تويت
هدم السرداب على بغي وظلم وغلو وسوء قصد أحد كتاب سحاب
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة للعالمين لإقامة العدل بين الخلق، وهدايتهم إلى ترك الظلم والبغي، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه،
أما بعد:
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِله وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [النساء : 135].
ويقول سبحانه:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) المائدة آية(8).
قال الشيخ ربيع في كتابه المحجة البيضاء:ص 302 وما بعدها، من مجموع كتبه طبعة دار الإمام أحمد المجلد الخامس، 1431 2010:
وهو ينقل عن الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في تفسير هذه الآية الكريمة :{يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً }))
فأمر سبحانه بالقيام بالقسط، وهو العدل في هذه الآية، وهذا أمر بالقيام به في حق كل أحد، عدوّاً كان أو ولـيّاً، وأحـق ما قـام له العـبد بقصد الأقـوال والآراء والمـذاهب، إذ هي متعلقة بأمر الله وخبره؛
فالقيام فيها بالهوى والمعصية مضادُّ لأمر الله، منافٍ لما بعث به رسوله،
والقيام فيها بالقسط وظيفة خلفاء الرسول في أمته، وأمنائه بين أتباعه .ولا يستحق اسم "الأمانة" إلا من قام فيها بالعدل المحض نصيحة لله، ولكتابه، ولرسوله، ولعباده، وأولئك هم الوارثون حقاً، لا من يجعل أصحابه، ونحلته، ومذهبه، معياراً على الحق، وميزاناً له، يعادي من خالفه، ويوالي من وافقه بمجرد موافقته ومخالفته.فأين هذا من القيام بالقسط الذي فرضه الله على كل أحد ؟.
وهو في هذا الباب أعظم فرضاً وأكبر وجوباً .ـ ثم قال : ـ{ شهداء لله }
:الشاهد هو : المخبر؛ فإن أخبر بحقٍ فهو شاهد عدل مقبول، وإن أخبر بباطلٍ فهو شاهد زور .وأمر ـ تعالى ـ أن يكون شهيداً له مع القيام بالقسط .
وهذا يتضمن أن تكون الشهادة بالقسط، وأن تكون لله لا لغيره .
وقـال في الآية الأخرى : {كونوا قوامين لله شهداء بالقسط}
فتضمنت الآيتان أموراً أربعة :
أحدها : القيام بالقسط .
الثاني : أن يكون لله .
الثالث : الشهادة بالقسط .
الرابع : أن تكون لله .
واختصت آية "النساء" بالقسط والشهادة لله، وآية "المائدة" بالقيام لله والشهادة بالقسط ؛ لسر عجيب من أسرار القرآن، ليس هذا موضع ذكره .
ثم قال تعالى : {ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين}
فأمر سبحانه أن يُقَامَ بالقسط، ويشهد على كل أحد، ولو كان أحب الناس إلى العبد؛ فيقوم بالقسط على نفسه، ووالديه اللذين هما أصله، وأقاربه الذين هم أخص به، والصديق من سائر الناس .
فإن كان ما في العبد من محبة لنفسه، ووالديه، وأقاربه، يمنعه من القيام عليهم بالحق، ولا سيما إذا كان الحق لمن يبغضه ويعاديه قبلهم؛ فإنه لا يقوم به في هذه الحال إلا من كان الله ورسوله أحب إليه من كل ما سواهما، وهذا يمتحن به العبد إيـمانه؛ فيعرف منزلة الإيمان من قلبه ومحله منه .
وعكس هذا عدل العبد في أعدائه، ومن يجفوه؛ فإنه لا ينبغي أن يحمله بغضه لهم أن يحيف عليهم، كما لا ينبغي أن يحمله حبه لنفسه، ووالديه، وأقاربه على أن يترك القيام عليهم بالقسط؛ فلا يدخله ذلك البغض في باطل، ولا يقصر به هذا الحب عن الحق، كما قال بعض السلف : "العادل هو الذي إذا غضب لم يدخله غضبه في باطل، وإذا رضي لم يخرجه رضاه عن الحق" .
ثم قال تعالى {إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما } منكم، وهو ربهما ومولاهما، وهما عبيده؛ فلا تحابوا غنياً لغناه، ولا فقيراً لفقره؛ فإن الله أولى بهما منكم ...ثم قال { فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا} نهاهم عن اتباع الهوى الحامل على ترك العدل .
وقوله تعالى{ أن تعدلوا} منصوب الموضع؛ لأنه مفعول لأجله، وتقديره عند البصريين : كراهية أن تعدلوا، أو حذر أن تعدلوا؛ فيكون اتباعكم للهوى كراهية العدل أو فراراً منه .وعلى قول الكوفيين : التقدير : أن لا تعدلوا .وقول البصريين أحسن وأظهر .
ثــم قـال تعـالى : {وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً }ذكر سبحانه السببين الموجبين لكتمان الحق محذراً منهما، ومتوعداً عليهما :
1ـ أحدهما : اللّي .
2 ـ والآخر : الإعراض .
فإن الحق إذا ظهرت حجته، ولم يجد من يروم دفعها طريقاً إلى دفعها أعرض عنها وأمسك عن ذكرها، فكان شيطاناً أخرس، وتارة يلويها ويحرفها ...ولما كان الشاهد مطالَـباً بـأداء الشهادة على وجهها فـلا يكـتمها ولا يغيـِّرها، كان الإعراض نظير الكتمان، واللّي نظير تغييرها وتبديلها .
فتأمل ما تحت هذه الآية من كنوز العلم .
والمقصود : أن الواجب الذي لا يتم الإيمان، بل لا يحصل مسمى الإيمان إلا به؛ مقابلة النصوص بالتلقي والقبول، والإظهار لها، ودعوة الخلق إليها، ولا يقابل بالاعتراض تارة وباللّي أخرى((. أ هـ .
وقد هالني ما رأيت في سحاب من مشاركة من أحد الكتاب، بموضوع تحت عنوان، ((بيان تدليس! وتلبيس!
من زعم أن الشيخ ربيعًا –حفظه الله ينال من مكانة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة)).
ولي مع هذا الكاتب وقفات، من باب إن لصاحب الحق مقالا:
أولا: أنا لم أقل أن الشيخ ربيعا حفظه الله ينال من مكانة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، بل هذا من كيسك، وقولك وفهمك الخاطيء، إنما أنا ذكرت العنوان كما يلي:
(الشيخ ربيع يخطيء الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في بدر وأن الله لم يقرهم على ذلك).
فالعبارة واضحة تدل على معناها بكل جلاء ووضوح، فمعتقد أهل السنة والجماعة بخصوص هذه المسألة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخطأ، وأن الله سبحانه وتعالى لم يقره على خطئه، فأين التدليس؟! وأين التلبيس؟!
فهل الشيخ ربيع يعتقد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن رأى رأيه من الصحابة في هذه المسألة غير مخطيء؟
فإن قلت إن الشيخ يرى أنه صلى الله عليه وسلم لم يخطيء، فهذا أمر خطير لأنه رد للوحي الذي اعتبره مخطئا ولم يقره على هذا الخطأ،
ونحن نعتقد جزما أن الشيخ ربيعًا يرى: أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخطأ في هذه المسألة ابتداءً، وأن الوحي نزل للتصويب كما نقلنا في المشاركة.
