصلوي -حفظه الله-: ماذا تقول في الذي يطعن في الشيخ يحيى وهو لا يزال موجودا هاهنا (أي في دار الحديث)؟
الجواب: ((لا يطعن في الشيخ يحيى إلا مطعون ، هذا الشيخ الجليل المبارك يستحق منا الاحترام والإجلال والإكرام والدعاء له بظهر الغيب بالهدى والسداد والتوفيق والإعانة على الخير، وهذا من برّ الطالب بشيخه، من برّ الطالب بشيخه، والطعن في علماء السنة علامة من علامات أهل الأهواء، فلا يجوز لأحدٍ أن يطعن في شيخٍ من مشايخ السنة، بل لا يجوز له أن يطعن في مسلم من المسلمين بباطل، وإذا حصل منه ما يوجب النصح انصحه، هذا هو الواجب (الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) إن رأيتَ خطأً صدر من أحد فانصح له، فتحيّن الوقت المناسب والأسلوب المناسب في نصحه تؤجر، وإن لم تنصح وقصّرت في ذلك ربما وقعت في الغيبة والطعن والوخز وهذا خطر عليك، لاسيما إذا كان الإنسان يطعن في عالمٍ في وليٍّ من أولياء الله يُعرّض نفسه لحرب الله، والنبي –صلى الله عليه وسلم- قد قال: قال الله تعالى: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب)[24] فلا يجوز لأحدٍ أن يتعرض لهذه العقوبة وأن يؤذي نفسه وأن يتشبه بأهل الأهواء، فعلماء السنة يجب علينا أن نجلّهم وأن نحبهم وأن ندعو لهم وأن نكون عونا لهم على الخير، والذي يطعن في مشايخ السنة في قلبه مرض، يجب عليه أن يفتّش عن نفسه، وأن يتوب إلى الله توبة نصوحا.
حقيقةً: الشيخ يحيى يقوم بواجبٍ عظيم أقدره الله على هذا الأمر بالتأليف والتعليم والتحقيق وحلّ المشاكل وتقبّل المشاكل، وهيئه الله لأمور كثيرة، نسأل الله أن يُعيننا وإياه وأن يحفظنا وإياه.
والشيخ يحيى يتكلم من أجل الله سبحانه وتعالى ونصحاً لله ولدين الله سبحانه وتعالى، وحقيقةً أحدنا قد يجبُن عن كثير من الأمور والشيخ يحيى يتكلم فيها، فإن كنت تعتقد أنه قال خلاف الصواب فانصح له، فليس أحد أكبر من النصيحه، ولا يجوز لك أن تطعن وتُفسد.))[25]. انتهى من رسالة الناصح الأمين وكشف شبهات المرجفين.
فصل رشاد وزيادة الانحراف بعد تلك الجلسة في صنعاء
ثم على إثر تلك الجلسة مع رشاد المخذول بدأت النفوس تنفر منه وبدأت ملامح الانحراف تظهر عليه
فصل رشاد والكذب على الأخوة في صنعاء من أنه سيرجع إلى دماج وكثرة إخلاف الوعد منه
وقد كان الأخوة الأفاضل في صنعاء من أصحاب حبيش ووصاب وغيرها في غاية من الحرص على رجوع رشاد المخذول إلى دماج قلعة العلم والسنة بدماج حرسها الله، وكانوا قد تكفلوا له بحق الرحلة من صنعاء إلى دماج ونقل العفش على حسابهم، ولكن كعادته من المرواغة وإخلاف الوعد، يعدهم من السبت، إلى الإثنين وهكذا على مدى الأسبوع، وفي الأخير تبين أنه يكذب عليهم في ذلك، ومن هاهنا نعلم مدى صحة ما قاله شيخنا الوادعي رحمه الله أركان الحزبية ثلاثة: الكذب والتلبيس والمكر.
وفي الصحيحين من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: « آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ ».
قال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم عند هذا الحديث: فالذى قاله المحققون والاكثرون وهو الصحيح المختار أن معناه ان هذه الخصال خصال نفاق وصاحبها شبيه بالمنافقين فى هذه الخصال ومتخلق باخلاقهم فان النفاق هو إظهار ما يبطن خلافه وهذا المعنى موجود فى صاحب هذه الخصال ويكون نفاقه فى حق من حدثه ووعده وائتمنه وخاصمه وعاهده من الناس لا أنه منافق فى الاسلام فيظهره وهو يبطن الكفر ولم يرد النبى صلى الله عليه و سلم بهذا أنه منافق نفاق الكفار المخلدين فى الدرك الاسفل من النار وقوله صلى الله عليه و سلم كان منافقا خالصا معناه شديد الشبه بالمنافقين بسبب هذه الخصال قال بعض العلماء وهذا فيمن كانت هذه الخصال غالبة عليه فأما من يندر ذلك منه فليس داخلا فيه فهذا هو المختار فى معنى الحديث وقد نقل الامام أبو عيسى الترمذى رضى الله عنه معناه عن العلماء مطلقا فقال: انما معنى هذا عند أهل العلم نفاق العمل. انتهى
وقد كان يتصل علي الإخوة من صنعاء وعلى رأسهم الأخ أبو حذيفة محمد بن حسن الحبيشي ، وغيره من الإخوة الأفاضل ويسألوني عن حضور محاضرته في جامع الخير، فقلت لهم: أنصحكم بعدم الحضور لأن الرجل عنده وعنده .... فاستجابوا لذلك جزاهم الله خيرا، وتركوا حضور محاضراته، فلما بلغه الخبر وهجر الشباب له في صنعاء انزعج من ذلك وتألم من ذلك، وتذقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله.
فصل رشاد ونزوله عند المفتونين من أصحاب عبدالرحمن العدني
كان رشاد في خروجه الدعوي كثير النزول عند المفتونين في هذه الفتنة الجديدة فتنة ابن مرعي سواء في يافع أو في البيضاء أو في إب أو في غيرها، وكما قيل: الطيور على أشكالها تقع فكنت أناصحه في ذلك فلم يقبل النصح.
ونحن من بداية الفتنة ما رأينا حديثه وجلوسه ووده إلا للمفتونين الذين يطعنون في شيخنا يحيى سلمه الله وفي دار الحديث بدماج حماها الله وفي طلاب دماج حفظهم الله.
وكم قد حذر السلف الصالح رحمهم الله من مجالسة أهل الأهواء والبدع قال أبو داود: قلت لأحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهل السنة مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه ؟
قال :لا، أو تُعْلًمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به.
و قال ابن مسعود: المرء بخدنه ا.هـ «كما في طبقات الحنابلة (1/ 160) ومناقب أحمد لابن الجوزي ص250»
وقال الأوزاعي: من ستر عنا بدعته لم تخف علينا ألفته.
وقال ابن المبارك: من خفيت علينا بدعته لم تخف علينا ألفته.ذكره في (الإبانة الصغرى ص156).
وقال معاذ بن معاذ: قلت ليحيى بن سعيد: يا أبا سعيد الرجل وإن كتم رأيه لم يخف ذاك في ابنه ولا صديقه ولا في جليسه.
وقال الغلابي: كان يقال: يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة.
وقال ابن عون: من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع.
ولما قدم سفيان الثوري البصرة ، جعل ينظر إلى أمر الربيع - يعني ابن صبيح - وقدره عن الناس ، سأل أي شيء مذهبه ؟ قالوا: ما مذهبه إلا السنة . قال: من بطانته ؟ قالوا: أهل القدر. قال: هو قدري ا.هـ.
ذكر هذه الآثار ابن بطة في الإبانة الكبرى (2/453)، ثم قال تعليقاً على كلام الإمام سفيان الثوري: لقد نطق بالحكمة فصدق وقال بعلم، فوافق الكتاب والسنة، وما توجبه الحكمة ويدركه العيان ويعرفه أهل البصيرة والبيان، قال الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذًينَ آمَنُوا لا تَتَّخًذُوا بًطَانَةً مًنْ دُونًكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنًتُّمْ). آل عمران (118). فإذا تبين هذا وتقرر فقد جعل سلفنا الكرام أمارة عظيمة ينكشف بها أهل الباطل، وإن تستروا وتقنعوا بأقنعة أهل السنة خديعة لأهل الحق أهل السنة، من هذه الأمارات معرفة أهل الباطل وأهل البدعة بأخدانهم وألفتهم وجلسائهم وبطانتهم انتهى المراد
فصل طعن رشاد في شيخنا وهو ما زال طالبا بين يديه في دار الحديث بدماج
ومما سمعته منه في دار الحديث بدماج حماها الله أنه قال لي في بعض الجلسات الخاصة: لو كان الشيخ يحيى في حجور لم يحضر عنده إلا عشرة أو كما قال.
وهذا الكلام يدل على ما عند هؤلاء القوم من الحقد على شيخنا وهو كان يحسن الظن بهم، ويجعلهم يتكلمون وينصحون ويحاضرون بين يديه وهذا الكلام لي معه وقفات:
1- أن هذا من التخرصات والكذب والبهتان يقول الله عزوجل: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) سورة الإسراء (36)
وقال تعالى:( { قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) النمل (65) .
2- العالم أينما وقع نفع فهو كالسيل سواء في دماج أو في حجور أو في مكان، وهات أنت اليوم في قاع القيضي وأنت مجرد طوليب علم فقل لي بالله كم الحضور عندك أربعة أو أقل.
3- هب أنه لم يحضره له إلا عشرة طلاب أهم شيء أن يكون على الحق والهدى، أهم شيء أن يكون على استقامة على ثبات على كتاب وسنة، ألم تقرأ قول الله عن إبراهيم: { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [النحل: 120].
وقال تعالى عن نوح عليه الصلاة والسلام: (وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلا قَلِيلٌ } [هود:40.
قال ابن كثير رحمه الله: أي: نزر يسير مع طول المدة والمقام بين أظهرهم ألف سنة إلا خمسين عاما، فعن ابن عباس: كانوا ثمانين نفسا منهم نساؤهم. وعن كعب الأحبار: كانوا اثنين وسبعين نفسا. وقيل: كانوا عشرة. وقيل: إنما كانوا نوح وبنوه الثلاثة سام، وحام، ويافث، وكنائِنِه الأربع نساء هؤلاء الثلاثة وامرأة يام. وقيل: بل امرأةُ نوح كانت معهم في السفينة، وهذا فيه نَظَرٌ، بل الظاهر أنها هلكت؛ لأنها كانت على دين قومها، فأصابها ما أصابهم، كما أصاب امرأة لوط ما أصاب قَومها، والله أعلم وأحكم. انتهى كلامه
قلت: وفهؤلاء بعض الأنبياء ومع هذا لم يكن معهم إلا القليل فالأكثرة لا تحمد إلا إذا كانت على الحق والاستقامة والهدى والنور، و أما إذا كانت الكثرة على باطل فهي مذمومة،
قال تعالى: { وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ } أي: أكثر الناس خارجون عن طاعة ربهم، مخالفون للحق ناؤون عنه، كما قال تعالى: { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } [يوسف: 103].
وقال تعالى: { وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } [الآية] (4) [الأنعام: 116].
وفي صحيح مسلم رقم (220) عن ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: « عُرِضَتْ عَلَىَّ الأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبِىَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ وَالنَّبِىَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ وَالنَّبِىَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ).
والحمد لله فشيخنا يحيى أيده الله قد لقي قبولا من اليمن وخارجها فسار كلامه مسموعا ولم يرحل إلى أحد في هذا العصر مثله والفضل في ذلك لله عزوجل أولا وآخرا وأبدا.
فصل رشاد واحتياله على تغيير الوقف
وقد تقدم قبل أن من أسباب انحراف رشاد الميول إلى الدنيا، وتغيير الوقف من ذلك أي من باب محبة الدنيا، وبيان ذلك أنه كان يخطب في مسجد آل جميدة بصعدة، فقام التجار منهم واشتروا له بيتا في دماج وقفا باسم الدعوة يسكن فيه رشاد ما دام في دماج كما أخبرني هو بنفسه وتفاصيل ذلك عند الشيخ أحمد الوصابي، فإن ورقة وقفية البيت معه ثم بعد أيام ونحن في دماج فقال: إن البيت أهدي إلي فسكت وظنتت أن هذا الكلام حق ولم أفتش عن حاله.
ولما حصلت هذه الفتنة الأخيرة فتنة الوصابي ومن تعصب له اتصل ببعض الناس إلى دماج وعرض أدواته المنزلية للبيع وسمعنا أنه أراد أن يبيع البيت فدار في ذهني مسألة البيت كيف يبيعه وهو وقف للدعوة فاتصلت بأحد أبناء جميدة وهو الأخ أحمد سالم وهذا رقمه (777400000) وسألته عن البيت الذي أوقفه للدعوة هل أهدي لرشاد أم ما زال وقفا كما هو؟
فغضب الأخ أحمد جميدة وقال: إن البيت ما زال وقفا للدعوة، وسأتصل بالشيخ أحمد الوصابي إلى دماج واتصل به وأكد لي بتصالين أن البيت ما زال وقفا للدعوة فانظر على احتيال ونصب ممن ينصبون أنفسهم للدعوة ويتصدرون لذلك، الشاهد: احتيال رشاد في بيع البيت الذي أوقف للدعوة، وربنا يقول في كتابه الكريم:: { فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ }.
وفي الترمذي وغيره من حديث كعب بن عياض رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال.
وروى ابن ماجه من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال : " خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم: و نحن نذكر الفقر و نتخوفه ، فقال: أالفقر تخافون ؟ والذي نفسي بيده لتصبن عليكم الدنيا صبا حتى لا يزيغ قلب أحدكم إزاغة إلا هيه ، وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها و نهارها
سواء " . قال أبو الدرداء : صدق - و الله -رسول الله صلى الله عليه وسلم تركنا - و الله - على مثل البيضاء ليلها و نهارها سواء " .الحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (688)
الشاهد من هذا الكلام انظر إلى هذه الحيلةعند هؤلاء القوم على ما حرم الله عزوجل؟ وهنا نلفت النظر إلى أن أغلب هذا الحزب الجديد مفتونون بالدنيا وأنهم أصحاب كذب وتلبيس ومكر وحيل.
فصل ما حصل مع رشاد في جلسة شهر صفر
ثم في شهر صفر لعام (1434هـ) قدر الله على والدي بمرض فاتصل علي بعض إخواني أن أذهب به إلى صنعاء للقيام بواجب العلاج، وفي أثناء الرحلة في علاج الوالد اتصل علي الأخ الفاضل فيصل الحبيشي وفقه الله وقال: إنه قد اتصل برشاد وسمع منه كلاما طيبا ولعله يريد أن يرجع إلى دماج فقال تعال نناصحه، فقلت له: لا تصدق الرجل متوغل في هذه الفتنة لا سيما وهو رفيق الوصابي في رحلته الأخيرة، التي طعن فيها في شيخنا يحيى حفظه الله و في دار الحديث بدماج حرسها الله والقائمين عليها، وفي طلاب العلم الأخيار، وكلام رشاد هذا إنما هو من باب المراوغة والتلون كعادته.
ثم أقنعت الأخ فيصل جزاه الله خيرا وقلت له: والله نتمنى أن يرجع رشاد وأن يصلح حاله، والمناقشة والجلوس معه إنما هو من باب إيغار الصدور معه بدون فائدة، ولكن لله الأمر من قبل ومن بعد، { فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } [فاطر: 8].
ثم بعد ذلك اتصل بي بعض أقاربه وقال لي أن رشادا يريد أن يزور والدك فقلت له: لا مانع من ذلك، ثم جاء ونحن في باب اليمن بين الناس، وكنت حريصا غاية الحرص على أن لا يكون هناك شيء من النقاش لاسيما أمام الوالد حفظه الله، لأنه متعب، ولأنه أيضا لا يعرف من هذه الأمور الحاصلة في الدعوة شيئا، فجاء هذا المغرور بنفسه وزار الوالد ثم قال لي عند لك نصيحة وأخذني على جنب فقال: أنا نزلت دعوة إلى البيضاء وأراني الإخوة لك كلاما على الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي وأنك تقول فيه: كلب ومخرف ومهلوس فاتق الله يا أخ ردمان فإن الله عزوجل يقول في كتابه الكريم { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } البقرة (83).
فقلت له: أما كوني قلت وقصدت في ردي أنه كلب فوالله أني ما قصدت هذا وإنما قصدت أن كلامه لا يضر في دماج مثل ذلك الكلب الذي مر على نهر الفرات فبال فيه فلم يؤثر في النهر شيئا، فكلام الوصابي عندنا وفي شيخنا وفي دارنا ليس له أي أثر بإذن الله (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرْضِ) الرعد (17). وعلى الفرض أني قلت كلابا فالله عزوجل قد سمى عالم السوء الذي لا يعلم بعلمه كلبا فقال: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ سَاءَ مَثَلا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ )الأعراف(175-177).
قال العلامة السعدي رحمه الله في تفسيره: يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا } أي: علمناه كتاب اللّه، فصار العالم الكبير والحبر النحرير.
{ فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ } أي: انسلخ من الاتصاف الحقيقي بالعلم بآيات اللّه، فإن العلم بذلك، يصير صاحبه متصفا بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ويرقى إلى أعلى الدرجات وأرفع المقامات، فترك هذا كتاب اللّه وراء ظهره، ونبذ الأخلاق التي يأمر بها الكتاب، وخلعها كما يخلع اللباس.
فلما انسلخ منها أتبعه الشيطان، أي: تسلط عليه حين خرج من الحصن الحصين، وصار إلى أسفل سافلين، فأزه إلى المعاصي أزا.
{ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ } بعد أن كان من الراشدين المرشدين.
وهذا لأن اللّه تعالى خذله ووكله إلى نفسه، فلهذا قال تعالى: { وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا } بأن نوفقه للعمل بها، فيرتفع في الدنيا والآخرة، فيتحصن من أعدائه.
{ وَلَكِنَّهُ } فعل ما يقتضي الخذلان، فَأَخْلَدَ إِلَى الأرْضِ، أي: إلى الشهوات السفلية، والمقاصد الدنيوية. { وَاتَّبَعَ هَوَاهُ } وترك طاعة مولاه، { فَمَثَلُهُ } في شدة حرصه على الدنيا وانقطاع قلبه إليها، { كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ } أي: لا يزال لاهثا في كل حال، وهذا لا يزال حريصا، حرصا قاطعا قلبه، لا يسد فاقته شيء من الدنيا.
{ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا } بعد أن ساقها اللّه إليهم، فلم ينقادوا لها، بل كذبوا بها وردوها، لهوانهم على اللّه، واتباعهم لأهوائهم، بغير هدى من اللّه.
{ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } في ضرب الأمثال، وفي العبر والآيات، فإذا تفكروا علموا، وإذا علموا عملوا.
{ سَاءَ مَثَلا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ } أي: ساء وقبح، مثل من كذب بآيات اللّه، وظلم نفسه بأنواع المعاصي، فإن مثلهم مثل السوء، وهذا الذي آتاه اللّه آياته، يحتمل أن المراد به شخص معين، قد كان منه ما ذكره اللّه، فقص اللّه قصته تنبيها للعباد. ويحتمل أن المراد بذلك أنه اسم جنس، وأنه شامل لكل من آتاه اللّه آياته فانسلخ منها.
وفي هذه الآيات الترغيب في العمل بالعلم، وأن ذلك رفعة من اللّه لصاحبه، وعصمة من الشيطان، والترهيب من عدم العمل به، وأنه نزول إلى أسفل سافلين، وتسليط للشيطان عليه، وفيه أن اتباع الهوى، وإخلاد العبد إلى الشهوات، يكون سببا للخذلان.
ثم قال تعالى مبينا أنه المنفرد بالهداية والإضلال: { مَنْ يَهْدِ اللَّهُ } بأن يوفقه للخيرات، ويعصمه من المكروهات، ويعلمه ما لم يكن يعلم { فَهُوَ الْمُهْتَدِي } حقا لأنه آثر هدايته تعالى، { وَمَنْ يُضْلِلِ } فيخذله ولا يوفقه للخير { فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } لأنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ألا ذلك هو الخسران المبين.انتهى كلامه رحمه الله.
ثم إن شيخنا الوادعي رحمه الله ,صف كتابه العظيم في الرد على القرضاوي وسماه إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي وكثيرا ما كان يردد هذا البيت:
لو كل كلب عوى ألقمته حجرًا ...كان الحصى كل مثقال بدينار
وهناك كلام طيب لشيخنا الوادعي رحمة الله عليه حول تسمية عالم السوء كلبا أنقله للفائدة:
قال العلامة مقبل الوادعي-رحمه الله- معاتبا من يقول له بأنه سمي القرضاوي الكلب العاوي:
سيقول بعض الحزبيين: "عالم من العلماء وسميته كلباً عاوياً! أما هذه فكبيرة يا أبا عبد الرحمن عالم من العلماء! ومفتي قطر!"
اسمعوا إلى قول الله عز وجل ﴿ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ¤وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا﴾ [سورة الأعراف/الآية:175-176] ويقول: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا﴾ [سورة الجمعة/الآية:5] ويقول: ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ ¤ وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ﴾ [سورة الأنفال/الآية:22-23]) اهـ
انظر" إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي"/ص5/ط-دار الآثار-صنعاء]
وقال شيخنا العلامة مقبل الوادعي-رحمه الله-: علماء السوء حسبهم أن الله مثلهم بمثل يشمئز الشخص منه ﴿كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ﴾ [سورة الأعراف/الآية:175-176], ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا﴾ [سورة الجمعة/الآية:5],...كونوا حذرين كما حذركم النبي-صلى الله عليه وسلم-من علماء السوء.
انظر( إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي"/ص60/ط-دار الآثار-صنعاء]
وقال شيخنا الإمام مقبل بن هادي الوادعي-رحمه الله-: وهو يتكلم عن حال عالم السوء: فتارة يمثله الله عز وجل بالكلب، تنفيرًا منفرًا، وأخرى يمثله بالحمار: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [(5) سورة الجمعة]. إلى قوله:... وما رفع الله شأن أهل العلم إلا لأنّهم يقفون أمام الباطل ويقولون للمصيب: أنت مصيب، ولصاحب الباطل: أنت مبطل، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [(8) سورة المائدة] ، {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} [(90) سورة النحل] ، {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ} [(152) سورة الأنعام].وجزى الله أهل السنة في جميع البقاع اليمنية خيرًا، فقد اتضحت حقائق الملبسين، والمتلونين،والذين يفتون بالأمس بفتوى وغدًا بفتوى انتهى بتصرف.تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب/ص298-301/ط-دار الحرمين بالقاهرة/الأولى 1424].
وما أشبه الليلة بالبارحة، وإنما نقلت كلام شيخنا الوادعي رحمة الله عليه لنفاسته.
ثم قلت للمخذول المدعو رشاد: أما كون أني قلت عن الوصابي مخرف، فنعم والذي يسمع كلامه في تلك الرحلة، وتلك المقالات الآثامة يعلم حقيقة ما قلت ومما قاله الوصابي:
بتاريخ الأحد 18 محرم 1434 هـ في مقال منشور له، فكان مما تفوه به عن أهل السنة :
أنهم أصحاب شغب
وأنهم أصحاب فتن
وأنهم أصحاب بلاوي
وأنهم أصحاب تشهير
وأنهم أصحاب شذوذ
وأنهم أصحاب بدعة عصرية حجورية شاذة، الإسلام بريء منها
وأن عندهم ما يندى له الجبين
وأنهم خارجون عن المنهج السلفي
بل قال : إن فعل الحجوري ومن تعصب له من طلابه لا يمثل الإسلام ولا يمثل السنة ولا يمثل المنهج السّلفي، ومن قال بأنه يمثل الإسلام فقد اتهم الإسلام، اتهمه بالشدة والغلظة والعنف،ووسمهم بـ الحجاورة،
وأخرجهم من السنة ، مع أنه شبّه خلافهم معه بأن يشبه خلاف بين الصحابة وبين العلماء وبين الأئمة، كان هذا موجزا لما تلفظ به الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقد رد عليه المشايخ الكرام بما تؤاه مبثوثا في شبكة العلوم السلفية.
ثم استدل رشاد على عدم جرح الوصابي بقول الله عزوجل: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) البقرة (83).
قلت في نفس الجلسة: هذه الآية الكريمة لو ذكرت بها شيخك الوصابي أثناء الرحلة إلى حضرموت يوم أن كنت رفيقه فكان يتكلم على شيخنا يحيى حفظه الله وأنت حاضر تسمع وساكت على ذلك الكلام السيء القبيح.
