بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علىرسول الله، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الأخيار ومن تبعهم إلى يوم الدين،أما بعد: يقول الله سبحانه وتعالى:{إذ يتلقى المتلقيان عناليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [ق:17-18].
ومن هذا الباب أذكر من ذكر أعلاه وغيرهما ممن يكتبفي سحاب بمراقبة الله في كلامهم، خصوصا أنهم أطلقوا العنان للسب والتحقير لأخينا الفاضلوالشيخ المجتهد يوسف بن عيد العنابي، لا لشيء سوى للحسد الذي أكل قلوبهم، ولقد كنت نبهت سابقا على سوء ما فعله أبو أنس، ولما رأيت تعليقات أخيه على نفس المقال وعلى ردالشيخ ربيع، أحببت أن أنبه مرة أخرى عل النصح يجد له من يقبل ويصحح مساره لأن الأمردين، وهذا نص كلامي السابق:
لقد كنت نبهت على هزالة كلامبن سلة، كما هو مبين ولكن سحاب مستمرة في تشويه صورتها بنفسها، فلم تحذف الكلام ومرةأخرى سأنبهها لعل هذا التنبيه يجد له عاقلا يعي ما أقول:
أولا: عنوان الرد كان هوتطاول يوسف العنابي على علم العلل وتطاوله على الشيخ ربيع بالسفه والضلال، وهذا تجني وتقول بغير علم لأن بن سلة غير معروف ببراعته في علم العلل ليحكم على من تكلمفي هذا الفن بأنه تطاول أو لم يتطاول، فعليه التوبة من هذه.
ثانيا: رد الشيخ يوسف ردعلمي، فلا يقال أنه تطاول على الشيخ ربيع، إلا إذا كان الشيخ ربيع معصوما عند بن سلة،وصغار السلفيين يعلمون أن الرد العلمي جائز في حق أي شخص كان، وقد يصير واجبا في كثيرمن الأحيان، وبن سلة حكم بأنه تطاول وسفه وضلال، مع كون بن سلة لا ناقة له ولا جملفي هذا العلم.
ثالثا: قال بن سلة غفر اللهله: فما إن كان مع كتاب الإبانة ...الخ، فبن سلة انتقل هنا للدفاع عن كتاب الإبانةوصاحبه بقفزة عجيبة لا يفعلها حتى المظليون، وهذا يدل على حسد وحقد على الشيخ يوسف،وإلا فماذا يقول في قول الشيخ ربيع كتاب الإبانة يلغى؟فإن قال بن سلة نعم أنا أقوليلغى لأن الشيخ ربيع قالها، قلنا له إذن أنت مقلد، فكيف تدافع عن الكتاب وتطعن فيمنرد عليه بعلم وأنت مقلد؟وإن قال لا يلغى؟ قلنا له لقد خالفت الشيخ ربيع وتطاولت عليهبالسفه والضلال، فما أنت قائل يا بن سلة؟
رابعا: قول بن سلة: -وإلافمن نظر وأعتبر بثرثرته الأخيرة المدونة باسم "بيان الغلط في تضعيف الشيخ ربيعلأثر ابن عمر ـ رضي الله عنهما " ، عرف منزلة الشيخ ربيع المدخلي وخبرته بعلمالحديث وفهمه الثاقب في معرفة علل الحديث ، الذي أشاد بذكره أئمة الحديث العظام والجهابذةالأعلام-
أنت تعلم يا بن سلة كما يعلمغيرك أن أهل دماج يحبون الشيخ ربيع، وأنهم أولى به من غيرهم وانظر لردودهم وكتبهم تجدذلك مبسوطا، وحكمك هنا على الشيخ ربيع مجرد ثرثرة منك، لأنك لا تعرف علم العلل ولستمحدثا حتى تحكم من خلال بحث واحد على شخص، فكيف تحكم على عالم، فالعالم هو الذي يعرفالعالم، أما الجاهل فلا يعرف من هو العالم، وكان عليك يا بن سلة أن تكتفي بما قالهالعلماء في الشيخ ربيع، لا أن تجازف من تلقاء نفسك وتقول ما قلت بناء على بحث واحدوكأنك أعلم من الشيخ ربيع وأعلم ممن زكاه، خصوصا أن الشيخ يوسف بين غلط الشيخ ربيعفي حكمه على هشام بن الغاز، وهل الذين صححوا أحاديثه مثل الشيخ الألباني والإثيوبيالعباد ومقبل لا يعرفون علم العلل ويجهلون علم الحديث؟
خامسا: في كلامك ما يدل علىحسد وحنق وبغض وكره غير مبرر للشيخ يوسف، وذلك إما لأنك لم تطلب العلم في مكانه أوعند شيخ معروف، أو لأنك تتعصب تعصبا غير شرعي مذموم لمن رد عليهم الشيخ يوسف، ففتشفي نفسك فما وجدته فيها من ذلك فعالجه، وأنصحك بقراءة التعصب الذميم وآثاره للشيخ ربيع،لعله يطفيء بعضا من حسدك وتعصبك، ويردك إلى الجادة الصحيحة بالتعصب للحق لا للخلق.