وإن قلتَ: إن الشيخ ربيع يرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخطأ في هذه المسألة، وأن الوحي لم يقره على خطئه، ـــــ وهو الصواب ــــ بإذن الله، تكون قد قلت بنفس ما قلنا به، وما نعتقده، وإلى حدود هنا نحمد الله أن عاد السهم إلى نجعته.
وترتيبا على ما سبق يعلم القاريء أن بقية مقال المشهداني ــــ في زعمه ـــ
الدفاع عن الشيخ ربيع قد هدم من أساسه.
ثانيا: قوله- وهذا يدل على أن الكاتب المنتقد لا يفهم، إذ أنه يستنكر....الخ
الفهم رزق من الله سبحانه وتعالى وهو يقسمه كيف يشاء، ولكنك بكلامك هذا أثبتَّ على نفسك أنك لم تفهم الكلام[1]، فأين هو انتقادي لكلام الشيخ ربيع؟، فأنا لم أنتقد هذا الكلام، فهل هذا من العدل والإنصاف؟،
وسأنقل لك من نفس المشاركة في شبكة العلوم ما يدل على تحاملك عليَّ، وتقويلي ما لم أقل، جاء في مشاركتي في التعليق رقم 14:
1. كلام الشيخ ربيع لا غضاضة فيه وإنما يذكره إخواننا من باب الإلزام له وهو الذي يرى بأن كلام البرمكي كله حق !!
وإلزاما للبرمكي بأن يعامل الشيخ ربيعاً بما عامل العلامة الحجوري وهيهات !
ثم في كلام الشيخ ربيع إطلاق غير محمود أعني ما نقله أخونا الزهراوي وإن كان ما نقله أخونا أبو سعد معاذ حسون فيه تقييد فتعميم الخطأ فيه أن الأمة أجمعت على خطأ مع أننا نقول بأن الشيخ ربيعاً لم يقصد هذا أبداً ولكن هذا الإجمال ينبغي أن يوضح وأن يبين
وقلت بعد نقل الكلام مقرا به: من جهل عرفات البرمكي أنه خطأ الشيخ ربيع في هذه المسألة لكن في مجالس غير علنية وبعد إحراج أحد إخواننا له وكشف عواره، وذلك بعد أن نقل له الأخ كلام الشيخ ربيع في تخطئته للرسول صلى الله عليه وسلم .اهـ
فنحن لا نرى غضاضة في كلام الشيخ ربيع والدليل أمامك،
فماذا ستقول لمولاك غدا؟.
، فأعدَّ الجواب يوم القيامة ونحن لن نسامحك حتى تتوب مما اقترفت يداك.
وأرجو من الله أن يكون فهمك أكبر من فهمنا،
فنحن لـمَّـا نذكر كلام الشيخ ربيع وبقية العلماء، نذكره من باب إلزامه؛ لأن عرفات البرمكي يرى أن من أصول الشيخ يحيى الفاسدة هذا الأصل، أي تقرير الشيخ يحيى أن الرسول صلى الله عليه وسلم يخطيء وأن الوحي يصوبه، وارجع لمقال الشيخ يحييى في موقعه "الرد على الزعابي".
وثانيا: جاء الشيخ ربيع وقال: ردود البرمكي كلها حق؟؟!!، فجئنا للشيخ ربيع بكلامه في هذه المسألة، ومن مصادر متعددة، ليعلم الشيخ ربيع أن ما قاله بخصوص ردود البرمكي خطأ،
ولعلك ترجع لهذا الرابط في شبكة العلوم لترى ذلك بنفسك وهو من جمع أخينا الفاضل أبي الربيع سعيد وهابي:
http://aloloom.net/vb/showthread.php?t=19149
ثم اعلم أن عضوًا معكم في شبكة سحاب! خطأ الشيخ ربيعًا في كلامه هذا،
فهل ستقول له أنتَّ جاهلٌ! ومنحرفٌ! وضالٌ!، كما فعلت معي بالباطل ومع أني لا أخطيء الشيخ ربيعًا في هذه المسألة كما أثبتُّ لك؟ أم أنك ستسكت عنه وتطبق قاعدة المعذرة والتعاون؟ نحن ننتظر ردك العلني كما فعلت معنا؟ ولن نسامحك في حقنا حتى تفعل ذلك؟ وهذا العضو هو عرفات المحمدي.
ثالثا: قال – فهل تريد أن تقول أن الله أقر هذا الخطأ؟ إن كنت تريد هذا فهذا من الطعن في الله عز وجل-
وأنا أسألك ما هو حكم من يطعن في الله عز وجل؟
أتريد أن تصل إلى تكفيري! على كلامٍ لم أقله، ولا أعتقده، بل مشاركتي على خلافه تماما، فما هذا الغلو؟!
قال تعالى:
(والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا),
وقال تعالى:
(ومن يكتسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا).
وسأنقلُ لك كلامي من مشاركاتٍ لي سابقة في "العلوم السلفية" تدل على ما أقول: وهي مشاركات كلها سابقة لهذه المشاركة التي علقت عليها أنت: منها هذه المشاركة وهي على هذا الرابط:
http://aloloom.net/vb/showthread.php?t=19197
(فلا يخفى على السلفيين في العالم ما أثاره أصحاب المأربي والبكري وفالح الحربي من أن الشيخ يحيى يخطيء النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا محض كذب وافتراء، وكان الحزب الجديد يدافع عن الشيخ يحيى بخصوص هذه المسألة وغيرها، فلما وقعت فتنة عبد الرحمن العدني ومن تعصب له، اعادوا نشر هذا الكذب وروجوه بين صفوف السلفيين، ولكن ولله الحمد من له بصيرة فقد وقف على كلام الشيخ يحيى وعلم أنه لايخطيء رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما مدار كلامه على أن الرسول صلى الله عليه وسلم تصدر منه اجتهادات فتكون خلاف ما أراد الله فينزل الوحي للتصويب، واعتبر الشيخ أن السنة توقيفية توفيقية، كما بين في مختلف ردوده ومنها الرد على الزعابي الذي نشر في سحاب وفي البيضاء وغيرها من الشبكات، لكن الله شاء أن يفضح الجزب الجديد أمام العالم فبدأت نفس الشبكات في نشر عكس ما كانت تنشر، وانقلبت من الدفاع عن الشيخ يحيى بخصوص هذه المسألة إلى الطعن فيه بنشر نفس المسألة، فهل يعقل أن يكون بالأمس غير مخطيء بخصوص ما قال، واليوم أصبح مخطئا بنفس القول؟ هذا أمر عجيب غريب، يدل على أن القوم ليسوا حول السلفية، على اعتبار أن الشيخ يحيى إذا كان مخطئا بداية فوجب بيان الخطإ وعدم الدفاع عنه، وإذا كان غير مخطيء فوجب نصرته بالأمس واليوم وغدا، ولكنها الأهواء، وما كلام العتيبي عنا ببعيد فهو نموذج حي للتلون دفاع بالأمس وطعن اليوم، واختفاء غدا وظهور بعد غد، فاتقوا الله في المنهج السلفي.
