تويت
نيابة الحزب الحقود عن إبليس
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
أما بعد
يقول الله جل وعلا : {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58]
وقال الله جل وعلا : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا} [الأحزاب: 69]
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما انه قال صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال : ((يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله ونظر ابن عمر إلى الكعبة فقال ما أعظمك وما أعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك))
رواه الترمذي والحد يث في الصحيح المسند لشيخنا مقبل رحمه الله
وقال احمد بن جعفر بن يعقوب في طبقات الحنابلة ج1/35 :
((وقد رأيت لأهل الأهواء والبدع والخلاف أسماء شنيعة قبيحة يسمون بها أهل السنة يريدون بذلك عيبهم والطعن عليهم والوقيعة فيهم والإزراء بهم عند السفهاء والجهال.))
وقال الشاطبي في الاعتصام ج1/15
((ثم يليهم كل من ابتدع بدعة، فإن من شأنهم أن يثبطوا الناس عن اتباع الشريعة، ويذمونهم، ويزعمون أنهم الأرجاس الأنجاس المكبين على الدنيا، ويضعون عليهم شواهد الآيات في ذم الدنيا وذم المكبين عليها:
كما يروى عن عمرو بن عبيد: أنه قال: " لو شهد عندي علي وعثمان وطلحة والزبير على شراك نعل; ما أجزت شهادتهم ".
وعن معاذ بن معاذ; قال: قلت لعمرو بن عبيد: كيف حدث الحسن عن عثمان أنه ورث امرأة عبد الرحمن بعد انقضاء عدتها؟ فقال: " إن فعل عثمان لم يكن سنة ".
وقيل له: كيف حدث الحسن عن سمرة في السكتتين؟ فقال: " ما تصنع بسمرة؟ ! قبح الله سمرة " اهـ.
بل قبح الله عمرو بن عبيد.
وسئل يوما عن شيء؟ فأجاب فيه. قال الراوي: قلت: ليس هكذا يقول أصحابنا. قال: " ومن أصحابك لا أبا لك؟ "، قلت: أيوب، ويونس، وابن عون، والتيمي. قال: " أولئك أنجاس أرجاس، أموات غير أحياء ".
فهكذا أهل الضلال يسبون السلف الصالح; لعل بضاعتهم تنفق، {ويأبى الله إلا أن يتم نوره} [التوبة: 32] .
وأصل هذا الفساد من قبل الخوارج، فهم أول من لعن السلف الصالح، وتكفير الصحابة رضي الله عن الصحابة، ومثل هذا كله يورث العداوة والبغضاء.
وأيضا; فإن فرقة النجاة وهم أهل السنة مأمورون بعداوة أهل البدع، والتشريد بهم، والتنكيل بمن انحاش إلى جهتهم بالقتل فما دونه،
وقد حذر العلماء من مصاحبتهم ومجالستهم حسبما تقدم، وذلك مظنة إلقاء العداوة والبغضاء، لكن الدرك فيها على من تسبب في الخروج عن الجماعة بما أحدثه من اتباع غير سبيل المؤمنين، لا على التعادي مطلقا. كيف ونحن مأمورون بمعاداتهم وهم مأمورون بموالاتنا والرجوع إلى الجماعة؟ !))
ومن تأمل إلى ما يصنعه ويقوم به أصحاب الحزب الحقود الجهول من تتبع ونشر لكل ما يسمعونه عن شيخنا يحيى بن علي الحجوري وفي إخوانه وفي طلابه يجد العجب، ويجد أنهم قد جمعوا بين الجهل والسفه وإن من السفه ما نشر في شبكة سحاب بعنوان : (المنهج الحجوري منهج انشطاري)
وقد جمع كاتبه بين أمرين ، بين الكذب والتحريش
أما الكذب ففي نسبته أن هناك منهجا لشيخنا يحيى – حفظه الله – يخالف الكتاب والسنة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ((إذا لم تستحي فاصنع ما شئت)) وقال عليه أفضل الصلاة والسلام : (( ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا))
وأما التحريش فقد ذكر أن هناك انقسامات بين أوساط أهل السنة والجماعة وتغافل عما يراه من اجتماعات لأهل السنة في المحاضرات وقد سطر إخواننا أروع الأمثلة يوم أن حوصرت دماج ويوم أن خذلها المخذلون وتخلى عنها الجبناء وقد جاء في مسلم من حديث جابر رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إن الشيطان قد أيس أن يعبده المشركون في جزيرة العرب لكن بالتحريش)).
