إظهار الدهش والوله في بيان ما آل إليه حال عبد اللطيف الكردي ومن تعصب له
ردٌ مختصر
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله رب العالمين , ولا عدوان إلا على الظالمين , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أنَّ محمّداً عبده ورسوله أمّا بعد : فإنَّ الحق والباطل لا يجتمعان في قلب المؤمن الصادق أبداً , فلا بدَّ أن يطغى أحدٌ على أحد فيدفعه , وعلى حساب قوّة المادّة تبقى وتسمو تكون وجهة الإنسان قال تعالى : {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }الأنبياء18 وإني منذ فترة قد بينت بفضل الله تعالى ما آل إليه حال عبد اللطيف بن أحمد مصطفى المكنّى بـ ( أبي عبد الحق الكردي ) الذي قال فيه الشيخ ربيع بن هادي في نصيحته للعراقيين :" اشكُرُوا اللهَ الذِي يَسَّرَ لَكُم إِقَامَة مَدْرَسَةٍ سَلَفِيَّةٍ عَقِيْدَةً وَمَنْهَجَاً؛ رَفَعَتْ رَايَةَالسُّنَّةِ بِمَنْهَجِهَا الصَّحِيْحِ، ثُمَّ بِالمُخْلِصِيْنَ مِنْكُم وَمِنْأَهلِ العِلْمِ، وَعَلَى رَأسِهِم الشَّيْخُ العَالِمُ الفَاضِلُ أَبو عَبْدَالحَقِّ الكُرْدِيُّ الذِي عَرَفْتهُ مِنْ زَمَنٍ سَابِقٍ
يُحِبُّ الحَقَّ وَبِالذَّكَاءِ وَاتِّبَاعِ مَنْهَجِ السَّلَفِ الصَّالِحِ وَعَرَفْتهُبِالفِقْهِ وَالنَّـزَاهَةِ
وَإِيثَارِ الآخِرَةِ عَلَى الدُّنيَاوَمَطَامِعَهَا فَاعْرِفُوا لَهُ قَدْرَهُ
وَعَضُّوا عَلَيْهِ وَعَلَىمَدْرَسَتِكُم السَّلَفِيَّةِ النَّقِيَّةِبِالنَّوَاجِذِ"ا.هـ
وبينت بما لا يدع مجالاً للشك خبث طويّة عبد اللطيف بالأدلة والبراهين وبينت بعضاً من انتقاءيته في الأحكام وكبره عن قبول الحق وتجلده في الدفاع عن الاختلاط والتصوير والتمييع والركون إلى أهل الشهوات الدنيوية والشبهات الدينية . فلم يرفع بذلك رأساً بل هو موغل في تماديه سائر على طريقة أسلافه من أهل البدع والتحزّب الذين يحقّرون نصح الناصحين ويسعون بكل جد ونشاط إلى بث روح الفُرقة والشتات بين أفراد الناس وعامتهم بسبب التوجه الغير سليم في تلقي النصوص وتوجيهها الوجهة الصحيحة. وفي هذه الأيام أطلعني بعض الإخوة الأكراد في محافظة أربيل الكردستانية العراقية على حوار أجرته قناة N.R.T الكردية مع الشيخ! الفاضل ! عبد اللطيف الكردي وهو باللغة الكردية فقام الأخ الفاضل سالم حسن عبد الله بترجمة بعض ما ورد فيه من الخلل والإخلال إلى اللغة العربية واتصل بي مشكوراً اتصالاً طويلاً أملى عليَّ ما ورد في اللقاء المذكور مترجماً مفرغاً ثمَّ قمت بدوري بكتابة ما ذكر الأخ سالم كتابة نصيّة ومما جاء في اللقاء المذكور الآتي :
الفقرة الأولى :
"السائل : أنتم يقال لكم سلفيين , يقال أنكم ضد الشدة ولكنكم تقولون بها في خطبكم مثلاً: التصوير مسألة خلافية بين العلماء ...
عبد اللطيف : بلا شك!
السائل : إذن هناك بعض الخطباء السلفيين في خطب الجمعة يعتبرون صاحب الصورة مجرماً وعدواً لله ومظاهياً لله ؟!