وأما معنى الآية الكريمة فإليك ما قاله أئمة التفسير فيها:
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: وقوله تعالى: { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } أي: كلموهم طيبًا، ولينُوا لهم جانبًا، ويدخل في ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمعروف، كما قال الحسن البصري في قوله: { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } فالحُسْن من القول يأمُر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويحلم ويعفو، ويصفح، ويقول للناس حسنًا كما قال الله، وهو كل خُلُق حسن رضيه الله انتهى.
وقال العلامة السعدي رحمه الله: قوله تعالى{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } ومن القول الحسن أمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وتعليمهم العلم.انتهى المراد.
قلت: والكلام في الشيخ الوصابي أصلحه الله من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن باب النصيحة والتحذير من ذلك الكلام الباطل، وإلا ما هو الذي بيننا وبين الوصابي والإمام والبرعي والله ما بين وبينهم أموال ولا تجارات ولا عقارات ولا مناصب إنما هو الدين، وقد ثبت في الحديث عند أبي داود وغيره عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان .قال الشيخ الألباني رحمه الله :صحيح انظر الصحيحة ( 380 ).
رشاد يعتبر الجرح في أهل الباطل سبا
وكان مما قاله رشاد في نفس المجلس المتقدم في شهر صفر إن هذا الكلام يعتبر سبا لا جرحا.
وهذا الكلام منه فيه هدم لكتب الجرح وإهدار لكلام الأئمة المتقدمين، في بعض الرواة الضعفاء والأئمة المنحرفين وإليك ما قاله علامة اليمن شيخنا الشيخ مقبل رحمه الله تعالى في أثناء رده على عبد الله الأهدل الذي كان يقول: ((ليس عند السلفيين في منهجهم تعديل!, بل في منهجهم الجرح فقط.
قال شيخنا مقبل في كتابه فضائح ونصائح(ص144-147) دار الحرمين بالقاهرة]: مسألة الجرح قصمت ظهورهم, وكل واحد حتى وإنْ لم نجرحه فهو متوقع أن نجرحه اليوم أو غداً أو بعد غد!.
وفي الصحيحين عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك"، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: "لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ"، فهل معنى الجرح والتعديل مقصور على القرن الثالث وما بعده يكون حراماً؟!
فأين دليلك؟ والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده , فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"، والجرح له أصل أصيل في الكتاب والسنة, فموسى يقول لصاحبه: "إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ"، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ. وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث", فلما لم يقل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذه الآية حدها إلى القرن الثالث!, وما بعد القرن الثالث مثله كمثل الذي ألف كتاباً بعنوان: [أشد الجهاد في إبطال الاجتهاد], فما بقي اجتهاد بعد أصحاب المذاهب الأربعة, وفضل الله واسع ولا ينبغي أن ينكر.
والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول لمعاذ: "أفتان أنت يا معاذ؟" ويقول لأبي ذر: "إنك امرؤ فيك جاهلية"، فنحن إذا تركنا عبدالله بن فيصل الأهدل يسرح ويمرح وهو حرب على طلبة العلم المتمسكين بالسنة, فيا عبدالله بجانبك الصوفية يدعون غير الله, وهناك قوانين وضعية في اليمن وغيرها, وهناك جهل قد عم وطم
أبو بكر بن سالم يا بخت من زاره ..... ذي ما معه برهان ما عاشت أخباره ....إلخ
فلماذا لا تبدأ بتلك القباب المشيدة على القبور؛ والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر علي بن أبي طالب ألا يدع قبراً مشرفاً إلا سواه ولا صورة إلا طمسها, أم الأقدم محاربة أهل السنة؟
ولماذا لا تبدأ بالمساجد المشيدة على القبور أيضاً؛ والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد, ألا فلا تتخذوا القبور مساجد, فإني انهاكم عن ذلك".
معناه: أننا لا نجرح الصوفية!، ولا نجرح الشيعة!، ولا نجرح الشيوعية والبعثيين والناصريين!، ولا مبتدعاً!, ومن فضل الله علي - وعلى رغم أنفك - كان جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده يلقباني بمجدد العصر؛ وبعد أن خرجت أشرطة أبي عبدالرحمن - والفضل في هذا لله - وكتب مثل (منهج المدرسة العقلية في التفسير) و (دعوة جمال الدين الأفغاني في ميزان الإسلام).
لكن مسألة الأشرطة يأتي غير واحد ويقول: هؤلاء دخلوا في الماسونية من أجل أن يعرفوها, وهما من العلماء الأجلاء, ولا تتكلم فيهما، ولا محمد الغزالي, فإذا تكلمتَ في محمد الغزالي فتكلَّم في كتبه، ولا تتكلَّم في شخصيته!!.
فقلتُ: سأتكلم في شخصيته قبل هذا, لأنَّ كتبه قد أصبحت كالمجلات, كل أسبوع وهو يخرج لنا كتاباً, فليس عندي وقت كلما أخرج كتاباً أتكلم عليه!, محمد الغزالي مجدد أو داعية كبير ولكن إلى الضلال!, وأنا أخشى يا عبدالله أن تكون صوفياً مدسوساً في صفوف السلفية, فكلامك ليس كلام رجل يخاف الله سبحانه وتعالى، ويعلم أنه محسوب عليه, فعليك أن تتوب إلى الله سبحانه وتعالى.
أما مسألة الجرح والتعديل؛ فأنت عندنا من المجروحين, ولا يصح أن يحضر دروسك أحدٌ، فقد أصبحت حرباً على السنة وعلى أهل السنة, وأشكر لإخواني في الله, وأسأل الله أن يبارك فيهم, فقد قالوا: إنه كان هناك عقد نكاح ورأى المسجد مملوءاً فأراد أن يغتنم الفرصة فصعد المنبر!, فذهب جميع الإخوان من بين يديه, ولم يبق معه إلا ثلاثة أو أربعة، فأقول: إنَّ الذي يجلس عند هؤلاء المحاربين للسنة يعتبر مكثراً لسوادهم ومعيناً لهم.
والمعتزلة قبلك يتألمون من مسألة الجرح والمبتدعة كذلك, حتى قال بكر بن حماد وليس بمبتدع:
ولابن معين في الرجال مقالة.....سيسأل عنها والمليك شهيد
فإن يك حقاً فهي في الحكم غيبة.....وإن يك زوراً فالحساب شديد
وأنا أسألك عن قول الذهبي - لأنه بعد القرون المفضلة - حين قال: "رتن، وما رتن؟ دجال من الدجاجلة، ادعى الصحبة بعد ستمائة عام", فهل تجاوز الإمام الذهبي ما ليس له, أم قال كلمة حق؟
وهكذا ما زال العلماء يحذرون من المبتدعة ومن أهل البدع, ولله در الإمام أحمد حيث يقول: "الرد على أهل البدع أفضل من الجهاد في سبيل الله", فالرد على مثلك وأمثالك نراها من أفضل القربات وستحترق كما احترق أحمد المعلم، وعبدالمجيد الريمي، ومحمد المهدي، وعقيل المقطري انتهى. كلام شيخنا الوادعي رحمه الله.
وهذا الكلام ينطبق تماما على شيخك الوصابي المنحرف الذي سلط لسانه في الطعن في خليفة شيخنا الوادعي رحمه الله، وفي داره، وإلا أين جهوده في الرد على أهل الباطل من رافضة وصوفية وحزبيين وتبليغين وحراكيين وانقلابيين وغيرهم، ولكن الحال كما قيل:
أسدٌ علي وفي الحروب نعامةٌ ... ربداء تجفل من صفير الصافر
هلا برزت إلى غزالة في الوغى ... بل كان قلبك في جناحي طائر
صدعت غزالة قلبه بفوارسٍ ... تركت مدابره كأمس الدابر
قال العلامة ابن رجب رحمه الله تعالى في أول رسالته الفرق بين النصيحة والتعيير:
اعلم أنَّ ذِكر الإنسان بما يكره محرم إذا كان المقصود منه مجرد الذمِّ والعيب والنقص. فأما إنْ كان فيه مصلحة لعامة المسلمين خاصة لبعضهم وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم بل مندوب إليه، وقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل، وذكروا الفرق بين جرح الرواة وبين الغيبة، وردُّوا على من سوَّى بينهما من المتعبدين وغيرهم ممن لا يتسع علمه.
ولا فرق بين الطعن في رواة حفَّاظ الحديث ولا التمييز بين من تقبل روايته منهم ومن لا تقبل، وبين تبيين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة وتأوَّلَ شيئاً منها على غير تأويله وتمسك بما لا يتمسك به، ليُحذِّر من الاقتداء به فيما أخطأ فيه، وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضاً.
ولهذا نجد في كتبهم المصنفة في أنواع العلوم الشرعية من التفسير وشروح الحديث والفقه واختلاف العلماء وغير ذلك ممتلئة بالمناظرات وردِّ أقوال من تُضَعَّفُ أقواله من أئمة السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
ولم يترك ذلك أحد من أهل العلم ولا ادعى فيه طعناً على من ردَّ عليه قولَه ولا ذمَّاً ولا نقصاً؛ اللهم إلا أن يكون المصنِّف ممن يُفحش في الكلام ويُسيءُ الأدب في العبارة، فيُنكَر عليه فحاشته وإساءته دون أصل ردِّه ومخالفته، إقامةً للحجج الشرعية والأدلة المعتبرة.
وسبب ذلك أنَّ علماء الدين كلُّهم مجمعون على قصد إظهار الحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، ولأن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمته هي العليا، وكلُّهم معترفون بأن الإحاطة بالعلم كله من غير شذوذ شيء منه ليس هو مرتبة أحد منهم ولا ادعاه أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين، فلهذا كان أئمة السلف المجمع على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيراً، ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم.
وقال بعدها: فحينئذٍ فرد المقالات الضعيفة وتبيين الحق في خلافها بالأدلة الشرعية ليس هو مما يكرهه أولئك العلماء بل مما يحبونه ويمدحون فاعله ويثنون عليه، فلا يكون داخلاً في الغيبة بالكلية.
فلو فرض أنَّ أحداً يكره إظهار خطئه المخالف للحق فلا عبرة بكراهته لذلك، فإنَّ كراهة إظهار الحق إذا كان مخالفاً لقول الرجل ليس من الخصال المحمودة، بل الواجب على المسلم أن يحب ظهور الحق ومعرفة المسلمين له سواءٌ كان ذلك في موافقته أو مخالفته، وهذا من النصيحة لله ولكتابه ورسوله ودينه وأئمة المسلمين وعامتهم وذلك هو الدين كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما بيان خطأ مَنْ أخطأ من العلماء قبله إذا تأدب في الخطاب وأحسن في الرد والجواب؛ فلا حرج عليه ولا لوم يتوجه إليه، وإن صدر منه الاغترار بمقالته فلا حرج عليه، وقد كان بعض السلف إذا بلغه قول ينكره على قائله يقول: "كذب فلان"، ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كذب أبو السنابل" لما بلغه أنه أفتى أنَّ المتوفى عنها زوجها إذا كانت حاملاً لا تحل بوضع الحمل حتى يمضى عليها أربعة أشهر وعشر.
وقد بالغ الأئمة الوَرِعون في إنكار مقالات ضعيفة لبعض العلماء وردِّها أبلغ الردِّ كما كان الإمام أحمد ينكر على أبي ثور وغيره مقالات ضعيفة تفردوا بها، ويبالغ في ردها عليهم.
وقال أخيراً:فأما أهل البدع والضلالة ومَنْ تشبَّه بالعلماء وليس منهم: فيجوز بيان جهلهم، وإظهار عيوبهم، تحذيراً من الاقتداء بهم انته كلام ابن رجب رحمه الله.
وأما عمل السلف فأمره مشهور لا يحتاج إلى ذكر أمثلة عليه، ومصنَّفات أئمة هذا العلم في الجرح والتعديل والثقات والضعفاء والمجروحين والمدلسين معلومة.
وقد قال الإمام الترمذي رحمه الله تعالى في العلل في آخر كتاب السنن: وقد عاب بعض مَنْ لا يفهم على أهل الحديث الكلام في الرجال، وقد وجدنا غير واحد من الأئمة من التابعين قد تكلَّموا في الرجال، منهم: الحسن البصري، وطاووس تكلَّما في معبد الجهني، وتكلَّم سعيد بن جبير في طلق بن حبيب، وتكلَّم إبراهيم النخعي وعامر الشعبي فى الحارث الأعور، وهكذا روى عن أيوب السختيانى وعبد الله بن عون وسليمان التيمى وشعبة بن الحجاج وسفيان الثورى ومالك بن أنس والأوزاعى وعبد الله بن المبارك ويحيى بن سعيد القطان ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدى وغيرهم من أهل العلم أنهم تكلموا في الرجال وضعَّفوا.
وإنما حملهم على ذلك عندنا والله أعلم النصيحة للمسلمين، لا يظن بهم أنهم أرادوا الطعن على الناس، أو الغيبة، إنما أرادوا عندنا أن يبينوا ضعف هؤلاء لكي يُعرفوا، لأنَّ بعض الذين ضُعِّفوا كان صاحب بدعة، وبعضهم كان متهماً في الحديث، وبعضهم كانوا أصحاب غفلة وكثرة خطأ، فأراد هؤلاء الأئمة أن يبينوا أحوالهم شفقة على الدين وتثبتاً، لأنَّ الشهادة في الدين أحق أن يتثبت فيها من الشهادة في الحقوق والأموال انتهى.
وعلَّق العلامة ابن رجب رحمه الله تعالى على هذا الكلام في شرحه لعلل الترمذي فقال: ((مقصود الترمذي رحمه الله أن يبين أنَّ الكلام في الجرح والتعديل جائز، قد أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها، لما فيه من تمييز ما يجب قبوله من السنن مما لا يجوز قبوله. انتهى
أقول: وكلام شيخنا علامة اليمن ومحدثها الشيخ يحيى بن علي الحجوري حفظه الله في عبدالرحمن العدني صادرة عن نصحية وصدق ونصح للمسلمين لا عن هوى وحقد كما أقر وأعترف بذلك المشايخ قالوا في بيانهم الذي خرجوا به في اجتماعهم في معبر بتاريخ 12/4/1428هـ: (...وشكروا الشيخ يحيى على ما يقوم به من خدمته ودفاعه عن الدعوة السلفية وأنه لا يتكلم بدافع الحسد ولا بدافع الرغبة في إسقاط أحد من أهل السنة وإنما بدافع الغيرة على السنة وأهلها...).اهـ
وقال الشيخ عبدالعزيز البرعي في شريط جلسة قصيعر بتاريخ 27/7/1428هـ بدار الحديث بمفرق حبيش: (أنا أقول: لا يمكن أن يتكلم الشيخ يحيى عن هوى لا يتكلم عن هوى هو أرفع من ذلك نحن نعلم أنه على تقوى الله عز وجل وأخونا في الله عز وجل ونحبه في الله...)
فصل رشاد ودفاعه عن الشيخ الإمام والبرعي بشدة
وفي نفس المجلس المتقدم في شهر صفر حصل من رشاد الدفاع عن أخطاء البرعي بشدة وحدة بدون إنصاف، وكان منه الإجحاف، وربنا يقول في كتابه الكريم:( وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ) سورة النساء (107-109).
ويقول الله عزوجل: ( وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا } [ النساء: 105]. فهذ الأدلة وغيرها تدل وتؤكد أنه لا يجوز الدفاع عن المبطلين والخائنين لا الشيخ البرعي ولا الشيخ الإمام و لا الوصابي و لا العدني و أمثالهم: وهؤلاء خانوا أنفسهم بفتاويهم الجائرة وخانوا إخوانهم ولم يحصل منهم ما يبض الوجه أيام حصار دماج وخانوا دعوتهم فبعد تلك الفتاوى لم يثق الناصحين الصادقين بهم، فغير الله عليهم أحوالهم ولم يثق الناس بعلمهم وبدعوتهم قال الله تعالى: { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ الأنفال (53) ) وقال تعالى: { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } [الشورى: 30].
قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ التوبة(122).
ففي هذا فضيلة العلم، وخصوصا الفقه في الدين، وأنه أهم الأمور، وأن من تعلم علما، فعليه نشره وبثه في العباد، ونصيحتهم فيه فإن انتشار العلم عن العالم، من بركته وأجره، الذي ينمى له، وأما اقتصار العالم على نفسه، وعدم دعوته إلى سبيل اللّه بالحكمة والموعظة الحسنة، وترك تعليم الجهال ما لا يعلمون، فأي منفعة حصلت للمسلمين منه؟ وأي نتيجة نتجت من علمه؟ وغايته أن يموت، فيموت علمه وثمرته، وهذا غاية الحرمان، لمن آتاه اللّه علما ومنحه فهما. انتهى كلام السعدي رحمه الله
وإني موضح للك باختصار شديد ما حصل منهم:
أما الشيخ محمد الإمام أصلحه الله :
فقد ألف كتابه الإبانة الذي فرق بين السلفيين و لم يفرح به سوى الحزبين، من أصحاب الحلبي وأتباع أبي الحسن وغيرهما وقد فند ما في هذا الكتاب من القواعد المخالفة للكتاب والسنة، أخونا الشيخ سعيد بن دعاس رحمه الله، والشيخ يوسف بن عيد الجزائري فدونك بالكتابين رعاك الله.
2- ما حصل من الشيخ الإمام من الخذيلة لإخوانه أهل السنة في دماج وفي كتاف في حال قتالهم مع الرافضة وأصدر كلاما قال فيه: لا نستحل دماء الرافضة ولا أموالهم ولا أعراضهم إلخ ذلك الكلام ووصف المجاهدين بإنهم قطع طرق وما ذهبوا فيما نحسبهم إلا نصرة لإخوانهم والله حسيبهم فهو يقول هذا الكلام وأجساد إخواننا تقطر دما وجروحهم لم تنزف، فيالله العجب فإنها لا تعمى الأبصاءر ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
وفي الأخير يتوقف الإمام في جواز الرحلة إلى دماج كما هو موثق عنه.
أما الشيخ البرعي:
-فحصلت منه الخذيلة لإخواننا أهل السنة في دماج عندما انطلقت قبائل أهل السنة إلى كتاف لفك الحصار عن إخوانهم طلاب دار الحديث بدماج حرسها فصار البرعي يسخر من المجاهدين ويصفهم كأنهم ذاهبين إلى عرس سبحان الله ومن سمع كلامه المسجل عبرالهاتف مع الأخ الكريم أحمد بن فرحان حجر يتضح له ذلك، أليست هذه خيانة في حصار دماج تأم العدو والصديق لما حصل لإخواننا في دماج وهو يخذل الناس عياذا بالله من ذلك .
2- لما انتهت الحرب مع الرافضة وحصل النصر العظيم بفضل الله رب العالمين لأهل السنة في دماج وفي كتاف، قام البرعي يتشدق بكلام له جديد بعنوان كلمة إنصاف وهو منشور على شبكة الوحليين الحزبية يقول فيه إن الناس لم يستفيدوا من الحرب إلا ترميل النساء وتيتيم الأطفال، وأن أهل السنة رجعوا إلى كلام المشايخ في مسألة الصلح فانظر على إيهام وكذب وتدليس، وقد رد عليه في ذلك وممن رد عليه أخونا الشيخ محمد باجمال والشيخ محمد السوري والشيخ مهيب الضالعي وغيرهما.
3- لقد قيض الله عزوجل من يخرج ما عند البرعي من البلايا والرزايا على يد أخينا عادل المشوري حفظه الله في ملزمة عنوانها بيان ما عند البرعي من المخالفات والتناقضات:
وهأنا ذكر لك باختصار من تلك الملزمة الطيبة ما قاله الشيخ البرعي عن دماج وشيخها شيخنا يحيى حفظه الله، ولم أعلم لشيخك البرعي رد عليها إلى الآن:
فمما قال فيها عن شيخنا يحيى حفظه الله: إنه مراوغ أو كذاب.
قوله:إن الحجوري يتكلم من أجل نفسه.
التحريش بينه وبين الشيخ ربيع والشيخ محمد بن هادي المدخلي وذلك بالإشارة إلى ما حصل من كلامهما في شيخنا يحيى مع العلم أن هؤلاء المشايخ قد رجعت الألفة بينهم وبين شيخنا يحيى. إلى غير ذلك من الكلمات
وهكذا موقفه من طلاب دار الحديث بدماج وقوله فيهم:
أهل دماج يحبون الطعن في العلماء.
وقال: بعضهم: مدسوسون.
وقال: إنهم إذا خرجوا من دماج دعوة لا يجلسوا مع الآخرين إلا ليجلسوا أخطائهم.
قوله عن الإخوة الذين كتبوا الملازم شباب طايشين.
طعنه في كثير من المشايخ والدعاة: كالشيخ محمد بن مانع والشيخ حسن بن قاسم الريمي والأخ خالد الغرباني
قوله: عن دماج لما سأله الأخ سمير الزوم الحبيشي أن بعض الناس يحذر من دماج فقال: لم يبق في دماج غير الأحجار والبلك.
احتقاره لملزمة: مختصر البيان الموضحة لحزبية عبدالرحمن.
دفاعه عن الوصابي إلى غير ذلك من الطوام عند عبدالعزيز البرعي هداه الله. كما هو مفصل في الملزمة المذكورة ومع هذا يأتي رشاد ويدافع عنه.
فصل رشاد والتحريش
وفي نفس المجلس المتقدم في آخر ذلك المجلس حرش بيني وبين والدي حيث ذهب إلى الوالد حفظه الله وعافاه ووالدي كبير في السن فقال له: إن والدك يطعن في رجل عمره (45) عاما ويقول: عنه إنه مخرف كلب مهلوس فما كان من والدي إلا أن بدأ بالغضب علي ويسر الله بتلك الجلسة أن جاء الأخ الفاضل حميد الصنعاني فقال: نعم أن الوصابي مخرف واشتد الخلاف بينه وبين الأخ حميد حتى كاد تحصل فتنة أمام الناس في باب اليمن في صنعاء.
ولي مع رشاد في ذلك وقفات:
1- أولا ليس من الأدب أن يظهر أو يعلن النقاش فيما تقدم بين الناس في باب اليمن على الرصيف، والناس يلتفتون وقد علت الأصوات بذلك مع أني كنت حريصا على ألا يحصل شيء من النقاش في ذلك.
2- ليس من الأدب إظهار الخلاف أمام الوالد وهو مريض لا يدري ما هو مضمون النقاش وعلى أي شيء.
3- مسألة التحريش صارت سجية لهذا المخذول ، وقبلها حرش بيني وبين أخي الأكبر، وكادت تحصل بيني وبينه خصومة إلا أن الله سلم من ذلك، وهل من القول الحسن كما يزعم التحريش بين الأب وابنه وبين الأخ وأخيه.
وفي صحيح مسلم ( 2812 ) عن جابر رضي الله عنه قال: قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول: إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم.
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح لهذا الحديث:قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الشَّيْطَان قَدْ أَيِس أَنْ يَعْبُدهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَة الْعَرَب ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيش بَيْنهمْ ).
هَذَا الْحَدِيث مِنْ مُعْجِزَات النُّبُوَّة ، وَقَدْ سَبَقَ بَيَان جَزِيرَة الْعَرَب ، وَمَعْنَاهُ : أَيِس أَنْ يَعْبُدهُ أَهْل جَزِيرَة الْعَرَب ، وَلَكِنَّهُ سَعَى فِي التَّحْرِيش بَيْنهمْ بِالْخُصُومَاتِ وَالشَّحْنَاء وَالْحُرُوب وَالْفِتَن وَنَحْوهَا .
وقال المناوي في فيض القدير: قال القاضي : والتحريش الإغراء على الشيء بنوع من الخداع من حرش الضب الصياد خدعه وله من دقائق الوسواس ما لا يفهمه إلا البصراء بالمعارف الإلهية.انتهى
فانظر يا رعاك الله كيف أراد أن يحرش بيني وبين والدي في أمر لا يفهمه والدي، وهكذا كما قال شيخنا يحيى حفظه الله من تحزب تخرب
فصل رشاد ودعوته إلى العصبية
وبعد الجلسة المتقدمة في صنعاء ذهب المخذول رشاد إلى ابن عمه وهو أخ عامي محب للسنة وحرضه على الأخ حميد الصنعاني كما شهد بذلك الأخ محمد بن حسن الحبيشي وفقه الله، وتعصب له ابن عمه، فانظر كيف ذهب يدعو إلى العصبية العمياء وفي البخاري ومسلم(2584) من حديث جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قالُ: كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِى غَزَاةٍ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ: يَا لَلأَنْصَارِ وَقَالَ الْمُهَاجِرِىُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: « مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ.فَقَالَ « دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ ».
