الحمد لله وحده والصلام والسلام على من لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم
أما بعد :
فأمر المتعالم أسامة العتيبي لا يخفى على ذي بصيرة فقد تردى هذا الرجل في أوحال البدع وأتى بأمور عجيبة وقدأنكرنا ولله الحمد عليه بعضها ونصحناه لله عز وجل رغبة في سلوكه للجادة التي كان عليها من قبل ولكنه أبى واستمر في غيه وذلك شأنه وما علينا إلا النصح وبأسلوب يقتضيه الحال مما هو جار بين الرفق والتشديد
والرجل متعالم وقد بينت ذلك في بعض الردودات عليه ومع جهله المركب فهو سيء الخلق هابط الهمة خسيس الطبع !
ومن أواخر عجائبه ما كتبه معلقاً على موضوع المتعالم رائد آل طاهر ! رسالة إلى الحلبي ..:
قال العتيبي المتعالم وهو يخاطب([1]) طلاب الحلبي : فكيف حالك يا علي أبو هنية أنت وأسامة الطيبي وصلاح قعدان وأمجد سلهب والسليماني والجنيدي وعماد طارق والطيباوي والمدعي أنه راجي عفو ربه إذا وقفتم بين يدي الله عراة غرلا جردا مردا ما هو جوابكم؟!!اهـ
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ : من المعلوم أن الناس يحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلاً كما في حديث ابن عباس المتفق عليه وجاء من حديث عائشة رضي الله عنهم جميعاً
ولكن الغريب في قول هذا المتعالم جرداً مرداً !!
أين الدليل على هذا ؟!
ومن أين أخذها ؟!
قال العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ وهو في الأصل كلام ابن حجر الهيتمي([2]) : الإيمان والرد على أهل البدع - (ج 1 / ص 68)
واعلم أن أهل السنة أجمعوا على أن الأجساد تعاد كما كانت في الدنيا بأعيانها وألوانها وأعراضها وأوصافها، ولا ينافي ذلك ما في بعض حديث الصور الطويل: "يخرجون منها شبانا أبناء ثلاث وثلاثين سنة" ؛ لأن هذا من حيث السن، فهم مستوون فيه. والذي دل عليه القرآن أن السقط والطفل يحشران على قدرهما، وحينئذ فهما مستثنيان من الحديث أعني: قوله: "أبناء ثلاث وثلاثين سنة". هذا كله إن صح الحديث، وإلا فقضية كلامهم أن الناس في المحشر على تفاوت صفاتهم في الدنيا حتى في الأسنان، وإنما يقع التبديل عند دخول الجنة، وقد قال بعض المحققين والحفاظ([3]): والصحيح بل الصواب أن الذي يعيده الله هو الأجساد الأولى لا غيرها، ومن قال غير ذلك فقد أخطأ عندي لمخالفته ظاهر القرآن والحديث، والعينان في الوجه كما كانتا في الدنيا، وورد أنهما في الرأس ولكن ظاهر جوابه صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث استعظمت كشف العورات "بأن لكل امرىء منهم يومئذ شأنا يغنيه عن النظر إلى غيره" ففيه إشارة إلى أن العينين في الوجه والناس في الموقف يكون كل منهم على طوله الذي مات عليه ثم عند دخول الجنة يصيرون طولا واحدا. ففي الصحيح "يبعث كل عبد على ما كان عليه([4])" وفي الحديث الصحيح في صفات الجنة ما ذكرته ويبعثون بشعورهم ثم يدخلون الجنة جردا مردا كما ثبت في الحديث الصحيح انتهى
قال أبوعيسى _ وفقه الله _ :
فهذا الذي نقله العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ هو المشهور وهو الذي عليه الأمر