عبد اللطيف : إذا سألتني فأنا كمعلّم سلفي كما عرّفتني به أنا مدير القناة الفضائية :"منبر الأثر" القناة الفضائية هل يوجد فيها صورة لا ؟نعم فيها صورة , القناة الفضائية تقوم على ماذا؟ تقوم على التصوير , فإذا أخطأ أحد مثلاً أخطأ أحد في مذهب الشافعي , لا نقول : أخطأ الشافعي ومذهب الشافعي خطأ, وإذا أخطأ أحد في حزب , لا نقول ذلك الحزب يخطيء, وإذا أخطأ أحد في فكر وتصوّر , وتوجّه لا نقول : والله هذا الفكر كلّه خطأ , لا شك الشذوذ يوجد في كل طائفة ,أمّا كاعتقاد بأنّ الشيء فيه مصلحة وضرورة وخدمة , وأي شيء تصوره أو بالفيديو...
أقول :
أنظر إلى عبد اللطيف كيف يتبجّح بأنه مدير لقناة منبر الأثر التي تسير على طريقة غير مرضية في لبس الحق بالباطل .أمّا مسألة التصوير فليست من المسائل الخلافية بين أهل العلم فما كل خلاف يعتبر كيف وقد صادم المخالفون في هذه المسألة أدلة صحيحة صريحة ومنها ما جاء في كتاب التوحيد للعلامة النجدي محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله –
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة" أخرجاه.([1]) رواه البخاري في كتاب اللباس رقم (5953) وفي كتاب التوحيد رقم (7559) ومسلم في كتاب اللباس والزينة رقم (5509) واللفظ له .ولهما ([2]) عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله". رواه البخاري في كتاب اللباس رقم (5954) ومسلم في كتاب اللباس والزينة رقم (5494) .ولهما ([3]) عن ابن عباس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم". رواه مسلم بهذا اللفظ في كتاب اللباس والزينة رقم (5506) . عن سعيد بن أبي الحسن قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال : إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها فقال له ادن مني فدنا منه ثم قال ادن مني فدنا حتى وضع يده على رأسه قال أنبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفسا فتعذبه في جهنم). وقال إن كنت لابد فاعلا فاصنع الشجر وما لا نفس له .
ولهما ([4]) عنه مرفوعا: "من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ". رواه البخاري في كتاب البيوع رقم (2225) في كتاب اللباس رقم (5963) وفي كتاب التعبير رقم (7042) ومسلم في كتاب اللباس والزينة رقم (5507) .
ولمسلم ([5]) عن أبي الهياج قال: "قال لي علي: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبرا مشرفا إلا سويته".رواه مسلم في كتاب الجنائز رقم (2240) .انتهى من كتاب عون المجيد تخريج كتاب التوحيد للشيخ خالد مُحمَّد الغرباني
وانظر شرح الشيخ أحمد بن يحيى النّجمي الموسوم بـ الشرح الموجز الممهّد الّذي ألّفه شيخ الإسلام مُحمَّد بن عبد الوهّاب : " باب ما جاء في المُصورين " فإنَّه ردَّ على بعض الفُضلاء الّذي تأوّلوا بعض التأويلات واجتهدوا مع وجود هذه النصوص وغيرها ويقال في التصوير أنه ليس من المسائل الاجتهاديَّة الّتي يسوغ فيها الخلاف عنّد أهل السُّنَّة .
قال الشيخ يوسف الجزائري – شفاه الله – في تحذير أولي الألباب :
- ضابط المسائل التي يسوغ فيها الاجتهاد :
قال الإمام محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله تعالى-: (ولا يخفى أن شروط الاجتهاد لا تشترط إلا فيما فيه مجال للاجتهاد ، والأمور المنصوصة في نصوص صحيحة ، من الكتاب والسنة ، لا يجوز الاجتهاد فيها لأحد ، حتى تشترط فيها شروط الاجتهاد ، بل ليس فيها إلا الاتباع) "أضواء البيان"(7/359).
بل ولو كَثُر المُجتهدون وكثُرت فتاواهم فهذا لا يَجعل المَسألة مشروعة من أجل قول فلان لأنَّ : " معاصي العباد لا تستحيل ديناً " قال ابن حزم رحمه الله في "المحلى"(9/273-274): ( ..ولم يأت قط نصٌّ ولا إجماع ولا نظر صحيح بترجيح ما كثر القائلون به على ما قلّ القائلون به..).وقال الإمام ابن باز رحمه الله عند قوله تعالى ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾[الأنعام:153] : ( وهذا يبيّن أن الواجب على المؤمن الحذر وأن لا يغتر بالكثرة، وأن يعتني بالسنة والدليل....فيجب الحذر وعدم الطمأنينة لرأي فلان ورأي فلان حتى تعلم الدليل من الكتاب والسنة ) "شرح فضل الإسلام"(ص201-202)ط دار ابن الجوزي القاهرة.