ثم بعد تلك الجلسة قام الأخ حميد الصنعاني جزاه الله خيرا وفهم الوالد بما حصل وأن رشادا قد تغير، فقال الوالد: كنت أتوقع أنه جاء يدعوك إلى طعام الغداء وتكلم عليه بشدة، فهذا ما أنجبته فتنة عبدالرحمن بن مرعي العدني ومن تعصب له. وهذا هو الذي استفادوه التحريش التلبيس الكذب التقية التلون، قلة الأدب، عدم شكر المعروف للآخرين، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
فصل رشاد وقوله: إن الذهاب إلى دماج تهلكة كما نقل ذلك الأخ عبدالله بن شبيل.
هم نقلوا عني ما لم أقـــل هم ... وأوحشوا بيني و بين أحبتــــي
فإذا عُرف السبب بطل العجب وأهل الشكر قليلون والله عز وجل يقول: {وقليل من عبادي الشكور }.
فهذا المخذول لم يوفق لشكر شيخه الذي أقامه بين يديه يوم أن كان نكرة لا يعرف.
فكان الواجب على هذا المخذول أن يشكر شيخنا يحيى حفظه الله، على جهوده الطيبة وعلى تعليمه لإخوانه وحرصه عليهم، ولكن الحال كما قيل:
ومن يصنع المعروف في غير أهله ... يـلاقي مـا لاقى مجير أم عامر
أدام لـها حين استجـارت بقربه ... قـراها مـن البان اللقاح الغزائر
وأشبعهــا حتى إذا ما تملأت ... فرته بـــأنياب لهــا وأظافر
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من ... غداً يصنع المعروف مع غير شاكر
وقال آخر:
أعلمه الرماية كل يوم ... فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي ... فلما قال قافية هجاني
فكان هذا هو جزاء شيخنا يحيى حفظه الله ورعاه، بعد أن علم وربى ونصح ووجه كان جزاؤه الإنكار لمعروفه وجهوده وقلة الأدب معه ووصفه بالغلو والشدة كما سيأتي بيان ذلك إن شاء الله، وأنا عند أن أذكر هذا لنعرف جميعا مدى خيانة هؤلاء القوم الذين أحسن إليهم شيخنا سلمه كرشاد والرازحي والشحري وأضرابهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
بداية فتنة رشاد
وكان بداية فتنة رشاد المخذول، عند أن كان معنا في دار الحديث بدماج أنه كان يظهرالتوقف، وقد قال شيخنا حفظه الله: التوقف يضر وهو كما قال حفظه الله.
وقد كنت أناصحه بيني وبينه أن يصدع بالحق الذي عرفناه، من فتنة العدني ومن تعصب له، وكان الكثير من الإخوة يسألون عن حاله فكنا نظن أنه مؤدب هادئ باقٍ على الأصل، والأصل هو: أن شيخنا يحيى حفظه الله مصيب وهذا الرجل أعني عبدالرحمن العدني في بداية الأمر من باب المشتبهات، ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، وقد قال النبي اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ. أخرجه الترمذي وغيره من حديث الحسن بن علي رضي الله عنه، وصححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب (2/151) وشيخنا الوادعي رحمه الله في الصحيح المسند مسند الحسن.
فكنا نجيب على قدر ما نعرف أو بحسب ما نعرف من حالة رشاد المخذول في تلك الأيام، وهو أنه كان يظهر عليه الأدب والهدوء، ولكن كما قال الله عزوجل: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا) سورة النساء (108)
فصل من أسباب انحراف رشاد
وكما قيل: إذا ظهر السبب بطل العجب، ويقولون: لكل شر سببا.
فمن أسباب انحراف رشاد أمور:
1- جلساء السوء: فكان له جلساء لا يؤمن عليهم أن يدلوه على ما ينفعه، لأن الذي ما نفع نفسه كيف ينفع غيره، ومن لم ينتفع بعينه لم ينتفع بأذنه، قال تعالى: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } [الكهف: 28]. قال العلامة السعدي رحمه الله: ففيها الأمر بصحبة الأخيار، ومجاهدة النفس على صحبتهم، ومخالطتهم وإن كانوا فقراء فإن في صحبتهم من الفوائد، ما لا يحصى.
وقال تعالى: {ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم} الأنفال (23).
وفي الصحيحين من حديث ْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً.
قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم: وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الاخلاق والورع والعلم والأدب والنهي عن مجالسة أهل الشر واهل البدع ومن يغتاب الناس او يكثر فجره وبطالته ونحو ذلك من الانواع المذمومة.
قال الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيدرحمه الله في كتابه حلية طالب العلم: احذر قرين السوء:كما أن العرق دساس فإن "أدب السوء دساس" ، إذ الطبيعة نقالة، والطباع سراقة،
والناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض، فاحذر معاشرة من كان كذلك، فإنه العطب والدفع أسهل من الرفع".وعليه، فتخير للزمالة والصداقة من يعينك على مطلبك،ويقربك إلى ربك ويوافقك على شريف غرضك ومقصدك وخذ تقسيم الصديق في أدق المعايير :
صديق منفعة.
صديق لذة.
صديق فضيلة.
فالأولان منقطعان بانقطاع موجبهما، المنفعة في الأول واللذة في الثاني.
وأما الثالث فالتعويل عليه، وهو الذي باعث صداقته تبادل الاعتقاد في رسوخ الفضائل لدى كل منهما.
وصديق الفضيلة هذا "عمله صعبه" يعز الحصول عليها. انتهى كلام الشيخ بكر رحمه الله
ومن هؤلاء الجلساء:
1- عبدالرقيب العلابي الذي كان يسخر من أصحاب فتح الباري ويقول: إنه هؤلاء ما عندهم إلا الحبر على الأوراق، يعني يستهزئ بهم ويسخر منهم ، وغير ذلك من أقواله الجائرة وفتنته الظاهرة
2- ومن جلسائه عبدالله بن ماطر العويري أصلحه الله الذي قد وجّه هذا السؤال إلى شيخنا الوادعي رحمه الله وهو في حالة مرضه (قبل أكثر من ثلاثة عشر عاما) وقد كان مرافقاً للشيخ في مرضه ،والأخ عبد الله ماطر معروفٌ عند جميع مشايخ اليمن وكثير من طلبة العلم وهو مصدقٌ عندهم،وهذه الشهادة نُشرت في حينه وقَبِلها الجميع لما يعلمون من فضل شيخنا يحيى خليفة الإمام الوادعي وانظر تسجيل المادة في ليلة الإثنين/ 11 رمضان 1422 هـ) وهي منشورة على هذا الموقع المبارك
قال عبدالله بن ماطر أصلحه الله ما نصه:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن ولاه .
أما بعد:أيها الإخوة في الله: نحن نعلم أنا هناك من يزهد عن طلب العلم في هذا المكان , وكذلك عن دروس الشيخ يحيى حفظه الله تعالى، وقد شعر شيخنا مقبل رحمه الله تعالى بهذا الخبر ونحن في جُدة، وعلم أن هناك من يزهد عن دروس الشيخ يحيى وينفر عنها وكذلك كانت تصله مثل ما في هذه الرسالة من هذه الأشياء التي سمعتموها فكان رحمه الله تعالى لا يبالي بها، فلذلك ثَبَّت الشيخ مقبل رحمه الله تعالى شيخنا الشيخ يحيى في الوصية فقال رحمه الله: وأوصيكم بالشيخ يحيى خيرا ولا ترضوا بنزوله عن الكرسي فهو ناصح أمين فلا ينبغي لنا أن ننسى مثل هذه العبارات ,نعم أيها الإخوة, وقد سألت الشيخ أنا والله ليس بني وبينه إلا الله عز وجل , وأنا في غرفته على سريره الذي ينام عليه ,فقلت يا شيخ: إلى من يرجع إليه الإخوة في اليمن , ومن هو أعلم واحد في اليمن بهذا المعنى قلت له؛ وسكت الشيخ قليلا ثم قال :الشيخ يحيى. نعم أيها الإخوة هذه الكلمة التي قلت لكم أني سأوفرها يوم أن رجعنا إلى جدة وتكلمنا معكم في تلك الليلة , هذا هو الذي سمعته من الشيخ وليس معنى أننا نتنقص من علماء أهل اليمن ,فنحن والله نجلهم ونحبهم في الله , هذا ما أردت أن أقوله وأنبه عليه ,فلا نسمح لمن ينفّر عن هذا المكان المبارك, وعن دروس الشيخ يحيى,وعن جهود شيخنا مقبل رحمه الله تعالى , هذا وبارك الله فيكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين . ثم علق شيخنا يحيى حفظه الله على كلام ابن ماطر بكلام جميل يدل على تواضعه، انظره على هذا الرابط من هذه الشبكة العلمية المباركة:
tp://www.aloloom.net/vb/attachment.php?attachmentid=4420&stc=1&d=127416582 4)
فلماذا لا ينتفع رشاد بفتوى الشيخ رحمه الله أن الشيخ يحيى أعلم أهل اليمن بشهادته رفيقه وصاحبه ابن ماطر، ولكن كما قال الله عزوجل: { فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } [الحج: 46].
2- ومن أسباب انحراف رشاد أنه قد جاء الوصابي ذات مرة إلى دماج وسأل عن رشاد وليس بينه وبين الوصابي أدنى معرفة فاصطاده من ذلك الأيام في فخاخه، ثم بعد ذلك بدأ الانحراف عن هذا الخير شيئا فشيئا.
3- ومن أسباب انحرافه الميول إلى الدنيا وأهلها، ولا يخفى على كثير من الدعاة وطلاب العلم أنه كان كثير النزول عند تجار صعدة أمثال آل جرمان آل جميدة ومن أتى بباب التجار افتتن عياذا بالله من ذلك وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول: إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال رواه الترمذي من حديث كعب بن عياض رضي الله عنه وصححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب (3/145) وشيخنا الوادعي رحمه الله في الجامع الصحيح.
4- ومن أسباب انحراف رشاد عدم الاهتمام بالعلم النافع، وهذا ظاهر بين عند كل من عرفه وجالسه فهو كثير الخروج دعوة ولم يتقن أصول العلم، قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيدرحمه الله: من لم يتقن الأصول، حرم الوصول"
وعليه، فلا بد من التأصيل والتأسيس لكل فن تطلبه، بضبط أصله ومختصره على شيخ متقن،لا بالتحصيل الذاتي وحده، وخذاً الطلب بالتدرج.قال الله تعالى:(وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً) .وقال تعالى:(وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً) .
وقال تعالى:(الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته) انتهى ومن ثبت نبت.
ومن الأشياء الواضحة التي تدل على عدم اهتمام رشاد بالعلم وأهله أنه لما حصل على فيزة للمملكة العربية السعودية، قلت له: كيف لو علم الشيخ يحيى بذلك ستسقط من عينه؟
فقال رشاد: ما سقطت من الجنة.
والمعنى أنه غير مبال لو علم شيخنا يحيى حفظه الله بتلك الفيزة التي أشغلته عن التزود من طلب العلم النافع، والثبات عليه ولكن الحال كما قيل:
قـد هيئوك لأمـرٍ لو فـطنت لـه **** فـأربـأ بـنـفـسـك أن تَـرعـى مـع الهَمَلِ
وبالمناسبة فإننا نذكر في هذا الموضع قصة عبدالله بن المبارك عالم خراسان ومفتيها مع تلميذه إسماعيل بن علية رحمة الله عليهما فقد ذكر الإمام الذهبي رحمة الله عليه في سير أعلام النبلاء (17/121) عن أَنَّ ابْنَ المُبَارَكِ أنه كَانَ يَتَّجِرُ، وَيَقُوْلُ: لَوْلاَ خَمْسَةٌ مَا تَجِرْتُ: السُّفْيَانَانِ، وَفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ، وَابْنُ السَّمَّاكِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، فَيَصِلُهُم.
فَقَدِمَ ابْنُ المُبَارَكِ سَنَةً، فَقِيْلَ لَهُ: قَدْ وَلِيَ ابْنُ عُلَيَّةَ القَضَاءَ، فَلَمْ يَأْتِهِ، وَلَمْ يَصِلْهُ، فَرَكِبَ إِلَيْهِ ابْنُ عُلَيَّةَ، فَلَمْ يَرْفَعْ بِهِ رَأْساً، فَانْصَرَفَ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ، كَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللهِ رُقعَةً يَقُوْلُ: قَدْ كُنْتُ مُنْتَظِراً لِبِرِّكَ، وَجِئْتُكَ فَلَمْ تُكَلِّمْنِي، فَمَا رَأَيْتَ مِنِّي؟
فَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: يَأْبَى هَذَا الرَّجُلُ إِلاَّ أَنْ نُقَشِّرَ لَهُ العَصَا.
ثُمَّ كتب إِلَيْهِ:
يَا جَاعِلَ العِلْمِ لَهُ بَازِياً * يَصْطَادُ أَمْوَالَ المَسَاكِيْنِ
احْتَلْتَ لِلدُّنْيَا وَلَذَّاتِهَا * بِحِيْلَةٍ تَذْهَبُ بِالدِّيْنِ
فِصِرتَ مَجْنُوْناً بِهَا بَعْد مَا * كُنْتَ دَوَاءً لِلمَجَانِيْنِ
أَيْنَ رِوَايَاتُكَ فِي سَرْدِهَا * عَنِ ابْنِ عَوْنٍ وَابْنِ سِيْرِيْنِ
أَيْنَ رِوَايَاتُكَ فِيْمَا مَضَى * فِي تَرْكِ أَبْوَابِ السَّلاَطِيْنِ
إِنْ قُلْتَ: أُكْرِهْتُ، فَمَا ذَا كَذَا * زَلَّ حِمَارُ العِلْمِ فِي الطِّيْنِ
فَلَمَّا قَرَأَهَا، قَامَ مِنْ مَجْلِسِ القَضَاءِ، فَوَطِئَ بِسَاطَ هَارُوْنَ الرَّشِيْدِ، وَقَالَ: الله الله، ارْحَمْ شَيْبَتِي، فَإِنِّي لاَ أَصْبِرُ عَلَى الخَطَأِ.
الشاهد من هذه القصة أدب ابن علية مع عبدالله بن المبارك رحمه الله، ولم يقل له ما سقطت من عينك، أو قال عند غلو أو أنت متشدد إلخ بخلاف هؤلاء المتعالمين ومنهم المدعو رشاد وبعد أن خرج رشاد المخذول من دماج كنا نظن أو نتوقع أنه ما زال على السير الأول وقدر الله في ذلك الأيام أن خرجت أنا من دماج وأجريت عملية الفتق، وتمت بحمد الله بنجاح ولم أتمكن من الرجوع إلى دماج، فحصلت الحرب السادسة من الرافضة البغاة على إخواننا، وحصل بيني وبينه اتصال، وذكرت له ما حصل على إخواننا أهل السنة في دماج من اعتداء الرافضة وكان في أثناء كلامه أن قال لي: يا أخانا ردمان إن الشيخ يحيى يدفع بالطلاب على الرافضة وصدق بعض المسئولين في ذلك أو كما قال، فاستغربت من هذا الكلام الصادر منه تلك الأيام وتعجبت وقلت له: يا رشاد: إن شيخنا يحيى حفظه الله قال للطلاب: لا يرد أحد على الرافضة ولا يعتدى عليهم، فالشيخ أمر الطلاب بإيقاف الضرب أو الرد على الحوثيين لمدة ثلاثة أيام، والرافضة يضربون على إخواننا إلى المزرعة ثلاثة أيام وإخوننا صابرون على ذلك ، ثم بعد ذلك قاموا بالرد عليهم والدفاع عن أنفسهم، ثم بعد مضي ثلاثة أيام، عملا بقول الله عزوجل: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ } الآية من سورة [البقرة: 194].
وقال الله عزوجل: { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ } [النحل: 126].
وقال الله عزوجل: { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِين) البقرة :190).
وقال الله عزوجل:( وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) الشورى:41-43)
قال ربنا في كتابه الكريم: { أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) التوبة: (13).
وفي الترمذي وغيره من حديث عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: « مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ». قَالَ الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب (2/75) وشيخنا الوادعي رحمهما الله.
الشاهد من هذا الكلام قول رشاد عن شيخنا يحيى حفظه الله ذلك العالم المجاهد المحنك: إن بعض المسؤولين يدفع بشيخنا من أجل قتال الرافضة، وهم كما سمعت وعلمت هم الذين اعتدوا وبغوا على إخواننا طلاب العلم، وكأن شيخنا سلمه الله طفل لا يعقل الأمور وربنا سبحانه يقول: { وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ } [العنكبوت: 43]. وكان بعض السلف إذا مر بمثل لا يفهمه يبكي ويقول لست من العالمين،
فأنت وأمثالك لا يدركون الأمور ولا يعقلون معناها
وكأن هذا المدبر لا يحفظ شيئا من كلام الله عزوجل، وهكذا الفتن تعمي وتصم.
ثم بعد ذلك انتقل هذا المخذول إلى قاع القيضي بصنعاء عن طريق الشيخ الصوملي أصلحه الله إلى بعض مساجده التي هي تحت إشرافه فازدادت حدته وخرج عن هدوئه وصمته الذي كنا نعرفه عليه من قبل أيام الطلب، وصار هذا المخذول يهاجم شيخنا يحيى حفظه الله في بعض الاتصالات مع شيخنا أيده الله، والشيخ كما هو شأنه وعادته أنه يرفق بطلابه ويشفق عليهم ولا يحب أن يتكلم عليهم ويقول مرارا وتكرار: يُنصح، من باب الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شأنه، فهذا الرفق من شيخنا من باب أن يرجع الطالب، عن غيه أو يتوب من زغيه، حتى زاد هذا المخذول وإعجابه بنفسه، وبهذه المناسبة أحب أن أنقل كلاما جيدا للعلامة الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله في كتابه العظيم حلية طالب العلم (ص95) تحت فصل آدب الطالب مع شيخه :
ومنها :
رعاية حرمة الشيخ قال فيه: فعليك إذا بالتحلي برعاية حرمته، فإن ذلك عنوان النجاح والفلاح والتحصيل والتوفيق، فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف، فخذ بمجامع الآداب مع شيخك في جلوسك معه، والتحدث إليه، وحسن السؤال والاستماع، وحسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه ومع الكتاب، وترك التطاول والمماراة أمامه، وعدم التقدم عليه بكلام أو مسير أو إكثار الكلام عنده، أو مداخلته في حديثه ودرسه بكلام منك، أو الإلحاح عليه في جواب، متجنباً الإكثار من السؤال، ولا سيما مع شهود الملأ، فإن هذا يوجب لك الغرور وله الملل.ولا تناديه باسمه مجرداً، أو مع لقبه كقولك: يا شيخ فلان! بل قل: يا شيخى! أو يا شيخنا! فلا تسمه، فإنه أرفع في الأدب، ولا تخاطبه بتاء الخطاب، أو تناديه من بعد من غير اضطرار.وكما لا يليق أن تقول لوالدك ذي الأبوة الطينية: "يا فلان" أو: "يا والدي فلان" فلا يجمل بك مع شيخك.والتزم توقير المجلس، وإظهار السرور من الدرس والإفادة به انتهى كلامه رحمه الله
فما أحوج رشاد إلى هذه الآداب العظيمة مع شيخه ومعلمه، وهكذا غيره من المفتونين من أصحاب عبدالرحمن العدني الذين أساؤا الأدب مع شيخنا يحيى حفظه الله كما هو مبين في مختصر البيان الموضحة لحزبية عبدالرحمن، فراجعه غير مأمور فأنصحهم هؤلاء المخذولين أن يقرؤا كتاب الحلية للشيخ بكر رحمه الله مع شرحها للشيخ ابن عثيمين،
وبعد صبر طويل من شيخنا يحيى -سلمه الله- على رشاد والجفاء منه ضد شيخنا يحيى سلمه الله.
قال شيخنا عن رشاد المخذول: إنه من المهزوزين آنذاك فكان كما قال في ذلك الوقت، (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيل) النساء (143).
وأما الآن فهو من المفتونين المغروين المخذولين،
فصل والله مخرج ما كنتم تكتمون
لقد حصلت من رشاد المخذول بعض الجلسات للمناصحة لتظهر ما عنده وكما يقال: حرك ترى، وكما يقال: تأمل تدرك.
فذات مرة يسر الله لي الذهاب إلى صنعاء قبل ثلاث سنوات فاتصل علي وألح على تناول وجبة العشاء، فأجبت دعوته وأنا غير مطمئن لذلك، ولكن قلت في نفسي اليوم يكون له شيء من النصيحة لعله يتذكر أو يخشى فتناولنا وجبة العشاء، ثم بعد ذلك حصل بيني وبينه نقاش بما يقارب ثلاث ساعات إلى بعد منتصف الليل ولم نخرج معه فيها إلى طريق لأنه قد تغير عما كنا نعهده عليه من الأدب من قبل، والسبب في ذلك البعد عن إخوانه الثابتين وفي الحديث: فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية . رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب (1/102).
الجلسة الأولى: التي أظهر فيها رشاد الطعن في شيخنا يحيى حفظه الله
وفي أثناء الجلسة والنقاش معه في بيته في صنعاء أظهر هذا المخذول أمورا تدل على انحرافه عن الجادة فكان مما سمعته منه في تلك الجلسة:
1- دفاعه عن الوصابي بشدة، مع علمه بما حصل منه من الفتنة ضد شيخنا يحيى حفظه الله وضد دماج، وهنا مقال جيدا منشور على هذه الشبكة المباركة لأخينا الفاضل محمد ابن حسن السوري بعنوان: الـبـراهـيـن الـواضـحـة على أن الـوصـابـي رأس الـفـتـنة في الدعوة، قال فيه: وإني ذاكر بعون الله وتوفيقه ما يثبت أن الرجل رأس الفتنة ومدبرها وحامل لواءها.
قول الوصابي عندما سأله أبو رواحة: هل وقع في نفسك عندما أوصى الشيخ مقبل ليحيى فقال: نعم. وقد أخبر أبو رواحة شيخَنا يحيى بهذا في زيارته الأخيرة »اهـ.
والوصابي لما رأى هذه الوصية ما استطاع أن يظهر ما في قلبه من حسد وحنق ،فلجأ إلى الثناء والمدح، والقصد من هذا هو: أن يركن إليه أهل السنة وخاصة من في دماج، وحاول بعدها أن يمسك بزمام الأمور في دماج من مكانه، ويسيطر على الشيخ يحيى سلمه الله!! ويظهر المناصرة والتأييد، وأنه يدافع عن الشيخ يحيى وعن دماج، والقصد من ذلك أن يسير الشيخ يحيى وأهل دماج بعده وتحت أمره، ولقد قال الشيخ يحيى حفظه الله:« كنا نعتبر الشيخ محمدًا أنه يريد لنا الخير وإذا جاء نمكنه من الكرسي حتى يذهب» اهــ
فالرجل لما وصل إلى هذا الحال وركن إليه أهل السنة ، بدأ يريد أن يتحكم في دماج وفي الشيخ يحيى، ويسير الأمور من الحديدة على أنه أبو الدعوة وكبيرها!!!، وأراد من الشيخ يحيى أنه يمشي بعده وبعد أمره ولا يطرد مفتونًا إلا بعد مشاورته ولا يعمل شيئًا إلا بعد أن يرجع الشيخ يحيى إليه وينصاع لأمره ورأيه!!
ولكن الشيخ يحيى عالم من العلماء يعرف مصلحة الدعوة وما ينفعها وما يضرها لأنه يعايش أحوالها، وتمر به من الأمور والمصاعب ما الله به عليم، فقاد الدعوة مستعينًا بالله، ويأخذ بمشورة إخوانه وأبناءه الأفاضل الناصحين، ولا يحب من أحد أن يغير سير الدعوة أو يتحكم فيها برأيه، أو أن يجعلها مسيرة تحت فلان أو علان أو أن يُفتن فيها، ومن أراد الخير فليأتي من أبوابه، ومن أراد الإعانة فالطريق أمامه مفتوحة.
فتفطن الشيخ يحيى لمقاصد الوصابي ومآربه الخبيثة، فاستمر على ما هو عليه من الخير متوكلًا على الله ، فلما رأى الوصابي أنه فشل فيما أراده من أن الشيخ يحيى أن يسير بعده وتحت لوائه وطريقته؛ قلب ظهر المجن، وبدأ في المكر!!فعمل ما يأتي:
أولًا: سعى بفتنةٍ عريضةٍ بين الشيخ ربيع وبين الشيخ يحيى حفظهما الله، حتى كاد يحصل ما لا تحمد عقباه و لطف الله من ذلك السعي الخبيث، وكان الوصابي يسعى عند الشيخ ربيع بكلام، ويأتي عند الشيخ يحيى بكلام، ويظهر عند هذا الغيرة على الدعوة!! وعند ذاك كذلك!! وكل واحد يحسن الظن بالوصابي، حتى شحن القلوب بالغيض والنفرة، ومن خبثة أراد أن يقرر في نفس الشيخ يحيى أن الشيخ ربيع جاسوس، وفلان جاسوس، وفلان عميل....كما قد عُلم وذكره الشيخ يحيى حفظه الله في غير ما موضع، فأراد الوقيعة من أجل أن يصل إلى مراده من الفتنة!!!