فالتحريش صفة شيطانية لا يقوم بها إلا أهل النفاق أصحاب الأيادي السوداء : أيادي عبد الله بن سبأ الذين كانوا سببا فيما حصل بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبين معاوية رضي الله عنه من تحريش ، وكذلك ما حصل للخليفة الراشد عثمان بن عفان – رضي الله عنهم جميعا ممن استنابهم إبليس لنشر الشائعات ،والله جل وعلا يقول : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } [النور: 19]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (15 / 332):
(وهذا ذم لمن يحب ذلك وذلك يكون بالقلب فقط ويكون مع ذلك باللسان والجوارح وهو ذم لمن يتكلم بالفاحشة أو يخبر بها محبة لوقوعها في المؤمنين: إما حسدا أو بغضا)
وقال شيخ الإسلام ابن القيم في بدائع الفوائد (2 / 260) :
(المرتبة الثالثة من الشر: وهي الكبائر على اختلاف أنواعها فهو أشد حرصا على أن يوقعه فيها ولا سيما إن كان عالما متبوعا فهو حريص على ذلك لينفر الناس عنه ثم يشيع من ذنوبه ومعاصيه في الناس ويستنيب منهم من يشيعها ويذيعها تدينا وتقربا بزعمه إلى الله تعالى وهو نائب إبليس ولا يشعر فإن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم هذا إذا أحبوا إشاعتها وإذاعتها فكيف إذا تولوا هم إشاعتها وإذاعتها لا نصيحة منهم ولكن طاعة لإبليس ونيابة عنه كل ذلك لينفر الناس عنه وعن الانتفاع به وذنوب هذا ولو بلغت عنان السماء أهون عند الله من ذنوب هؤلاء فإنها ظلم منه لنفسه إذا استغفر الله وتاب إليه قبل الله توبته وبدل سيئاته حسنات وأما ذنوب أولئك فظلم للمؤمنين وتتبع لعورتهم وقصد لفضيحتهم والله سبحانه بالمرصاد لا تخفى عليه كمائن الصدور ودسائس النفوس.)
وقال الحافظ ابن رجب في الفرق بين النصيحة والتعيير (1 / 17):
((فلهذا كان إشاعة الفاحشة مقترنة بالتعيير وهما من خصال الفجار لأن الفاجر لا غرض له في زوال المفاسد ولا في اجتناب المؤمن للنقائص والمعايب إنما غرضه في مجرد إشاعة العيب في أخيه المؤمن وهتك عرضه فهو يعيد ذلك ويبديه ومقصوده تنقص أخيه المؤمن في إظهار عيوبه ومساويه للناس ليُدخل عليه الضرر في الدنيا....
وقال : وأما الحامل للفاجر على إشاعة السوء وهتكه فهو القوة والغلظة ومحبته إيذاء أخيه المؤمن وإدخال الضرر عليه وهذه صفة الشيطان الذي يزيِّن لبني آدم الكفر والفسوق والعصيان ليصيروا بذلك من أهل النيران كما قال الله: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 6] (فاطر: 6) .))
وقد ذكر صاحب كتاب (إلى أين يتجه الإخوان المسلمون في اليمن) أن الإخوان إذا أرادوا تشويه شخص اتهموه باللصوصية وبأخذ الأموال بالباطل أو كلاما نحو هذا .
وذكر البرعي في قراع الأسنة أنهم – أي الإخوان – إذا أرادوا تشويه شخص اتهموه بالجاسوسية وقد أصبحت هذه التهمة أسلوبا من أساليب التنفير .
فهنيئا لأصحاب الحزب الحقود النيابة عن إبليس ، مع ان الواجب عليهم هو الردود العلمية ، فأهل السنة يرحبون بالردود العلمية لأنها من النصيحة ، والنصيحة واجبة ، وهي من حق المسلم .
أما ما نراه منهم من سفه وقلة أدب، فإن هذا ينافي الآداب الشرعية التي تجب على المسلم فضلا عمن ينتسب إلى طلب العلم، وكل إناء بما فيه ينضح.
وكتبه :
فيصل بن يحيى الغولي
فيصل بن يحيى الغولي
تعليق