وقال العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى في شرحه على "مسائل الجاهلية"(ص61):(..فالميزان ليس هو الكثرة والقلة، بل الميزان هو الحق، فمن كان على الحق وإن كان واحدا فإنه هو المصيب، وهو الذي يجب الاقتداء به، وإذا كانت الكثرة على باطل فإنه يجب رفضها وعدم الاغترار بها، فالعبرة بالحق، ولذلك يقول العلماء: الحق لا يعرف بالرجال، وإنما يعرف الرجال بالحق..).
وقال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى: (فإن المجتهد هو الذي لا ينظر إلى من قال، بل إلى ما قال، فإن وجد نفسَه تُنازعه إلى الدخول في قول الأكثرين والخروج عن قول الأقلّين، إلى متابعة من له جلالة قدر، ونبالة ذكر، وسعة دائرة علم، لا لأمر سوى ذلك؛ فليعلم أنه بقي فيه عرق من عروق العصبية، وشعبة من شعب التقليد، وأنه لم يُوَفّ الاجتهاد حقَّه) «أدب الطلب» ص(122). أنظر : تحذير أولي الألباب للشيخ يوسف الجزائري
فبان بما تقدّم أنَّ من خالف النص الصحيح الصريح وكان من أهل الاجتهاد فلا يعتد بمخالفته وله الأجر الواحد لأنه مخطئ – بغير قصد – في ذلك الاجتهاد.
ثمَّ انظر إلى قول عبد اللطيف :" فإذا أخطأ أحد مثلاً أخطأ أحد في مذهب الشافعي , لا نقول : أخطأ الشافعي ومذهب الشافعي خطأ"فللكبر الذي في قلبه جعل نفسه الرأس في المذهب وأنَّ أخطاء أتباعه الذين يرون حرمة التصوير لا تلحق به !
ثمَّّ جاء فقرر منهج الموازنات مداهنةً للسائل حيث قال :" وإذا أخطأ أحد في حزب , لا نقول ذلك الحزب يخطيء, وإذا أخطأ أحد في فكر وتصوّر , وتوجّه لا نقول : والله هذا الفكر كلّه خطأ , لا شك الشذوذ يوجد في كل طائفة"فمن أين لك هذه الموازنات بين الحسنات والسيئات فتقرر بأنَّ في الأحزاب الموجودة والأفكار لا يقال في توجهها خطأ محض مع أنك في مجال النقد وأنت تعلم أنَّ الله تعالى قال : َتْبّت يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ{1} مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ{2} سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ{3} وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ{4} فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ{5}فهل تعتقد يا أستاذ (!) أنَّ أبا لهب لم يكن عنده حسنات من إكرام الضيف وغيرها من شيم العرب لكنَّ هذه بالجملة لم – ولن – تنفعه في مجال النقد وإبداء ضلاله والحكم على مصيره في الآخرة بسبب أذيته للنبي محمّد – صلى الله عليه وسلّم –
وكلام أهل العلم في نقد هذا المنهج الخبيث أشهر من أن يذكر فلا مناص لك يا أستاذ(!) إلا الإقرار بأنك حينما تنتقد حزب أو فكر أو عقيدة مغايرة أن لا تذكر محاسن المنتقد من الكرم وغيره إذ لو ذكرت محاسنه لكان ذلك دعوة إليه من جهة وركة في النقد من جهة أُخرى .ثمَّ انظر إلى قوله :" لا شك الشذوذ يوجد في كل طائفة" ألا ترى يا أُستاذ(!) أنَّ إطلاق لفظة كل التي هي من ألفاظ العموم تشمل حتى أهل السنة فيحكم على طائفة أهل السنة بأنَّ فيها أيضاً من الشذوذ عياذاً بالله تعالى : {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82 وأنت تعلم جيداً أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – شهد للطائفة الحقة بأنها لا تزال على الحق منصورة حتى يأتي أمر الله ولم يذكر أي شذوذ فيها!