وأما المتعالم أبو عمرو العتيبي فلا نعلم له سلفاً في قوله هذا إلا أن يكون اعتمد على بعض العمومات في بعض الأحاديث التي فيها يحشر المؤمنون جرداً مرداً فيكون أوتي من سوء فهمه وتعالمه فإن أولاً وصفهم بالمؤمنين ولم يعمم ثم المقصود حال دخولهم الجنة والحديث بمجموع طرقه حسن ففي بعضها يدخل وفي بعضها يبعث والمقصود به أنه حال دخولهم الجنة قال العلامة ابن القيم _ رحمه الله _ كما في التبيان في أقسام القرآن - ( ص 196))
فإن قيل : لو كان شعر اللحية زينة لكان النساء أولى به من الرجال لحاجتهن إلى الزينة وكان التمييز يحصل بخلو الرجال منه ولكان أهل الجنة أولى به وقد ثبت أنهم جرد مرد ؟
قيل : الجواب أن النساء لما كن محل الاستمتاع والتقبيل كان الأحسن والأولى خلوهن عن اللحى فإن محل الاستمتاع إذا خلا عن الشعر كان أتم ولهذا المعنى - والله أعلم - كان أهل الجنة مردا ليكمل استمتاع نسائهم بهم كما يكمل استمتاعهن بهن وأيضا فإنه أكشف لمحاسن الوجوه فإن الشعر يستر ما تحت من البشرة أن يمس بشرة المرأة والله أعلم بحكمته في خلقه اهـ
قال أبوعيسى _ وفقه الله _ :
فعلم من هذا أن هذا من خصائص أهل الجنة وأنه من ضمن النعم الذي وعدهم به ربهم فما لهذا المتعالم جعل هذا عاماً في الخلق ؟!
ولله در الإمام ابن القيم إذ يقول _ رحمه الله _ في نونيته :
ألوانهم بيض وليس لهم لحى *** جعد الشعور مكحلو الأجفان
هذا كمال الحسن في أبشارهم *** وشعورهم وكذلك العينان
وهناك اقتراح آخر وهوقاصمة الظهر لهذا المتعالم بأن سلفه في هذا هم الروافض الأرجاس ففي الكافي ج 2 ص 602 ،بعد أن ساق إسناداً مظلماً إلى الحسين أنه سمع أباه علي بن أبي طالب عليه السلام يحدث الناس قال : إذا كان يوم القيامة بعث الله تبارك وتعالى الناس من حفرهم غرلا مهلا جردا مردا في صعيد واحد يسوقهم النور وتجمعهم الظلمة حتى يقفوا على عقبة المحشر ،.. اهـ المراد
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ :
فهذا هو سلف شيخ الإنترنت في هذه المسألة !
ولعل قائلاً يقول : كيف تشدد عليه في هذه المسألة وقد تكون سهواً أو سبق قلم ؟!!
فأقول : كلا ليس الأمر كذلك بل قررها المتعالم كما في تعليقه على كتاب العلامة حافظ الحكمي أعلام السنة المنشورة :وقال صلى الله عليه وسلم : " إنكم محشورون حفاة عراة (وهذا يكون يوم القيامة) يكونون حفاة ليس عندهم احذية متعطلة الامور وهم عراة ليس هناك البسة ويكونون غرلا غير مختونين ويكونون جردا مردا ليس عندهم لحى ولا شوارب هذه خلقتهم لما يخرجوا من قبورهم .. اهـ المراد من كلام المتعالم !
قال أبوعيسى _ وفقه الله _ : لسان حال هذا المتعالم
وإني وإن كنت الأخير زمانه *** لآت بما لم تستطعه الأوائل
وحقه أن يقال فيه :
ومثلك يؤتى من بلاد بعيدة **** ليضحك ربات الحجال البواكيا
فهل سيتوب العتيبي من هذا التعالم المشين
والاغتراف ممن لا خلاق له !
نسأل الله العلي الأعلى أن يوفقنا ويسددنا
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً
[1] وسيأتي أنه قرره في بعض تعليقاته !
[2] في كتابه الفتاوي الحديثية
[3] وهو العلامة الرملي الشافعي كما في فتاويه وهو من أئمة الشافعية في القرن العاشر وكن على حذر من بعض فتاويه الزائغة
[4] والحديث في صحيح مسلم من حديث جابر بلفظ « يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ ».