أضحكتم عليكم الأعداء، ووالله لو أننا كنا نعتقد أن الشيخ يحيى أخطأ في هذه المسألة لقلنا بها نهارا جهارا، ولقلنا تبعا لذلك في كل من قال مثل قوله أخطأ مثل الشيخ ربيع وغير..اه
فما أنت قائل بعد هذا يا هذا؟ هل ستتوب إلى الله؟
هل ستدافع عن كل من قال أن الرسول صلى الله عليه وسلم يخطيء فيصوبه الوحي، ومنهم الشيخ يحيى؟
هل سترد على شبكة الوحيين بخصوص هذه المسألة؟
هل سترد على ما نشرته سحاب بخصوص هذه المسألة؟
هل ستقول لهم أنتم جهلة ضلال منحرفون؟
هل ستتبرؤ منهم؟
هل ستقول لهم أنكم تطعنون في الله عز وجل؟
نحن ننتظر موقفك السلفي الشجاع يا مشهداني ويا زهراني، نحن ننتظر الإنصاف والعدل.
قال ابن بطة في «الإبانة» (2 / 206): فاعلم يا أخي أن من كره الصواب من غيره ونصر الخطأ من نفسه لم يؤمن عليه أن يسلبه الله ما علمه ، وينسيه ما ذكره ، بل يخاف عليه أن يسلبه الله إيمانه، لأن الحق من رسول الله إليك افترض عليك طاعته ، فمن سمع الحق فأنكره بعد علمه له فهو من المتكبرين على الله ، ومن نصر الخطأ فهو من حزب الشيطان.انتهى
وها أنا سأنقل لك مشاركة لي سابقة أيضا وهي بتاريخ 24/04/2013 بالتاريخ الإفرنجي: على هذا الرابط:
http://aloloom.net/vb/showthread.php?t=18542
قلت فيها: أما بعد:
يعرف كل سلفي تجرد للحق وتابع فتنة العدني من بدايتها ما فعله هذا العدني في الدعوة وأنه أضر كثيرا، وأعانه في ذلك من كنا نحسن الظن به، فدخل عن طريق الجامعة الإسلامية، وخرج بالسب والتبديع والتكفير، وهنا مثال آخر على أن عبيد الجابري دخل الفتنة من أجل نصرة الباطل لا الحق، وأترك من تبقى عنده ذرة من إنصاف وعدل أن يحكم على الرجل.
ففي الكلام أدناه إثبات لتخطئة عبيد لنبي الله موسى، بل والإقرار بأخطاء جميع الأنبياء.
فهل سنرى حملة للدفاع عن كل الأنبياء، أم سنرى المعذرة والتعاون؟
هذا الإلزام خاص لمن يطعن في الشيخ يحي بخصوص أن محمدًا صلى الله عليه وسلم كان يجتهد فيخطيء فيصوبه الوحي.
أما السلفيون الخلص فهم على عقيدة أهل السنة والجماعة في هذه المسألة والتي أشبعن بحثا في هذه الشبكة الطيبة.اه
فنقلنا لكلام العلماء هو من باب الإلزام لمن يخطيء الشيخ يحيى بخصوص هذه المسألة.
وأقول لهذا المشهداني: لقد حكمت علينا بالضلال!؟ والانحراف!؟ والجهل!؟ والتلبيس!؟ والتدليس!؟، لنقْلِنا لكلامِ حقٍ نعتقده، ونذود عنه، وأوذينا بسببه، وهذا من "الظلم" و"البغي" الذي لا يرضاه الله.
قال الشيخ ربيع في مجموع فتاواه، طبعة دار الإمام أحمد، طبعة 2010 المجلد الثامن ص 84:
والذى يحكم في قضية لايجوز له أن يحكم إلا في حدود علمه، وعلى نحو مما يقرأ ويسمع على حد قول النبي – صلى الله عليه وسلم - " إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إليّ ولعلّ بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي على نحو ما أسمع فمن قضيت له بحق أخيه شيئاً فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار " .
والشاهد منه " إنما أنا بشر " إلى قوله : " فأقضي على نحو ما أسمع " فعلى أى شخص تولى الفصل في قضية أن يحكم بعلم، وعليه أن يتحرى الوسائل التي توصله إلى العلم بجوانب تلك القضية . فإذا توفرت له الوسائل التي توجب عليه أن يفصل فيها وجب عليه أن يفصل فيها في ضوء تلك المعلومات .
فإن لم يحكم بالحق الذي يعلمه بل حكم بما لايعلم كان: "جائرًا" "ظالمًا" "من أهل النار"،
وإن حكم فيها بدون تحر وبجهل: كان "جائرًا" "ظالمًا" "من أهل النار" .
وإن حكم بما يعلم في ضوء الأدلة التي يسمعها ويقرؤها كان عدلاً مستقيماً منصفاً من أهل الجنة.انتهى.
وغلوك هذا يا مشهداني جاء من "سوء الفهم" و"سوء القصد معا"،
قال ابن القيم رحمه الله:
(صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده.
ولا يتمكن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم:
أحدهما: فهم الواقع والفقه فيه، واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن، والأمارات، والعلامات حتى يحيط به علما.
والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع، وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان رسوله في هذا الواقع، ثم يطبق أحدهما على الآخر.
(إعلام الموقعين ج1 ص87).
أقول : فللحكم على أي شيء يجب أولا: فهم ذلك الشيء وتصوره على ما هو عليه، وهو ما يعبر عليه بقاعدة أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، ثم بعد ذلك معرفة حكم الله في ذلك الشيء، فإذا اختل أحد هذين الأمرين جاء الحكم مخالفا للصواب، فلو أن أحدا فهم شيئا على خلاف ما هو عليه ولو أتى بــأدلة من الكتاب والسنة وطبقها عليه لكان الحكم مجانبا للصواب، ولو أن الشخص فهم واقع الشيء ولم يفهم الكتاب والسنة لجاء الحكم مخالفا أيضا، فلا ينفك الحكم على الشيء من الأمرين معا فهم الواقعة وتنزيل الدليل المناسب لها،
وصاحبنا في سحاب ترك الكلام الواضح!؟ الذي نقلنا وبدأ يتحدث على كلام لم نقله مثل قوله أننا خطأنا الشيخ ربيع وأننا انتقدناه في كلامه هذا، وأنا أرجو من الله أن توقفني على هذه التخطئة والنقد الصادر مني تجاه كلام الشيخ ربيع هذا، ودونك خرط القتاد.
رابعا: عقيدة أهل السنة في هذه المسألة منضبطة عندنا في شبكة العلوم بما لا يوجد في غيرها.
وبعد ما بينت لهذا الشخص الصواب في المسألة وأنه "ظلمٌ" و"بغيٌ" و"اعتداءٌ" وأبعد النجعة، أقول له: أن تقرير هذه المسألة حصل لنا فيها عجائب وغرائب، ومنها أنه في يوم من الأيام التقيت بشخص في البايلوكس تحت اسم أبي الرميصاء جواد، فدار بيني وبينه نقاش حول الفتنة الحاصلة، فلما قلت له أن الأنبياء معصومون من الكبائر ومن صغائر الخسة وغير معصومين من غيرها، رماني بأنني على عقيدة الروافض، فلما أرسلت له كلام شيخ الإسلام الذي ذكرت في مقالك والذي ذكره الشيخ يحيي من قبل في رده على الزعابي والذي ذكره كتاب العلوم ومنهم أخونا ياسر الجيجلي في كتابه الناصح الأمين وشبهات المرجفين، وغيره من طلاب العلم تهرب وحاد، وكذلك لأخينا أبي أميمة عبد الصمد المغربي رد على عرفات بين فيه هذه المسألة في رسالته البركان وهي موجودة على شبكة العلوم السلفية.