وهكذا سعى بفتنة عريضة بين المشايخ في المملكة وغيرها وبين الشيخ يحيى وتعلمون كلامه التحريشي: انصحوا يحيى وسيتكلم فلان وفلان وجزاك الله خيرًا يا فلان، مزيدًا مزيدًا من هذه النصائح!!.
ثانيًا: سعى بفتنة عريضة بين المشايخ في اليمن وبين الشيخ يحيى، واستطاع لهم لأنهم ضعفاء أمام شبهاته وتلبيساته، وبدأ في التعبئة لهم بأساليب خبيثة.
فأوغر صدورهم على الشيخ يحيى وعلى دماج وعلى طلاب دار الحديث بدماج فأصبحوا يرون طلاب الحديث بدماج أعداءً ووحوشًا!! يحذرون منهم، ويسعون لإخراجهم من المساجد، والتنفير من محاضراتهم، ومن الذهاب إلى دماج، ويرون التوقف في الرحلة إلى دماج!!
و الوصابي كلما رأى أن المشايخ يريدون الرجوع والتقارب مع الشيخ يحيى عمل طامة كبيرة، من أجل أن لا يقرب المشايخ، وأن يزدادوا نفرةً وبعدًا عن الشيخ يحيى حفظه الله، والمشايخ هداهم الله قد ربطوا أنفسهم وكتفوا أذرعتم مع الوصابي، فأصبحوا لا يعملون شيئًا إلا مع الحبيب الوصابي لا إرادة لهم ولا تصرفًا يكون صحيحًا إلا بعد الوصابي، أصبحوا مقلدة للوصابي يلعب بعقولهم وبأفكارهم حتى أرداهم، وكل يوم يقذف به في فخ من فخاخه!!.
ثالثًا: حاول الوصابي تحريض بعض الدعاة في اليمن على دماج وعلى الشيخ يحيى، ومن ذاك تحريض صالح البكري على الشيخ يحيى، وقد أخبرني أحد الإخوة، قال: دخلت أنا وصالح البكري على الشيخ محمد نعرض عليه بعض الأمور على الشيخ يحيى لمناصحة الشيخ يحيى فأثنى الوصابي على البكري!! وقال: جزاك الله خيرًا، وهذه أمور عظيمة!!! وجاء الوصابي إلى الشيخ يحيى بعدها، وقال :انظر كيف ندافع عنك!!!وقال لبعض الإخوة ردوا على البكري!!
أراد أن يظهر للشيخ يحيى أنه معه مناصر له؛ حتى يركن إليه الشيخ ويقوم الوصابي بما يريد ومن جانب آخر يحرض الناس على الشيخ يحيى.
وحاول مع كثير من طلاب دماج ودعاتها أن يقلبهم على الشيخ يحيى ويوغر صدورهم ويزرع الفتنة في نفوسهم فمن الذي أفسد رشادًا الحبيشي والرازحي وووووو، وكم وكم ممن جلس الوصابي معهم وأوغر صدورهم
رابعًا: سعى جاهدًا لما أن فشل بالسيطرة على دماج وعلى الشيخ يحيى وعلى أهل السنة سعى لبناء مركز جديد يضاهي مركز دماج، وهو أول المفتين لهم بذلك المركز وذلك التسجيل، كما شهد بذلك عبد الرحمن العدني في أول اجتماع في دماج، وقال: أنا قد استفتيت بعض المشايخ، فقالوا: من؟ فقال :الوصابي!!فتلعثم الوصابي في المجلس!!.
ومما يؤيد هذا: أن الوصابي قاتله الله قال لأخينا علي جعدان قبل الفتنة: سيبنى مركز جديد يضاهي دماج فلا تخبرن أحدًا!!!.
فلماذا هذا التكتم؟؟ وهذه الفتاوى من التحت؟
ومما يؤيد أنه رأس الفتنة: ما قاله الشيخ يحيى: «لما جاء الوصابي والمشايخ في أول مرة في أول الفتنة جلسنا وتناقشنا وخرجنا أن يقوم الإمام ويشرح القضية ويلزم العدني بترك التسجيل ويتراجع عما صدر منه؛ فما دريت إلا و الوصابي قام من قبل نفسه ويأتي بكلام بارد خلاف المقصود »اهــ
ومما يؤيد هذا: أن العدني لما طُرد من دماج مكث أشهرًا في عدن وما حولها ليس له ذكر وينفر عنه الناس، فلما رأي الوصابي هذا وأن الخطة ستفشل، قام مدافعًا عن العدني، وأنه، وأنه، وأظهر نفسه أنه مصلح يريد الخير والتوفيق والسداد للطرفين!! والقصد من ذلك نعش العدني بعد أن كادت تموت فتنته؛ فرأى الوصابي هذه الطريقة لنعش العدني ليستمر في المؤامرة الكبيرة، وكلما فضح العدني وأتباعه عند الناس حاول الوصابي تلميعهم من جديد ، وهكذا من أول الفتنة إلى يومنا هذا كلما تدهور الحزب الجديد وازداد فضيحة قام برحلة جديدة وأسلوب جديد لنعش الفتنة، المهم أنه ينصبهم ليحيى أعداءً ليشفي غليله ويريح باله إذا رأى اختلافًا في الدعوة السلفية، وقد أعلن المضادة للشيخ يحيى بكل وضوح في بداية فتنة ابني مرعي حيث قال للشيخ يحيى: أنا ضدك والمشايخ!!.
خامسًا: سعى جاهدًا لإدخال الحزبيين المفتونين بين أهل السنة بشتى الوسائل من أجل أن يتكثر بهم في حربه ضد أهل السنة في دماج، وفتح مسجده لهم، بل وأراد أن يدخلهم مساجد السنة كما عمل في الجامع الكبير في البريقة عند الشيخ أحمد بن عثمان حفظه الله، بل ذهب بنفسه وتحمل المشاق والإهانات من الحزبيين في مساجدهم، وكان الحزبيون يتكلمون قبله وبعده ويهينون أهل السنة ولا يحرك ساكنا، فحاول الكر بالحزبيين على أهل السنة في كل مكان من أجل الوقوف في وجه الشيخ يحيى وفي وجه أهل السنة.
سادسًا: سعى جاهدًا لإدخال قواعد وتأصيلات الحزبيين من الإخوان والسروريين والقطبيين والحسنيين وغيرهم وسعى بشتى الوسائل من أجل خلخلة الصفوف ، وبث الباطل وتمييع أهل السنة مع الحزبيين، وسعى جاهدًا لكتاب يخرج في ذلك حتى خرج كتاب الإبانة وفرح به الوصابي وقدم له وأشاد به جدًا، كل ذلك ليشفي غليله من أهل السنة في دماج، لأن أهل السنة لم يمكنوه مما يريده من السيطرة على دار الحديث بدماج حرسها الله وعلى أهل السنة.
سابعًا: سعى جاهدًا للتحريش بين أهل دماج وبين الشيخ يحيى بشتى الوسائل بأن يقوموا عليه ويأخذوا على يديه ولا يمكنوه من الدار!!، وكل هذا يدل أن الرجل يريد السيطرة على دماج بأي وسيلة كانت ولو أدت إلى القتل والقتال، ولما جاء هذا المدبر الخبيث في أول الفتنة إلى دماج عمل فتنة عظيمة بين أهل دماج كادت الرؤوس تتطاير لولا لطف أرحم الراحمين، فقام على الكرسي يغمز في الشيخ يحيى ويحرض عليه بأسلوبه الماكر الخبيث.
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ» رواه مسلم
فهذا الضال الخبيث تارة يأتي من الداخل، وتارة من الخارج، وتارة وتارة، لا يهدأ له بال ولا يقر له قرار، حاله كحال المنافقين الذين قال الله فيهم( لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَالله عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) [التوبة: 47]
وقال تعالى: (لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ الله وَهُمْ كَارِهُونَ_)[التوبة: 48]
وقال تعالى: ( إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ * قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ الله لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ * قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ الله بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ ) [التوبة: 50 - 52]
ثامنًا : من شدة حقده وحسده سعى جاهدًا للتخذيل عن قتال الرافضة بل والتخذيل عن الدعاء لهم قال أخونا عبدالله بن عثمان الحكمي: « كان كثير من الطلاب متحمسون بالدعاء لدماج، فلما رجع الوصابي من السعودية بعد الحج في وقت الحصار؛ إذا به يهون من الأمر ويأمرهم بترك تخصيص الدعاء لدماج وجعله عامًا وما هي إلا أيام ثم ترك الدعاء وجاء إليّ بعضهم يريد الذهاب للجهاد إلى كتاف، وكان الذين يريدون الذهاب خمسة عشر أخًا فذهب بعضهم يستشيره، وفي يوم السفر لم أجد أحدًا منهم إلا الأخ الفاضل علاء بن حسن الحديدي ذهب يستفتيه فقال له: اذهب إلى فاضل. فذهب إلى فاضل، فقال له: فاضل: اتصل بالإمام واستفته في ذلك فجاء ليخبرني فقلت له اذهب وابنت له أن ممن أفتى بالجهاد الشيخ ربيع حفظه الله والشيخ الفوزان والعباد ومحمد بن هادي والشيخ يحيى فذهب ولم يحضر من أولئك المسجلين الثمانية إلا هو والبقية ثبطهم الوصابي وشلته، وإذا جاءه أحد ثبطوه وخذّلوه بحجج واهية حتى فضحه عبد الرحمن العدني في تلك الكلمة وأنه قال: لا تسمح لأحد يذهب من طلابك إلى كتاف »اهــ
أخيرًا لما فشل الخبيث -قاتله الله- من التستر في التحريش والكيد وغيره ظهر الآن للناس كلهم أن الخبيث قائد الفتنة من أولها ورأس حربتها وأنه المدبر لها من أول يوم
وأصبح الآن يصرح ويصرخ بعدما فشل الفشل الذريع بفضل من الله تعالى:
1-أنه كان صابرًا سنيين طويلة!!
2-أنه نصح المشايخ بعدم السكوت ولماذا الخوف!!
3-أنه نصح أهل دماج قديما وحذرهم من الحجوري!! ويحث على البراءة منه وأن الله سلط الرافضة عليهم لأنهم لم يأخذوا بنصحه العدواني الشيطاني مع أنهم وجميع الناس يعلمون أن الله عز وجل صان دماج ورجالها من إذلال الحوثيين لأهل صعدة ورفع منزلتهم بخير هذه الدعوة والفضل لله وحده وكل هذه النعم والمناقب عند الفاجر الباغي محمد الوصابي انقلبت نقمًا ومثالبًا فما هو الدين الصحيح وما هو النفع وماهي النعم وما هو الخير والشر عند هذا الرجل؟، إن لم يكن يميز بين تلك الأمور إلا بما أشرب من هواه؟ وتالله لا يزيده ذلك إلا مقتًا فإن شاء أقل وإن شاء أكثر وما الله بغافل عما يعملون
3-أنه يبرأ إلى الله من سكوت الشيخ ربيع والمشايخ وأنها مغمغة!!
فهذا من أكبر الأدلة أن الرجل رأس الفتنة و المدبر لها والمشعل فتيل نارها بغيًا وعدوًا وحسدًا وحقدًا من أول يوم باعترافه بلسانه السيء ويريد منهم أن لا يسكتوا وأن سكوتهم هذا ضرر عليه!!! وأنه نصحهم من أول يوم بعدم السكوت!! ولم يرضه ما حصل من الفتنة لأنها في نظره لم تؤدي المقصود من الحجوري ولا زال مجتهدًا لتوسيع دائرة الخلاف والفتنة بكل جهده خيب الله سعيه وسعي من يريد الفتنة بين أهل السنة.
ويريد أيضًا منهم جميعًا أن يقلدوه سواء المشايخ في المملكة أو في اليمن أو أهل دماج أو طلاب العلم لا بد أن يتابعوه وأن يتركوا المغمغة والسكوت!! فهو أصبح داعية التقليد ويلزم الناس بقوله الباطل، ومن خالف قوله الباطل هو جبان عابث بالدعوة السلفية راضٍ بالظلم (سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)[النور: 16(كتبه أبو حمزة: محمد بن حسن السِّوَري
صباح يوم الأربعاء20/صفر/1434هجرية.
فصل رشاد ودفاعه عن نعمان الوتر
ومما سمعته في نفس المجلس المتقدم دفاعه الشديد عن نعمان الوتر، والوتر معروف إلى ساعتنا هذه أنه ما زال من أصحاب أبي الحسن المأربي نزيل اليمن، وقد لقبه شيخنا يحيى حفظه الله بحية بعدان، وهو كما قال، فأخبرته أن نعمان الوتر أنه هو هو ولم يتحسن عندنا حاله ولأنه في طعنه في شيخنا يحيى وفي دماج بكذا وكذا من الأشرطة ولم يصلح ما أفسد.
وربنا سبحانه وتعالى يقول: { إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا } قال ابن كثير رحمه الله: أي: رجعوا عما كانوا فيه وأصلحوا أعمالهم وأحوالهم وبينوا للناس ما كانوا كتموه { فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }.
قال ابن كثير رحمه الله أيضا: وفي هذا دلالة على أن الداعية إلى كفر، أو بدعة إذا تاب إلى الله تاب الله عليه،
قال العلامة الفوزان حفظه الله في شرحه لمسائل الجاهلية: تحت شرح كتمان الحق مع العلم به، قال: فلا تكفي التوبة المجملة،ولكن لا بد من البيان فيجب على من علم الحق أن يبينه للناس انتهى.
فهذا الرجل أعني الوتر لم يصلح حاله وتوبته الصادقة إلى السلفية.
والخلاصة أن الوتر لما رأى خلاف المشايخ ماختلفوا مع شيخنا يحيى سلمه الله رجع معهم لأن الهدف هو رمي دماج بسهم واحدة.
قال شيخنا حفظه الله نعمان الوتر كما في شرعية النصح والزجر والتحذير من دعاة الجهل والتحزب والتلبيس والتغرير: هذا من أردى الحزبيين ، يلقب بالحية الرقطاء ، كذّاب ، ومن الحزبيين المتصنعين ، وانظر لبيان كذبه وتصنعه للحزبيين ردود أخينا الفاضل عبدالله الإرياني فقد رد عليه في عدة ملازم ، ونعمان عبارة عن ذنب لأبي الحسن. انتهى
فصل رشاد وقوله عن شيخنا يحيى حفظه الله إن عنده غلو
وكان مما سمعته من رشاد في ذلك المجلس المتقدم في صنعاء طعنه في شيخنا يحيى حفظه الله بأن عنده غلو.
والجواب عن هذه الشبهة التي يدندن بها رشاد وأصحاب هذا الحزب الجديد: ما قال شيخنا يحيى أيده الله عن نفسه وقد سئل كما في أسئلة إخواننا من إب وهي مفرغة وموجودة على الشبكة يُقول السائل يقولون: إنكم تفرحون بالمدح، وتفرحون بمن قال فيكم (إمام الثقلين) ؟
قال شيخنا وفقه الله:
الجواب: والله يا أخي ما أفرح بالمدح والإطراء لا من قبل ولا من بعد، والله شاهد ومطَّلعٌ على القلوب، يأتي بعض الشعراء ببعض القصائد أنظر فيها أحذف منها ما هو يستحق الحذف، وبعض الشعراء أستحيي أن أقول له تعالى انظُر القصيدة، ربَّما يكون شاعراً قديماً ن وشاعراً له منافحة إلى غير ذلك، قد تكون الزلقة والخطأ: (وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا)[الأنعام:164]، وعلينا النصح، وعلينا البعد عن الإطراء، نحن نؤمن بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُطْرُونِى كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ»، فإذا كان هذا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: «أنا سيِّدُ الناس يوم القيامة ولا فخر»، صاحب اللواء المحمود والحوض المورود، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: «يَا سَيِّدَنَا، وَابْنَ سَيِّدِنَا، وَيَا خَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا بِقَوْلِكُمْ وَلَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولُ اللَّهِ». وأمثال ذلك كثير وقال: «بمثل هؤلاء فارموا، ثم قال: يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين»، قال الله: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ)[النساء:171].«ومن أوسع أودية الأباطل الغلوّ في الأفاضل».كما هو معروف من كلام المعلمي رحمه الله، هذا ديننا واعتقادنا، بغض الغلوّ، بغض الإطراء، بغض المخالفات، بغض الكلمات الشاردة عن الحقّ، وأننا ننصح أنفسنا بملازمة الحقّ قولاً وفعلاً، ونعتب على من يقول: الشعر أعذبه أكذبه، وهذا ما هو صحيح، بل أعذبه أصوبه، ويجب تحرّي الحقّ فيه والعدل فيه والإنصاف فيه، يجب تحرّي الحقّ في الشعر والنثر.الشعر حسنه حسن وقبيحه قبيح، والله عزّ وجلّ يقول: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً)[الإسراء:53]، فأنا أبغض الغلوّ فِيَّ ولستُ أهلاً لأن يُغْلَى فِيِّ، ما والله أرضى بذلك، وأبغض الغلوّ في الصالحين وأبغض الغلو حيث كان،هذا من عقيدة أهل السنة ودعوتهم، وكم لنا ولله الحمد من أشرطة في التحذير من الغلوّ وأهله ن والباطل وأهله، كل ذلك تدينا والله، فلا أقرّ المبالغة، ولست إمام الثقلين، أنا أدرّس إخواني وأقوم بمجهود وأسأل الله أن يكتب الأجر والمثوبة وأن يغفر الزلل والخطل، وتلك المقولة أنكرناها وننكرها على غيره ممّن زلّ.وإخواننا يرون كم أحذف من بعض الكلمات، بعضها ما فيها غلوّ ومع ذلك أقول احذف هذه ؛ دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، لا يحتاج إلى هذا.والشعراء -بعضهم له نزوة كما يقال- ربما تطفح عليه بعض الكلمات، ثم إن الذين قالوا هذه الكلمة قد تراجعوا عنها، هم أهل سنة، وتراجعوا عنها وتركوها، وأنا ما أنا إمام الثقلين، أنا مدرس طلابي، استخلفني الشيخ رحمه الله على هذا الدار للدعوة إلى الله عز وجلّ، نسأل الله البركة وكلٌ يشرحه عمله في الدنيا والآخرة، كلٌ سيقدم على ما قدم (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ)[الزلزلة:7-8] والحمد لله البركة حاصلة، لست بحاجة إلى الإطراء ولله الحمد البركة حاصلة في التعليم، والبركة حاصلة في الدعوة والبركة حاصلة في السنة، والبركة حاصلة في الدفاع عن الخير ودرع الشرّ عنا، والبركة حاصلة في وجوه كثيرة، ولكن ما أدري ما مقاصدهم بهذا أننا نقر هذا في أنفسنا عياذا بالله، وبعض الكلمات قد تٌقرأ أنا أكون مشغولا بالأوراق مشغول بالمستأذنين مشغول بأشياء؛ والله بعضهم ما ننتبه لهم، كم من قصيدة أشغل عن قراءتها إن انتبهت لها أو نُبّهت عليها نبهت عليها.
وقال شيخنا سلمه الله في إجابته على أسئلة طلاب معبر المنهجية
يقول السائل وفقه الله : الشبهة الخامسة: قولهم: (عندكم غلو وتعصُّب)!!.
قال شيخنا يحيى أيده الله: حسبنا الله ونعم الوكيل ، والله إننا نبغض الغلو و التعصب من قلوبنا ، ومعي رسالة في التعصُّب ، وما زلت أقول بمضمونها التعصب يا أخي من أعمال الشيطان ،تعصَّب لجنسه﴿خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾[الأعراف:الآية12].و هي منشورة ومطبوعة ولله الحمد ،ذم التعصب وفي الحزبية ، وهكذا الغلو ،عندنا عدَّة رسائل فيها ونعتقد ذلك ، ونحذر من الغلو واهله ، نحذر من الخوارج ، وغلاة القدرية و من سائر أهل البدع ، وأنا أعتقد أن الغالي هو الذي يغلو في شخص ويترك الدعوة من أجله ، يوالي من أجله ويعادي من أجله بغير حجة ، هات برهانك يا أخي ، لماذا تستنفِر من الدعوة ؟!! ، لماذا تفرق المسلمين؟!! قال : يا أخي هذا الرجل ، هذا العدني إما أن تتركوا الكلام فيه وإلا نحن معه ، إما أن تصصلحوا معه و إلا ما نصطلح معكم ،
هذا المبدأ من ؟!!هذا المبدأ ذاك البيت الشعري :
و هل أنا إلا من غُزَيَّة إن غوت ... غويت وإن ترشد غزيَّة أرشدِ
قل هاتوا العلم .إخواني في الله : أنتم درستم أين ثمرة العلم والدراسة و الدعوة سنين ، أين تعظيم الحق والإنصاف فيه والقيام به ، دعوكم من التلمس للشبهات و التماس من هناك وهناك ، فهذا ما هو صحيح ما الحجة؟ ما البرهان؟ عندنا وعند الله ، الناس الآن يريدون شيئاً واضحاً ، ما الحجَّة ؟ ما البرهان؟ خالف العلماء !! يا أخي معي الحجَّة ، انا أعظَّم دين الله أعظم دين الحق ، فإذا خالف فلان ، وعلان، اثنان.. ثلاث.. عشرة.. غيري من العلماء خالف الجمهور، و أبان الحق ، تجد شيخ الإسلام رحمه الله ،ربما خالف مئات الناس من الشافعية والمالكية و حرر أقواله ، وصار قوله هو الحق لأن الحق هو الميزان به قامت السماوات والأرض ، وتعظيمه تعظيم للنفس ، هذا هو بارك الله فيكم ، نتواصى بتقوى الله و بالسنَّة ، وبالعلم و ما إلى ذلك من الخير . هذه عبارة عن إكرام لأخواننا الزائرين بالرد على ماطلبوا من بيان هذه الشبهات التي ذكروا ، وإلا فنحن مقبلون على ما نحن عليه ، نعلم والله أن من جنى باطلاً أنه يضره في الدنياو الآخرة ، وأن من التزم بالحق ينفعه في الدنيا والآخرة كما دل عليه ذاك الحديث الذي تذاكرناه قبل أيام ، وإنما هذه مذاكرة .
ونسأل الله التوفيق وأن يدفع عنَّا وعن هذه الدعوة الفتن ما ظهر منها وما بطن وعن سائر المسلمين ، إلى هنا و الحمد لله .
وقال شيخنا يحيى سلمه الله في النصح الرفيع للشيخ ربيع وفقه الله الجزء الثاني مفرغ وهو منشور على هذه الشبكة المباركة : نحن نبرأ على الله من الغلو ثم نرمى به، وقد كان الشيخ نفسه لما رمانا أبو الحسن المصري بالغلو والحدادية، قال: هات برهانك هؤلاء قوم كذا وهؤلاء قوم كذا، وأثنى بالحق، فلما نقل له هؤلاء المحرشون علينا ما يريدونه انقلب يقول ما كان يدافع به عنا من أبي الحسن المصري...
وقال شيخنا سلمه الله في المصدر السابق: ولا أحب الغلو في ولا في غيري، أعوذ بالله نحن نعتقد قول النبي صلى الله عليه وسلم: لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ. انتهى كلامه.