أما بعد :
فأمر المتعالم أسامة العتيبي لا يخفى على ذي بصيرة فقد تردى هذا الرجل في أوحال البدع وأتى بأمور عجيبة وقدأنكرنا ولله الحمد عليه بعضها ونصحناه لله عز وجل رغبة في سلوكه للجادة التي كان عليها من قبل ولكنه أبى واستمر في غيه وذلك شأنه وما علينا إلا النصح وبأسلوب يقتضيه الحال مما هو جار بين الرفق والتشديد
والرجل متعالم وقد بينت ذلك في بعض الردودات عليه ومع جهله المركب فهو سيء الخلق هابط الهمة خسيس الطبع !
ومن أواخر عجائبه ما كتبه معلقاً على موضوع المتعالم رائد آل طاهر ! رسالة إلى الحلبي ..:
قال العتيبي المتعالم وهو يخاطب([1]) طلاب الحلبي : فكيف حالك يا علي أبو هنية أنت وأسامة الطيبي وصلاح قعدان وأمجد سلهب والسليماني والجنيدي وعماد طارق والطيباوي والمدعي أنه راجي عفو ربه إذا وقفتم بين يدي الله عراة غرلا جردا مردا ما هو جوابكم؟!!اهـ
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ : من المعلوم أن الناس يحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلاً كما في حديث ابن عباس المتفق عليه وجاء من حديث عائشة رضي الله عنهم جميعاً
ولكن الغريب في قول هذا المتعالم جرداً مرداً !!
أين الدليل على هذا ؟!
ومن أين أخذها ؟!
قال العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ وهو في الأصل كلام ابن حجر الهيتمي([2]) : الإيمان والرد على أهل البدع - (ج 1 / ص 68)
واعلم أن أهل السنة أجمعوا على أن الأجساد تعاد كما كانت في الدنيا بأعيانها وألوانها وأعراضها وأوصافها، ولا ينافي ذلك ما في بعض حديث الصور الطويل: "يخرجون منها شبانا أبناء ثلاث وثلاثين سنة" ؛ لأن هذا من حيث السن، فهم مستوون فيه. والذي دل عليه القرآن أن السقط والطفل يحشران على قدرهما، وحينئذ فهما مستثنيان من الحديث أعني: قوله: "أبناء ثلاث وثلاثين سنة". هذا كله إن صح الحديث، وإلا فقضية كلامهم أن الناس في المحشر على تفاوت صفاتهم في الدنيا حتى في الأسنان، وإنما يقع التبديل عند دخول الجنة، وقد قال بعض المحققين والحفاظ([3]): والصحيح بل الصواب أن الذي يعيده الله هو الأجساد الأولى لا غيرها، ومن قال غير ذلك فقد أخطأ عندي لمخالفته ظاهر القرآن والحديث، والعينان في الوجه كما كانتا في الدنيا، وورد أنهما في الرأس ولكن ظاهر جوابه صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث استعظمت كشف العورات "بأن لكل امرىء منهم يومئذ شأنا يغنيه عن النظر إلى غيره" ففيه إشارة إلى أن العينين في الوجه والناس في الموقف يكون كل منهم على طوله الذي مات عليه ثم عند دخول الجنة يصيرون طولا واحدا. ففي الصحيح "يبعث كل عبد على ما كان عليه([4])" وفي الحديث الصحيح في صفات الجنة ما ذكرته ويبعثون بشعورهم ثم يدخلون الجنة جردا مردا كما ثبت في الحديث الصحيح انتهى
قال أبوعيسى _ وفقه الله _ :
فهذا الذي نقله العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ هو المشهور وهو الذي عليه الأمر