ولقد عقد الحزب الجديد الولاء والبراء على هذه المسأالة، واعتبروا أن من قررها حداديا حجوريا، رغم خطئهم فيها.
ومن العجائب تعليق الزهراني على المقال!؟، فنقول للزهراني:
(اتق الله واعلم أنك مسؤول أمام الله على أفعالك السيئة تجاه الدعوة السلفية في اليمن، فعرفات يخطيء الشيخ يحيى في هذه المسألة فأين دفاعكم عن الحق؟. وعرفات أيضا يخطيء الشيخ ربيع في كلامه، فهل ستغضبون غضبة لله أم أن كل غضبكم لأنفسكم؟
والدفاع عن الشيخ ربيع في هذه المسألة، رغم أنه لم يخطئه أحد، والسكوت عمن طعن في الشيخ يحيى بخصوص هذه المسألة رغم موافقته لعقيدة أهل السنة فيها، تعصب ذميم، يقول شيخ الإسلام:(ومن تعصب لواحد بعينه من الأئمة دون الباقين فهو بمنزلة من تعصب لواحد بعينه من الصحابة دون الباقين، كالرافضـي الذي تعصب لعليٍّ دون الخلفاء الثلاثة وجمهور الصحابة، وكالخارجي الذي يقدح في عثمان وعلي رضي الله عنهما، (فهذه طرق أهل البدع والأهواء الذين ثبت بالكتاب والسنة والإجماع أنهم مذمومون خارجون عن الشـريعة والمنهاج الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم )، فمن تعصب لواحد من الأئمة بعينه ففيه شبه من هؤلاء، سواء تعصب لمالك، أو الشافعي، أو أبي حنيفة، أو أحمد أو غيرهم) مجموع الفتاوى (22/252).
ومن هنا أناشد الشيخ ربيع أن يزجر هؤلاء المتعصبة البرامكة، فقد أفسدوا في العالم أجمع، وإني سأنقل للشيخ ربيع بالأدلة الواضحة ما فعله بعض تلامذته معنا، في مشاركة لا حقة بإذن الله ليعلم مدى سوء أخلاق طلبته وتكبرهم على الحق واحتقارهم للخلق.
وأقول للزهراني تأمل هذا الكلام: نقل الشيخ ربيع كلاما ماتعا في كتابه جماعة واحدة لا جماعات: وقد نقل نفس النقل في التعصب الذميم وآثاره:
قال الشيخ ربيع:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه اللَّـه ـ في التحزب الذي يتضاءل أمام تحزب ما يسمى بالجماعات الإسلامية القائمة اليوم :(( وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوة والبغضاء بل يكونون مثل الأخوة المتعاونين على البر والتقوى كما قال تعالى {وَتَعَاونوا عَلَى البرِ والتَّقوَى ولا تَعَاوَنُوا عَلى الإثم والعدوَان} وليس لأحد منهم أن يأخذ على أحد عهداً بموافقته على كل ما يريده وموالاة من يواليه ومعاداة من يعاديه ، بل من فعل هذا كان من جنس جنكز خان وأمثاله الذين يجعلون من وافقهم صديقاً واليا ، ومن خالفهم عدوا باغيا، بل عليهم وعلى أتباعهم عهد اللَّـه ورسوله بأن يطيعوا اللَّـه ورسوله ويفعلوا ما أمر اللَّـه ورسوله فإن كان أستاذ أحد مظلوماً نصره ، وإن كان ظالماً لم يعاونه على الظلم بل يمنعه منه كما ثبت في الصحيح أنه قال : (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً . قيل : يا رسول اللَّـه : أنصره مظلوماً فكيف أنصره ظالماً ؟. قال تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه) .
وإذا وقع بين مسلم ومسلم أو تلميذ وتلميذ أو معلم وتلميذ خصومة ومشاجرة لم يجز لأحد أن يعين أحدهما حتى يعلم الحق ، فلا يعاونه بجهل ولا بهوى ، بل ينظر في الأمر ، فإذا تبين له الحق أعان المحق منهما على المبطل سواء كان المحق من أصحابه أو أصحاب غيره ، وسواء كان المبطل من أصحابه أو أصحاب غيره ، فيكون المقصود عبادة اللَّـه وحده وطاعة رسوله واتباع الحق والقيام بالقسط . . .ومن مال مع صاحبه ـ سواء كان الحق له أو عليه فقد حكم بحكم الجاهلية وخرج عن حكم اللَّـه ورسوله والواجب عليهم جميعا أن يكونوا يداً واحدة مع المحق على المبطل فيكون المعظم عندهم من عظمه اللَّـه ورسوله ، والمقدم عندهم من قدمه اللَّـه ورسوله ، والمحبوب عندهم من أحبه اللَّـه ورسوله، والمهان عندهم من أهانه اللَّـه ورسوله؛ بحسب ما يرضي اللَّـه ورسوله لا بحسب الأهواء ، فإنه من يطع اللَّـه ورسوله فقد رشد ومن يعص اللَّـه ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه )) .
فهل بعد كل هذا يا شيخ! أحمد ستقف ضد دماج؟
قال الشيخ ربيع تعليقا على كلامٍ لابن تيمية في التعصب الذميم:
فيجب على كل مسلم أن يفتش نفسه فقد يميل إنسان إلى صاحب الحق لهوى ، فقبل أن يتبين له الحق يتمنى أن يكون فلان هو المنتصر بالحجة أو غيرها فتميل نفسه لأنه فلان ، ولو كان على الحق لا يجوز أن يوجد هذا الميل، فيقول: إذا وجد هذا الميل ولو مع صاحب الحق يكون من حكم الجاهلية ، وهذا أمر لا يخطر بالبال عند كثير من الناس . فيجب على المسلم أن يراقب الله في القضايا المختلف فيها ، وأن يكون قصده فقط معرفة الحق سواء مع هذا أو مع ذاك . انتهى كلامه. ص 32.
وأهمس في أذن الكاتب فأقول، لو تعلم كم أوذينا في الشيخ ربيع لما قلت ما قلت في كلامك الأخير، لقد هجرنا الأصحاب والخلان بسبب دفاعنا عن الشيخ ربيع، لقد رمينا بالمداخلة والربيعيين، لقد دافعنا عن الشيخ ربيع في المجالس الخاصة والعامة، لقد نشرنا كتبه بين السلفيين والعوام، بل لقد عرفنا المسؤولين الكبار في البلد بالشيخ ربيع وأصبحوا يحترمونه ويمدحونه، ومكتبتي فيها تقريبا كل كتب الشيخ ربيع، ونحن نحب الشيخ ربيعا حبا شرعيا بدون غلو ولا تفريط.
ونحن نعلم بعض الإخوة الذين حصل لهم أضعاف ما حصل لنا من أذية، وكان لهم فضل كبير في نشر منهج الشيخ ربيع بما لم يفعله تلامذته ومقربوه.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بحبه وأن يكون خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفعك الله بهذا التذكير لترك الغلو في التجهيل والتبديع والسعي نحو التكفير، وأن تتقي الله فلحوم المسلمين مسمومة والحمد لله رب العالمين.
[1]- ولن أقول أنك لا تفهم بهذا الإطلاق كما قلت أنت، لأنني علمت أنك فهمت معتقد أهل السنة والجماعة في هذه المسألة، وهذا مقتضى العدل إن شاء الله.