ولشيخنا الناصح الامين كلمة منشورة ومفرغة في شبكة العلوم حول المبالغه في المدح في القصائد وغيرها وفيها رد على المفتونين الذين يرمون شيخنا بأنه يحب ذلك المدح والإطراء أو يرضى به
أخ يسأل عن المبالغة في المدح في القصائد وغيرها ؟؟
قال الشيخ _أعزه الله في الدارين _:ليست محموده المبالغه والإطراء منهي عنه , قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى إبن مريم إنما عبدالله ورسوله فقولوا عبدالله ورسوله )وهلك كثير من الناس بسبب الغلو والمبالغه والإطراء ولا تجد إنسانا عنده غلو وإطراء ومبالغه الاوهو عنده حيف عن الصواب , فنحن نبغض المبالغه والإطراء والغلو فينا أو في غيرنا وهذا ديننا وإعتقادنا ونرى أنه يجب ملازمة الحق شعرا ونثرا وقولا وفعلا لقول الله سبحانه وتعالى (ياأيها الذين أمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولوعلى أنفسكم أو الوالدين والاقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا و أن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا )ولقوله (وإذا قلتم فإعدلوا ولو كان ذا قربى )ولنا برسول الله صلى الله عليه وسلم إسوة حسنه لما قال رجل : يا سيدنا وأبن سيدنا ويا خيرنا وأبن خيرنا , قال : أيها قولوا بقولكم الاول ولا يستجرينكم الشيطان ) وفي لفظ (ولا يستهوينكم الشيطان ), محبة الغلو والإطراء والمبالغه خطيرة لا يرضاها مستقيم والله عزوجل يقول (ولا تكسب كل نفس الا عليها )ويقول (فذكر إنما أنت مذكر ""لست عليهم بمصيطر )ما ذنب علي بن أبي طالب لما ألهوهه ماذنبه ؟؟؟؟؟؟
لما قال بعضهم : أنت الله حقا , رضي الله عنه أنكر عليهم إنكارا شديدا وتابعهم حين ألهوهه وأنكر على المفضله والسبابه وأكر عليهم منهم من بلغ حد الشرك والكفر وهذا أدرك منهم من أدرك وقتلهم ومنهم من دون ذلك أنكر عليهم إنكارا (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان )فالواجب على المسلمين الواجب على المسلمين لزوم الحق وفي أهاليهم وفي إخوانهم وفي علمائهم وفي سائر الناس , إحترام العالم أمر مطلوب شرعا وإطرائه والمبالغة فيه أمر محذرو شرعا , وماأحسن قول إبن حزم قول ماذا المعلمي رحمة الله عليه : من أوسع أودية الباطل الغلو في الافاضل )ومامنا من أحد ونحن لسنا معصومين الا وهو ذلك المقصر فهو بحاجة الى عفو الله سبحانه وتعالى ورحمته وفضله ومنه وكرمه ونسأل الله عزوجل أن يسترنا بستره حتى نلقاه إنه عفو كريم فإن المغفرة هي ستر الذنب في اللغة , الغفر هو الستر والله التقصير حاصل والاعتراف بالقصور أيضا ماثل وسيد الاستغفار حديث شداد بن أوس رضي الله عنه عند الامام البخاري رحمه الله سيد الاستغفار أن تقول (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ،أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك على و أبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفرالذنوب إلا أنت)ففيه الاعتراف بالذنب وطلب المغفرة وهو حديث عظيم , السفاريني وغير السفاريني شرحوه له شروح مستقله ,إشتمل على فوائد عظيمه والحمد لله نلحظ ولله الحمد سكينه وتواضعا من إخواننا أهل السنة حفظهم الله ونحث ونحث على السكينه والتواضع (ماتواضع أحد لله الا رفعه الله )قارن نفسك بأئمة الحديث من أنت بجانب عبدالله بن مبارك ؟؟من أنت بجانب سفيان الثوري ؟؟من أنت بجانب الاوزاعي ؟؟من أنت بجانب حماد بن زيد في الحديث وأيضا في السنه مثل حماد بن سلمه والامام أحمد والامام الشافعي ومالك وأمثال هئولاء الائمه رحمهم الله فاذن نحن الحقيقه أننا بجانبهم لا شئ الا أن يقتح الله بفضله سبحانه ويعين وييسر (وماكان عطاء ربك محظورا )أي والله لا شئ وتأمل قول الله عزوجل (ياأيها الناس أنتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد *إن يشاء يذهبكم ويأت بخلق جديد *وما ذلك على الله بعزيز)وقول الله عزوجل ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) فالبركة كلها والخير كله في سلوك هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسائر السلف الصالحوالضرر والخطر والشر كله في الحيف والمشاقه مشاقة رسول الله(ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)ومن المشاقه ومن الحيف ومن الزلل والخطل والسوء , التفلت عن الحق أ و الغلو والافراط أوالتفريط والتوفيق كله بإذن الله عزوجل في السداد (سددوا وقاربوا وأبشروا وأستعينوا بالغدوة والروحه وشيئ من الدلجه القصد القصد تبلغوا )والله لا في صلاة ولا في رمي ولا كذلك في محبة الصالحين وغير ذلك كلها المبالغه فيها حتى وإن كانت فيها هو ظاهره العباده , الغلو والمبالغة والتشدد مذموم (مه عليكم بما تطيقون والله لا يمل الله حتى تملوا)ورأى حبلا ممدودا بين ساريتين قال : خلوه ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد )وقالوا يارسول الله قالوا : من نحن ؟؟ رسول الله غفر الله له ماتقدم من ذنبه وما تأخر فأتاهم فقال : أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما أني أتقاكم لله وأخشاكم له لكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني )أحاديث في الصحيح.الصحيحين وغيرها ولما واصلوا وخشي عليهم وأشتد عليهم الحال شرب أخذ الماء وشرب وهم ينظرون ورأى بعضهملا يزال مستمرا في صومه بعض الناس قال :أولئك العصاة أولئك العصاه )وأبيح الفطر في السفر والقصر في السفر كل لك للتخفيف (يرير الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر )(يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا )وقال : فمبثل هذا فأرموا وإياكم والغلو أخذ حصيات مثل حصى الخذف وكان ينفضهن ويقول : بمثل هذا فأرموا وإياكم والغلو .أعتبر مازاد على ذلك المقدار من الغلو .والله أعلم لو ترك الناس يعني لهم المجال في هذا الجانب بدون ذلك التحديد الشرعي كيق سيكون من المبالغات ومن الحجار الكبيره ؟ ربما الذي يريد أن يكثر الاحسان منهم منهم ويبالغ في الاحسان يأتي بحجر أكبر والاخر سيأتي بحجر بحجر أكبر واذا بالناس يبالغون في ذلك واذا بها صخور عند الجمره صخور . الجيد فيهم من يأتي له بصخره ويرجم بها فوق الجمره ويظن أن يقتل الشيطان نعم ولكن شوف كيف الشرع ماأعظمه عباره عن شريعه عباده حصيات مثل حصى الخذف يقول النبي صلى لله عليه وسلم (بمثل هذا فأرموا وإياكم والغلو )فما زاد على ذلك المقدار غلو وتأمل حال عوام الناس مساكين عند الجمار كيف يأخذ له حجر ووجهه يتقلب مغضب وأنت الذي فعلت كذا وجعلتني أفعل كذا وجعلتني ,خصام معركه عند الجمار يصيح ويصرخ ويرجم واذا بها خالفت شردت في ذلك الجانب ووقعت في رأس واحد من أين هذا ؟من الشيطان من الغلو جاء هذا من الغلو ذاك دمه يسيل وذاك مرجوم في جنبه وذاك كذا هذا يعني من الغلو الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسألة كيف في مسائل أخرى في العقيده وفي مسائل أخرى ؟ التجد مبتدعا الا وقد فتن بالغلو وماأوتي أهل البدع الا من قبيل الغلو هذا في الإطراء وهذا في المبالغه في بدعته وهذا وهذا الى أخره ولهذا يقول الله عزوجل (وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) قال في الحديث : عدلا خيارا فما خالف العدل والخيار وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه شطط وغلط وبين إفراط وتفريط (أمة وسطا )(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالعروف وتنهون عن المنكر ) فما كانت هذه الامه أخرجت الا بفضل الله ثم بمناقبها الطيبه المذكوره في هذه الايه وغيرها ومن تلك المناقب ماهو مذكور من سماتها وتأسيها برسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في تفسير قول الله عزوجل (ياأيها الني أنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ) قال أنا لنقراء هذه الايه _أي في الكتب المتقدمه _أنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين لست بفض ولا غليظ ولا سخاب في الاسواق ولا تجزئ بالسيئة السيئه ولكن تعفو وتصفح وأنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل .......) الحديث هذه صفات عظيمه الواجب علينا التأسي بها في مكارم الاخلاق وغيرها هذا هو الواجب ونعوذ بالله مما خالف الصواب ولا يعني ذلك الجفاء .أنزلوا الناس منازلهم وأهل الحقد والحسد لا يحبون أن يذكر السلفي بخير مجرد ذكر يؤلمهم ويقلقلهم مع أنهم يصبون الغلو والإطراء على من هو في صفهم وان كان دون ما يقولون بالالاف المرات فلا هذا ولا هذا الحق ينبغي أن يضبط ويفهم ويسلك وذلك المسلك الطيب قال النبي عليه الصلاة والسلام لحسان رضي الله عنه : أهجوهم وروح القدس معك قال : لهو أشد عليهم من وقع النل . أي الهجاء وبيان ما رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه من ما مكنه الله عزوجل وأتاه من فضله انتهى
فصل رشاد وطعنه في شيخنا يحيى سلمه الله بقوله إن النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ
وكان مما سمعته من رشاد أصلحه الله في نفس المجلس المتقدم، تكراره أن شيخنا يحيى حفظه الله لم يتراجع التراجع التام عن قوله: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ،
وهذه الشبهة التي يدندن بها أصحاب الحزب الجديد، أن شيخنا يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ لم يقل هذا شيخنا قط فهاهي كتبه وأشرطته نتحداهم أن يثبتوا ذلك، وقد رد شيخنا يحيى سلمه الله كما في الإجابة عن أسئلة أصحاب إب المنهجية عن ما دار في هذه المسألة بخصوصها.
يقول السائل :
السؤال الثالث: هل تقرون قول من قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقبل كلامه إلا بدليلٍ وحجَّة ؟
قال شيخنا يحيى أيده الله:
الجواب: هذا لا يقرُّه من يعظِّم ويوقِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الله عزَّ وجلَّ: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)[الأحزاب:21] وقال الله عزَّ وجلَّ: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)[الأحزاب:36]. وقال الله: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)[الحشر: 7]. وقال الله عزَّ وجلَّ: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)[النساء:165].
وقال الله عزَّ وجلَّ: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[النور:63]. كل هذه الأدلة تدلُّ على وجوب قبول ما أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنَّ ما أبانه، وقوله حجَّةٌ، (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ)مبلغين عن الله تعالى.قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)[المائدة:67].
يقول السائل:
السؤال الرابع: وهل السنَّة معظمها وحيٌ ؟ أو كلُّها وحيٌ ؟
الجواب:السنَّة كلُّها وحيٌ، قال الله عزَّ وجلَّ: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)[النجم:1-4].وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو: «اكْتُبْ فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلاَّ حَقٌّ».وعلى ذلك قال بعض المفسرين:ومنهم ابن كثير في أوَّل ”تفسيره“:«إن السنة كلها وحيٌ» اهـ، كلام جيِّد.ولشيخ الإسلام في ”مقدمة أصول التفسير“ كلام جيِّد:حول السنَّة وما كان من هذا الباب، وعلى ذلك أهل العلم، إلاَّ أن منها ما هو توقيفي:قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)[الإسراء:85].من نظير هذا الدليل: لمَّا جاء ذلك الرجل فقال يا رسول اللَّه كيف ترى في رجل أحْرَمَ بِعُمْرَةٍ، وَهْوَ مُتَضَمِّخٌ بِطِيبٍ فَسَكَتَ النَّبِىُّصلى الله عليه وسلم سَاعَةً فَجَاءَهُ الْوَحْيُ، فَأَشَارَ عُمَرُ رضي الله عنه إِلَى يَعْلَى، فَجَاءَ يَعْلَى، وَعَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَوْبٌ قَدْ أُظِلَّ بِهِ فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُحْمَرُّ الْوَجْهِ، وَهُوَ يَغِطُّ ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ: «أَيْنَ الَّذِى سَأَلَ عَنِ الْعُمْرَةِ» فَأُتِىَ بِرَجُلٍ فَقَالَ: «اغْسِلِ الطِّيبَ الَّذِى بِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَانْزِعْ عَنْكَ الْجُبَّةَ، وَاصْنَعْ فِى عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجَّتِكَ»، فهذا ما أجابه حتى جاء التوقيف والبيان عن الله سبحانه وتعالى بهذه السنَّة التي هي وحيٌ وأخبر به ذلك الرجل المحرم فيما أحرمَ به.ومنها توفيقية: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم القولَ فيأتي الدليل يؤيِّدُ قولهُ، وكان القرآن من دفاع الله عن نبيه وتأييد قوله، وهكذا في السنَّة والأدلة كثير لو أراد الإنسان أن يبرزها في شريط أبرزها، وإنما القصد الإلماح إليها، هذه يسمونها توفيقية ؛ قال هذا القول فوفق فيه، وأيَّده الدليل، بل إن القرآن والتوفيق حصل لعمررضي الله عنه قال أقوالاً فوفِّقَ فيها وأيَّده الوحي سواءً في الأسرى أو في قوله: «حجِّب نساءك يا رسول الله» أو غيرها مواضع معروفة، وجمعت في رسالة.ولكن قد يكون أكثر ما يكون منها ما كان بالتوقيف لأن: الإمام الشافعي قال:
كما نقله شيخ الإسلام في ”مقدمة أصول التفسير“(ص39) في فصل ”تفسير القرآن وتفسيره بالسنة وأقوال الصحابة“ قال:«فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له».بل قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي:«كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ما فهمه من القرآن». اهـ هذا على أنه السنة معظمها توقيف، لا سيما القوليّة.
وقال أخونا الفاضل الجيجلي في رسالته الناصح الأمين وكشف شبهات المرجفين ومن هؤلاء المرجفين رشاد الحبيشي وعبدالعزيز البرعي.
قال أخونا الفاضل أبو العباس ياسر بن مسعود الجيجلي حفظه الله: الشبهة الأولى: نسبة الخطأ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم!!
قبل مناقشة زيف هذه الدعوى- أقديم بمقدّمتين مهمّتين:
المقدّمة الأولى: جواز وقوع صغائر الذنوب من الأنبياء عند أهل السنّة إلاّ ما كان من صغائر الخسّة ، ومخالفة الروافض وغيرهم لهذه العقيدة السلفيّة:
قال الله عز وجل: ﴿وعصى آدم ربه فغوى﴾
وقال العلامة الشنقيطي -رحمه الله-: ((وقوله تعالى في هذه الآية ﴿وعصى آدم﴾ يدل على أن معنى غوى: ضل عن طريق الصواب -كما ذكرنا- وقد قدمنا أن هذه الآية الكريمة وأمثالها في القرآن هي حجة من قال بأن الأنبياء غير معصومين من الصغائر؛ وعصمة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم مبحث أصولي لعلماء الأصول ، فيه كلام كثير واختلاف معروف ، وسنذكر هنا طرفاً من كلام أهل الأصول في ذلك؛ قال ابن الحاجب في "مختصر الأصول": مسألة: الأكثر على أنه لا يمتنع عقلا على الأنبياء معصية ، وخالف الروافض وخالف المعتزلة إلا في الصغائر ، ومعتمدهم التقبيح العقلي ، والإجماع على عصمتهم بعد الرسالة من تعمد الكذب في الأحكام لدلالة المعجزة على الصدق؛ وجوزه القاضي غلطاً وقال: دلت على الصدق اعتقاداً ، وأما غيره من المعاصي فالإجماع على عصمتهم من الكبائر والصغائر الخسيسة ، والأكثر على جواز غيرهما.أهـ منه بلفظه.
وحاصل كلامه: عصمتهم من الكبائر ومن صغائر الخسة دون غيرها من الصغائر)).[26]
قال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ -رحمه الله-: ((وأما قولهم في عصمة الأنبياء ، فالذي عليه المحققون: أنه قد تقع منهم الصغائر، لكن لا يقرون عليها، وأما الكبائر فلا تقع منهم)).
قال شيخ الإسلام رحمه الله: ((فإن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر: هو قول أكثر علماء الإسلام وجميع الطوائف ، حتى إنه قول أكثر أهل الكلام!! كما ذكر أبو الحسن الآمدي: أن هذا قول أكثر الأشعرية ، وهو أيضا قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء ، بل هو لم ينقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول ولم ينقل عنهم ما يوافق القول[. . .]
وإنما نقل ذلك القول في العصر المتقدم: عن الرافضة ثم عن بعض المعتزلة ، ثم وافقهم عليه طائفة من المتأخرين؛ وعامة ما ينقل عن جمهور العلماء: أنهم غير معصومين عن الإقرار على الصغائر ولا يقَرون عليها ولا يقولون إنها لا تقع بحال.
وأول من نقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقا وأعظمهم قولا لذلك: الرافضة))[29]
المقدمة الثانية: وقوع الاجتهاد من الأنبياء ، وقد يكون صوابا فيقرّهم الوحي ، أو خطأ فيصوّبهم الوحي:
جاء في "مجلّة البحوث الإسلامية" الصادرة عن الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلميّة والافتاء ، بإشراف الإمام العلامة عبد العزيز ابن باز -رحمه الله-: ((وقد كان باب الاجتهاد مفتوحا زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- واتفق العلماء على وقوع الاجتهاد منه -صلى الله عليه وسلم- في الأقضية وفصل الخصومات ، وفي أمور الحرب وفي شئون الدنيا؛ واختلفوا في وقوع الاجتهاد منه فيما عدا ذلك؛ والراجح أنه وقع الاجتهاد منه مطلقا حتى في العبادات[30] وهو ما عليه جمهور العلماء ومنهم الأئمة الأربعة . . . . . . .
. . ومثال اجتهاده -صلى الله عليه وسلم- في العبادات: أنه ساق الهدي في حجه ونوى القران بدليل أنه قال للصحابة: لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي.
ولو كان سوق الهدي بالوحي لما قال: ((لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت)).
ومثال اجتهاده -صلى الله عليه وسلم- في العبادات أيضا: استغفاره لبعض المنافقين وصلاته على بعضهم ، كما ثبت أنه صلى على عبد الله بن أبيّ ، واستغفر لعمه أبي طالب ، فنزل قول الله سبحانه في شأن استغفاره للمنافقين: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ ونزل قوله تعالى في شأن صلاته -عليه الصلاة والسلام- على عبد الله بن أبي : ﴿وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ﴾[32].
ونزل قوله تعالى في شأن استغفاره -صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب : ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾[33].
وإذا أخطأ النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يقر على ذلك ، ونزل عليه الوحي لبيان الصواب ، كما حصل منه -عليه الصلاة والسلام- في أخذ الفداء من أسرى بدر ، وفي استغفاره لعمه أبي طالب[34] ولبعض المنافقين وصلاته على بعضهم)).[35]
جاء في فتوى (6290) للجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز -رحمه الله-: ((نعم الأنبياء والرسل يخطئون ، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم))
وقالت اللّجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز -رحمه الله-: ((والراجح وقوع الخطأ من النبي -صلى الله عليه وسلم- لكنه لا يقر عليه)).[36]
قال العلاّمة الإمام محمّد ناصر الدين الألباني: ((هنا يأتي سؤال ، هل للنبي -صلى الله عليه وسلّم- تصرفات في الشرع -في الأحكام الشرعية- يمكن أن يصيب فيها و أن يخطأ لأنه اجتهد ولم يوح إليه في شيء من الاجتهادت ، هل هذا وقع أو كلّ ما جاء من كلام الرسول -صلى الله عليه وسلّم- فيما يتعلّق بالأحكام الشرعيّة: كلّ ذلك وحي ؟؟! أقول في الجواب عن هذا السؤال ، وإنّما أطرحه للانتباه إلى نكتة الجواب -أوّلا- ولأنّ كثيرا من النّاس اليوم ممن ينتمون إلى حزب من الأحزاب الإسلامية . . . .[37] يوجد هناك حزب إسلامي في هذه البلاد وفي غيرها ، يقول: إنّه لا يجوز للرسول -عليه السلام- أن يجتهد !! الرسول لا يجتهد !! هكذا زعموا !! لكن: هذا الزعم مرفوض بكثير من النّصوص ، الذين ادّعوا هذا الادعاء نيّتهم -الله أعلم- أنها حسنة ، لكنّها من حيث الثمرة: هي سيّئة! لأنّها تشبه نيّة كثير من الفرق القديمة ، التي أنكرت نصوصا في الكتاب والسنّة صريحة ، لتوهّمهم أنّ التمسك بهذه النصوص على ظاهرها -كما يزعمون- تؤدّي إلى تعطيل الشّريعة أو الطّعن في جانب من جوانبها ، فالذين يقولون: إن الرسول عليه السلام لا يجتهد !! سيقولون -إذن- نحن ما يدرينا إذا أخذنا برأي من آراء الرسول [صلى الله عليه وعلى آله وسلّم] التي اجتهد فيها أن يكون قد أخطأ ؟!!
هنا يأتي الجواب: إن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلّم- إذا كان يقول: ((إذا اجتهد الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، فإن أخطأ فله أجر واحد))[38] فرسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أولى بالاجتهاد ، وأقرب إلى إصابة الصواب[39] ، وأن يأجر ذلك الأجر المضاعف ، فلماذا نقول إن الرسول [صلى الله عليه وعلى آله وسلّم] لا يجتهد !! وقد اجتهد فعلاً.
لكنّنا نقول: إن اجتهد فأخطأ: فسرعان ما يصوّبه الوحيُ ، هذا الذي قلته آنفا ﴿يوحى إليّ﴾ أي: يوحى إليّ بحكم شرعيٍّ ، أو بتصويب لاجتهادٍ نبويًّ ، فحينئذٍ نحن نكون في مأمن من أن نكون متّبعين للرّسول [صلى الله عليه وعلى آله وسلّم] في شيء اجتهد فأخطأ -حاشاه من ذلك- لذلك: هذا يُأَدّي بنا إلى أن نتّخذ هذا الجواب قاعدة ، للردّ على بعض الدكاترة -وهنا بصورة خاصة- في الجامعة الأردنيّة . . .[40] إذن: إذا جاء مثل قوله تعالى: ﴿عبس وتولّى﴾ إذن: هذا مثال واقعي ، كيف نقول أن الرسول -صلى الله عليه وسلّم- لا يجتهد ؟؟! ها هو قد اجتهد لكنّه لم يقرّ ﴿وما يدريك لعلّه يزّكى * أو يذّكر فتنفعه الذّكرى﴾ وكثير من الأحكام التي صدرت عن الرسول عليه السلام توحي إلينا -من كلامه عليه السّلام- لا من كلام ربّ العالمين ، أنّها اجتهاد منه . . .[41] فهو إذا اجتهد فأخطأ لا يقرُّ ، ينبّه بماذا؟ بطريقة الوحي . . .[42] أمّا الرسول عليه السلام فهو معصوم من أن يقرّ على خطأ))[43]
موافقة كلام الشيخ العلامة يحيى الحجوري للحق والصواب ، وكلام العلماء
من خلال هذا العرض يتبيّن -بحمد الله- أنّه قد يكون النبي صلى الله عليه وسلم اجتهد في بعض المسائل ينزل الوحي ببيان أنه خطأ فينبّههم الله عزّ وجلّ على هذا ، ويتبيّن -أيضا- أنّ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد يقعون في صغائر الذّنوب غير الذميمة ، ولا شكّ أنّ هذه الذنوب أخطاء لا صواب ، وليس في هذا أي انتقاص لهم ، أو حطّ عليهم ، أو إنزال لمكانتهم ، بل هذا هو الحقّ الدّال على بشريّتهم ، ومن هنا تعلم صواب كلام الشيخ العلاّمة الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله- لمّا قال: ((..نعم إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في بعض المسائل.
لكن! اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم يكون توفيقاً ، فالسنة توقيفية وتوفيقية ، أما على التوقيف على دليل يأمره الله بذلك ، أما على التوفيق يقره الوحي على ذلك.
وما كان مخطئا في ذلك ينزل الوحي في أسرع وقت في بيان ذلك الغلط.
ومن ذلك ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى *﴾ من وسائل الدعوة هذا ، أقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- على بعض أشراف قريش يعظهم ويطمع في إسلامهم عليه الصلاة والسلام ، وأتى ابن أم مكتوم أعمى ويسأل النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أمور دينه ، والنبي صلى الله عليه وسلم كره هذا منه ، كره أن يتكلم وهو يتكلم مع أولئك الأشراف يدعوهم إلى الله وابن أم مكتوم يسأل في ذلك الوقت رضي الله عنه .
فبعد ذلك نزل التأديب من الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى﴾ كره ذلك وعبس وجهه من ابن مكتوم ، أنزل الله ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى * كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ﴾ إنها تذكرة عليك التذكرة أنت.
هذا من وسائل الدعوة التي أخطأ فيها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ أدبه ربه بالوحي أدبه ربه بالوحي ، أدبه ربه وأنزل قرآنا يتلى في بيان تصويب هذا الخطأ.
همّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرد أناسا من أصحابه لقصد إقبال بعض أشراف قريش قالوا: اطرد هؤلاء لا يجترؤون علينا؛ فوقع في نفس النبي صلى الله عليه وسلم شيء من ذلك فأنزل الله تعالى تعديل هذا الخطأ ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ هذا من وسائل الدعوة.