ثمَّ قال :
"السائل : إذن هؤلاء الذين يتكلمون باسم السلفية ربما هجموا على شخصك ؟
عبد اللطيف : بلا شك !!السائل : هل يعتبرون أنهم على خطأ؟الجواب : بلا شك مخطيء؟, ليس لأنه هاجمني لأنني لست معصوماً, ولست مقدساً لا يجوز أن أُخطأ , أو لا يجوز أن ينتقدني لكن (الفهم الضيق !) للنصوص والآيات والأحاديث هذا موضع الانتقاد والخطأ ."
أقول : أنظر إليه كيف يرمي الأئمة الأعلام الذين قالوا بحرمة التصوير بأنَّ فهمهم للنصوص والآيات والأحاديث فهم ضيق وهذا طعن صريح في مسلك أهل الحديث الذين لايصرفون النص عن ظاهره إلا بدليل صحيح ولا يتساهلون في إحالة المعنى الظاهر إلى معنىً مغاير إلا بدليل بينما يتساهل حضرة الأستاذ(!) عبد اللطيف في صرف نصوص حرمة التصوير وحرمة الاختلاط عن معناها الحقيقي إلى المعاني التي هي من اجتهادات بعض أهل العلم الذين خالفوا فيها النصوص لمصلحة موهومة رأوها وما أصابوا فيها ولهم بذلك أجر واحد .بينما عبد اللطيف ومن تبعه ليسوا بمأجورين على الأخذ بالاجتهاد إنما هم آثمون بسبب معرفتهم النص الصحيح ومع ذلك أخذوا بضدّه من الاجتهادات. "قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى جوابا على اعتراض متعصب، على أهل الاتباع بها :(..فإن قال: وإن أخطأ [ أي المتبوع] فهو مأجور، قيل : أجل هو مأجور لاجتهاده وأنت غير مأجور لأنك لم تأت بموجب الأجر، بل قد فرّطت في الاتباع الواجب فأنت إذن مأزور، فإن قال: كيف يأجره الله على ما أفتى به ويمدحه ويذم المستفتي على قبوله منه؟ وهل يعقل هذا؟ قيل له: المستفتي إن هو قصّر وفرط في معرفته الحق مع قدرته عليه لحقه الذم والوعيد، وإن بذل جهده ولم يقصِّر فيما أُمر به واتقى الله ما استطاع فهو مأجور أيضا، وأما المتعصب الذي جعل قول متبوعه عيارا على الكتاب والسنة وأقوال الصحابة يزنها به، فما وافق قول متبوعه منها قبله وما خالفه ردّه، فهذا إلى الذم والعقاب أقرب منه إلى الأجر والثواب، وإن قيل وهو الواقع: اتبعته وقلدته ولا أدري أعلى صواب هو أم لا فالعهدة على القائل وأنا حاك لأقواله، قيل له: فهل تتخلص بهذا من الله عند السؤال لك عما حكمت به بين عباد الله وأفتيتهم به، فوالله إن للحكام والمفتين لموقفا للسؤال لا يتخلص فيه إلا من عرف الحق وحكم به وأفتى به، وأما من عداهما فسيعلم عند انكشاف الحال أنه لم يكن على شيء )"إعلام الموقعين" (3/527 -528). وقال الإمام ابن القيم رحمه الله أيضا:(..فَإِنْ قِيلَ : فَأَنْتُمْ تُقِرُّونَ أَنَّ الْأَئِمَّةَ الْمُقَلِّدِينَ فِي الدِّينِ عَلَى هُدًى ، فَمُقَلَّدُوهُمْ عَلَى هُدًى قَطْعًا ؛ لِأَنَّهُمْ سَالِكُونَ خَلْفَهُمْ ؟! قِيلَ : سُلُوكُهُمْ خَلْفَهُمْ مُبْطِلٌ لِتَقْلِيدِهِمْ لَهُمْ قَطْعًا؛ فَإِنَّ طَرِيقَتَهُمْ كَانَتْ اتِّبَاعَ الْحُجَّةِ وَالنَّهْيِ عَنْ تَقْلِيدِهِمْ ...