أما بعد:
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِله وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [النساء : 135].
ويقول سبحانه:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) المائدة آية(8).
قال الشيخ ربيع في كتابه المحجة البيضاء:ص 302 وما بعدها، من مجموع كتبه طبعة دار الإمام أحمد المجلد الخامس، 1431 2010:
وهو ينقل عن الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في تفسير هذه الآية الكريمة :{يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً }))
فأمر سبحانه بالقيام بالقسط، وهو العدل في هذه الآية، وهذا أمر بالقيام به في حق كل أحد، عدوّاً كان أو ولـيّاً، وأحـق ما قـام له العـبد بقصد الأقـوال والآراء والمـذاهب، إذ هي متعلقة بأمر الله وخبره؛
فالقيام فيها بالهوى والمعصية مضادُّ لأمر الله، منافٍ لما بعث به رسوله،
والقيام فيها بالقسط وظيفة خلفاء الرسول في أمته، وأمنائه بين أتباعه .ولا يستحق اسم "الأمانة" إلا من قام فيها بالعدل المحض نصيحة لله، ولكتابه، ولرسوله، ولعباده، وأولئك هم الوارثون حقاً، لا من يجعل أصحابه، ونحلته، ومذهبه، معياراً على الحق، وميزاناً له، يعادي من خالفه، ويوالي من وافقه بمجرد موافقته ومخالفته.فأين هذا من القيام بالقسط الذي فرضه الله على كل أحد ؟.
وهو في هذا الباب أعظم فرضاً وأكبر وجوباً .ـ ثم قال : ـ{ شهداء لله }
:الشاهد هو : المخبر؛ فإن أخبر بحقٍ فهو شاهد عدل مقبول، وإن أخبر بباطلٍ فهو شاهد زور .وأمر ـ تعالى ـ أن يكون شهيداً له مع القيام بالقسط .
وهذا يتضمن أن تكون الشهادة بالقسط، وأن تكون لله لا لغيره .
وقـال في الآية الأخرى : {كونوا قوامين لله شهداء بالقسط}
فتضمنت الآيتان أموراً أربعة :
أحدها : القيام بالقسط .
الثاني : أن يكون لله .
الثالث : الشهادة بالقسط .
الرابع : أن تكون لله .
واختصت آية "النساء" بالقسط والشهادة لله، وآية "المائدة" بالقيام لله والشهادة بالقسط ؛ لسر عجيب من أسرار القرآن، ليس هذا موضع ذكره .
ثم قال تعالى : {ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين}
فأمر سبحانه أن يُقَامَ بالقسط، ويشهد على كل أحد، ولو كان أحب الناس إلى العبد؛ فيقوم بالقسط على نفسه، ووالديه اللذين هما أصله، وأقاربه الذين هم أخص به، والصديق من سائر الناس .
فإن كان ما في العبد من محبة لنفسه، ووالديه، وأقاربه، يمنعه من القيام عليهم بالحق، ولا سيما إذا كان الحق لمن يبغضه ويعاديه قبلهم؛ فإنه لا يقوم به في هذه الحال إلا من كان الله ورسوله أحب إليه من كل ما سواهما، وهذا يمتحن به العبد إيـمانه؛ فيعرف منزلة الإيمان من قلبه ومحله منه .
وعكس هذا عدل العبد في أعدائه، ومن يجفوه؛ فإنه لا ينبغي أن يحمله بغضه لهم أن يحيف عليهم، كما لا ينبغي أن يحمله حبه لنفسه، ووالديه، وأقاربه على أن يترك القيام عليهم بالقسط؛ فلا يدخله ذلك البغض في باطل، ولا يقصر به هذا الحب عن الحق، كما قال بعض السلف : "العادل هو الذي إذا غضب لم يدخله غضبه في باطل، وإذا رضي لم يخرجه رضاه عن الحق" .
ثم قال تعالى {إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما } منكم، وهو ربهما ومولاهما، وهما عبيده؛ فلا تحابوا غنياً لغناه، ولا فقيراً لفقره؛ فإن الله أولى بهما منكم ...ثم قال { فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا} نهاهم عن اتباع الهوى الحامل على ترك العدل .
وقوله تعالى{ أن تعدلوا} منصوب الموضع؛ لأنه مفعول لأجله، وتقديره عند البصريين : كراهية أن تعدلوا، أو حذر أن تعدلوا؛ فيكون اتباعكم للهوى كراهية العدل أو فراراً منه .وعلى قول الكوفيين : التقدير : أن لا تعدلوا .وقول البصريين أحسن وأظهر .
ثــم قـال تعـالى : {وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً }ذكر سبحانه السببين الموجبين لكتمان الحق محذراً منهما، ومتوعداً عليهما :
1ـ أحدهما : اللّي .
2 ـ والآخر : الإعراض .
فإن الحق إذا ظهرت حجته، ولم يجد من يروم دفعها طريقاً إلى دفعها أعرض عنها وأمسك عن ذكرها، فكان شيطاناً أخرس، وتارة يلويها ويحرفها ...ولما كان الشاهد مطالَـباً بـأداء الشهادة على وجهها فـلا يكـتمها ولا يغيـِّرها، كان الإعراض نظير الكتمان، واللّي نظير تغييرها وتبديلها .
فتأمل ما تحت هذه الآية من كنوز العلم .
والمقصود : أن الواجب الذي لا يتم الإيمان، بل لا يحصل مسمى الإيمان إلا به؛ مقابلة النصوص بالتلقي والقبول، والإظهار لها، ودعوة الخلق إليها، ولا يقابل بالاعتراض تارة وباللّي أخرى((. أ هـ .
وقد هالني ما رأيت في سحاب من مشاركة من أحد الكتاب، بموضوع تحت عنوان، ((بيان تدليس! وتلبيس!
من زعم أن الشيخ ربيعًا –حفظه الله ينال من مكانة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة)).
ولي مع هذا الكاتب وقفات، من باب إن لصاحب الحق مقالا:
أولا: أنا لم أقل أن الشيخ ربيعا حفظه الله ينال من مكانة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، بل هذا من كيسك، وقولك وفهمك الخاطيء، إنما أنا ذكرت العنوان كما يلي:
(الشيخ ربيع يخطيء الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في بدر وأن الله لم يقرهم على ذلك).
فالعبارة واضحة تدل على معناها بكل جلاء ووضوح، فمعتقد أهل السنة والجماعة بخصوص هذه المسألة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخطأ، وأن الله سبحانه وتعالى لم يقره على خطئه، فأين التدليس؟! وأين التلبيس؟!
فهل الشيخ ربيع يعتقد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن رأى رأيه من الصحابة في هذه المسألة غير مخطيء؟
فإن قلت إن الشيخ يرى أنه صلى الله عليه وسلم لم يخطيء، فهذا أمر خطير لأنه رد للوحي الذي اعتبره مخطئا ولم يقره على هذا الخطأ،
ونحن نعتقد جزما أن الشيخ ربيعًا يرى: أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخطأ في هذه المسألة ابتداءً، وأن الوحي نزل للتصويب كما نقلنا في المشاركة.