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا دعا على أناس اللهم عليك بفلان وبفلان وبفلان ، نزل الوحي في تعديل هذا الخطأ ، نزل الوحي ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ نعم والذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأوقات اسلموا وذكرهم الحافظ ابن حجر في الإصابة جملة من الذين و نقلناه عن الحافظ أيضا في الصبح الشارق بأسمائهم.
الشاهد أن كثيرا من الناس أتوا من هذا الباب أن مسألة الدعوة للإنسان أن يخوض للإنسان فيها أن يخوض ويصول ويجول وبرأيه وبحكمته فيما يزعم هو ، بحكمته فيما يزعم وبحذلقته وببرمجته إلى آخر ما يقولون.. اهـ
وقد ذكرت في أصل هذا المختصر كلام عدد من العلماء يوافق ما قرّرت هنا ، فليرجع إله من أراد مزيد بيان.
الشبهة الثانية: هل كلّ السنّة وحي ؟!
وهذه المسألة تخرّج على ما قبلها ، فالقول الذي يقوله الرسول -صلى الله عليه وسلّم- باجتهاد فليس من الوحي ، بل الوحي قد يقرّه أو يخطئه ، ومع هذا شغّب الحزبيّون على الناصح الأمين في هذه المسألة ، لما قال: ((السنة معظمها وحي)) ثم ذكر تفصيلا طيّباً في هذه المسألة، قال في آخره: (فالسنة توقيفية وتوفيقية)) مرد ذلك إلى أنه كله وحي إما توقيفاً أو توفيقاً. وجعلها بعضهم من (الأصول التي خالف فيها الحجوري)[47]!! ولو أنّ هؤلاء تجرّدوا عن الهوى ، وراجعوا كلام أهل العلم: لعلموا أنّهم قد أبعدوا ، وأخطأوا ، وغلطوا ، وتعدّوا ، وجارُوا وظلموا . . .إلخ.
وقد أشار الإمام الألباني -رحمه الله- إلى هذه المسألة في شريطه المشهور "هذه دعوتنا" فقال: ((الحديث إذا لم يكن وحيا مباشرا على قلب نبيّه -صلى الله عليه وسلم- وإلاّ فهو اقتباس من الآية السابقة))أهـ
وقد يتمسّك من ينكر هذا ببعض النّصوص[48] التي لا تسعفه فيما يذهب إليه ، منها: قوله تعالى: ﴿قل إنما أتّبع ما يوحى إليّ من ربّي﴾ [الأعراف:203] ولا حجّة لهم في هذه الآية ، لأنّ الله تعالى لم يقل: (قل إنما أتكلّم بما يوحى إلي) !! بل قال: ﴿ أتّبع ﴾ والرسول -صلى الله عليه وسلّم- إذا اجتهد فيما ليس فيه نصّ وحي: كان متّبعا للوحي ، قال ابن النّجار -رحمه الله-: ((ولا حجة للمانع في قوله تعالى: ﴿إن أتبع إلا ما يوحى إلي﴾ فإن القياس على المنصوص بالوحي اتباع للوحي.))[49]
وقد يستدلّون بقوله تعالى: ﴿إن هو إلاّ وحي يوحى﴾ ولا حجّة لهم في هذا ، فإنّ الله يتكلّم في هذه الآية عن القرآن لا عن السنّة ، ويأكّد أنّه وحي من الله ، وأنّ الرّسول -صلى الله عليه وسلّم- لم يأت به من الهوى !! –وحاشاه- قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: ((﴿إن هو إلا وحي يوحى﴾ يعني ما القرآن ﴿إلا وحي يوحى﴾ أي: وحي من الله -عز وجل
قال ابن الجوزي -رحمه الله- عند هذه الآية: ((﴿إن هو﴾ أي: ما القرآن ﴿إلا وحي﴾ من الله ﴿يوحى﴾ وهذا مما يحتج به من لا يجيز للنبي أن يجتهد!! وليس كما ظنوا. انتهى من رسالة الناصح الأمين وكشف شبهات المرجفين.
فتبين من هذا أن شيخنا لم يقل إن النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ، كما يزعم هذا المرجف رشاد الحبيشي، ولعله تلقف هذه الفرية من الشيخ عبدالعزيز البرعي فإنه كان كثير المجالسة له.
وقد سئل شيخنا الشيخ جميل الصلوي -حفظه الله-: ماذا تقول في الذي يطعن في الشيخ يحيى وهو لا يزال موجودا هاهنا (أي في دار الحديث)؟
الجواب: ((لا يطعن في الشيخ يحيى إلا مطعون ، هذا الشيخ الجليل المبارك يستحق منا الاحترام والإجلال والإكرام والدعاء له بظهر الغيب بالهدى والسداد والتوفيق والإعانة على الخير، وهذا من برّ الطالب بشيخه، من برّ الطالب بشيخه، والطعن في علماء السنة علامة من علامات أهل الأهواء، فلا يجوز لأحدٍ أن يطعن في شيخٍ من مشايخ السنة، بل لا يجوز له أن يطعن في مسلم من المسلمين بباطل، وإذا حصل منه ما يوجب النصح انصحه، هذا هو الواجب (الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) إن رأيتَ خطأً صدر من أحد فانصح له، فتحيّن الوقت المناسب والأسلوب المناسب في نصحه تؤجر، وإن لم تنصح وقصّرت في ذلك ربما وقعت في الغيبة والطعن والوخز وهذا خطر عليك، لاسيما إذا كان الإنسان يطعن في عالمٍ في وليٍّ من أولياء الله يُعرّض نفسه لحرب الله، والنبي –صلى الله عليه وسلم- قد قال: قال الله تعالى: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب)[24] فلا يجوز لأحدٍ أن يتعرض لهذه العقوبة وأن يؤذي نفسه وأن يتشبه بأهل الأهواء، فعلماء السنة يجب علينا أن نجلّهم وأن نحبهم وأن ندعو لهم وأن نكون عونا لهم على الخير، والذي يطعن في مشايخ السنة في قلبه مرض، يجب عليه أن يفتّش عن نفسه، وأن يتوب إلى الله توبة نصوحا.
حقيقةً: الشيخ يحيى يقوم بواجبٍ عظيم أقدره الله على هذا الأمر بالتأليف والتعليم والتحقيق وحلّ المشاكل وتقبّل المشاكل، وهيئه الله لأمور كثيرة، نسأل الله أن يُعيننا وإياه وأن يحفظنا وإياه.
والشيخ يحيى يتكلم من أجل الله سبحانه وتعالى ونصحاً لله ولدين الله سبحانه وتعالى، وحقيقةً أحدنا قد يجبُن عن كثير من الأمور والشيخ يحيى يتكلم فيها، فإن كنت تعتقد أنه قال خلاف الصواب فانصح له، فليس أحد أكبر من النصيحه، ولا يجوز لك أن تطعن وتُفسد.))[25]. انتهى من رسالة الناصح الأمين وكشف شبهات المرجفين.
فصل رشاد وزيادة الانحراف بعد تلك الجلسة في صنعاء
ثم على إثر تلك الجلسة مع رشاد المخذول بدأت النفوس تنفر منه وبدأت ملامح الانحراف تظهر عليه
فصل رشاد والكذب على الأخوة في صنعاء من أنه سيرجع إلى دماج وكثرة إخلاف الوعد منه
وقد كان الأخوة الأفاضل في صنعاء من أصحاب حبيش ووصاب وغيرها في غاية من الحرص على رجوع رشاد المخذول إلى دماج قلعة العلم والسنة بدماج حرسها الله، وكانوا قد تكفلوا له بحق الرحلة من صنعاء إلى دماج ونقل العفش على حسابهم، ولكن كعادته من المرواغة وإخلاف الوعد، يعدهم من السبت، إلى الإثنين وهكذا على مدى الأسبوع، وفي الأخير تبين أنه يكذب عليهم في ذلك، ومن هاهنا نعلم مدى صحة ما قاله شيخنا الوادعي رحمه الله أركان الحزبية ثلاثة: الكذب والتلبيس والمكر.
وفي الصحيحين من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: « آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ ».
قال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم عند هذا الحديث: فالذى قاله المحققون والاكثرون وهو الصحيح المختار أن معناه ان هذه الخصال خصال نفاق وصاحبها شبيه بالمنافقين فى هذه الخصال ومتخلق باخلاقهم فان النفاق هو إظهار ما يبطن خلافه وهذا المعنى موجود فى صاحب هذه الخصال ويكون نفاقه فى حق من حدثه ووعده وائتمنه وخاصمه وعاهده من الناس لا أنه منافق فى الاسلام فيظهره وهو يبطن الكفر ولم يرد النبى صلى الله عليه و سلم بهذا أنه منافق نفاق الكفار المخلدين فى الدرك الاسفل من النار وقوله صلى الله عليه و سلم كان منافقا خالصا معناه شديد الشبه بالمنافقين بسبب هذه الخصال قال بعض العلماء وهذا فيمن كانت هذه الخصال غالبة عليه فأما من يندر ذلك منه فليس داخلا فيه فهذا هو المختار فى معنى الحديث وقد نقل الامام أبو عيسى الترمذى رضى الله عنه معناه عن العلماء مطلقا فقال: انما معنى هذا عند أهل العلم نفاق العمل. انتهى
وقد كان يتصل علي الإخوة من صنعاء وعلى رأسهم الأخ أبو حذيفة محمد بن حسن الحبيشي ، وغيره من الإخوة الأفاضل ويسألوني عن حضور محاضرته في جامع الخير، فقلت لهم: أنصحكم بعدم الحضور لأن الرجل عنده وعنده .... فاستجابوا لذلك جزاهم الله خيرا، وتركوا حضور محاضراته، فلما بلغه الخبر وهجر الشباب له في صنعاء انزعج من ذلك وتألم من ذلك، وتذقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله.
فصل رشاد ونزوله عند المفتونين من أصحاب عبدالرحمن العدني
كان رشاد في خروجه الدعوي كثير النزول عند المفتونين في هذه الفتنة الجديدة فتنة ابن مرعي سواء في يافع أو في البيضاء أو في إب أو في غيرها، وكما قيل: الطيور على أشكالها تقع فكنت أناصحه في ذلك فلم يقبل النصح.
ونحن من بداية الفتنة ما رأينا حديثه وجلوسه ووده إلا للمفتونين الذين يطعنون في شيخنا يحيى سلمه الله وفي دار الحديث بدماج حماها الله وفي طلاب دماج حفظهم الله.
وكم قد حذر السلف الصالح رحمهم الله من مجالسة أهل الأهواء والبدع قال أبو داود: قلت لأحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهل السنة مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه ؟
قال :لا، أو تُعْلًمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به.
و قال ابن مسعود: المرء بخدنه ا.هـ «كما في طبقات الحنابلة (1/ 160) ومناقب أحمد لابن الجوزي ص250»
وقال الأوزاعي: من ستر عنا بدعته لم تخف علينا ألفته.
وقال ابن المبارك: من خفيت علينا بدعته لم تخف علينا ألفته.ذكره في (الإبانة الصغرى ص156).
وقال معاذ بن معاذ: قلت ليحيى بن سعيد: يا أبا سعيد الرجل وإن كتم رأيه لم يخف ذاك في ابنه ولا صديقه ولا في جليسه.
وقال الغلابي: كان يقال: يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة.
وقال ابن عون: من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع.
ولما قدم سفيان الثوري البصرة ، جعل ينظر إلى أمر الربيع - يعني ابن صبيح - وقدره عن الناس ، سأل أي شيء مذهبه ؟ قالوا: ما مذهبه إلا السنة . قال: من بطانته ؟ قالوا: أهل القدر. قال: هو قدري ا.هـ.
ذكر هذه الآثار ابن بطة في الإبانة الكبرى (2/453)، ثم قال تعليقاً على كلام الإمام سفيان الثوري: لقد نطق بالحكمة فصدق وقال بعلم، فوافق الكتاب والسنة، وما توجبه الحكمة ويدركه العيان ويعرفه أهل البصيرة والبيان، قال الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذًينَ آمَنُوا لا تَتَّخًذُوا بًطَانَةً مًنْ دُونًكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنًتُّمْ). آل عمران (118). فإذا تبين هذا وتقرر فقد جعل سلفنا الكرام أمارة عظيمة ينكشف بها أهل الباطل، وإن تستروا وتقنعوا بأقنعة أهل السنة خديعة لأهل الحق أهل السنة، من هذه الأمارات معرفة أهل الباطل وأهل البدعة بأخدانهم وألفتهم وجلسائهم وبطانتهم انتهى المراد
فصل طعن رشاد في شيخنا وهو ما زال طالبا بين يديه في دار الحديث بدماج
ومما سمعته منه في دار الحديث بدماج حماها الله أنه قال لي في بعض الجلسات الخاصة: لو كان الشيخ يحيى في حجور لم يحضر عنده إلا عشرة أو كما قال.
وهذا الكلام يدل على ما عند هؤلاء القوم من الحقد على شيخنا وهو كان يحسن الظن بهم، ويجعلهم يتكلمون وينصحون ويحاضرون بين يديه وهذا الكلام لي معه وقفات:
1- أن هذا من التخرصات والكذب والبهتان يقول الله عزوجل: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) سورة الإسراء (36)
وقال تعالى:( { قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) النمل (65) .
2- العالم أينما وقع نفع فهو كالسيل سواء في دماج أو في حجور أو في مكان، وهات أنت اليوم في قاع القيضي وأنت مجرد طوليب علم فقل لي بالله كم الحضور عندك أربعة أو أقل.
3- هب أنه لم يحضره له إلا عشرة طلاب أهم شيء أن يكون على الحق والهدى، أهم شيء أن يكون على استقامة على ثبات على كتاب وسنة، ألم تقرأ قول الله عن إبراهيم: { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [النحل: 120].
وقال تعالى عن نوح عليه الصلاة والسلام: (وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلا قَلِيلٌ } [هود:40.
قال ابن كثير رحمه الله: أي: نزر يسير مع طول المدة والمقام بين أظهرهم ألف سنة إلا خمسين عاما، فعن ابن عباس: كانوا ثمانين نفسا منهم نساؤهم. وعن كعب الأحبار: كانوا اثنين وسبعين نفسا. وقيل: كانوا عشرة. وقيل: إنما كانوا نوح وبنوه الثلاثة سام، وحام، ويافث، وكنائِنِه الأربع نساء هؤلاء الثلاثة وامرأة يام. وقيل: بل امرأةُ نوح كانت معهم في السفينة، وهذا فيه نَظَرٌ، بل الظاهر أنها هلكت؛ لأنها كانت على دين قومها، فأصابها ما أصابهم، كما أصاب امرأة لوط ما أصاب قَومها، والله أعلم وأحكم. انتهى كلامه
قلت: وفهؤلاء بعض الأنبياء ومع هذا لم يكن معهم إلا القليل فالأكثرة لا تحمد إلا إذا كانت على الحق والاستقامة والهدى والنور، و أما إذا كانت الكثرة على باطل فهي مذمومة،
قال تعالى: { وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ } أي: أكثر الناس خارجون عن طاعة ربهم، مخالفون للحق ناؤون عنه، كما قال تعالى: { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } [يوسف: 103].
وقال تعالى: { وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } [الآية] (4) [الأنعام: 116].
وفي صحيح مسلم رقم (220) عن ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: « عُرِضَتْ عَلَىَّ الأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبِىَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ وَالنَّبِىَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ وَالنَّبِىَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ).
والحمد لله فشيخنا يحيى أيده الله قد لقي قبولا من اليمن وخارجها فسار كلامه مسموعا ولم يرحل إلى أحد في هذا العصر مثله والفضل في ذلك لله عزوجل أولا وآخرا وأبدا.
فصل رشاد واحتياله على تغيير الوقف
وقد تقدم قبل أن من أسباب انحراف رشاد الميول إلى الدنيا، وتغيير الوقف من ذلك أي من باب محبة الدنيا، وبيان ذلك أنه كان يخطب في مسجد آل جميدة بصعدة، فقام التجار منهم واشتروا له بيتا في دماج وقفا باسم الدعوة يسكن فيه رشاد ما دام في دماج كما أخبرني هو بنفسه وتفاصيل ذلك عند الشيخ أحمد الوصابي، فإن ورقة وقفية البيت معه ثم بعد أيام ونحن في دماج فقال: إن البيت أهدي إلي فسكت وظنتت أن هذا الكلام حق ولم أفتش عن حاله.
ولما حصلت هذه الفتنة الأخيرة فتنة الوصابي ومن تعصب له اتصل ببعض الناس إلى دماج وعرض أدواته المنزلية للبيع وسمعنا أنه أراد أن يبيع البيت فدار في ذهني مسألة البيت كيف يبيعه وهو وقف للدعوة فاتصلت بأحد أبناء جميدة وهو الأخ أحمد سالم وهذا رقمه (777400000) وسألته عن البيت الذي أوقفه للدعوة هل أهدي لرشاد أم ما زال وقفا كما هو؟
فغضب الأخ أحمد جميدة وقال: إن البيت ما زال وقفا للدعوة، وسأتصل بالشيخ أحمد الوصابي إلى دماج واتصل به وأكد لي بتصالين أن البيت ما زال وقفا للدعوة فانظر على احتيال ونصب ممن ينصبون أنفسهم للدعوة ويتصدرون لذلك، الشاهد: احتيال رشاد في بيع البيت الذي أوقف للدعوة، وربنا يقول في كتابه الكريم:: { فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ }.
وفي الترمذي وغيره من حديث كعب بن عياض رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال.
وروى ابن ماجه من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال : " خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم: و نحن نذكر الفقر و نتخوفه ، فقال: أالفقر تخافون ؟ والذي نفسي بيده لتصبن عليكم الدنيا صبا حتى لا يزيغ قلب أحدكم إزاغة إلا هيه ، وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها و نهارها
سواء " . قال أبو الدرداء : صدق - و الله -رسول الله صلى الله عليه وسلم تركنا - و الله - على مثل البيضاء ليلها و نهارها سواء " .الحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (688)
الشاهد من هذا الكلام انظر إلى هذه الحيلةعند هؤلاء القوم على ما حرم الله عزوجل؟ وهنا نلفت النظر إلى أن أغلب هذا الحزب الجديد مفتونون بالدنيا وأنهم أصحاب كذب وتلبيس ومكر وحيل.
فصل ما حصل مع رشاد في جلسة شهر صفر
ثم في شهر صفر لعام (1434هـ) قدر الله على والدي بمرض فاتصل علي بعض إخواني أن أذهب به إلى صنعاء للقيام بواجب العلاج، وفي أثناء الرحلة في علاج الوالد اتصل علي الأخ الفاضل فيصل الحبيشي وفقه الله وقال: إنه قد اتصل برشاد وسمع منه كلاما طيبا ولعله يريد أن يرجع إلى دماج فقال تعال نناصحه، فقلت له: لا تصدق الرجل متوغل في هذه الفتنة لا سيما وهو رفيق الوصابي في رحلته الأخيرة، التي طعن فيها في شيخنا يحيى حفظه الله و في دار الحديث بدماج حرسها الله والقائمين عليها، وفي طلاب العلم الأخيار، وكلام رشاد هذا إنما هو من باب المراوغة والتلون كعادته.
ثم أقنعت الأخ فيصل جزاه الله خيرا وقلت له: والله نتمنى أن يرجع رشاد وأن يصلح حاله، والمناقشة والجلوس معه إنما هو من باب إيغار الصدور معه بدون فائدة، ولكن لله الأمر من قبل ومن بعد، { فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } [فاطر: 8].
ثم بعد ذلك اتصل بي بعض أقاربه وقال لي أن رشادا يريد أن يزور والدك فقلت له: لا مانع من ذلك، ثم جاء ونحن في باب اليمن بين الناس، وكنت حريصا غاية الحرص على أن لا يكون هناك شيء من النقاش لاسيما أمام الوالد حفظه الله، لأنه متعب، ولأنه أيضا لا يعرف من هذه الأمور الحاصلة في الدعوة شيئا، فجاء هذا المغرور بنفسه وزار الوالد ثم قال لي عند لك نصيحة وأخذني على جنب فقال: أنا نزلت دعوة إلى البيضاء وأراني الإخوة لك كلاما على الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي وأنك تقول فيه: كلب ومخرف ومهلوس فاتق الله يا أخ ردمان فإن الله عزوجل يقول في كتابه الكريم { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } البقرة (83).
فقلت له: أما كوني قلت وقصدت في ردي أنه كلب فوالله أني ما قصدت هذا وإنما قصدت أن كلامه لا يضر في دماج مثل ذلك الكلب الذي مر على نهر الفرات فبال فيه فلم يؤثر في النهر شيئا، فكلام الوصابي عندنا وفي شيخنا وفي دارنا ليس له أي أثر بإذن الله (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرْضِ) الرعد (17). وعلى الفرض أني قلت كلابا فالله عزوجل قد سمى عالم السوء الذي لا يعلم بعلمه كلبا فقال: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ سَاءَ مَثَلا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ )الأعراف(175-177).
قال العلامة السعدي رحمه الله في تفسيره: يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا } أي: علمناه كتاب اللّه، فصار العالم الكبير والحبر النحرير.
{ فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ } أي: انسلخ من الاتصاف الحقيقي بالعلم بآيات اللّه، فإن العلم بذلك، يصير صاحبه متصفا بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ويرقى إلى أعلى الدرجات وأرفع المقامات، فترك هذا كتاب اللّه وراء ظهره، ونبذ الأخلاق التي يأمر بها الكتاب، وخلعها كما يخلع اللباس.
فلما انسلخ منها أتبعه الشيطان، أي: تسلط عليه حين خرج من الحصن الحصين، وصار إلى أسفل سافلين، فأزه إلى المعاصي أزا.
{ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ } بعد أن كان من الراشدين المرشدين.
وهذا لأن اللّه تعالى خذله ووكله إلى نفسه، فلهذا قال تعالى: { وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا } بأن نوفقه للعمل بها، فيرتفع في الدنيا والآخرة، فيتحصن من أعدائه.
{ وَلَكِنَّهُ } فعل ما يقتضي الخذلان، فَأَخْلَدَ إِلَى الأرْضِ، أي: إلى الشهوات السفلية، والمقاصد الدنيوية. { وَاتَّبَعَ هَوَاهُ } وترك طاعة مولاه، { فَمَثَلُهُ } في شدة حرصه على الدنيا وانقطاع قلبه إليها، { كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ } أي: لا يزال لاهثا في كل حال، وهذا لا يزال حريصا، حرصا قاطعا قلبه، لا يسد فاقته شيء من الدنيا.
{ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا } بعد أن ساقها اللّه إليهم، فلم ينقادوا لها، بل كذبوا بها وردوها، لهوانهم على اللّه، واتباعهم لأهوائهم، بغير هدى من اللّه.
{ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } في ضرب الأمثال، وفي العبر والآيات، فإذا تفكروا علموا، وإذا علموا عملوا.
{ سَاءَ مَثَلا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ } أي: ساء وقبح، مثل من كذب بآيات اللّه، وظلم نفسه بأنواع المعاصي، فإن مثلهم مثل السوء، وهذا الذي آتاه اللّه آياته، يحتمل أن المراد به شخص معين، قد كان منه ما ذكره اللّه، فقص اللّه قصته تنبيها للعباد. ويحتمل أن المراد بذلك أنه اسم جنس، وأنه شامل لكل من آتاه اللّه آياته فانسلخ منها.
وفي هذه الآيات الترغيب في العمل بالعلم، وأن ذلك رفعة من اللّه لصاحبه، وعصمة من الشيطان، والترهيب من عدم العمل به، وأنه نزول إلى أسفل سافلين، وتسليط للشيطان عليه، وفيه أن اتباع الهوى، وإخلاد العبد إلى الشهوات، يكون سببا للخذلان.
ثم قال تعالى مبينا أنه المنفرد بالهداية والإضلال: { مَنْ يَهْدِ اللَّهُ } بأن يوفقه للخيرات، ويعصمه من المكروهات، ويعلمه ما لم يكن يعلم { فَهُوَ الْمُهْتَدِي } حقا لأنه آثر هدايته تعالى، { وَمَنْ يُضْلِلِ } فيخذله ولا يوفقه للخير { فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } لأنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ألا ذلك هو الخسران المبين.انتهى كلامه رحمه الله.
ثم إن شيخنا الوادعي رحمه الله ,صف كتابه العظيم في الرد على القرضاوي وسماه إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي وكثيرا ما كان يردد هذا البيت:
لو كل كلب عوى ألقمته حجرًا ...كان الحصى كل مثقال بدينار
وهناك كلام طيب لشيخنا الوادعي رحمة الله عليه حول تسمية عالم السوء كلبا أنقله للفائدة:
قال العلامة مقبل الوادعي-رحمه الله- معاتبا من يقول له بأنه سمي القرضاوي الكلب العاوي:
سيقول بعض الحزبيين: "عالم من العلماء وسميته كلباً عاوياً! أما هذه فكبيرة يا أبا عبد الرحمن عالم من العلماء! ومفتي قطر!"