، فَمَنْ تَرَكَ الْحُجَّةَ وَارْتَكَبَ مَا نَهَوْا عَنْهُ وَنَهَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ عَنْهُ قَبْلَهُمْ فَلَيْسَ عَلَى طَرِيقَتِهِمْ وَهُوَ مِنْ الْمُخَالِفِينَ لَهُمْ، وَإِنَّمَا يَكُونُ عَلَى طَرِيقَتِهِمْ مَنْ اتَّبَعَ الْحُجَّةَ ، وَانْقَادَ لِلدَّلِيلِ ، وَلَمْ يَتَّخِذْ رَجُلًا بِعَيْنِهِ سِوَى الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْعَلُهُ مُخْتَارًا عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ يَعْرِضُهُمَا عَلَى قَوْلِهِ، وَبِهَذَا يَظْهَرُ بُطْلَانُ فَهْمِ مَنْ جَعَلَ التَّقْلِيدَ اتِّبَاعًا، وَإِيهَامَهُ وَتَلْبِيسَهُ ، بَلْ هُوَ مُخَالِفٌ لِلْإتْبَاعِ، وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَأَهْلُ الْعِلْمِ بَيْنَهُمَا كَمَا فَرَّقَتْ الْحَقَائِقُ بَيْنَهُمَا ، فَإِنَّ الِاتِّبَاعَ سُلُوكُ طَرِيقِ الْمُتَّبِعِ وَالْإِتْيَانِ بِمِثْلِ مَا أَتَى بِهِ )"إعلام الموقعين عن رب العالمين".وقال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى في "القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد"(ص89): ( فإن العالِم الذي قلده غيره إذا كان أجهد نفسه في طلب الدليل ولم يجده، ثم أجهد رأيه فهو معذور بل مأجور للحديث المتفق عليه: « إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر »، فإذا وقف بين يدي الله وتبين خطؤه كان بيده هذه الحجة الصحيحة، بخلاف المقلِّد فإنه لا يجد حجة يدلي بها عند السؤال في موقف الحساب؛ لأنه قلّد في دين الله من هو مخطىء، وعدم مؤاخذة المجتهد على خطئه لا يستلزم عدم مؤاخذة من قلّده في ذلك الخطأ، لا عقلا، ولا شرعا، ولا عادة )." ا.هـ من تحذير أولي الألباب بتصرُّف
قلت :أهل السنة لم يهجموا على شخص عبد اللطيف وإنما هجموا على أصوله الفاسدة وفتاواه الكاسدة التي تنضح بالتمييع والتأثر بضغط الجو العصري وليّ أعناق الأدلّة لخدمة الأهواء والمشارب ولو كانوا قد هجموا عليك لشخصك لعدّوا بذلك أصحاب المقاصد السيئة الذين يسعون لهدر وإسقاط الآخرين بسبب الخلافات الشخصية ودون إثبات ذلك يا أستاذ (!) خرط القتاد!.
الفقرة الثانية :
السائل : الآباء :
عبد اللطيف : أنا ما قلت أبداً , لا يجوز للفتيات الدراسة , أنا أستاذ في معهد العلوم الإسلامية ويوجد فيه طالبات , ليس هناك مشكلة بالنسبة إليَّ(!!), إذن أنا ما قلت : تتزوّج وتقعد في بيتها وتترك الدراسة !
قلت : أنظر إليه كيف يتفاخر بأنه يدرّس الطالبات في المعهد وأن ذلك لا يشكّل مشكلة بالنسبة له والله تعالى يقول : {...وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ... }الأحزاب53
وقال تعالى : {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }النور30
فإذا كان الاختلاط لا يؤثر على حضرة الأستاذ(!) فليس إذا – والحالة هذه – حاجة إلى النصوص التي تحرم الاختلاط وتسد الذرائع فهل بلغ فضيلة الأستاذ (!) رتبة عالية – كغلاة الصوفية – فلا يتأثر بفتن الشهوات ولا الشبهات؟!
ثمَّ انظر إلى قوله :" إذن أنا ما قلت : تتزوّج وتقعد في بيتها وتترك الدراسة !"