وإن قلتَ: إن الشيخ ربيع يرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخطأ في هذه المسألة، وأن الوحي لم يقره على خطئه، ـــــ وهو الصواب ــــ بإذن الله، تكون قد قلت بنفس ما قلنا به، وما نعتقده، وإلى حدود هنا نحمد الله أن عاد السهم إلى نجعته.
وترتيبا على ما سبق يعلم القاريء أن بقية مقال المشهداني ــــ في زعمه ـــ
الدفاع عن الشيخ ربيع قد هدم من أساسه.
ثانيا: قوله- وهذا يدل على أن الكاتب المنتقد لا يفهم، إذ أنه يستنكر....الخ
الفهم رزق من الله سبحانه وتعالى وهو يقسمه كيف يشاء، ولكنك بكلامك هذا أثبتَّ على نفسك أنك لم تفهم الكلام[1]، فأين هو انتقادي لكلام الشيخ ربيع؟، فأنا لم أنتقد هذا الكلام، فهل هذا من العدل والإنصاف؟،
وسأنقل لك من نفس المشاركة في شبكة العلوم ما يدل على تحاملك عليَّ، وتقويلي ما لم أقل، جاء في مشاركتي في التعليق رقم 14:
1. كلام الشيخ ربيع لا غضاضة فيه وإنما يذكره إخواننا من باب الإلزام له وهو الذي يرى بأن كلام البرمكي كله حق !!
وإلزاما للبرمكي بأن يعامل الشيخ ربيعاً بما عامل العلامة الحجوري وهيهات !
ثم في كلام الشيخ ربيع إطلاق غير محمود أعني ما نقله أخونا الزهراوي وإن كان ما نقله أخونا أبو سعد معاذ حسون فيه تقييد فتعميم الخطأ فيه أن الأمة أجمعت على خطأ مع أننا نقول بأن الشيخ ربيعاً لم يقصد هذا أبداً ولكن هذا الإجمال ينبغي أن يوضح وأن يبين
وقلت بعد نقل الكلام مقرا به: من جهل عرفات البرمكي أنه خطأ الشيخ ربيع في هذه المسألة لكن في مجالس غير علنية وبعد إحراج أحد إخواننا له وكشف عواره، وذلك بعد أن نقل له الأخ كلام الشيخ ربيع في تخطئته للرسول صلى الله عليه وسلم .اهـ
فنحن لا نرى غضاضة في كلام الشيخ ربيع والدليل أمامك،
فماذا ستقول لمولاك غدا؟.
، فأعدَّ الجواب يوم القيامة ونحن لن نسامحك حتى تتوب مما اقترفت يداك.
وأرجو من الله أن يكون فهمك أكبر من فهمنا،
فنحن لـمَّـا نذكر كلام الشيخ ربيع وبقية العلماء، نذكره من باب إلزامه؛ لأن عرفات البرمكي يرى أن من أصول الشيخ يحيى الفاسدة هذا الأصل، أي تقرير الشيخ يحيى أن الرسول صلى الله عليه وسلم يخطيء وأن الوحي يصوبه، وارجع لمقال الشيخ يحييى في موقعه "الرد على الزعابي".
وثانيا: جاء الشيخ ربيع وقال: ردود البرمكي كلها حق؟؟!!، فجئنا للشيخ ربيع بكلامه في هذه المسألة، ومن مصادر متعددة، ليعلم الشيخ ربيع أن ما قاله بخصوص ردود البرمكي خطأ،
ولعلك ترجع لهذا الرابط في شبكة العلوم لترى ذلك بنفسك وهو من جمع أخينا الفاضل أبي الربيع سعيد وهابي:
http://aloloom.net/vb/showthread.php?t=19149
ثم اعلم أن عضوًا معكم في شبكة سحاب! خطأ الشيخ ربيعًا في كلامه هذا،
فهل ستقول له أنتَّ جاهلٌ! ومنحرفٌ! وضالٌ!، كما فعلت معي بالباطل ومع أني لا أخطيء الشيخ ربيعًا في هذه المسألة كما أثبتُّ لك؟ أم أنك ستسكت عنه وتطبق قاعدة المعذرة والتعاون؟ نحن ننتظر ردك العلني كما فعلت معنا؟ ولن نسامحك في حقنا حتى تفعل ذلك؟ وهذا العضو هو عرفات المحمدي.
ثالثا: قال – فهل تريد أن تقول أن الله أقر هذا الخطأ؟ إن كنت تريد هذا فهذا من الطعن في الله عز وجل-
وأنا أسألك ما هو حكم من يطعن في الله عز وجل؟
أتريد أن تصل إلى تكفيري! على كلامٍ لم أقله، ولا أعتقده، بل مشاركتي على خلافه تماما، فما هذا الغلو؟!
قال تعالى:
(والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا),
وقال تعالى:
(ومن يكتسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا).
وسأنقلُ لك كلامي من مشاركاتٍ لي سابقة في "العلوم السلفية" تدل على ما أقول: وهي مشاركات كلها سابقة لهذه المشاركة التي علقت عليها أنت: منها هذه المشاركة وهي على هذا الرابط:
http://aloloom.net/vb/showthread.php?t=19197
(فلا يخفى على السلفيين في العالم ما أثاره أصحاب المأربي والبكري وفالح الحربي من أن الشيخ يحيى يخطيء النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا محض كذب وافتراء، وكان الحزب الجديد يدافع عن الشيخ يحيى بخصوص هذه المسألة وغيرها، فلما وقعت فتنة عبد الرحمن العدني ومن تعصب له، اعادوا نشر هذا الكذب وروجوه بين صفوف السلفيين، ولكن ولله الحمد من له بصيرة فقد وقف على كلام الشيخ يحيى وعلم أنه لايخطيء رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما مدار كلامه على أن الرسول صلى الله عليه وسلم تصدر منه اجتهادات فتكون خلاف ما أراد الله فينزل الوحي للتصويب، واعتبر الشيخ أن السنة توقيفية توفيقية، كما بين في مختلف ردوده ومنها الرد على الزعابي الذي نشر في سحاب وفي البيضاء وغيرها من الشبكات، لكن الله شاء أن يفضح الجزب الجديد أمام العالم فبدأت نفس الشبكات في نشر عكس ما كانت تنشر، وانقلبت من الدفاع عن الشيخ يحيى بخصوص هذه المسألة إلى الطعن فيه بنشر نفس المسألة، فهل يعقل أن يكون بالأمس غير مخطيء بخصوص ما قال، واليوم أصبح مخطئا بنفس القول؟ هذا أمر عجيب غريب، يدل على أن القوم ليسوا حول السلفية، على اعتبار أن الشيخ يحيى إذا كان مخطئا بداية فوجب بيان الخطإ وعدم الدفاع عنه، وإذا كان غير مخطيء فوجب نصرته بالأمس واليوم وغدا، ولكنها الأهواء، وما كلام العتيبي عنا ببعيد فهو نموذج حي للتلون دفاع بالأمس وطعن اليوم، واختفاء غدا وظهور بعد غد، فاتقوا الله في المنهج السلفي.
