قال الحافظ ابن كثير _ رحمه الله _ في ترجمة الإمام محمد بن الشيخ الصالح عمر بن السيد القدوة الناسك الكبير .. أبي بكر بن قوام بن علي بن قوام البالسي كما في كتابه الفذ البداية والنهاية - (ج 14 / ص 102) وكان شيخا جليلا بشوش الوجه حسن السمت، مقصدا لكل أحد، كثير الوقار عليه سيما العبادة والخير، وكان يوم قازان في جملة من كان مع الشيخ تقي الدين بن تيمية لما تكلم مع قازان، فحكى عن كلام شيخ الاسلام تقي الدين لقازان وشجاعته وجرأته عليه، وأنه قال لترجمانه:
قل للقان: أنت تزعم أنك مسلم ومعك مؤذنون وقاض وإمام وشيخ على ما بلغنا فغزوتنا وبلغت بلادنا على ماذا ؟
وأبوك وجدك هلاكو كانا كافرين وما غزوا بلاد الاسلام، بل عاهدوا قومنا، وأنت عاهدت فغدرت وقلت فما وفيت.
قال: وجرت له مع قازان وقطلوشاه وبولاي أمور ونوب، قام ابن تيمية فيها كلها لله، وقال الحق ولم يخش إلا الله عزوجل.
قال وقرب إلى الجماعة طعاما فأكلوا منه إلا ابن تيمية فقيل له ألا تأكل ؟ فقال: كيف آكل من طعامكم وكله مما نهبتم من أغنام الناس وطبختموه بما قطعتم من أشجار الناس،
قال ثم إن قازان طلب منه الدعاء فقال في دعائه " اللهم إن كان هذا عبدك محمود إنما يقاتل لتكون كلمتك هي العليا وليكون الدين كله لك فانصره وأيده وملكه البلاد والعباد، وإن كان إنما قام رياء وسمعة وطلبا للدنيا ولتكون كلمته هي العليا وليذل الاسلام وأهله فأخذ له وزلزله ودمره وأقطع دبره " قال: وقازان يؤمن على دعائه، ويرفع يديه.
قال: فجعلنا نجمع ثيابنا خوفا من أن تتلوث بدمه إذا أمر بقتله.
قال: فلما خرجنا من عنده قال له قاضي القضاة نجم الدين بن صصرى وغيره: كدت أن تهلكنا وتهلك نفسك، والله لا نصحبك من هنا،
فقال: وأنا والله لا أصحبكم.
قال: فانطلقنا عصبة وتأخر هو في خاصة نفسه ومعه جماعة من أصحابه، فتسامعت به الخواقين والأمراء من أصحاب قازان فأتوه يتبركون بدعائه، وهو سائر إلى دمشق، وينظرون إليه، قال والله ما وصل إلى دمشق إلا في نحو ثلثمائة فارس في ركابه، وكنت أنا من جملة من كان معه، وأما أولئك الذي أبوا أن يصحبوه فخرج عليهم جماعه من التتر فشلحوهم عن آخرهم، هذا كلام أو نحوه، وقد سمعت هذه الحكاية من جماعة غيره، وقد تقدم ذلك.اهـ المراد
قال أبوعيسى _ وفقه الله _ : صدق ربنا إذ يقول {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } [محمد/38]
وقال جل في علاه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة/54]
فيا من تظن بأنك بتخذيلك عن الحق وأهله ستضرهم أعد النظر في هذه الآية فهل ترى لتخذيلك عن الحق أثراً أم هل تظن بأنك بتخذيلك قد أحدثت ضرراً ألم تقرع هذه الآيات أسماعك فلم العناء ولم هذا الغباء والتعامي
ونقولها صراحة فأنت أيها المخذل المعثار إنما أنت صيد أهل الفتن والتشغيب وقديماً قال الإمام ابن القيم فيك وفي أمثالك كما في روضة المحبين - (ص 363)
وإذا علقت بالعبد فوقع في حبائلها وأشراكها عز على الناصحين استنقاذه وأعيا الأطباء دواؤه فأسيرها لا يفدى وقتيلها لا يودى اهـ
فلا عزاء فيك يا ذا الشقاء
والله المستعان
قل للقان: أنت تزعم أنك مسلم ومعك مؤذنون وقاض وإمام وشيخ على ما بلغنا فغزوتنا وبلغت بلادنا على ماذا ؟
وأبوك وجدك هلاكو كانا كافرين وما غزوا بلاد الاسلام، بل عاهدوا قومنا، وأنت عاهدت فغدرت وقلت فما وفيت.
قال: وجرت له مع قازان وقطلوشاه وبولاي أمور ونوب، قام ابن تيمية فيها كلها لله، وقال الحق ولم يخش إلا الله عزوجل.
قال وقرب إلى الجماعة طعاما فأكلوا منه إلا ابن تيمية فقيل له ألا تأكل ؟ فقال: كيف آكل من طعامكم وكله مما نهبتم من أغنام الناس وطبختموه بما قطعتم من أشجار الناس،
قال ثم إن قازان طلب منه الدعاء فقال في دعائه " اللهم إن كان هذا عبدك محمود إنما يقاتل لتكون كلمتك هي العليا وليكون الدين كله لك فانصره وأيده وملكه البلاد والعباد، وإن كان إنما قام رياء وسمعة وطلبا للدنيا ولتكون كلمته هي العليا وليذل الاسلام وأهله فأخذ له وزلزله ودمره وأقطع دبره " قال: وقازان يؤمن على دعائه، ويرفع يديه.
قال: فجعلنا نجمع ثيابنا خوفا من أن تتلوث بدمه إذا أمر بقتله.
قال: فلما خرجنا من عنده قال له قاضي القضاة نجم الدين بن صصرى وغيره: كدت أن تهلكنا وتهلك نفسك، والله لا نصحبك من هنا،
فقال: وأنا والله لا أصحبكم.
قال: فانطلقنا عصبة وتأخر هو في خاصة نفسه ومعه جماعة من أصحابه، فتسامعت به الخواقين والأمراء من أصحاب قازان فأتوه يتبركون بدعائه، وهو سائر إلى دمشق، وينظرون إليه، قال والله ما وصل إلى دمشق إلا في نحو ثلثمائة فارس في ركابه، وكنت أنا من جملة من كان معه، وأما أولئك الذي أبوا أن يصحبوه فخرج عليهم جماعه من التتر فشلحوهم عن آخرهم، هذا كلام أو نحوه، وقد سمعت هذه الحكاية من جماعة غيره، وقد تقدم ذلك.اهـ المراد
قال أبوعيسى _ وفقه الله _ : صدق ربنا إذ يقول {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } [محمد/38]
وقال جل في علاه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة/54]
فيا من تظن بأنك بتخذيلك عن الحق وأهله ستضرهم أعد النظر في هذه الآية فهل ترى لتخذيلك عن الحق أثراً أم هل تظن بأنك بتخذيلك قد أحدثت ضرراً ألم تقرع هذه الآيات أسماعك فلم العناء ولم هذا الغباء والتعامي
ونقولها صراحة فأنت أيها المخذل المعثار إنما أنت صيد أهل الفتن والتشغيب وقديماً قال الإمام ابن القيم فيك وفي أمثالك كما في روضة المحبين - (ص 363)
وإذا علقت بالعبد فوقع في حبائلها وأشراكها عز على الناصحين استنقاذه وأعيا الأطباء دواؤه فأسيرها لا يفدى وقتيلها لا يودى اهـ
فلا عزاء فيك يا ذا الشقاء
والله المستعان