سادسا: أنك ذكرت رد الشيخالألباني على ابن عبد المنان ولا أظنك فقهت لم رد الشيخ عليه، فابن عبد المنان كانيخفي توثيق الرواة ويذكر ما فيهم من كلام ليسقط الآثار فالحمد لله فرد الشيخ يوسف فينفس منوال الشيخ الألباني،ومما يدل على ذلك قول الشيخ الألباني في رده على ابن عبدالمنان طبعة دار ابن عفان الصفحة 10:-....وهو في أكثر الأحيان يكون مبطلا ومتجنيا علىالعلم، ومضعفا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير حجة، ومخالفا لجماهير الحفاظوالأئمة المتقدمين، والعلماء المحققين...الخ
وقوله رحمه الله في الصفحة10:- ..ثم تأكدت من ذلك بعد أن وقفت على تضعيفات أخرى كثيرة له لأحاديث صحيحة بطرقملتوية وبآراء شخصية هزيلة، لا يعجز عنها كل مثقف ثقافة عامة، جاهل بهذا العلم...الخ
ولا نقول أن الشيخ يوسف مثلالشيخ الألباني ولا الشيخ ربيع مثل ابن عبد المنان.
بل الشيخ يوسف صرح في بحثهناصحا الشيخ ربيع أن هذه الطريقة في التضعيف ستعود على كثير من السنة بالهدم أو كماقال.
وكل من قرأ رد الشيخ الألبانييتضح له أنك إما لم تقرأ الرد ومع ذلك أشرت إليه، وإما أنك قرأته ولم تفهمه لأنك لستمن أهل الحديث، لأن الشيخ الألباني في رده بين أن ابن عبد المنان متجن على السنة فهويضعف متى شاء وكيفما شاء، أما الشيخ يوسف فدافع عن هشام ولم يضعفه، فإما أنك لم تقرأرد الشيخ يوسف وأن غيرك هو من رد، وإما أنك قرأته ولم تفهم موضع النزاع ومع ذلك تكلمت،كما أن الشيخ يوسف مسبوق من غيره بتصحيح أحاديث هشام ابن الغاز ومنهم الشيخ الألباني.
سابعا: أنت جاهل بعلم العللوالحديث، وأنا آسف إن قلت لك ذلك، فكيف يتسنى لك الخوض والحديث في هذا الفن وفي شبكةمحسوبة على السلف، أكان السلف يتكلمون فيما لا يحسنون؟ أكان السلف يهجمون على العلمبدون تعلم؟ أكان السلف يردون لمجرد الرد ولو بجهل؟ فعيب على سحاب أن يصبح هذا خطهاالجديد.
ثامنا: شهادتك يا بن سلةعلى نفسك بأنك جاهل منها قولك:- مع ما أنا فيه من القصور والضعف في هذا الشأن الكبيروالميدان غير اليسير-وقولك:- ونرجو من أهل الفضل والشأن والخبرة التصويب أو التصحيح-وقولكالأخير:- تنبيه : انبه القراء الكرام أنه هناك بعض التعديلات في هذا المقال الأول إستجابةلنصائح مشايخنا الفضلاء مما يعود خيره على دعوتنا السلفية المباركة والله الموفق-
كان عليك أن تنبه على التعديلاتفقط دون إعادة المقال بكامله، أم أنك خفت من الفضيحة؟وكان عليك أن تسمي هؤلاء المشايخليعلم السلفيون من هم وهل هم من أهل الفن أم لا؟ولماذا لا يرد هؤلاء المشايخ، وقد يكونفيهم دكاترة، مباشرة دون الاكتفاء بمقال هزيل وتصويبه؟
وأي خير يعود على الدعوةالسلفية بتصدر الجهال في الكلام على العلل وعلم الحديث، فلو شئنا رددنا عليك بكلامكالذي ترد به.