أضحكتم عليكم الأعداء، ووالله لو أننا كنا نعتقد أن الشيخ يحيى أخطأ في هذه المسألة لقلنا بها نهارا جهارا، ولقلنا تبعا لذلك في كل من قال مثل قوله أخطأ مثل الشيخ ربيع وغير..اه
فما أنت قائل بعد هذا يا هذا؟ هل ستتوب إلى الله؟
هل ستدافع عن كل من قال أن الرسول صلى الله عليه وسلم يخطيء فيصوبه الوحي، ومنهم الشيخ يحيى؟
هل سترد على شبكة الوحيين بخصوص هذه المسألة؟
هل سترد على ما نشرته سحاب بخصوص هذه المسألة؟
هل ستقول لهم أنتم جهلة ضلال منحرفون؟
هل ستتبرؤ منهم؟
هل ستقول لهم أنكم تطعنون في الله عز وجل؟
نحن ننتظر موقفك السلفي الشجاع يا مشهداني ويا زهراني، نحن ننتظر الإنصاف والعدل.
قال ابن بطة في «الإبانة» (2 / 206): فاعلم يا أخي أن من كره الصواب من غيره ونصر الخطأ من نفسه لم يؤمن عليه أن يسلبه الله ما علمه ، وينسيه ما ذكره ، بل يخاف عليه أن يسلبه الله إيمانه، لأن الحق من رسول الله إليك افترض عليك طاعته ، فمن سمع الحق فأنكره بعد علمه له فهو من المتكبرين على الله ، ومن نصر الخطأ فهو من حزب الشيطان.انتهى
وها أنا سأنقل لك مشاركة لي سابقة أيضا وهي بتاريخ 24/04/2013 بالتاريخ الإفرنجي: على هذا الرابط:
http://aloloom.net/vb/showthread.php?t=18542
قلت فيها: أما بعد:
يعرف كل سلفي تجرد للحق وتابع فتنة العدني من بدايتها ما فعله هذا العدني في الدعوة وأنه أضر كثيرا، وأعانه في ذلك من كنا نحسن الظن به، فدخل عن طريق الجامعة الإسلامية، وخرج بالسب والتبديع والتكفير، وهنا مثال آخر على أن عبيد الجابري دخل الفتنة من أجل نصرة الباطل لا الحق، وأترك من تبقى عنده ذرة من إنصاف وعدل أن يحكم على الرجل.
ففي الكلام أدناه إثبات لتخطئة عبيد لنبي الله موسى، بل والإقرار بأخطاء جميع الأنبياء.
فهل سنرى حملة للدفاع عن كل الأنبياء، أم سنرى المعذرة والتعاون؟
هذا الإلزام خاص لمن يطعن في الشيخ يحي بخصوص أن محمدًا صلى الله عليه وسلم كان يجتهد فيخطيء فيصوبه الوحي.
أما السلفيون الخلص فهم على عقيدة أهل السنة والجماعة في هذه المسألة والتي أشبعن بحثا في هذه الشبكة الطيبة.اه
فنقلنا لكلام العلماء هو من باب الإلزام لمن يخطيء الشيخ يحيى بخصوص هذه المسألة.
وأقول لهذا المشهداني: لقد حكمت علينا بالضلال!؟ والانحراف!؟ والجهل!؟ والتلبيس!؟ والتدليس!؟، لنقْلِنا لكلامِ حقٍ نعتقده، ونذود عنه، وأوذينا بسببه، وهذا من "الظلم" و"البغي" الذي لا يرضاه الله.
قال الشيخ ربيع في مجموع فتاواه، طبعة دار الإمام أحمد، طبعة 2010 المجلد الثامن ص 84:
والذى يحكم في قضية لايجوز له أن يحكم إلا في حدود علمه، وعلى نحو مما يقرأ ويسمع على حد قول النبي – صلى الله عليه وسلم - " إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إليّ ولعلّ بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي على نحو ما أسمع فمن قضيت له بحق أخيه شيئاً فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار " .
والشاهد منه " إنما أنا بشر " إلى قوله : " فأقضي على نحو ما أسمع " فعلى أى شخص تولى الفصل في قضية أن يحكم بعلم، وعليه أن يتحرى الوسائل التي توصله إلى العلم بجوانب تلك القضية . فإذا توفرت له الوسائل التي توجب عليه أن يفصل فيها وجب عليه أن يفصل فيها في ضوء تلك المعلومات .
فإن لم يحكم بالحق الذي يعلمه بل حكم بما لايعلم كان: "جائرًا" "ظالمًا" "من أهل النار"،
وإن حكم فيها بدون تحر وبجهل: كان "جائرًا" "ظالمًا" "من أهل النار" .
وإن حكم بما يعلم في ضوء الأدلة التي يسمعها ويقرؤها كان عدلاً مستقيماً منصفاً من أهل الجنة.انتهى.
وغلوك هذا يا مشهداني جاء من "سوء الفهم" و"سوء القصد معا"،
قال ابن القيم رحمه الله:
(صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده.
ولا يتمكن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم:
أحدهما: فهم الواقع والفقه فيه، واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن، والأمارات، والعلامات حتى يحيط به علما.
والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع، وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان رسوله في هذا الواقع، ثم يطبق أحدهما على الآخر.
(إعلام الموقعين ج1 ص87).
أقول : فللحكم على أي شيء يجب أولا: فهم ذلك الشيء وتصوره على ما هو عليه، وهو ما يعبر عليه بقاعدة أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، ثم بعد ذلك معرفة حكم الله في ذلك الشيء، فإذا اختل أحد هذين الأمرين جاء الحكم مخالفا للصواب، فلو أن أحدا فهم شيئا على خلاف ما هو عليه ولو أتى بــأدلة من الكتاب والسنة وطبقها عليه لكان الحكم مجانبا للصواب، ولو أن الشخص فهم واقع الشيء ولم يفهم الكتاب والسنة لجاء الحكم مخالفا أيضا، فلا ينفك الحكم على الشيء من الأمرين معا فهم الواقعة وتنزيل الدليل المناسب لها،
وصاحبنا في سحاب ترك الكلام الواضح!؟ الذي نقلنا وبدأ يتحدث على كلام لم نقله مثل قوله أننا خطأنا الشيخ ربيع وأننا انتقدناه في كلامه هذا، وأنا أرجو من الله أن توقفني على هذه التخطئة والنقد الصادر مني تجاه كلام الشيخ ربيع هذا، ودونك خرط القتاد.
رابعا: عقيدة أهل السنة في هذه المسألة منضبطة عندنا في شبكة العلوم بما لا يوجد في غيرها.
وبعد ما بينت لهذا الشخص الصواب في المسألة وأنه "ظلمٌ" و"بغيٌ" و"اعتداءٌ" وأبعد النجعة، أقول له: أن تقرير هذه المسألة حصل لنا فيها عجائب وغرائب، ومنها أنه في يوم من الأيام التقيت بشخص في البايلوكس تحت اسم أبي الرميصاء جواد، فدار بيني وبينه نقاش حول الفتنة الحاصلة، فلما قلت له أن الأنبياء معصومون من الكبائر ومن صغائر الخسة وغير معصومين من غيرها، رماني بأنني على عقيدة الروافض، فلما أرسلت له كلام شيخ الإسلام الذي ذكرت في مقالك والذي ذكره الشيخ يحيي من قبل في رده على الزعابي والذي ذكره كتاب العلوم ومنهم أخونا ياسر الجيجلي في كتابه الناصح الأمين وشبهات المرجفين، وغيره من طلاب العلم تهرب وحاد، وكذلك لأخينا أبي أميمة عبد الصمد المغربي رد على عرفات بين فيه هذه المسألة في رسالته البركان وهي موجودة على شبكة العلوم السلفية.