اسمعوا إلى قول الله عز وجل ﴿ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ¤وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا﴾ [سورة الأعراف/الآية:175-176] ويقول: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا﴾ [سورة الجمعة/الآية:5] ويقول: ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ ¤ وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ﴾ [سورة الأنفال/الآية:22-23]) اهـ
انظر" إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي"/ص5/ط-دار الآثار-صنعاء]
وقال شيخنا العلامة مقبل الوادعي-رحمه الله-: علماء السوء حسبهم أن الله مثلهم بمثل يشمئز الشخص منه ﴿كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ﴾ [سورة الأعراف/الآية:175-176], ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا﴾ [سورة الجمعة/الآية:5],...كونوا حذرين كما حذركم النبي-صلى الله عليه وسلم-من علماء السوء.
انظر( إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي"/ص60/ط-دار الآثار-صنعاء]
وقال شيخنا الإمام مقبل بن هادي الوادعي-رحمه الله-: وهو يتكلم عن حال عالم السوء: فتارة يمثله الله عز وجل بالكلب، تنفيرًا منفرًا، وأخرى يمثله بالحمار: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [(5) سورة الجمعة]. إلى قوله:... وما رفع الله شأن أهل العلم إلا لأنّهم يقفون أمام الباطل ويقولون للمصيب: أنت مصيب، ولصاحب الباطل: أنت مبطل، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [(8) سورة المائدة] ، {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} [(90) سورة النحل] ، {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ} [(152) سورة الأنعام].وجزى الله أهل السنة في جميع البقاع اليمنية خيرًا، فقد اتضحت حقائق الملبسين، والمتلونين،والذين يفتون بالأمس بفتوى وغدًا بفتوى انتهى بتصرف.تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب/ص298-301/ط-دار الحرمين بالقاهرة/الأولى 1424].
وما أشبه الليلة بالبارحة، وإنما نقلت كلام شيخنا الوادعي رحمة الله عليه لنفاسته.
ثم قلت للمخذول المدعو رشاد: أما كون أني قلت عن الوصابي مخرف، فنعم والذي يسمع كلامه في تلك الرحلة، وتلك المقالات الآثامة يعلم حقيقة ما قلت ومما قاله الوصابي:
بتاريخ الأحد 18 محرم 1434 هـ في مقال منشور له، فكان مما تفوه به عن أهل السنة :
أنهم أصحاب شغب
وأنهم أصحاب فتن
وأنهم أصحاب بلاوي
وأنهم أصحاب تشهير
وأنهم أصحاب شذوذ
وأنهم أصحاب بدعة عصرية حجورية شاذة، الإسلام بريء منها
وأن عندهم ما يندى له الجبين
وأنهم خارجون عن المنهج السلفي
بل قال : إن فعل الحجوري ومن تعصب له من طلابه لا يمثل الإسلام ولا يمثل السنة ولا يمثل المنهج السّلفي، ومن قال بأنه يمثل الإسلام فقد اتهم الإسلام، اتهمه بالشدة والغلظة والعنف،ووسمهم بـ الحجاورة،
وأخرجهم من السنة ، مع أنه شبّه خلافهم معه بأن يشبه خلاف بين الصحابة وبين العلماء وبين الأئمة، كان هذا موجزا لما تلفظ به الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقد رد عليه المشايخ الكرام بما تؤاه مبثوثا في شبكة العلوم السلفية.
ثم استدل رشاد على عدم جرح الوصابي بقول الله عزوجل: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) البقرة (83).
قلت في نفس الجلسة: هذه الآية الكريمة لو ذكرت بها شيخك الوصابي أثناء الرحلة إلى حضرموت يوم أن كنت رفيقه فكان يتكلم على شيخنا يحيى حفظه الله وأنت حاضر تسمع وساكت على ذلك الكلام السيء القبيح.
وأما معنى الآية الكريمة فإليك ما قاله أئمة التفسير فيها:
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: وقوله تعالى: { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } أي: كلموهم طيبًا، ولينُوا لهم جانبًا، ويدخل في ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمعروف، كما قال الحسن البصري في قوله: { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } فالحُسْن من القول يأمُر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويحلم ويعفو، ويصفح، ويقول للناس حسنًا كما قال الله، وهو كل خُلُق حسن رضيه الله انتهى.
وقال العلامة السعدي رحمه الله: قوله تعالى{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } ومن القول الحسن أمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وتعليمهم العلم.انتهى المراد.
قلت: والكلام في الشيخ الوصابي أصلحه الله من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن باب النصيحة والتحذير من ذلك الكلام الباطل، وإلا ما هو الذي بيننا وبين الوصابي والإمام والبرعي والله ما بين وبينهم أموال ولا تجارات ولا عقارات ولا مناصب إنما هو الدين، وقد ثبت في الحديث عند أبي داود وغيره عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان .قال الشيخ الألباني رحمه الله :صحيح انظر الصحيحة ( 380 ).
رشاد يعتبر الجرح في أهل الباطل سبا
وكان مما قاله رشاد في نفس المجلس المتقدم في شهر صفر إن هذا الكلام يعتبر سبا لا جرحا.
وهذا الكلام منه فيه هدم لكتب الجرح وإهدار لكلام الأئمة المتقدمين، في بعض الرواة الضعفاء والأئمة المنحرفين وإليك ما قاله علامة اليمن شيخنا الشيخ مقبل رحمه الله تعالى في أثناء رده على عبد الله الأهدل الذي كان يقول: ((ليس عند السلفيين في منهجهم تعديل!, بل في منهجهم الجرح فقط.
قال شيخنا مقبل في كتابه فضائح ونصائح(ص144-147) دار الحرمين بالقاهرة]: مسألة الجرح قصمت ظهورهم, وكل واحد حتى وإنْ لم نجرحه فهو متوقع أن نجرحه اليوم أو غداً أو بعد غد!.
وفي الصحيحين عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك"، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: "لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ"، فهل معنى الجرح والتعديل مقصور على القرن الثالث وما بعده يكون حراماً؟!
فأين دليلك؟ والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده , فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"، والجرح له أصل أصيل في الكتاب والسنة, فموسى يقول لصاحبه: "إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ"، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ. وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث", فلما لم يقل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذه الآية حدها إلى القرن الثالث!, وما بعد القرن الثالث مثله كمثل الذي ألف كتاباً بعنوان: [أشد الجهاد في إبطال الاجتهاد], فما بقي اجتهاد بعد أصحاب المذاهب الأربعة, وفضل الله واسع ولا ينبغي أن ينكر.
والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول لمعاذ: "أفتان أنت يا معاذ؟" ويقول لأبي ذر: "إنك امرؤ فيك جاهلية"، فنحن إذا تركنا عبدالله بن فيصل الأهدل يسرح ويمرح وهو حرب على طلبة العلم المتمسكين بالسنة, فيا عبدالله بجانبك الصوفية يدعون غير الله, وهناك قوانين وضعية في اليمن وغيرها, وهناك جهل قد عم وطم
أبو بكر بن سالم يا بخت من زاره ..... ذي ما معه برهان ما عاشت أخباره ....إلخ
فلماذا لا تبدأ بتلك القباب المشيدة على القبور؛ والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر علي بن أبي طالب ألا يدع قبراً مشرفاً إلا سواه ولا صورة إلا طمسها, أم الأقدم محاربة أهل السنة؟
ولماذا لا تبدأ بالمساجد المشيدة على القبور أيضاً؛ والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد, ألا فلا تتخذوا القبور مساجد, فإني انهاكم عن ذلك".
معناه: أننا لا نجرح الصوفية!، ولا نجرح الشيعة!، ولا نجرح الشيوعية والبعثيين والناصريين!، ولا مبتدعاً!, ومن فضل الله علي - وعلى رغم أنفك - كان جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده يلقباني بمجدد العصر؛ وبعد أن خرجت أشرطة أبي عبدالرحمن - والفضل في هذا لله - وكتب مثل (منهج المدرسة العقلية في التفسير) و (دعوة جمال الدين الأفغاني في ميزان الإسلام).
لكن مسألة الأشرطة يأتي غير واحد ويقول: هؤلاء دخلوا في الماسونية من أجل أن يعرفوها, وهما من العلماء الأجلاء, ولا تتكلم فيهما، ولا محمد الغزالي, فإذا تكلمتَ في محمد الغزالي فتكلَّم في كتبه، ولا تتكلَّم في شخصيته!!.
فقلتُ: سأتكلم في شخصيته قبل هذا, لأنَّ كتبه قد أصبحت كالمجلات, كل أسبوع وهو يخرج لنا كتاباً, فليس عندي وقت كلما أخرج كتاباً أتكلم عليه!, محمد الغزالي مجدد أو داعية كبير ولكن إلى الضلال!, وأنا أخشى يا عبدالله أن تكون صوفياً مدسوساً في صفوف السلفية, فكلامك ليس كلام رجل يخاف الله سبحانه وتعالى، ويعلم أنه محسوب عليه, فعليك أن تتوب إلى الله سبحانه وتعالى.
أما مسألة الجرح والتعديل؛ فأنت عندنا من المجروحين, ولا يصح أن يحضر دروسك أحدٌ، فقد أصبحت حرباً على السنة وعلى أهل السنة, وأشكر لإخواني في الله, وأسأل الله أن يبارك فيهم, فقد قالوا: إنه كان هناك عقد نكاح ورأى المسجد مملوءاً فأراد أن يغتنم الفرصة فصعد المنبر!, فذهب جميع الإخوان من بين يديه, ولم يبق معه إلا ثلاثة أو أربعة، فأقول: إنَّ الذي يجلس عند هؤلاء المحاربين للسنة يعتبر مكثراً لسوادهم ومعيناً لهم.
والمعتزلة قبلك يتألمون من مسألة الجرح والمبتدعة كذلك, حتى قال بكر بن حماد وليس بمبتدع:
ولابن معين في الرجال مقالة.....سيسأل عنها والمليك شهيد
فإن يك حقاً فهي في الحكم غيبة.....وإن يك زوراً فالحساب شديد
وأنا أسألك عن قول الذهبي - لأنه بعد القرون المفضلة - حين قال: "رتن، وما رتن؟ دجال من الدجاجلة، ادعى الصحبة بعد ستمائة عام", فهل تجاوز الإمام الذهبي ما ليس له, أم قال كلمة حق؟
وهكذا ما زال العلماء يحذرون من المبتدعة ومن أهل البدع, ولله در الإمام أحمد حيث يقول: "الرد على أهل البدع أفضل من الجهاد في سبيل الله", فالرد على مثلك وأمثالك نراها من أفضل القربات وستحترق كما احترق أحمد المعلم، وعبدالمجيد الريمي، ومحمد المهدي، وعقيل المقطري انتهى. كلام شيخنا الوادعي رحمه الله.
وهذا الكلام ينطبق تماما على شيخك الوصابي المنحرف الذي سلط لسانه في الطعن في خليفة شيخنا الوادعي رحمه الله، وفي داره، وإلا أين جهوده في الرد على أهل الباطل من رافضة وصوفية وحزبيين وتبليغين وحراكيين وانقلابيين وغيرهم، ولكن الحال كما قيل:
أسدٌ علي وفي الحروب نعامةٌ ... ربداء تجفل من صفير الصافر
هلا برزت إلى غزالة في الوغى ... بل كان قلبك في جناحي طائر
صدعت غزالة قلبه بفوارسٍ ... تركت مدابره كأمس الدابر
قال العلامة ابن رجب رحمه الله تعالى في أول رسالته الفرق بين النصيحة والتعيير:
اعلم أنَّ ذِكر الإنسان بما يكره محرم إذا كان المقصود منه مجرد الذمِّ والعيب والنقص. فأما إنْ كان فيه مصلحة لعامة المسلمين خاصة لبعضهم وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم بل مندوب إليه، وقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل، وذكروا الفرق بين جرح الرواة وبين الغيبة، وردُّوا على من سوَّى بينهما من المتعبدين وغيرهم ممن لا يتسع علمه.
ولا فرق بين الطعن في رواة حفَّاظ الحديث ولا التمييز بين من تقبل روايته منهم ومن لا تقبل، وبين تبيين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة وتأوَّلَ شيئاً منها على غير تأويله وتمسك بما لا يتمسك به، ليُحذِّر من الاقتداء به فيما أخطأ فيه، وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضاً.
ولهذا نجد في كتبهم المصنفة في أنواع العلوم الشرعية من التفسير وشروح الحديث والفقه واختلاف العلماء وغير ذلك ممتلئة بالمناظرات وردِّ أقوال من تُضَعَّفُ أقواله من أئمة السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
ولم يترك ذلك أحد من أهل العلم ولا ادعى فيه طعناً على من ردَّ عليه قولَه ولا ذمَّاً ولا نقصاً؛ اللهم إلا أن يكون المصنِّف ممن يُفحش في الكلام ويُسيءُ الأدب في العبارة، فيُنكَر عليه فحاشته وإساءته دون أصل ردِّه ومخالفته، إقامةً للحجج الشرعية والأدلة المعتبرة.
وسبب ذلك أنَّ علماء الدين كلُّهم مجمعون على قصد إظهار الحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، ولأن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمته هي العليا، وكلُّهم معترفون بأن الإحاطة بالعلم كله من غير شذوذ شيء منه ليس هو مرتبة أحد منهم ولا ادعاه أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين، فلهذا كان أئمة السلف المجمع على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيراً، ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم.
وقال بعدها: فحينئذٍ فرد المقالات الضعيفة وتبيين الحق في خلافها بالأدلة الشرعية ليس هو مما يكرهه أولئك العلماء بل مما يحبونه ويمدحون فاعله ويثنون عليه، فلا يكون داخلاً في الغيبة بالكلية.
فلو فرض أنَّ أحداً يكره إظهار خطئه المخالف للحق فلا عبرة بكراهته لذلك، فإنَّ كراهة إظهار الحق إذا كان مخالفاً لقول الرجل ليس من الخصال المحمودة، بل الواجب على المسلم أن يحب ظهور الحق ومعرفة المسلمين له سواءٌ كان ذلك في موافقته أو مخالفته، وهذا من النصيحة لله ولكتابه ورسوله ودينه وأئمة المسلمين وعامتهم وذلك هو الدين كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما بيان خطأ مَنْ أخطأ من العلماء قبله إذا تأدب في الخطاب وأحسن في الرد والجواب؛ فلا حرج عليه ولا لوم يتوجه إليه، وإن صدر منه الاغترار بمقالته فلا حرج عليه، وقد كان بعض السلف إذا بلغه قول ينكره على قائله يقول: "كذب فلان"، ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كذب أبو السنابل" لما بلغه أنه أفتى أنَّ المتوفى عنها زوجها إذا كانت حاملاً لا تحل بوضع الحمل حتى يمضى عليها أربعة أشهر وعشر.
وقد بالغ الأئمة الوَرِعون في إنكار مقالات ضعيفة لبعض العلماء وردِّها أبلغ الردِّ كما كان الإمام أحمد ينكر على أبي ثور وغيره مقالات ضعيفة تفردوا بها، ويبالغ في ردها عليهم.
وقال أخيراً:فأما أهل البدع والضلالة ومَنْ تشبَّه بالعلماء وليس منهم: فيجوز بيان جهلهم، وإظهار عيوبهم، تحذيراً من الاقتداء بهم انته كلام ابن رجب رحمه الله.
وأما عمل السلف فأمره مشهور لا يحتاج إلى ذكر أمثلة عليه، ومصنَّفات أئمة هذا العلم في الجرح والتعديل والثقات والضعفاء والمجروحين والمدلسين معلومة.
وقد قال الإمام الترمذي رحمه الله تعالى في العلل في آخر كتاب السنن: وقد عاب بعض مَنْ لا يفهم على أهل الحديث الكلام في الرجال، وقد وجدنا غير واحد من الأئمة من التابعين قد تكلَّموا في الرجال، منهم: الحسن البصري، وطاووس تكلَّما في معبد الجهني، وتكلَّم سعيد بن جبير في طلق بن حبيب، وتكلَّم إبراهيم النخعي وعامر الشعبي فى الحارث الأعور، وهكذا روى عن أيوب السختيانى وعبد الله بن عون وسليمان التيمى وشعبة بن الحجاج وسفيان الثورى ومالك بن أنس والأوزاعى وعبد الله بن المبارك ويحيى بن سعيد القطان ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدى وغيرهم من أهل العلم أنهم تكلموا في الرجال وضعَّفوا.
وإنما حملهم على ذلك عندنا والله أعلم النصيحة للمسلمين، لا يظن بهم أنهم أرادوا الطعن على الناس، أو الغيبة، إنما أرادوا عندنا أن يبينوا ضعف هؤلاء لكي يُعرفوا، لأنَّ بعض الذين ضُعِّفوا كان صاحب بدعة، وبعضهم كان متهماً في الحديث، وبعضهم كانوا أصحاب غفلة وكثرة خطأ، فأراد هؤلاء الأئمة أن يبينوا أحوالهم شفقة على الدين وتثبتاً، لأنَّ الشهادة في الدين أحق أن يتثبت فيها من الشهادة في الحقوق والأموال انتهى.
وعلَّق العلامة ابن رجب رحمه الله تعالى على هذا الكلام في شرحه لعلل الترمذي فقال: ((مقصود الترمذي رحمه الله أن يبين أنَّ الكلام في الجرح والتعديل جائز، قد أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها، لما فيه من تمييز ما يجب قبوله من السنن مما لا يجوز قبوله. انتهى
أقول: وكلام شيخنا علامة اليمن ومحدثها الشيخ يحيى بن علي الحجوري حفظه الله في عبدالرحمن العدني صادرة عن نصحية وصدق ونصح للمسلمين لا عن هوى وحقد كما أقر وأعترف بذلك المشايخ قالوا في بيانهم الذي خرجوا به في اجتماعهم في معبر بتاريخ 12/4/1428هـ: (...وشكروا الشيخ يحيى على ما يقوم به من خدمته ودفاعه عن الدعوة السلفية وأنه لا يتكلم بدافع الحسد ولا بدافع الرغبة في إسقاط أحد من أهل السنة وإنما بدافع الغيرة على السنة وأهلها...).اهـ
وقال الشيخ عبدالعزيز البرعي في شريط جلسة قصيعر بتاريخ 27/7/1428هـ بدار الحديث بمفرق حبيش: (أنا أقول: لا يمكن أن يتكلم الشيخ يحيى عن هوى لا يتكلم عن هوى هو أرفع من ذلك نحن نعلم أنه على تقوى الله عز وجل وأخونا في الله عز وجل ونحبه في الله...)
فصل رشاد ودفاعه عن الشيخ الإمام والبرعي بشدة
وفي نفس المجلس المتقدم في شهر صفر حصل من رشاد الدفاع عن أخطاء البرعي بشدة وحدة بدون إنصاف، وكان منه الإجحاف، وربنا يقول في كتابه الكريم:( وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ) سورة النساء (107-109).
ويقول الله عزوجل: ( وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا } [ النساء: 105]. فهذ الأدلة وغيرها تدل وتؤكد أنه لا يجوز الدفاع عن المبطلين والخائنين لا الشيخ البرعي ولا الشيخ الإمام و لا الوصابي و لا العدني و أمثالهم: وهؤلاء خانوا أنفسهم بفتاويهم الجائرة وخانوا إخوانهم ولم يحصل منهم ما يبض الوجه أيام حصار دماج وخانوا دعوتهم فبعد تلك الفتاوى لم يثق الناصحين الصادقين بهم، فغير الله عليهم أحوالهم ولم يثق الناس بعلمهم وبدعوتهم قال الله تعالى: { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ الأنفال (53) ) وقال تعالى: { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } [الشورى: 30].
قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ التوبة(122).
ففي هذا فضيلة العلم، وخصوصا الفقه في الدين، وأنه أهم الأمور، وأن من تعلم علما، فعليه نشره وبثه في العباد، ونصيحتهم فيه فإن انتشار العلم عن العالم، من بركته وأجره، الذي ينمى له، وأما اقتصار العالم على نفسه، وعدم دعوته إلى سبيل اللّه بالحكمة والموعظة الحسنة، وترك تعليم الجهال ما لا يعلمون، فأي منفعة حصلت للمسلمين منه؟ وأي نتيجة نتجت من علمه؟ وغايته أن يموت، فيموت علمه وثمرته، وهذا غاية الحرمان، لمن آتاه اللّه علما ومنحه فهما. انتهى كلام السعدي رحمه الله
وإني موضح للك باختصار شديد ما حصل منهم:
أما الشيخ محمد الإمام أصلحه الله :
فقد ألف كتابه الإبانة الذي فرق بين السلفيين و لم يفرح به سوى الحزبين، من أصحاب الحلبي وأتباع أبي الحسن وغيرهما وقد فند ما في هذا الكتاب من القواعد المخالفة للكتاب والسنة، أخونا الشيخ سعيد بن دعاس رحمه الله، والشيخ يوسف بن عيد الجزائري فدونك بالكتابين رعاك الله.
2- ما حصل من الشيخ الإمام من الخذيلة لإخوانه أهل السنة في دماج وفي كتاف في حال قتالهم مع الرافضة وأصدر كلاما قال فيه: لا نستحل دماء الرافضة ولا أموالهم ولا أعراضهم إلخ ذلك الكلام ووصف المجاهدين بإنهم قطع طرق وما ذهبوا فيما نحسبهم إلا نصرة لإخوانهم والله حسيبهم فهو يقول هذا الكلام وأجساد إخواننا تقطر دما وجروحهم لم تنزف، فيالله العجب فإنها لا تعمى الأبصاءر ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
وفي الأخير يتوقف الإمام في جواز الرحلة إلى دماج كما هو موثق عنه.
أما الشيخ البرعي:
-فحصلت منه الخذيلة لإخواننا أهل السنة في دماج عندما انطلقت قبائل أهل السنة إلى كتاف لفك الحصار عن إخوانهم طلاب دار الحديث بدماج حرسها فصار البرعي يسخر من المجاهدين ويصفهم كأنهم ذاهبين إلى عرس سبحان الله ومن سمع كلامه المسجل عبرالهاتف مع الأخ الكريم أحمد بن فرحان حجر يتضح له ذلك، أليست هذه خيانة في حصار دماج تأم العدو والصديق لما حصل لإخواننا في دماج وهو يخذل الناس عياذا بالله من ذلك .
2- لما انتهت الحرب مع الرافضة وحصل النصر العظيم بفضل الله رب العالمين لأهل السنة في دماج وفي كتاف، قام البرعي يتشدق بكلام له جديد بعنوان كلمة إنصاف وهو منشور على شبكة الوحليين الحزبية يقول فيه إن الناس لم يستفيدوا من الحرب إلا ترميل النساء وتيتيم الأطفال، وأن أهل السنة رجعوا إلى كلام المشايخ في مسألة الصلح فانظر على إيهام وكذب وتدليس، وقد رد عليه في ذلك وممن رد عليه أخونا الشيخ محمد باجمال والشيخ محمد السوري والشيخ مهيب الضالعي وغيرهما.
3- لقد قيض الله عزوجل من يخرج ما عند البرعي من البلايا والرزايا على يد أخينا عادل المشوري حفظه الله في ملزمة عنوانها بيان ما عند البرعي من المخالفات والتناقضات:
وهأنا ذكر لك باختصار من تلك الملزمة الطيبة ما قاله الشيخ البرعي عن دماج وشيخها شيخنا يحيى حفظه الله، ولم أعلم لشيخك البرعي رد عليها إلى الآن:
فمما قال فيها عن شيخنا يحيى حفظه الله: إنه مراوغ أو كذاب.
قوله:إن الحجوري يتكلم من أجل نفسه.
التحريش بينه وبين الشيخ ربيع والشيخ محمد بن هادي المدخلي وذلك بالإشارة إلى ما حصل من كلامهما في شيخنا يحيى مع العلم أن هؤلاء المشايخ قد رجعت الألفة بينهم وبين شيخنا يحيى. إلى غير ذلك من الكلمات
وهكذا موقفه من طلاب دار الحديث بدماج وقوله فيهم:
أهل دماج يحبون الطعن في العلماء.
وقال: بعضهم: مدسوسون.
وقال: إنهم إذا خرجوا من دماج دعوة لا يجلسوا مع الآخرين إلا ليجلسوا أخطائهم.
قوله عن الإخوة الذين كتبوا الملازم شباب طايشين.