أكد ما قرره في فتياه للمغاربة حيث جاء محاضرة بعنوان (آداب طالب العلم) للشيخ!! أبي عبد الحق عبد اللطيف بن احمد الكردي ضمن اللقاءات السلفية المغربية بتاريخ 2/رجب/1432هـ" : :
اما الفقرة الاولى فاكثر علماء السنة على منع التدريس في الجامعات المختلطة ، اكثرعلماء السنة على منع التدريس في الجامعات المختلطة الا ان هناك بعض الفتاوى لبعض علماء السنة كذلك يجيزون التدريس في الجامعات المختلطة للضرورة ، اذا رأوا فيالمدرس انه يصلح وانه يتقي الله (جل وعلا) وانه يقوم بالدعوة الى التوحيد ففي هذه الحالة اذا رأوا ان المصلحة اكثر من المفسدة يرون الجواز وممن اجاز ذلك من علمائناكذلك في هذا العصر هناك فتوى للشيخ ابن عثيمين في شرحه لكتاب حلية طالب العلم لبكرابو زيد ، وكذلك فتوى اخرى للشيخ ابن عثيمين وفتوى للجنة الدائمة وهذه الفتاوىالان موجودة عندي وكذلك فتوى للشيخ عبيد الجابري ولكن كما ذكرت لكم ان رأي الجمهور، جمهور اهل السنة على المنع وإذا تسألوني رأيي الشخصي مع أن رأيي لا شيء في مقابل كلام اهل العلم فينظر الى المصلحة والمفسدة من اتقى واصلح من المدرسين يجوز له انشاء الله تعالى بنية الدعوة الى التوحيد لا بنية اكتساب المال ، اذا راى انه يصلح وانه يدعو الى التوحيد وينشر السنة وان المصلحة تكون اكثر من المفسدة وانه ان شاء الله يحافظ على عدم الاختلاط لا يتقبل الاختلاط ولا يذهب لاجل الاختلاط وانما يذهب لاجل الدعوة الى التوحيد والسنة ونشر الخير فيرجى ان ينطبق عليه قول النبي عليه الصلاة والسلام: المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ، وقلت بان هذه المسالة المتعلقة بالفقرة الاولى مسالةخلافية فمن اختار راي الجمهور علماء اهل السنة فله ذلك ومن كذلك اخذ بالراي الثاني، المسالة اجتهادية ليست مسالة منهجية ولا ينبغي الولاء والبراء على هذه المسالةولا التضليل والتبديع على هذه المسالة والله اعلم .
فهو يرى أنَّ من :" يذهب لاجل الدعوة الى التوحيد والسنة ونشر الخير فيرجى ان ينطبق عليه قول النبي عليه الصلاة والسلام: المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم "فهو خير من الذي يترك الاختلاط لله تعالى : {تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى }النجم22
الفقرة الثالثة :
السائل : إلى أي حد يجوز أن نجلس في خطب الذين يكفرون الناس ؟الجواب : بالنسبة للجلوس في خطب الذين يكفرون , قلت : في البداية إن وقع هذا الخطيب في الخطأ هذا مغاير , مع من هو مشهور في تكفير المسلمين , ويحث المسلمين على الفتن . إذا كان من النوع الأوّل فاجلس في خطبه , وإذا نصحته يمكن يرجع إلى الصواب, أما النوع الثاني إذا كان فعلاً عنده فكر متشدد يعني يكفّر المسلمين, ويكفّر من لم يكفّره الله ورسوله , فهذا النوع من الأشخاص يصنعون المشاكل .ا.هـ
أقول :قال تعالى : {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }الأنعام68 {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28فأين التفريق بين من يكفّر المسلمين – جهلاً – وبين من يكفّرهم ظلماً وعدواً أليس المنطلق واحد وهو وجود الشبهة وقلة العلم عند الصنفين؟!ثمَّ أليس الجلوس في خطبة خطيب يدندن حول تكفير المسلمين – وإن كان جاهلاً – يعد من تكثير سواده وتغرير بالعامة بأنه على الحق؟!أين أنت من منهج أهل السنة في عدم سماع كلام أهل البدع والإصغاء إليهم وتمكينهم من الآذان؟!ألا ترى أنَّ في إجابتك مداهنة واضحة وتجاوز صريح على مذهب أهل السنة في مباينة أهل البدع وأهل الجهل والعدوان؟ثمَّ انظر إليه حتى النوع الثاني الذي قرر أنَّ عنده من الأفكار المتشددة لم ينهى المسلم عن حضور مجلسه وإنما اكتفى بقوله :" فهذا النوع من الأشخاص يصنعون المشاكل" !!فأين مراد السائل الذي أراده منك أيها الملبس؟أم أنه السير على طريقة أسلافك من أهل البدعة والتلبيس والتعمية.
وختاماً أقول :
إنني مقر بأنني ما أعطيت الردَّ حقّه العلمي وذلك لانشغال بالي وعدم توفر الظروف الملائمة ولكن ليعلم القاريء خبث طوية أهل التحزّب ومنهم عبد اللطيف ومن تبعه على الإثم والعدوان فأسأل الله تعالى أن يكفينا شر الأشرار وأن يثبتنا على السنة حتى نلقاه ...آمين
أنمار الجميلي
العراق – صلاح الدين
تعليق