عجيب أمر من جعل له من أمثالبن سلة واجهة، وأنا أقول لقد ذبحوك عندما قدموك، وتبين للسلفيين عوار مقالك.
وأقول لك في الختام كما قالالشيخ الألباني لابن عبد المنان، هيهات هيهات وحب الظهور يقصم الظهور، ومع ذلك كلهيا بن سلة نسأل الله أن يهديك للحق والرجوع للصواب.
والحمد لله رب العالمين.
http://aloloom.net/vb/showthread.php?t=18717&page=2
ولكن للأسف هذه النصيحة لم يعمل بها، فسقطبن سلة أبو أنس للحضيض ولم يجب على ما ألزمناه به، فخرج كلام الشيخ ربيع في كتاب الإبانةوأن أصوله موافقة لأصول الحلبي، فهل يجرؤ بن سلة هذا على تخطئةالشيخ ربيع وأنه يطعن في العلماء وغيرها من شنشنته؟ أم أنه سيكتفي بالتقليد ويأخذ بجرحالشيخ ربيع للإبانة ولو بدون دليل؟
قال ابن القيم في الفوائد[1]: أصلالأخلاق المذمومة كلها الكبر والمهانة والدناءة، وأصل الأخلاق المحمودة كلها الخشوعوعلو الهمة، فالفخر والبطر والأشر والعجب والحسد والبغي والخيلاء والظلم والقسوة والتجبروالإعراض وإباء قبول النصيحة والاستئثار وطلب العلو وحب الجاه والرئاسة، وأن يحمد بمالم يفعل وأمثال ذلك كلها ناشئة من الكبر.
لقد فضحت يا بن سلة، وهذا جزاء الظلم والبغيوالفجور في الخصومة، قال تعالى في سورة النساء: (وَمَنْ يَكْسِبْخَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًامُبِينًا).
وهذا يدل على تعصب مقيت بل هو من حكم الجاهليةكما قرر ذلك شيخ الإسلام وقد نقله عنه الشيخ ربيع في التعصب الذميم وآثاره، فلا تنصرالشيخ ربيع فقط لأنه الشيخ ربيع، بل انصر الشيخ ربيع متى كان معه الحق، ورد كلام الشيخربيع متى تبين لك أنه باطل،
قال ابن القيم:"اقبلالحق ممن قاله وإن كان بغيضا، ورد الباطل على من قاله وإن كان حبيبا"مدارج السالكين3/522،
فالأخذ فقط بأقوال الشيخ ربيع والرجوع له في كل شيءسواء كان حقا أم باطلا بدعة،
ولعل الدرس الأخير الذي لقنه لكم الشيخيوسف يستدعي البحث بصدق عن موقع الخلل الذي أصابكم، فالحق كبير، أكبر من الشيخربيع، فهل ستنصرون الشيخ ربيعا في منهجه القديم أم الجديد بخصوص هشام ابن الغاز؟
فماذا تقولون لو أنشخصا أخذ بقول الشيخ ربيع القديم في هشام ابن الغاز؟ وماذا تقولون في شخص رفض قول الشيخربيع الجديد في هشام ابن الغاز؟
أكيد أن الثاني عندكم حدادي ومتطاول وكمبيوتري ومتعصبو و و، أما حكم الشخص الأول فهو متبع وسلفي وطالب علم قوي بل شيخ لأنه اتبع الشيخ ربيعفي تصحيح هشام ابن الغاز آنذاك،
والخلاصة أنه إذا قال الشيخربيع هشام ابن الغاز ثقة فإياك أن تخالف فهو حامل الراية ولأنك إذا خالفت توثيقه فأنت حداديوطعان في الأئمة الموثوقين، وإذا قال الشيخ ربيع هشامابن الغاز ليس بثقة فإياك أن تخالف فإنك سترمى بالطعنهذه المرة في الصحابة والخلفاء الراشدين وقد تخرج من الإسلام، فإياك إياك أن ترد كلامالشيخ ربيع!!!! هل علمتم يا أيها السلفيون في العالم غلوا مثل هذا؟ هل رأيتم شططا مثلهذا؟ هل رأيتم ظلما مثل هذا؟ هل رأيتم جاهلية مثل هذه؟ هل رأيتم حزبية مثل هذه؟ هلرأيتم تقليدا مثل هذا؟
ولكيا عنابي أن تفتخر وحق لك ذلك، فقد بينت أصول الإبانة بسنوات، وبينت أصول الجابريوكذا فركوس وكبكبة الإصلاح-زعموا-
يرى بعض أهل العلم أن النصارىأول ما غلوا في عيسى عليه السلام كان الغلاة يرمون كل من أنكر عليهم بأنه يبغض عيسىويحقره ونحو ذلك فكان هذا من أعظم ما ساعد على أن انتشار الغلو لأن بقايا أهل الحقكانوا يرون أنهم إذا أنكروا على الغلاة نسبوا إلى ما هم أشد الناس كراهية له من بغضعيسى وتحقيره ، ومقتهم الجمهور ، وأوذوا فثبطهم هذا عن الإنكار ، وخلا الجو للشيطان، وقريب من هذا حال الغلاة الروافض وحال القبوريين ، وحال غلاة المقلدين".