طعنه في كثير من المشايخ والدعاة: كالشيخ محمد بن مانع والشيخ حسن بن قاسم الريمي والأخ خالد الغرباني
قوله: عن دماج لما سأله الأخ سمير الزوم الحبيشي أن بعض الناس يحذر من دماج فقال: لم يبق في دماج غير الأحجار والبلك.
احتقاره لملزمة: مختصر البيان الموضحة لحزبية عبدالرحمن.
دفاعه عن الوصابي إلى غير ذلك من الطوام عند عبدالعزيز البرعي هداه الله. كما هو مفصل في الملزمة المذكورة ومع هذا يأتي رشاد ويدافع عنه.
فصل رشاد والتحريش
وفي نفس المجلس المتقدم في آخر ذلك المجلس حرش بيني وبين والدي حيث ذهب إلى الوالد حفظه الله وعافاه ووالدي كبير في السن فقال له: إن والدك يطعن في رجل عمره (45) عاما ويقول: عنه إنه مخرف كلب مهلوس فما كان من والدي إلا أن بدأ بالغضب علي ويسر الله بتلك الجلسة أن جاء الأخ الفاضل حميد الصنعاني فقال: نعم أن الوصابي مخرف واشتد الخلاف بينه وبين الأخ حميد حتى كاد تحصل فتنة أمام الناس في باب اليمن في صنعاء.
ولي مع رشاد في ذلك وقفات:
1- أولا ليس من الأدب أن يظهر أو يعلن النقاش فيما تقدم بين الناس في باب اليمن على الرصيف، والناس يلتفتون وقد علت الأصوات بذلك مع أني كنت حريصا على ألا يحصل شيء من النقاش في ذلك.
2- ليس من الأدب إظهار الخلاف أمام الوالد وهو مريض لا يدري ما هو مضمون النقاش وعلى أي شيء.
3- مسألة التحريش صارت سجية لهذا المخذول ، وقبلها حرش بيني وبين أخي الأكبر، وكادت تحصل بيني وبينه خصومة إلا أن الله سلم من ذلك، وهل من القول الحسن كما يزعم التحريش بين الأب وابنه وبين الأخ وأخيه.
وفي صحيح مسلم ( 2812 ) عن جابر رضي الله عنه قال: قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول: إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم.
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح لهذا الحديث:قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الشَّيْطَان قَدْ أَيِس أَنْ يَعْبُدهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَة الْعَرَب ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيش بَيْنهمْ ).
هَذَا الْحَدِيث مِنْ مُعْجِزَات النُّبُوَّة ، وَقَدْ سَبَقَ بَيَان جَزِيرَة الْعَرَب ، وَمَعْنَاهُ : أَيِس أَنْ يَعْبُدهُ أَهْل جَزِيرَة الْعَرَب ، وَلَكِنَّهُ سَعَى فِي التَّحْرِيش بَيْنهمْ بِالْخُصُومَاتِ وَالشَّحْنَاء وَالْحُرُوب وَالْفِتَن وَنَحْوهَا .
وقال المناوي في فيض القدير: قال القاضي : والتحريش الإغراء على الشيء بنوع من الخداع من حرش الضب الصياد خدعه وله من دقائق الوسواس ما لا يفهمه إلا البصراء بالمعارف الإلهية.انتهى
فانظر يا رعاك الله كيف أراد أن يحرش بيني وبين والدي في أمر لا يفهمه والدي، وهكذا كما قال شيخنا يحيى حفظه الله من تحزب تخرب
فصل رشاد ودعوته إلى العصبية
وبعد الجلسة المتقدمة في صنعاء ذهب المخذول رشاد إلى ابن عمه وهو أخ عامي محب للسنة وحرضه على الأخ حميد الصنعاني كما شهد بذلك الأخ محمد بن حسن الحبيشي وفقه الله، وتعصب له ابن عمه، فانظر كيف ذهب يدعو إلى العصبية العمياء وفي البخاري ومسلم(2584) من حديث جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قالُ: كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِى غَزَاةٍ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ: يَا لَلأَنْصَارِ وَقَالَ الْمُهَاجِرِىُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: « مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ.فَقَالَ « دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ ».
ثم بعد تلك الجلسة قام الأخ حميد الصنعاني جزاه الله خيرا وفهم الوالد بما حصل وأن رشادا قد تغير، فقال الوالد: كنت أتوقع أنه جاء يدعوك إلى طعام الغداء وتكلم عليه بشدة، فهذا ما أنجبته فتنة عبدالرحمن بن مرعي العدني ومن تعصب له. وهذا هو الذي استفادوه التحريش التلبيس الكذب التقية التلون، قلة الأدب، عدم شكر المعروف للآخرين، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
فصل رشاد وقوله: إن الذهاب إلى دماج تهلكة كما نقل ذلك الأخ عبدالله بن شبيل.
فقد نقل لنا الأخ الفاضل عبد الله بن شبيل أنه حصل بينه وبين رشاد مناقشة وكان مما قاله رشاد: إن الذهاب إلى دماج تهلكة، سبحان كيف يكون الذهاب إلى دماج تهلكة وفيها آلاف الطلاب من داخل اليمن وخارجها أليس هذا من الصد عن سبيل الله، وربنا يقول: (وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ سورة النحل (94).وقد سئل العلامة صالح اللحيدان يوم الجمعة الموافق/12/ من شهر/ شعبان/1434هـ
يا مسكين ألم تعلم أن التهلكة هي في الركون إلى الدنيا وزينتها وترك الجهاد في سبيل الله عزوجل ولذلك روى أبو داود في سننه(2512) من طريق أسلم أبي عمران قال : غزونا من المدينة نريد القسطنطينية وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد والروم ملصقو ظهورهم بحائط المدينة فحمل رجل على العدو فقال الناس مه مه لا إله إلا الله يلقي بيديه إلى النهلكة فقال أبو أيوب إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما نصر الله نبيه صلى الله عليه و سلم وأظهر الإسلام قلنا هلم نقيم في أموالنا ونصلحها فأنزل الله تعالى { وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد قال أبو عمران فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية .
قال الشيخ الألباني : صحيح ، وصححه شيخنا الوادعي رحمه الله في الجامع الصحيح (3/228) وبوب عليه باب: ترك الجهاد هلكة.
وترك الجهاد من أسباب الذلة كما روى أحمد وأبو دواد وغيرهما من حديث
ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ".
ولهذا
وقد سئل العلامة صالح اللحيدان يوم الجمعة الموافق/12/ من شهر/ شعبان/1434هـ
.يقول السائل: يقول هل تنصحون بالدراسة في دار الحديث في اليمن بدماج؟
الجواب: سمعنا عنها أنها لا شر فيها، فيها خير، فأرجو أن تكون كما نسمع عنها، الدراسة فيها لا حرج، نعم. انتهى كلام الشيخ صالح بن محمد اللحيدان
فانظر إلى كلام العلماء الكبار وهل يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذووه.
يا مسكين ألم تعلم أن التهلكة هي في الركون إلى الدنيا وزينتها وترك الجهاد في سبيل الله عزوجل ولذلك روى أبو داود في سننه(2512) من طريق أسلم أبي عمران قال : غزونا من المدينة نريد القسطنطينية وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد والروم ملصقو ظهورهم بحائط المدينة فحمل رجل على العدو فقال الناس مه مه لا إله إلا الله يلقي بيديه إلى النهلكة فقال أبو أيوب إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما نصر الله نبيه صلى الله عليه و سلم وأظهر الإسلام قلنا هلم نقيم في أموالنا ونصلحها فأنزل الله تعالى { وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد قال أبو عمران فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية .
قال الشيخ الألباني : صحيح ، وصححه شيخنا الوادعي رحمه الله في الجامع الصحيح (3/228) وبوب عليه باب: ترك الجهاد هلكة.
وترك الجهاد من أسباب الذلة كما روى أحمد وأبو دواد وغيرهما من حديث
ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ".
ولهذا
وقد سئل العلامة صالح اللحيدان يوم الجمعة الموافق/12/ من شهر/ شعبان/1434هـ
.يقول السائل: يقول هل تنصحون بالدراسة في دار الحديث في اليمن بدماج؟
الجواب: سمعنا عنها أنها لا شر فيها، فيها خير، فأرجو أن تكون كما نسمع عنها، الدراسة فيها لا حرج، نعم. انتهى كلام الشيخ صالح بن محمد اللحيدان
فانظر إلى كلام العلماء الكبار وهل يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذووه.
فصل رشاد وتعذره من الذهاب إلى دماج أنه لا يحصل طلب علم وحراسة
كنت من قبل أناصح رشادا أن يذهب إلى دماج فكان يقول: يا أخانا ردمان كيف نتسطيع نطلب العلم وهناك الحراسات تمر الثلاثة الأيام أو الأسبوع أو كما قال.
والجواب عن هذه الشبهة أولا: أن طالب العلم يحتسب الأجر من الله عزوجل إذا حرس مع إخوانه في سبيل الله، والرباط منزلته في الاسلام عظيم.:
ولهذا فقد شرع الله تعالى الرباط في سبيله وحراسة الثغور حتى لا يؤتى المسلمون وهم على غفلة من أمرهم وحتى يتم ردع كل من تسول له نفسه قتال المسلمين فيعلم أنهم متيقظون له وليسوا بغافلين عنه وأنهم يعلمون ما يدور حولهم, فما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا.
قال تعالى: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد} التوبة(5).
وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون } آل عمران(200).
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال:فرض الله الجهاد لسفك دماء المشركين وفرض الرباط لحقن دماء المسلمين, وحقن دماء المسلمين أحب إلي من سفك دماء المشركين .
وللرباط في سبيل الله فضائل عظيمة لا توجد في غيره من القربات إذ إنه أحد شُعب الإيمان ومن موجبات الغفران ومن هذه الفضائل :-
أولا: رباط يوم خير من الدنيا وما عليها.
روى البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها }.
ثانيا: رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ورباط شهر خير من صيام الدهر.
وذلك لما روى مسلم عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن الفتان }
وروى الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : {رباط شهر خير من صيام دهر ومن مات مرابطا في سبيل الله أمن الفزع الأكبر وغدي عليه وريح برزقه من الجنة ويجري عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله عز وجل}
ثالثا: ينقطع عمل الميت إذا مات إلا المرابط فإذا مات في رباطه يجري عليه أجر عمله الصالح من الرباط وغيره إلى يوم القيامة.
روى أبو داود والترمذي والحاكم عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتنة القبر }.
وروى أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : {أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت : مرابط في سبيل الله ومن عمل عملا أجري له مثل ما عمل ورجل تصدق بصدقة فأجرها له ما جرت ورجل ترك ولدا صالحا يدعو فهو له}.
رابعا: إذا مات المرابط في سبيل الله في رباطه بعثه الله آمنا من الفزع الأكبر يوم القيامة .
روى ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{ من مات مرابطا في سبيل الله أجري عليه أجر عمله الصالح الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع الأكبر}.
خامسا: إذا مات المرابط في رباطه بعثه الله يوم القيامة شهيدا.
روى ابن ماجة وعبد الرزاق عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{من مات مرابطا مات شهيدا ووقي فتان القبر وغدي عليه وريح برزقه من الجنة و جرى له عمله }.
سادسا: للمرابط في سبيل الله أجر من خلفه من ورائه.
روى الطبراني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:{ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أجر الرباط؟ فقال من رابط ليلة حارسا من وراء المسلمين فإن له أجر من خلفه ممن صام وصلى}.
وقال عثمان بن أبي سودة كنا مع أبي هريرة رضي الله عنه مرابطين في (يافا) – وهي مدينة معروفة في فلسطين المباركة – على ساحل البحر فقال أبو هريرة رباط هذه الليلة أحب إلي من قيام ليلة القدر في بيت المقدس .
سابعا: رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل.
روى الترمذي والنسائي وابن أبي شيبة عن عثمان بن عثمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل}.
وهذا يشمل كل المنازل حتى لو كانت مكة المكرمة أو المدينة المنورة أو بيت المقدس على فضلها جميعا.
ومن هنا أعلم رشاد أن شعار أهل السنة هو الجهاد والرباط في سبيل الله، ولهذا كان ابن المبارك وأحمد ابن حنبل وغيرهم يقولون : إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ما عليه أهل الثغور. [49]فإن الحق معهم؛ لأن الله يقول {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69
وقد نقل الإمام ابن تيمية رحمه الله إجماع العلماء على أن إقامة الرجل بأرض الرباط مرابطا أفضل من إقامته بمكة والمدينة وبيت المقدس .
واعلم أن الرباط هو شعارسلفنا الصالح رحمهم الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وما زال خيار المسلمين من الصحابة والتابعين وتابعيهم من بعدهم من الأمراء والمشايخ يتناوبون الثغور لأجل الرباط.
وكان هذا على عهد أبي بكر وعثمان أكثر ، وكان عمر من يسأله عن أفضل الأعمال إنما يدله على الرباط والجهاد كما سأله الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية وسهيل بن عمرو وأمثالهم، ثم كان بعد هؤلاء خلافة بني أمية وبني العباس ولهذا يذكر من فضائلهم وأخبارهم في الرباط أمور كثيرة.[48]
وإليك نماذج من رباط سلفنا الصالح رضي الله عنهم ورحمهم الله: أبو الدرداء الإمام القدوة قاضي دمشق صاحب رسول عويمر بن زيد بن قيس، حكيم هذه الأمة وسيد القراء. كان الصحابة يقولون : أتبعنا للعلم والعمل أبو الدرداء قال يزيد بن معاوية : إن أبا الدرداء من العلماء والفقهاء الذين يشفون من الداء.
سلمان الفارسي عاش في الجاهلية والإسلام وعمر طويلاً وكان من فضلاء الصحابة وخيارهم، يُضرب به المثل في البحث عن الحق، قال عنه رسول الله r : «لو كان الدين بالثرياء لناله رجال من فارس».
أبو أيوب الأنصاري t الخزرجي النجَّاريُّ البدري، اسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عوف، السيد الكبير الذي خصه النبي r بالنزول عليه في بني النجار إلى أن بنيت حجرة أم المؤمنين سودة، وبنى المسجد الشريف، وشهد المشاهد كلها، وكان يرابط بالقسطنطينية وكان يقول في قوله تعالى : {انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }التوبة41: لا أجدني إلا خفيفًا أو ثقيلاً، وشهد حرب الخوارج مع علي.
الحارث بن هشام.
عكرمة بن أبي جهل.
صفوان بن أمية.
سهيل بن عمرو.
عطاء بن أبي رباح، مفتي الحرم أبو محمد القرشي، حج سبعين حجة وكان مفتي الحج، قال محمد بن عبد الله الديباج: ما رأيت مفتيًا خيرًا من عطاء إنما كان مجلسه ذكر الله لا يفتر وهم يخوضون فإن تكلم أو سئل عن شيء أحسن الجواب.
أبو القاسم صاحب الإمام مالك، كان يرابط بالشام.
عبد الله بن المبارك بن واضح، الإمام شيخ الإسلام، عالم زمانه، ورأس الأتقياء في وقته، من أقواله الجميلة: لا أعلم بعد النبوة أفضل من بث العلم، قال محمد بن الفضيل بن عياض: رأيت ابن المبارك في النوم، فقلت: أي العلم أفضل. قال: الأمر الذي كنت فيه، قلت: الرباط، والجهاد. قال: نعم. قلت: فما صنع بك ربك. قال: غفر لي مغفرة، ما بعدها مغفرة!. وكان رحمه الله يحج عامًا، ويجاهد عامًا ويتاجر عامًا.
الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد، شيخ الإسلام وعالم أهل الشام، كان يسكن بمحله الأوزاع وهي العقبة الصغيرة ظاهر باب الفراديس بدمشق، ثم تحول إلى بيروت مرابطًا بها إلى أن مات، من أقواله الجميلة: من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام، وقال : ما ابتدع رجل بدعة إلا سلب الورع، وقال: إن المسلم يقول قليلاً ويعمل كثيرًا، وإن المنافق يقول كثيرًا ويعمل قليلاً . قال محمد بن عبيد الطنافسي كنت عند سفيان الثوري فجاء رجل فقال: رأيت كأن ريحانة من المغرب رفعت، فقال إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي، فكتبوا ذلك فوجدوا كذلك في ذلك اليوم.. حذيفة المدغشي في زمن الأوزاعي يرابط بالشام.
يوسف بن أسباط.
أبو إسحاق الفزاري.
مخلد بن الحسن.
عبد الغني المقدسي: الإمام المحدث، كان يحدث وهو في الثغر.
أبو الخير النيتاتي كان رجلاً فاضلاً، سكن تينات من أعمال حلب، يقال اسمه حماد له آيات وكرامات، تأوي إليه السباع وتأنس به، سكن ثغرطرسوس.
الحافظ المجود أبو سعيد أحمد بن أبي بكر محمد بن القدوة الكبير أبي عثمان بن سعيد بن إسماعيل الحيدي النيسابوري أحد أئمة الحديث.
أبو محمد بن حزم الإمام الأوحد، البحر، ذو الفنون والمعارف أبو محمد علي بن أحمد بن حزم الفقيه الحافظ صاحب التصانيف ورأس في علوم الإسلام، متبحر في النقل، زهد في الرياسه ولزم منزله متكئًا على العلم، قال عنه أبو القاسم صاعد بن أحمد: كان ابن حزم أعلم أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام ا.ﻫ وكان شاعرًا بليغًا، ويتمنى الرباط والجهاد فمما قال في ذلك . انتهى مستفادا من رسالة إتحاف المتقين بفضلية المرابطين لأخينا الفاضل أحمد بن عبدالله الحبيشي وفقه الله.
وفي الأخير فإني ناصح للأخ رشاد ومن تعصب لعبدالرحمن العدني من الطلاب والمشايخ أن يتركوا العناد والكبر، وأن يعاودوا إلى الصواب، فإن فعلوا نفعوا أنفسهم وإلا والله لن يضرونا ولن يضروا دعوتنا بسوء، { وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } [محمد: 38]. وإذا الفتى عرف الرشاد لنفسه هانت عليه ملامة العاذل.
كما إني أنصحه بعدم مجالسة المحدثين والمفتونين، الذين أحدثوا قلقلة في أوساط هذه الدعوة المباركة، وأنصح نفسي وإياك بملازمة الحق واجتناب الباطل،
قال العلامة الفوزان حفظه الله في مقال منشور له بصوته في شبكة العلوم السلفية: فلا يُغتر بالكثرة إذا كانت على الباطل ولا يُزهد بالقلة إذا كانت على الحق،وقال: المدار على الحق سواءً كان عليه الكثير أو القليل المدار عليه
وقال : الرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال
وقال: يحتجون بالكثرة إذا جِئتهم بالأدلة من الكتاب والسنة على بطلان ماهم عليه قالو لكن هذا عليه أكثر الناس ترد الناس ؟، فسبحان الله ؟ أنت متعبد بما عليه الناس ولا متعبد بما في الكتاب والسنة
وقال : الواجب الرجوع إلى الحق وإن كان عليه القليل والإعتراف بالحق وإن كان عليه القليل هذا هو الواجب على المسلم الذي يخاف الله ويريد النجاة لنفسه
وقال : أما الإحتجاج بما عليه الناس بدون دليل هذا هو قول الكفرة
وقال : هي حجة داحضة يُكررها المشركون وأهل الباطل في كل زمان ومكان يحتجون بالكثرة
وقال : إذا كانت الكثرة على دليل هذا خير أما إذا كانت على باطل فلا عبرة فيها ا.هـ من التعليق على كتاب قرة عيون الموحدين الشريط السابع
قال شيخ الإسلام: صلاحُ العبد في أن يعلمِ الحقَّ ويَعمَلَ به، فمن لم يَعلمِ الحقَّ فهو ضالٌّ عنه، ومَن عَلِمَه فخالفَه واتبَعَ هَواه فهو غاوٍ، ومَن علمه وعَمِل به كان من أولي الأيدي عملاً ومن أولي الأبصار علمًا. وهو الصراط المستقيم الذي أمرنا الله سبحانه في كلِ صلاة أن نقول: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ) فالمغضوب عليهم: الذين يعرفون الحق ولا يتبعونه كاليهود، والضالّون: الذين يعملون أعمالَ القلوب والجوارح بلا علمٍ كالنصارى))[جامع 3/85].
وقال شيخ الإسلام: ((وَلِهَذَا تَجِدُ الْيَهُودَ يُصَمِّمُونَ وَيُصِرُّونَ عَلَى بَاطِلِهِمْ لِمَا فِي نُفُوسِهِمْ مِنْ الْكِبْرِ وَالْحَسَدِ وَالْقَسْوَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَهْوَاءِ. وَأَمَّا النَّصَارَى فَأَعْظَمُ ضَلَالًا مِنْهُمْ وَإِنْ كَانُوا فِي الْعَادَةِ وَالْأَخْلَاقِ أَقَلَّ مِنْهُمْ شَرًّا فَلَيْسُوا جَازِمِينَ بِغَالِبِ ضَلَالِهِمْ بَلْ عِنْدَ الِاعْتِبَارِ تَجِدُ مَنْ تَرَكَ الْهَوَى مِنْ الطَّائِفَتَيْنِ وَنَظَرَ نَوْعَ نَظَرٍ تَبَيَّنَ لَهُ الْإِسْلَامُ حَقًّا)).
وقال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي العتمي اليماني في التنكيل( 3/228-229) من وجوه عدم الرجوع للحق والإقرار به:
الوجه الثاني: أن يكون قد صار في الباطل جاه وشهرة ومعيشة، فيشق عليه أن يعترف بأنه باطل فتذهب تلك الفوائد.
الوجه الثالث: الكبر، يكون الإنسان على جهالة أو باطل، فيجيء آخر فيبين له الحجة، فيرى أنه إن اعترف كان معنى ذلك اعترافه بأنه ناقص، وأن ذلك الرجل هو الذي هداه، ولهذا ترى من المنتسبين إلى العلم من لا يشق عليه الإعتراف بالخطأ إذا كان الحق تبين له ببحثه ونظره، ويشق عليه ذلك إذا كان غيره هو الذي بين له.
الوجه الرابع : الحسد و ذلك إذا كان غيره هو الذي بين الحق فيرى أن اعترافه بذلك الحق يكون اعترافاً لذلك المبين بالفضل و العلم و الإصابة ، فيعظم ذلك في عيون الناس ، و لعله يتبعه كثير منهم ، و إنك لتجد من المنتسبين إلى العلم من يحرص على تخطئه غيره من العلماء و لو بالباطل ، حسداً منه لهم ، و محاولة لحط منزلتهم عند الناس . انتهى
وقال أيضا في التنكيل(3/252-253): فمسالك الهوى أكثر من أن تحصى وقد جربت نفسي أنني ربما أنظر في القضية زاعماً أنه لا هوى لي فيلوح لي فيها معنى، فأقرره تقريراً يعجبني، ثم يلوح لي ما يخدش في ذاك المعنى، فأجدني أتبرم بذاك الخادش وتنازعني نفسي إلى تكلف الجواب عنه وغض النظر عن مناقشة ذاك الجواب، وإنما هذا لأني لما قررت ذاك المعنى أولاً تقريراً أعجبني صرت أهوى صحته، هذا مع أنه لا يعلم بذلك أحد من الناس، فكيف إذا كنت قد أذعته في الناس ثم لاح لي الخدش؟ فكيف لولم يلح لي الخدش ولكن رجلاً آخر أعترض علي به؟ فكيف كان المعترض ممن أكرهه؟ إلى قوله: و إنما الواجب على العالم أن يفتش نفسه عن هواها حتى يعرفه ثم يحترز منه و يمعن النظر في الحق من حيث هو حق ، فإن بان له أنه مخالف لهواه آثر الحق على هواه . انتهى.
فهذا ما أردت بيان في هذه الرسالة نصحية لرشاد لعله أن يعود إلى جادة الصواب واعلم أن لله يرفع الرجل على قدر تمسكه بالسنة، ويذله على قدر وقوعه في البدعة والمخالفة ومن يهن الله فما له من مكرم.
وقد رد عليه ردا طيبا ونصحه نصحا سديدا بعد مناصحة أخونا الفاضل بسام الغراسي الحبيشي جزاه الله خيرا، فدونك به والله المسئول أن يصلح أحوال المسلمين ، وأن يرد ضالهم إلى الحق المبين إنه جواد كريم.
هذا وسبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
وكتبه: أبوعبدالرحمن ردمان بن أحمد بن علي الحبيشي
دار الحديث السلفية بالبيضاء/ مسجد علي بن أبي طالب
الموافق/21/ من شهر شعبان/1434هـ ليلة الإثنين
تعليق