وأما المتعالم أبو عمرو العتيبي فلا نعلم له سلفاً في قوله هذا إلا أن يكون اعتمد على بعض العمومات في بعض الأحاديث التي فيها يحشر المؤمنون جرداً مرداً فيكون أوتي من سوء فهمه وتعالمه فإن أولاً وصفهم بالمؤمنين ولم يعمم ثم المقصود حال دخولهم الجنة والحديث بمجموع طرقه حسن ففي بعضها يدخل وفي بعضها يبعث والمقصود به أنه حال دخولهم الجنة قال العلامة ابن القيم _ رحمه الله _ كما في التبيان في أقسام القرآن - ( ص 196))
فإن قيل : لو كان شعر اللحية زينة لكان النساء أولى به من الرجال لحاجتهن إلى الزينة وكان التمييز يحصل بخلو الرجال منه ولكان أهل الجنة أولى به وقد ثبت أنهم جرد مرد ؟
قيل : الجواب أن النساء لما كن محل الاستمتاع والتقبيل كان الأحسن والأولى خلوهن عن اللحى فإن محل الاستمتاع إذا خلا عن الشعر كان أتم ولهذا المعنى - والله أعلم - كان أهل الجنة مردا ليكمل استمتاع نسائهم بهم كما يكمل استمتاعهن بهن وأيضا فإنه أكشف لمحاسن الوجوه فإن الشعر يستر ما تحت من البشرة أن يمس بشرة المرأة والله أعلم بحكمته في خلقه اهـ
قال أبوعيسى _ وفقه الله _ :
فعلم من هذا أن هذا من خصائص أهل الجنة وأنه من ضمن النعم الذي وعدهم به ربهم فما لهذا المتعالم جعل هذا عاماً في الخلق ؟!
ولله در الإمام ابن القيم إذ يقول _ رحمه الله _ في نونيته :
ألوانهم بيض وليس لهم لحى *** جعد الشعور مكحلو الأجفان
هذا كمال الحسن في أبشارهم *** وشعورهم وكذلك العينان
وهناك اقتراح آخر وهوقاصمة الظهر لهذا المتعالم بأن سلفه في هذا هم الروافض الأرجاس ففي الكافي ج 2 ص 602 ،بعد أن ساق إسناداً مظلماً إلى الحسين أنه سمع أباه علي بن أبي طالب عليه السلام يحدث الناس قال : إذا كان يوم القيامة بعث الله تبارك وتعالى الناس من حفرهم غرلا مهلا جردا مردا في صعيد واحد يسوقهم النور وتجمعهم الظلمة حتى يقفوا على عقبة المحشر ،.. اهـ المراد
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ :
فهذا هو سلف شيخ الإنترنت في هذه المسألة !
ولعل قائلاً يقول : كيف تشدد عليه في هذه المسألة وقد تكون سهواً أو سبق قلم ؟!!
فأقول : كلا ليس الأمر كذلك بل قررها المتعالم كما في تعليقه على كتاب العلامة حافظ الحكمي أعلام السنة المنشورة :وقال صلى الله عليه وسلم : " إنكم محشورون حفاة عراة (وهذا يكون يوم القيامة) يكونون حفاة ليس عندهم احذية متعطلة الامور وهم عراة ليس هناك البسة ويكونون غرلا غير مختونين ويكونون جردا مردا ليس عندهم لحى ولا شوارب هذه خلقتهم لما يخرجوا من قبورهم .. اهـ المراد من كلام المتعالم !
قال أبوعيسى _ وفقه الله _ : لسان حال هذا المتعالم
وإني وإن كنت الأخير زمانه *** لآت بما لم تستطعه الأوائل
وحقه أن يقال فيه :
ومثلك يؤتى من بلاد بعيدة **** ليضحك ربات الحجال البواكيا
فهل سيتوب العتيبي من هذا التعالم المشين
والاغتراف ممن لا خلاق له !
نسأل الله العلي الأعلى أن يوفقنا ويسددنا
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً
كتبه أبو عيسى علي بن رشيد العفري
[1] وسيأتي أنه قرره في بعض تعليقاته !
[2] في كتابه الفتاوي الحديثية
[3] وهو العلامة الرملي الشافعي كما في فتاويه وهو من أئمة الشافعية في القرن العاشر وكن على حذر من بعض فتاويه الزائغة
[4] والحديث في صحيح مسلم من حديث جابر بلفظ « يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ ».
تعليق