فالله الله في الاتباع ونبذ التعصبوالفرقة والخلاف بالباطل، والزموا كتاب ربكم وسنة نبيكم على نهج من سلف، وإياكموالغلو في الصالحين فهو من مسائل الجاهلية وإياكم ونصرة الباطل، بل إياكم ونصرةالحق سوى لنصرة الأشخاص،
قال الشيخ ربيع:
الجواب : التعصب مذموم, بل طريقة الكفار !
التعصب واتّباع الهوى من طرق أهل الجاهلية ومن طرق التتار كما يقولشيخ الإسلام ابن تيمية ,المؤمن يحاول أن يعرف الحق ويتمسك به ولو خالف هذا الحق منخالف ,ولا يتعصب أبدا لخطأ فلان أو فلان أو رأي فلان وفلان ,إنما يتمسك بكتاب اللهوسنة الرسول عليه الصلاة والسلام ويوالي ويعادي على ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلمبعد أن يعرف أن محمدا جاء به وليس بالأوهام ؛عرف أن هذه القضية جاء بها محمد عليه الصلاةوالسلام ؛دلّ عليها كتاب الله ودل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودان بها السلف.
ابن القيم يرى أنك إذا عرفت النص وفقهته ؛يعني وما عرفت قائلا قال بهفعليك أن تتمسك به ؛إن عرفت قائلين قالوا به ازددت قوة ويقينا ,وإذا ما وجدت أحدا فلايشترط ,المهم أن يكون مدار المسلم على قال الله ,قال رسول الله :
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه
أما يأتي رجل جاهل وينصبنفسه إماما ويخوض في الأباطيل والضلالات تتعصب له فهذا من أعمال الجاهلية ,بل لو كان إماما وأخطأ لو تعصبتله ففيك جاهلية {إنا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ} فهذا التعصب من شؤون الجاهليين ومن أعمالهم ,أما المسلم الصادق فعليه أن يتنـزه عنالتعصب وعن المخالفات لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ؛تعصب ذميم ! ولا يتعصب إلاعصبي أو ذميم ؛العصبي يعني مجنون مصاب بداء الأعصاب أو غبي ,لا يتعصب إلا غبي أو عصبي,فالمسلم يجب أن يتنـزه فلا يكون غبيا ولا مجنونا ؛عصبيا ,يكون عاقلا يطلب الحق ,وإذاعرف الحق أخذ به ولو خالفه من في الأرض جميعا ولا يتعصب لا لإمام ولا لمأموم ولا لصادقولا لكاذب وإنما يتمسك بالحق .
وله مثل ذلك كثير، فلتراجعه لسد الخلةالتي أصبحت واضحة عندك، بل لقد أصبحت فجوة كبيرة، فانظر إلى الجدعة التي أصبت بهاقبل البحث عن قذى الآخرين.
والحمد لله رب العالمين.
[1] - شمس الدين محمد بن أبي بكرابن قيم الجوزية، الفوائد، دار التقوى، الطبعةالأولى 1429 هجرية 2008 ميلادية، الصفحة 155.
تعليق