ولقد عقد الحزب الجديد الولاء والبراء على هذه المسأالة، واعتبروا أن من قررها حداديا حجوريا، رغم خطئهم فيها.
ومن العجائب تعليق الزهراني على المقال!؟، فنقول للزهراني:
(اتق الله واعلم أنك مسؤول أمام الله على أفعالك السيئة تجاه الدعوة السلفية في اليمن، فعرفات يخطيء الشيخ يحيى في هذه المسألة فأين دفاعكم عن الحق؟. وعرفات أيضا يخطيء الشيخ ربيع في كلامه، فهل ستغضبون غضبة لله أم أن كل غضبكم لأنفسكم؟
والدفاع عن الشيخ ربيع في هذه المسألة، رغم أنه لم يخطئه أحد، والسكوت عمن طعن في الشيخ يحيى بخصوص هذه المسألة رغم موافقته لعقيدة أهل السنة فيها، تعصب ذميم، يقول شيخ الإسلام:(ومن تعصب لواحد بعينه من الأئمة دون الباقين فهو بمنزلة من تعصب لواحد بعينه من الصحابة دون الباقين، كالرافضـي الذي تعصب لعليٍّ دون الخلفاء الثلاثة وجمهور الصحابة، وكالخارجي الذي يقدح في عثمان وعلي رضي الله عنهما، (فهذه طرق أهل البدع والأهواء الذين ثبت بالكتاب والسنة والإجماع أنهم مذمومون خارجون عن الشـريعة والمنهاج الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم )، فمن تعصب لواحد من الأئمة بعينه ففيه شبه من هؤلاء، سواء تعصب لمالك، أو الشافعي، أو أبي حنيفة، أو أحمد أو غيرهم) مجموع الفتاوى (22/252).
ومن هنا أناشد الشيخ ربيع أن يزجر هؤلاء المتعصبة البرامكة، فقد أفسدوا في العالم أجمع، وإني سأنقل للشيخ ربيع بالأدلة الواضحة ما فعله بعض تلامذته معنا، في مشاركة لا حقة بإذن الله ليعلم مدى سوء أخلاق طلبته وتكبرهم على الحق واحتقارهم للخلق.
وأقول للزهراني تأمل هذا الكلام: نقل الشيخ ربيع كلاما ماتعا في كتابه جماعة واحدة لا جماعات: وقد نقل نفس النقل في التعصب الذميم وآثاره:
قال الشيخ ربيع:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه اللَّـه ـ في التحزب الذي يتضاءل أمام تحزب ما يسمى بالجماعات الإسلامية القائمة اليوم :(( وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوة والبغضاء بل يكونون مثل الأخوة المتعاونين على البر والتقوى كما قال تعالى {وَتَعَاونوا عَلَى البرِ والتَّقوَى ولا تَعَاوَنُوا عَلى الإثم والعدوَان} وليس لأحد منهم أن يأخذ على أحد عهداً بموافقته على كل ما يريده وموالاة من يواليه ومعاداة من يعاديه ، بل من فعل هذا كان من جنس جنكز خان وأمثاله الذين يجعلون من وافقهم صديقاً واليا ، ومن خالفهم عدوا باغيا، بل عليهم وعلى أتباعهم عهد اللَّـه ورسوله بأن يطيعوا اللَّـه ورسوله ويفعلوا ما أمر اللَّـه ورسوله فإن كان أستاذ أحد مظلوماً نصره ، وإن كان ظالماً لم يعاونه على الظلم بل يمنعه منه كما ثبت في الصحيح أنه قال : (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً . قيل : يا رسول اللَّـه : أنصره مظلوماً فكيف أنصره ظالماً ؟. قال تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه) .
وإذا وقع بين مسلم ومسلم أو تلميذ وتلميذ أو معلم وتلميذ خصومة ومشاجرة لم يجز لأحد أن يعين أحدهما حتى يعلم الحق ، فلا يعاونه بجهل ولا بهوى ، بل ينظر في الأمر ، فإذا تبين له الحق أعان المحق منهما على المبطل سواء كان المحق من أصحابه أو أصحاب غيره ، وسواء كان المبطل من أصحابه أو أصحاب غيره ، فيكون المقصود عبادة اللَّـه وحده وطاعة رسوله واتباع الحق والقيام بالقسط . . .ومن مال مع صاحبه ـ سواء كان الحق له أو عليه فقد حكم بحكم الجاهلية وخرج عن حكم اللَّـه ورسوله والواجب عليهم جميعا أن يكونوا يداً واحدة مع المحق على المبطل فيكون المعظم عندهم من عظمه اللَّـه ورسوله ، والمقدم عندهم من قدمه اللَّـه ورسوله ، والمحبوب عندهم من أحبه اللَّـه ورسوله، والمهان عندهم من أهانه اللَّـه ورسوله؛ بحسب ما يرضي اللَّـه ورسوله لا بحسب الأهواء ، فإنه من يطع اللَّـه ورسوله فقد رشد ومن يعص اللَّـه ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه )) .
فهل بعد كل هذا يا شيخ! أحمد ستقف ضد دماج؟
قال الشيخ ربيع تعليقا على كلامٍ لابن تيمية في التعصب الذميم:
فيجب على كل مسلم أن يفتش نفسه فقد يميل إنسان إلى صاحب الحق لهوى ، فقبل أن يتبين له الحق يتمنى أن يكون فلان هو المنتصر بالحجة أو غيرها فتميل نفسه لأنه فلان ، ولو كان على الحق لا يجوز أن يوجد هذا الميل، فيقول: إذا وجد هذا الميل ولو مع صاحب الحق يكون من حكم الجاهلية ، وهذا أمر لا يخطر بالبال عند كثير من الناس . فيجب على المسلم أن يراقب الله في القضايا المختلف فيها ، وأن يكون قصده فقط معرفة الحق سواء مع هذا أو مع ذاك . انتهى كلامه. ص 32.
وأهمس في أذن الكاتب فأقول، لو تعلم كم أوذينا في الشيخ ربيع لما قلت ما قلت في كلامك الأخير، لقد هجرنا الأصحاب والخلان بسبب دفاعنا عن الشيخ ربيع، لقد رمينا بالمداخلة والربيعيين، لقد دافعنا عن الشيخ ربيع في المجالس الخاصة والعامة، لقد نشرنا كتبه بين السلفيين والعوام، بل لقد عرفنا المسؤولين الكبار في البلد بالشيخ ربيع وأصبحوا يحترمونه ويمدحونه، ومكتبتي فيها تقريبا كل كتب الشيخ ربيع، ونحن نحب الشيخ ربيعا حبا شرعيا بدون غلو ولا تفريط.
ونحن نعلم بعض الإخوة الذين حصل لهم أضعاف ما حصل لنا من أذية، وكان لهم فضل كبير في نشر منهج الشيخ ربيع بما لم يفعله تلامذته ومقربوه.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بحبه وأن يكون خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفعك الله بهذا التذكير لترك الغلو في التجهيل والتبديع والسعي نحو التكفير، وأن تتقي الله فلحوم المسلمين مسمومة والحمد لله رب العالمين.
[1]- ولن أقول أنك لا تفهم بهذا الإطلاق كما قلت أنت، لأنني علمت أنك فهمت معتقد أهل السنة والجماعة في هذه المسألة، وهذا مقتضى العدل إن شاء الله.
تعليق